15 / 07 / 2012, 24 : 02 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 66 | المشاركات: | 191,418 [+] | بمعدل : | 31.09 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19386 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى السيرة النبويه السلام عليكم ورحمه الله مات الرسول وترك رجالاً مات الرسول، صلى الله عليه وسلم، بعدما أنزل الله عليه آخر آية من القرآن نزولا: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا» وقد تمت الشريعة وكملت الملة وربَّى صلى الله عليه وسلم رجالا هم أئمة الأمة إلى قيام الساعة، منهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون ونجوم الفقهاء وشيوخ التفسير وأبطال الجهاد وأعلام الزهد.. وهؤلاء الصحابة الذين علمهم صلى الله عليه وسلم ورباهم هم أساتذة الفتوح وقادة المجد الإسلامي وقدوة الأجيال اللاحقة عبر القرون في تاريخ الإسلام الطويل. ويوم مات الرسول، صلى الله عليه وسلم، كانت درعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير، ولم يترك درهما ولا دينارا، ولم يرث منه بناته وقرابته شيئا؛ لأنه القائل: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث.. ما تركناه صدقة»، ومات في غرفة من طين كانت قبره صلى الله عليه وسلم، فلم يترك دارا ولا قصرا ولا بستانا ولا كنزا، بل ذهب من الدنيا كما أتى تماما، لكنه ترك منهجا ربانيا وعقيدة عظيمة وسنة مطهرة ودولة إسلامية وجيلا مؤمنا ورسالة ربانية محمدية لا يدفنها الدهر ولا تمحوها الريح ولا يغسلها الماء ولا تغفلها الأيام، ربى أبا بكر الصديق آية في الصدق والإيمان والتضحية، وعلَّم عمر بن الخطاب أستاذ العدل وإمام الحزم وفاروق الإسلام، وأخرج عثمان بن عفان الرباني حامل القرآن السخي الجواد، ودرب علي بن أبي طالب الإمام المرتضى والسيف المنتضى بحر العلوم ورجل المواقف، وابن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة، وأبي بن كعب سيد القراء، ومعاذ بن جبل قائد العلماء إلى الجنة، وأبا ذر الغفاري أصدق من مشى على الغبراء، وسعد بن معاذ الذي اهتز له عرش الرحمن، وخالد بن الوليد سيف الله المسلول، الذي ما هُزم في معركة قط.. وغيرهم الألوف ممن حملوا مشاعل النور وكانت صدورهم مصاحف في الصدق والصبر والصلاح. ولهذا السبب كانت حضارة الإسلام هي الأبقى والأتقى والأنقى على طول الزمان؛ لأنها تركت أفكارا ومثلا عليا وأخلاقا راقية وشمائل طاهرة وصفات زكية وتعاليم ربانية، بينما الحضارات الأخرى قامت على الاستيلاء وحقوق البدن وإشباع الرغبات والنزوات. لقد ترك كسرى وقيصر هياكل وقصورا ودورا وبساتين بلا أخلاق ولا عدل ولا صدق، فاجتاحتها جيوش الإسلام الفاتحة، وترك الفراعنة أهراما وجسورا وصورا وتماثيل لكن بلا علم نافع ولا عمل صالح ولا إنصاف ولا مساواة، فدخل الإسلام بنوره وعدله فبقي الإسلام وذهبت الآثار الأرضية الترابية، والإسلام يهتم بالبناء والتعمير، لكنه يبدأ بعمار الروح وبناء النفوس وتثقيف العقول وتزكية القلوب وتطهير الضمائر، وبعدها يبني حضارة الإنسان ويهتم بمسكنه ومطعمه وملبسه وصناعته وفلاحته. كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يسكن غرفة صغيرة من طين، ولكن من هذه الغرفة أرسل نور الهداية للعالم، وأطلق شمس العدل في المعمورة وبث ضياء الإيمان في الكون، في هذه الغرفة نزل جبريل بالذكر الحكيم والمنهج القويم على النبي الكريم، في هذه الغرفة بُنيت معالم الدولة الإسلامية العادلة الرشيدة، وقُضي على الظلم والاستبداد والجهل والأمية. لما بعث الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان الناس بحاجة إلى بيوت مشيدة وطرق معبدة ومزارع خصبة ومعامل للخياطة والنساجة والحدادة، لكنه، صلى الله عليه وسلم، بدأ بالإنسان أولا، واستثمر في الإنسان، ووجَّه نوره وتعاليمه إلى قلب هذا الإنسان؛ لأن الإنسان إذا صلح واستنار قلبه وتثقف عقله وارتفعت همته سوف يقوم ببناء الحياة وإصلاح الدنيا على أكمل وجه، وماذا ينفع مصنع ومعمل وشركة وملعب وميدان وحديقة يعيش فيها فجرة أشقياء، ومردة أغبياء، وظلمة أدعياء؟! إنهم سوف يخربون العمار، ويفسدون الديار، ويهدمون الأمصار، لكن يوم تصلح الفرد وتربي الجيل وتهدي البشر إلى الإيمان والعدل والرحمة والحرية والسلام تترك أمة تبني الحضارة بجدارة وتعمر الدنيا بذكاء، ولهذا لما ترك الرسول، صلى الله عليه وسلم، للعالم هذا الرعيل الأول لم تمضِ عشرات السنوات إلا وحضارة الإسلام تشرق بنورها على أوروبا وتبزغ بشمسها على سهول الهند والسند وتفتح بقوافل العلماء والفقهاء والمصلحين أدغال أفريقيا وفيافي طاشقند وسمرقند ونهاوند، ولو أتت أمة قاهرة فحطمت كل عمارة أو بناء إسلامي لما استطاعت أن تمحو حضارة وثقافة الإسلام وما تركه في النفوس والعقول من الإيمان والعلم والمعرفة قال تعالى: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ». قال شوقي يمدح حضارة الإسلام: كانوا ملوكا سرير الشرق قبلتهم ** فهل سألت سرير الغرب ما كانوا؟ عالين كالشمس في علياء دولتهم ** في كل أرض لهم حكم وسلطان د. عائض القرني
lhj hgvs,g ,jv; v[hghW
|
| |