18 / 01 / 2008, 02 : 11 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرفة | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 12 / 12 / 2007 | العضوية: | 6 | المشاركات: | 119 [+] | بمعدل : | 0.02 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 221 | نقاط التقييم: | 32 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الأشبال والبراعم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا ساره وأحب اشارك في قسم الأطفال تساعدني ماما واول مشاركة عن الطفل الذي ولد يتيم واصبح خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مضيّ أسبوعٍ واحدٍ على ولادةِ خيرِ الكائناتِ محمد رسول الله ، انتظرَتْ أمّهُ آمنةُ بنتُ وهب المراضِعَ من قبيلةِ بني سعد، لتَدْفَعَهُ إلى إحداهن، لِتُرْضِعَهُ وتهتمّ بهِ، وكانتْ هذِهِ من عادةِ قبائلِ أشرافِ العربِ، الذينَ يبعثونَ أبناءَهم إلى الباديةِ في اليومِ الثامنِ من وِلادتِهِم، ثم لا يعودونَ إلى بيوتِهم حتى يَبْلُغوا الثامنة من عمرهم. وتأخّرتِ المراضعُ عن الوقتِ المحدّد لَهُنّ، فتطوّعت ثُوَيْبَةَ، جاريةُ عمّهِ أبي لهب، وهو من وُجَهَاءِ قُريشٍ وَسَادَتِها، وراحتْ تُرْضِعُهُ، وتُرْضِعُ مَعَهُ عَمّه حمزة، وكان قد وُلِدَ في العامِ نفسه مع رسولِ اللَّهِ . وبعدَ مدةٍ وجيزَةٍ، وصلتْ مراضعُ بني سعد إلى مكّة المكرّمة، وكنّ يَتَسَابَقْنَ إلى ضمِّ أبناءِ الأَغْنِيَاءِ، ليأخذُنَ المالَ الوفيرَ مقابِلَ العنايةِ بهم، بينما كنّ يَعْرِضْنَ عن رسول الله لأن يتيمٌ فقيرُ الحالِ، وأمّهُ لا تملكُ من المالِ الكثير. فأخذتْ كلُّ مُرْضِعَةٌ منهنَّ ولداً وبَقِيَتْ واحِدَةٌ لم تحظَ بولدٍ من أبناءِ الأَثْرِيَاءِ، وكانتْ هذهِ المرضعةُ تُدْعَى حليمة السعدية، وهي سيدةٌ كريمةٌ طيبةٌ مشهورةٌ بين قومِهَا بالصدقِ والوفاءِ، فقالت لزوجها: واللَّهِ أَنِّي أكرهُ أَنْ أرجعَ معْ صُوَيْحَبَاتِي ولم آخذْ رضيعاً، واللَّهِ لأذهبنَّ لمحمدِ بنِ عبدِ المطّلب اليتيم وَلآخِذَنّهُ. فوافق زَوجُها الحارثُ بن عبد العزى على قرارها وقال لها: خُذيهِ، عسى أنْ يَجعلَ اللَّهُ لنا فيه بَرَكَة. وهكذا يا أصدقائي أَخَذَتْ حليمةُ هذا النورُ والرحمةُ والضياءُ، فكانَ حظَّها عظيماً أنْ تربِّي خيرُ البشرِ وأفضلَ الخَلْقِ بين يَدَيْها بِضعَ سنين. وبعد أنْ وَصَلَتْ حليمة ومَعَها هذا الطفلُ الذي أَضاءَ الدنيا بنور الإسلامِ والإيمانِ حَدَثَتْ أمورٌ غريبةٌ، فبعد أنْ كانتَ حليمةُ فقيرةً، وتملكُ أغناماً ضعيفةً، سَمِنَتْ الأَغْنَامُ، ودرَّ لَبَنُهَا بكَثْرة، وباركَ اللهُ لها في كلِّ ما عندها. وكيف لا يحدثُ ذلكَ، وقد أَنعمَ اللَّهُ عليها بهذا الشرفِ العظيمِ، وهذا العملُ الذي تَغْبطُهَا عَليهِ الملائكةُ. وقَضى رَسُولُنا عليهِ الصلاةُ والسلامُ عامَيْن كامِلَيْنِ في الصحراءِ، تُرْضِعُهُ حليمةُ السعدية، وَتَخْضِنُهُ اُبْنَتُها الشيماءُ، وبعدَ عامينِ عادتْ بهِ حليمةُ إلى أُمِّهِ آمنة فَأَرْجَعَتْهُ أُمُّهُ إليها حتى يكونَ فِي صِحّةٍ أَفضلَ ويكبرُ قليلاً في أَجواءِ الباديةِ الصافية. ونعلمُ يا أَصْدِقائي من قُصَصِ السِّيرةِ الشريفةِ أنّ رسولَ اللَّهِ وبعدَ أن أَتَمَّ مِنَ العمرِ ثلاثَ سنواتٍ، وبينَما كانَ يلعبُ خلفَ بيوتِ بني سعدٍ وخيامِهِم وكان مَعَهُ أخوهُ مِنَ الرِّضَاعِ وَهُوَ فِي مِثْلِ سِنِّهِ، فجأةً رَكَضَ الطِّفْلُ مُسْتَنْجِداً بحليمة: أخي محمدٌ أخذهُ رَجُلانِ عليهِمَا ثيابٌ بيضُ، فأَضْجَعَاهُ فَشَقَا بَطْنَهُ وَرَاحَا يُقَلِّبَانِهِ. تقولُ حليمة: خرجتُ أنا وأبوهُ نحوَهُ: «تقصدُ زوجَها الحارث» فوجدناهُ قائماً سليماً، ولكنّه أصفرُ اللونِ، فقلتُ لهُ: ما لكَ يا بني؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ : جاءَني رجلان يا أمّاهُ، عليهِمَا ثيابٌ بيضٌ، فأَضْجَعَانِي فَشَقَا بطني، فالتَمَسَا فيهِ شيئاً لَمْ أَدْرِ ما هو. فَخَافَتْ حليمة، وحَمَلَتْهُ فوراً إلى مكّة ولكنّ أمَّهُ آمنةُ أعادتْهُ إليها بعدَ أنْ اطمأنّتْ عليهِ. وقضى رسولُ اللَّهِ خمسُ سنواتٍ ترعاهُ حليمة وتَهْتّمُ به، وبعدَ أن رَجِعَ إلى مكّة، أَخَذَتْهُ أمُّهُ إلى المدينةِ المنورةِ «وكانَ اسْمُهَا يَثْرب» لِيَرَاه أخوالُ جَدِّهِ مِنْ بَني النَّجَّار. وقالتْ لهُ: هذا هو البيتُ الذي ماتَ فيهِ أبوكَ، وهنا دُفِنَ. عند ذَلكَ صَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ وقد غَالَبَهُ حزنٌ شديدٌ، فَخَفَفَتْ عنهُ أُمُّهُ، ومَسَحَتْ على رأسِهِ، فَتَبَسَّمَ وذهبَ عنهُ الحزنُ. وظلّ رسولُ اللَّهِ مع أمِّه شهراً كاملاً، وعندما أرادت العَوْدةُ إِلى مكّة، وفي طريقِ العودةِ، مَرِضَتْ آمنة، وأَصْبَحَتْ غيرُ قادرةٍ على الكلامِ، ولمْ تمضِ أيامٌ حتى ماتَتْ. بكى رَسُولُ اللَّهِ وبكى كلُّ من عَرَفَ قِصَّتُهُ، لقدْ أصبحَ محمدٌ محروماً من الأمِّ والأَبِ. ولكنَّ اللَّهَ لمْ يتركَ هذا الصبيُّ الصغيرُ، فآواهُ وهداهُ، حتى أصبحَ هادياً للبشريّةِ جمعاءُ. الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا رسولُ اللَّهِ ، ففي قصَّتِكَ مُوَاساة، لِكُلِّ أيتامِ الأرضِ، ولكلِّ مصيبةٍ مِنْ مَصَائِبِ الدُّنيا.
odv hgfav
|
| |