المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 27 / 01 / 2008 | العضوية: | 54 | العمر: | 46 | المشاركات: | 258 [+] | بمعدل : | 0.04 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 231 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الصوتيات والمرئيات الأسلامية خطبة قويّة عن غلاء الأسعار .. الخطبة للشيخ حمدان الوردي .. الخطبة الأولى : " أيها المسلمون : مشكلة تواجه المجتمعات الإسلامية وغيرها من المجتمعات , ألا وهي مشكلة غلاء الأسعار فهي مما عم به البلاء , فهو داء خطير إذا لم يعالج , أدى إلى كوارث ونتائج سيئة , هذا الداء ينهك جيوب الشرائح الاجتماعية من ذات الدخل المحدود , وهذا يؤدي أيضاً إلى نتائج أخرى كعزوف الأفراد عن الشراء , وانخفاض حركة البيع والشراء مما يؤدي إلى ركودٍ اقتصادي و الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه لا يصيبنا مصيبة إلا بما كسبت أيدينا (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) 0 وقد كان غلاء الأسعار في تاريخ الأمة حاصلاً في بعض مراحلها , ففي أواخر عهد بني العباس عظم البلاء ببغداد حتى أكلوا الجيف والروث وأُكلتْ الكلاب , وضرب الغلاء أيضاً في القرن الخامس بعض بلدان المسلمين كمصر , وحصل بذلك هلاك كثير , وهنا يتساءل الكثير هل وضع ديننا الإسلامي الحنيف حلاً لأزمة التضخم ؟ والجواب على هذا السؤال أقول: إن الشريعة الإسلامية قبل أن تضع الحول فإنها شرعت العديد من الأحكام التي نقي من الوقوع في هذه الأزمة , والتزام أحكام الشريعة الإسلامية ذات الصلة لا يعني العصمة من هذا الداء , لأن كثير من أسباب التضخم تصدّر علينا من الخارج , وعلي سبيل المثال : فإن ارتفاع أسعار السلع المستوردة سببه خارجي وليس داخلي , ومع هذا فإن ديننا الحنيف قد شرع العديد من الأحكام التي تقي من هذا الداء , مما كان مصدره من الداخل , ووضع العديد من الحلول التي من شأنها أن تخفف من لهب التضخم المصدر إلينا من الخارج , وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر من هذه التشريعات : أولاً / معلوم أن من أكبر أسباب التضخم : وفرة السيولة في أيدي الناس , ولهذا تسعى العديد من الدول إلى امتصاص هذه السيولة ليقلّ النقد فيقلّ الطلب الذي يساهم ارتفاعه بشكل مباشر في غلاء الأسعار , والأسلوب التقليدي لدى أغلب الدول المعاصرة هو امتصاص هذه السيولة غبر رفع سعر الفائدة , وهو ما ينادي به بعض رجال الاقتصاد وللأسف الشديد , وهذا الأسلوب كان له من الآثار السيئة على الاقتصاد الأمريكي , وحال من يعالج بهذا الداء كمن يقطع شرياناً من شرايين القلب ليعالج به عرقاً من عروق القدم , وبالنظر إلى الأسلوب الإسلامي في الحد من هذه الظاهرة , نجد أن ديننا الحنيف قنن امتصاص هذه السيولة عبر أساليب كثيرة منها : امتصاصها عبر الزكاة الداخلية , والصدقة المستحبة , والوقف والوصية , والتي من شأنها أن تساهم في امتصاص السيولة من مرتفعي ومتوسطي الدخل لنضعها في يد محدودي الدخل من الفقراء والمساكين ونحوهم , وتمتص الصدقة من المال الفاضل عن الحاجة – ما تجود به نفس المسلم – وكلما زاد امتصاص السيولة من مال الصدقة زاد الأجر والثواب من الله تعالى , ولذا جاء في الأحاديث الكثيرة الحث على الصدقة , (( ما من يوم يصبح ..... )) بل جاء في الحديث أن رسول الله قال : يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك , وأن تمسكه شر لك )) رواه مسلم . وهذه الخيرية في الدنيا والآخرة , وهذا المعروف يساعد في امتصاص السيولة التي لو كثرت في أيدي الناس لقلب الأسعار أثرها السيئ على كل الممسكين عن الصدقة , ولكن يبقى السؤال الكبير وهو : هل قام الأغنياء وكل من وجبت عليه الزكاة والصدقة بإخراج زكواتهم وصدقاتهم للمحتاجين في طول العالم وعرضه ؟ وكم تشكل نسبة الأوقاف من نسبة أموال الأغنياء ؟ ثانياً / ومن أهم أسباب التضخم وغلاء الأسعار تلاعب التجار بأسعار السلع , ولا سيما الرئيسية التي تعد شرياناً من شرايين الحياة , وذلك من خلال استغلالهم لرفع الرواتب , أو لما تمر به الدولة من انتعاش اقتصادي , وهنا يوجه ****** رسالة حانية إلى كل تاجر يغالي في الأسعار ويستغل الاقتصاد في البلد بقوله (( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى )) , وإذا وقف التاجر المسلم أمام هذا الحديث وقفة إجلال وإكبار فهل سيجرؤ على رفع أسعار بعض المنتجات المحلية الخالصة , والتي لا تتأثر بالأسعار الدولية , كلا بل أنه سيساهم ببيع المنتجات المستوردة والتي لحقها التضخم بأقل سعر ممكن ليظفر برحمة الخالق سبحانه , وإذا انحسرت ثقافة السماحة في نفوس الباعة , وحل محلها الجشع والاستغلال فللحاكم حينئذٍ بقوة الشرع وداعي المصلحة العامة أن يخطم هذا الجشع والاستغلال بخطام التسعير , هذا إذا كان الغلاء ناتجاً عن مؤامرة واتفاق وجشع وحبس فإن التدخل بالتسعير صحيح من الجهة الشرعية 0 ثالثاً / لا يخفى على كل مطلع أن من أسباب التضخم كثرة الطلب على السلع , وتهافت الناس على الشراء بأي سعر كان , وهنا نجد أن الإسلام قد حث في الحالات العادية على الاقتصاد في المعيشة , والتوسط في النفقة , وهذا من شأ،ه أن يقلل الطلب فتنخفض الأسعار , كما من شأنه أن يقلل الطلب على السلع الباهضة الثمن , وذلك بالشراء من المنتجات البديلة التي تباع بالأثمان المعقولة , وإذا كان هذا في الحالات العادية فما الظن في حالات غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار , وفي الحث على الاقتصاد والتوسط في النفقة يقول الباري : (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً )) 0 رابعاً / ومما لا يخفى أن من أبرز أسباب غلاء الأسعار ممارسة قطيع من التجار لبعض صور الاحتكار كما صرح بذلك أحد المسؤولين المباشرين لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق , حيث عزا ارتفاع أسعار الدقيق في السوق المحلية إلى وجود تجار يحتكرون كميات كبيرة من الدقيق ليقل الطلب عليها فيرتفع سعرها , ولا ريب أن الشارع الحكيم منع الاحتكار كما في صحيح مسلم (( لا يحتكر إلا خاطئ )) والخاطئ في الشريعة الآثم , وقد يصل إلى التحريم إذا كان في السلع التي يحتاجها الناس. خامساً / ومن أسباب الغلاء الاعتماد على المنتجات المستوردة بحيث يبقى المجتمع أسيراً للظروف الخارجية لتلك المنتجات أو السلع , وما تتعرض له من غلاء , وما تفرضه الدولة المصدرة من قيود , وهذا من أسرار حث الشارع الحكيم على إعداد القوة فيما يتعلق بالعتاد العسكري (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) , ومن الإعداد التصنيع المحلي لكل ما يتطلبه العمل العسكري , لئلا تقع الدولة الإسلامية تحت رحمة الدول المصنعة . كما شجع ديننا الحنيف على العمل باليد التي هي وسيلة للإنتاج المحلي , كما في الحديث الذي رواه البخاري (( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده , وإن نبي الله داوود عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان يأكل من عمل يده )) ومن هنا كان من الحلول الشرعية لغلاء الأسعار تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي . سادساً / ومن الحلول الشرعية أيضاً: دعم الحكومة للسلع , ولا سيما الرئيسية , وهو من التدخل الحكومي الذي تفرضه المصلحة العامة . أيها المسلمون : هذه الحلول الشرعية ما هي إلا جزء لبعض الحلول الممكنة , وهذا لا يعني تجاهل أي حلول اقتصادية أخرى مادام أنها تسير في رحاب المصلحة المرسلة . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) . الخطبة الثانية : الحمد لله على إحسانه , والشكر له على توفيقه وامتنانه , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده تعظيماً لشأنه ... وبعد : حينما تنظر إلى الناس تجد أنك تلاحظ بعض القضايا التي ستكون سبباً في عدم توازننا في إنفاق ما نملكه , ومن ذلك: التوسع في الشراء وجعله هواية , فيصبح الشراء لدينا هواية ولذة وشهوة ليس لحاجة , واسمعوا لهذا الأثر : مر جابر بن عبد الله ومعه لحم على عمر رضي الله عنهما فقال: ما هذا يا جابر ؟ قال : هذا لحم اشتهيته فاشتريته , قال عمر: أو كلما اشتهيت شيئاً اشتريته أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية (( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )) . وجد في بعض الدراسات أن نسبة شراء المواد الغذائية في الدول العربية أكبر نسبة من دخل الأسرة , أما في اليابان فأكبر نسبة من دخ الأسرة تصرف على التعليم . إنك لتعجب من رب أسرة أو ربة أسرة يدخل المحل بدون أي تخطيط لما يشتري ... 0 والحذر الحذر من الدعايات الموجهة لبعض المواد فنحن في عصر الدعاية والإعلان لتسويق كثير من المنتجات . أيها المسلمون : لا شك أن ما يصيب الناس من فقر وقلة مؤونة وغلاء الأسعار , فهذا بيد الله – عز وجل – وذلك أيضاً إلى انتشار الذنوب والمحرمات والفساد والفجور والزنا والربا وشرب الخمر ... وهكذا , فما من مصيبة إلا وسببها الذنوب والمعاصي , قال عليه الصلاة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛ : (( يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم , ولم ينقصوا المكيات والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم , ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء , ولولا البهائم لم يمطروا , ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم , وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ))0 أيها المسلمون : مناسبة مباركة , فقد دعا ولي الأمر وفقه الله إلى إقامة صلاة الاستسقاء يوم الإثنين القادم , فحري بنا أن نبادر إلى حضور هذه الشعيرة المباركة , وهي سنة نبيكم إذا انقطع المطر , بالله عليكم كم عدد من يحضر هذه الصلاة من المسلمين وللأسف العدد أقل من الصف , هل نحن مستغنون عن المطر بما لدينا من مياه في بيوتنا , ولا نشعر بهذه النعمة العظيمة . مناسبة عظيمة أن نلتجئ إلى الله بطلب نزول الغيث وكشف الضر عنا في غلاء الأسعار 0 هذا . وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين ... 0
o'fm r,d~m uk yghx hgHsuhv >> lkr,g ggthz]m
|