القدس بلا آذان والعرب نيام ..؟

[صقر الاسلام]

بقلم د.مازن صافي



صباح يوم الأحد 25/10/2009 كان يوما محزنا جدا وتطورا ملحوظا ففيه كثير من العلامات التي يجب ألا تمر دونما وقفة حاسمة فقد اقتحمت أعدادٌ كبيرة من شرطة الاحتلال ومخابراته المسجد الأقصى المبارك في الساعة الثامنة صباحا وأغلقت كل بواباته من الداخل لمنع المصلين من الدخول إليه، واعتدت على المرابطين فيه رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً، وأقامت الحواجز والأطواق على مسافة مئات الكيلومترات منه لمنع أهلنا من الأراضي المحتلة عام 1948 من شد الرحال إليه، واقتحمت غرفة المؤذن وعطلت الأجهزة الصوتية وقطعت الكهرباء عن المسجد، ومنع المصلين من التواجد حتى أن صلاتي المغرب والعشاء لم يسجل فيها أكثر من ثلاثين مصلياً ، وفي هنا أخطر إشارة مكن تلقيها .. إن دعوات الاقتحام كانت من جمعيات صهيونية ودعم مباشر من المؤسسة العسكرية الصهيونية .. وعلينا أن ندرك حجم التهديد الحقيقي الذي تتعرض له مدينة القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة ... فلقد تم رصد 43 اقتحاماً للأقصى على مدار السنة الماضية ،وفي هذا إشارات أيضا إلى زيادة مطّردة في عدد وحجم ونوعية هذه الاقتحامات الهمجية .. ولا يخفى على أحد أن زيادة الوتيرة تعني إلى ترويض الوعي العربي والإسلامي ليتقبل حقيقة دخول اليهود للمسجد وصلاتهم فيه كحقيقةٍ مسلّمٍ فيها، والمثابرة في الاقتحام تهدف إلى تطويع هذا الوعي وتعويده على تقبل وجود اليهود في المسجد كأمرٍ عادي .. وعلينا أن نتساءل أيضا هل هذا مقدمة لتقسيم المسجد الأقصى .. هذا للمسلمين وهذا لليهود .. ويتم وضع حماية احتلالية لمنع " الاحتكاك " بين المصلين من كلا الطرفين ..؟؟!!

ومن مظاهر الترويض الفكري التي بدأنا ملاحظتها أن الشارع العربي والمسلم لم يعد يهتم كثيرا لما يسمعه أو يشاهده .. وكأن أخبار الأقصى أخبار عادية ، يحزننا أن الشارع العربي صامت ، فهذا هناك حقا خلل في فهم الواقع بالقدس أم نتائج التطبيع بين المؤسسات الحاكمة في البلاد العربية وإسرائيل وبالتالي منع أي تظاهر أو عدم إشعار المواطن العربي بخطورة الوضع القائم وما يحدث .. ؟؟!!

على الجميع أن يدرك خطورة ما يحدث وسيحدث .. يمنع الأذان لأول مرة ويخلو الأقصى من المصلين في صلوات مشهودة ومكتوبة .. فهذا هو التطبيق الفعلي والعملي لفكرة يهودية الدولة الصهيونية والتي كانت دائما إحدى ركائز الفكر الصهيوني ول تكن خطوات واتخاذ الكنيست الإسرائيلي يوم الأربعاء 16/7/2003 قرارا بضرورة تعميق فكرة يهودية الدولة وتعميمها على دول العالم ومحاولة انتزاع موقف فلسطيني من خلال ما يعرف بـ دولة مقابل دولة .. وقد دعا القرار إلى مواصلة تعزيز المستوطنات الصهيونية وتطويرها، وإلى التمسك بالخطوط الحمراء الصهيونية وفي مقدمتها السيادة المطلقة على القدس بشقيها الغربي والشرقي .. وهذا يعني بأن الأمر لم يعد محاولة أو توجه بل هو قرارا إسرائيليا لطرد أبناء فلسطين من وطنهم بزعم الحفاظ على نقاء الدولة اليهودية؛ ويستوي في ذلك فلسطينيو أراضي 67 وفلسطينيو أراضي 48 ،وعلى الصامتين في دول ما يسمى بالطوق " قديما " .. أن يدركوا أن المؤسسة الصهيونية تعتبر بأن حدود إسرائيل هي من البحر الأبيض المتوسط في الغرب إلى نهر الأردن في الشرق .

وفي الوقت الذي يتحدث فيه الساسة العرب عن إمكانية توفير أجواء تطبيعية بين العرب وإسرائيل أو تعاون اقتصادي متبادل نجد في الجهة المقابلة أن كافة الأطياف السياسية الإسرائيلية وكذلك قادة إسرائيليين كثيرين باتوا يتحدثون في السنوات الأخيرة عن يهودية الدولة، في مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإيهود باراك ، ناهيك عن العنصري المستحدث ليبرمان .. ومصطلح يهودية الدولة اليوم بات يمثل في الآونة الأخيرة جوهر ومضمون الغايات الأسمى والأهداف الكبرى لإسرائيل، وتحولت مقولة الدولة اليهودية بصورة غير مسبوقة ولا معهودة إلى القاسم المشترك بين مختلف التيارات والكتل والأحزاب والاتجاهات السياسية والاجتماعية والثقافية في إسرائيل على حد سواء ..

اذن ليس من قبيل الصدفة أو عبر مناسبات صهيونية دينية تتم محاولات الاقتحام والتدنيس .. بل هو مخطط قديم منذ المؤتمر الأول للصهيونية .. نعم القدس في خطر ، والأقصى في خطر والوجود الفلسطيني في خطر .. والأخطر هو الصمت العربي والإسلامي وانتظارهم لشلالات من الدم كي يتجمعوا في تظاهرات تستمر ساعات وتنقضي .. ردود فعل بات يتوقعها الكيان الصهيوني ولا يأبه بها بل لربما يستغلها لكي تكون غطاء لكل ما يريد أن يقدم عليه من جرائم قائمة ومبرمجة .. القدس بحاجة إلى كل مسلم وعربي ..

---

hgr]s fgh N`hk ,hguvf kdhl >>?

[محمد نصر]

اللهم حرر القدس والعراق وجميع بلاد المسلمين

اللهم عليك بأعداء الدين ، اللهم جمد الدم في عروقهم ، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم

[عمرو القوصي]

اللهم حرر القدس والعراق وجميع بلاد المسلمين