10 / 05 / 2016, 38 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح شيخ الإسلام والإقصاء الصحفي! جيل اليوم الذي يقرأ ليس هو جيل الأمس الذي يكتب؛ والفرق أنَّ جيل القراءة الجديد (ذكوراً وإناثاً) متقدِّمٌ كثيراً في وسائل التلقي عن جيل الكتابة (المحتكر بشيوخه وعجائزه).. وهذا متغير مهم جداً، لا يفقهه جيل الكتابة المحتكِر، الذي صار مثار ضحك عند جيل القراءة الحرّ! فجيل القراءة الجديد، يتعامل أكثر ما يتعامل في الوسائل مع إضاءة اللغة الرقمية، لا مع رائحة أحبار اللغة الورقية.. مع الشاشة، لا مع القصاصة.. ويتعامل في المضامين مع من يحترم عقله، ويقدر شأنه.. جيل اليوم صار فاعلاً، ولا يقبل أن يكون متلقياً ساكناً.. فبإمكانه - مثلاً - أن يعلق على النسخ الرقمية للصحف الورقية وغيرها؛ فإذا ما تجاهلت الصحيفة الرقمية تعليقه، اكتشف الحقيقة المرّة، وعبّر عنها عبر موقعه الشبكي، أو صفحته الرقمية، أو منتداه الشبابي! أو مجموعاته البريدية الرقمية (القروبات)، أو عبر كل حديثٍ من وسائل الاتصال في حاسوبه الكفي وهاتفه النقال.. ومما ينبغي معرفته: أنَّ الإقصاء الصحفي ليس من بدع رؤساء التحرير والمحررين الصحفيين القدماء الذين لا زالوا عى قيد الحياة، وإنما هو أسلوب أقدم منهم على قدمهم، ورثوه عن السابقين من حملة ذات الفكر في الغالب، على طريقة الجيل الجاهلي الذي كان شعاره تقليديا لا عقلياً، تؤكده عبارات من مثل: (أترغب عن ملة عبد المطلب)؟! فهذا شيخ الإسلام رحمه الله يقول: " رأيت كثيراً من كبريات الصحف والمجلات الواسعة الانتشار، واقعة تحت سيطرة كتاب متآزرين في السعي لإضعاف نفوذ الدين في المجتمع، متلاعبين بأحكامه، وقواعده؛ فلهذا لا تسع صدور تلك الصحف والمجلات، لمقالات الذود عن الدين برغبة صحيحة ". (موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، لشيخ الإسلام مصطفى صبري رحمه الله: ج1 ص51). وقد كان رحمه الله ينشر في بعض الصحف، ثم لمَّا سيطر عليها ضحايا الاستلاب الفكري الغربي، لم ينشر له حتى الإعلان عن بعض مؤلفاته! وفي ذلك يقول رحمه الله: " فقد كانت جريدة الأهرام تنشر مقالاتي، وتشيد بها أيَّام كانت تصدر تحت إشراف الأستاذ داود بركات؛ ثم تغيّر وجه الجريدة في استقبال ما أكتبه إلى حدّ أنَّها أبت في عهد أنطون الجميل باشا الإعلان عن كتابي المسمّى: " القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون) " (المصدر السابق ). قلت: رحمك الله يا شيخ الإسلام في عصره؛ لقد ذهب أنطون، وجاء من بني جلدتنا آخرون، يشغِّبون على وعلى المفتي العام، وعلى هيئة كبار العلماء، وعلى فتوى اللجنة الدائمة، وليتهم نشروها حيث يشغِّبون؛ لكنهم من شدّة ما يتخلّقون به من الإقصاء لغيرهم - مهما كانت منزلتهم في الدولة والمجتمع - لا يفعلون! وحتى تستمر المهزلة التي تجاوزها الزمن، وتباعد عنها العصر، وجد جيل الكتَّاب القدماء، بعض المرتزقة من جيل القراء، ليورِّثوهم تلك الخصلة السيئة، أعني: الإقصاء، وزادوهم رهقا باستكتابهم في الذبّ عنهم في حياتهم ولن ينفعوهم بعد مماتهم؛ فصار الأمر في غاية الانكشاف لجيل اليوم الحرّ، الذي سيبقى بقية عمره يسخر من جيل المستكتَبين الجدد، الذين يقدِّمون الرؤية الاستبدادية البائدة، لجيل لم يعد يقبل إلا أن يرفع صوته بما يراه، ويردّ على الكتّاب قبل أن تنتشر مقالاتهم، ويسخر من المستكتبين قبل أن يظهر دفاعهم عن من استكتّبهم! فهل يعي جيل الأمس العايش هذا المتغير، ويدرك حقيقة الأمر، ويساير العصر في احترام القرّاء الجدد، وتقدير التغير الفكري الإيجابي - لجيل اليوم - الذي تجاوز التلقي المطلق، إلى التلقي الناقد والتعقل الراشد! وهل يستوعب جيل الأمس الموجود اليوم حقيقة التغيّر التقني من الانغلاق إلى الانفتاح؟! أو أن جيل الأمس سيبقى في العصور المظلمة! حيث العيش في ظل الاحتلال خدمة، والاحتكار والإقصاء بعد ذهابه، وهل سيدرك من اشتعل رأسه شيبا، وقلمه مراهقة، بأنَّ الحقائق صعب تجاهلها؟! وما ينبغي أن يعلمه هؤلاء أنَّهم مهما بلغوا من الشأن فلن يصلوا إلى ما وصل إليه صنم تركيا مصطفى كمال أتاتورك في تقربه من الغرب! فقد كُتب عنه في زمن خصمه شيخ الإسلام مصطفى صبري أكثر من ستمائة كتاب غربي ذكراً لما صنع، و فرحاً به!! وها هو يذهب، ويذهب استبداده تتبعه لعنات الأمّة تركيها وكرديها وعربيها وعجميها، وها هي تتلاشى آثار حربه لدين الله شيئاً فشيئاً، فتركيا الإسلام تعود إلى الإسلام بابتهاج، وكم يشعر المسلم بالنشوة وهو يتجول في استانبول التي لا يمكن أن يمرّ وقت صلاة - في أي حيّ وعلى أيّ شطّ - دون أن تسمع فيها الأذان باللغة العربية من أفواه الترك وحناجرهم! ولا يمكن أن تسير في مكان دون أن ترى عودة الحجاب، وانتشار النقاب! ولا يمكنك أن تنظر في جدول مؤتمرات إسلامية دولية دون أن ترى إستنابول أو أنقرة أو غيرها من مدن تلك الديار التي عانت من حرب الإسلام معاناة ظنّ اليائسون أنها كانت نهايته فيها! بل ها هو الإسلام يعود في كل مكان حورب فيه، ويظهر في أصقاع جديدة من بلاد الله، ويسير في بني آدم مسيرة كل مُكْتَشَفٍ جديد، يجد أعواناً على نشره من بني الأصفر، وانتشارا بين رجالهم ونسائهم، وشيبهم وشبابهم! وها هنّ بنات الأندلس ينهضن مطالبات بعودة دينهن، فيما تتبنى بعض عجائز نجد التهوين من أمر الدين! ولم أر أقبح من عجوز تتحرش بالدين وتدعي احتقار أحكام الشرع للمرأة! تلك الأحكام والنصوص التي جاء فيها ذكر المرأة بجانب الرجل حتى في عداوة الدين والإساءة إلى دعاته: (تبت يدا أبي لهب وتبّ) و (وامرأته حمالة الحطب)؟! وها نحن نسمع قادة الغرب يثنون على الإسلام: رغباً كالأمير تشارلز، أو رهباً بمجاملة كبوش الزائل، أو مثله مع تأثرٍ بشيءٍ من ثقافة الماضي كأوباما.. في الوقت الذي لا يرقى فيه الإقصائيون في إعلامنا العربي إلى شيء من أخلاق الخواجات في مجاملاتهم! ولا أخلاق الفرسان في إساءاتهم.. فهل يعي هؤلاء عظم جنيتهم على أنفسهم؟ وخطر تصرفاتهم على آخرتهم؟ قابلت بعض هؤلاء، فو الله إنني لأرحمه إذ أراه يهدر شيبته فيما لا يليق بالشرفاء الأحرار، بل ولا أهل (المراجل) كما يقول أهل المروءات! ما أقبح الرجل يكون بوقا ينفخ فيه غيره، وما أقبح المرأة تكون نائحة على ثقافة تتغيا جعلها سلعة تعرض بأقل لباس يواري سوءتها، لتكون منتجا لمن تظن أنها تسترد حقها منه، بينما هي في واقع الأمر ضحية لمكره بها!! ورحم الله شيخ الإسلام: مصطفى صبري - آخر من تولى منصب " شيخ الإسلام " في دولة آل عثمان - الذي جاهد المتفرنجين - على حدّ وصفه - بقلمه جهاداً عظيماً! ووالله إنَّ مجاهدة هؤلاء بالحجة والبرهان وكشف سبيلهم وطرائقهم للأجيال لهو من أعظم الجهاد في هذا العصر.. ولا سيما أنَّ الأمَّة لا زالت بخير ولله الحمد والمنَّة.. نعم ليس كل كاتب سوء سيئا طبعا، ولا كل من وقف يوما مع باطل مبطلا دوما، ولكن فقه التعامل مع النّاس يتطلب مراعاة للأحوال، وتقديما للحوار، وتواصلاً مع من يرجى منه الخير، ونصحا مستمرا لمن يظن انتفاعه بالنصح ولو بعد حين، ومفاصلة شرعية لمن يظهر عنادا للدين، واستهانة برب العالمين.. اللهم اجعلنا ممن استعملتهم في طاعتك وحببت إليهم الإيمان، واستعملتهم في نصرة دينك وأوليائك وكرهت إليهم الكفر والفسوق والعصيان.. وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله..
ado hgYsghl ,hgYrwhx hgwptd!
|
| |