الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 731 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
10 / 11 / 2021, 00 : 12 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فمن المعلوم أن الله أنزل القرآن على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم لهدف هو من أسمى الأهداف، ولغاية هي من أشرف الغايات، ألا وهي هداية الناس أجمعين، وإخراجهم مما هم فيه من الظلمات إلى النور، وليرشدهم إلى العقائد الصحيحة والأخلاق الفاضلة، والعلوم النافعة التي تحفظهم من مزالق الشهوات والشبهات، فيعمروا الأرض وينشروا الخير، ويبنوا العمران، وتتحقق فيهم الخلافة الصالحة. ولم يختلف المسلمون من الرعيل الأول في هذه الحقيقة الناصعة، فقد حدَّدوا الغاية التي من أجلها أُنزل القرآن، وأخذوا يتلونه ويدرسونه، ويبحثون عن مكنون كنوزه وعلومه، واستخراج ما فيه من علوم وحكم وآداب؛ ولذا أثر القرآن في حياتهم تأثيرًا واضحًا جليًّا، ظهر أثره على أخلاقهم، وسلوكهم، وعلومهم، وفهومهم، حتى أعطاهم الله سعادة الدنيا قبل سعادة الآخرة، ووصلت الأمة الإسلامية في عهدهم إلى أوج قوتها، ومجدها، ورفعتها، وما زالت آثار تلك الحضارة الممتدة إلى اليوم تشهد بعلوِّ كعبهم وتفوقه، بدليل قيام جامعات غربية على أساس ما بنَوْه وأسسوه من علوم ونظريات. إلا أن المسلمين في عصورنا أعرضوا عن هداية القرآن وحقيقة ما أنزل لأجله، وأخذوا يستخدمونه لأغراض لا تمت له بصلة، وشاعت فكرة تقديس القرآن واحترامه من جهات ضيقة، قد لا تكون لها صلة بقواعد الشريعة الغراء، حتى وصلوا إلى ما هم فيه اليوم من ضياع وتفرق، وانحلال وتكالب الأعداء من كل صوب وحدب، ينهبون خيراتهم، ويسلبون بلادَهم الواحدة تلو الأخرى، ولا شك أن هناك أسبابًا أدت إلى ذلك، وهو ما سنبحثه ونوضحه في تلك السطور القليلة، والكلمات اليسيرة؛ عسى أن يكون باعثًا ذلك على النهوض من جديد لأجل الاهتداء بنور القرآن، والاستضاءة بآياته، ومن ثم العمل به، وتطبيقه على مستوى الأفراد والجماعات، وبالله التوفيق. ومن تلك الأسباب ما يلي: أولًا: اعتقاد المسلم أنه غير مخاطب بالقرآن: وهو من أعظم البليَّات والمصائب، وسبب هذا الاعتقاد الفاسد ما يردِّده بعض العلماء من أن بعض الآيات كآيات التنديد بالمشركين، وعباداتهم لها، وما يرتكبونه من بدع وانحرافات: أنها خاصة بمن نزلت بهم لا تتجاوز غيرهم، نعم هناك آيات خاصة، لكن من الخطأ الفاضح أن يُفهَم من هذا الكلام ما يفصل المسلمين عن كتاب ربهم، حتى يصير كلُّ وعيد نزل باليهود والنصارى والمشركين منصرفًا إليهم لا يتناول غيرهم، فيفقد المسلمون حينئذٍ الاعتبار والاهتداء بالقرآن؛ ولهذا نرى المسلمين لا يتعظون بالقرآن وأحكامه ووعيده وتخويفه، ويحسبون أن كل من تلفَّظ بكلمة التوحيد، وحرَّك بها لسانه من غير قيام بحقوقها كافية لنجاته من عذاب الآخرة، ولو مارَسَ الشرك الجليَّ كعبادة القبور والتوسل بالأموات، ويضاف إلى هذا السببِ وجودُ أدعياء العلم من أهل التقليد، والذين لم يستضيئوا بنور العلم، والذين حالوا بين المسلمين وبين كتاب ربهم، حيث يقول هؤلاء: إنه لا يمكن لأحد أن يفهم القرآن إلا العلماء الفطاحل من أهل اللغة والدين، بل إن الذين يفهمونه ويفسرون كلامه انقرضوا، وذهب زمانهم، ولن يخلفهم أحد؛ لما لهم من الصفات العلمية كالإحاطة بالعلوم والفنون؛ كمعرفة الناسخ من المنسوخ، والمكي من المدني إلى غير ذلك مما موجود في مظانه، فيبقى المسلم حينئذٍ حائرًا محرومًا من هداية القرآن ونوره، فإذا قرأ مثلًا قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأعراف: 194]، وقوله تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، وقوله: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22]. وغير ذلك من الآيات المحذِّرة من الشرك، المنددة بهم، قال له هؤلاء: إنها خاصة بالمشركين في عهد التنزيل، وأوهموهم أن المشركين إنما كانوا يعبدون الحجارة المنحوتة من الحجر، وأن هذا هو الشرك الذي لا يغفره الله، أما دعاء الصالحين وطلب الغوث من جنابهم، والالتجاء إليهم، فليس من هذا ولا قريبًا منه، ويُفهِمون العوام بل وطلاب العلم أن التوحيد المطلوب هو الاعتقاد بوجود الرب - وهو نفسه الذي أقر به المشركون -، فلو أقر المسلم بهذا التوحيد، ولو كان يدعو غير الله من نبيٍّ، أو ولي، أو صالح، فهو مؤمن مستحق لدخول الجنان، ومزاحمة السابقين مع الحسان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثانيًا: التقليد وعدم الاستقلالية في فهم القرآن: والتقليد الأعمى يصدُّ عن سبيل الله، ويؤدي إلى هجر القرآن والعمل به، والسبب كما أسلفنا هو وجود بعض الرؤساء المقلدين في عصرنا ممن حرَّموا على المسلمين الاهتداء مباشرة بالقرآن، والاستدلال به، إلا وفق شروط تعجيزية من الإحاطة بجميع العلوم، حتى قال قائلهم: (من قال: إني أعمل بالكتاب والسنة، فهو زنديق)[1]، وليس هذا فحسب، بل الأعجب أن أصبح هؤلاء يحاربون كلَّ من يدعو إلى القرآن؛ لئلا تتوجه الأمَّة إلى الله، وتعرف الحق من غير طريقهم، فيفقدوا مراكزهم وسلطانهم، وبعض ما يصل إلى جيوبهم من دراهمَ معدودة. نعم، لا نريد من الناس أن يكونوا كالشافعي وأبي حنيفة وأحمد والثوري والطبري رحمهم الله تعالى، لكن نريد من المسلمين أن يتدبَّروا كتاب ربهم كلٌّ حسب طاقته، ومبلغ علمه، فيعملوا به في حياتهم، وألا يؤْثروا كلامَ غيره عليه، وأن يتعود المسلم على الاستقلالية في فهم المعنى بما يملكه من معلومات صحيحة عن الإسلام، ومعاني العقيدة ولو إجمالًا، ومحاولة دراسة الواقع على ضوء القرآن وسنة الله في خلقه، والاستفادة من معالم القرآن في الحياة العملية؛ لئلا يضل عن الطريق وينحرف عن الجادة، ومن كان أميًّا لا يُحسِن القراءة فإنه يطلب من يقرأ له القرآن ليُفهِمَه الواجب عليه فيعمل به، هذا هو السبيل الذي يعرف المسلمون به عقيدتَهم، ويمنحهم الحياة الطيبة الكريمة السعيدة؛ قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]. ثالثًا: التكبر واتباع الهوى: التكبر هو غَمْطُ الحق، وعدم الخضوع له، وهو جرثومة من شأنها أن تمنع صاحبها من رؤية الحق، والانصياع له، ولو كان واضحًا وضوح الشمس، وقد بيَّن الله بأن جزاء المتكبرين أن يصرف عنهم النظر والاستلال عن الحق؛ لعدم انتفاعهم به؛ قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146]. والغفلة هي الغفلة المطبوعة المانعة من أسباب العلم لا العارضة، فهؤلاء غافلون عن الآيات الكونية والشرعية، لا يعطونها حقَّها من التدبر والتأمل؛ وذلك لانشغالهم عنها بالأهواء المضلة، والتعصب الأعمى المقيت لمن يقلدونه، وقد يسلب الله عن المتكبر المتبِعِ لهواه ما عنده من الآيات ولو كان حافظًا لها، عالمًا بقواعدها وإحكامها، قادرًا على بيانها، إلا أنه لم يعمل بعلمه؛ بسبب إعراضه عن الهدى، والنظر المؤدي إليه قال تعالى:﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 175، 176]. رابعًا: التشدد في إقامة الحروف ومخارجها: إلى الحد الذي يصرف عن فهم القرآن وتدبُّر معانيه، وقراءة الألفاظ، وإخراج الحروف من مخارجها وحده لا يكفي في حصول الهداية بالقرآن، ما لم يقترن به الإذعان والتصديق والعمل؛ لأن الفهم من باب التصور، وهو خيال، ما لم يتفاعل معه المسلم، وقد سمعنا من يجيد القراءة بالأحكام وضبط الحروف، ويجعل أمر العباد وشؤونهم إلى أصحاب القبور من أولياء وصالحين، فكيف لمثله أن يحصل له هداية؟! نسأل الله السلامة! دفع شبه: نقل العلامة ابن الجوزي رحمه الله بسنده إلى عبدالله ابن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: سمعت أبي يقول: رأيت ربَّ العزة عز وجل في المنام، فقلت: يا رب ما أفضل ما يتقرب به إليك المتقربون؟ فقال: كلامي يا أحمد، قال: قلت: بفهم أو بغير فهم؟ فقال: بفهم وبغير فهم)[2]. وهي تدل بظاهرها على أن الفهم غير شرط في تلاوة كتاب الله، فنقول في توضيح رؤيا الإمام ما يلي: 1- قد اختلف العلماء في رؤية الله في المنام، والراجح أنه يُرى مثالًا لا حقيقة، فيراه المؤمن حسب إيمانه وتقواه، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام[3]، وذكره في مواضع عدة من كتبه وفتاويه لا مجال لذكرها في هذه العجالة. 2- قوله: "بفهم أو بغير فهم" يخالف ما جاء في الآيات الدالة في وجوب تدبر القرآن، وأن المقصود من التلاوة الفهمُ والعمل؛ قال الله جل جلاله: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، وهذا يدل على أن الثمرة المقصودة من التلاوة هي الفهم، والذي يؤدي إلى العمل لأنه فرع عنه، قال بعض السلف: (أُنزِل هذا القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملًا)[4]. وهو يدل على أن التلاوة بفهم وتدبُّر أعظم بكثير من تلاوة بغير فهم، بل بينهما درجات. 3- رؤيا الإمام أحمد تخالف روايته، وقد تقرَّر في علم الحديث أن العبرة بما يرويه الراوي لا بما يراه أو يعمل به، فقد يرى خلاف ما يرويه نسيانًا أو خطأً، أو يتأول، فهو غير معصوم، والله تعبَّدنا باتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا إذا كان رأيًا فكيف إذا كان رؤيا منام؟ ومن المعلوم أن رؤيا المنام لا ينبني عليها حكم شرعي؛ لأن الأحكام مصدرها القرآن والسنة، وإجماع السلف رضي الله عنهم. 4- قد يقول قائل: إنها رؤيا الإمام أحمد إمام أهل السُّنة، وهي ليست عابرة، فنقول ما قاله سيد العقلاء علي بن أبي طالب: (الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله)، وهو الذي من أجله جاهد الإمام أحمد، وتحمَّل أنواع البلاء والفتن، وأوذي في سبيل ذلك حتى رفع الله به لواء السُّنة. وأخيرًا فعلى تقدير صحة الرؤيا فنقول: قوله: "بفهم أو بغير فهم" قد لا ينافي حصول ثواب التلاوة، وإن لم يفهم القارئ المعنى، لكن أين ذلك من القراءة المترسلة التي يقف عندها القارئ ويتدبر معاني القرآن، ومواعظه، وأحكامه، ووعده ووعيده؟[5]. بدع تمنع الاهتداء بالقرآن: كلما امتدَّ الزمان، وبعد الناس عن آثار النبوة والرسالة، قلَّ العلم، وفشا الجهل، وظهرت البدع والخرافات، يقول صلى الله عليه وسلم(إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسا جهالًا، فسُئلوا، فأفتَوا بغير علم فضَلُّوا وأضَلوا))[6]، ولا يقاوم البدع ويرد على أهلها إلا العلماءُ، فإذا اختفى العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر، وبسبب ذلك انتشرت في دنيا المسلمين بدعٌ وضلالات صرفتهم عن الاهتداء بالقرآن، والانتفاع من آياته ونوره، وأبعدتهم عن فهم معانيه وتدبر آياته والعمل بأحكامه. فمن تلك البدع ما يلي: 1- التخوف من تفسير القرآن:قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]؛أي: متذكر ومتعظ به، والله أنزل القرآن هداية لجميع الناس، ويسَّر لهم فهمه والعمل به، فمن هو في البادية يفهم منه ما يمكنه العمل به، وكذا من هو بين القصور والأبراج، وهؤلاء يتحرج أحدهم من تفسير آية وإن كان حافظًا لمعناها، وإن كان قارئًا لتفسيرها مرات، وإن جاء أحدهم يسألهم عن تفسير آية زجروه بشدة ونهروه، والأعظم من ذلك أنهم يقرؤون عليهم من الحواشي والمتون للمتأخرين من العلماء والفقهاء وشروحاتهم وتعليقاتهم، وهي على بعدها من نور النبوة، وعدم فائدتها الكبيرة للحقائق الإيمانية، والمطالب الإلهية، لا ينتفعون منها بشيء، وبسببها هجر المسلمون تعاليم القرآن السامية، وما يدعو إليه من الأخلاق والفضائل التي رفعت أمتنا الإسلامية إلى أوج عزها ومجدها، وبسبب هذا الهجر وصلنا إلى ما نحن عليه من ضياع وتفرق. حكاية مكذوبة عن الامام السيوطي رحمه الله: ذكر عن السيوطي صاحب تفسير (الدر المنثور في التفسير بالمأثور): أنه كان إذا أراد أن يفسر آية من كتاب الله خرج إلى الجبل ففسرها خوفًا من الخطأ، ومخافة أن يناله غضب ينزل عليه وعلى أهل البلد، قال صاحب كتاب (السنن والمبتدعات) تعليقًا على الحكاية: كلام باطل لا أصل له ألبتة، وما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان؛ ليصدهم عن سبيل الله، وقد قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17][7]. 2- قراءة الفاتحة بنفس واحد: قد جاء النهي عن الإسراع في القراءة؛ لأنه يمنع التدبر والاهتداء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في كل سبع))، فقال: ليتني قبلت رخصة رسول الله؛ وذلك أني كبرت وضعفت، وفي رواية لأبي داود أنه قال: ((اقرأ القرآن في ثلاث))[8]. وهذا الأمر لا يشرع الاقتداء به؛ يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (فإذا كان من يقرؤه في ثلاث أحيانًا قد يفهمه، حصل مقصود الحديث، ولا يلزم إذا شرع فعل ذلك أحيانًا لبعض الناس أن تكون المداومة عليه مستحبة؛ ولهذا لم يعلم من الصحابة على عهده من داوم على ذلك؛ أعني قرأه فيما دون سبع؛ ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله يقرؤه في كل سبع). وقد نقل النووي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه ختَم في كل ليلة ختمة، وبعضهم في كل ليلة ختمتين، ونقل عن السيد ابن الكاتب الصولي رحمه الله أنه ختم ثماني ختمات: في الليل أربعًا، وفي النهار أربعًا، وهذا يُحمَل على ما مع كل واحد منهم من قرآن، أو يُحمل على المبالغة، أو يكون من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء؛ ولهذا قال النووي بعد ذكر الخلاف في عدة الختم: (والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر بدقيق الفكر لطائف ومعارف، فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولًا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين، ومصالح المسلمين العامة، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة)[9]. أما تلاوة الفاتحة بنفس واحد، فهو مع أنه خلاف السنة فهو يمنع من تدبر السورة، وهي عادة بعض قراء زماننا، حيث تراهم يتنافسون في سباق محموم في عدم أخذ النفس أثناء تلاوة القرآن أمام الجمهور؛ ليقولوا عنه: إنه متمكن في تلاوته، وله عرب صوتية، وإنه أفضل من ذاك المقرئ، وهذا يعيب على ذلك، وآخر يعيب على فلان، والأمر لله الديان. 3- قراءة القرآن بأصوات الغناء: جاء في الحديث: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتِها، وإيَّاكم ولحون أهل الفِسْق وأهل الكِتابين، وسيجيءُ قومٌ من بعدي يرجِّعون القُرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنَّوح، لا يجاوز حناجرَهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم))[10]. قال السخاوي رحمه الله في جمال القراء: "ومما ابتدع الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء، وهي التي أخبر بها رسول الله أنها ستكون بعده، وقد قال رسول الله في هؤلاء[11]: ((مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم))، وابتدعوا أيضًا ما سموه الترعيد، وهو: أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد أو ألم، وقد يخلطه بشيء من ألحان الغناء، وآخر سموه الترقيص، وهو أن يروم السكوت على الساكن، ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدْو أو هرولة، وآخر يسمى التطريب، وهو أن يترنم بالقرآن ويتنغم به، فيمد في غير مواضع المد، ويزيد في المد على ما ينبغي لأجل التطريب، فيأتي بما لا تجيزه العربية، ونوع آخر يسمى التحزين، وهو أن يترك طباعه وعادته في التلاوة، فيأتي بالتلاوة على وجه آخر، كأنه حزين يكاد يبكي، مع خشوع وخضوع، ولا يأخذ بذلك الشيوخ؛ لما فيه من الرياء"[12]. وهذا الأخير إن كان خشوعًا فهو حسن، إلا أن الممنوع منه كما أشار السخاوي التكلف وقصد الرياء، ومن البدع ما يفعله الجهال من العوام في حفلات المآتم والختمات عندما يسمعون قارئ القرآن، فإنهم لا يفقهون شيئًا مما يتلى، بل يصيحون ويزعقون، وأحيانًا يتكلمون بما يخالف الشرع، والإثم يقع على هؤلاء القراء، فإن بعضهم يقرؤه لأجل حطام الدنيا، ولا يصدر منهم أيُّ إنكار لما يرونه ويسمعونه خوفًا على جاههم ومركزهم، يقول صاحب السنن والمبتدعات: (وقولهم لقارئ القرآن: كمان كمان ياستاذ هيه هيه يفتح عليك، حرمه الله؛ يقول سبحانه: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]، والحق أنهم لم يتذوقوا ألفاظ القرآن؛ لأنهم لم يفقهوا له معنى، بل ما كانت إلا من حسن نغمة القارئ، والدليل أنه لو قرأ قارئ ليس حسن الصوت، وقرأ السورة بعينها التي كانت تتلى عليهم، لانفضوا من حوله ساهين لاغين له، ولمن جاء به، قائلين: جايب لنا فقي حسه زي حي البوابور؟!)[13]. طريقة الاهتداء بالقرآن: وما دمنا تطرقنا إلى موانع الاهتداء بالقرآن، فلا بد من الإشارة ولو إجمالًا إلى ما يعين على الاهتداء بالقرآن، وهناك أمور مُعِينَةٌ على الاهتداء بالقرآن والاستضاءة بنوره، منها: إعمال العقل في تفهم معانيه: ولا شك أن القرآن الكريم حوى علومًا وفهومًا، وجاء بهدايات تامة تفي بحاجة البشرية، ويكفي أن تستعرض مقاصد القرآن التي رمى إليها، وما دعا إليه من رحمة وهداية؛ ولذلك حث القرآن المسلمين عمومًا على قراءة القرآن ودراسته، وتعقله والرجوع إليه في كل أمر؛ ليتحقق لهم العلم النافع، والعمل الصالح الذي يحفظهم من مزالق الشهوات والشبهات، وليصل بهم إلى هداية خلق الإيمان في القلب الذي هو منحة ربانية، وكل ذلك لا يتم إلا من خلال إعمال العقل، وعدم إهماله في التفكر، ومن ذلك دراسة القرآن وآياته على ضوء ما توصل إليه العلم الحديث من تطور في شتى المجالات العلمية، فهذا من شأنه أن يرتقي بإيمان المسلم، ويقوي من يقينه بصدق ما جاء به الله، ويكفي من أهمية إعمال العقل في القرآن أن مادة (عقل) وردت في القرآن خمسين مرة أو يزيد؛ للدلالة على أهمية فهم القرآن في بناء شخصية المسلم. الاستماع إلى التلاوة: ولا سيما من حسن الصوت، فإنه أبلغ في التأثير من مجرد قراءة المرء لنفسه، وقد روي عن ابن مسعود أنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليَّ))، قلت: أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ قال: ((فإني أحب أن أسمعه من غيري))، فقرأت عليه سورة النساء، حتى بلغتُ: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، قال: ((أمسك))، فإذا عيناه تذرفان[14]. وقد مدح الله سبحانه أهل السماع للقرآن؛ لما يحصل لهم من زيادة الإيمان، واقشعرار الجلد، ودمع العين؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23]، وربما حصل بالسماع من حلاوة القرآن وكأنه لم يسمع الآية إلا هذه الساعة، يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: (وهذا أمر يجده المؤمن إذا تُليتْ عليه الآيات، زاد في قلبه بفهم القرآن ومعرفة معانيه من علم الإيمان ما لم يكن، حتى كأنه لم يسمع الآية إلا حينئذٍ، ويحصل في قلبه من الرغبة في الخير والرهبة من الشر ما لم يكن، فزاد علمه بالله ومحبته لطاعته، وهذه زيادة الإيمان، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173])[15]. ترديد الآية: وقد ذكر أهل العلم استحباب ذلك، وأوردوا فيه آثارًا صحيحة؛ يقول النووي رحمه الله في التبيان: (اعلم أن جماعات من السلف كانوا يطلبون من أصحاب الأصوات الحسنة أن يقرؤوا وهم يسمعون، هذا متفق على استحبابه)[16]، ثم ذكر بعض الأحاديث والآثار في فضل استحباب ترديد الآية، ومن ذلك ما رواه أبو ذر رضي الله عنه أنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم في آية يرددها حتى أصبح، وترديد الآية يفتح على المسلم مقصود الآية وتدبُّر معناها، ويرزقه الاهتداء بالقرآن والتمسك بعروته. النظر في المصحف: (وذلك أن العين تؤدي إلى النفس، وبين النفس والصدر حجاب، والقرآن في الصدر، فإذا قرأه عن ظهر قلب فإنما يسمع أذنه فتودعه إلى النفس، فإذا نظر في الخط كانت العين والأذن قد اشتركتا في الأداء، وذلك أدعى للأداء، وكان قد أخذت العين حظها كالأذن)[17]، وهذا التعليل يؤكده عمل الصحابة؛ كونهم كانوا يقرؤون من المصحف بعد جمعه، وقد بنى بعض العلماء على هذا الأساس أفضلية القراءة من المصحف على القراءة عن ظهر قلب، ومن المعاصرين من كان يخطر له خواطر وإشارات عن طريق التأمل والنظر في المصحف، فيأخذ في تفسيره وبيان معانيه، فينبهر الحاضرون من توقد ذكائه. رفع الصوت بالقراءة: وهذا إن لم يؤدِّ إلى التشويش على المصلين، أو إذا لم يخف الرياء على نفسه، ومن فوائد رفع الصوت: (أنه يوقظ القارئ، ويجمع همه إلى الفكر فيه، ويصرف سمعه إليه، ويطرد النوم، ويزيد في النشاط، ويوقظ غيره من نائم وغافل وينشطه)[18]، وقد جاء في الحديث: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيٍّ حسنِ الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به))[19]، وقد كان يسمع للصحابة في تلاوتهم للقرآن مثل دويِّ النحل في بيوتهم ليلًا؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريِّين بالليل حين يدخلون منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين ينزلون بالنهار))[20]. مراجعة تفسير الآية: وهذا السر في كون شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان إذا أشكل عليه معرفة تفسير آية، أو أشكل عليه معناها على وجه التحديد يستغفر الله ألف مرة، ثم يذهب إلى المقابر المهجورة، ويراجع التفاسير لأئمة العلم، ويتضرع إلى الله، ويطلب منه المزيد من الفهم والعلم يقول: (ربما طالعت على الآية مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلِّم إبراهيم علِّمني)، ولقد كان ذلك له أبلغ الأثر في أن فتح الله على الشيخ معاني القرآن، وهو في محبسه الأخير يقول: (قد فتح الله عليَّ في هذا الحصن في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم أشياء، كان أكثر العلماء يتمنونها)[21]. أسأل الله أن يرزقنا تلاوة كتاب الله وفهمه والعمل به، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله أولًا وآخرًا كما يجب ويرضى، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وصفوة رسله، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] وانظر: ردَّ العلامة عبدالسلام الشقيري على هذه المقولة من كتابه القيِّم "السنن والمبتدعات"، ص94 - 95، الكتاب من نشر دار الكتب العلميَّة بيروت عام 1400 - 1980. [2] سير أعلام النبلاء ج11 ص 347، وكتاب مناقب الإمام أحمد؛ لابن الجوزي، فصل (المنامات والرؤى التي رئيت في الإمام). [3] مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5ص251 ج1ص169، ومجموع فتاوى ابن باز 6- 367. [4] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي؛ للإمام ابن القيم رحمه الله252. [5] انظر: كتاب مناقب الإمام أحمد بن حنبل؛ للعلامة ابن الجوزي رحمه الله، فصل منامات ورؤى للإمام رحمه الله. [6] الحديث رواه عن عبدالله بن عمرو بن العاص: البخاري في صحيحه الرقم: 100، ومسلم في صحيحه الرقم: 2673. [7] انظر السنن والمبتدعات؛ تأليف العلامة عبدالسلام، الكتاب من نشر دار الكتب العلميَّة بيروت عام 1400 - 1980. [8] رواه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص الرقم: 1975. [9] كتاب آداب حملة القرآن؛ للعلامة النووي رحمه الله ص60، تحقيق وتعليق محمد الحجار، طبع دار ابن حزم الطبعة الرابعة 1996. [10] الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 183، رقم 7223)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 540، رقم 2649) ومحمد بن نصر في قيام الليل كما في مختصره للمروزي (ص 219 رقم 147) بلفظ: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتِها، وإيَّاكم ولحون أهل الفِسْق وأهل الكِتابين، وسيجيءُ قومٌ من بعدي يرجِّعون القُرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنَّوح، لا يجاوز حناجرَهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم))؛ محمد بن نصر في الصلاة، وأبو نصر السجزي في الإبانة عن حذيفة. قال الهيثمي (7/ 169): فيه راوٍ لَم يسمَّ، وبقيَّة [يعني ابن الوليد] أحد الضعفاء المدلسين أيضًا. قال الذَّهبي في الميزان (2/ 313) والحافظ في اللسان (2/ 319): تفرَّد به بقيَّة ليس بمعتمد، والخبر منكر؛ فالحديث ضعيف، لا يصح ولا يحتج به. قال الشَّيخ الألباني: ضعيف. صحيح وضعيف الجامع الصغير(7/ 439). [11] ومن المراجع المهمَّة في باب بدع القرَّاء: فتاوى شيخ الإسلام 36، وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص 237 وما بعدها، والسنن والمبتدعات، وهو كتاب بديع في موضوعِه إلا أنَّ مؤلِّفه - رحمه الله - قاسٍ في ألفاظه، انظر ص 215 إلى ص 222، والقول المفيد للأخ محمد موسى نصر ص 70، وفي كتاب بغية المُريد فصل في بيان الأساليب الممنوعة في التلاوة ص 82. كتاب "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" للزَّيلعي الحنفي ج1 - 91، وبدع القرَّاء ص 12 - 15، وأضواء البيان للشنقيطي ج8 - 358. [12] من المراجع الهامَّة في الباب كتاب "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" للزَّيلعي الحنفي ج1 - 91، وبدع القرَّاء ص 12 - 15، وأضواء البيان للشنقيطي ج8 - 358. أحكام قراءة القُرآن الكريم للشَّيخ الحصري، ص 251، وما بعدها. [13] انظر السنن والمبتدعات، تأليف العلامة عبدالسلام الشقيري، والكتاب طبع عدة طبعات منها بمكتبة ابن تيمية بالقاهرة بتقديم الشيخ محمد حامد الفقي، وطبع بتصحيح محمد خليل هراس بمطبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان عام 1980، وهو كتاب نفيس في بيان البدع في الأذكار والدعوات، إضافة إلى اشتماله على فصول نافعة في التمسك بالكتاب والسنة والدعوة للجهاد في سبيل الله، وفيه خطب ومواعظ وأذكار، إلا أن أسلوبه اتسم بنوع من الحدة في بعض الأحيان في الرد على أهل البدع، وأهل مكة أدرى بشعابها. [14] رواه البخاري الرقم: 4582، ومسلم الرقم: 800 عن عبدالله بن مسعود. [15] انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، المجلد السابع، فصل (أن الإيمان المطلق يتناول جميع ما أمر الله به). [16] ذكر أهلُ العلم أنَّ ذلك مستحبٌّ، أورد النَّووي نصوصًا وآثارًا صحيحة في اسْتِحباب ترْديد الآي، ص 46؛ فليراجع ففيه الغُنية والكِفاية، واعلم - رعاك الله - أنَّ ترديد الآية مُعِين على الوصول إلى مقاصِدِها، وبه يفتح الله من ألْطافه وخزائنه ما يجلُّ عن الوصف، فلا ينبغي لمسلم أن يضيِّع هذه الصفْقة الرَّابِحة، وقد كتبتُ في الموضوع كتابًا صغيرًا عنوانه "البيان في تدبُّر القرآن". [17] تفسير القرطبي (1/ 28). [18] المصدر السابق ص 106. [19] رواه مسلم في صحيحه الرقم: 792، وانظر صحيح النسائي للشيخ الألباني رحمه الله الرقم: 1016، وصحيح أبي داود الرقم: 1473. [20] الراوي: أبو موسى الأشعري، البخاري الرقم: 4232، ومسلم الرقم: 2499. [21] انظر طبقات الحنابلة؛ لابن رجب الحنبلي رحمه الله ص 395 وما بعدها، وكتاب الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية؛ للحافظ عمر بن علي البزار رحمه الله، وكتاب العقود الدرية في مناقب ابن تيمية؛ لابن عبدالهادي رحمه الله. i]hdm hgrvNk: hgl,hku ,hgHsfhf | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 / 12 / 2021, 04 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018