الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | عبداللطيف الصاوي | مشاركات | 4 | المشاهدات | 1857 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
08 / 10 / 2010, 16 : 01 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذا الموضوع جمعت الدروس المستفاده من حرب أكتوبر و نتائجها وأيضاً دور كلاً من : (العراق والجزائر وليبيا والأردن والمغرب والسعوديه والسودان والكويت وتونس وقطر والإمارات) كما درست في معهدي 1- لقد كانت حرب أكتوبر حدثاً فريداً بلا شك بل نقطة تحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي ، قد تعرضت إسرائيل كدوله لمفاجأه إستراتيجيه كامله أفقدت الإسرائليين ثقتهم في جيشهم في جهاز مخابراتهم ، الذي كان يدعي أنه أقدر جهاز مخابرات في العالم خبرة بشئون الشرق الأوسط ، كما تعرضت القوات الإسرائيليه على جبهتي سيناء والجولان لمفاجأه تكتيكيه أفقدت أفرادها توازنهم وأجبرتهم على الإنسحاب من مواقعهم الأماميه ، وكان الأمر الذي أدهش العالم هو نجاح مصر وسوريا في تحقيق المفاجأه على المستويين الإستراتيجي والتكتيكي ، رغم التطور الهائل في وسائل الإستطلاع الحديثه وقدرتهما على خداع جهازي المخابرات الإسرائيليله والمخابرات الأمريكيه في وقت واحد . 2- تمكنت القوات المصريه من تقويض أسس العقيده القتاليه للقوات الإسرئيليه خلا حرب أكتوبر ، ففقدت بالتالي مميزاتها الرئيسيه وأهمها خفة الحركه والقدره على المناوره وتحقيق السياده الجويه على ميدان المعركه . 3- ثبت أن الموانع الدفاعيه الطبيعيه والصناعيه والدفاعات الحصينه لا يمكنها أن تقف حائلاً أمام الجيوش الحديثه بما لديها من تجهيزات و أسلحه ومعدات وبخاصة إذا كان لديها العزيمه والإراده والتصميم والقتال . 4- لا شك في أن حرب أكتوبر قد قلبت موازين القوه في الشرق الأوسط رأساً على عقب ، فقد كانت إسرائيل تركز بعد حرب يونيو 1967 على نغمة التفوق النوعي للفرد الإسرائيلي ومقدرته على إستخدام التكنولوجيا الحديثه مما يقلل إلى حد كبير من ميزة التفوق العددي العربي . 5- جاءت حرب أكتوبر فكان من أبرز سماتها ظهور كفاءة المقاتل العربي ومدى إرتفاع مستوى نوعيته وقدرته على إستيعاب وإستخدام الأسلحه الحديثه والمعقده بما فيها الأسلحه الإلكترونيه ، لقد أثبت كل من المخطط والقائد والمقاتل العربي كفاءته وقدراته الحقيقيه في ميدان القتال ولذا فإنه بإضافة النوعيه العربيه المتفوقه على الكم العددي فسوف تكون للعرب الكفه الراجحه في أي صراع مقبل في الشرق الأوسط . 6- أثبت الدفاع الجوي المصري فعاليته في الحد من التفوق الجوي الإسرائيلي على أرض المعركه ، وبفضل شبكة الدفاع الجوي المشكله أساساً من الصواريخ أرض جو سام ، عجزت الطائرات الإسرائيليه عن تدمير الكباري التي أقامتها القوات المصريه على قناة السويس وبذا تم تأمين تدفق القوات والإمدادات طوال مراحل الحرب إلى الضفه الشرقيه ، ولقد أجبرت النتائج التي أحرزتها قوات الدفاع الجوي المصريه الدوائر العسكريه الغربيه على إعادة النظر في أنظمة دفاعها الجوي فيما يختص بالتوازن بين الطائرات المقاتله والصواريخ المضاده للطائرات ، فقد أثبتت أهمية الصواريخ المضاده للطائرات . 7- إن تحقيق مبدأ الحشد الذي هو من أهم مبادئ الحرب قد أدى إلى نجاح الضربة الجويه المركزه التي افقدت العدو توازنه منذ اللحظة الأولى من القتال كما أن نجاح هذه الضربه في شل مراكز الإعاقه والسيطره الجويه للعدو أتاح الفرصه للطائرات المصريه بمختلف أنواعها وواجباتها ، كي تعمل بحريه وخاصة في المرحلة الأولى من الحرب . وقد حقق التعاون الفعال مع وسائل الدفاع الجوي تأمين وحماية القوات والأهداف الحيويه للدوله . وكانت ثقة الطيارين بأنفسهم ورحهم المعنويه العاليه ، سبباً في جعلهم يتفوقون على المعدلات القياسيه العالميه ، وأخيراً ثبت أنه يلزم الدول الناميه التي لا تملك قاعده صناعيه حربيه أن يكون لديها مخزون كافٍ من السلاح لمواصلة المعركه حتى لا تستطيع الدول الكبرى التحكم في قرار مواصلة القتال . 8- وعن النتائج الإستراتيجيه للحرب ، يمكن التأكيد بأن من أهم النتائج هو تحقيق الهدف الرئيسي الذي كان ينشده الرئيس الراحل / أنور السادات ، وهو إنهاء حالة اللا سلم واللا حرب الذي كان إستمرارها لا يعني سوى إنهيار مصر وتعرضها لدمار محقق فقد أرغمت القوتان العظميتان على التدخل المباشر لمحاولة إيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي وعلى ممارسة تأثيرهما القوي لإنهاء حالة الركود الذي ساد الموقف السياسي من إنهاء حرب يونيو 1967م ، وذلك بهدف التوصل إلى إقرار السلام في الشرق الأوسط . 9- كما أظهرت الحرب بجلاء مدى أهمية التضامن العربي في مواجهة الخطر الإسرائيلي ، فقد إتخذت الدول العربيه جميعاً خطوات عمليه لتدعيم مصر وسوريا ، فقامت تسع دول منها بتقديم الدعم العسكري لهما بنسب متفاوته وهي (العراق ، والجزائر ، وليبيا ، والأردن ، والمغرب ، والسعوديه ، والسودان ، والكويت ، وتونس) كما قررت دول الخليج والمملكه العربيه السعوديه تقديم الدعم المالي لهما ، فقدمت السعوديه مائتي مليون دولار لسوريا وقدمت الإمارات مائة مليون دولار لمصر وخمسين مليون دولار لسوريا ، وأسهمت قطر بخمسة عشر مليون دولار لمصر وبمعونات عينيه من الأدويه والقمح ووضع الرئيس الجزائري "بومدين" خلال زيارته للإتحاد السوفيتي مائتي مليون دولار تحت تصرف كل من مصر وسوريا لدى الحكومه السوفيتيه لتدبير ماقد تحتاجه الدولتان من تسليح. 10- وعلى الجبهة الإقتصاديه اتخذت الدول العربيه المنتجه للبترول قرار بتخفيض إنتاجها من البترول ثم أعلنت تطبيق الحظر الكامل على صادراتها إلى الولايات المتحده ، وبذلك تأكد دور البترول كسلاح فعال لتحقيق الأهداف السياسيه العربيه فقد ارتبط أمام العالم بإعادة إسرائيل إلى حدود ماقبل 5 يونيو 1967م ، وقد أثر الحظر البترولي تأثيراً فعالاً على دول أوروبا الغربيه واليابان ، مما جعلها تضغط بقوه على الولايات المتحده للإستجابه إلى الحق العربي وعلى المستوى السياسي اتسع نطاق المعركه إلى آفاق بعيده غير متوقعه ، فقد أصيب حلف الأطلنطي بشرخٍ كبير نظراً لغضب الأعضاء من موقف الولايات المتحده المتسلط تجاهها وكانت صدمه كبيره لهذه الدول عندما طلبت منها الولايات المتحده أن تقدم إلى طائراتها تسهيلات الهبوط والتزود بالوقود في مطاراتها وقواعدها الجويه وتمكينها من إقامة الجسر الجوي الطويل لنقل الإمدادات والأسلحه والذخائر من القواعد الجويه الأمريكيه إلى إسرائيل ، وقد اعتذرت بعض هذه الدول من عدم إمكاناتها تقديم هذه التسهيلات ، ورفضت بعض الدول الأخرى رفضاً باتاً صريحاً حرصاً على عدم إثارة العرب ضدها ، وخشية رفض إمدادها بالبترول من جهه ولإيمان معظمها بعدالة قضية العرب من جهة أخرى ، ولم تتمكن الطائرات الأمريكيه إلا من إستخدام مطار واحد فقط في جزر الأزور في المحيط الأطلنطي التابعه للبرتغال ، وفي المقابل غضبت الإداره الأمريكيه من موقف حلفائها الأوربيين ، واعتبرت موقفهم المعارض من هبوط طائرات الجسر الجوي الأمريكي في مطاراتهم بمثابة جحود ونكران للجميل باعتبار أن مظلتها النوويه في أوروبا الغربيه وقتئذ هي التي تحمي هذه الدول من الخطر النووي السوفيتي ، وعلى المستوى الأفريقي قامت اثنتان وعشرون دوله بقطع علاقاتها الدبلوماسيه بإسرائيل ، فضلاً عن ثماني دول أخرى كان قد سبق لها قطع علاقاتها معها في أعقاب حرب يونيو 1967م ، وكانت هذه الخطوه بمثابة نجاح كبير للسياسه المصريه إزاء القره الأفريقيه ، وكانت تمثل في الواقع إضافه جديده لتحقيق عزلة إسرائيل سياسياً ودعماً ولا شك فيه للسياسه العربيه . دور جيش التحرير الفلسطيني وقوات الثورةالفلسطينية في حرب 6 اكتوبر- 1973م قضية فلسطين هي قضية كل عربي مسلم، بل هي قضية المسلمين جميعاً لما لها من قدسية، ففيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي مهبط الرسالات السماوية وغيرها. وكان الوضع العام العربي غداة عدوان 1967م قاسياً ومؤلماً، وذلك بعد أن احتلت دولة العدو الصهيوني فلسطين بكاملها وشبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان في سوريا. وقد رفضت سلطات العدو الصهيوني، بعناد وتصميم، قبول أي حل يدعو إلى انسحاب قواتها من الأراضي التي احتلتها بالقوة، كما رفضت رفضاً قاطعاً الاعتراف بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وبحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم ووطنهم. وفي مواجهة هذا الوضع العسكري والسياسي تأكد للحكومات العربية بعامة، والمصرية والسورية بخاصة، أن القوة هي الوسيلة الوحيدة لاسترداد الحق العربي المغتصب. أخذت الخطة الاستراتيجية المصرية والسورية المشتركة، التي تكاملت جوانبها وعناصرها خلال المرحلة بين نوفمبر 1970م وأكتوبر 1973م، في حسابها حدود الصراع المسلح وقيوده في الظرف الراهن آنذاك، فهو صراع يدور في وضع إعلامي بالغ التعقيد قائم على التوازن النووي والقدرة المتبادلة على الردع الاستراتيجي، إلى جانب اتجاه يزداد اتساعاً نحو الانفراج الدولي وتسير في طليعته الدولتان العظميان: الاتحاد السوفيتي آنذاك والولايات المتحدة الأمريكية، وتحكم الصراعَ المسلحَ عواملُ وعناصر ومعادلات متعددة متشابكة تختلف قوة وضعفاً وظهوراً واختفاءً حسب المكان الذي يشب فيه ذلك الصراع والظروف المحيطة به(1). كان جوهر الخطة الاستراتيجية المصرية - السورية المشتركة هو الانتقال من مرحلة الدفاع الاستراتيجي إلى مرحلة الهجوم الاستراتيجي. وقد تطلب هذا الانتقال عدة سنوات من الإعداد والتجهيز والتسليح والتدريب معتمدة على عوامل القوة لدى الجانبين المصري والسوري، ومدى القدرة على تحقيق فكرة شمولية الحرب وأخيراً عوامل الضعف لدى العدو وخاصة الناحية البشرية. واعتمدت القيادة المصرية السورية الموحدة عدة ركائز لخطتها الاستراتيجية الشاملة، منها: 1- الاستفادة من دروس عدوان 1967م ونتائجه. 2- بناء القوة الذاتية الاقتصادية والعسكرية وتنظيم الجبهة الداخلية لتقويتها لتسند العمليات الحربية. 3- توفير القيادة القادرة على تحمل مسئولية اتخاذ القرار الحاسم وقيادة المعركة. 4- تصفية جو العلاقات العربية من الشوائب التي كانت عالقة به والتي كانت تحول دون توفير العوامل اللازمة لوحدة الصف العربي في مواجهة العدو الصهيوني. 5- تهيئة الجو الدولي بشكل يوفر إقناع الرأي العام العالمي بأن الكيان الصهيوني يرفض الانسحاب من الأراضي المحتلة وينكر وجود الشعب الفلسطيني. 6- التخطيط للمعركة بحيث تكون الضربة الأولى على أيدي العرب. 7- التمسك بالسعي لحل القضية حلاً سلمياً يحقق الأهداف العربية. 8- يذل أقصى الجهود من أجل عزل الكيان الصهيوني في إطار العلاقات الدولية. 9- توجيه السياسة الإعلامية بشكل مدروس ومنسق لخدمة أهداف الخطة الاستراتيجية(2). وفي ظل هذه الظروف، ازداد بروز المقاومة الفلسطينية على ساحة النضال المسلح، بأعمال محدودة في بادئ الأمر ضد العدو المسلح، ثم ما لبث أن طورت أعمالها حتى أخذت شكل ضربات موجعة للعدو. والحقيقة أن المقاومة الفلسطينية فتحت جبهة عمليات ثالثة إلى جانب الجبهتين المصرية والسورية. وكانت أراضي فلسطين المحتلة هي منطقة تلك الجبهة الثالثة ومسرح عملياتها حيث نشطت فصائل المقاومة ووحدات الفدائيين، وبخاصة في الجليل الأعلى والضفة الغربية وقامت بمهامها خير قيام فنفذت مجموعة عمليات خلال أيام القتال كان لها تأثيرها المباشر في رفع الروح المعنوية للشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وفي إلحاق الضرر بمرافق العدو وخطوط مواصلاته ومراكز تموينه وقوافل وحداته. كما اشترك جيش التحرير الفلسطيني في المعارك التي جرت على الجبهتين المصرية والسورية ضمن إطار خطة العلميات الخاصة بهاتين الجبهتين. وكان لهذا الجيش دوره البارز، إذ أوكلت قيادتا الجبهتين إلى قطعاته مهام قتالية عدة(3). دور جيش التحرير الفلسطيني في حرب رمضان 1993ه-أكتوبر 1973م تأسس هذا الجيش في عام 1964م. بقرار من مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة في 13-1-1964م. وهو يعتبر المؤسسة العسكرية النظامية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ومن الطبيعي أن يكون لهذا الجيش دور في أي حرب تشنها الدول العربية ضد العدو الصهيوني، وهذا واجب مقدس على أبناء فلسطين أن يكونوا في طليعة المحاربين. وكانت هذه الكتائب عند اندلاع حرب 1973م يوم 6 أكتوبر موزعة على الجبهات العربية المتاخمة لفلسطين المحتلة على النحو التالي: 1- كتيبة مصعب بن عمير: كانت وحدات هذه الكتيبة موزعة على الحدود اللبنانية- الصهيونية، وعشية اندلاع الحرب أسندت إليها المهام الرئيسية التالية: أ- العمل خلف خطوط العدو وذلك بنصب الكمائن وزرع الألغام وتنفيذ الغارات على تجمعات العدو. ب- قصف تجمعات القوات الصهيونية في المعسكرات وتدمير جهاز الرادار في جبل الجرمق(شمال فلسطين). ج- الدفاع عن محور حاصبيا- ميمس راشيا الوادي، محور مرج الزهور- المصنع، وذلك بغرض إعاقة أية وحدات للعدو تحاول التقدم في منطقة العرقوب. وقد أعادت الكتيبة تمركزها وفقاً لمهامها الجديدة. ومع بدء القتال على الجبهتين المصرية والسورية بدأت تنفذ مهامها المحدودة، فقامت بقصف تجمعات العدو في معسكرات الخالصة، ومطار البصة، وهونين ومرجليوث، وبرغام والمنارة، كما نصبت الكمائن وزرعت الألغام(4). وفي يوم 8-10 انفجرت سيارة عسكرية معادية بأحد الألغام في منطقة الخالصة، ودمر أحد الكمائن آلية معادية بالصواريخ. كما تمكنت إحدى فصائل المجموعة ليلة 8-9 أكتوبر من الوصول الى تل السماق وتحريره والسيطرة على الطريق المؤدي إلى المرصد 1530، في حين تحركت فصيلة أخرى من كفر شوبا باتجاه مرصد جبل المرصد، واستمرت الكتيبة طيلة أيام الحرب بمحاصرة الموقع وتخريب الطرق المؤدية إليه، مع استمرارها في مراقبة العدو، وقطع خطوط المواصلات ونسف مهبط طائرات الحوامات (الهليكوبتر). واستمرت هذه الكتيبة في مراقبة تحركات العدو والإخبار عنها وقطع خطوط مواصلاته وتدمير آلياته الخفيفة والمجنزرة(5). 2- أما قوات حطين التابعة لجيش التحرير الفلسطيني فقد نفذت مهامها القتالية بشكل مستقل كجزء من الجيش السوري، فاشتركت في الهجوم مع قوات الفرقتين التاسعة والخامسة السوريتين (مشاة) وتنفيذ عملية الإنزال بالحوامات على تل الفرس، والإغارة على مؤخرات القوات المعادية بعد توغلها في جيب سعسع. وتتكون هذه القوة من ثلاث كتائب (411،413، 414) وأبلت بلاء حسناً، وكانت بطولات أفرادها موضع التقدير والإعجاب وخسرت هذه القوات في معركتها على الجبهة السورية 44 شهيداً و65 جريحاً. 3- قوات عين جالوت: عملت بإمرة قيادة الجيش المصري، وكانت قبل اندلاع الحرب متمركزه على قناة السويس. وقد أسندت إلى هذه القوات مهام ضمن خطة العمليات على الجبهة المصرية لأنها وحدات مشاة خفيفة، شأنها شأن بقية الوحدات العربية الأخرى في الجبهة المصرية، وتم إلحاقها بالجيش المصري الثالث الذي أسند إليه مهمة الدفاع عن الضفة الغربية للبحيرات المرة بين كبريت وكسفريت. وبعد عبور قوات الجيش المصري قناة السويس بقيت قوات عين جالوت ضمن مؤخرة الجيش ووحداته الإدارية مع الوحدات العربية الأخرى (الكويتية والمغربية) تقوم بمهمة الدفاع خلف منطقة العبور. وقامت قوات عين جالوت بدفع عدة مجموعات استطلاع أمام منطقة دفاعها إلى الشمال، وقد تمكنت هذه المجموعات من التبليغ عن الأعمال الأولى للخرق الإسرائيلي في منطقة الدفرسوار يوم 16 أكتوبر. ثم قامت بالتصدي للوحدات الإسرائيلية التي تسللت خلف مواقعها وتعرضت لقصف شديد من المدفعية والطيران المعاديين، ولكنها صمدت في مواقعها، وحاولت عرقلة تقدم قوات العدو الصهيوني على الطريق الواقعة بين البحيرات المرة والمرتفعات إلى أن انسحب جنوباً باتجاه مدينة السويس وشاركت في الدفاع عن المدينة وحيّا قائد الجيش المصري الثالث أفراد هذه القوة لشجاعتهم وبسالتهم(6). 4- وهناك قوات القادسية التابعة لجيش التحرير الفلسطيني، وتتألف من كتيبتين، وتمركزت في بعض المناطق الهامة في عمق الجبهة السورية، ولم تستخدم هذه القوات في المجابهة المباشرة مع العدو، بل كانت مكلفة بإحباط أية محاولة للعدو للضرب في العمق، والتصدي لأية محاولة إنزال جوي معاد إلى جوار منطقة انتشارها. 5- أما كتيبة زيد بن حارثة فهي ملحقة بالفرقة الأردنية الأولى (مشاة)، ونظراً لعدم اشتراك الجبهة الأردنية في القتال فقد بقيت في مواقعها الدفاعية تقوم بأعمال الدوريات والكمائن في الخطوط الأمامية(7). وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد وجهت نداءً إلى الأردن بالاشتراك في المعركة والسماح بدخول مقاتلي الثورة الفلسطينية ليحاربوا ضد العدو في الأرض المحتلة. غير أن الأردن رفضت الاشتراك في الحرب لعدم تكافؤ القوتين بينها وبين العدو(8). كما أصدرت الاتحادات الشعبية الفسطينية نداءً حثت فيه جميع قطاعات الشعب الفلسطيني على المشاركة في هذه المعركة المصرية، وناشدت دول العالم الوقوف إلى جانب قضيتنا العادلة. دور قوات الثورة الفلسطينية في حرب رمضان 1393ه-أكتوبر 1973م إن حركة المقاومة الفلسطينية تمثل الشعب العربي الفلسطيني وحركته التحررية من خلال منظمة التحرير الفلسطيني، وتقاتل من أجل حقه في العودة إلى وطنه وتقرير مصيره علي أرضه. وقد وضعت هذه القوات على أهبة الاستعداد قبيل بدء حرب أكتوبر، وفي حالة طوارئ كاملة ترقباً للقتال(9). وفي 6 أكتوبر 1973م اندلع القتال بين العرب واليهود على الجبهتين المصرية والسورية وشاركت مجموعات الثورة الفلسطينية في المعركة بعد أن صدر لها أمر عسكري، من القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ياسر عرفات، بالاشتراك في معركة التحرير والعمل داخل الأرض المحتلة، وأن تقدم كل مساعدة ممكنة لمجموعات الثورة المقاتلة لتتمكن من القيام بواجبها على الوجه المطلوب(10). وقد قامت الثورة الفلسطينية بعدة عمليات عسكرية، منها: قصف منطقة الخالصة "كريات شمونة" رداً على قصف العدو، فضلاً عن اشتباك مع العدو وفي عدة مواقع، كما خاضت قوات الثورة الفلسطينية معارك عنيفة في منطقة العرقوب الشرقية وفي مناطق أخرى على طول خط المواجهة في القطاع الشرقي، متصدية لقوات العدو التي كانت تستخدم الطائرات والمدفعية وكافة أنواع الأسلحة الأخرى. كما أحدثت بعض المجموعات الفدائية عطلا في محطة البث الإذاعي الصهيوني، وقامت بنصب كمين لقافلة تموين في منطقة اللطرون وهاجمتها بالقنابل اليدوية والرشاشات مما أدى إلى تدمير خمس سيارات وإشعال النار فيها، وأطلقت قوات الثورة النار على سيارة عسكرية تحمل طيارين على طريق الخضيرة يافا(11). وفي اليوم الثاني للقتال (7 أكتوبر) قامت قوات الثورة الفلسطينية بعدة عمليات داخل الأراضي المحتلة وعلى الجبهتين السورية واللبنانية، فاندفعت مجموعة قتالية من قوات الثورة خلف خطوط العدو على الجبهة السورية في منطقة دان ومعسكر أشكول وقامت بضرب مؤخرة العدو في المرتفعات، كما قامت وحدات المدفعية والصواريخ الثقيلة بقصف شديد ومركز على تحشدات ومستعمرات العدو في عدة مناطق في القطاع الشرقي من الجبهة اللبنانية مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في قوات العدو، وإرباك استعداداته وتحضيراته التي كان يقوم بها استعداداً لضرب الجبهة السورية. كما قامت قوات الثورة بقصف صاروخي شديد على المصانع والمنشآت العسكرية في مستعمرتي ترشيحا ومعلولا في الجليل الغربي ذاته. وتم تدمير عدد من آليات العدو واستشهاد اثنين من الفدائيين وجرح ثالث. كما قام الفدائيون بدورهم التام في منطقة العرقوب واندلع القتال بينهم وبين اليهود بضراوة شديدة، وتمكن الفدائيون من احتلال مواقع متقدمة تجاه العدو بعد أن قصفوا مواقعه بشدة في تلك المنطقة. وقامت كذلك مجموعات الثورة بقصف ثلاث مستعمرات في غور بيسان الشمالي بالصواريخ بعد أن تسللت عبر الأردن، كما أسقطت طائرة إسرائيلية في منطقة جبل الشيخ. وتمكنت قوات الثورة كذلك من تحرير مرتفعات أبو الروس والتمركز والثبات فيها ورفع العلم الفلسطيني عليها، وذلك بعد قتال مرير استمر أكثر من ثلاث ساعات تكبد بالعدو خلاله خسائر في المعدات والأرواح. واستشهد خمسة فدائيين و11 جريحاً. وفي داخل الأرض المحتلة، قامت إحدى المجموعات الانتحارية بمهاجمة إحدى القواعد الصهيونية البحرية في عتليت وأوقعت بالعدو خسائر كبيرة بين قتلى وجرحى، كما قامت مجموعة فدائية أخرى بتدمير معظم خزانات الوقود في مطار تل أبيب مما أدى إلى تعطيل حركة الطيران الحربي في المطار(12). وسبق أن أشرنا إلى أن القائد العام للثورة الفلسطينية قد وجه إلى جنود ومقاتلي وفدائيي الثورة الفلسطينية حيا فيه وقفتهم مع إخوانهم من جنود وضباط الجيشين المصري والسوري، وشدد على ضرورة ضرب خطوط مواصلات العدو ومراكز تجمعاته ومرافقه الحيوية داخل الأرض المحتلة وعلى حدودها، وأبرق عرفات إلى الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية المصري موضحاً الموقف العسكري بالنسبة لقوات الثورة الفلسطينية والعمليات التي قام بها. وتلقى عرفات برقية من الفريق أول إسماعيل رداً على برقيته، أكد فيها الفريق أول ثقته بالثورة وقال: نأمل التعاون المستمر لتحرير الأرض العربية المحتلة المغتصبة واعادة فلسطين ******ة(13). وفي يوم 8-10 ثالث أيام القتال، صعّدت قوات الثورة الفلسطينية من عملياتها ضد خطوط العدو مع سوريا ولبنان وفي داخل الأراضي المحتلة، فقد قام الثوار بهجوم على معسكرات لقوات الاحتياط للعدو في سعسع بالجليل وأوقعوا في صفوفه خسائر مادية وبشرية، كما قامت وحدة الصواريخ بقصف شبكة رادار العدو وكانت في طريقها إلى الجبهة السورية وجرى قتال شديد ونجحت قوات المقاومة في منع دخول التعزيزات لمواقع العدو. أما في الأراضي المحتلة فقد نفذ الفدائيون عدة عمليات عسكرية، فقاموا بتفجير مستودعات الذخيرة في جبل أم حواويط في النقب، ودمروا ثلاث سيارات عسكرية في الطريق بين بئر السبع وعسلوج وقتلوا جميع من فيها، كما قاموا بنسف قطار محمل بالذخيرة والجنود بالقرب من مدينة خان يونس وقتل وجرح عدد كبير من الجنود. وقاموا بمهاجمة مركز للشرطة العسكرية بين كفر سابا وقلقيلية ونسفوا سيارتين عسكريتين بالألغام ما بين اريحا والعوجا(14). وفي نفس اليوم بعث عرفات ببرقية إلى كل من الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد أبلغهما فيها بسيطرة قوات الثورة الفلسطينية على مرتفعات الرؤوس الثلاث في سفوح جبل الشيخ الغربية، والعمليات العديدة التي قامت بها قوات الثورة في اليومين الماضيين. ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الحكومات العربية لتأمين الدعم الأقصى للقوات العربية الفلسطينية المقاتلة وناشدت حكومة الأردن بفتح جبهة ثالثة على العدو من أجل تحرير جميع الأراضي المحتلة في فلسطين(15). وذكر راديو العدو أن قوات الثورة الفلسطينية تعمل في قطاع خاص بها على الجبهة السورية، وأكد راديو العدو أن هذه القوات دمجت مسبقاً بالجيش السوري(16). وسبب عمل قوات الثورة والفدائيين على الجبهة الشمالية هو وجودهم في لبنان وسوريا. أما الجبهة المصرية فلا يوجد فيها فدائيون لبعد الشقة بين مصر وفلسطين بسبب الحاجز الطبيعي (صحراء سيناء). وفي يوم 9-10 رابع أيام القتال، سيطر الفدائيون على مرتفعات جبل الجليل الأعلى وقرب حدود لبنان بضرب تحشدات العدو وإعاقة تحركه. وقصفت إحدى المجموعات مستعمرات مرجليوت ومسكاف والمنارة بالصواريخ ومدافع الهاون، واشتبك المقاتلون مع قوات العدو على الطريق بين مستعمرتي مسكاف والمالكة لإعاقة تحركاته، كما اشتبكت مجموعتان أخريان مع تحشدات العدو المحيطة بمستعمرة المنارة. واقتحمت بعض المجموعات عدداً من المواقع العسكرية للعدو ومستودعات جنوده في مستعمرتي جلعادي والمطلة العسكريتين شمال فلسطين وأوقعوا بهما خسائر كبيرة. وأخيراً نجحت قوات الثورة في تحرير بركة النقار في العرقوب التي احتلتها القوات الصهيونية في عام 1970م. وعلى العموم، كانت منطقة الجليل الأعلى هي مسرح القتال الدائر بين قوات الثورة الفلسطينية والعدو الصهيوني وذلك لقرب هذه المنطقة من مسرح عمليات القتال في الجولان مع الجيش السوري وهي تمثل مركز إمداد جيش العدو وتحركاته. أما في الأرض المحتلة، فقد نسف الفدائيون ودمروا مستودعات النفط شرق حيفا، وكذلك نسفوا خط أنابيب البترول الممتد من ايلات إلى عسقلان (المجدل) ودمروا عدداً من الجسور والعبارات في شمال ووسط وجنوب فلسطين إضافة إلى نزع مئات من الأمتار من قضبان السكة الحديد وزرع الألغام على الطريق(17). وفي يوم 10-10-1973م خامس أيام القتال، قام الفدائيون في مجموعات مختلفة بتوجيه ضربات الى مستعمرات العدو ومراكز تجمعاته وتحشداته، فقصفوا مدينة نهاريا بالصواريخ وهاجموا قافلة عسكرية بين مستعمرتي المالكة والمناورة وقصفوا كذلك مستعمرات المنارة وتحشدات العدو حولها بصواريخ، وهاجمت إحدى المجموعات بنسف مركز تموين وتجهزات العدو في مستعمرة مزنفتاح وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو واستشهد في المقابل خمسة فدائيين، واقتحمت مجموعة أخرى مستعمرة المطلة وتمكن الفدائيون من السيطرة عليها بعد معركة شديدة استمرت ثلاث ساعات كما تمكنت قوة أخرى من احتلال رويس الرمثة على الحدود الفلسطينية السورية اللبنانية. أما في الأراضي المحتلة فقد قام الثوار الفلسطينيون بتدمير مصنع لإطارات السيارات قرب الخضيرة واقتحموا معسكراً للعدو في وادي الصرار وأبادوا حراساته وفجروا مستودعات الذخيرة(18). وفي يوم 11-10- سادس أيام القتال، قامت قوات الثورة الفلسطينية بتدمير ثماني آليات عسكرية في قافلة عسكرية في الجليل، ونسفت مستودعات الأسلحة في مستعمرة مزرعيت ودمرت عدداً من آليات العدو ومنشآته. كما قصفت مجموعة أخرى مستعمرة الخالصة "كريات شمونه" بالصواريخ واشتعلت النيران في مستودعات الوقود فيها وضربت تحشدات العدو في الجبهة السورية وفي بانياس(19). وعلى صعيد الارض المحتلة، دمر الفدائيون عدداً كبيراً من أبراج كهرباء الضغط العالي بين أشدود وتل أبيب، ودمروا خط سكة الحديد شمال غزة، وهاجموا قافلة إمداد وتموين عسكرية على طريق الظاهرية السبع، حيث دمروا شاحنات القافلة وقتلوا جميع حراسها، كما أحرقوا مصانع الورق في الخضيرة ودمروا محطة الرادار شرق رام الله(20). وفي اليوم السابع للقتال 12-10 تابعت قوات الثورة نشاطها العسكري ضد العدو الصهيوني بفعالية فأوقعت بالعدو خسائر فادحة مادية وبشرية في منطقة العرقوب، كما قامت بمهامها القتالية على الجبهتين الحربيتين وجبهة شمال فلسطين، فقد قصف الفدائيون مستعمرة مسعدة بالشمال ومطاراً بالحولة، وهاجموا قافلة عسكرية بين الخالصة وبانياس ودمروا آليتين مجنزرتين وثلاث شاحنات كبيرة، واقتحموا كذلك مستعمرة المطلة ودمروا ثلاث منشآت لجنود العدو وآليتين مجنزرتين وثلاث شاحنات كبيرة، وقصف الفدائيون مستعمرات المطلة ودان ودفنة، وهاجموا إمدادات العدو على محور بانياس ودمروا عربة نصف مجنزرة وآلية وقتل طاقتها وعددهم ثمانية جنود. ونصبت بعض المجموعات كمائن للعدو ودمروا عدداً من رشاشاته وآلياته(21). وبدا في الأفق تحرك أمريكي نشط قام به كيسنجر يدعو إلى فك الاشتباك على الجبهتين المصرية والسورية، وناشد محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير الأهرام، الجميع إلى مواصلة القتال بصرف النظر عن أي تضحيات أو ضغوط، ودعا كذلك إلى توسيع ميدان المواجهة وتوظيف الإمكانات العربية في المنطقة(22). وفي يوم السبت 13-10- اليوم الثامن للقتال، واصل الثوار الفلسطينيون عملياتهم العسكرية ضد مراكز العدو وطرق ومواصلاته في الأراضي المحتلة، فدمرت إحدى المجموعات المقاتلة سيارة جيب ومجنزرتين بالقرب من كفر برعم وآلية أخرى بالقرب من بانياس. كما هاجموا عدة مستعمرات في الجليل الاعلى وقاموا بعدة عمليات في المرتفعات السورية ضد قوافل العدو فدمروا دبابة وثلاث سيارات عسكرية وآليتين عسكريتين. أما على صعيد الأرض المحتلة، فقد قامت قوات الثورة بمهاجمة قطار عسكري في بئر السبع ونسفوا محطة مياه ومحطة كهرباء في تل أبيب، وتم نسف خزانات الوقود في العريش، ونسف 3 جسور في شفا عمرو وخمسة في منطقة طبريا، وهاجمت إحدى المجموعات الفدائية معسكرا للمظليين في مستعمرة قطرة جنوب الرمله بوسط فلسطين وقتلوا وجرحوا 25 جندياً يهودياً. وفي اللواء الجنوبي(غزة) دمر الفدائيون محطة بنزين في المجدل وسيارة عسكرية على طريق بين بيت حانون ودير سنيد، ورفض الآلاف من العمال العرب العمل في المصانع والمؤسسات الصهيونية(23). وفي يوم الأحد 14-10 (اليوم التاسع) للقتال، شدد الثوار من ضرباتهم ضد العدو الصهيوني، فقامت إحدى المجموعات بتدمير موقع للعدو في مزارع شبعا، وهاجمت مستعمرة المطلة، وقصفت مدينة نهاريا ودمرت عدداً من المنشآت، وفجرت حقول الألغام والاستهلاك الشائكة والمواقع التي أقامها العدو في شمال فلسطين وجنوب لبنان. وبالنسبة لداخل الأرض المحتلة، قام الفدائيون بتفجير عبوات ناسفة في مصنع القنابل اليدوية بتل أبيب، وفي مصنع الأسلحة الخفيفة والمواد المتفجرة كذلك. كما قامت مجموعة أخرى بقصف مصانع إنتاج الطائرات بالصواريخ غرب القدس، وقد أصابت هذه العمليات العسكرية المستوطنين الصهاينة بالذعر وأدت إلى إطلاق صفارات الإنذار على اعتبار أن غارة جوية قد وقعت، وقد منع الأهالي في الضفة والقطاع العدو من دخول المنطقة حيث أغلقوا الشوارع بالحواجز والمتاريس(24). وفي اليوم العاشر للقتال 15-10 تابع الثوار نشاطهم العسكري بفعالية، فقاموا بالهجوم على عدة مستعمرات في شمال فلسطين منها أدمت والمنارة ومسكاف وسعسع بالإضافة إلى موقع الرادار في الناقورة، وقصفت مجموعات أخرى من الثوار مستعمرة كفار جلعادي، ونهاريا ومستعمرة شتولا وسهل الحولة وأوقعوا بالعدو خسائر كبيرة، وقام العدو بالرد على هجمات الفدائيين فهاجم مواقع المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، أما في الأرض المحتلة فقد فجر ورفح وألقيت قنبلة يدوية في مدينة نابلس(25). وفي يوم الثلاثاء 16-10 عقد الرئيس المصري محمد أنور السادات اجتماعا مع مجلس الشعب المصري وألقى فيه خطاباً تحدث فيه عن هدف مصر من الحرب الدائرة الآن وطرح مشروعاً للسلام. وأعلن أن مصر على استعداد للقبول الفوري بوقف إطلاق النار على أساس هذا المشروع. ومن أبرز ما جاء في الخطاب مشروع السلام الذي يتضمن عدة نقاط، منها: 1) القبول بالتزامات وقرارات هيئة الأمم المتحدة من أجل استعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. 2) استعداد مصر لقبول وقف إطلاق النار على أساس انسحاب القوات الصهيونية من كل الأراضي المحتلة. 3) عقد مؤتمر دولي بعد الانسحاب لوضع قواعد وضوابط السلام في المنطقة. 4) البدء في تطهير قناة السويس من أجل إعادة الملاحة العالمية. 5) أننا لا نقبل وعوداً مبهمة مطاطة بل وعودا واضحة كل الوضوح(26). ودعت الدولتان مصر وسوريا المملكة العربية السعودية بزعامة ملكها فيصل بن عبدالعزيز إلى القيام بعمل حاسم في حرب الشرق الأوسط، بقطع إمدادات النفط العربي عن الولايات المتحدة (27). وقد جاء هذا الطلب بعد تدخل الولايات المتحدة المباشر في الحرب وتزويد إسرائيل بالسلاح. وفي نفس اليوم، أعلنت رئيسة وزراء العدو جولدا مئير أن قوات العدو اخترقت قناة السويس عبر ثغرة الدفرسوار وعبرت إلى غرب القناة وحاصرت الجيش الثالث المصري(28) وقد غير هذا الحدث الموقف السياسي والعسكري العربي في أعقاب انتصار القوات المصرية والسورية في بدء القتال وعبور خط بارليف على الجانب المصري واسترداد الجولان على الجبهة السورية. وفي الفترة الممتدة من 17-10 إلى يوم وقف إطلاق النار في 22-10 وحتى نهاية شهر أكتوبر استمر الثوار الفلسطينيون في نشاطهم العسكري ضد موقع القوات اليهودية وطرق مواصلاتها، مستخدمين الوسائل والأساليب نفسها من حيث ضرب المستعمرات اليهودية في الشمال، وضرب تجمعات اليهود وتحشداتهم، ونصب الكمائن وزرع الألغام على الطرق لاعاقة مرور القوافل اليهودية(29). أما في داخل الأرض المحتلة، فقد استمر الثوار في مهاجمة دوريات الجيش والشرطة في الضفة والقطاع، كما قاموا بنسف محطات توزيع المياه والكهرباء في المستعمرات. وقاطع المواطنون العرب الاحتلال الصهيوني. وسار الشباب الفلسطيني في الأرض المحتلة في اتجاهين رئيسيين: *أولهما: العمل العسكري ضد سلطات العدو وقواته ومنشآته حيث تم تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية في عدة مناطق من الضفة. *ثانيهما: العمل التعبوي والدعائي بين المواطنين، إذ أخذت مجموعات الشباب تتحرك بين المواطنين تتحدث عن الاحتلال وجرائمه. وهكذا فان مجموعات الشباب في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة انطلقت إلى آفاق من العمل الوطني والثوري بصورة أربكت سلطات العدو(30). وعلى العموم، فان المعارك على الجبهتين المصرية والسورية استنفرت الحس الوطني لدى مختلف المواطنين العرب في فلسطين المحتلة، حتى إن عدداً من المواطنين الدروز هربوا من الجيش الإسرائيلي وانضموا إلى صفوف العرب وقاموا بتخريب منشآت صهيونية. ودعت بعض الهيئات الرسمية الفلسطينية إلى مقاطعة الولايات المتحدة مقاطعة تامة رداً على استهتارها وإصرارها على موقفها العدائي من الشعب العربي عامة والفلسطيني خاصة، كما دعت إحدى المجلات الفلسطينية (فلسطين الثورة) إلى استمرار القتال لأنه يؤثر في القوة العسكرية الصهيونية، لكن هذه الدعوة ذهبت أدراج بعد أن وافقت الدولتان مصر وسوريا على وقف إطلاق النار في يوم 22-10-1973(31). وعقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم 22-10 مؤتمراً بحثت فيه قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار. وأصدرت بياناً أكدت فيه أنها ليست معنية بهذا القرار وأنها ستتابع الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني، من أجل تحرير الوطن، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وعلى أرضه، وأشارت اللجنة: إلى أن الثورة التي انطلقت لتحرير كامل التراب الفلسطيني في أحلك الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية والأمة العربية، سارعت منذ اللحظات الأولى لاندلاع حرب التحرير الوطنية في السادس من أكتوبر 1973م إلى أخذ مواقعها القتالية على كافة جبهات القتال داخل الوطن المحتل وعلى جبهات القتال العربية وأنها بذلك تواصل الكفاح المسلح لإنجاز تحرير كامل التراث الفسطيني بدون قيد ولا شرط مع العدو الصهيوني (32). وذكرت جولدا مئير رئيسة وزراء العدو الصهيوني في الكنيست 23-10 حول المقاومة فقالت: إن عمليات المقاومة الفلسطينية التي قام بها الفدائيون الفلسطينيون خلال ال 17 يوماً الماضية ب 106 عمليات، شملت 44 مستوطنة في شمال فلسطين، وأدت إلى مقتل وجرح 20 مدنياً وستة جنود. وطمأنت سكان مستوطنات العدو بأن الجيش اليهودي متنبه وعلى علم بالوضع، وأشارت إلى أنه على الرغم من الاستعدادات الدفاعية علي هذه الجبهة تأكد من جديد أن عمليات دفاع منفردة لا تكفي لإنهاء الإرهاب(33). ومن جهة أخرى أرسلت حكومة العدو مذكرة احتجاز إلى السكرتير العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم احتجت فيه على استمرار عمليات الفدائيين الفلسطينيين من داخل الأرض اللبنانية. وذكرت المذكرة أن الفدائيين قاموا منذ تقديمه مذكرته ب36 هجوماً على مستوطنات صهيونية في شمال فلسطين وحمّلت المذكرة لبنان مسئولية استمرار نشاط الفدائيين، وكافة النتائج المترتبة على استمرار هذا النشاط (34). وذكرت جريدة صنداي تايمز البريطانية أن قوات جيش التحرير الفلسطينية الموجودة في الجبهة المصرية كانت هي أول من أعطى تحذيراً بتسلل قوات يهودية إلى الضفة الغربية لقناة السويس، وأضافت أن هذه القوات التي كانت موجودة في الخط الثاني من الضفة الغربية للقناة، شاهدت قوات العدو المتسللة ونقلت ذلك إلى قيادة الجيش المصري الثاني، إلا أن القيادة رفضت تصديق النبأ وكان ردها أنكم تحلمون. وزادت الصحيفة فقالت: إن الفريق سعد الدين الشاذلي قدم إلى قيادة الجيش المصري الثاني وأعدم بعض الضباط، لأنهم تجاهلوا التحذير الذي وصل اليهم (35). ظواهر مهمة لجهود أكتوبر ويمكن القول بأن حرب أكتوبر 1973 قد تميزت عن سابقاتها من الحروب العربية- اليهودية بظواهر عدة يمكن الاشارة الى ثلاث منها هي: دور المقاومة الفلسطينية المسلحة، واستخدام النفظ العربي سلاحاً لصالح المعركة وأهدافها، وتأثر سياسة الانفراج الدولي بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بالحرب ونتائجها. 1- المقاومة الفلسطينية: تتمثل الظاهرة الأولى بالدور الفعال الذي أدته المقاومة الفلسطينية في حرب أكتوبر، فما إن ابتدأ القتال حتى ضاعفت المقاومة بمختلف منظماتها وفصائلها نشاطها العسكري، واشترك جيش التحرير الفلسطيني في المعارك التي جرت على الجهتين. وكان لهذا الجيش دوره البارز، إذ أوكلت قيادتا الجبهتين إلى قطعاته مهام قتالية عدة. ويمكن القول إن المقاومة الفلسطينية فتحت جبهة عمليات ثالثة إلى جانب الجبهتين المصرية والسورية وقد كانت أراضي فلسطين المحتلة،هي منطقة هذه الجبهة الثالثة ومسرح عملياتها حيث نشطت فصائل المقاومة ووحدات الفدائيين، وبخاصة في الجليل الأعلى والضفة الغربية وقطاع غزة، ونفذت خلال الأيام العشرة الأولى أكثر من مئة عملية كان لها تأثيرها المباشر في رفع الروح المعنوية للشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وفي إلحاق الضرر بمرافق العدو وخطوط مواصلاته ومراكز تموينه وقوافل وحداته، ولم تكتف المقاومة بذلك بل طلبت عدة مرات من الحكومة الأردنية فتح حدودها لدخول الفدائيين منها وتوسيع عملياتها من نهر الأردن، كما طلبت دخول الجيش الأردني المعركة وفتح جبهة جديدة على العدو، إلا أن الأردن اكتفى فقط بإرسال بعض كتائب الجيش الأردني لتحارب مع الجيش السوري. ويبدو أن الأردن لم تشترك إثر تهديدات وصلتها من العدو الصهيوني. 2- النفط العربي: تميزت حرب أكتوبر عن غيرها من مظاهر الصراع العربي الصهيوني باستخدام النفط العربي سلاحاً ضاغطاً شديداً فعالاً يسهم مع أدوات الحرب الأخرى في تحقيق الأهداف العربية من القتال. فقد عقدت الدول المنتجة للنفط اجتماعاً في الكويت يوم 17-10-1973ه وقرروا تخفيض الإنتاج النفطي لكل دولة عربية مصدرة للنفط بنسبة شهرية لا تقل عن 5% ويستمر التخفيض حتى تفرض المجموعة الدولية على العدو التخلي عن أراضينا المحتلة. ومن أبرز القرارات التوصية بقطع النفط عن الولايات المتحدة الأمريكية لمساندتها للعدو الصهيوني بالأسلحة والأموال(36). وكان لإدخال سلاح النفط العربي ساحة المعركة أثر فعال في المجال الدولي، فقد واجهت الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية بصورة عامة أزمة شديدة في الإنتاج وتشغيل الآلة وشؤون الحياة اليومية، ومست المقاطعة النفطية العربية، بالرغم من أنها كانت نسبية ومؤقتة، رفاه كل إنسان يعيش في تلك البلدان، وولدت في نفسه الخوف من المستقبل والخشية من شظف العيش وقسوة الحياة وتعرض قوات بلده إلى الأزمات الحادة، لا لسبب إلا لأن حكومة بلده تدعم الكيان الصهيوني في سلوكه العدواني. ويرجع الفضل في تخفيض الإنتاج وقطع النفط إلى المملكة العربية السعودية وعلى رأسها عاهلها الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي استشهد من أجل فلسطين(37). 3-أثر الحرب في العلاقات بين الدولتين العظميين: مما لا شك فيه أن حرب أكتوبر 1973م كان لها أثر في العلاقات بين الدولتين العظميين، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة في عهد الانفراج الدولي الذي مارسته هاتان الدولتان وأخذتا تنظران الى معظم المشكلات الدولية وتعالجانها بمنظاره. وقد جاءت حرب أكتوبر اختباراً عملياً لسياسة الانفراج، بالرغم من الاختلاف في موقف الدولتين المذكورتين من الصراع العربي الصهيوني بمجمله ومن حرب أكتوبر، ولا سيما أن كلا منهما أخذت تمد الجانب الذي تؤيده بالأسلحة والاعتدة. ونتيجة لرفض العدو الصهيوني تنفيذ قرار مجلس الأمن 338 الخاص بوقف إطلاق النار كادت أن تحدث مواجهة بين الدولتين العظميين، إلا أن الأزمة انتهت بتشكيل قوات طوارئ دولية للإشراف على الحدود بين المتقاتلين على الجبهتين(38). وهكذا يتضح أن أمن المنطقة العربية يؤثر على الأمن العالمي. انتهت حرب أكتوبر على ساحة القتال، ولكنها تركت آثارها ونتائجها في ساحات أخرى، ولا سيما في المنظمة الدولية، فقد شهدت قضية فلسطين، في أصلها وفروعها، منعطفاً هاماً وواضحاً في الأمم المتحدة بعد ذلك لسنوات طوال، شهدت محاولات الصهيونية والدول الاستعمارية طي قضية فلسطين وإهمالها في المحافل الدولية ، وقد حققت قضية فلسطين لنفسها نجاحات ذات قيمة عالية فيما يتعلق بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، ودمغ الصهيونية بالعنصرية، وإدانة العدو الصهيوني بأنه قوة احتلال، ومنح منظمة التحرير الفلسطينية مركز المراقب في هيئة الأمم المتحدة(39). الخلاصة: استطاع العرب خلال حرب أكتوبر 1973م أن ينتزعوا زمام المبادرة من أيدي العدو وأن ينتقلوا بنجاح من الدفاع إلى الهجوم الاستراتيجي، وأن يباغتوا العالم ويأخذوا العدو على حين غرة، وأن يحطموا نظرية الأمن الصهيوني وغرور العدو وصلفه وأسطورة تفوقه، وأن يثبتوا قدرتهم على التضامن والعمل المشترك لتحقيق هدف موحد محدد. وإذا لم تكن حرب أكتوبر قد انتهت إلى نصر عسكري حاسم لأي من طرفي الصراع، فإنها استطاعت أن تبلغ هذه النتائج، ولعل ما أثبتته الحرب من قدرة العرب على التضامن ووحدة الصف والقوى والطاقات في مواجهة العدو المشترك، هو من أهم النتائج، وأكثرها قيم وتأثيراً. @@@@ uk]lh ;kh d]h ,hp]m lh`h p]e @@@@@@ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 10 / 2010, 32 : 06 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : الملتقى العام ((تقبل الله منا ومنكم صالح ألأعمال)) بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أللـهـم إغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس ألأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـاباً فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 10 / 2010, 15 : 08 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : الملتقى العام جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك اخي ****** | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 10 / 2010, 37 : 10 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 10 / 2010, 16 : 11 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : عبداللطيف الصاوي المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018