02 / 06 / 2020, 23 : 11 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح إشراقة أمل اجتمعت آماله وأمنياته في طلب العلم لتحصيل مستوًى جيد ومقبول؛ لذلك لم يكن يرغب في الطريق الذي سَلَكَهُ، وحثَّ الخطا فيه، وبعد سفره للبحث عن تخصص ووظيفة، انتقل من عمل إلى غيره، ومع ذلك لم يتخلَّ عن موهبته الكامنة بداخله، التي نمت معه منذ الصغر، وقد كان مولعًا بالكتابة والتأليف، فلم يكن ليتخلى عن هوايته، فكان يرجع إليها كلما وجد فرصة تسمح بذلك، وكان صاحبي هذا في العقد الثاني من ربيع العمر وزهرة الحياة، وبرغم الصعاب والعقبات، فإنه استطاع أن يؤلف كتيبًا صغيرًا يأمل في نشره؛ لينتفع به الناشئة، وإذا به يجد في إحدى الصحف إشهارًا لدار نشر وليدة تتبنى المواهب الشابة، وتساعدهم لنشر إبداعاتهم ومواهبهم الأدبية، حينها طار فرحًا، وأسعده الخبر، ولم تسعْهُ الأمنيات. راسل الصحيفة، فردت عليه بالقبول، ثم اتفقا في العقد على مبلغ مالي بالتقسيط مقابل الطباعة والنشر، وكان يرسله كل شهر؛ ما زاد في حالة معيشته الصعبة وضيق ذات اليد، وهو غريب بعيد عن الأهل والديار، وبعد أشهر أتمَّ المبلغ المتفق عليه ليجني ثمرة عمله الذي تعب لأجله مدة من الزمن، وقد انقطعت عنه الأخبار وأُسدل عليها الستار... ضاع الحلم وتبدد الأمل، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن، توالت شهور، ومضت أعوام، فلم يجد سوى السراب، ولم يجد للعقد عهدًا، ولا لصاحب الدار قرارًا، حينها أيقن أنه عاش في خبر كان: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا وبعد جهد جهيد، تواصل الكاتب بالناشر هاتفيًّا ليعلم أن الدار قد أفلست، ولم تعد قادرة على الطباعة، وأن سيل الوادي مر فأغرق كل النسخ، ولم يعد هناك سبيل للوصول إليها... يا تُرى هل كلامه صحيح؟ وهل يعقل هذا؟ صُدم صاحبي بكلمات الناشر غير المبررة ولا المقنعة بحال من الأحوال، وكان بإمكانه إعلام المؤلف من قبل عن حالة الدار، وما آلت إليه، ولو أنه صدقه القول، لأغناه عن كثرة السؤال وطول الانتظار، لم يراجعه الكاتب على قوله وعدم المسؤولية، ولم يقاضِهِ على حقه الضائع؛ لعلمه أن ذلك طريق شاق وطويل، بل ترك الأمر لله، وتنفس الصعداء، ثم رفع يديه إلى السماء، وهو يردد بصوت حزين: (اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها)، كانت تلك مأساة ومعانات طواها الزمن بكرِّ الشهور والدهور، ولكن يبقى العود ما بقي اللحاء، ولا زال الإبداع يولد من جديد، والنور يشرق ليضيءَ ظلمة الليل البهيم، والفجر يسطع فيبزغ يوم جديد لصبح سعيد، فمهما تكن المحن، ففي طياتها منحٌ، ومهما يكن العسر، فمن بعده يسرين، وما أُغلق بابٌ إلا فُتحت دونه أبواب، وقد أخلف الله للكاتب الخير الكثير، ومن ذلك الكتيب الصغير استُخرجت كتب، فكان له مرجعًا ككنز ثمين، جُمعت فيه الذكريات، واستُلهمت منه العبارات، فالبداية مهما تكن محرقة، فنهايتها بإذن الله مشرقة، ومسافة الألف ميل تبدأ من أول ميل؛ لذلك اعقلها وتوكل على الله، فعليك الأخذ بالأسباب، وعلى الله فتح الأبواب، تلك هي خطوات كاتب وتجربة مؤلف خطها القلم وصاغها في لحن الكلمات، إشراقة أمل في زمن الشدائد والأزمات.
Yavhrm Hlg
|
| |