19 / 08 / 2017, 23 : 03 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ظاهرة الغلو في العقيدة الشيعية الصفوية لقد ظهر الجدل في الآونة الأخيرة حول مفهوم التشيع عند الصفويين ، ذلك أن أكثر الباحثين ، فضلاً عن عامة المسلمين ، قد لا يجدون فرقاً بين التشيع في فرقه المختلفة ، وبين التشيع الذي حاولت الدولة الصفوية أن تنشره في تاريخها الطويل ، ثم بعد سقوط هذه الدولة ، ومرور بضع مئات من السنين ، ظهرت في إيران ما عرف بـ ( جمهورية إيران الإسلامية ) التي سارت على نهج الصفويين عقائدياً ، مما أدى إلى تضارب الآراء في هذه الدولة بين معظم لها ، وبين مكفر لنهجها ، وربما اغتر البعض بشعارات هذه الدولة البراقة التي تنصب حول القضية الفلسطينية وتحرير القدس ودعم مقاومة المسلمين ضد اليهود . ونحن نحاول في هذه المقالة تسليط الضوء على ظاهرة الغلو عند الصفويين ، من خلال المقارنة بين نهجهم ونهج الفرق الشيعية الأخرى التي قدر الله تعالى لها أن تتبوأ مركزاً قيادياً في التاريخ الإسلامي ، وتؤسس لها دولاً ، وتتناوب على البلدان ، ولم تصل في تعصبها وغلوها إلى ما وصل إليه الصفويون اليوم في إيران ، ومن تبعهم من شيعة إيران والعراق والخليج العربي ولبنان وغيرها . وعند الكلام على الغلو ، فلا بد أن نبين أن هذه الظاهرة هي ظاهرة متأصلة في فرق الشيعة خاصة، ولذلك يقسم معظم العلماء فرق الشيعة إلى فرق غالية وفرق غير غالية، ومن أمثال هؤلاء الأشعري والبغدادي وابن حزم والشهرستاني وغيرهم ، ويذكرون في هذا الباب عبد الله بن سبأ اليهودي ، الذي كان أول من قال بكفر الصحابة بعدم بيعتهم لعلي رضي الله عنه ، كما غالا كثيراً في مسألة الإمامة ، حتى وصل به الحال أن قال بإلوهية علي وأولاده من بعده ، ولذلك يعتقد أكثر الباحثين بأن أصل نظرية الغلو يهودي ، فقد أدخل اليهود الغلو في دين النصارى ، من خلال أحد رجالاتهم ، المعروف ببولص ، الذي كان يهودياً ، وشكك أكثر النصارى الموحدين في إيمانه ، فأدعى أنه قد آمن بعيسى ، فصدقه معظم النصارى على ذلك ، ثم كان أول من قال بإلوهية عيسى بن مريم عليه السلام ، وقد انحرف دين النصارى بسبب هذا الرجل اليهودي . وحاول اليهود استخدام الحيلة نفسها في الإسلام ، فأدعى عبد الله بن سبأ اليهودي أنه قد أسلم، وكان رأساً للفتنة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم قال في خلافة علي رضي الله عنه بألوهيته ، وبعد أن قتل رضي الله عنه ، قال عبد الله بن سبأ إن علي لم يقتل ، وإنما رفع كما رفع عيسى بن مريم ، وأنه سيعود ويملأها عدلاً بعد أن ملئت جوراً وفسقاً ، ثم أظهر سب الصحابة ، وهو أول من فعل ذلك ، ولم تكن قد تجرأ عليه أحدٌ قبله ، وقال بكفر من لم يكن مع علي منهم ، وقد حمى الله تعالى هذا الدين من هذه المكيدة ، إلا أنها انطوت على بعض الفرق التي ظهرت عبر تاريخ المسلمين ، خاصة فرق الشيعة ، وقد تبناها الإمامية فيما بعد ، ودافعوا عليها بشدة ، وعمموا نظرية عبد الله بن سبأ ليس على علي فقط ، وإنما على أولاده من بعده ، وأصبحت ظاهرة الغلو ملاصقة لهم ، على أنها لم تظهر للعيان إلا في فترات مختلفة ومتباعدة من التاريخ ، خاصة عند تمكن الشيعة من مقاليد الأمور في بعض بلاد المسلمين . ولكن يجب أن نوضح أمراً مهماً هنا ، أن هذه الظاهرة – ونعني بها الغلو في التشيع – لم تظهر بصورة جلية إلا في عهد الدولة الصفوية التي تأسست في إيران في القرن العاشر الهجري السابع عشر الميلادي ، فعلى الرغم من سيطرة البويهيين على دار الخلافة حقبة من الزمن ببغداد في عهد الدولة العباسية ، إلا أنهم لم يكونوا من الشيعة الغلاة ، وجل ما فعلوه هم أحيائهم لمواسم العزاء في عاشوراء ، وتوزيع الطعام والشراب في ذلك الوقت ، كذلك لم يكن العبيديون في مصر ( يسميهم البعض الفاطميون هو خطأ فاضح ) من غلاة الشيعة أيضاً ، بل كانوا شيعة معتدلون ، رغم أنهم ينتمون إلى الفرع الإسماعيلي الشيعي ، وليس إلى الفرع الجعفري ، كما هو حال شيعة إيران اليوم . لكن ظاهرة التشيع الصفوي هي في واقع الأمر ، ظاهرة تستحق أن يقف الباحثون عندها ، خاصة وأن لها تأثير كبير على الواقع السياسي في بلداننا العربية اليوم ، إذ أن الدولة الصفوية حاولت منذ بداية تأسيسها أن تتخذ التشيع الإمامي مذهباً لها ، ولم تكتفِ بذلك فقط ، وإنما نحت منحاً خطيراً من خلال المجازر الدموية التي مارستها ضد خصومها من المسلمين ، فقد أعلن إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة أن دين الدولة الرسمي هو دين الشيعة الإمامية ، وأنه سيقتل كل من لا يعتقد بهذا الدين من رعيته ، وفعلاً حدثت مجازر عظيمة في إيران خلال حكم إسماعيل هذا ، فقد قتل في مدينة تبريز وحدها عند فرض مذهب الشيعة عليها أكثر من عشرين ألفاً من أهلها ، بسبب معارضتهم الدخول في دين إسماعيل الصفوي ، ويجد البعض تبريراً لفعل إسماعيل هذا ، بأنه حاول المحافظة على وحدة إيران من خلال المحافظة على وحدة مذهبها ، وهذا كلام لا أساس له ، فإيران الحالية ليست دولة شعب واحد ، وإنما هي مجموعة من الشعوب ، وفيها أكثر من عشر لغات فضلاً عن الفارسية ، وكذلك فإن الدول لا تتوحد بالمذهب والدين ، بقدر ما تتوحد بالانتماء للأرض والشعور بالوطنية . ولم يكتفِ إسماعيل هذا ، ومن جاء بعده من شاهات الدولة الصفوية ، بالتصفية لكل من لا يتبع دين الدولة ، وإنما أظهروا سب الصحابة على المنابر ، وأمروا الخطباء بذلك ، وقاموا ببث الدعاة إلى مذهبهم بين القبائل العربية التي تسكن الأهواز وجنوب العراق ، من أجل السيطرة على ولايات العثمانيين المهمة في العراق ، كما قاموا بتعظيم قبر أبي لؤلؤة المجوسي ، قاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وبنوا عليه ضريحاً عظيماً ، وقاموا بإهانة قبور الخلفاء ، خاصة قبر هارون الرشيد الخليفة المشهور الواقع في مدينة الري ، وجعلوه مكاناً لقضاء الحاجة ، والسبب أن هارون الرشيد هو صاحب القضية المعروفة بقضية البرامكة ، والتي حاول من خلالها الفرس السيطرة على مقاليد الخلافة ببغداد . كما قام الصفويون ببناء الأضرحة والمشاهد على قبور أهل البيت ، ولم تكن قد بنيت قبل ذلك، وصرفوا الأموال العظيمة على تزيينها وطلاء قبابها بالذهب والفضة ، وأدخلوا في دين الشيعة الكثير من الخرافات، فأدخلوا الطواف على قبور الأئمة ، والسجود لها ، والتبرك بها ، كما أحدثوا السجود على التربة ، وهي قطعة صغيرة من الطين يسجد عليها الشيعة ، ولم تكن معروفة لشيعة العراق أنفسهم ، وإنما أخذوها عن الصفويين ، وكذلك ابتدع الصفويون قضية الدفن في النجف قرب مرقد الإمام علي رضي الله عنه، وكانوا يأتون بموتاهم من إيران ويدفنونهم في النجف ، وأحدث الصفويون ما عرف ( بالحوزة العلمية ) ولم تكن معروفة قبل ذلك ، كما أحدثوا ما يعرف ( بالمواكب الحسينية ) في عاشوراء ، وفيها يقوم بعض الرجال بضرب أجسادهم بالسلاسل السيوف حزناً على الحسين بدعواهم ، وهذه لم تكن معروفة أيضاً عند شيعة العراق . وقد لا يتسع المقام لذكر ما أحدثه الصفويون في دين الشيعة من خرافات وبدع ، يعجز عن فعلها عبدة الوثن ، ولكننا نحب أن نوضح للقارئ الكريم أن مسألة الغو في التشيع لم تكن معروفة عند الشيعة قبل قيام الدولة الصفوية ، وإنما كانوا قريبين جداً من أهل السنة ، ولكن الذي حدث أن الدولة الصفوية حاولت السيطرة على العراق والخليج العربي عقائدياً ، مثلما سيطرت على إيران بالشيء نفسه ، ولكنها فشلت في ذلك ، وبقيت خرافاتها في دين الشيعة حتى هذا الوقت ، بل تبنته حالياً ما يسمى ( بجمهورية إيران الإسلامية ) ، فهي صفوية المعتقد ، تبنت سياسة الدولة الصفوية ضد خصومها ، وسارت في الاتجاه نفسه، بل غلت أكثر مما على الصفويون في ذلك ، حتى أن أحد وزير خارجيتهم في تسعينات القرن الماضي ( علي اكبر ولايتي ) عندما قام بزيارة مرقد الإمـام علي ( رضي الله عنه ) بالنجف ، قام بالزحف على قدميه ورجليه من باب المرقد حتى وصل إلى القبر ، فتعجب أهل الكوفة من ذلك ، ولم يكن هذا الأمر معروفاً عندهم ، على كثرة سجودهم للقبر وطوافهم عليه . وحاول الخميني تطبيق السياسة نفسها التي طبقها إسماعيل الصفوي ، فحاول في البداية نشر العقيدة الصفوية بالقوة ، فدخل في حرب طويلة مع العراق ، بحجة تحرير الأماكن الشيعية المقدسة ، وأن طريق القدس يمر عبر النجف ، وبعد أن فشلت سياسته العسكرية تلك ، قام بتطبيق الأسلوب الآخر الأشد خطورة ، هو تصدير العقيدة الصفوية إلى العالم الإسلامي عن طريق الوسائل السلمية ، أو ما يسمى بالغزو الفكري ، فوجه كل إمكانيات الدولة بهذا الاتجاه ، ودعم التشيع في العراق ولبنان واليمن ودول الخليج ، وحتى في مصر وبلاد المغرب العربي وأفريقيا ، ومارس سياسة الإقصاء ضد أهل السنة في إيران بكل دموية ووحشية ، لا تختلف عن سياسة أسلافه الصفويون ، ورغم هذا الخطر الداهم الذي يحيط بالدول العربية والإسلامية ، إلا أنها لم تحرك ساكناً لصد الغزو الصفوي الجديد ، رغم أن الخطر يحيط بالجميع . وعند دخول القوات الأمريكية الغازية إلى أرض الرافدين ، وجدت الدولة الصفوية في غيران الفرصة سانحة للانتقام من الإسلام والمسلمين ، فعقدت حلفاً خفياً مع الأمريكان لتقاسم السلطة بينهم ، ودفعت عصاباتها التي دربتها أكثر من عشرين عاماً إلى العراق ، للفتك بأهل السنة على الطريقة الصفوية ، وما نراه في العراق اليوم هو سيطرة صفوية على السلطة في العراق عن طريق رجالاتها الذين يدنيون لها بالولاء الكامل ، بل بعضهم لا يحمل حتى الجنسية العراقية وإنما يحمل الجنسية الإيرانية ، ويفتخر بذلك ، كما أوعزت إلى عصاباتها بتنفيذ تطهير عرقي ضد أهل السنة خاصة في مناطق جنوب العراق وبغداد ، وقامت العصابات الصفوية التي تسيطر على الجيش والشرطة العراقية باستهداف رجالات أهل السنة ، بالطريقة نفسها التي قام بها أسلافهم قبل أربعة قرون في مدينة تبريز وغيرها من مدن إيران ، فقتل من أهل السنة في بغداد وحدها ما يزيد على مائتي رجل من خيرة رجالات أهل السنة ، وسط صمت عربي إسلامي مطبق. لقد رأينا أن من واجبنا أن نحذر المسلمين ، خاصة من دعاة التقريب بين المذاهب ، من العقيدة الصفوية الجديدة التي تغزو العالم الإسلامي ، بدموية أشد من دموية هولاكو ، وبعقيدة أفسد من عقائد البوذيين والهندوس ، عقيدة شعوبية مجوسية تقدس القبور ، وتستهدف التوحيد وأهله أينما كانوا ، اللهم إني بلغت ... اللهم فاشهد .
/hivm hgyg, td hgurd]m hgadudm hgwt,dm
|
| |