هل عقيمت أرحام الأمهات أن تلد مثل هؤلاء؟
#هؤلاء ياأخواتى وأخوانى علموا حقيقة الحياه وعلما أن مهما طالت الحياه لابد من الموت قال الله تعالى(قل أن الموت الذى تفرون منه فأنه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)فعملوا على ذلك فالصالحون يشتاقون الى لقاء ربهم ويعدون الموت جسرا يعبرون عليه الى الآخره.....نعم هم يفرحون بالموت مادام يقربهم الى ربهم....فاليكم بعض منهم.
*ذكر بعض المؤرخين أن:
قام عبد الواحد بن زيد:وكان خطيب البصره وواعظهما فحث الناس على البذل والجهاد ووصف لهم ما فى الجنه من النعيم......ثم وصف الحور العين وهذا بعد ما علم أن العدو وأغار على ثغر من ثغور الأسلام.... فاشتاق الناس الى الجنه...وارتفع بكاء بعضهم ورخصت عليهم أنفسهم فى سبيل الله...فقامت عجوز من بين النساء هى أم ابراهيم البصريه.فقالت؟ياأبا عبيد أتعرف ابنى ابراهيم الذى يخطبه رؤساء أهل البصرة الى بناتهم وأنا أبخل به عليهم:قال نعم.قالت؟والله قد أعجبتنى هذه الجاريه(وهى الحور العين الذى وصفها)وقد رضيتها عروسه لابنى...فكر وما ذكرت من أوصاف...لعله نفسه تشتاق...فوصف أبو عبيد الحور العين وقامت أم ابراهيم وقالت:قد والله رضيت بهذه الجاريابنى يه زوجه لابنى ابراهيم لعل الله أن يرزقه الشهادة...فيكون شفيعا لى ولأبيه يوم القيامة فقال أبو عبيد:لئن فعلت فأرجو والله أن تفوزوا فوزا عظيما...فصاحت العجوز: ياابراهيم...فوثب شاب نضر من وسط الناس...قال:لبيك ياأماه...فقالت:أى بنى أرضيت بهذه الجاريه زوجه لك...ومهرها أن تبذل مهجتك فى سبيل الله؟فقال:أى والله يا أماه فذهبت العجوز مسرعة الى بيتها ثم جاءت بعشرة آلاف دينار...ووضعتها فى حجر عبد الواحد بن زيد:ثم رفعت بصرها الى السماء وقالت:اللهم انى أشهدك انى زوجت ولدى من هذه الجاريه على أن يبذل مهجته فى سبيلك...فتقبله منى يا أرحم الراحمين...ثم قالت:ياأبا عبيد هذا مهر الجاريه لتجهز به وجهز الغزاه فى سبيل الله...ثم انصرفت:واشتر لولدها فرسا حسنا ،وسلاحا جيدا،ثم أخذت تعد الأيام لمفارقته وهى تودعه فى كل نظره تنظرها ،وكل كلمه تسمعها،والمجاهدون يعدون العدة للخروج فلما حان وقت النفير خرج ابراهيم يعدو...
والمجاهدون حوله يتسابقون،والقراء يتلون قوله تعالى(ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والأنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)...
فلما أرادت فراق ولدها ودفعت اليه كفنا وطيبا يطيب به الموتى...ونظرت اليه وكأنما قلبها يخرج من صدرها ثم قالت: يابنى اذا أردت لقاء العدو فالبس بهذا الكفن وتطيب بهذا الطيب واياك أن يراك الله مقصرا فى سبيله وودعته ثم قالت:اذهب يابنى فلا جمع الله بينى وبينك الا بين يديه يوم القيامة فمضى ابراهيم للقتال وأسرع الى المقدمة،فابتدأ القتال ،ورميت النبال وتنافس الأبطال ...أما ابراهيم فقد قاتل قتال الابطال حتى قتل أكثر من ثلاثين من جيش العدو فلما رأى العدو ذلك أقبل عليه جمع منهم هذا يطعنه وهذا يضربه وهذا يدفعه وهو يقاوم ويقاتل حتى خارت قواه ووقع من على فرسه فقتلوه....وانتصر المسلمون وهزم الكافرون ثم رجع الجيش الى البصرة فسألت أم ابراهيم:أبو عبيده هل قبل الله هديتى فأهنأ؟أم ردت على فأعزى؟فقال لها:بل والله قد قبل هديتك فقالت:الحمد لله الذى لم يخيب فيه ظنى وتقبل نسكى وانصرفت الى بيتها وحدها وهى مشتاقه لولدها حتى نامت فلما كان الغد...جاءت أم ابراهيم الى مجلس أبى عبيد وقالت:السلام عليك يا أبا عبيد بشراك فقال:مازلت مبشرة بالخير أم ابراهيم ما خبرك؟فقالت:نمت فرأيت ولدى ابراهيم فى المنام فى روضه حسناء وعليه قبه خضراء وهو على سرير من اللؤلؤ وعلى رأسه تاج يتلألأ واكليل يزهر وهو يقول يا أماه أبشرى قد قبل المهر وزفت العروس قال الله تعالى

ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون....)نعم والله ذلك الفوز العظيم.
*هذه قصه أخرى اليكم وهى عن:
*ذكر ابن كثير وغيره:
أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعث جيشا لحرب الروم وكان من ضمن هذا الجيش شاب من الصحابة هو عبد الله بن حذافه رضى الله عنه وطال القتال بين المسلمين والروم وعجب قيصر ملك الروم من ثبات المسلمين وجرأتهم على الموت فأمر أن يحضر بين يديه أسير من المسلمين فجاءوا بعبد الله يجرونه، الأغلال فى يديه والقيود فى قدميه فلما أوقفوه أمام الملك تحدث القيصر معه فأعجب بذكائه وفطنته فقال له:تنصر وأطلقك من الأسر فقال:عبد الله لا فقال قيصر:تنصر وأعطيك نصف ملكى فقال:لافقال:تنصر وأعطيك نصف ملكى وأشركك فى الحكم معى فقال عبد الله:والله لو أعطيتنى ملكك وملك آباك وملك العرب والعجم على أن أرجع عن دينى طرفه عين ما فعلت فغضب القيصر وقال:اذن أقتلك قال:أقتلنى فأمر فحسب وعلق على خشبة وجاء القيصر وأمر الرماة أن يرموا السهام حوله ولا يصيبوه وهو فى أثناء ذلك يعرض عليه النصرانية وهو يأبى وينتظر الموت فلما رأى القيصر اصراره أمر أن يمضوا به الى الحبس ففكوا وثاقه ومضوا به الى الحبس وأمر أن يمنعوا عنه الطعام والشراب فمنعوها حتى اذا كان يهلك من الظمأ والجوع أحضروا له خمراولحم خنزير فلما رآهما عبد الله قال:والله انى لأعلم أنى مضطر...وأن ذلك يحل لى الآن فى دينى ولكنى لا أريد أن يشمت بى الكفار فلم يقرب الطعام فأخبر القيصر بذلك فأمر له بطعام حسن ثم أمر أن تدخل عليه امرأه حسناء تتعرض له بالفاحشة فأخلت عليه أجمل النساء وجعلت تتعرض له وتتزين وهو معرض عنها ولا يلتفت اليها فلما رأت ذلك خرجت وهى غضبى وهىتقول:والله لقد أدخلتمونى على رجل لا أدرى أهو بشرا أم حجر وهو والله لا يدرى عنى أنا أنثى أم ذكر فلما يئس منه القيصر أمر بقدر من نحاس ثم أغلى فيها الزيت ثم أوقفت عبد الله أمامها وأحضروا أحد الأسرى المسلمين موثقا بالقيود حتى ألقوه فى الزيت وغاب جسده فى الزيت ومات وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت وعبد الله ينظر الى العظام فالتفت قيصر الى عبد الله وعرض عليه النصرانيه فأبى فاشتد غضب قيصر وأمر أن يطرح فى القدر فلما جروه الى القدر وشعر بحرارة النار بكى ودمعت عيناه ففرح قيصر وقال:تنصر وأعطيك وأمنحك قال:لا قال:اذن ما الذى أبكاك؟فقال:عبد الله:أبكى والله لأنه ليس لى الا نفس واحدة تلقى فى هذا القدر فتموت ولقد وددت والله أن لى بعدد شعر رأسى نفوس كلما تموت فى سبيل الله...مثل هذه الموتة فقال له قيصر:قبل رأسى وأخلى عنك ؟فقال له عبد الله:وعن جميع أسارى المسلمين عندك قال:نعم فقبل رأسه ثم أطلقه مع الأسرى عجبا!!لله در هذا الصحاب!!أين نحن اليوم فى مثل هذا الثبات ...قال تعالى

ولا تموتن الا وأنتم مسلمون)...ان من المسلمون اليوم من يتنازل عن دينه لأجل دراهم معدودات أولأجل تتبع الشهوات ثم يختم له بالسوء والعياذ بالله.
*وهذا نموذج اخر وهو:
خبيب بن عدى رضى الله عنه لما جمع عليه الكفار وقيدوا على جذع نخلة ليقتلوه لم يفزع ولم يجزع بل أخذ ينظر اليهم ويقول:
لقد جمع الأحزاب حولى =قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
الى الله أشكو غربتى ثم كربتى=.وما أرصد الأعداء لى عند مصرعى
ولست أبالى حين أقتل مسلما=على أى جنب كان فى الله مصرعى
وذلك فى ذات الاله وان يشأ=على أوصال شلو ممزع
وهكذا يا أخوتى وأخوانى نماذج كثيره ولكن وأنا بقرء هذه النماذج أستوقفنى سؤال وهو:
هل عقمت أرحام الأمهات أن تلد مثل هؤلاء ؟وكيف خالقنا يأتى بالخير والمخلوق يأتى بكل شر كيف ؟نأتى بالربا الا ويأتى الخراب وفينا من يزنى ويأتى بأطفال شوارع ويكون منهم المفسدين والمفسدات ونأتى بالفساد الا ويأتى بالأوبئه والأمراض ونأتى بالغل والحسد الاويأتى الحروب والدمار ...وكيف..وكيف...وكيف..........قال تعالى

ولمآ أصبتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ان الله على كل شى قدير).....
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره*ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).....(ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).....ومن أعمالكم صلت عليكم...
وما علينا الا أن ندعوا الله أن يجنبنا كل شر يبعدنا عنه ويرزقنا كل ما هو خير يقربنا منه ويجنبنا كل حرام...
وهذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهواونسيان فمنى ومن الشيطان .
والى اللقاء مع موضوع أخر أن قدر لنا البقاء واللقاء....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى اللهم وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم