17 / 05 / 2015, 12 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح " فوائد من حديث الثلاثة الذين أواهم المبيت إلى الغار " الحمد لله عظيم المنة ، مكن للدين بأهل السنة ، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين ، الذي أتانا من عند الله بأحسن ملة ، ثم أما بعد : إنّ العبد المؤمن إذا وقع في موطن شدة جعل الله له فرجا وخفف عنه ، وجعل له من وراء بلائه مخرجا كما قال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } ، وينجيه من كل كرب وهم وغم ، فيأتيه الفرج من طريق لم تخطر بباله ، وقال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } ، والأمة الإسلامية تعيش في هذه الحقبة التاريخية أحلك محنها بسبب بطش الكافرين الذين ولغوا في أرضها واستباحوا حرماتها وأنهكوا محارمها ما ذلك إلا بما أحدثته الأمة من فساد وبعد عن الدين ، ولكنّ الله تعالى إذا أراد أمورا هيئ لها أسبابا وظروفا يأتي منها اليسر والتخفيف ، كما قال صلى الله عليه وسلم فيما روى ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا : [ واعلم أنّ النصر مع الصبر ، وأنّ الفرج مع الشدة ، وأنّ مع العسر يسرا ] ، والله تعالى يقول : { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا } . فهذه المحن يعقبها الفرج والفتح من الله كما قال تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، سيجعل الله بعد عسر يسرا } ، فكل عسر يعقبه يسر ، وكل ضيق يعقبه فرج ، وكل محنة يعقبها تخفيف ثم يأتي التفريج من الله تعالى ، وهذا من اليسر الذي وعد الله به عباده المؤمنين في كتابه العظيم ومن الأمثلة والقصص التي ضربها وقصها الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار فوقعت عليهم صخرة كبيرة ، ثم دعوا الله بصالح أعمالهم كما روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار ، فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ] ، زاد بعض الرواة : [ والصبية يتضاغون عند قدمي ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منها ] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ قال الآخر : اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحبّ الناس إليّ ، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني ، فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ، حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فتحرّجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحبّ الناس إليّ وتركت الذهب الذي أعطيتها ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب ، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال لي : يا عبد الله أد إليّ أجري ، فقلت كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي ، فقلت إني لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ] ، وفي رواية أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق ، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه ، فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه ، وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره إلى أن اشتريت منه بقرا ، وإنه أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، فانزاحت عنهم الصخرة ] . من فوائد هذا الحديث أنّ الله تعالى جعل دار الدنيا دار بلاء ، وهذا البلاء امتحان منه سبحانه لعباده المؤمنين والصالحين وغيرهم من المصلحين ، كما قال صلى الله عليه وسلم فيما روى القضاعي في مسند الشهاب وخرجه ابن حبان بسند صحيح عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : [ ما بقي من الدنيا إلا بلاء وفتن ] ، وهذا الامتحان الدنيوي قد يكون دينيا كما قد يكون امتحانا دنيويا ، فتارة لاختبار درجة إيمان المتقين ، وتارة لمعاقبة من اقترف ذنوبا في الدنيا قبل الآخرة ، وتارة لاستكشاف حالة المنافقين ، وتارة رحمة منه سبحانه وتعالى يرحم بها عباده الصالحين ليقضي لهم حاجاتهم بعد توبة وإلحاح في دعاء ، وتارة ليستجيب لهم دعواتهم في أشياء قد سألوها منه يصرف بها عنهم أنواعا من المحن ، وتارة يكون هذا البلاء منه سبحانه لعباده ليتضرعوا إليه ويزدادوا به قربة منه تعالى ، ورحمة الله تعالى واسعة يغيث بها المتضرعين إليه سواء بسبب عمل صالح قدموه أو دعوة مقبولة استجابها ، أو بدعاء غيره من الصالحين الأحياء له بالتفريج ، فيستجيب الله تعالى لهم وينجيهم مما هم فيه من الكرب والبلاء . ومن فوائد الحديث أنّ طاعة الوالدين وخدمتهما سبب عظيم بعد توحيد الله في دخول الجنة وتفريج الكروب وقضاء الحوائج ، ومنه أنّ الحفاظ على أعراض المسلمات عامة وذوي القرابة خاصة من الأسباب المنجية من المحن ، ومنه أنّ العدل في الأحكام والتعامل بصدق مع الخلق وردّ المستحقات لأهلها والحكم بالقسط والعدل في القضايا من أعظم المنجيات من المهلكات . ومن الفوائد الثمينة في الحديث أنّ الدعاء بصالح العمل منجاة للعبد من البلاء والمحن ، وأنّ الله تعالى يصرف سوء القضاء عن المرء بصالح أعماله الخيرية التي عملها في حياته ، فتكون له عدة على مرّ البلاء وسوء القضاء ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ اللهم إني أعوذ لك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ] ، فنعوذ بالله من جميع سخطه .
t,hz] lk p]de hgeghem hg`dk H,hil hglfdj Ygn hgyhv
|
| |