شعار التغيير

[طويلب علم مبتدئ]

أكبر شعار مرفوع اليوم هو شعار التغيير
لكن اين التغيير في القرآن والسنة هل هو موجود أم غير موجود؟
وإذا كان موجوداً فماهو وجوده في الخطاب الشرعي حتى تعرف هل دعوة التغيير اليوم
صحيحة أم غير صحيحة؟!إن حجة التغيير العظمى عند رافعي هذا الشعار قول الله تعالى إن الله
لايغير مابقوم حتى يغيروا
مابأنفسهم
هذا دليل التغيير.
لكن معنى هذه الآية هو أن نزول العقوبات يكون بإحداث المعاصي والسيئات.
هذا هو معناها وليس لها معنى آخر
أما من يقول معناها التحول من السيء إلى الأحسن فهذا تفسير مبتدع لم يتكلم به
السلف ولايساعد عليه سياق الآيات
فتتمة الآية: وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مرد له .
فالآية تتعلق بحدوث تغيير النعم وإنزال العقوبات إذا وقعت المعاصي والسيئات
ونجد في السنة حديث أبي سعيد الخدري في صحيح مسلم : من رأى منكم منكراً
فليغيره بيده... الحديث .
فالتغيير في الخطاب الشرعي له معنيان :
أحدهما إنزال العقوبات ومتعلقه الحكم القدري
والآخر إزالة المنكرات ومتعلقه الحكم الشرعي.
هذا هو التغيير الوارد في الخطاب الشرعي
وأما التغيير بالمعاني الأخرى فهذا لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ولوكان هذا
مما يحتاجه الناس - وهذا أكيد كما تقولون - فلابد أن يكون في الخطاب الشرعي
حقيقة تدل عليه
وهذه الحقيقة الموضوعة في الخطاب الشرعي هي الإحسان والإتقان والإصلاح والتجديد ونظائر هذه المعاني.
وهذه الحقائق تجعل لما يراد من الخير حدوداً فمثلاً الإصلاح أو الإتقان أو
الإحسان هل يمكن أن يقال : إحسان صحيح وإحسان غير صحيح أو إتقان صحيح وإتقان
غير صحيح
أو تجديد صحيح وتجديد غير صحيح لا يمكن
لكن دعاة التغيير يقولون: تغيير إيجابي وتغيير سلبي ويقولون تغيير مقبول وتغيير مرفوض
وهذا مما يدل على أن مصطلح التغيير الفضفاض بالمعاني الحادثة فيه خطأ وفيه صواب
وتترتب عليه أحكام يطول فيها الكلام والخصام
والمقصود أن كل مايحتاج إليه الناس في العلم والعمل والدعوة والإصلاح موجود في
الكتاب والسنة بحقائق تميزه عن غيره لأن الحقائق الشرعية إنما جعلت لتميز
المطلوب شرعاً عن غيره.

صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي
المدرس بالمسجد الحرام والمسجد النبوي

---

auhv hgjyddv

[شريف حمدان]

بارك الله فيك