21 / 03 / 2018, 45 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح نياحةٌ بالقرآن! صرفُ الشيء عن وجهه الصحيح، ووَضْعُه في غير موضعه، أو استعمالُه في غير ما جُعِلَ له مُفضٍ بفاعله إلى مُشابهةِ مَنْ حرَّف الكَلِمَ عن مواضعه، ومن اتخذ آيات الله هزوًا، ومن ضلَّ سعيُه في الحياة الدُّنْيا وهو يحسَبُ أنه يحسن صُنعًا! ومن ذلك: ما كان يصنعه بعضُ الوعَّاظ في مجالس الوعظ والتذكير التي كان لها في ماضي الأيام وغابر الأزمنة شأنٌ عظيمٌ يدلُّ عليه ذلك الجمع الغفير الذي يحضرها من جماهير الناس الذين قد تزيد أعدادهم في بعضها على العشرين ألفًا. والحقُّ أنَّ هذه المجالسَ من أنفعِ الأشياءِ لجماهير الناس؛ لأنَّها –كما قال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله -: «تردُّهم عن ذنبٍ، وتحرِّكهم إلى توبةٍ» أي: أنها تبعث كوامن الخير في قلوبهم، فتسوقهم إلى الخيرات، وتصدهم عن الخطايا والسيئات. غير أنه - مع ذلك - يجري فيها ما يعتقده كثيرون قربةً وطاعةً يزدلفون بها إلى ربهم، ويحظون عليها بحسن الثواب، وهي في الحقيقة من المنكرات المبعدة عن الله تعالى، المقصية عن ثوابه، المدنية من عقابه. وهي ضروب كثيرةٌ، ذَكَر منها ابن الجوزيِّ - رحمه الله - في كتابيه: (صيد الخاطر) و (تلبيس إبليس) أشياء يطول المقام بذكرها، لكن من أعجب ذلك ما يكون من (المقابريّين) - كما وصفهم رحمه الله وهي نسبةٌ إلى المقابر -: «فإنهم يُهَيِّجون الأحزانَ؛ ليكثر بكاءُ النساء، فيُعطَون على ذلك الأجرة، ولو أنَّهم أَمَروا بالصبر، لم تُرِدِ النّسْوةُ ذلك» أي لم ترغب فيه ولم تقبل عليه. قال ابن عقيل -وهو من كبار فقهاء الحنابلة-: حضرنا عزاء رجلٍ قد مات له ولدٌ، فقرأ القارئ قوله سبحانه في سورة يوسف: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) يوسف: ٨٤، فقلتُ له: هذه نياحةٌ بالقرآن!! فانظر كيف جعل هذا القارئُ من هذه الآية الكريمة من كتاب الله مَعبَرًا وسبيلًا إلى إهاجة أحزان الوالد الثاكل، بدلَ أن يقرأَ عليه من آيات الصَّبر، والحث عليه، وبيان حسن العاقبة فيه، وجميل الثواب عليه: ما يُثبّت به فؤادَهُ، ويجلو عن قلبه أحزانَهُ، فغدا هذا القارئ كمن تنوح على ميتها بالندب وذكر المحاسن، والتأسف على فقده، وعظم النازلة به، وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم وغيره: «اثنتانِ في النَّاس هما بهم كُفرٌ: الطعنُ في النَّسبِ، والنِّياحةُ على الميّت». وفي صحيح مسلمٍ أيضًا: «النَّائحةُ إذا لم تتُبْ قبل موتها، تُقام يوم القيامة وعليها سِرْبالٌ من قَطِرانٍ، ودرعٌ من جَربٍ» أي: لِتُعذّب فيهما. وإنَّما كان للنائحةِ هذا العذابُ؛ لأنَّها –كما قال الإمام الذهبي رحمه الله-: «تأمرُ بالجزعِ، وتنهى عن الصبر، واللهُ ورسولُهُ قد أمرا بالصبر والاحتساب، ونهيا عن الجزع والسخط». واللهُ المستعانُ، وعليه التكلانُ.
kdhpmR fhgrvNk!
|
| |