16 / 08 / 2011, 52 : 01 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى فضي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 16 / 08 / 2010 | العضوية: | 37500 | العمر: | 33 | المشاركات: | 973 [+] | بمعدل : | 0.18 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 274 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام عباد الرحمن الرشاد .. علامة المؤمن بقلم : د. طه حبيشي أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين - سابقا تحدث القرآن الكريم عن عباد الرحمن فأدخلهم في الرشد ووصفهم به ".... ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون". وتعلق عباد الرحمن بالرشد علي أن يكون صفة لهم. وأن يهبهم الله إياه. كي يتميزوا به بين الخلائق. حكي القرآن عن أهل الكهف أنهم قد تعلقوا بهذه الصفة وسألوها ربهم فقال "إذ أوي الفتية إلي الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهييء لنا من أمرنا رشدا". ولقد خاطب الله نبيه وخطاب النبي خطاب للأمة فقال : "واذكر ربك إذا نسيت وقل عسي أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا". والدعاة الي الله عز وجل يصفون منهجهم وغايتهم التي يرومون الوصول إليها ب "الرشاد" لما له من سيطرة علي القلوب. فمؤمن آل فرعون يقول لقومه كما ذكر القرآن الكريم عنه : "وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد". وحين أخذت الجن دهشتهم بميلاد سيدنا محمد وبعثته. قالوا مندهشين : "وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا". وحين اتضح أمامهم السبيل اعطوا النصفة من أنفسهم فقالوا : "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا". وهذا الذي يتعلق به عباد الرحمن ويدعون الناس إليه وهو الرشاد قد اختص الله عز وجل بتوفيق عباده إليه حين يخلصون في نيتهم وتصدق عزيمتهم في اتباع هذا الدين. فأمر الله نبيه أن يبلغهم هذه الحقيقة : "قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشدا". وتصريح النبي بهذه الحقيقة ليس له من مفهوم أو دلالة إلا أن يكون الله وحده هو الذي يختص برسم الطريق إلي الرشاد. ودعوة عباد الرحمن إلي سلوك هذا الطريق. مع معونتهم له فيما يقطعونه من خطوات علي الطريق. والشيء الذي ينبغي أن يكون واضحاً هو أن هؤلاء الدعاة علي أبواب جهنم. إنما يستعملون مفهوم الرشاد لاضلال الناس. ففرعون عندما أراد أن يستخف المصريين. وما عسي أن يكون قد اتبعه من بني اسرائيل. ركز علي هذه العاطفة الدينية وعلي الطريق إليها. فقد قال هو وقومه وهم ينالون من مرتبة موسي وأخيه "قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلي". ألا تري إلي هؤلاء القوم من فرعون وملئه يستغلون عاطفتي الانتماء إلي الوطن والانتماء إلي الدين في تضليل عامة المصريين. فأزعجوهم بأن موسي وهارون ليس لهما من غرض إلا إخراج المصريين من أرضهم. وإلا النيل من دينهم وعقيدتهم. ودينهم وعقيدتهم هما الطريقة المثلي. الإله فيما هو فرعون. والمنهج فيها هو ما يأمر به فرعون أو ينهي عنه. وهذا المنهج أو تلك الطريقة المثلي التي استخف بها فرعون أهل مصر. قد وصفها فرعون بالرشد. فليس هناك منهج يوصف بالرشاد خارج نطاق ما يراه فرعون ويكلف به المصريين أمراً ونهياً. والله قد حكي قولته في ذلك فقال : ".... قال فرعون ما أريكم إلاما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". ومما ذكرناه يتضح أن "الرشد" و"الرشاد" و"الرشد" ألفاظ تدل علي وصف يحتل أرقي المواقع بين ما يرغب الناس فيه من الصفات. وما يتطلعون إليه من النعوت وهذاأمر يحملنها علي أن نقف لنتعرف علي حقيقة الرشاد ما هو؟. يقول الفخر الرازي في مفاتيح الغيب : "الرشد في اللغة معناه إصابة الخير. وفيه لغتان : أرشد ورَشَدَ. والرشاد مصدر أيضاً كالرشد. والغي نقيض الرشد. يقال غوي يغوي غيا وغواية. إذا سلك غير طريق الرشد. ويعد الرشاد في لغة الشرع وصفاً بالغ الأهمية يستحقه كل من رشد واستقام في معتقده. ويستحقه كل من رشد واستقام في قوله الذي يجري علي لسانه ويستحقه كل من رشد واستقام في فعله وسلوكه. ومن أجل ذلك جعل الله الرشد موضع الرجاء لعباد الرحمن يحصلونه بسلامة الجنان. وسلامة اللسان. ومن حسن أدائهم للأركان. فهو يقول في سورة البقرة معقباً علي أداء عباد الرحمن في شهر الصيام. وما تركه في شخصيتهم من أثر ألجاتهم إلي سؤال رب العباد متضرعين. وما تفضل عليهم ربهم بإجابة دعائهم وتقريبهم منه. يقول الله بعد هذا كله "فليستجيبوا لي وليأمنوا بي لعلهم يرشدون". ونحن نجد الأفذاذ من الرجال في القرآن الكريم يصفهم الله عز وجل بهذه الصفة فهذا أبوالأنبياء إبراهيم عليه السلام يتحدث عنه ربه فيقول : "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين". وقوم شعيب حين أرادوا أن يستعطفوه. ويحملوه علي أن ينصرف عنهم. شهدوا له بما هو له أهل. وهو الحلم والرشاد "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد". ألا تري أن صفة الرشاد هي غاية كل غاية. ونهاية طريق الصلاح أمام كل سالك. نفعنا الله وإياكم وجعلنا من الراشدين.
ufh] hgvplk
|
| |