04 / 03 / 2010, 07 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الفتاوى الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وسلطانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المؤيد ببرهانه، الداعي إلى جنته ورضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه، وسلَّم تسليماً كثيراً . أما بعد: فلقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقاً في هديه وسمته ودعوته إلى الله عزَّ وجل . «دخل رجل المسجد والنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في المسجد فتقدم هذا الأعرابي إلى ناحية في المسجد فبال فيها فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى بوله أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُصب عليه ذنوبٌ من ماء ودعا الأعرابي فقال له: إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر وإنما هي للصلاة والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال صلى الله عليه وسلم»(25)، تأمل يا أخي المسلم، تأمل هذه القضية العظيمة؛ لتكون لك نبراساً في الدعوة إلى الله فتُنزل الناس منازلهم، فإذا كان الإنسان جاهلاً غريراً لا يدري فلا تعامله بالعنف ولكن عامله باللطف واللين؛ فإنك إذا فعلت ذلك ملكت قلبه، ولكنك إذا عاملته بالعنف والزجر فإن ذلك يوجب تنفيره عن الدعوة ويوجب كراهة ما تقول له؛ ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس أن يزجروا هذا الأعرابي وهو يبول في المسجد ولكنه لما قضى بوله أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإزالة المفسدة بصب الماء على البول؛ حتى يَطهر المكان ودعا هذا الأعرابي فعلَّمه بلين ولطف حتى مَلك قلبه وصار ذلك صِبغة في قلبه لا ينساه أبداً . وقضية أخرى: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هلكتُ، قال: ما أهلكك ؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم - جاء هذا الرجل معترفاً بذنبه يريد الخلاص مما هو عليه - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اعتق رقبة فقال: لا أجد، فقال: هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال: لا أستطيع، فقال: هل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً ؟ قال: لا أستطيع، ثم جلس الرجل وجيء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خذ هذا التمر فتصدق به - يعني: على ستين مسكيناً - فقال الرجل رضي الله عنه: أَعَلى أفقر مني، فو اللهِ ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه، ثم قال للرجل: خذ هذا التمر فأطعمه أهلك»(26)، هذا الرجل الذي جامع زوجته في رمضان وهو صائم إنه لذنب عظيم؛ ولهذا وجبت فيه الكفارة المغلظة وهي: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، ولكن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي جبله الله على مكارم الأخلاق أخبره بشريعة الله من غير عنف ومن غير صخب ومن غير زجر ومن غير انتهار، ولكنه أخبره بشرع الله عزَّ وجل، ثم إن هذا الرجل لم يرجع حتى أخذ طعاماً معه إلى أهله، هذه واللهِ هي الأخلاق وهذه هي الدعوة التي تجذب القلوب إلى الداعي، فعلينا - أيها الإخوة - أن نتخذ من مِثل هذه القضايا التي وقعت في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - علينا أن نتخذ منها دليلاً على الدعوة إلى الله وكيف نملك قلوب الخلق . أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله - عزَّ وجل - وكونوا دعاة إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن كما قال الله عزَّ وجل: +ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" [النحل: 125]، كونوا أعواناً كما قال الله تعالى: +وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [المائدة: 2]، واعلموا «أن الله - عزَّ وجل - يعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف»(27) «وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه»(28)، واعلموا «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة»(29)، «وكل ضلالة في النار»(30)، «فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شذَّ شذَّ في النار»(31)، واعلموا أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم: الرفق في الدعوة إلى الله وتنزيل الناس منازلهم، ولكن إذا كان الإنسان معانداً مكابراً فإنه يقابل بما تقتضيه معاندته ومكابرته ويجازى بالذي يستحقه؛ ولهذا قال الله تعالى: +وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" [العنكبوت: 46]، ففرقٌ بين الظالمين وغير الظالمين، ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم - «على رجل من أصحابه خاتماً من ذهب فقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده، ثم أخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - الخاتم بيده فطرحه في الأرض، ثم انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل للرجل: خذ خاتمك انتفع به، فقال: واللهِ لا آخذ خاتماً طرحه النبي صلى الله عليه وسلم»(32)، فهذا الرجل غيَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - منكره بيده وأخذ خاتمه ورمى به على الأرض؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حكيماً يُنزل كل إنسان منزلته . أيها المسلمون، أكثروا من الصلاة والسلام على النبي يعظم الله لكم بها أجراً؛ فإن مَن صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، واحشرنا في زمرته، وأدخلنا في شفاعته، واسقنا من حوضه، واجمعنا به في جنات النعيم يا رب العالمين، +رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [الأعراف: 23] . عباد الله، +إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" [النحل:90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم، +وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت: 45] . الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
hgpe ugn hgjHsd fHoghr vs,g hggi wgn hggi ugdi ,sgl >
|
| |