02 / 01 / 2009, 26 : 04 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 08 / 03 / 2008 | العضوية: | 333 | المشاركات: | 19 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 205 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن الله اصطفى من أمته الأئمة الأعلام النجباء الذين كانوا على حمل الرسالة أمناء، وهم الذين حفظ الله بهم هذا الدين, لأنهم يتبعون هدي الرسول وصحابته من بعده, ويسلكون منهجهم في كل صغيرة وكبيرة ويعرفون بأهل السنة والجماعة، ومن هؤلاء أهل الحديث المشتغلون بالسنة النبوية وخدمتها قولاً وعملاً، وكلمة أهل الحديث أصبحت علماً - في القرون الثلاثة المفضلة - على من اشتغل بخدمة السنة النبوية سنداً ومتناً. والتزم بالكتاب والسنة قولا وعملاً، وفهمها الفهم الصحيح على نهج رسول الله وصحابته الكرام, ونصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وجاهد في سبيل إعلاء كلمة الله وأن يكون الدين كله لله، وذلك بالسنان والبيان، كما فعل السلف الصالح من أمتنا. فهؤلاء الذين اختارهم الله لصفوته، وهداهم للزوم طاعته، فزين قلوبهم بالإيمان، وأنطق ألسنتهم بالبيان، فكشفوا معالم دينه ورفضوا الأهواء، فتجردوا لله ولم يركنوا لحب الدنيا ولم يشتاقوا لنعيمها الزائل ولم يتكئوا على غيرهم من العباد في الواجبات والفروض والمحتمات بل جادوا بالغالي والنفيس ذبا عن عقيدتهم وأمتهم. وأدرج هذا الموضوع لعله يصل للعلماء فينفروا لله ويتشجعوا وينفضوا ثياب الخوف ويتحرروا من رق الدنيا, وأعوذ بالله أن أصفهم بالمتخاذلين عن نصرة الدين بل هو مجرد تذكير وباب الذكرى لا يغلق إلى يوم تشرق الشمس من المغرب كما لا يخفى. وأول ما أبداً به هذه السلسلة من هؤلاء الأعلام العالم الرباني المجاهد: عبد الله بن المبارك الحنظلي، ولد سنة118هـ وتوفي 181هـ قال الإمام الذهبي: ( ... الإمام شيخ الإسلام عالم زمانه وأمير الأتقياء في وقته) وقال سفيان بن عيينة: نظرت في أمر الصحابة وأمر ابن المبارك فما رأيت لهم عليه فضل إلا بصحبتهم النبي وغزوهم معه. وقال عبد الرحمن بن المهدي: ما رأيت أنصح لهذه الأمة من عبد الله بن المبارك الحنظلي. فكانت حياة ابن المبارك كلها جهاداً في سبيل الله بنفسه وماله وعلمه. فكان - رحمه الله - يرابط في الثغور كثيراً، يحج عاماً ويغزو عاماً، وما نزل بلداً في رحلته لطلب العلم ثم سمع منادي الجهاد إلا تجهز وخرج للغزو. وكان - رحمه الله - يدعو إلى الجهاد ويحث الناس عليه لنصرة دين الله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا. كما كان ينعي على النساك القاعدين عن الجهاد كسلهم وخمولهم وسوء فهمهم لمعنى العبادة، فهو يقول: أيها الناسك الذي لبس الصو ف وأضحى يُعد في العباد الزم الثغر والتعبــد فيه ليـس بغداد مسكن الزهاد إن بغداد للملوك مَحَل منـــاخ للقارئ الصياد وها هو يراسل الفضيل بن عياض من ثغر من الثغور :
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعبُ من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضبُ أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعبُ ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب فلما قرأه الفضيل ذرفت عيناه ثم قال : صدق أبو عبد الرحمن ونصح. وكان ابن المبارك فارساً شجاعاً ذا خبرة في فنون القتال والمبارزة مع حرصه أن لا يُرى موقعه من القتال، كل ذلك ورعاً وحسبة لله (سبحانه وتعالى) . وأخرج الذهبي بإسناده إلى محمد بن المثنى الزمِن قال : حدثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك ومعمر بن سليمان - بطرسوس - فصاح الناس : النفير، النفير؛ فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف الجمعان، خرج علج رومي فطلب البراز فخرج إليه رجل فشد العلج عليه فقتله ... حتى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد ، فالتفت إلى ابن المبارك، فقال: يا فلان إن قُتلت فافعل كذا وكذا، ثم حرك دابته وبرز للعلج فعالج معه ساعة ، فقتل العلج ، وطلب المبارزة ، فبرز له علج آخر فقتله ، حتى قتل ستة علوج وطلب المبارزة، فكأنهم كاعوا - أي جبنوا - عنه، فضرب دابته وطرد بين الصفين، ثم غاب، فلم نشعر بشيء، فإذا أنا به في الموضع الذي كان، فقال لي: يا عبد الله! لئن حدثت بهذا أحداً وأنا حي... فذكر كلمة ...!!. قال صاحب مفتاح السعادة: كان ابن المبارك يقضي جل وقته في الجهاد في سبيل الله، وكان يقاتل ويبلي بلاءً حسناً، فإذا جاء وقت القسمة غاب، فقيل له في ذلك، فقال: يعرفني الذي أقاتل له. هكذا تكون النية في الجهاد، إنه لأجل إعلاء كلمة الله وابتغاء مرضاته - سبحانه وتعالى - لا لمنصب ولا لجاه ولا لمال، إنما يكون الجهاد لنشر دين الله بين الناس، وإقامة العدل في الأرض بتحكيم الكتاب والسنة، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، لا لمجرد تسلُّم السلطة لذاتها، ولا من أجل تغلب حزب على حزب أو فئة على فئة.
منقول من مجلة البيان بتصرف واختصار يتبع إن شاء الله السلسلة طويلة
j`;dv ohw gguglhx " sgsgm hgHzlm hgl[hi]dk hg`dk `f,h uk pdhq hg]dk"
|
| |