الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | ابو قاسم الكبيسي | مشاركات | 6 | المشاهدات | 2034 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
07 / 01 / 2010, 19 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا خالدا مع خلودك والحمدلله حمدا دائما لامنتهى له عند كل طرفة عين او تنفس نفس أللهم صلي وسلم وبارك على عبدك وحبيبك ورسولك النبي ألأمي الطاهر الزكي وعلى أله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين أما بعد : منظومة الإنسان المثالي هي مجموعة صفات إذا وجدت في هذا الإنسان الذي تكلمنا عنه وجوداً في الحلقة الماضية. تكلمنا عن منظومة الإنسان وقلنا أن هذا المخلوق البشري يصبح إنساناً بالروح روح وعقل ونفس تساوي إنسان والإنسان يصبح إنساناً بالروح وقبلها كان بشراً (إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) هذا الإنسان قد يكون شريراً و قد يكون صالحاً وقد يكون طالحاً هناك منظومة أخرى كريمة تتحدث عن صفات إذا وجدت في الإنسان فهو الإنسان المثالي: الإنسان الزاكي والإنسان الطيب والإنسان الممحص والإنسان الطاهر والإنسان الصافي والإنسان المصنوع والإنسان المخلص كلها آيات قرآنية كريمة جاءت تتحدث عن إنسان ( لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا (19) مريم) إنسان زكي زاكي وقال تعالى: ( وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ (26) النور) إنسان وإنسانة طيبة، إنسان طاهر (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة) والمتطهرين، الممحص (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ (141) آل عمران) الصافي (وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى (15) محمد) المصنوع (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه) المُخلَص (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف). هذه الصفات فيها من الجمال بحيث إذا توفرت في ذلك الإنسان الذي هو من نفس وعقل وروح إذا توفرت فيه هذه الصفات أو بعضها نسبياً يصبح إنساناً مثالياً على نسب متفاوتة والإنسان الكامل هو محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم وبقية الأنبياء كما قال تعالى عنهم. الزاكي: هو الذي تأنس به حالة البصر والشم والسمع . فهو إنسان إذا وقع نظرك عليه أنست به عينك لجماله وبهائه ووقاره وإبتسامته ولطفه ورحمته فتأنس به كأنه أمك وأبوك فهو زاكي. تشم منه رائحة طيبة أو من أفعاله فكل أفعاله تفوح منها رائحة زكية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن كمثل الأترجه ريحها طيب ولونها طيب وطعمها طيب. فالزاكي عكسه الوخم وهو الرائحة النتنة الشيء الآسن فالماء إذا أسن يتوخم فتصبح رائحته كريهة هذا يسموه مستوخم أو وخم كل هذا عكس الزاكي أما الزاكي فهو شكل طيب جميل رائحة طيبة (لأهب لك غلاماً زكياً) (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ). الطيب : هو ماتأنس به النفس. (الطيبات للطيبين) كالأنس بين الأزواج تأنس به وتستوحش إذا غاب لا يعاتبها على ذنب تأنس به ويأنس بها يغفر لها وتغفر له. والنفس تأنس بصديق، بشيخ، بأستاذ، بحاكم، بأمير فتجد فيه هذه الصفات التي تشعرك بأنك مع أبيك وأهلك فهذا يسمى إنساناً طيباً. الطاهر: الذي خلا من النجاسة المطّهرين بالوضوء والمتطهرين من الذنوب كلما أذنب تاب فهو متطهر دائماً. الممحص: الذي خلا من الصدأ. عندنا سيف صدئ وباب صدئ تقول محصت السيف أي جلوت صدأه. فهكذا الإنسان قال تعالى بعد نصر بدر العظيم: ( وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ (141) آل عمران) جلاهم كما يمحص الذهب عل النار.لكي تفرز منه الشوائب والصدأ. الصافي : الذي ليس فيه كدر. فالإنسان ربما يكون فيه بعض الكدر ككل شيء فاللبن الصافي ليس فيه كدر والماء الصافي ليس فيه كدر ولكن الإنسان الصافي ليس فيه كدر فأخلاقه صافية. المصنوع : الذي خلا من العيوب. فالممحص الذي خلا من الصدأ والطاهر خلا من النجاسة والطيب خلا من الخبيث والزاكي خلا من الوخم والصافي خلا من الكدر والمصنوع خلا من العيوب. أي شيء مصنوع صناعة فهو متكامل قال تعالى: ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه) (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) طه) فالإصطناع في اللغة أن يكون الرجل أو المرأة حاذق في إصطناعه يقول هذا رجل صَنَع وهذه إمرأة صناع. فالصناعة جودة المصنوع فإذا لم يكن مصنوع صناعة يكون فيه بعض الخلل والعيوب قد يكون العامل أخطأ وذلك غير المصنوع الذي يكون في غاية الكمال وليس فيه عيب لكن العمل اليدوي يكون فيه عيوب كما قال عن النبي r (فإنك بأعيننا) في غاية الكمال. المُخلَص : الذي خلا من الشوائب (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ 24 يوسف) يوسف عليه السلام تراوده فتاة من أجمل الخلق وذات منصب رفيع وهو شاب منقطع وجميل قال: (إني أخاف الله رب العالمين) ولذا لم يكذب إبليس في قوله تعالى: ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 83 ص) وهؤلاء المخلصين قلة من البشر والمخلَص هو الذي أخلص عمله من أي شائبة. هذه هي المجموعة: فالزاكي ليس به وخم منظر جميل ورائحة زكية وطيبة قد يكون الطعام جميل لكن رائحته نتنة. الطيب عكسه الخبيث والطاهر عكسه النجس والممحص عكسه الصدىء والصافي عكسه الكدر والمصنوع عكسه المَعيب والمخلص عكسه المشوب الذي فيه شوائب. وهذه هي منظومة الإنسان المثالي التي توافرت صفاتها كلها في الأنبياء والرسل وقد إصطفاهم رب العالمين من مليارات البشر (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) الحج) وهم خمسة وعشرون نبياً من مليارات البشر الذين ورد ذكرهم في القرآن. ولقد تكلم سبحانه وتعالى عنهم في غاية الإجلال والإكرام والمدح وفضل الله تعالى بعضهم على بعض (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) وخاصة أولي العزم الذين بلغوا القمة في الإنسانية وهم سيدنا موسى وعيسى وإبراهيم ونوح وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهذه الأوصاف التي تم ذكرها في منظومة الإنسان المثالي -زاكي وطيب وطاهر وممحص وصافي ومصنوع ومخلص- تنطبق على كل شيء وكل فعل وكل حركة وحدث.فالأشخاص والأشياء تقاس مثاليتهم بهذه المنظومة القرآنية والتي وردت في كتاب الله عز وجل في هذا المضمار. والرسول r هو الذي زكّى هذه الأمة وهذه منظومة حرف الزاي (زكّى) وباقي كلمات الزاي دخلت في منظومات سابقة. إذا زكى الإنسان إستحق المدح في الدنيا و الآخرة . فالإنسان الزاكي حبيب الله عز وجل. فرب العالمين يحب الإنسان الرفيق صاحب الكلام الطيب الحليم الذي لا يغضب بسرعة يكظم غيظه يكرم الغير سخي اليد طيب القلب يحب أهله يحب الناس يقوم بحوائجهم باراً بوالديه دائماً نظيف ومعطر وجميل كلامه ليس فيه فحش فكل ما فيه جميل يسمى إنساناً زاكياً. ومصادر التزكية ثلاثة فهي إما أن تتم بفعل العبد نفسه هو يزكي نفسها (قد أفلح من زكاها) والتزكية من العبد نوعان إما بالفعل أو بالقول إذا زكيت أفعالك فأنت في غاية المدح عند الله تزكي نفسك وألفاظك وعينك زاكية لا تنظر إلا إلى جميل من محارمك وأذنك زاكية لا تسمع إلا ما هو مفيد ولسانك لا ينطق إلا بما هو مفيد ليس فيه فحش ولا غيبة ولا نميمة ولا سب ولا بذاءة وكل ما فيك في عاية الجمال فأنت زكيت نفسك بتتبع أفعالك زكيت نفسك بحيث أصبحت نفس رضية في غاية الروعة فأنت أفلحت وهذه تزكية بفعل نفسك وهذا عمل الصالحين يأخذون سنيناً لتزكية أنفسهم ويعلمونها (قد أفلح من زكاها). هناك تزكية بفعل الله عز وجل (لأهب لك غلاماً زكياً) ومن أزكى من عيسى عليه السلام بطهره وجماله وكلماته وبكل حركة من حركاته كان متعة للنفس والبصر والعين والعقل وهو كلمة الله عز وجل. الله تعالى زكّاه فوُلِد زكياً خلقه تعالى في بطن مريم من نفخة من روح الله تعالى وهذه نفخة لا تكون إلا زكية (لأهب لك غلاماً زكيا) وهذا فعل الله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) النساء). هذا بالفعل أما بالقول فهذا مذموم (ولا تزكوا أنفسكم) مادح نفسه كذّاب. قيل لأحد الحكماء هل هناك حق مذموم؟ قال نعم أن يزكي الإنسان نفسه صادقاً أو غير صادق. قد يكون شجاع أو بطل هذه حقيقة لكن لا يقولها الإنسان عن نفسه فهذا مذموم لأنه يذكر صفاته هو كان عليه أن يدع غيره يذكرون صفاته الحسنة. قال تعالى إذا كنت بأفعالك زاكياً فهذا عظيم أما التزكية القولية فهذا مذموم بكل الشرائع والمقاييس. وهناك تزكية لفعل النبي صلى الله عليه وسلم (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة). نتكلم عن كون الرسول مزكي أمته: إبراهيم عليه السلام لما رفع القواعد من البيت دعا لأمة العرب (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) البقرة) دعا دعوة واحدة لنبي له ثلاث واجبات: ابعث في هذه الأمة رسولاً منهم عربياً مهمته أولاً أن يتلو عليهم الكتاب أي القرآن وآيات التوحيد ويعلمهم التوحيد بعد أن كانوا يعبدون الأصنام وآيات الله آيات الكون ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. لما دعا إبراهيم جعل التزكية ثالثة: الأولى يتلو عليهم آياتك والثانية يعلمهم الكتاب والحكمة والثالثة يزكيهم. أنت لا تزكي جاهلاً إنما تعلمه العلم أولاً ثم تزكي صفاته وأفعاله. فأولاً توحد الله وتتعلم العلم ثم تزكي نفسك. النبي هكذا يفعل أولاً يدعو للتوحيد ثم يعلمهم العلم والمعرفة وبهذا العلم تزكو. فلما إستجاب تعالى لدعوة إبراهيم جعل التزكية ثانية (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) رب العالمين جعل التزكية ثانية لأي أن هذه الأمة أمة محمد بمجرد أن يقول أحد لا إله إلا الله يزكي نغسه ويستوي المتعلم وغير المتعلم مع أن للمتعلم دوره لكن كل أمة محمد زاكون بمجرد أن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله هذا تعليمه آيات الوحدانية حتى لو لم يكن متعلماً. أي إنسان غير مسلم لا يؤمن بالله وكونه بهذا الشكل خذ أي أمرأة في الغرب لها حياتها وتقالدها ما إن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى ينتهي كل هذا وتصبح موحدة لله لا شريك له وتغطي شعرها ثم تصبح زاكية العقل وزاكية النفس من حيث بزكاة علاقتها مع الآخر تؤمن بجميع الأنبياء وهذه تزكية هائلة. أن تشتم نبياً يتبعه مليارات فهذا طعن فيه وكان ينبغي إحترام الآخرين ولكن هذا لا يستطيع أن يفعله إلا المسلمون فقط لأنهم آمنوا بجميع الأنبياء إيماناً مساوياً لإيمانه بنبيّه لذا قدسية جميع الأنبياء عند المسلمين كقدسية محمد صلى الله عليه وسلم وأي مسلم يتعرض لنبي من الأنبياء فهو مرتدّ عن هذا الدين ويخلد في النار وهذا منتهى التفوق الإنساني ومنتهى زكاة النفس وأدبها وحبها لجميع الأنبياء (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة) الغربي الذي يؤمن ما إن يقل لا إله إلا الله محمد رسول الله من حيث علاقته بجميع الأديان لذا المسلم ليس عنده مشكل مع أي ديانة (ومبشراً برسول يأتي من بعده إسمه أحمد). هذه أمة زاكية والفرد المسلم يزكو بمجرد أن يكون موحداً. هذه زكاة الإعتقاد. وعندنا زكاة صحة النسب ما إن تقول لا إله إلا الله حتى تصبح عضو في عائلة (زوجان وأولاد) ثم تتمدد الأسر إلى فصائل ثم عشائر ثم قبائل ثم شعوب ثم أمة فالأمة الإسلامية هي الوحيدة التي فيها هذا النسيج بحيث يرجع بعضهم إلى بعض والمسلم هو الوحيد الذي يعود بنسبه إلى أجداد أجداده وهذه ليست إلا للمسلم الذي نسبه زاكياً وهذه صفات الإنسان المثالي الذي يجب أن يعرف من أبوه وأمه وجه وهذه الأصالة (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) الأصالة أجداد عظام لهم جذور بعيدة وأنت لك مستقبل هائل بفروعك الممتدة وكلهم منتج مثمر هذه الأصالة ماض عريق ومستقبل زاهر هذا لا تجده في الغالب بشكل مجمع عليه إلا عند المسلمين فكل مسلم أصيل لأنه يعرف جذوره وعشيرته ويعرف ماذا يكون في المستقبل. منها أيضاً تزكية الفم والفرج وهذه الأمة حريصة على طهارة الفرج والفم والأمة حريصة على الأكل الحلال على رغم ما أصابه الآن من تأثير الدول الغربية . كانت كلمة الحلال ولقمة الحلال لا نقاش فيه. تزكية الجوارح فالمسلم يحرص على جوارحه سمعه وبصره وفؤاده ماذا تسمع وماذا ترى وفيم يفكر (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) الإسراء) وهذا الدين حريص أن يكون في قلبك بغضاء على أحد ولا حقد ولا كراهية وإلا هلك. فإذا غضب لا يحقد ولا ينتقم كما نراه عند بعض الشعوب لأن الذي يغضب ويحقد فهو هالك يوم القيامة. وتزكية التعامل مع الآخر بمجرد أن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله يحرص على حسن التعامل مع الآخر فالمسلم الزاكي يعفو عمن ظلمه وتُقرض من إستقرضك وييسر على من عليه دين تزكية التعامل مع الآخر لا تقوم على قانون. عندنا عدل وإحسان: زوج وزوجة: العدل أن توفر لها كسوة في الصيف وكسوة في الشتاء كم مسلم على وجه الأرض يقول لزوجه الفقهاء يقولون نفقة الزوجة على الزوج كسوة في الصيف وكسوة في الشتاء. العدل أن القاتل يُقتل لكن كم نسمع من العفو! نتأمل في بعض ما جاء في كتاب الله عز وجل الذي يحدد أخلاقيات المسلم. يقول تعالى في نهاية سورة الأنعام: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)) لو بحثت الآن عن نسبة بر الوالدين بين كل الأمم لوجدت أن هذه الأمة متميزة في بر الوالدين وهذا من تزكية الله تعالى لهذه الأمة لا تجد أي تبرّم من الوالدين لكبر سنهما وإنما يزداد تعلق الأسرة بهما. الأمة الوحيدة التي تجد فيها بر الوالدين ظاهرة إجتماعية هي أمة محمد r. (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ) عندنا خشية إملاق ومن إملاق أي الإجهاض وقطع النسل ليس موجوداً عند هذه الأمة لا من الفقر ولا خشية الفقر وهذا من تزكية الله تعالى لهذه الأمة. (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) وما من أمة نزيهة وزاكية في أعراضها كهذه الأمة. (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) القتل الحق هو قتل النفس بالنفس أو الردة أو الثيّب الزاني ولا يجوز أن يقتل مسلم أو أحد غير هذا وما يشيع الآن هذا غير إعتيادي في هذه الأمة وهذا من باب تمحيص هذه الأمة حتى يذهب خبثها وهذا التقاتل بين المسلمين بين طوائف ومذاهب وأحزاب من الخبث الذي سيزول إن شاء الله تعالى. (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) هذا بشكل عام العالم كله يراعي هذا الأمر. (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) المسلمون حساسون لموضوع المطففين ومن موضوع الحرام إلا ما لا تستطيع أن تحسب حسابه والله تعالى يقول (لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا). (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا) ذمة أو عهد بين الدولة والمواطن كقسم الوظيفة مثلاً وكل من يحلف اليمين أن يخلص في وظيفته فهذا عهد الله. أن تعدلوا بين الناس: العدل بين جميع الناس وليس فقط بين المسلمين. وما من أمة تعدل مع الآخر إلا هذه الأمة وما سمعنا أن إنساناً غير مسلم ظُلِم لأنه غير مسلم على عكس المسلمين كيف يعاملون في سجون الدول الغربية وتشنيع بهم ويسمونه إرهاباً وما من أمة تفعل هذا إلا فيها خبث كثير لا تستحق الإحترام. أما الأمة الإسلامية فهي الأمة التي تحترم جميع الناس الذي يعيشون عليها ولا تضطهد أحداً لمجرد أنه في غير ديانة. وكثير من المسيحين يجدون في بلادنا من الحرية ما لا يجدونه في بلدانهم. (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام) والأمثلة من كتاب الله عز وجل على هذه الأمة من حيث تمسكها بآداب وتعاليم وأخلاق تجعل كل حركاتها زاكية بغض النظر عن إنفلات ظرفي أو حكم مستبد يدفع الناس في كثير من الأحيان فهي أمة زاكية كما قال إبراهيم u. الباب مفتوح أمام الجميع أن يصلوا لمرحلة الكمال لكن عليهم أن يسعوا لذلك والأمة مليئة إن شاء الله تعالى بأمثال هؤلاء. حديث الرسول r (كمُل من الرجال كثير ولم يكمُل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسيا إمرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة) هناك طهارة وتزكية وهي ليست بمعنى واحد كما قال بعض المفسرين فالشيء لا يعطف على نفسه والقرآن ليس فيه مترادف. كل ذنب من الذنوب من فضل الله عز وجل على هذه الأمة كما قال r " إن أمتي هذه أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة عجّل الله عذابها في الدنيا الزلازل والفتن والقتل" ونحن نرى الآن في كل مكان المسلم يُقتل ويُعذب في كل مكان حتى الدول الإسلامية أشد عذاباً عليهم من الدول الغربية. كل عذاب من هذه العذابات تكفر الذنوب. وسائل تزكية النفس: أولاً الصحبة الصالحة فإذا وُفّق الإنسان لشيخ صالح يدرس على يديه فهذا خير فإن لم يُوفّق فليقرأ سير الصالحين وأصحاب الخلق الرفيع والصابرين فسيتأثر بها. بعض العبادات مثل صلاة الليل فإذا أدمن الإنسان على صلاة الليل والتهجد لا بد من أن تؤثّر على الإنسان فتستقيم حركته وسكناته وسلوكه (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) الإسراء) كل من مات وكان مواظباً على صلاة الليل ورُؤي في المنام قال: ما نفعتنا إلا ركيعات كنا نصليها في الليل. ومن العبادات التي تنفع في التزكية ويحبها الله عز وجل فالله تعالى يزكيك من ضمنها السخاء إذا كان المؤمن سخياً على المحتاج والجار وذي الرحم رب العالمين كما قال r " إن الله ليعمّر للقوم الديار ويُربي لهم الأموال وما نظر إليهم مذ خلقهم غضباً. قالوا بِمَ يا رسول الله؟ قال: بصلتهم أرحامهم " فالسخيّ حبيب الله "تجاوزوا عن ذنب السخيّ فإن الله يستره له في الدنيا ويغفره له في الآخرة" ولهذا السخي محمي موفّق ومن كونه سخياً فهو زاكي. ومن ضمن هذه العبادات بر الوالدين وما من بار لوالديه إلا وتراه محمياً موفقاً والعكس صحيح. البار بوالديه متواضع محب يزور الناس لا يتأخر عن واجب لا يتكبر عن الناس يعود المرضى. هذه العبادات تحسن السلوك ويوماً بعد يوم يستدرج تزكية الله تعالى من خلال هذه العبادات فلا ترى باراً بوالديه إلا طيباً ولا سخيّاً إلا طيباً ولا صاحب ليل إلا زاكياً. (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة) من فقه محبة النبي r ومحبته لها فقه عظيم. من فضلها أنك تكون في الجنة معه r "أنت مع من أحببت" كما في الحديث الصحيح. ومن فقهها أن تعرف ماذا أصابك هذا الرجل العظيم من خير في الدنيا والآخرة إذا تعلّمت هذا شيئاً فشيئاً يصبح حبك له عميقاً. يقول تعالى (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) ما من نبي يدعو لأمته إلا إستجاب الله تعالى دعوته. (إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً) كل شيء طيب مساكن طيبة، زوج طيبة، بلدة طيبة أن يكون فيها على الأقل ثلاث مصادر طيبة: إمام عادل، مصدر رزق وفير وأمن. (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الأعراف) والذي خبث الظالم لا يخرج بناته إلا نكداً. كما حصل في العراق لما فيها من ظلم. pvt hg.hd - lk/,lm hgYkshk hglehgd (.h;d) التعديل الأخير تم بواسطة ابو قاسم الكبيسي ; 07 / 01 / 2010 الساعة 13 : 11 PM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 01 / 2010, 21 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيكم اخي ****** ابو قاسم اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 01 / 2010, 31 : 12 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 01 / 2010, 52 : 01 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا أللـهـم اغـفـر لـهم ولـوالـديـهم مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 01 / 2010, 54 : 01 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا أللـهـم اغـفـر لـهم ولـوالـديـهم مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 01 / 2010, 32 : 05 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيك اخي في الله ابوقاسم جزاك الله خيرا وادخلك الجنة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 01 / 2010, 49 : 08 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو قاسم الكبيسي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أللـهـم اغـفـر لـهم ولـوالـديـهم مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018