30 / 12 / 2017, 41 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح عبادة الشكر3: الفرق بين الشكر والحمد مما ينبغي تجليته بعد شرح معنى الشكر في اللغة والشرع معنى الحمد والعلاقة بينه وبين الشكر لما بينهما من التقارب والتداخل في المعاني، فأما الحمد في اللغة فهو الثناء على الرجل بما فيه من صفات أو نظير إحسان أولاكه، ومنه فإن الحمد أعم من الشكر، لأن الشكر في اللغة لا يكون إلا مقابل الاحسان، مما يبين الفرق أيضا أن الإنسان يجوز أن يحمد نفسه بجميل صفاته وأفعاله ولا يصح أن يشكرها "لِأَن الشُّكْر يجْرِي مجْرى قَضَاء الدّين وَلَا يجوز أَن يكون للْإنْسَان على نَفسه دين". وقد أطلق بعض أهل العلم القول بالتسوية بينهما، ومنهم الطبري رحمه الله تعالى، إذ فسرهما بالثناء على الله تعالى بصفاته ومقابل إنعامه على حد سواء، وقد رد عليه قوله وحجته ابن العربي وابن عطية والقرطبي وغيرهم. وأما من جهة اطلاقات الشرع فقد ذكر ابن العربي أن الحمد يستعمل كثيرا في الثناء بالقول، والشكر يستعمل في الجزاء بالفعل، وأورد قوله تعالى : (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) [فاطر: 34] وقوله : (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ) [الزمر: 74] وقوله سبحانه : (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) [سبأ: 13] وقوله : (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) [النمل: 19]. لأجل هذا ذهب بعض العلماء إلى أنَّ الشُّكْرَ أَعَمُّ من الحمد، لأنه باللسان وبالجوارح وَالْقَلْبِ، وَالْحَمْدُ إِنَّمَا يَكُونُ بِاللِّسَانِ خَاصَّةً. بينما قال آخرون إن الْحَمْدُ أَعَمُّ، لِأَنَّ فِيهِ مَعْنَى الشُّكْرِ وَمَعْنَى الْمَدْحِ، ولكن هذا من جهة اللغة لا الاستعمال. وقد جمع بين الرأيين ابن القيم وابن كثير بأن يقال: إن الحمد أعم من جهة متعلقاته (في اللغة)؛ لأنه يشمل الثناء مقابل الاحسان والانعام والثناء على الله بجميل الصفات ومحاسن الأفعال، بينما يختص الشكر الثناء على الإحسان والنعمة. فيصح أن نحمد الله على حكمته وقدرته وسمعه وبصره ولا يصح أن نشكره على ذلك ، ويصح أن نحمده وان نشكره على نعمة الصحة والولد والطعام. والشكر أعم من جهة أسبابه وطرق حصوله (في الاستعمال) لأنه يكون بالقلب واللسان والجوارح، وبينما الحمد لا يكون إلا بالقلب واللسان، فزاد الشكر على الحمد بعمل الجوارح، وقد سبق أن الشكر لا يتم إلا بالعمل والطاعة واستعمال النعمة فيما يرضي الله تعالى. كتبه محمد حاج عيسى الجزائري
ufh]m hga;v3: hgtvr fdk hga;v ,hgpl]
|
| |