12 / 04 / 2016, 08 : 07 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ذهبي | البيانات | التسجيل: | 07 / 05 / 2015 | العضوية: | 54171 | العمر: | 40 | المشاركات: | 1,090 [+] | بمعدل : | 0.31 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الترغيب بالعزلة عند فساد الزمان ((لا يَأتي زمَان إلاَّ الذي بَعْدَهُ شرٌّ مِنهُ)) قَالَ الشاطِبي في قَصِيدَته: وَهَذَا زَمَان الصبر مَن لك بالتي ... كقبض عَلى الجمر فَتنجوا مِن البلاء وَزَمَانه كَانَ في قرنِ خمسمائة، وَأمَّا اليَوم فَقد تجاوزَ الألف واربع مائه وسبع وثلاثون ، فتَدبَر فيما زَادَ مِن الكدَر. وَلقد أجمعَ السلَف الصّالح عَلى التحذير من أهِل زمَانهم وَمِن قرب مَكانِهم، وَآثروا العزلةَ وَالخلوةَ وَاجتنبُوا الخلطَة وَالحلوة، وَأمرُوا بِذلكَ وَتواصوا به هُنالك، وَلا شك أنهم كانوا أنصَح وَبأمِر الدين أبصر، وَأن الزمَان ليسَ بَعدهم خَيراً ممَا كَانَ بَل شراً مِنهُ وَأمَرّ وَفي مَعنَاه مَا وَرَدَ في الخبَر المعُتَبر: ((لا يَأتي زمَان إلاَّ الذي بَعْدَهُ شرٌّ مِنهُ)) رَوُاهُ البخاري وَفي (الكبَير) للطَبراني عَن أبي الدرداء مَرفوعاً: ((مَا مِن عَام إلاَّ ينقص الخَيرفيه ويزيد الشر))وَذلَكَ لأن كَلَّ مَن أبعدَ عَن نور المشعل المحِمدي، وَقعَ في نوع مِن ظلمة الجِهَل الرديء. ويؤيدهُ مَا أخرجهُ الطبراني عَن ابنِ عَباس: ((مَا مِن عَام إلا وَيحدث النَّاس بدعَة وَيميتون سُنة حَتى تمَات السَنن وَتحيى البَدع)) وأخرج الترمذِي عَن أنَس: ((مَا مِن عَام إلا وَالذي بَعدَه شرٌّ مِنهُ حَتى تلقوا رَبكم)) وَرَوى أحمد وَالبخَاري وَالنسَائي عَن أنَس: ((لا يأتي عَليكم عَام وَلاَ يَوم إلا وَالذِي بعده شرٌ منه حَتى تلقوا ربَّكم)) وَعن الثوري : وَالذِي لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ، لقَدَ حلت العزلة في هَذا الزمَان)) قَالَ الغزالي : ((وَلئنَ حلت في زمَانِهَ فَفي زماننا هذاوجبت)) وَكتبَ رجلٌ عَلى دَاره - لِيضع نظر اعتبار عَلى آثارِه -: ((جزا الله مَنْ لا يعرفنَا خيراً كافة، وَلاَ جزى بذلك أصدقائنا خاصة، فَمَا أوذينا قط إلاَّ مِنهم، وَمَا صَدَر في صَدرنا مِن الهمِّ إلاَّ عَنهُم، فالبُعد عَنهم هُوَ السّعد)). ولله در القائل [حيث قال] جَزَى الله عَنا الخير مَن ليسَ بَيْنَنا ... وَبَينَهُ ودٌّ ولاَ نتعَارفُ فما أصَابنا همٌ وَلا نالنا الأذى ... مِنْ النَّاس إلاَّ مَن نود ونعرفُ وَقَالَ الفضيل : ((هَذَا زمَان احفظ فيه لسَانَك، وأخفِ مَكانك، وَعالج جفانَك، وخذ مَا تعرف وَدَع مَا تنكر لتصلح شأنكَ)) . وَقالَ الثوري: ((هَذَا زمان السّكُوت، وَلزُوم البيُوت، والرّضا بالقوت إلى أن تَمُوت)) قلت: وَكَذَا صَحَ: ((مَن صَمت نجا)) لِكن ورَدَ في صَحيح الأخبَار: ((مَن علم بعلمه مَن كتم عِلماً حكمة ألجّمه الله بلجَام مِن نار)) وَلعَلهُ مقتبس من قولِه تعَالَى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [آل عمران: 187].فقد ظهَر قَوم غَلبَ عَليهم الجَهل وَطمهُم وَأعماهم حُب الرئَاسة وأصَمهُم، وَتحرك عرق الحسَد فِيهم وَعِمهُم، قد لكنوا عَن عِلم الشِريعَة مِنَ الكتاب وَالسّنة وَنسوه، وَاكبوا عَلى عِلم الفلاسِفة وَدرسُوهُ، يريد الإنسَان مِنهم أنْ يتقَدمَ، وَيأبى الله إلا أن يزيدهُ تأخِير، ويبتغي أحَدُهم العِزة وَلاَ عَلم عندَه، فلا يجد لَهُ ولياً وَلاَ نَصِيراً، وَمَع ذَلكَ فلاَ ترى هُنالكَ إلا أنوفاً مُسمَّرة، وَقلوباً عَن الخلقِ مُستكبَرة، وَأقوالاً تصدُر عَنهم مُفتراة مزورَة، كَلمَا هَديتهم إلى الحَق كان أصَم وَأعمَى لهم، كأن الله لم يُوكل بِهم حَافظين يَطلبونَ أقوالهم وَأعمالَهم، فالعَالم بينهم مَحزُون يتلاعب به الجَهال وَالصبيَان، وَالعَاقِل عِندَهم مَجنُون دَاخِل في ميدَان النقصَان وَاللهُ المُستعان وَإليه المشتكى وَعَليه التكلان.
hgjvydf fhgu.gm uk] tsh] hg.lhk
|
| |