أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات



الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 22 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ فيصل غزاوي 22 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني 22 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ بدر التركي 21 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ بدر التركي 21 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ علي الحذيفي 22 جمادى الأولى 1446هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالله القرافي 22 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر بعد انقطاع عشرة أشهر للشيخ صلاح البدير 22 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد بن طالب 21 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 21 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع مودة مشاركات 6 المشاهدات 613  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 15 / 08 / 2008, 24 : 03 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
مودة
اللقب:
عضو ملتقى
الرتبة


البيانات
التسجيل: 30 / 06 / 2008
العضوية: 3789
المشاركات: 4 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
مودة is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مودة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى العام
الدعاء.. وأثره في نصر الدعاة

حين تشتد بك الخطوب، وتحيط بك الكروب، وتظلم أمام عينيك الدنيا .
حين يضيق الأمر، وتستحكم عليك حلقاته، ولا تجد لك مخرجًا .
حين يتبدل الحال، ويقل المال، وتكثر النفقات، وتتراكم على رأسك الطلبات، ولا تجد معك ما تؤدي به الحقوق والواجبات .
حين تتبدل الحقائق، وتنتكس الفِطَر، ويُهزأ بالقيم، وتُحارب الفضائل، وتمتدح الرذائل .
حين يتكالب الناس على أهل العلم والدين، فيُلجؤونهم إلى ركن ضيق في مكان مظلم مغلق
حين يعلو الباطل وينتشر وينتفش، وينخفض الحق ويستخزي وينكمش. حين يحدث ذلك فيضيق له صدرك، وتلتاع له نفسك فاجأر إلى الله بالدعاء فإنه لا مخرج ولا ملجأ إلا في الدعاء .
فالدعاء نعمة كبرى، ومنحة عظمى، تفضل الله بها على عباده، وجاد بها عليهم حين أمرهم به وحثهم عليه، ووالى إحسانه فوعدهم عليه الإجابة، وعلَّقها به، وسيَّرها في ركابه؛ فمتى وُجِد الدعاء فالإجابة معه، كذلكم قال الله وقضى في كتابه العزيز: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعِ إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، وقال جل قائلاً عليمًا: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )، ولذلك كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول: إني لا أحمل هم الإجابة، ولكني أحمل هم الدعاء.
فالموفق من وفقه الله للدعاء، وفتح عليه أبوابه، ويسر له سبله وأسبابه، ووجه قلبه إليه، وحرك لسانه به، والمخذول من خذله الله فأعرض عن الدعاء كبرًا أو جهلاً بقدره، أو غفلة أو نسيانًا
(نسوا الله فنسيهم) .
والخلق كلهم محتاجون إلى الدعاء أشد من حاجتهم للماء والهواء، مفتقرون إليه افتقار السمك للماء، لا غنى لأحدهم عنه طرفة عين، لا في وقت من الأوقات ولا في حال من الأحوال: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فإذا كان هذا هو الحال مع عموم الخلق فإن الدعاة إلى الله تعالى أحوج لهذا السلاح من غيرهم لعدة وجوه:
أولا: في أنفسهم أن يصلح الله أحوالهم، وأن يربط على قلوبهم، وأن يثبت للسير على الدرب أقدامهم، فلا تغوينهم الشبهات، ولا تستزلهم الشهوات، ولا يمنعهم عن السير على طريق الحق والدعوة تسلط الأعداء وكثرة العقبات، وأن يستر الله عليهم هفواتهم وزلاتهم ويغفرها لهم ليكونوا قدوة للناس ولا يسقطهم من عينه فيسقطوا من أعين الناس، وهذا باب لا ينبغي أن يغفل أمر الدعاء فيه.ثانيا: إن طائفة كبيرة من المسلمين، ومنهم كثير من الدعاة في كثير من بقاع العالم عجزوا عن كثير من أوجه البذل مع الرغبة الشديدة في خدمة الدين، وكثير من هؤلاء لم يبق لهم من شيء ليقدموه أو جهد ليبذلوه إلا أن يبسطوا الأكف ويتضرعوا إلى القوي العزيز بنصرة الدين. وليست جهود هؤلاء الداعين بأقل من جهود من ينكر المنكر بكل جوارحه، أو من يواجه صناديد الكفر والنفاق في كل ميدان، وليست بأقل من جهود الخطباء والوعاظ وكل داعية في كل ميدان، بل هم الجنود الأخفياء الذين علامة صدقهم خفاؤهم، وكم غيرت دعوة من حال ونقلت إلى حال، وكم نفع الله بدعاء عبد ما عجزت عن إنجازه كبير من الفعال.. فلا يستصغرن أحد هذا الأمر فإن فيه ما لا يجتمع في غيره من الخير.ثالثا: إن الدعاء في كثير من الأحيان قد يكون أمضى من السيوف، وأبلغ في نصر الدعوات وأصحابها من كثير من الجيوش، أو كالمقدمة التي لابد منها للنصر.. والمتتبع لحال الدعوات السابقة والدعاة وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجد هذا الأمر واضحا جليا: فما من الأنبياء نبي إلا وكانت له دعوة تتعلق بدعوته وتستمطر السماء لنصرته، وكم مِن الدعاة مَن لم يكن لهم سبيل لنصرة دعوتهم إلا الدعاء، وانظر صاحب قصة أصحاب الأخدود.. وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم في يوم بدر يبيت الليلة كلها يستنزل النصر بالدعاء حتى أشفق عليه صاحبه المقرب أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، والمراقب لحاله عليه الصلاة والسلام يرى الدعاء من أعظم الجند التي كان يتقوى بها على قضاء الحوائج والنصر على الأعادي.لو أقسم على الله لأبره
روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره).
وفيهما أيضا قوله عليه الصلاة والسلام: (
ألا أنبئكم بأهل الجنة كل ضعيف متضعِّف لو أقسم على الله لأبره ألا أنبئكم بأهل النار كل عتل جوّاظ متكبر).وقد نقل أهل السير عن الصمعي قوله: "لما صافَّ قتيبةُ بن مسلم للتُرْك وهَالَهُ أمرُهم؛ سأل عن محمد ابن واسع، فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه يبصبص بأصبعه نحو السماء. قال: تلك الأصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير، وشاب طرير. فما أحوج الدعوة في زماننا إلى مثل أصبع محمد بن واسع رحمه الله تشكو إلى الله غربة الدين، وتستنـزل نصره ومدده. وما أحوجنا إلى ذاك الخفي النقي التقي الضعيف المتضعف الذي لو أقسم على الله لأبره. فحق على كل مكلف عموما، وعلى من أراد أن يخدم الدين من هذا الباب خصوصا، أن يتفقه في هذا الموضوع، ويتعلم أحكام الدعاء وآدابه وأوقاته، وأسباب الإجابة وموانعها، وما يجوز من الدعاء وما يحرم؛ وأن يجتهد أن يحصل في نفسه الإيمان والتقوى والطاعة لله رب العالمين، وأن يحقق المتطلبات القلبية بتطهير القلب من أوضار المخالفات، وتنقية النفس وتزكيتها من أدران الموبقات، وألا يطعم إلا من الحلال الطيب، وأن يتحرى المكان والزمان الأنسب ليكون أدعى للقبول وأرجى لتحقيق المأمول.
نسأل الله أن يحمي حوزة الدين، وأن يقر عيوننا بنصر الإسلام وعز المسلمين
.

hg]uhx>> ,Hevi td kwv hg]uhm










عرض البوم صور مودة   رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2008, 40 : 06 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
سندس
اللقب:
عضو ملتقى برونزي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية سندس


البيانات
التسجيل: 27 / 07 / 2008
العضوية: 5142
المشاركات: 239 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 222
نقاط التقييم: 12
سندس is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
سندس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مودة المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

جزاكِ الله خيراً أختى ******ة مودة
جعل الله هذا العمل الطيب فى ميزان حسناتك
اللهم اعز الإسلام و المسلمين
اللهم استجب دعواتنا









عرض البوم صور سندس   رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2008, 51 : 08 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
هنا محمد
اللقب:
عضو ملتقى مميز
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية هنا محمد


البيانات
التسجيل: 09 / 03 / 2008
العضوية: 345
المشاركات: 194 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 223
نقاط التقييم: 12
هنا محمد is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
هنا محمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مودة المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير اختى الكريمه موده
ونرجوا من الله العلى القدير ان يتقبل منا صالح الاعمال
وان تكون كل مشاركاتك فى ميزان حسناتك ان شاء الله
تقبلى مرورى









عرض البوم صور هنا محمد   رد مع اقتباس
قديم 16 / 08 / 2008, 23 : 04 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابراهيم عبدالله
اللقب:
المراقب العام للملتقى
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابراهيم عبدالله


البيانات
التسجيل: 28 / 01 / 2008
العضوية: 92
المشاركات: 26,598 [+]
بمعدل : 4.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2869
نقاط التقييم: 104
ابراهيم عبدالله will become famous soon enoughابراهيم عبدالله will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابراهيم عبدالله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مودة المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

بارك الله فيكى المهذبة مودة
بداية رائعة لموضوع اكثر من رائع
اشكرك









عرض البوم صور ابراهيم عبدالله   رد مع اقتباس
قديم 16 / 08 / 2008, 01 : 06 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مودة المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

امن يجيب المضطر اذا دعان ويكشف السؤء

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعِ إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

بارك الله فيكي اختنا الكريمه موده

اهلا بيكي في الملتقي

وننتظر المزيد من هذه المواضيع الرااائعه

جزاكي الله خيرا









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 17 / 08 / 2008, 36 : 07 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
فاطمه
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية فاطمه


البيانات
التسجيل: 27 / 01 / 2008
العضوية: 58
المشاركات: 1,759 [+]
بمعدل : 0.29 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 385
نقاط التقييم: 100
فاطمه will become famous soon enoughفاطمه will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
فاطمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مودة المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

بارك الله فيك ِ أختى الكريمة مودة
وجزاك ِ عنا خيرا ً على هذا الطرح القيم


ونسأل الله أن نستجيب لدعواتنا
أنه سميع قريب مجيب الدعاء









عرض البوم صور فاطمه   رد مع اقتباس
قديم 20 / 08 / 2008, 28 : 01 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
كريم القوصي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية كريم القوصي


البيانات
التسجيل: 13 / 02 / 2008
العضوية: 186
العمر: 39
المشاركات: 13,018 [+]
بمعدل : 2.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1506
نقاط التقييم: 12
كريم القوصي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
كريم القوصي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مودة المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مودة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الدعاء.. وأثره في نصر الدعاة

حين تشتد بك الخطوب، وتحيط بك الكروب، وتظلم أمام عينيك الدنيا .
حين يضيق الأمر، وتستحكم عليك حلقاته، ولا تجد لك مخرجًا .
حين يتبدل الحال، ويقل المال، وتكثر النفقات، وتتراكم على رأسك الطلبات، ولا تجد معك ما تؤدي به الحقوق والواجبات .
حين تتبدل الحقائق، وتنتكس الفِطَر، ويُهزأ بالقيم، وتُحارب الفضائل، وتمتدح الرذائل .
حين يتكالب الناس على أهل العلم والدين، فيُلجؤونهم إلى ركن ضيق في مكان مظلم مغلق
حين يعلو الباطل وينتشر وينتفش، وينخفض الحق ويستخزي وينكمش. حين يحدث ذلك فيضيق له صدرك، وتلتاع له نفسك فاجأر إلى الله بالدعاء فإنه لا مخرج ولا ملجأ إلا في الدعاء . فالدعاء نعمة كبرى، ومنحة عظمى، تفضل الله بها على عباده، وجاد بها عليهم حين أمرهم به وحثهم عليه، ووالى إحسانه فوعدهم عليه الإجابة، وعلَّقها به، وسيَّرها في ركابه؛ فمتى وُجِد الدعاء فالإجابة معه، كذلكم قال الله وقضى في كتابه العزيز: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعِ إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، وقال جل قائلاً عليمًا: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )، ولذلك كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول: إني لا أحمل هم الإجابة، ولكني أحمل هم الدعاء.
فالموفق من وفقه الله للدعاء، وفتح عليه أبوابه، ويسر له سبله وأسبابه، ووجه قلبه إليه، وحرك لسانه به، والمخذول من خذله الله فأعرض عن الدعاء كبرًا أو جهلاً بقدره، أو غفلة أو نسيانًا
(نسوا الله فنسيهم) .
والخلق كلهم محتاجون إلى الدعاء أشد من حاجتهم للماء والهواء، مفتقرون إليه افتقار السمك للماء، لا غنى لأحدهم عنه طرفة عين، لا في وقت من الأوقات ولا في حال من الأحوال: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فإذا كان هذا هو الحال مع عموم الخلق فإن الدعاة إلى الله تعالى أحوج لهذا السلاح من غيرهم لعدة وجوه:
أولا: في أنفسهم أن يصلح الله أحوالهم، وأن يربط على قلوبهم، وأن يثبت للسير على الدرب أقدامهم، فلا تغوينهم الشبهات، ولا تستزلهم الشهوات، ولا يمنعهم عن السير على طريق الحق والدعوة تسلط الأعداء وكثرة العقبات، وأن يستر الله عليهم هفواتهم وزلاتهم ويغفرها لهم ليكونوا قدوة للناس ولا يسقطهم من عينه فيسقطوا من أعين الناس، وهذا باب لا ينبغي أن يغفل أمر الدعاء فيه.ثانيا: إن طائفة كبيرة من المسلمين، ومنهم كثير من الدعاة في كثير من بقاع العالم عجزوا عن كثير من أوجه البذل مع الرغبة الشديدة في خدمة الدين، وكثير من هؤلاء لم يبق لهم من شيء ليقدموه أو جهد ليبذلوه إلا أن يبسطوا الأكف ويتضرعوا إلى القوي العزيز بنصرة الدين. وليست جهود هؤلاء الداعين بأقل من جهود من ينكر المنكر بكل جوارحه، أو من يواجه صناديد الكفر والنفاق في كل ميدان، وليست بأقل من جهود الخطباء والوعاظ وكل داعية في كل ميدان، بل هم الجنود الأخفياء الذين علامة صدقهم خفاؤهم، وكم غيرت دعوة من حال ونقلت إلى حال، وكم نفع الله بدعاء عبد ما عجزت عن إنجازه كبير من الفعال.. فلا يستصغرن أحد هذا الأمر فإن فيه ما لا يجتمع في غيره من الخير.ثالثا: إن الدعاء في كثير من الأحيان قد يكون أمضى من السيوف، وأبلغ في نصر الدعوات وأصحابها من كثير من الجيوش، أو كالمقدمة التي لابد منها للنصر.. والمتتبع لحال الدعوات السابقة والدعاة وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجد هذا الأمر واضحا جليا: فما من الأنبياء نبي إلا وكانت له دعوة تتعلق بدعوته وتستمطر السماء لنصرته، وكم مِن الدعاة مَن لم يكن لهم سبيل لنصرة دعوتهم إلا الدعاء، وانظر صاحب قصة أصحاب الأخدود.. وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم في يوم بدر يبيت الليلة كلها يستنزل النصر بالدعاء حتى أشفق عليه صاحبه المقرب أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، والمراقب لحاله عليه الصلاة والسلام يرى الدعاء من أعظم الجند التي كان يتقوى بها على قضاء الحوائج والنصر على الأعادي.لو أقسم على الله لأبره
روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره).
وفيهما أيضا قوله عليه الصلاة والسلام: (ألا أنبئكم بأهل الجنة كل ضعيف متضعِّف لو أقسم على الله لأبره ألا أنبئكم بأهل النار كل عتل جوّاظ متكبر).وقد نقل أهل السير عن الصمعي قوله: "لما صافَّ قتيبةُ بن مسلم للتُرْك وهَالَهُ أمرُهم؛ سأل عن محمد ابن واسع، فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه يبصبص بأصبعه نحو السماء. قال: تلك الأصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير، وشاب طرير. فما أحوج الدعوة في زماننا إلى مثل أصبع محمد بن واسع رحمه الله تشكو إلى الله غربة الدين، وتستنـزل نصره ومدده. وما أحوجنا إلى ذاك الخفي النقي التقي الضعيف المتضعف الذي لو أقسم على الله لأبره. فحق على كل مكلف عموما، وعلى من أراد أن يخدم الدين من هذا الباب خصوصا، أن يتفقه في هذا الموضوع، ويتعلم أحكام الدعاء وآدابه وأوقاته، وأسباب الإجابة وموانعها، وما يجوز من الدعاء وما يحرم؛ وأن يجتهد أن يحصل في نفسه الإيمان والتقوى والطاعة لله رب العالمين، وأن يحقق المتطلبات القلبية بتطهير القلب من أوضار المخالفات، وتنقية النفس وتزكيتها من أدران الموبقات، وألا يطعم إلا من الحلال الطيب، وأن يتحرى المكان والزمان الأنسب ليكون أدعى للقبول وأرجى لتحقيق المأمول.

نسأل الله أن يحمي حوزة الدين، وأن يقر عيوننا بنصر الإسلام وعز المسلمين.
بارك الله فيكي اختي الكريمة مودة

جزاكي الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك









عرض البوم صور كريم القوصي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى العام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018