﴿« ... إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ... »﴾

[دكتور محمد فخر الدين الرمادي]

الإنسان
أعود لبداية أصل البحث .. ألا وهو الإنسان .. سواء الإنسان الحالي .. أنت وأنا أو أول إنسان .. فالملاحظ بل الآكيد أن الإنسان الحالي وجد ِمن أبوين .. أما الإنسان الأول فــ إما أوجد نفسه بنفسه .. وهذا باطل ومستحيل .. وخطأ ضخم وقعت في العامة من الناس أن يقولوا -في بعض المناطق - أن „ دود المش “ - نوع من الجبن زائد الملوحة- منه فيه .. إذ أن طريقة تحضيره : يقع على الجبن القريش الذي يجفف على أسطع بيوت الفلاحين ذباب بما يحمل من بكتيريا وبيوض كائنات دقيقة حية .. فإذا تم بسترة هذا النوع من الجبن فلن يوجد فيه تلك الكائنات الدقيقة الحية ولا ترى وكذلك بقية المعلبات والتي يتم بسترتها فتمكث فترة طويلة صالحة للغذاء أو تخزين مطعومات في يرادات عالية البرودة.. إذاً فـ فكرة الإيجاد من ذات الشئ كـ „ دود المش “ ثبت عدم صحتها..
أو خلق الإنسان الأول واجد / خالق / مبدع / مصور ! وبالتأكيد يختلف تماما عنه في خواصه ومكوناته وطريقة عيشه أو وجوده .
والإنسان الحالي يحتاج إلى معلم يلقنه لغة التفاهم مع الآخر فـ تبدء الأم والأب ومَن حوله من أسرته في تلقينه كلمات يتعرف بها على محيطه وبيئته ؛ وإذا أهملت عملية تلقينه أو تم الاساءة فيها لم يتمكن من إحسان النطق .. فترك الوليد لساعات دون إسماعه ما يجب سماعه لن يتحصل على لغة ما ..فـ تبدء إلقاء كلمات على مسمعه أولا يخزنها في الذاكرة وتعاد تلك الكلمات من الآخرين مع / أو دون الأم فيبدء في الحديث بتلك الكلمة فيستعيدها ..
وقياسا على الإنسان الحالي يكون الإنسان الأول .. بداية البشرية مبدأ الإنسانية يحتاج كذلك لمعلم .. وهنا تأتي إشكالية : فمَن هو معلم الإنسان الأول !؟
وهنا يطرح سؤال نفسه!
مَن علم الإنسان الأول!؟
فتأتي الإجابة : إما
- ملاحظة غيره من المخلوقات التي حوله حسب بيئته أو محيطه أو المناخ الذي يعيش فيه!
أو :
- يعلمه مَن خلقه!
وكي لا نتحير كثيراً في البحث عن إجابة .. تجد الخالق أرسل رسولا بإجابة واضحة !
فـ آتى عند طائفة(*) من الناس تعيش على هذه الكرة الأرضية نصٌ قطعي الثبوت قطعي الدلالة يقول : ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) هنا تأتي عده بحوث عن من هي هذه الطائفة ومَن سماهم ؛ وما عقيدة هذه الطائفة من الناس أو ما يطلق عليه أركان الإيمان ؛ وعليه : ما هي: (أ) : ذات هذا الاله و : (ب) : اسماؤه الحسنى و : ( ج) : صفاته و: (د) أعماله ومَن الذي بلغه بغبلاغ التكاليف أي مَن هو آخر رسله ومَن سبقوه من السادة الأنبياء والمرسلين ؛ واسم الكتاب الذي جاء به والكتب السابقة . وهذه بحوث أولية لكنها ضرورية لأمة غائبة عن دورها الحضاري مع بقية الطوائف . والشعوب والأمم .