11 / 08 / 2008, 01 : 01 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 27 / 01 / 2008 | العضوية: | 47 | المشاركات: | 5,583 [+] | بمعدل : | 0.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 775 | نقاط التقييم: | 234 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى اُسرتنـــــــــا من فضلك يا أبى.. بالله عليك خذني معك!! عبارة يسمعها معظم الآباء من أبنائهم،إذا همّوا بالخروج، وقد يصاحبها إلحاح من الإبن وبكاء أحياناً، يريدون أن يصحبوهم في مجالسهم مع رفاقهم الكبار! ويتباين موقف الآباء ما بين مؤيد ومعارض فما هو التصرف الصحيح؟ هل نصطحب أبنائنا معنا إلى مجالس الكبار أم نؤخر هذه الخطوة تماماً إلى أن يبلغوا الحلم ثم نصطحبهم بداية من هذه السن؟ يعطينا الإجابة على هذا السؤال الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث قال لحلقة كانوا قد جلسوا إلى جانب الكعبة، فلما قضى طوافه جلس إليهم وقد نحّوا الفتيان عن مجلسهم،فقال: " لا تفعلوا! أوسعوا لهم، وأدنوهم، وألهموهم، فإنهم اليوم صغار قوم يوشك أن يكونوا كبار قوم آخرين، قد كنا صغار قومٍ أصبحنا كبار آخرين." وقد علّق الإمام ابن مفلح رحمه الله على هذه العبارة قائلاً: "وهذا صحيح لا شك فيه، والعلم في الصغر أثبت، فينبغى الإعتناء بصغار الطلبة لا سيما الأذكياء المتيقظين الحريصين على أخذ العلم،فلا أن يجعل على ذلك صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعاً من مراعاتهم والإعتناء بهم" فلا بأس باصطحابهم إذن إلى مجالس الكبار خاصة مجالس العلم النافع، لكن مع الإلتزام بتعليمهم آداب المجلس وهى: 1- مجاورة الإبن لأبيه في المجلس: ل ينبغى أن يترك الأب بينه وبين ابنه فرجة لإمكانية جلوس أحد بينهما،وذلك لقول النبى :"لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس"ولعل السبب في هذا التوجيه النبوي هو أن هذا التفريق قد يحزن كلاً من الولد وأبيه، كما أنه يحرم الأب من فرصة مناسبة لتوجيه الولد عند صدور خطأ منه، أو سوء تصرف في المجلس، ولأن هذا التصرف يعد من سوء الأدب من الشخص الجالس بين الأب وابنه إذا كان يعلم بذلك. 2- الإنصات وعدم الكلام بغير إذن : فإذا حضر الكبار استمع إلى حديثهم , فلا يتكلم إلا إذا طُلب منه , وهذا نهج أبناء الصحابة إذا حضروا مجالس الكبار , فقد روى البخاري في صحيحه أن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال عليه الصلاة والسلام " أخبروني مثلها مثل المسلم تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحت ورقها فوقع في نفسي النخلة فكرهت أن أتكلم وثَمَّ أبو بكر وعمر" – رواه البخاري، كتاب الأدب،باب: إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال ج8،ص:42- ويظهر من هذه الرواية أدب الصغير في مجالس الكبار , فلا يتكلم إلا عند الحاجة وإذا طلب منه , وهذا الأدب يعلمه الأب لولده , وينبهه عليه ، فلا يكثر الكلام واللغط في المجلس , فهذا من قلة الحياء . 3- أدب العطاس والتثاؤب: ومن آداب المجلس أيضاً تعويد الولد وتدريبه على آداب العطاس والتثاؤب , فإن الولد إن لم يتعلم تلك الآداب والسنن , ويتدرب عليها فتح فاه أمام الناس داخل المجلس بصورة قبيحة , وربما عطس أو سعل في وجه أحد الجالسين فأصاب بعضهم من الرذاذ المتطاير إلى جانب رفع الصوت بتركه تخمير وجهه , وهذا لاشك سوء أدب , وقبح تصرف . ويعود الولد كظم صوته عند العطاس ولايلفت الأنظار إليه لشدة الصوت الذي يخرجه , ويعلم حمد الله بعده , ويذكر إذا نسى كأن ينظر إليه , أو يقول له الأب :" ماذا يقول المسلم إذا عطس ؟" , وهكذا حتى يتعود على هذا الأدب ولاينساه . ويعلّم الولد أن التثاؤب مكروه , ومن فعل الشيطان , والأدب الإسلامي في ذلك هو ما جاء عن رسول الله e في هذا الشأن حيث قال :" التثاؤب من الشيطان , فإن تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع " , وذلك لأن التثاؤب من الكسل وثقل البدن , والميل إلى الاسترخاء , وهو بعكس العطاس الذي يدل على النشاط والخفة . 4- شكر المضيف: ومن هذه الآداب أيضاً شكر المضيف، والدعاء له،فإنه:" لا يشكر الله من لا يشكر الناس"-رواه البخاري،الأدب المفرد، باب:من لم يشكر الناس،حديث رقم(218). فتربية الإبن على شكر الناس على حسن صنيعهم خلق مهم ومطلوب، ويتعود عليه الإبن من خلال القدوة والتوجيه،فيأمره قبل الإنصراف من المجلس أن يقول لصاحب البيت: " جزاك الله خيراً" أو نحو ذلك من عبارات الثناء والدعاء، فيتعلم الولد أدب التعامل مع الناس وخفض الجناح، وتقدير المعروف، ورده لأصحابه. 5- دعاء ختام المجلس: فلا ينسى الأب المربى تحفيظ ولده الدعاء المأثور عند ختام المجلس، وإفهامه الهدف من هذا الدعاء، أنه كفارة لما قد يكون من اللغط والأخطاء،وأن النبى علمنا ذلك في حديثه الشريف:" من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك"-رواه الترمذى ولعل الإبن يتعود هذا الدعاء من رؤيته لأبيه ووهو يرفع به صوته في ختام مجلسه في البيت أو في غيره. حفظ أسرار المجلس: وهذا من أهم آداب المجالس للصغير والكبير على السواء،فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :"المجالس بالأمانة" والطفل الصغير الذي لا يزال في مرحلة التعليم والتأديب قد لا يحسن كتمان الأسرار وما يراه ويسمعه خارج المنزل إلا إذا أُدِّبَ على ذلك من قِبَل الوالدين،فينبه على الولد ويلقن دائماً أن إفشاء سر المجلس من الأخلاق المرذولة الذميمة، وهو من الخيانة التي لا يرضاها الله تعالى صفةً لعباده المؤمنين، ولنضرب للابن مثلاً وقدوة بصحابي كان يكتم سرّ النبي عليه الصلاة والسلام وهو طفل صغير، إنه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه وأرضاه،يقول:" أتى علىّ رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا، فبعثني في حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ فقلت: بعثني رسول الله عليه الصلاة والسلام لحاجة. قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سرّ، قالت: لا تخبرنّ بسرّ رسول الله أحداً"- رواه مسلم- ولابد من ملاطفة الأولاد في المجلس، خاصةً الصغار منهم، وعدم تحقيرهم، أو طردهم من المجلس، فقد كان بعض الأطفال والصغار يحضرون مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد كان يعطف عليهم، ويدخل عليهم السرور بإعطائهم ما يحضره من فاكهة وغيرها عندما يؤتى بها في أول الثمر والإنتاج. والأب يقتدي بالنبي e في هذا، فيحسن إلى الأولاد ، ويعطيهم من الفاكهة والطعام والحلوى ما يفرحهم ويدخل عليهم السرور، ولا يمنعهم من الجلوس مع الكبار ما داموا منضبطين بتلك الآداب التي قدمنا ذكرها. وأخيراً عزيزي المربى: إن على الأب أن يراقب ولده عن كثب؛ ليعرف مدى نجاحه في تطبيق هذه الآداب،ويرشده إلى الأخطاء التي عملها إن وجدت مع مكافأته عند انضباطه، حتى تتكون لديه القدرة على التفاهم والجرأة، فلا يهاب الغريب ولا يخجل في مجالس الكبار.
sjHjd lud >> ,g;k fav' >>! (N]hf hgl[gs)
|
| |