21 / 03 / 2009, 39 : 12 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 13 / 03 / 2009 | العضوية: | 22593 | العمر: | 56 | المشاركات: | 208 [+] | بمعدل : | 0.04 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 212 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وبعد ماذا ينقمون على الإنصاف؟ هل سيسلبهم الإنصاف جاها أم سمعة أم ريادة ؟ أم سيظهر عليهم من حباه الله مواهب جمة ومنعهموها ؟إنها مصيبة والله أن يكون بعض غير المسلمين عنده من العدل والإنصاف أكثر من هذا الذي يملك نفساً أنانية ولا يريد إلا التسلق على حساب عثرات إخوانه ولذلك أقول: إن أزمتنا في بعض جوانبها أزمة أخلاقية. لذلك تجد من يبدل أعز معاني الإنسانية - الإنصاف - بمصطلح "منهج الموازنات الفاسد" أتى به من يضرب صفحا عن حسنات الآخرين ويريد بخسا لأشيائهم ونسفا لأعمالهم وغمطا لحقوقهم. هذه مقدمة لابد منها عند التعرض لبعض أمراضنا التي نعانيها، والتي تعيقنا عن التقدم ولو قليلاً في أحيان كثيرة. وإن من أهـم الأمراض التي ابتلي بها حقل الدعوة إلى الله، ظاهرة تصنيف الناس لا سيما عندما تطرح بعض الأسماء المشهورة ومواقفنا منها ، فإن هذه المواقف تكون في الأغلب مطبوعة بطابع المغالاة : حبًا أو بغضًا ، اتباعًا أو نبذًا. وقليل أن تجدوا من اتخذ الإنصاف سبيلا. ولمَ لم يلتفت نظرنا إلى عنوان كتاب شهير في الجرح والتعديل لأشهر إمام عرف عنه الإنصاف: كتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي رحمه الله وكفى باسم كتابه من جواب, ففي محتواه من الموازين ما للرجال وما عليهم؟! والجمع بين ما جُرح به الرجال وما عُدِّلوا به لنخرج بدرجة أقرب ما تكون إلى الإنصاف في الحكم على الناس. إن الاتجاه لإسقاط الإنصاف وجعله "منهج الموازنات الفاسد في تقويمِ الناس والآراء، يفقد المجتمع التوازن، ويغدو من الصعب أن تجد غير هذين الصنفين في المجتمع: إما أنبياء أو شياطين! إما معصوم أو موصوم بكل سيئة! إما إمام أهل السنة أو متلبس بكل بدعة! وهذا لا يستقيم أبدا كما لا يخفى. ومنهج الذهبي في العدل في وصف الآخرين، منهج علمي دقيق، وهو منهج أهل السنة والجماعة في أحكامهم على غيرهم، وهو نابع من قوله تعالى: [ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ] "هود: 85" والآيات المشابهة لها. ولذلك ينبغي لكل من رام الحكم على الناس أن لا يحيد عن هذا المنهج السوي، وأن يتقي الله عز وجل في وصف غيره، ويتكلم بعدل وإنصاف. وأن يقدم حسن الظن بالمسلم لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا)" الحجرات 12 " والعبرة بكثرة الفضائل: فإن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، فمن غلبت فضائله هفواته، اغتفر له ذلك. يقول ابن رجب الحنبلي: (والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه) وكلمة ابن رجب بمثابة منهج صحيح في الحكم على الشخص الواحد، لأن كل إنسان لا يسلم من الخطأ، ومن قل خطأه وكثر صوابه، فهو على خير كثير. ومنهج السلف هو: اعتبار الغالب على المرء من الصواب أو الخطأ، والنظر إليه بعين الإنصاف. يقول الحافظ الذهبي: (ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن) " سير أعلام النبلاء 20/46 ". وقد قيل: كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه. وأيضا قيل: ســــامح أخاك إذاخلـط # # # منه الإصابة بالغلــط وتجاف عن تعنيــــــفه # # # إن زاغ يومـا أو قسط واعلم بأنك إن طلبـــــت # # # مبرأ رمـت الشــطط من ذا الــــذي ما ساء قط # # # ومن له الحسنــى فقط قال البخاري رحمه الله: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: منذ أن عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط " التاريخ الكبير 4 / 336 " وقال البخاري رحمه الله: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً قال (الذهبي): صدق رحمه الله، ومن ينظر في كلامه في الجرح والتعديل، علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه... حتى إنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً، وهذا والله غاية الورع " سير أعلام النبلاء 12 / 439 ". ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلمة لطيفة: ولكن كثير من الناس من يرى المثالب، ويعمى عن المناقب، وفي ذلك يقول الشعبي رحمه الله: (والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة، وأخطأت مرة، لأعدوا على تلك الواحدة) " سير أعلام النبلاء 12 / 308 ". فعلى كل من يصنف مسلما مهما علا شأنه أو صغر أن يتقي الله عز وجل في نقده وألفاظه، ويخلص النية لله ويتجرد عن الهوى وحظوظ النفس، ولا يتكلم إلا بعلم وعدل وإنصاف ويقدم حسن الظن بالمسلم، ويوازن بين المحاسن والمساوئ، ويجعل لكثرة الحسنات أو قوتها اعتبارها، ويتذكر أن الشخص الواحد غالباً ما يجتمع فيه أمران، فيحمد ويحب بسبب أحدهما، ويذم ويبغض بسبب الآخر، ثم تكون ألفاظه مهذبة ويبتغي بذلك وجه الله تبارك تعالى. فمن سلك هذا السبيل، فيرجى له الصواب والسداد، وعدم التبعة يوم القيامة بما يقول، ومن أخل بشيء مما سبق. فقد وقف على حفرة من حفر النار فلينظر موقع قدمه أن تزل وهو لا يشعر ولا حول ولا قوة إلا بالله.وعلى طلاب العلم بالمنتدى أن يستفيدوا من كلام السلف الصالح عند الكلام على العلماء فإنهم إذا كان لا بد لهم من الحديث عرضوا ما للعالم وما عليه, ولا ينسفوا الإنصاف بما يسموه " منهج الموازنات الفاسد " وإلا كفوا عن ذلك وشغلتهم عيوبهم عن عيوب غيرهم . والله أعلى وأعلم. وصلى الله على سيدنا وقرة عيننا نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. كتبه العبد الفقير إلى الله / بهاء الدين محمد السماحي
hgYkwht u.d.
|
| |