الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 13 | المشاهدات | 2722 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
14 / 02 / 2010, 55 : 09 AM | المشاركة رقم: 11 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام بسم الله الرحمن الرحيم فتوى اللجنة الدائمة في عيد الحب فتوى رقم ( 21203 ) وتاريخ 23/11/1420 هـ . الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده … وبعد : فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / عبد الله آل ربيعة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5324 ) وتاريخ 3/11/1420 هـ . وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه : ( يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (( فالنتين داي )) . (( day valentine )) . ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم : أولاً : الاحتفال بهذا اليوم ؟ ثانياً : الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟ ثالثاً : بيع أصحاب المحلات ( غير المحتفلة ) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟ وجزاكم الله خيراً … ) . وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة – وعلى ذلك أجمع سلف الأمة – أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما : عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) . وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) . ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد ، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً ، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ،،،،،،،، اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ عضو صالح بن فوزان الفوزان عضو عبد الله بن عبد الرحمن الغديان عضو بكر بن عبد الله أبو زيد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 02 / 2010, 48 : 11 AM | المشاركة رقم: 12 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام وقد يعترض معترض: لماذا نتحدث عن الهيام والغرام في الأغاني والأشعار والأفلام؟، لماذا نتحدث عن تصورات وأحلام تدور حول الحب و****** وشريك الحياة والإنسانية؟، وللمعترض، ولمن يشيح بوجهه، وينأى بجانبه: لقد تعبدنا الله تعالى بالحب والبغض:\"من أحب لله وابغض لله، فقد أستكمل الإيمان\"(1)، وقال صلى الله عليه وسلم:\"أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا آل بيتي لحبي\"(2)، ولقد فرح المسلمون بثمار وآثار الحب فرحهم بدخولهم الإسلام: فعن أنس رضى الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟، فقال صلى الله عليه وسلم:\"وماذا أعددت لها؟\"، قال: ما أعددت لها من كثير صوم ولا صلاة ولا صدقة، ولكنى أُحب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم:\"أنت مع من أحببت\"(3)، ولكن لماذا توجه الحديث لإقناع المعترضين، بينما هدفه الأساس: لماذا يتم اختزال قيمة الحب في كلمات وصور ومشاهد ومقاييس مادية و\"طلة بهية\" (نيو لوك)؟، وكيف يمكن العمل على أن تغمر قيمته الحقيقية، ومضمونه الفعال الواقع المعيش فيسمو به نحو غايات سامية وأهداف نبيلة؟. على أية حال نعود أدراجنا فنقول: الحب في الإسلام: قيمة إيمانية الحب في الإسلام قيمة جليلة لها ثقلها الإيماني، وثمارها الحقيقية..تعبداً لله تعالي، ثم تعديها علي عباد الله تعالي ومخلوقاته. إنها محل توسل في الدعاء، رغبة في معونته ـ تعالى ـ بتحقيقها ـ أي قيمة الحب ـ في سائر جوانب الحياة، فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجى ربه:\"اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك، وحب العمل الذي يقربني إلى حبك\"(4). فالمحبة (الميل الدائم بالقلب وموافقة بل وإيثار المحبوب) جزء أساس من حقيقة العبودية، فالعبادة حب وخضوع: \"وأصل العبادة محبة الله تعالى\"....:\"ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله...\"(البقرة:165)، بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله، فلا يحب معه سواه، وإنما يحب لأجله وفيه\"(5)، فالله الخالق البارئ المنعم المتفضل هو المستحق للحب الأسمى.. طاعةً وتقرباً وإخلاصاً وتقوى وتوبة. ومن كمال الإيمان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. خير خلق الله، وخاتم رسله المبلغ عن ربه تعالى: قال الفاروق \"عمر بن الخطاب\" لرسول الله صلى الله عليه وسلم: \"لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:\" لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر: والله يا رسول الله لانت أحب إلى من كل شئ، حتى من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:الآن يا عمر\"(6). كما إن حلاوة الإيمان لا توجد إلا مع من أحس حرارة الحب:\" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقذف في النار\"(7). المجتمع المسلم.. مجتمع الحب والمودة، والتراحم والتكافل. الحب مَعلمٌ أساس من معالم حياة المسلمين والمؤمنين، له منهج وحدود وطرائق وقيود، تحقق التماسك النفسي والأسرى والاجتماعي، وتقيم أسس التواصل الإنساني. فهو يسمو بالغرائز الطبيعية، التي يعترف بها دون أن يستقذرها أو يكبتها، ولكن يوجهها الوجهة السليمة، انسجاما مع الفطرة التي فطر الله تعالى الكون عليها، وعندما يتم حسن الاختيار بين الزوجين على أساس الدين تتكون الأسرة المستقرة الآمنة، آية من آيات الله تعالى، يمتن الله تعالى عليها بمنة المودة والرحمة: \"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون\"( الروم:21). إن الحب الصادق والحقيقي يشذب الأخلاق والعواطف مما يعصم من الجنوح والانحراف: \"وفرق بين الحب والاستسلام لوعد من الرجل غالبا ما يكون زائفا، فالرغبة تقوده ليحققها، فإذا أخذ من المرأة مراده ترك في يدها ما أعطى، وعوداً وآلاماً وغروراً، وتحسب الفتاة أنها تعطى أعز ما تملك ميثاقا للحب كاملاً غير منقوص، ليؤدم بينهما، ولكن الرجل يحسب أنها لم تعطه إلا شيئاً هيناً سهلاً، هو عندها وعند غيرها، فتراه يرثى لما صارت إليه، فيهرب منها لأنها لا بد وأن تفرط فيه، فلم تعد تصلح له، ولا يصلح لها\"(8). والمجتمع المسلم يربى أبنائه على الحب، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن\"(9)، حتى من فقد من يرعاه يُعامل بالحب والمؤاخاة:\" فأما اليتيم فلا تقهر\"(الضحى:9)،:\" ويسألونك عن اليتامى، قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم\"(البقرة:220)، وقال صلى الله عليه وسلم:\"خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه، ثم أشار بإصبعيه السبابة والوسطى وقال:\"أنا وكافل اليتم في الجنة كهاتين\"(10). كما أن المسلم يعيش وهو يعلم أن غايته الكبرى لا ينالها إلا بالحب.. سبيل مؤدية لدخول الجنة، والتظلل بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، قال صلى الله عليه وسلم:\"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم\"(11)،\".. ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه..\"(12)، فبإشاعة السلام والتواد والتكافل بين المؤمنين يتحقق التماسك والاستقرار الاجتماعي الحقيقي:\"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى (13). كما أننا عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير\" نُعفى أنفسنا من مشقات كثيرة، فلن نحتاج لتملق، فالصدق كائن، ولن يخلو إنسان من مزية، ولن نضيق بالمخطئين، فالعطف والشفقة تشملهم\"(14). كما يرشدنا الله تعالى للتحلي بصفات لها مردود نفسي وخلقي واجتماعي وإنساني كبير لنكون أهلا لمحبته تعالى، فالمولى جل شأنه يحب من عباده: المتبعون لرسوله، ويحب المُحسنين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب المُـتقين، ويحب الصابرين، ويحب المتوكلين، ويحب المُـقسطين، ويحب المجاهدين في سبيله، فيكون من ثمار ذلك أن يلقى ـ تعالى ـ محبته عطاء على مَن أحب: ففي الحديث القدسي:\"فإذ أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني لأعيذنه..\". فما حال مجتمع شأن أفراده أنهم أفراد ربانيون؟. كما نجد أنه ـ تعالى شأنه ـ يحب من يجتنب ما نهى عنه (والشرع كما هو أمر هو نهي) من أعمال ذميمة بغيضة تودي بتماسك الأسرة والمجتمع والإنسانيةإن الله لا يحب المعتدين)، (والله لا يحب الظالمين)، (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا)، (إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما)، (إن الله لا يحب الخائنين)، (إن الله لا يحب كل خوان كفور)، (والله لا يحب كل كفار أثيم)، (والله لا يحب المفسدين)، (إنه لا يحب المسرفين)، (إن الله لا يحب الفرحين)، (إنه لا يحب المستكبرين)، فهل ترى مظلمة أسرية أو اجتماعية أو إنسانية عندما ينتفي: الاعتداء والظلم والاختيال والفخر والخيانة والإثم والكفر والفساد الإسراف والاستكبار، وهل يتحقق كل ذلك إلا بالحب؟. لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع كم أحب رسولنا صلي الله عليه وسلم \"مكة\"..حباً حقيقياً؟. علمتنا السيرة النبوية العطرة ما كان يكنه قدوتنا صلى الله عليه وسلم من حبٍ عميق \"لمكة\"، وأحجار مكة التي كانت تسلم عليه، فلولا إخراج أهلها له ما خرج منها بابي هو وامي صلي الله عليه وسلم، ثم حبه لجبل \"أحد\" على الرغم مما حدث للمسلمين عنده، في إشارات معبرة عن الانتماء وحب الوطن. وفي الآونة الأخيرة بات واضحاً ـ وإن كان يستلزم المزيد من الجهود ـ توجه أناشيد وروايات وأفلام نحو قيمة الحب كما أكدت عليها وسطية الإسلام التي تنفرد برؤيتها الجمالية والفنية والتجريدية ثراء للتذوق الفني، ودفعا عن كل ما يشين السمو النفسي والاستعلاء الروحي. والحب في الإسلام.. قيمة إنسانية لخير البشرية. أن النزعة الاستهلاكية السائدة في عصر العولمة (المستندة إلى الفرودية، والحتمية البيولوجية، والنفعية، والعلمانية)، لا تعترف إلا بحب اللذة المادية.. المؤقتة والعابرة والمتغيرة، وهى تحول الإنسان (مجموعة من الحاجات والغرائز المادية) إلى وحدة تعمل/ تنتج / تستهلك بشراهة ليحقق كينونته وسعادته، مبتعدة كثيرا عن حاجات الوجدان والمشاعر والروح. لذا فالإنسانية المعاصرة أحوج ما تكون لأن تتعلم الحب من الإسلام، فإنسانها المأزوم نفسيا وروحيا بحاجة إلى أنموذج واقعي للحب يعالج به مشاكله المستعصية. هو بحاجة لهدى الإسلام في إعادة الاعتبار للأسرة \"الرابطة المقدسة\"، وأهدافها من تحقيق التوازن العاطفي والنفسي والجسدي والتناسلي، ودورها التربوي والاجتماعي والديموغرافى (تتعرض فئات من البشرية للانقراض بانعدام نسلها)،علاجا للتفكك الأسرى والاجتماعي، وهو بحاجة إلى أن يستنير بقيم الإسلام الوسطية للحفاظ على صحته الجسدية (عفة ونظافة وعدم إسراف) :\"كلوا واشربوا ولا تسرفوا\"(الأنعام:31)، ولقاعدة: \"لا ضرر ولا ضرار\"(15)، ففي ذلك علاج للأمراض المرتبطة بنمط الحياة (كالإسراف في التغذية والسمنة والسرطان وأمراض القلب والشرايين والسكري)، ومحاربة للإدمان والقمار وتجارة الجنس والشذوذ والإيدز والرقيق الأبيض، وصحته النفسية (الرضا عن الله تعالى والرضا عن الحياة والنفس والقناعة لمنع أسباب التوتر والقلق والاكتئاب والفصام والانتحار غيرها). لقد كرست الإنسانية المعاصرة: العنصرية، والتراتيبية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية العالمية وفقاً للأقوى ومصالحه، فكانت النازية والفاشية والإمبريالية والتطهير العرقي والاستبداد والقهر، و\"ندرة\" الموارد \"وصناعة\" الفقر والجوع والمرض، وكانت العولمة الاقتصادية التي تعتبر ذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين وكبار السن والأيتام، واللاجئين والمشردين عبئا اقتصاديا، وتغض الطرف عن تجارة الأطفال والزج بهم في سوق العمل أو استغلالهم جنسياً، ثم كان إطلاق ما يسمى \"صراع الحضارات\" والثقافات، \"ونهاية التاريخ\" عند تلك المنظومة الاستهلاكية الليبرالية الغربية. فالبشرية بحاجة إلى الحب لتزيل الكراهية والتعالي والأثرة والتمييز والعنصرية، كما تأسو بها جراحها المثخنة من الحروب والتناحر، والمسلمون يمتلكون مساحة أكبر من الحب للآخرين والتعايش معهم وتقبلهم( تشهد بذلك شواهد تاريخية عديدة)، استنادا إلى إيمانهم بأن البشرية المتحدة في أصل واحد ..المختلفة أجناسا وألوانا ولغاتا، المتفرقة شعوبا وقبائل.. الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف: \"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم\" (الحجرات:13)، فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية/ عنصرية) يتسابق ويتصالح عليهما البشر .. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم. فإلهاً يمتن على عباده بنعمة زرع الألفة في قلوبهم وتحولهم اخوة بعد أن كانوا أعداءً لإله ودود رحيم، تفيض بهما تعاليمه وتتعدى إلى الإنسانية:\"عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة، والله قدير والله غفور رحيم\"(الممتحنة:7). فالاقتصاد الإنساني ذو القيم، والسلام العالمي، وحسن التعايش والتعاون هو ما يسعى إليه المسلمون \"إيماناً منهم بحياة أخرى وراء هذه الحياة للعدل المطلق فيها ميزان، هو الحافز الباقي لكل أمن يرجى وكل أمان\"(16)، فقيم الحب والتواد والألفة والتكافل والعدل (بشتى صوره) كفيلة بالقضاء على صراعات الإنسانية وإحالتها إلى تعاون على البر والتقوى. إن الإسلام لا يكف لحظة واحدة عن مد يده لمصافحة كل ملة ونحلة في سبيل التعاون على إقامة العدل ونشر الأمن وصيانة الدماء وحماية الحرمات وهذا هو مكمن الحرب عليه ممن لا يريدون للإنسانية عافيتها وسلامتها:\"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون\"(النحل: 90). أين كلما سبق من مظاهر وشكليات ما يسمي: بيوم فالانتين/ Valentine\'s day ؟؟ أين كل ما سبق من قصة ذلك القسيس فالانتين\" (لسنا بحاجة للتذكير بحكايته، ولمن شاء أن يعرف قصته فليطلبها في مظانها) الذي يُحتفل به تخليداً لذكراه؟. أين كل ما سبق في مجتمع إسلامي يسوده الحب الصادق ويروم الاحتساب، والعدل والفضل في العلاقات الأسرية والاجتماعية والإنسانية؟. لما تنتاب البعض \"حمي التبعية\"، ويصيبه \"داء التقليد\" وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعياً لا قيمياً، حدّث \"أبو واقد\" أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى \"خيبر\" مر بشجرة للمشركين يُقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، و الذي نفسي بيده لتركبن سَننَ من كان قبلكم» (17). ولعل الاحتفال بهذا العيد وغيره مما شابهه صورة من صور استيراد القيم الغربية لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وبخاصة أن لدينا من بدائلنا الكثير ما لا يحتاج إلى الجري وراء التقليد والتبعية. فالمكانة العظيمة للمرأءة في افسلام.. أماً وزوجة وأختاً وخالة وعمة الخ لا تُناظر بمكانتها عند غيرنا، وكذلك مكانة الأب والزوج والإخوة والأخوال والأعمام الخ. كما أن الهدية والتهادي المُعبر المحبة أمر حثنا عليه إسلامنا وشرعنا \"وجبت محبتي للمتحابّين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ\"، و\" تهادوا تحابوا\"، في إطار خصوصيتنا الإسلامية وعدم تميعنا في ثقافات الآخرين واحتفالاتهم وعاداتهم.لذا لسنا بحاجة إلي يومهم وعيدهم هذا. صفوة القول: تبقى المرجعية الإلهية للأخلاق وللقيم، ومنها قيمة الحب، لا تكون إلا في الإسلام، حيث تهيمن على شتى مناحي الحياة، هداية للناس، أنموذجاً تنويرياً وتصحيحاً وافياً لأزمات الإنسانية المعاصرة:\"قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب، ويعفوا عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين\"(المائدة:15). ------------------------- الهوامش والمصادر: 1- أبو داود عن أبى أمامه. 2- رواه الترمذي من حديث ابن عباس، وقال : حديث غريب. 3- رواه الشيخان. 4- رواه الترمذي. 5- ابن تيمية: مدارج السالكين، ج 1، ص 99. 6- رواه الشيخان. 7- متفق عليه من حديث أنس رضى الله عنه. 8- بتصرف من كلام أديب الإسلام والعروبة أ. \"مصطفي صادقي الرافعي\": كتاب المساكين، دار الكتاب العربي ، ط 10، 1982م. 9- رواه الطبرانى من حديث على كرم الله وجهه. 10- رواه البخاري. 11- مسلم. 12- متفق عليه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. 13- رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه. 14- بتصرف من كلام صاحب الظلال أ. سيد قطب. 15- رواه ابن ماجه والداراقطنى. 16- مجلة العربي، العدد: 143، أكتوبر 1970م. 17- أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 02 / 2010, 52 : 11 AM | المشاركة رقم: 13 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام إنّ من الحُبِّ الباطلِ ما يُسوّقُ لهُ هذهِ الأيام باِسم ( عيدِ الحُبّ ) ، وهو عيدٌ وثنيٌّ نصرانيّ يدعو للعشقِ والهيام والإباحية ، كما أنهُ حُبٌّ قاصرٌ على حُبِّ اللذة والشهوة فقط! وحولَ هذا الموضوعِ وحكمِهِ الشرعيّ، وضررهِ العقائديّ، وفسادهِ الأخلاقيّ ، سيكونُ ثمّ عشرَ همساتٍ؛ نصحاً للأمةِ، وأداءاً لواجبِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكرالذي بإقامتهِ صلاحُ العبادِ والبِلاد، وحُلولِ الخيراتِ، وارتفاعِ العُقوباتِ، كما قال تعالى : ( وما كان ربُّكَ ليُهلِكَ القُرى بِظلمٍ وأهلُها مُصلِحون )(هـود: 117) ، هذا وأرجو أن يكتُبَ اللهُ بها نفعاً كبيراً ، ويُجزِلَ بسببها أجراً كثيراً .. الهمسةُ الأولى : إنّ محبةَ غيرِ اللهِ تعالى تندثرُ ولا تدوم ، وتنقطِعُ ولا تستمرّ ، وأعظمُ حبٍّ وأجملُه ما انصرفَ إلى حُبِّ اللهِ تعالى وحُبِّ رسولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام، وحُبِّ كلِّ ما يُقرِّبُ إليهما من أقوالٍ وأعمالٍ صالحة، فمحبةُ اللهِ ورسولهِ روحُ الحياةِ، ولذةُ الدنيا، وطعمُ الوجود، وغذاءُ الروحِ ، وبهجةُ القلبِ ، وضياءُ العين، وحياةٌ بعيدةٌ عن حُبِّ للهِ ورسولهِ حياةٌ باهتة، وقلبٌ يخلو من حُبِّ اللهِ وحُبِّ رسولهِ قلبٌ جامد، كما أنّ الحياةَ جسدٌ وحُبُّ اللهِ روحُها؛ فإذا غابتِ الروحُ فلا قيمةَ للجسد ، هذا وإنّ من لوازمِ محبةِ اللهِ تعالى محبةُ ما يَسُرُّهُ ويُرضيه ، واجتنابِ ما يُسخِطهُ ويُبغِضه ، ولا ريبَ أنّ المؤمنينَ هم أشدُّ الناسِ حُباً للهِ جل وعلا : { ومن الناس ِمن يتخذُ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله } . الهمسةُ الثانية : إنّ الأعيادَ في الإسلامِ طاعاتٌ يتقرّبُ بها العبدُ إلى الله، والطاعاتُ توقيفية، فلا يسوغُ لأحدٍ من الناسِ _ كائناً من كان _ أن يضعَ عيداً لم يشرعهُ اللهُ تعالى ولا رسولُهُ عليهِ الصلاةُ والسلام . الهمسةُ الثالثة : الاحتفالُ بعيدِ الحُبِّ فيه تشبُّهٌ بالرُومانِ الوثنيين، ثمّ بالنصارى الكتابيِّين فيما قلّدوا فيهِ الرُّومان وليس هوَ من دينهم ، وقد حذرَنا نبيُّا _ صلى اللهُ عليهِ وسلم _ من التشبُّه فقال : « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » رواه أبوداود 4033 .. قال شيخُ الإسلام ابن تيمية _ رحمهُ الله _ : هذا الحديث أقلُّ أحوالهِ أن يقتضي تحريمَ التشبهِ بهم وإن كان ظاهرُه يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله تعالى : { وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } المائدة 51 ا.هـ ، وقال الصنعاني _ رحمهُ الله _ في ( سبل السلام 8/248 ) : ( فإذا تشبّه بالكافر في زيٍّ واعتقد أن يكونَ بذلك مثلُه كفَرَ، فإن لم يعتقد؛ ففيهِ خلافٌ بين الفقهاء : منهم من قال : يكفر، وهُوَ ظاهرُ الحديث ، ومنهم من قال : لا يكفُر ولكن يُؤدّب) (سبل السلام 8/248) . الهمسةُ الرابعة : معَ اِعتقادنا بحرمةِ الاِحتفالِ بهذا اليوم، فإنهُ _ أيضاً _ يحرمُ التهنئةُ والمُباركةُ بهِ ، أو مُشاركةُ المحتفلينَ به في اِحتفالهم، أوِ الحضورِ معهم، كما لا يحلُّ لمن أُهديت لهُ هدية هذا العيد أن يقبلها لأنَّ في قبولها إقرار لهذا العيد ، يقولُ ابن القيمِ _ عليهِ رحمةُ ربِّّ العالمين _ : ( وأما التهنئة ُ بشعائرِ الكفار المختصةُ به فحرامٌ بالاتفاق ، مثل : أن يُهنئهم بأعيادهم وصوْمهم فيقول : عيدٌ مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلِم قائلهُ الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يُهنئهُ بسجودهِ للصليب ، بل إن ذلك أعظمُ إثماً عند الله وأشدُّ مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس .. وكثيرٌ من لا قدْر للدين عندهُ يقع في ذلك ولا يدري قُبحَ ما فعل ، كمن هنّأ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفر فقد تعرضَ لمقتِ الله وسخطه ) أ.هـ الهمسةُ الخامسة : بناءاً على ما ذكرتهُ في الهمسةِ السابقة مما قرّرهُ ابنُ القيِّم _ عليهِ رحمةُ الله _ فإنهُ لا يجوزُ لِتُجّارِ المسلمينَ أن يُتاجروا بهدايا عيدِ الحُب من لباسٍ مُعيّن، أو ورودٍ حمراء أو غير ذلك، لأن المُتاجرة بها إعانةٌ على المُنكرِ الذي لا يرضاهُ الله تعالى ولا رسولُهُ صلى الله عليه وسلم ، قالَ الله - جلّ الله - : ( وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعدوانِ واتّقوا اللهَ إنّ اللهَ شديدُ العِقاب ) . الهمسةُ السادسة : من المظاهرِ السيِّئة، والشعائرِ المحرّمة التي تكونُ في الاِحتفالِ بهذا اليوم : إظهارُ البهجةِ والسرور فيه كالحال في الأعياد الشرعيةِ الأخرى ، وتبادُلِ الورودِ الحمراء، وذلك تعبيراً عن الحبِّ الذي كان عند الرومان حباً إلهياً وثنياً لمعبوداتهم من دون الله تعالى ، وأيضاً : توزيع بطاقات التهنئة به، وفي بعضها صورة ( كيوبيد) ، وهوَ طفلٌ له جناحانِ يحملُ قوساً ونشاباً ، وهو اِلهُ الحُبِّ عندَ الأمة الرومانية الوثنية ، تعالى اللهُ عن إفكهم وشركهم علواً كبيراً ، كما يكونُ في هذا العيدِ الباطل تبادلِ كلماتِ الحُبِّ والعشقِ والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة بينهم - عن طريق الشعر أو النثر أو الجمل القصيرة، وفي بعض بطاقات التهنئة صور ضاحكة وأقوال هزلية، وكثيرا ما كان يكتب فيها عبارة ( كن فالنتينياً ) وهذا يمثل المفهوم النصراني له بعد انتقالهِ من المفهوم الوثني ، وتقامُ في كثير من الأقطار النصرانية التي تحتفلُ بهذا اليوم حفلاتٌ نهارية وسهراتٌ وحفلاتٌ مُختلطةٌ راقصة، ويُرسلُ كثيرٌ منهم هدايا منها : الورود وصناديق الشوكولاته . الهمسةُ السابعة : ومنَ المقاصدِ الفاسِدة لهذا العيد : إشاعة المحبة بين الناسِ كلِّهم، مؤمِنِهم وكافِرِهم، وهذا مما يُخالِفُ دينَ الإسلام، فإنَّ للكافرِ على المُسلمِ العدلَ معهُ، وعدمُ ظُلمِه، كما أنّ لهُ _ إن لم يكن حربياً ولم يُظاهر الحربيين _ البِرَّ من المُسلم إن كان ذا رحِم، عملاً بقولهِ تعالى : ( لا ينهاكمُ اللهُ عن الذينَ لم يُقاتلوكم في الدينِ ولم يُخرجوكم من ديارِكم أن تبرُّوهم وتُقسِطوا إليهم إنّ الله يُحبُّ المُقسطين ) (الممتحنة: 8) ، ولا يلزمُ من القسطِ معَ الكافِرِ وبِرِّه صرفُ المحبةِ والمودّةِ لهُ، بل الواجبُ كراهِيَتهُ في الله تعالى لِتلَبُّسِهِ بالكُفرِ الذي لا يرضاهُ اللهُ سبحانهُ، كما قال تعالى : ( ولا يرضى لعبادهِ الكُفر ) (الزمر: 7) . الهمسةُ الثامنة : إنّ من أوجهِ تحريمِ هذا العيد : ما يترتبُ على ذلكَ من المفاسدِ والمحاذير، كاللهوِ واللعِبِ والغِناءِ والزّمرِ والأشَرِ والبَطَرِ والسُّفورِ والتبرُّجِ واختلاطِ الرجالِ بالنساء، أو بُروزِ النساءِ أمامَ غيرِ المحارم ونحوِ ذلكَ من المُحرمات، أو ما هوَ وسيلةٌ إلى الفواحشِ ومُقدِّماتِها . الهمسةُ التاسِعة : إنّ القائمينَ على أجهزةِ الصحافةِ والإعلام الذينَ أخذوا على عواتِقِهم نقلَ شعائرِ الكفّارِ وعاداتهم مُزخرفةً مُبهرَجةً بالصوتِ والصورةِ الحيّة من بلادهم إلى بلادِ المُسلمين عبر الفضائيات والشبكة العالمية - الانترنت - ، وعرضَ بعَضِ الأفلامِ والمُسلسلات التي تُزيِّن الحُبَّ بينَ الشابِّ والفتاة، وتُصوِّرُ العشقَ على أنهُ مُقدِّمةٌ لابدّ منها قبلَ أيِّ زواج ناجح - كما يزعمون - ، يقومونَ بهدمِ المُجتمعِ بإثارةِ الفتنةِ والشبُهاتِ والشهواتِ بينَ أبناءه ، وبثِّ أسبابِ الطلاقِ وارتفاعِه ، ويُرسِّخُونَ في أذهانِ الفتياتِ الصغيراتِ أوهاماً وخيالاتٍ تجعلُهُنّ عرضةً للخطأ، وصيداً سهلاً لشِباك ِالشباب ِالزائغ ِالضائع ، فعليهم أن يتّقوا اللهَ تعالى ، وأن لا يكونوا من الذين يُحبونَ أن تشيعَ الفاحشةُ بينَ المؤمنينَ فيشملُهم وعيدُ اللهِ تعالى بالعذابِ الأليمِ في الدنيا والآخرة . الهمسةُ العاشرة : لابُدّ لأهلِ العلمِ والدعوة من البيانِ لعامةِ الناس ما يخدِشُ العقيدةَ من مُحدثاتِ البِدَع، وأنّ مُجرّد الاِعتقاد بأنّ أيَّ عيدٍ لم يشرَعهُ اللهُ لا يُؤثرُ على سلامة ِالعقيدة هوَ الخطأ ُالبيِّن، وهوَ خدشٌ لصفائها، وأنَّ سلامة َالنية لا تُغني عن الوقوعِ في ذنب ِالابتداع. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 02 / 2010, 56 : 11 AM | المشاركة رقم: 14 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن ما يسمى بعيد الحب, مابين مؤيد ومعارض, وقائل يقول بجواز الاحتفال به وآخر يقول بحرمته. والحديث عن الحب بشكل عام قد يحتاج منا إلى مجلدات, لذلك آثرت أن أتحدث من خلال هذه الكلمات عن نوع واحد من الحب, وهو ما يتعلق بالميل العاطفي بين الرجل والمرأة, فما هي المسألة ؟؟؟ هل هذا النوع من الحب حقيقة أم وهم ؟ لماذا نتألم عندما نحب , ونجني عذابات نصنعها بأيدينا ؟ لماذا نتأخر ونفقد الزمن ينفلت منا ؟ وتتعطل لدينا أدوات ونحصد الندم ؟ كيف نحب ومن أين نحب ؟ ما هو موضع الحب فينا ؟ هل هو فكرة فيكون موضعه العقل ؟ أم احتياجا طبيعيا فيكون موضعه النفس ؟ أم عوزا حسيا فيكون موضعه الجسد ؟ أم أنه يحتل كل هذه المواضع فينا ؟ هل من لا يعرفون هذا النوع من الحب مرضى ؟ أم أنهم هم الأصحاء لأنهم أدركوا عدم وجوده فكفوا عن الخوض فيه لأن الإنسان بتكوينه ووظيفته لا يصح أن يكون معشوقا وإنما عاشق ؟ ولكي يكون مطلوبا يتعين أن يوجد له طالب ؟ لماذا يحمل العاشق هما وألما وقلقا وعذابا, ويفقد بعض عقلة ثم يهمل البعض الآخر؟ إن للحق والصواب نهاية تلبس المرء ثوب الرفعة والسعادة, فإن كان الحب حق والعشق عين الصواب, لماذا يدخر لنا العلقم ؟ ولماذا ترتكب باسمه ذنوبا تسود صفحاتنا البيضاء؟ اسمع .. إن الإسلام لا ينكر الحب بين الرجل والمرأة, ولا يعيبه, لأن الدين لا حرمان فيه إلا من الغث, وكيف يكون الحب محرما ومعلم البشرية صلى الله عليه وسلم وضع نفسه شافعا للمحب ولم ينكره على من وقع فيه, ففي الصحيح ( كان مغيث يمضي خلف زوجته بريرة بعد فراقها له, وقد صارت أجنبية عنه, ودموعه تسيل على خديه فقال عليه الصلاة والسلام, يا بن عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ؟، ثم قال لها لو راجعته، فقالت: أتأمرني؟ فقال: إنما أنا شافع، قالت: لا حاجة لي فيه) رواه البخاري, وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو أدركت عفراء وعروة لجمعت بينهما) رواه ابن الجوزي بسنده، وعروة عاشق عذري وعده عمه بالزواج من ابنته عفراء بعد عودته من سفر للتجارة، ثم زوجها لرجل من الأثرياء، وقال هشام بن عروة عن أبيه: مات عاشق، فصلى عليه زيد بن ثابت، وأحد كتاب الوحي، وجامع القرآن الكريم، فقيل له في ذلك، فقال : إني رحمته "رواه ابن القيم في روضة المحبين. وعن ابن عباس رضي الله عنهما إن رجلا قال "يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم، فقال صلى الله عليه وسلم: (لم نر للمتحابين غير النكاح) أخرجه ابن ماجه والحاكم . عندما أراد عطاء بن رباح أن يتحدث عن الحب, ذهب الخبر في الناس يؤج كما تؤج النار, وقالوا كيف يدري الحب أو يحسن أن يقول فيه من غبر عشرين سنة فراشه المسجد, وقد سمع من عائشة أم المؤمنين , وأبي هريرة صاحب رسول الله وابن عباس صاحب العلم ؟ وقال بعضهم لعل السماء موحية إلى الأرض بلسانه وحيا في هذه الضلالة التي عمت الناس وفتنتهم بالنساء والغناء . فلما جاء الموعد وجلس عطاء يتحدث في الحب, كان مجلسه في قصة يوسف -عليه السلام- في تأويل قوله تعالى : (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ. وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) فسمع الناس كلاما قدسيا تضع له الملائكة أجنحتها من رضى وإعجاب بفقيه الحجاز, فقال : عجبا للحب ! هذه ملكة تعشق فتاها الذي ابتاعه زوجها بثمن بخس, فلم يبق مع الحب ملك ولا منزلة , وزالت الملكة في الأنثى, وأعجب من هذا كلمة ( وراودته ) وهي بصيغتها تشير إلى أن المرأة جعلت تعترض يوسف بألوان من أنوثتها لون بعد لون , ذاهبة إلى فن راجعة من فن, وهذا يصور حيرة المرأة العاشقة واضطرابها في حبها كأنما الكبرياء شيء آخر غير طبيعتها, فانصبت عليه من كل جهة عارضة كل ذلك عرض امرأة خلعت – أول ما خلعت – ثوب الملك, فلما يئست ورأت منه محاولة الانصراف, أسرعت في ثورة نفسها تتخيل القفل الواحد أقفالا عدة, وتجري من باب إلى باب وتضطرب يدها في الإغلاق, كأنها تحاول سد الأبواب لا إغلاقها. ودفع بها اليأس إلى آخر حدوده فقالت ( هيت لك ) وانتهت إلى حالة من الجنون بفكرتها, ولم تعد لا ملكة ولا امرأة, بل أنوثة حيوانية صرفة, متكشفة مصرحة, وبدت فيها طبيعة الأنثى نازلة من أعلاها إلى أسفلها, فإذا انتهت المرأة إلى نهايتها ولم يبق وراء ذلك شيء تستطيعه أو تعرضه بدأت من ثم عظمة الرجولة السامية المتمكنة في معانيها فقال يوسف ( معاذ الله ) ثم قال ( إنه ربي أحسن مثواي ) ثم قال ( إنه لا يفلح الظالمون ) , وهذه أسمى طريقة لتنبيه ضمير المرأة في المرأة, إذ كان أساس ضميرها في كل عصر هو اليقين بالله , ومعرفة الجميل , وكراهة الظلم , ولكن هذا التنبيه المترادف ثلاث مرات لم يكسر نزوتها, فإن حبها انحصر في فكرة واحدة اجتمعت بكل أسبابها في زمن, في مكان, في رجل, وهنا يعود الأدب الإلهي السامي في تعبيره المعجز فيقول ( ولقد همت به ) فجاءت العاشقة في قضيتها ببرهان الشيطان, يقذف به في آخر محاولاته, وهنا يقع ليوسف – عليه السلام – برهان ربه, كما وقع لها برهان شيطانها, فالآية الكريمة تريد أن يتعلم الرجال, وخاصة الشبان منهم, كيف يتسامون بهذه الرجولة فوق الشبهات, حتى في الحالة التي هي نهاية قدرة الطبيعة, هنا لا ينبغي أن ييأس الرجل , فإن الوسيلة التي تجعله لا يرى شيئا من هذا, هي أن يرى برهان ربه, فهل هذا البرهان هو اليقين بأن الله مطلع عليه يرى ما يفعل ؟, أو أنه سيموت ويقبر وفكر فيما يصنع الثرى في جسمه هذا؟ أو فكر في موقفه يوم تشهد عليه أعضاؤه بما كان يعمل, أو فكر في أن هذا الإثم الذي يقترفه الآن سيكون مرجعه عليه في أخته وبنته؟ فإذا فكر في هذا رأى برهان ربه يطالعه فجأة, لكأن برهان الله هذا هو عصمة المحب من السقوط يرفع نفسه ويسمو بها إلى أعلى مراتب الشرف والجلال. كان عبد الرحمن بن أبي عمار الذي يلقبونه بالقس لعبادته ونسكه صديقا لسهيل بن عبد الرحمن الذي كانت جاريته ( سلامة ) المغنية الجميلة الفاتنة الشاعرة القارئة المتحدثة التي لم يجتمع في امرأة مثلها حسن وجهها وحسن غنائها , وحسن شعرها, فمر بداره يوما وسلامة تغني, فوقف يسمع , فدخل عليهم ( الأحوص ) فقال ويحكم! لكأن الملائكة – والله – تتلو مزاميرها في حلق سلامة , فهذا عبد الرحمن القس قد انشغل بما سمع منها وهو واقف خارج الدار, فتسارع إليه سهيل يدعوه يدخل ليسمع فأبى, قال ادخل أقعدك في مكان تسمع منه سلامة ولا تراك, قال أما هذا فنعم, فدخل وجلس يسمع, فأمر سهيل سلامة فخرجت إليه خروج القمر من سحابة كانت تغطيه, فما إن رآها حتى علقت بقلبه, وسبح طويلا طويلا, وما رأته هي حتى رأت الجنة والملائكة, وماتت عن الدنيا وانتقلت إليه وحده, وأحب القس سلامة, وعشقته, وقالت في ذلك كنت كالمخبولة من حب عبد الرحمن القس, حبا أراه فالقا كبدي, آتيا على حشاشتي . قالوا أحب القس سلامة --- وهو التقي الورع الطاهر كأنما لم يدر طعم الهوى --- والحب إلا الفاسق الفاجر يا قوم لي كبد تهفو كأكبــــــ--- ــــــادكم وفؤاد مثلكم شاعر وبيعت سلامة للخليفة ( يزيد بن عبد الملك ) بعشرين ألف دينار, وكان يقول ما يقر عيني ما أوتيت من الخلافة حتى أشتري سلامة, فلما عرضت عليه أمرها أن تغني له, فلم تر إلا عبد الرحمن القس يوم كانت تغنيه بشعره فيها فتناولت العود وجسته بقلبها قبل يدها, وضربت عليه كأنها تضرب لعبد الرحمن وأحس الخليفة في غنائها بشيء, فسألها يزيد, شعر من هذا ؟ فقالت إنه شعر عبد الرحمن القس, وجعلت تحكي قصتها مع القس والخليفة يسمع حتى قالت, ما كان صاحبي في الرجال خلا ولا خمرا, وما احسب الشيطان يعرف هذا الرجل, وهل كان للشيطان عمل مع رجل يقول : إني أعرف فكرتي وهي دائما فكرتي لا تتغير, ذاك رجل أساسه كما يقول ( برهان ربه ), ولقد تصنعت له مرة يا أمير المؤمنين وتشكلت وتحليت وتبرجت, وغنيته غناء جوارحي كلها, وكنت له كأني حرير ناعم يترجرج وينشر أمامه ويطوى, وجلست كالنائمة في فراشها وقد خلا المجلس, قال يزيد ويحك ويحك وبعد هذا ؟ قالت بعد هذا يا أمير المؤمنين وهو يهواني الهوى البرح, ويعشقتي العشق المضني ولو لم ير في جمالي وفتنتي واستسلامي إلا أن الشيطان قد جاء يرشوه بالذهب الذي يتعامل به, وجهدت أن يرى طبيعتي فلم يرني إلا بغير طبيعة, وكلما حاولت أن أنزل به عن سكينته ووقاره , رأيت في عينيه مالا يتغير كنور النجم, وكانت بعض نظراته – والله - كأنها عصا المؤدب. ولم أيأس يا أمير المؤمنين, فإن أول الحب يطلب آخره أبدا إلى أن يموت, فدعوته يوما أن يجيء مني وأرى الليل أهله لأغنيه ( ألا قل لهذا القلب ) وكنت لحنته ولم يسمعه بعد, ولبثت نهاري أستروح في الهواء رائحة هذا الرجل مما أتلهف عليه, وبلغت ما أقدر عليه من زينة نفسي , ثم جاء مع الليل وإن المجلس لخال ما فيه غيري وغيره, بما أكابد منه وما يعاني مني فغنيته أحر غناء وأشجاه, وما كان يسوءني إلا أنه يمارس في الزهد ممارسة, وكأنه يراني خيال امرأة في مرآة, لا امرأة مائلة له بهواها وشبابها وحسنها وفتنتها, فأجمعت أن أحطم المرآة ليراني أنا نفسي لا خيالي, واستنجدت كل فتنتي لتجعله يفر إلي كلما حاول أن يفر مني, فملت إليه وقلت : [ أنا – والله – أحبك ] فقال : [ وأنا – والله – الذي لا إله إلا هو ] قلت : [ وأشتهي أن أعانقك وأقبلك ] قال [ وأنا – والله ] قلت : [ فما يمنعك ؟ - فوالله – إن الموضع لخال ] قال : [ يمنعني قول الله عز وجل ( الأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين ) فأكره أن تحول مودتي لك عداوة يوم القيامة] إني أرى برهان ربي, وهو يمنعني أن أكون من سيئاتك وأن تكوني من سيآتي, ولو أحببت الأنثى لوجدتك في كل أنثى, ولكني أحب ما فيك أنت بخاصتك. ثم قام وهو يبكي, فما عاد بعد ذلك يا أمير المؤمنين, ما عاد بعد ذلك , وترك لي ندامتي, وليتني لم أفعل, ليتني لم أفعل . لقد أوردنا هاتين القصتين ليعلم كل شاب وفتاة وكل رجل وامرأة, أن الدين لا يصادر مشاعر الناس ولا يحارب فطرتهم, إنما يسمو بهم إلى قمم الطهر والعفة والجمال, وإن ما نسمعه اليوم من حكايات بين كثير من الشباب والفتيات – والله – ليس بحب, فليبحثوا له عن اسم آخر, أي حب هذ1ا الذي يورث الهم والنكد, ويأخذ المحب من أحط ألوان الفكر إلى أحط أسباب النفس ويمرغ أنفه في التراب ؟ إن حقيقة الحب أن أسلم من أحب أعلى مراتب الفضيلة والكرامة, وأن أسكنه أعلى درجات الشرف والرفعة, لعن الله من أفسد امرأة على زوجها, وفي الحديث (لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).. رواه الطبراني, وإن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال, فقال إني أخاف الله رب العالمين ), فهل لعاقل أن يبيع ظل الله يوم القيامة ببضع دقائق في الدنيا ت*** الحسرة والندم ؟ أرسلت امرأة يوما لرجل تقول ( إني أحبك ) فأرسل لها يقول: ( عفوا, أنا لايشغلني العشق, يشغلني يا سيدتي العتق ). وما أحوجنا اليوم لشباب يرفعون راية ( أرى برهان ربي ). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018