الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 465 | المشاهدات | 115389 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
26 / 03 / 2021, 26 : 11 PM | المشاركة رقم: 381 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الآجالُ 1. ] :" تُقْطَعُ الآجالُ مِن شعبانَ إلى شعبانَ حتَّى إنَّ الرَّجلَ لِينكِحُ ويُولَدُ لهُ وقد أُخرِجَ اسمُه في المَوْتَى ". : نسبت روايته إلى : 1.] عثمان بن محمد بن المغيرة وإلى: 2. ] أبي هريرة؛ التخريج: 1. ] ابن كثير في تفسيره : [7 /232]؛ وقال الحديث: مرسل . 2.] ابن رجب في لطائف المعارف : [256]؛الحديث: مرسل 3. ] الشوكاني في فتح القدير : [4 /801]؛الحديث: غير صحيح 4. ] أخرجه الديلمي كما في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني [14 /256] 5. ] الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة – [6607]؛الحديث: منكر وجاء برواية : 2. ] :" ينسخُ اللهُ في أربعِ ليالٍ الآجالَ والأرزاقَ : في ليلةِ النصفِ من شعبانَ، والأضحى، والفطرِ، وليلةِ عرفةَ ". روته : عائشة أم المؤمنين؛ انظر الدارقطني - في لسان الميزان [ 1 /582]؛ الحديث: لا يصح". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
27 / 03 / 2021, 15 : 01 AM | المشاركة رقم: 382 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ليلة النصف من شعبان يستلزم الحديث عن ليلة النصف من شعبان تقديمه بمقدمتين؛ 1.] الأولىٰ منهما : تتحدث عن أيام الله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماؤه-، و 2.] الثانية : تتحدث عن الأخذ بالحديث الضعيف واعتماده في فضائل الأعمال . المقدمة الأولىٰ : 1.] ورد أثر رواه : محمد بن مسلمة: « إنَّ لِربِّكم - عزَّ وجلَّ - في أيَّامِ دهرِكم نَفَحاتٍ فتعرَّضوا لها؛ لعَلَّ أحَدَكم أنْ تُصيبَه منها نَفحةٌ لا يشقىٰ بعدَها أبدًا ». انظر: 1.) الطبراني في المعجم الأوسط: [3 /180]؛ الحديث: لا يروىٰ هذا الحديث عن محمد بن مسلمة إلا بهذا الإسناد تفرد به أحمد بن عبدة. 2.) وعنده في المعجم الأوسط: [6 /221]؛ 3.) وعند الهيثمي في مجمع الزوائد: [10 /234]؛ وقال الحديث: فيه مَن لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا. 4.) والألباني في ضعيف الجامع : [ 1917]؛ حكم علىٰ الحديث بـ الضعيف. وجاء برواية أبي هريرة :« إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها ». انظر: العراقي في : تخريج الإحياء : [1 /251] ؛ الحديث: إسناده مختلف فيه . بيد أن الحديث جاء بصيغة آخرىٰ مع إضافة؛ و الراوي هو مَن نال شرف خدمة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين -صلى الله عليه وآله وسلم- أنس بن مالك؛ وايضاً أبو هريرة " 1.] « اطلُبُوا الخيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رحمةِ اللهِ، فإِنَّ للهِ نفحاتٍ مِنْ رحمتِهِ، يُصيبُ بِها مَنْ يشاءُ مِنْ عبادِهِ »... و الإضافة « وسلُوا اللهَ تَعَالَىٰ أنْ يستُرَ عوْراتِكُم، و أنْ يُؤَمِّنَ رَوْعاتِكُم ». انظر : 1.) البغوي في شرح السنة: [ 3 /155]؛ والحديث: غريب؛ 2.) ابن عساكر في تاريخ دمشق: [ 24 /123]؛ والحديث: له متابعة؛ 3. ) السيوطي في الجامع الصغير: [ 1103]؛ والحديث: ضعيف؛ 4.) الألباني في ضعيف الجامع: [ 902]؛ وعنده في السلسلة الضعيفة: [2798]؛ وفي كليهما الحديث: ضعيف ". والحديث السابق جاءت بدايته بلفظة : « افعلوا... » بدلا من « اطلُبُوا... ». و رواه: أنس بن مالك انظر : 1.) الهيثمي في مجمع الزوائد: [ 10 /234]؛ والحديث: إسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسىٰ بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة " 2.) الألباني في السلسلة الصحيحة: [1890]؛ والحديث: حسن. كم جاء بلفظة ثالثة :« تعلَّموا .. » انظر : أبو نعيم في حلية الأولياء : [3 /190]؛ والحديث: غريب من حديث صفوان تفرد به عمرو عن يحيىٰ. فإذا اعتمدتُ ما حسنه الألباني في سلسلته الصحيحة فـأقول وأفعل بما رواه خادم خاتم الأنبياء رضوان الله تعالى عليه عن نبي المرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- « افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ، وسَلوا اللهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وأنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ». نفعل الخير كما يرضي ربنا تعالىٰ في سماه وتقدست اسماؤه طوال حياتنا... هذه هي المقدمة الأولىٰ .([1]) (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 13 شعبان 1442 هــ ~ 26 /03 /2021م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
27 / 03 / 2021, 20 : 01 AM | المشاركة رقم: 383 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح يجب أن ننتبه إلىٰ أن الإمام مسلم النيسابوري خرَّج حديثا عن عبدالله بن جابر : [1224] - وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً ، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ". [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. -**- فالساعة مبهمة .. لم تحدد! وهذا يعود لنشاط قائم الليل! | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
27 / 03 / 2021, 43 : 01 AM | المشاركة رقم: 384 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 1. ) كتب ابن تيمية ما قاله: أَحْمَدبْنِ حَنْبَلٍ:« إذَا جَاءَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَإِذَا جَاءَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ؛ وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ». 2.) وكتب النووي الشافعي يقول:": وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ : " ١. " الْمُرْسَلَ وَ " ٢. " الضَّعِيفَ وَ " ٣. " الْمَوْقُوفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَيُعْمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ". 3. ) وقال السيوطي الشافعي " الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُتَسَامَحُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ" 4. ) وقال صاحب المرقاة ؛ القاري (ملا علي: واظنه حنفي) :" أَنَّ الْقَاعِدَةَ الْمُقَرَّرَةَ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ لَا يُعْمَلُ بِهِ إِلَّا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " . 5. ) وقال محمد بن محمد بن عبدالرحمن الرعيني (الحطاب) ؛ المالكي :" وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ " . 5. 1. ) وقال ابن عابدين (الحنفي) :" [فَائِدَةٌ ] شَرْطُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ ﴿[ أ .]﴾**عَدَمُ شِدَّةِ ضَعْفِهِ ، وَأَنْ ﴿[ ب . ]﴾**يَدْخُلَ تَحْتَ أَصْلٍ عَامٍّ ، وَأَنْ ﴿[ ج . ]﴾**لَا يُعْتَقَدَ سُنِّيَّةُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ . -*-*-*- قلت ( الرمادي) : وأظن قال بذلك -أيضا- محمد بن صالح العُثيمين (وهو حنبلي). -*-*-*- | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 04 / 2021, 20 : 12 AM | المشاركة رقم: 385 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح [ كِتَابُ الصَّوْمِ ] . بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم [الفاتحة:1] اللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَيَّ أَمْرَي هَذا؛ وَسَهِّلْ عَلَيَّ مَا بَعْدَهُ من بُحوثٍ؛ فأنتَ يا الله -سبحانك- خير مسؤول... فادعوك -تعالىٰ- وارجوك -عز وجل- أن توفقني لما تحبه وترضاه وترزقني الفهم ؛ والقدرة على الإدراك والاستيعاب ؛ ثم إحسان التعبير والكتابة .. فأنتَ -تعالى ذكرك- بالإجابة قدير! -**- المقدمة والتهيئة (1) مقدمة 《الصِّيَامُ》 رسالة " أحكام الصيام " -*/-*/ « " المقدمة والتهيئة " » -*/-*/ كِتَابُ الصَّوْمِ شهر الصيام لعام 1442 هــ ﴿ أحكام الصيام: الفرض منه والتطوع؛ وما يتعلق بهذه الأحكام من مسائل؛ وايضاح البدع والمستحدثات ﴾ الكتاب الثامن الصيام ﴿ „ موسوعةالمسائل: القسم الأول: العبادات، وفيه الكتاب الثامن: الصيام، الباب الأول: في فروضه وواجباته وسننه وأحكامه جائزاً ومكروهاً ‟ ﴾ ويتوقع أن يكون صيام هذا العام الهجري (١٤٤٢) مقارب لأخيه السابق شهر رمضان (١٤٤١)متميزا ومختلفا عن بقية الأعوام السابقة؛ مما يلزمنا التهيئة والإعداد ـــــــــــــــــــــــــــ الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة، تكريما لخلقه بيده -سبحانه-؛ وتفضيلا لعقله -عليه السلام-، وتبجيلاً لعلمه، فالحمد لله الذي أكرمنا بالخلق والإيجاد والتنشأة والتكوين، فالحمدُ لله الذي أكرمنا بالخلق من عدم؛ والإيجاد مِن لا شئ، والتنشأة من صلب رجل كريم والتكوين في رحم طاهر وأم عطوف حنون؛ ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالعقل والإدراك والفهم والاستيعاب، ثم الحمد لله الذي أكرم الإنسان بالإسلام والإيمان، ثم الحمد لله الذي جعلنا مِن المسلمين المؤمنين؛ ونشهد أنه الخالق الرازق، الغفور الودود، حقٌ أن يعبد كما أمر، قال -سبحانه وتعالى- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُكَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[(1)] وقال مَن تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه ﴿ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍۚ ﴾ [(2)] تخفيفا علينا وتسهيلاً .. ثم نكمل القراءة في كتابه الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين فنسمعه -سبحانه وتعالى- يقول : ﴿ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون َ﴾[(2)]. ونسمعه -سبحانه- يقول : ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُۖ ﴾.[(3)] بعد أن قال : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِۚ ﴾.[(3)] وأَشْهَدُ أَنَّه ارسل فينا الرحمة المهداة والنعمة المسداه سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ، ونشهد بأن الذي قال « صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفطِرُوا لِرُؤيَتِه »[(4)] هو النبي الأمي محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وآخر المرسلين وتمم المبتعثين، فنصلي ونسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وسار على طريقته إلى يوم الدين. ونرجو من الله -سبحانه وتعالى- أن يسهل علينا صوم هذا العام ١٤٤٢ هــ .. أخــ(ــتــ)ــي الكريمــ(ــة) المُقدمــ(ــة) على آداء فرض الله تعالى صيام عام ١٤٤٢ هــ/ إبريل~مايو 2021م! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! مِن القواعد التي ينبغي أن تأصل : [ 1 . ] القاعدة الأولىٰ أن :« الْأَحْكَامَ الَّتِي تَحْتَاجُ الْأُمَّةُ إِلَىٰ مَعْرِفَتِهَا لَابُدَّ أَنْ يُبَيِّنَهَا الرَّسُولُ الكريم؛ المصطفىٰ المجتبىٰ المحتبىٰ المرتضىٰ: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيَانًا عَامًّا، وَلَابُدَّ أَنْ تَنْقُلَهَا الْأُمَّةُ، فَإِذَا انْتَفَىٰ هَذَا عُلِمَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ دِينِهِ..»[(4)]. مسائل ما قبل الشروع وما قبل العزم على اتخاذ إجراءات الـ أداء . [١. ] المسألة الأولىٰ :" التهيئة " وتنقسم مسألة التهيئة إلى ثلاث نقاط رئيسة: [١. ١. ] التهيئة النفسية، الصحية، [١. ٢. ] التهيئة الإدراكية والعقلية ، [١. ٣. ] التهيئة الفقهية / الشرعية. .. ولعل مِن المسائل الهامة والتي تتعلق بالإعداد والتهيئة مسألة مَن أقترب مِن سن البلوغ مِن الشباب.. ومَن اقتربت مِن الصبايا مِن مبلغ النساء! فلنستعن بالله تعالىٰ أن يوفقني في البحث والقول: [ 1. [ المبحث الثاني : " البلوغ " 1.] المطلب الأوَّلُ: اشتراطُ البُلوغِ يُشتَرَطُ لوجوبِ الصَّومِ: البلوغُ . [ ويَحْصل بُلوغُ الذَّكَرِ بواحدٍ مِن أمورٍ ثلاثةٍ: 1 . ] أحدُها: إِنزالُ المَنيِّ باحتلامٍ أو غيرهِ. 2 .] الثاني: نبَاتُ شَعرِ العَانةِ وهو الشَّعْر الْخشِنُ ينْبُت حولَ الْقُبُلِ. 3 . ] الثالثُ: بلوغُ تمامِ خَمْسَ عَشْرةَ سنةً. و يحصل بلوغُ الأُنثىٰ بما يحْصلُ به بلوغُ الذَكَرِ و زيادةُ أمرٍ رابعٍ: 4 .] وهو الحَيضُ.] [ انظر : ابنُ عُثيمين ؛ مجالس شهر رمضان؛ (ص: 28) ] الأدِلَّة: أوَّلًا: مِن السُّنَّةِ عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: « „ رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: - عَنِ النَّائِمِ حتىٰ يستيقِظَ، و - عن الصبيِّ حتىٰ يبلُغَ، و - عن المجنونِ حتىٰ يعقِلَ‟ » . [رواه : - أبو داود (4402)، و - أحمد (940)، و - النسائي في „ السنن الكبرى‟ (7303)، و - ابن خزيمة (1003)، و - الحاكم (949). وقد : - حسنه البخاري في „ العلل الكبير ‟ (225)، و - صححه ابن حزم في „ المحلى ‟ (9/206)، و - الحاكم وقال: على شرط الشيخين، و - النووي في „ المجموع ‟ (6/253) و وأخيرا : - الألباني في „ صحيح أبي داود ‟ (4403).]. تفصيل الحديث وشرحه [-: « „ أُتِي عمرُ بمجنونةٍ ، قد زنت.. فاستشار فيها أناسًا ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ ، فمرَّ بها علىٰ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فــ قال :„ ما شأنُ هذه ؟ ‟، قالوا :„ مجنونةُ بني فلانٍ زنت ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ ‟. قال : فقال : „ ارجِعوا بها ‟، ثمَّ أتاه فقال : „ يا أميرَ المؤمنين ، أما علِمتَ أنَّ : « „ القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ ؛ - عن المجنونِ حتَّىٰ يبرأَ ، و عن النَّائمِ حتَّىٰ يستيقظَ ، و - عن الصَّبيِّ حتَّىٰ يعقِلَ ؟‟» ، قال :„ بلَى ‟، قال : „ فما بالُ هذه تُرجَمُ ‟. قال :„ لا شيءَ ‟. قال :„ فأرسِلْها ‟، قال : „ فأرسِلْها ‟، قال : „ فجعل يُكبِّرُ ‟. [رواه : عبدالله بن عباس؛ انظر : الألباني في: صحيح أبي داود : 4399؛ الحديث : صحيح . التخريج : أخرجه أبو داود (4399) ]. حثَّ النبيُّ صلَّىٰ الله عليه وسلَّم علىٰ أنْ : « تُدرأَ الحدودُ بالشُّبهاتِ » ، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ عبدُاللهِ بنُ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: أنَّه : „ أُتِيَ عمرُ بمَجنونةٍ قد زَنتْ ‟، أي: جاءَ الناسُ بها لِيَقضيَ فيها بكتابِ اللهِ تَعالىٰ؛ وذلكَ أنَّه كانَ خليفةَ المسلِمينَ آنذاكَ ووليَّ الأَمرِ، « „ فاستَشارَ فيها أُناسًا ‟، أي: طلبَ المشُورةَ ممَّن حولَه ونَصحَهم في أمرِها؛ „ فأمرَ بها عُمرُ أن تُرجَمَ ‟، أي: ثم إنَّه قَضىٰ فيها بعدَ الشُّورى أنَّها تُرجَم، وفي هذا إشارةٌ إلىٰ أنَّها كانتْ : « مُحصنةً» ؛ قيلَ: ولعلَّ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنه أرادَ أن يُقيمَ الحدَّ علىٰ هذِه المرأةِ؛ لأنَّها كانتْ : « تُجَنُّ مرَّةً.. وتُفِيقُ أخرىٰ» ، فرأىٰ عمرُ رضيَ اللهُ عَنه ألَّا يُسقِطَ عنها الحدَّ لِمَا يُصيبُها من الجنونِ إذ كانَ الزِّنا منها حالَ الإفاقةِ. قالَ ابنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: „ فمُرَّ بها علىٰ عليِّ بنِ أَبي طالبٍ ‟، أي: مرَّ الناسُ عليهِ بتلكَ المرأةِ بعدَ أن خَرجوا بها مِن عندِ عُمرَ رضيَ اللهُ عَنه؛ فقالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنه:„ ما شأنُ هذهِ؟ ‟، أي: ما أمرُها؟ وماذا أجرَمَت؟ وما سببُ الحدِّ؟ فأجابوا بِقَولِهم : „ مَجنونةُ بَني فُلانٍ زَنتْ، فأمرَ بها عُمر أنْ تُرجَم ‟. قالَ ابنُ عباسٍ: فقالَ، أي: عليٌّ رضيَ الله عنه: „ ارجِعوا بها، ثم أتاهُ ‟، أي: إنَّه رضِيَ الله عنه أمرَ الناسَ أن يَرجِعوا بالمرأةِ وألَّا يُقِيموا عليها الحدَّ، ثم إنَّه أتَىٰ لعُمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عَنه، فقالَ : „ يا أميرَ المؤمِنينَ، أمَا علِمْتَ أنَّ القلمَ قد رُفِعَ عن ثَلاثةٍ ‟» ، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد : « رَفعَ التَّكليفَ والعِقابَ على ثَلاثةٍ من البَشر» : « „ عنِ المجنونِ حتىٰ يَبرأَ ‟» ، أي: حتىٰ يُشفَى ويَعقِلَ ، « „ وعنِ النائمِ حتىٰ يَستيقِظَ، وعنِ الصبيِّ حتىٰ يعقِلَ؟ ‟» ، أي: حتىٰ يبلُغَ الحُلُمَ، وهذا مِن بابِ تَذكيرِ عليٍّ عُمرَ رضي الله عَنهما بحديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، قالَ عمرُ : „ بَلى ‟، أي: إنَّه يذكُرُ ذلكَ، قال عليٌّ : „ فما بالُ هذِه تُرجَمُ؟ ‟، أي: إنَّ علِيًّا يَستنكِرُ رَجْمَ تلكَ المرأةِ، قال عمرُ : „ لا شَيءَ ‟، أي: إنَّه ليسَ علَيها شيءٌ الآنَ، قال عليٌّ :„ فأرسِلْها ‟، أي: طلبَ عليٌّ مِن عُمرَ أن يُطلِقَ سراحَها. قالَ ابنُ عباسٍ : „ فأرسَلَها ‟، أي: فأطلَقَ عمرُ سراحَها دُونَ حدٍّ لِمَا بها مِن جُنونٍ ، „ فجَعلَ يُكبِّرُ ‟، أي: فجعلَ عمرُ رضيَ اللهُ عَنه يُكبِّر اللهَ عزَّ وجلَّ فرَحًا بِتَصويبِ عليٍّ لَه ومَنعِه من أنْ يقعَ في مِثلِ هذا الخَطأِ، و كانَ مِن عَادةِ عُمرَ ودَأبِه رضيَ اللهُ عَنه أنَّه : « „ رجَّاعٌ إلىٰ الحقِّ ‟» . ] ثانيًا: من الإجماعِ نقل الإجماعَ علىٰ ذلك: ابنُ حَزمٍ [قال ابنُ حزم : „ اتَّفَقوا علىٰ أنَّ صِيامَ نَهارِ رَمَضانَ علىٰ : « „1‟» الصَّحيحِ ، « „2‟» المُقيمِ ، « „3‟» العاقِلِ ، « „4‟» البالِغِ الذي « „5‟» يعلَمُ أنَّه رمضانُ، وقد بلَغَه « „6‟» وجوبُ صِيامِه وهو مُسلمٌ‟ ، [راجع: „ مراتب الإجماع ‟(ص 39)، و لم يتعقبه ابن تيمية في : „ نقد مراتب الإجماع ‟. و انظر : „ المحلىٰ ‟ لابن حزم ( 6/160) ]؛ و قال ابنُ رشد: (وأمَّا علىٰ مَن يجِبُ وجوبًا غير مُخيَّرٍ: فهو: « „1‟» البالِغ، « „2‟» العاقِلُ، « „3‟» الحاضر، « „4‟» الصَّحيح، إذا لم تكُن فيه الصِّفةُ المانعة مِن الصَّوم، وهي : « „ الحَيضُ للنِّساءِ ‟» ، وهذا لا خِلافَ فيه؛ لِقَولِه تعالىٰ : ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185]). انظر: „ بداية المجتهد ‟ (2/46).]، و قال النووي :„ لا يجِبُ صَومُ رَمَضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجِبُ عليه قضاءُ ما فات قبل البلوغِ، بلا خلافٍ ‟، انظر: „ المجموع ‟(6/253). ]، و قال محمدُ ابنُ مُفلحٍ: „ صومُ رَمَضانَ فرضٌ علىٰ كلِّ « „1‟» مسلمٍ « „2‟» بالِغٍ، « „3‟» عاقلٍ، « „4‟» قادرٍ، « „5‟» مُقيمٍ [إجماع]). راجع : „ الفروع ‟ (4/428).]، و قال إبراهيمُ ابن مفلح ؛ برهان الدين : „ ولا يجِبُ الصَّومُ إلَّا علىٰ : « „1‟» المسلِم « „2‟» البالِغِ، « „3‟» العاقِلِ، « „4‟» القادِرِ علىٰ الصَّومِ : « إجماعًا». راجع:„ المبدع ‟(2/414). ]. ثالثًا: أنَّ الصَّبيَّ لِضَعفِ بِنيَتِه وقصورِ عَقلِه واشتغالِه باللَّهوِ واللَّعِبِ؛ يشُقُّ عليه تفَهُّمُ الخطابِ، وأداءُ الصَّومِ، فأسقَطَ الشَّرعُ عنه العباداتِ. [راجع : „ بدائع الصنائع ‟؛ للكاساني (2/87).] 2. ] المطلب الثاني: قضاءُ البالِغِ لِمَا فاتَه قَبلَ البُلوغِ لا يجبُ على البالِغِ قضاءُ ما فات قَبل البُلوغ. الأدلة: أولًا: من الإجماع نقَل الإجماعَ على ذلك: - النوويُّ [ فــ قال : „ فلا يجبُ صومُ رمضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجب عليه قضاءُ ما فات قبل البلوغِ، بلا خلافٍ ‟ ، أنظر: „ المجموع ‟ (6/253). و قال الطحطاوي: قوله : „ لا ما مضى ‟، أي: اتِّفاقًا؛ لعدم شرْطِ الوجوبِ فيما مضىٰ، وهو : « „1‟» الإسلامُ و « „2‟» البلوغ‟، راجع: „حاشية الطحطاوي‟ (ص: 421). لكن ذَهب : - الأوزاعيُّ ، و *- عبدُالملك بن الماجشون إلىٰ أنَّ : الغُلامَ إذا بلغ أثناءَ رَمَضانَ، فإنَّه يصومُ ما مضىٰ من أوَّلِ الشَّهرِ. ينظر : „الاستذكار‟ لابن عبدالبر (3/352). و مسألةُ بلوغِ الصبيِّ أثناءَ شَهرِ رَمضانَ سيأتي ذِكرُها. ] ثانيًا: أنَّ زَمَن الصِّبا ليس زمَنَ تكليفْ؛ للحديث : « „ رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ...‟» ، ولو وجب عليه القَضاءُ لوجب عليه أداؤُه في حالِ الصِّغَرِ . [ينظر : „المجموع‟ للنووي (6/253). ] 3. ] المطلب الثالث: أمرُ الصَّبيِّ بالصَّومِ إذا كان الصبيُّ يُطيقُ الصِّيامَ دون وقوعِ ضَرَرٍ عليه، فعلىٰ وليِّهِ أن يأمُرَه بالصَّومِ؛ لــ : « يتمَرَّنَ » عليه و : « يتعوَّدَه » ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: ﴿ أ﴾ الحَنَفيَّة [راجع : „تبيين الحقائق‟ للزيلعي (1/339) ، „مجمع الأنهر‟لشيخي زاده (1/373).]، و ﴿ ب﴾ الشَّافِعيَّة [فـ قال النووي: (قال المُصَنِّفُ والأصحاب: وإذا أطاق الصَّومَ وَجَبَ علىٰ الوليِّ أن يأمُرَه به لسبعِ: ﴿ « „٧‟» ﴾ سِنينَ، بشَرطِ أن يكون مُمَيِّزًا، ويضرِبَه على ترَكِه لعشرٍ ﴿ « „ ١٠‟» ﴾ ؛ لِمَا ذكره المُصنِّفُ، والصَّبِيَّةُ كالصبيِّ في هذا كلِّه بلا خلافٍ‟؛ انظر: „المجموع‟ (6/253). ]و ﴿ ج﴾ الحَنابِلة [ وهذا علىٰ اختلافٍ بينهم في تحديدِ السِّنِّ التي يُؤمَرُ فيها الصَّبيُّ. راجع : „الإنصاف‟للمرداوي (3/199)، و ينظر : „الشرح الكبير‟ لشمس الدين ابن قدامة (3/14). ]، وهو قولٌ عند المالكيَّة [ راجع : „الذخيرة‟ للقرافي (2/533). ]، وبه قالت طائفةٌ مِنَ السَّلَفِ [قال ابنُ قدامةَ :„ومِمَّن ذهب إلىٰ أنَّه يُؤمَرُ بالصِّيامِ إذا أطاقه: عطاءٌ والحسَنُ وابنُ سيرين والزُّهري وقتادة والشَّافعي‟ أنظر: „المغني‟(3/ 161). ]. الدليلُ منَ السُّنَّة: عن الرُّبيِّع بنتِ مُعَوِّذٍ رَضِيَ الله عنها قالت : « „أرسَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غداةَ عاشُوراءَ إلىٰ قُرىٰ الأنصارِ: من أصبَحَ مُفطِرًا فلْيُتِمَّ بقيَّةَ يَومِه، ومن أصبَحَ صائمًا فلْيَصُمْ، قالت: فكُنَّا نصومُه بعدُ، ونُصَوِّم صِبيانَنا، ونجعَلُ لهم اللُّعبةَ مِنَ العِهنِ‟» [الحديث رواه البخاري (1960) ومسلم (1136). ]. وفي لفظ: « „... ونصنَعُ لهم اللُّعبةَ مِنَ العِهنِ، فنذهَبُ به معنا، فإذا سألونا الطَّعامَ أعطيناهم اللُّعبةَ تُلهِيهم حتى يُتِمُّوا صَومَهم‟» [رواه مسلم (1136). ]. فقد [ « أَرْسَلَ النَّبيُّ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلىٰ قُرَىٰ الأنْصَارِ: مَن أصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ، ومَن أصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ. قالَتْ: „فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ، أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّىٰ يَكونَ عِنْدَ الإفْطَارِ‟» . روته : الرُبيع بنت معوذ بن عفراء؛ انظر : صحيح البخاري : (1960)؛ الحديث : صحيح. التخريج : أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136) . يومُ عاشوراءَ مِن أيَّامِ اللهِ المُبارَكةِ؛ نَجَّىٰ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه نَبيَّه مُوسىٰ مِن فِرعونَ وجُندِه، وعظَّمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا اليومَ، وحرَصَ علىٰ صِيامِه، وحَثَّ المسلِمينَ علىٰ ذلك؛ شُكرًا للهِ. وفي هذا الحَديثِ تَحكي الرُّبَيِّعُ بِنتُ مُعوِّذٍ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ أرسَلَ صَباحَ يومِ عاشوراءَ -وهو الموافقُ ليومِ العاشِرِ مِن مُحرَّمٍ- رُسلًا إلى قُرى الأنصارِ الَّتي حَولَ المدينةِ؛ يُنادُون فيهم: مَن أصبَحَ مُفطِرًا فلْيُمسِكْ عن الطَّعامِ ويَبْقى صائمًا، ومَن أصبَحَ صائمًا فلْيَستمِرَّ على صَومِه بَقيَّةِ يَومِه. ثمَّ أخبَرَت أنَّهم كانوا يَصومون يومَ عاشوراءَ بعْدَ ذلك، ويَجعَلون صِغارَهم يَصومونَه ويَجعَلون لهم ما يَلعَبون به مِن العِهْنِ، وهو الصُّوفُ المَصبوغُ، فإذا بَكَى أحدُهم على الطَّعامِ أعْطَوه تلك اللُّعَبِ؛ لِيَتلهَّى بها، حتَّى يَأتيَ وَقْتُ الإفطارِ، تَشجيعًا وتَدريبًا للأطفالِ على العِبادةِ. وقد وَرَدَ في الصَّحيحَينِ أنَّ النَّبيَّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ جَعَلَ صِيامَه علىٰ الخِيارِ بعْدَ أنْ فَرَضَ اللهُ رَمَضانَ؛ فعنِ ابنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ قال: « كان يَومًا يَصومُه أهلُ الجاهِليَّةِ، فمَن أحبَّ منكم أنْ يَصومَه فَلْيَصُمْه، ومَن كَرِه فَلْيَدَعْه »؛ فأبْقىٰ النَّبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ على صَومِه تَطوُّعًا. وقدْ جاء في فَضْلِ صِيامِه أنَّه يُكفِّرُ ذُنوبَ سَنةٍ قَبْلَه، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه. وفي الحديثِ: تَمرينُ الصِّبيانِ علىٰ الصِّيامِ. وفيه: أنَّ الصَّحابيَّ إذا قال: « فعَلْنا كذا في عهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ » كان حُكمُه الرَّفعَ؛ لأنَّ سُكوتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك يدُلُّ علىٰ إقرارِهم عليه؛ إذْ لو لم يكُنْ راضيًا بذلك لَأنكَرَ عليهم.] 4.] المطلب الرابع: حُكمُ قضاءِ ما سبَقَ إذا بلغ الصبيُّ أثناءَ شَهرِ رَمضانَ إذا بلغَ الصَّبيُّ أثناءَ شَهرِ رَمَضانَ؛ فإنَّه يصومُ بقيَّةَ الشَّهرِ ولا يلزَمُه قضاءُ ما سبَقَ، سواءٌ كان قد صامَه أم أفطَرَه، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: ﴿أ﴾ الحنفيَّة [راجع : „حاشية الطحطاوي‟ (ص: 421)، وينظر : „بدائع الصنائع‟ للكاساني (2/87). ، و ﴿ ب﴾ المالكيَّة [راجع : „مواهب الجليل‟ للحطاب (3/328)، (وانظر: „شرح الزرقاني على مختصر خليل‟ (2/349). ]، و ﴿ج﴾ الشَّافعيَّة [راجع: „المجموع‟ للنووي (6/253)، وانظر: „نهاية المحتاج‟ للرملي (3/187). ]، و ﴿ د﴾ الحَنابِلة [راجع: „المبدع‟ لابن مفلح (2/415)، وايضا: „كشاف القناع‟ للبهوتي (2/309)، وينظر : „المغني‟لابن قدامة (3/162) ، و „الشرح الكبير‟لشمس الدين ابن قدامة (3/15). ]، وهو قولُ عامَّةِ أهلِ العِلمِ [يراجع : „المغني‟لابن قدامة (3/162). ]، وحُكِيَ فيه الإجماعُ [ قال النَّووي : „لا يجِبُ صَومُ رَمَضانَ علىٰ الصبيِّ، ولا يجِبُ عليه قضاءُ ما فات قبلَ البلوغ بلا خلافٍ‟ يراجع: „المجموع‟للنووي (6/ 253). وقال الطحطاوي: (قوله "لا ما مضى" أي اتِّفاقًا؛ لعَدَمِ شَرطِ الوجوبِ فيما مضى، وهو الإسلامُ والبلوغُ) ، „حاشية الطحطاوي‟(ص: 421). ]. وذلك للآتي: أوَّلًا: أنَّه لا يُوجَّهُ إليه الأمرُ بالصَّومِ حينذاك؛ لأنَّه ليس مِن أهلِ وُجوبِ الصَّومِ؛ وعليه فلا يلزَمُه قضاؤُه [أنظر: „مجموع فتاوى ورسائل العُثيمين‟ (19/97). ] ثانيًا: أنَّه زمنٌ مضىٰ في حالِ صِباه، فلم يلزَمْه قضاءُ الصَّومِ فيه، كما لو بلَغَ بعد انسلاخِ رمضانَ [يراجع: „المغني‟ لابن قدامة (3/162). ]. 5.] المطلب الخامس: حُكمُ القَضاءِ والإمساكِ إذا بلغَ الصَّبيُّ أثناءَ نهارِ رَمَضانَ وهو مُفطِرٌ إذا بلغ الصبيُّ أثناءَ نهارِ رَمَضانَ وهو مُفطِرٌ؛ فإنَّه يلزَمُه أن يُمسِكَ بقِيَّةَ يَومِه، ولا قضاءَ عليه، وهو مذهَبُ الحَنَفيَّة [يراجع: „البحر الرائق‟ لابن نجيم (2/310)، وينظر : „مجمع الأنهر‟ لشيخي زاده (1/373)، و :„فتح القدير‟ للكمال ابن الهمام (2/363)، ]، وروايةٌ عن أحمَدَ [راجع: „المغني‟ لابن قدامة (3/ 162)، و : „ الشرح الكبير‟ لشمس الدين ابن قدامة (3/15)، و : „الإنصاف‟ للمرداوي (3/200). ]، اختارها ابنُ تيميَّةَ [يراجع: „مجموع الفتاوى‟ لابن تيمية (25/109)، وايضاً: „الإنصاف‟ للمرداوي (3/200). ]، وابنُ عُثيمين [يراجع : „الشرح الممتع‟ لابن عُثيمين (6/334). ]؛ وذلك لأنَّه صار مِن أهلِ الوُجوبِ حين بُلوغِه؛ فيُمسِكُ تشبُّهًا بالصَّائِمين، وقضاءً لِحَقِّ الوَقتِ [ينظر : „ البحر الرائق‟ لابن نجيم (2/313). ]، ولا تلزَمُه الإعادةُ؛ لأنَّه أتىٰ بما أُمِرَ به [يراجع: „الشرح الممتع‟ لابن عُثيمين (6/334). ]. -**- (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ــــــــــــــ الهوامش والمراجع : [(1)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٣﴾ [(2)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٤﴾ [(3)] سورة البقرة؛ وترتيبها: (2)، آية رقم : ١٨٥﴾ [(4)] رواه البخاري (1909)، ومسلم (1081).ونص الحديث:« صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ».رواه :أبو هريرة، انظر :صحيح البخاري: (1909)، الحديث : [صحيح]. التخريج : أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081). جعَلَ اللهُ الأهِلَّةَ لحِسابِ الشُّهورِ والسِّنينَ؛ فبِرُؤْيةِ الهِلالِ يَبدَأُ شَهْرٌ ويَنْتَهي آخَرُ، وعلى تلك الرُّؤْيةِ تَتَحدَّدُ فَرائضُ كَثيرةٌ، كالصِّيامِ، والحَجِّ. وفي هذا الحديثِ يَأمُرُنا النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنْ نَصومَ رمَضانَ عندَ رُؤيةِ الهلالِ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعِشرينَ [29] مِن شَعبانَ، ونُفطِرَ عندَ رُؤيةِ هِلالِ شوَّالٍ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعِشرينَ [29] مِن رَمضانَ؛ فالشَّهرُ يكونُ أحيانًا تِسعةً وعشرينَ [29] يَومًا، وأحيانًا ثلاثينَ [30]، والكلُّ جائزٌ وواقعٌ، والاعتمادُ في الصِّيامِ والإفطارِ على رُؤيةِ الهلالِ. فإنْ خَفِيَ علينا هِلالُ رَمضانَ لأيِّ سَببٍ مِن الأسبابِ، كغَيمٍ ونحْوِه، فلْنُكمِلْ عِدَّةَ شَهرِ شَعبانَ ثلاثينَ [30] يَومًا، وكذلك إنْ خَفِيَ هِلالُ شَوَّالٍ نُكمِلْ رمَضانَ ثَلاثينَ [30] يَومًا. [05)] الشيخ مُحَمَّدٌ رَشِيدٌ رِضًا؛ تلميذ الإمام : محمدعبده -رحمهما الله تعالى- كتابه : تَّفْسِيرالْمَنَار -والذي لم يتمه- ، الهيئة المصرية للكتاب ، دون ذكر سنة النشر. أقول (الرمادي) : إني أَسْأَلُك اللَّهُمَّ بِجَلَالِ وَجْهِك ؛ وَبَاهِرِ قُدْرَتِك وَوَاسِعِ جُودِك وَكَرْمِك؛ أَنْ تَنْفَعَ بِهَذَا الشَّرْحِ الْمُسْلِمِينَ مَنْفَعَةً عَامَّةً، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْإِخْلَاصِ فِيهِ؛ لِيَكُونَ ذَخِيرَةً لِي إذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ، وَأَنْ لَا تُعَاقِبَنِي فِيهِ، وَلَا فِي غَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ آثَارِي بِقَبِيحِ مَا جَنَيْت مِنْ الذُّنُوبِ وَعَظِيمِ مَا اقْتَرَفْت مِنْ الْعُيُوبِ؛ إنَّك أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ.. اللهم اجعل، هذه الرسالة " أحكام الصيام " لوجهك الكريم وتقبلها مني بعفوك عني وكرمك يا الله ونقِّ قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء . . . آمين يارب العالمين. .. دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخَرُ دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.. أعد هذا الملف : مُحَمَّدٌ الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ** *** (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ** سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء ؛ وسبل العلماء ؛ وبساتين البلغاء ؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ الكتاب الثامن أحكام الصيام اعداد : مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَالْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى - Dr. MUHAMMAD ELRAMADY المراجعة الأولىٰ حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٤٢ من الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ : السبت ٢١ شعبان ~ ٣ أبريل ٢٠٢١ مِن سنة الميلاد العجيب ~ (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 04 / 2021, 04 : 11 PM | المشاركة رقم: 386 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ما حكم صوم يوم الشك؟ الأصل في المسلم قبل القيام بالفعل أو التصرف أو القول.. الأصل: عليه أن يعلم الحكم الشرعي المستنبط من كتاب رب العالمين أو كيف وضحته وبينته السنة المحمدية العطرة-على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام - في حكم المسألة التي سيقوم بها أو يفعلها أو يتصرف حيالها أو القول (من باب العقود-مثلا-). وليس حين يهم بالفعل أو يتلبس به! 23 شعبان 1442 هــ ~ 05/04/2021م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 04 / 2021, 46 : 01 PM | المشاركة رقم: 387 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح { ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ...} [الحشر:7] القسم الثاني: العبادات، كتاب الصيام، الفرع الثاني مِن الفصل الثالث في الأيام التي يحرم صومها، و هي نوعان، النوع الثاني: النهي عن صوم يوم الشك! | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 04 / 2021, 01 : 12 AM | المشاركة رقم: 388 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح - يوم الثلاثين من شعبان ، ويحتمل أن يكون : - اليوم الأول من رمضان . فيحرم صيامه إلا لمن وافق عادة صيامه . 27 شعبان 1442 هــ ~ 09 / 04 /2021 م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 04 / 2021, 21 : 12 AM | المشاركة رقم: 389 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أدلة المسألة : " لَا يَجُوزُ صَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ عَمَّارٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ :مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَإِنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ عَنْ رَمَضَانَ لَمْ يَصِحَّ ، لِــ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَلَا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالاً » . ــــــــــــــــــــــــــــــ 27 شعبان 1442 هــ. التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد فخر الدين الرمادي ; 10 / 04 / 2021 الساعة 27 : 12 AM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 04 / 2021, 05 : 01 AM | المشاركة رقم: 390 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح متىٰ نبدأ في القيام لصلاة التراويح!؟ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018