07 / 11 / 2008, 36 : 12 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فضيلة الشيخ : لقد تألمنا كثيراً بغيابك عنا ، فنرجو أن لا تقطع تواصلك عنا ، وجزاكم الله خيراً . ؟؟؟ الجواب : بسم الله . الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد : فالله يعلم أننا نحبكم كما تحبون ، ويعلم الله كم يحصل في النفس من شوق وحب للقائك ، والله إني لآتي في مشقة السفر وعناء السفر ، والله يعلم أنه يزول جميع ما بي حين أراكم ، وأسأل الله بعزته وجلاله وأسمائه الحسنى وصفاته العلى كما جمعنا في هذا البيت الطيب الطاهر المبارك أن يجمعنا في دار كرامته ، وأن يجعل هذه اللقاءات وهذه الدروس أن يجعل كل لقاء منها اجتماعاً مرحوماً ، ويجعل تفرّقنا من بعده تفرقاً معصوماً ، وأن لا يجعل فينا ولا منا ولا معنا أبداً شقياً ولا محروماً ، ووالله ، إنه ليصيب الإنسان الهم والغم ، ويجد من لأوى الفتن والمحن ما الله به عليم ، ولم يبق سلوة إلا بذكر الله ، والجلوس مع الأحبة والإخوان في الله ، وأسأل الله العظيم أن يديم هذا التواصل ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وخير ما أوصي به إرادة وجه الله العظيم ، فإن الدنيا فانية ، وكم من أحبة اجتمعوا وآل اجتماعهم إلى افتراق ، وكم من أحبة تواصلوا وآلت صلتهم إلى فرقة وشتات ؛ لأنها لم تقم على ذكر الله ، ولم تقم على الحب في الله ، والتواصل في ذات الله ، ولقد وجبت محبة الله للمتزاورين فيه ، والمتحابين فيه ، والمتجالسين فيه ، وتأذّن الله لمن جلس مجلس ذكر لله ، وفي الله أن تغشاه السكينة ، وأن تتنزّل على هذه المجالس الرحمة ، وأن يذكرها الله فيمن عنده . ومن الوصية أو مما ينبغي أن يتواصى به كذلك شكر الله على نعمه ، فإن الله -U- اختار الدنيا لمن أَحبّ وكره ، ومن أراد الدنيا صرفه الله للدنيا ، وفتح له من أبوابها وخيراتها وفتنها ، حتى لا يبالي به في أي أوديتها هلك -نسأل الله السلامة والعافية- ولكن لا يعطي الدين إلا لمن أّحبّ ، ومن أعظم الدين وأجلّه وأزكاه وأنفعه العلم النافع ، والجلوس في حلق الذكر ، وغشيان حلق العلماء ، وحبهم ، والتواصل معهم ، وتكثير سواد مجالس الذكر لله ، وفي الله ، لا رياء ، ولا سمعة ، ولكن لمرضات الله-U- فمما يوصى طلاب العلم شكر الله على نعمه ، وحمده سبحانه ، كل مجلس يمر عليك احمد الله على فضله ، وقل الحمد لله أنه لم يمر عليك هذا المجلس وأنت في صخب الدنيا ولغطها ، الحمد لله أنه لم يمر عليك هذا المجلس وأنت في لهوها وفتنها ، الحمد لله أن الله اصطفاك واجتباك ، وما يدريك فلعلك أن تقوم من المجلس قد تبدّل سيئاتك حسنات ، وما يدريك أنك بإخلاصك وإرادتك لوجه الله أن الله يكثر منك هذه النية الخالصة ، فيغفر لك ما تقدم من ذنبك ، وثبت في الحديث الصحيح عن النبي-r- أن الله غفر لعبد خطّاء كثير الذنوب مر على مجلس ذكر ، وجلس مع الصالحين في ذكر الله-Y- . فنسأل الله العظيم أن يعيننا على هذا الخير ، وأن يُوزِعنا ، وأن يوفقنا بشكر نعمه ، فإن من شكر الله زاده ، وإذا زاد الله العبد في نعمته بارك له فيها . ومما يوصى به الأحبة في مثل هذه المجالس : إتْباع العلم العمل ، أن يحرص الإنسان على العمل بهذا العلم ، وتطبيقه ، والحرص على السُّنة وهدي النبي-r- ، فما تتعلم شيء إلا عملت به ، ودللت الناس عليه . ومما يوصى به أو نتواصى به حب الخير للمسلمين بنشر هذا العلم ، وتكون قلوبنا مليئة بحب الخير لإخواننا المسلمين ، فنتعلم هذا العلم ، ونشهد الله من الآن أننا لا نريد به علوا في الأرض ولا فسادا ، وإنما نريد به وجه الله ، وما عند الله من نفع المسلمين بدلالتهم على الخير ، ومن نوى الخير بلّغه الله ، من نوى الخير فإن الله-U- تأذن له بأحد أمرين : إما أن يمتّع عينه ويقرّها في الدنيا قبل الآخرة برؤية الخير الذي نواه ، فإذا نويت من الآن أن تحمل هذا العلم للأمة فتهدي ويهدى بك ، وتدل الناس على الخير ليأتينّ يوم يقر الله عينك بما نويت من الخير ، وهذا نشهد لله ، ولا نزكّي أنفسنا في طلبنا للعلم ، فما وجدنا الله إلا وفيا لعباده ، ومن أوفى بعهده من الله ، والله-تعالى- يقول : { وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ } فالله مع عباده ، وخاصةً أولياءه من أهل العلم ، وطلاب العلم ، فيحرص الإنسان أن تكون نيته نفع أبناء المسلمين ، وأن لا يبخل بهذا العلم على الناس ، وأنه يريد دلالة الناس على الخير ، فإما أن يبلّغك الله فترى بأم عينك أثر هذه النية الصالحة ، ويأتي اليوم الذي تنعم فيه عينك بحمل العلم عنك ، والله قد بلّغك أن تؤتمن على وحيه ، فترضى الناس بقولك ، ويأتمنون بفتواك ، يأتمرون بأمرك ، وينتهون بنهيك ؛ لأن الله هو الذي يقلّب القلوب ، وهو الذي يثبّت القلوب ، فإذا علم الله منك النية الصالحة قلّب القلوب على حبّك ، والثقة بما تقول ، والناس يشترون السمعة بالأموال وبالملايين ، والله تعالى زكّى أهل العلم ، ووضع لهم من الحب والود في قلوب عباده ما لو بذلوا له أموال الدنيا ما استطاعوا أن يصلوا إليه ، وهذا كله بفضل الله ، فهذا الأمر الأوّل إن نويت الخير . وإما أن يبلّغك الله الأجر بنيتك ، فقد يصرف الله عنك أن تبتلى بالعلم لحكمته ، وعلمه-سبحانه- ، فيبلّغك أجر العلم وأجر ما نويت من نشر العلم بنيتك ، فالإنسان عليه أن يجعل من مجالس الذكر هذه عونا على طاعة الله ، وعوناً على محبة الله ، والدنيا فانية ، وكم جلسنا مع علماء قرّت عيوننا برؤيتهم ، فأمسينا وأصبحنا كأن لم يكن شيء ، وسيأتي يوم لا يرى الإنسان فيه من يرى ، كأن شيئا لم يكن إذا انقضى ، وما مضى مما مضى فقد مضى. الحرص على اغتنام العلم ، واغتنام وجود العلماء ، وحلق الذكر ، والحرص على الجد والاجتهاد ، لا يأتي الإنسان إلى مجالس الذكر لكي يقضي وقته ، لا ، إنما يأتي لكي يَعْلم ، ويعمل ، ويُعلِّم ، ويحس أنها أمانة ثقيلة ، وأن الله معينه ومسدّده ، ووالله ، ثم والله ، ما صدقت مع الله إلا صدق الله معك ، وليفتحنّ الله لك من أبواب الخير وأبواب الرحمة ما لم يخطر لك على بال ، فإن أساس هذا الدين قائم على الكتاب والسُّنة ، وأساس الملة قائمة على كتاب الله وسنة النبي-r- فهذا هو الدين ، والوحي الذي أوحى الله إلى نبيه ، فإذا تجرّد طلاب العلم لحمله وصدقوا مع الله صدق الله معه ، وجعل فيهم الخير للأمة ، ونفع بهم الإسلام والمسلمين ، ووالله ، ما حملت علما صادقا تريد به وجه الله إلا بلّغه الله عنك كما بلّغ الليل والنهار ، والله-U- على كل شيء قدير ، وإنما المهم هذه القلوب التي تتقلب على العبد آناء الليل وأطراف النهار ، وكان السلف لا يشتكون من شيء مثل قلوبهم ، وقال سفيان -رحمه الله- : ما رأيت مثل قلبي ، وفي رواية : ما رأيت مثل نيتي إنها تتقلّب عليّ ، فالمهم أن طالب العلم دائما يحرص على أنه يحس ويستشعر قيمة هذا العلم ، وأن الله-U- لا ينظر إلى عبده على كمال وجلال مثل ما ينظر إليه وهو عالم عامل قائم بحجة الله-U- على خلقه ، فهؤلاء هم ورثة الرسل ، وورثة الأنبياء ، ولم يورّث الأنبياء دينارا ولا درهما ، وإنما ورّثوا العلم ، فيشهد الله أن هذا التواصل نريد به وجه الله ، ولا نزكّي أنفسنا على الله ، ولكن نتمنى لطلاب العلم ، ونحب لهم ما نحب لأنفسنا من الإحساس بهذه النعمة ، والحرص على ضبط هذا العلم ، وكل طالب علم شعر أن هذا العلم عزيز ، وأعطاه ما ينبغي أن يعطاه من الإجلال والمحبة فإنه سينفعه الله به عاجلاً أو آجلاً ، فإن الرجل إذا رأيته يعطى الشيء العزيز وهو يشعر بعزته يحتضنه ويكتنفه ، وكم من أنفس ذهبت دفاعا عن الأموال لما عزّت الأموال على أصحابها ، وكم من أنفس ذهبت دفاعا عن الأعراض لعزّة الأعراض على أهلها ، فإذا عزّ العلم على أهله وعزّ العلم عند أصحابه بذلوا له ما ينبغي أن يبذل . نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا ، وأن يسددنا ، ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العلم حجة لنا ، وأن لا يجعله حجة علينا ، وأن يغفر لنا ولكم ما يكون فيه من الزلل والخطأ . إنه ولي ذلك والقادر عليه
lahuv hgpkdk ,hga,r fdk hguhgl ,'ghfi>>> hgado lpl] hglojhv hgakrd'd kl,`[hW>>
|
| |