19 / 09 / 2010, 49 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد الحلقة الأولى: الحمد لله الذي نوّر بكتابه القلوب، وأنزله في أحسن لفظ وأعجز أسلوب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، خيرة الله من خلقه وخليله، وعلى صحابته الأبرار وآله الأطهار، والتابعين لهم بإحسان. أحبتي في الله: إن أولى ما عنيت به القرائح والأفهام هو التدبر في كلام المولى العزيز العلام، والفحص عن حقائق التنزيل وأسرار التأويل. إن أفضل ما عنيت له، وتعنيت أن تهتم بكتاب مولاك سبحانه، وأن تنظر في خطاباته الموجهة لك، فتقرأها كما تقرأ الرسالة توجَّه لك، فهذا هو منهج السلف مع كتاب الله. ألا وإن من السعادة –والله- أن تعيش مع كتاب الله الكريم، فتتلوه وترتله، وتفهمه وتتدبره، وتتأمل في بلاغته وفصاحته، وترقب بديع إشاراته وعجيب انتقالاته. هذا وكم فيه من مزايا *** وفي زواياه من خبايا وكما أن الله تعالى لا يوصف بحد يُنتهى إليه في الكمال والجلال، فكذا لا نهاية لفهم كلامه سبحانه، يضيق به الوصف والعلم، وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله عليه، وكلام الله غير مخلوق، لا تبلغ نهاية فهمه فهومٌ مُحدثةٌ مخلوقة. أحبتي في الله: سيدور حديثنا حول تدبر كلام الله تعالى، وفهم معانيه، وبالتحديد يتركز الحديث عن دقائق التفسير ولطائف المعاني وحِكم الألفاظ.. يقول الله سبحانه: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وفي آية أخرى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا " وقال سبحانه: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر". كما ذم الله تعالى المعرضين عن تدبره وعقله وفهمه، قال تعالى:"ولقد صرّفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل. فأبى أكثر الناس إلا كفورا"، وقال:"وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه". وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه..." الحديث. وقال الحسن البصري –رحمه الله-:"والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيما أُنزلت وما يعني بها ". وقال الحسن بن علي رضي الله عنه: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدارسونها بالليل وينفذونها بالنهار". أحبتي في الله: إن فهم كتاب الله وتدبر آياته في المنزلة العالية، ولكن هنالك أقفال تمنع منه، ولهذا قال: "أم على قلوب أقفالها" بعد قوله سبحانه: "أفلا يتدبرون القرآن". وأعظم هذه الأقفال هو التكذيب بالدين، أي التكذيب بيوم القيامة، وبما جاء به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – من عند الله، فهذا القفل يستحيل معه عقل وفهم، كما قال الله سبحانه:"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً. وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً" فكيف يفقه من أُغلق عليه بالحجاب وبالأكنة وبالوقر؟! ومن الأقفال:البدعة، وهي تغيير حقيقة الدين، فإنها من أعظم الصوارف عن تدبر القرآن بل من أعظم البواعث لتحريف آياته ومعانيه، ولهذا لا تجد صاحب بدعة في الدين إلا يحرف كتاب الله تعالى ويبدله على حسب معتقده، فهو يمشي على قاعدة ومنهج (اعتقد ثم استدل) أي يجعل الدليل من الكتاب والسنة بحسب الهوى والمذهب. ومن الأقفال: (الهوى) والولوغ في المعاصي، فهذا ينسلخ من آيات الله، ويحرف معانيه، ويُمنع من الفهم الصحيح والاستقبال الحسن لآيات الله، فإن القرآن كلام الله وهو نور، والمعصية ظلمة، والنور والمعصية لا يجتمعان أبداً. ومن الأقفال: أن ينكب الشخص على الدنيا، ويجعلها أكبر همه، فهذا يُصرف عن التدبر ولا ريب، قال الإمام سفيان الثوري – رحمه الله -: "لا يجتمع فهم القرآن والاشتغال بالحطام في قلب مؤمن أبداً" انتهى. والله تعالى من صفاته أنه يغار على دينه، ومن غيرته عل دينه وكتابه أنه لا يعطي مكنون حكمته المعرض عنه وعن كلامه ودينه. ولهذا نرى أن العالم التقي يفهم ما لا يفهمه غيره، من معاني التنزيل ومن دقائق التفسير، يُفهم ما لا يفهمه الجاهل وما لا يفهمه الفاسق وغير الصالح، قال أهل السنة: إن للتزكية والتقوى أثراً ظاهراً في فهم العلم وفي بركته لاسيما في علم الدين والقرآن. وهذه البركة في العلم ليست مطلقة يدعيها من شاء ويقول بها ما شاء، بل إن الإنسان كلما كان للشرع أطوع، وللنبي صلى الله عليه وسلم أتبع كان فهمه وعلمه أقرب وأعمق. فإن سألت: ما هو أفضل الطرق للكشف عن معاني التنزيل ومعرفة أسرار التأويل والوقوف على حقائق الألفاظ؟ فالجواب: أن أحسن ما يُعرف به كلام الله هو كلام الله، وأقرب ما يُفسر به القرآن هو القرآن، فما أجمله الله في آية أوضحه في أخرى، وقد يكون هذا إيضاحاً متصلاً به وقد يكون منفصلاً عنه. فمن الأول يقول سبحانه: "ويل للمطففين" ثم قال تفسيرا لها: "الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " وكقوله تعالى: "الله الصمد" قال محمد بن كعب القُرضي: "تفسيره" لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد". ومن البيان المنفصل أنه قال في سورة الفاتحة:"مالك يوم الدين" وبينه في سورة الانفطار بقوله:"وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذٍ لله". فإن لم يهتد للتفسير في القرآن، فعليك بكلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – فهو أعرف الناس بكلام الله عز وجل، وهو القائم على بيانه كما قال سبحانه:"وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم" قال الإمام الشافعي – رحمه الله: "كل ما حكم به رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فهو مما فهمه من القرآن. فإن لم تجد في كلام الله ولا كلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – تفسيراً، فنقدم كلام أصحاب النبي- صلى الله عليه وآله وسلم -، فهم أفقه هذه الأمة وأعلمها، وأولى من جهة التنزيل، ومن جهة اللسان، ومن جهة الخشية والتقوى، ومن جهة السماع، ومن بعد الصحابة التابعون. فإن سألت: فإن لم يوجد تفسيرٌ بالمأثور، لا من الكتاب والسنة ولا من أقوال الصحابة والتابعين، فهل يجوز أن نذكر قولاً في معنى آية أو بيان حكمه أو استخراج لطيفة أو بيان دقائق ذلك بما لم يكن منقولاً بنصه عن السابقين؟ فالجواب عن ذلك: أن الكلام على معاني الآيات على نوعين: نوع لا يُستغنى فيه عن النقل مثل: أسباب النزول، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، أو تخصيص عموم آية بآية أخرى أو الجزم بمعنى مُعيّن دون غيره مما يحتمله اللفظ. وأما النوع الثاني: وهو مما يقبل الاجتهاد الصحيح من غير الأمور المذكورة فلا يُشترط فيه أن يكون منصوصاً عليه في الشرع، فهو باب واسع، ورزق سائغ للمتأهلين من ذوي العلم إلى يوم الدين، قال بعض السلف: " للقرآن نزول وتنزل، فالنزول قد انقضى، وأما التنزل فهو باقٍ إلى يوم القيامة. وفي الحديث الذي رُوي مرفوعاً وموقوفاً والصحيح وقفه: أنه الذكر الحكيم الذي لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه.
g'hzt lk hgrvNk hg;vdl>
|
| |