15 / 04 / 2009, 06 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 41 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر آدم وحواء الداعية إن تبليغ دعوة الله أمر واجب على كل مسلم ومسلمة كل على قدر علمه، واستطاعته، قال - تعالى -: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [سورة آل عمران: 110]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (نَضَّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها)، وقال أيضاً: (بلغوا عني ولو آية). وفي عصرنا هذا عصر المغريات والشهوات، والمعاصي يحتم علينا أن نطوي الملاحف، ونشد المآزر، ونسارع في تبليغ أمر الله. وقد سار آدم في درب الدعوة مسافات طويلة تاركاً حواء على قارعة الطريق محتجاً بأن الدعوة أمر خاص بالرجال دون النساء. وأنا أقول له: هل الإسلام خاص بالرجل دون المرأة؟ وهب أن دعوة الرجال قد نجحت، وصلح رجال المجتمع، ولكن المرأة باقية على جهالتها، فهل للدعوة فعاليتها؟!!. إذاً لابد من توازن في الدعوة حتى نسير بشكل سليم لا عوج فيه. ولعل الذي ساعد الغرب، وشجعهم على اتخاذ المرأة وسيلة حية لتنفيذ مخططاتهم، وجعلها نقطة الانطلاق الفعالة. هو علمهم بإهمال الرجل المسلم لها، وعدم اهتمامه بتثقيفها وتوعيتها فظل عقلها فارغاً من كل خير وقلبها مليئاً بالأهواء والشهوات، فهي إذاً سهلة الانقياد وراء المغريات، وهي تربة خصبة صالحة لزرع أفكارهم المسمومة، وعقائدهم الموهومة. إذاً الرجل المسلم الذي يمنع حواء من تبليغ الدعوة، وهو المساعد الأول للأفكار الهدامة. ستقول يا آدم: مكان المرأة البيت، وعليها أن تهتم بتربية أبنائها وطاعة زوجها، فإن هي فعلت ذلك دخلت الجنة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت). وهذا كلام صائب، وما من احد يطلب من المرأة أن تهمل بيتها وزوجها من أجل تبليغ الدعوة، فإن هي فعلت ذلك فقد كساها الخطأ من رأسها حتى أخمص قدميها. ولكن القصد هو أن تتعاون معها يا آدم، فتنظم وقتك وتهبها سويعات منه، فتحمل عنها عبء الأولاد ولو يوماً واحداً في الأسبوع وتقوم بتوصيلها إلى دور العلم لتزداد نوراً وفقهاً، أو لتنير لبنات جلدتها طريقهن، ولك في كل الأحوال الأجر العظيم، لأنك جعلت الدعوة مبصرة بعينين بدل أن كانت عوراء تنظر إلى المجتمع بعين واحدة وهي عين الرجل. وهناك بعض أبناء آدم ممن قد وعى دور المرأة في الدعوة بادئ الأمر، فكان يطلب الاقتران بحواء الداعية، فلما تزوجها انقلب على عقبيه، وجعلها سجينة البيت، ومنع المجتمع من خيرها ونفعها، لقد كانت السيدة عائشة - رضي الله عنها - محط رحال الراغبين في العلم رجالاً ونساء، فكانت - رضي الله عنها - على قدر كبير بفقه الإسلام وأصوله إلى جانب درايتها بكثير من أبواب المعرفة المتنوعة، ومنها علمها بالطب والشعر، قال عروة لعائشة - رضي الله عنها -: يا أمتاه لا أعجب من فقهك، أول: زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابنة أبي بكر الصديق، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس، ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو، ومن أين هو؟! قال: فضربت عائشة على منكبه، وقالت: (أبا عُرَيَّة إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسقم عند آخر عمره، فكانت تقدم وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات، وكنت أعالجه فمن ثم). ولقد كانت - رضي الله عنها - راوية للحديث، فقد روت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وعمر بن الخطاب، وفاطمة الزهراء، وسعد ابن أبي وقاص، وحمزة بن عمرة الأسلمي، وجذامة بنت وهب (2210) حديثاً، ذكر لها في الصحيحين منها سبع وتسعون ومائتاً حديث، والمتفق عليه منها أربع وسبعون ومائة حديث، وبها يقول علماء الحديث إن عائشة - رضي الله عنها - تعد من رواة الحديث المكثرين. لقد كان لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الفضل في تكوين شخصيتها، وتعليمها، وتفقيهها، وإعدادها للدعوة والإفتاء، فكانت - رضي الله عنها - تسأل، وتناقش جاء في الحديث: (إن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا رجعت فيه حتى تعرفه، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من حوسب عُذِّب، قالت عائشة: فقلت: إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك). ولم يقتصر فضله - صلى الله عليه وسلم - على نسائه، بل تعداه إلى نساء المؤمنين، فكان يهتم بوعظهن، وإرشادهن، وتعليمهن أمور دينهن، فتفتحت أذهان النساء، وأخذن يسألن عن الأمور التي تخصهن، ويناقشنه، ويرد عليهن، ويقنعهن. عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: (قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن، وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار، فقالت: اثنتين، فقال: واثنتين)، وقد بلغ من وعي المرأة ورغبتها في الوقوف على أمور دينها أنها كانت تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أخص المسائل وأدقها، لأنها علمت أنه لا حياء في الدين. ولم يستنكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الشجاعة، بل قال: (نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين). ولقد كانت المرأة تناقش الخلفاء في أمور الدين، ومن ذلك قصة المرأة التي ناقشت عمر بن الخطاب حين أراد أن يحدد الصداق فذكرت له قوله - تعالى -: {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا} النساء. 20. فقال عمر - رضي الله عنه -، وهو الخليفة المطاع، وأمام مرأى من الناس، قال بكل تواضع: (أصابت امرأة وأخطأ عمر). وهذا كله دليل على إدراك الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء من بعده لأهمية توعية المرأة ودورها في تكوين المجتمع المسلم. ويرى بعضهم أن من حِكَم تعدد الرسول لزوجاته، هو رغبته وحرصه على تخريج بضع معلمات للنساء يعلمهن الأحكام الشرعية الخاصة بهن مما كان - صلى الله عليه وسلم - يستحي أن يخاطب به النساء.
N]l ,p,hx hg]hudm !!
|
| |