الإهداءات | |
ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | ابو عبدالله عبدالرحيم | مشاركات | 4 | المشاهدات | 2384 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
08 / 04 / 2016, 05 : 03 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الجزء الثامن والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني 1387 - " لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدا فإن ربك يصلي ! قال : و هو يصلي ؟ قال : نعم . قال : و ما يقول ؟ قال : يقول : سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/571 ) : منكر أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/119 ) من طريق محمد بن يحيى الحفار : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي : حدثني أبي عن ابن جرير عن عطاء قال : فذكره ، و قال ابن الجوزي : " رجاله ثقات ، موقوف على عطاء ، فلعله سمعه ممن لا يوثق به ، و لا يثبت مثل هذا بهذا " . قلت : و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) فقال : " قلت : قال في " الميزان " : " محمد بن يحيى الحفار لا يدرى من ذا " و أورد له هذا الحديث و قال : " هذا منكر " انتهى . لكن رأيت له طريقا آخر " . قلت : ثم ساقه السيوطي من رواية ابن نصر بإسناد صحيح عن ابن جريج عن عطاء : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به .. الحديث نحوه ، و ليس فيه " إن ربك يصلي " و هو الشيء المستنكر في الحديث . و أنا أقول : إن إعلال الحديث بعنعنة ابن جريج أولى من إعلاله بإرسال عطاء له ، ذلك لأن الإرسال و إن كان علة قائمة بنفسها كافية في تضعيف الحديث ، فإن ابن جريج كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين ، و لذلك قال الإمام أحمد : " بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها " ، كما سبق نقله مرارا . ثم ذكر السيوطي للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة ، و هو الذي قبله ، و قد ذكرت هناك علته ، و قد روي بلفظ آخر و هو : " قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى : ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي تطفئ غضبي " . (3/386) 1388 - " قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى : ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي تطفىء غضبي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/572 ) : ضعيف ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) شاهدا للذي قبله من حديث أبي هريرة يرفعه ، و لم يذكر من خرجه ، إلا أنه نقل عن الفيروزابادي صاحب " القاموس " أنه قال : " و إسناده جيد ، و رجاله ثقات يحتج بهم في الصحيحين ، و ليس فيه علة غير أن الحسن رواه عن أبي هريرة ، و لم يسمع منه عند الأكثرين " . قلت : فإذن فيه علة ، فأنى له الجودة ؟ ! على أنه لو سلم بثبوت سماعه منه في الجملة لجاءت علة أخرى ، و هي عنعنة الحسن ، فقد كان مدلسا ، كما سبق مرارا ، فالإسناد ضعيف إذن . و لعل الحديث من الإسرائيليات ، أخطأ بعض الرواة فرفعه إليه صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم . ثم رأيت السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للديلمي و ابن عساكر . و هو عنده في " تاريخ دمشق " ( 17/190/1 ) من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا . (3/387) 1389 - " كان إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ، و إن كان شاهدا زاره ، و إن كان مريضا عاده " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) : موضوع أخرجه هكذا أبو الشيخ في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم و آدابه " ( ص 75 ) : حدثنا أبو يعلى : نا الأزرق بن علي : نا يحيى بن أبي بكير : نا عباد بن كثير عن ثابت عن أنس به . قلت : و هذا إسناد واه جدا ، آفته عباد بن كثير ، و هو البصري ، قال الحافظ في " التقريب " : " متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " . و الحديث أورده الهيثمي ( 2/295 - 296 ) من رواية أبي يعلى بزيادة طويلة في آخره ، و قال : " و فيه عباد بن كثير ، و كان رجلا صالحا ، و لكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته " . و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى مختصرا كرواية أبي الشيخ ، و تعقبه المناوي بما نقلته عن الهيثمي ، و الأولى تعقبه بما صنعه السيوطي نفسه في " اللآلي " ( 2/404 - 405 ) فإن الحديث أورده بتمامه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/206 - 207 ) من رواية ابن شاهين ، ثم قال ابن الجوزي : " موضوع ، و المتهم به عباد " . فأقره السيوطي على ذلك ، و نقل كلام الهيثمي المتقدم ، ثم قال : " و قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : تفرد به عباد بن كثير ، و هو واه ، و آثار الوضع عليه لائحة " . و أقره أيضا ، و مع ذلك أورده في " الجامع " ! و أما المناوي فله موقفان مختلفان باختلاف كتابيه ، فهو في " الفيض " نقل كلام الهيثمي و أقره ، و ذلك معناه عنده أنه ضعيف جدا ، و أما في " التيسير " فقد قال : " إسناده ضعيف " ! و مما لا شك فيه أن الأول أقرب إلى الصواب ، والله سبحانه و تعالى أعلم . (3/388) 1390 - " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس ، فإن الأمور تجري بالمقادير " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) : ضعيف تمام في " فوائده " ( 2/62/1 ) : أخبرنا أبو زرعة محمد بن سعيد بن أحمد القرشي يعرف بابن التمار : حدثنا علي بن عمرو بن عبد الله المخزومي : حدثنا معاوية بن عبد الرحمن : حدثنا حريز بن عثمان : حدثنا عبد الله بن بسر المازني مرفوعا به . قلت : و هذا سند ضعيف ، من دون حريز لم أعرف أحدا منهم غير معاوية بن عبد الرحمن ، فقد أورده هكذا ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 4/1/387 ) و قال : " روى عن عطاء ، و عنه محمد بن إسحاق ، سمعت أبي يقول ذلك ، و سألته عنه فقال : ليس بمعروف " . و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 7/468 ) على قاعدته المعروفة ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " برواية تمام و ابن عساكر عن عبد الله بن بسر ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء سوى أنه قال : " رمز لضعفه " ! ثم رأيت الحديث في " الأحاديث المختارة " للضياء ( 105/2 ) رواه من طريق تمام ! و هذا مما يدل على تساهله في الاختيار ، و قد مضى له أحاديث أخرى من هذا النوع أقربها برقم ( 1319 ) . (3/389) 1391 - " لكل شيء معدن ، و معدن التقوى قلوب العارفين " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/574 ) : موضوع أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/171 - 172 ) من رواية الخطيب ( 4/11 ) بسنده عن وثيمة بن موسى بن الفرات : حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن سمعان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا . و قال ابن الجوزي : " لا يصح ، ابن سمعان كذبه مالك و يحيى ، و وثيمة ; قال ابن أبي حاتم : حدث عن سلمة بموضوعات " . قال السيوطي في " اللآلي " ( 1/124 ) : " كذا قال في " الميزان " : إن هذا الحديث موضوع . أورده في ترجمة عبد الله بن زياد بن سمعان ، ثم في ترجمة وثيمة ، و اتهم به في " اللسان " ابن سمعان خاصة ، و قد أخرجه البيهقي في " الشعب " من هذا الطريق إلا أنه قال : " عن رجل ذكره عن ابن شهاب " لم يسم ابن سمعان و قال : هذا منكر ، و لعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم انتهى . و وجدت له طريقا آخر : قال الطبراني ( يعني في " المعجم الكبير " 3/193/1 ) : حدثنا أبو عقيل أنس بن سلمة الخولاني : حدثنا محمد بن رجاء السختياني .. " . قلت : و ساق سنده إلى ابن عمر مرفوعا به ، و سكت عليه ، و ليس بجيد ، فإن أبا عقيل هذا لم يذكروه ، و محمد بن رجاء متهم ، قال الذهبي : " روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد خبرا باطلا في فضل معاوية اتهم بوضعه " . و أقره الحافظ في " اللسان " فهو علة هذا الطريق ، فلا ينبغي أن يستشهد به ، و لا يخرج به الحديث عن الوضع الذي وصفه به ابن الجوزي ثم الذهبي و العسقلاني . (3/390) 1392 - " لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن ، بهم يعافون ، و بهم يرزقون ، و بهم يمطرون " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/575 ) : موضوع أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/61 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/150 - 152 ) عن عبد الرحمن بن مرزوق : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . أورده ابن حبان في ترجمة ابن مرزوق هذا ، و قال : " كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه " . و قال ابن الجوزي : " لا يصح " . ثم ذكر قول ابن حبان المذكور ، و زاد : " و عبد الوهاب بن عطاء قال أحمد : هو ضعيف الحديث ، مضطرب " . قلت : هذا و إن كان فيه ضعف ، فقد وثقه بعضهم ، و أخرج له مسلم ، فالأغلب أنه لا دخل له في هذا الحديث ، و إن كان أقره السيوطي على ذلك كله في " اللآلي " 0 2/331 ) ، فالآفة ابن مرزوق ، كما هو ظاهر كلام ابن حبان ، و تابعه الذهبي ، فأورد الحديث في ترجمته من " الميزان " و قال : " و هذا كذب " . و وافقه العسقلاني في " اللسان " ، و لكنه مال إلى توثيق ابن مرزوق هذا ، فقال : " فكأن هذا الحديث أدخل عليه ، فإنه باطل " . و مع هذا كله و إقرار السيوطي لابن الجوزي على وضعه ، فقد أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن حبان ، فتعقبه المناوي في " فيضه " بقوله بعد أن ذكر قول ابن حبان المتقدم : " و حكاه عنه في " الميزان " و أورد له هذا الخبر ، ثم قال : هذا كذب . اهـ . و به يعرف اتجاه جزم ابن الجوزي بوضعه ، و من ثم وافقه على ذلك المؤلف في " مختصر الموضوعات " مع بيان ضعفه ، و ما صنعه المؤلف هنا من عزوه لمخرجه ابن حبان و سكوته عما عقبه به غير صواب " . و أقول : هذا التعقب و إن كان سليما في ذاته ، و لكنه شكلي بالنسبة للمناوي ، فلا يكون له قيمة ، ذلك لأن في " الجامع " حديثا آخر بعد هذا برواية ( طس ) عن أنس مثله إلا أنه قال : " أربعين بدل ثلاثين " و زاد : " ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر " . و قد قال السيوطي في " الجامع الكبير " : " و حسن " . يشير بذلك إلى الهيثمي ، فإنه هو الذي حسنه ، فقال في مجمع " الزوائد " ( 10/63 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " . و نقله عنه السيوطي في رسالته " الأبدال " ( 2/460 - الفتاوى ) و كذلك نقله المناوي في " الفيض " و تبنى تحسينه إياه في كتابه الآخر " التيسير " فقال دون أن يعزوه لأحد : " و إسناده حسن " ! قلت : فإذا كان حسنا عنده ; فما فائدة ذلك النقد الذي وجهه للحديث الأول و هو موجود متنا في هذا الذي قواه ، بل و في زيادة على الأول كما رأيت ؟ و لكن هل أصاب الهيثمي و من تبعه في تحسين إسناده أم أخطأوا ؟ ذلك ما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى برقم ( 4341 ) ، و هو ولي التوفيق ، و الهادي إلى أقوم طريق . و اعلم أن أحاديث الأبدال كلها ضعيفة لا يصح منها شيء ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ، و قد سبق من حديث عبادة بن الصامت برقم ( 936 ) ، و تحته حديث عوف بن مالك ، و سيأتي من حديث علي بن أبي طالب برقم ( 2993 ) . ثم تتبعت أحاديث كثيرة من أحاديث الأبدال التي جمعها السيوطي في رسالته التي سماها " الخبر الدال على وجود القطب و الأوتاد و النجباء و الأبدال " ، و تكلمت على أسانيدها و كشفت عن عللها التي سكت السيوطي عنها ، و ذلك في آخر هذا المجلد برقم ( 1474 - 1479 ) . (3/391) 1393 - " كان يعجبه النظر إلى الأترج ، و كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/577 ) : موضوع و قد روي عن أبي كبشة ، و علي ، و عائشة ، و أنس ، و طاووس مرسلا . 1 - أما حديث أبي كبشة ، فيرويه بقية : حدثني أبو سفيان الأنماري عن حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة عن أبيه عن جده رفعه . أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ( 2/357 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/9 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/148 ) و أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 1/140/ ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/299/2 ) و كذا الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22/339 ) . ذكره ابن حبان في ترجمة أبي سفيان هذا ، و قال : " يروي الطامات من الروايات " . و به أعله ابن الجوزي و زاد : " و قال أبو حاتم الرازي : مجهول " . و كذا قال الذهبي في " الميزان " و الحافظ في " اللسان " . قلت : و حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة لم أجد له ترجمة ، و ذكره الحافظ في " التهذيب " تمييزا ، و لم يذكر فيه شيئا ، فهو في عداد المجهولين ، و لم يورده في " التقريب " . و قد خالفه إسماعيل بن أوسط البجلي عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه عن جده مرفوعا به دون الشطر الأول منه . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/50 ) . كذا وقع فيه : " عن جده " و لعلها زيادة من بعض النساخ ، أو وهم من البجلي فإن فيه ضعفا ، قال الذهبي : " هو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل ، لا ينبغي أن يروى عنه ، و وثقه ابن معين و غيره " . و زاد الحافظ في " اللسان " : " و قال الساجي : كان ضعيفا " . و ذكره ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 6/30 - 31 ) . و يرجح الأول ; أن لإسماعيل هذا حديثا آخر يرويه عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه قال : لما كانت غزوة تبوك .. الحديث ، لم يذكر فيه : " عن جده " . أخرجه الدولابي و الطبراني ( 22/340 - 341 ) و كذا أحمد ( 4/231 ) و البخاري في " التاريخ " ( 1/1/346 ) ، أورده في ترجمة إسماعيل ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما محمد بن أبي كبشة ; فذكره البخاري ( 1/1/176 ) برواية إسماعيل فقط عنه ، و أما ابن حبان فقال في " الثقات " ( 5/371 ) : " يروي عن أبيه ، و له صحبة - و اسم أبي كبشة : سعد بن عمر ، و يقال : عمر بن سعد - و هو أخو عبد الله بن أبي كبشة ، روى عن محمد بن أبي كبشة سالم بن أبي الجعد ، و قد قدم محمد بن أبي كبشة الكوفة ، فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط البجلي ( الأصل : ( العجلي ) و هو خطأ ) و سالم بن أبي الجعد " . و نقله الحافظ في " التعجيل " ، و لم يزد عليه شيئا . و بالجملة فهذه الطريق علتها الجهالة ، و لم أجد من تكلم عليها . والله سبحانه و تعالى أعلم . 2 - حديث علي ; يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبي عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال : فذكره . أخرجه ابن حبان ( 2/122 ) و من طريقه ابن الجوزي و قالا : " روى عن آبائه أشياء موضوعة ، لا يحل الاحتجاج به " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 5/1883 ) : " روى أحاديث ليست مستقيمة ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و قال أبو نعيم : " روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء " . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال الدارقطني : متروك " . 3 - حديث عائشة ; يرويه عمرو بن شمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عنها به . أخرجه ابن الجوزي ( 3/9 ) من طريق الحاكم بسنده عنه ، و قال : " عمرو بن شمر ; قال يحيى : ليس بثقة ، و قال السعدي : كذاب ، و قال النسائي و الدارقطني : متروك ، و قال ابن حبان : يروي الطامات عن الثقات ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " . قلت : و لعله سرقه منه يحيى بن عبد الحميد الحماني ، فإنه معروف بالسرقة ، فقد قال العقيلي في " ضعفائه " ( 4/413 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : قلت لأبي : بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه النظر إلى الحمام ، فأنكروه عليه ، فرجع عن رفعه ، فقال : " عن عائشة " ، فقال أبي : " هذا كذب ، إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان . يعني أنه وضعه على هشام " . زاد ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/165/2 ) : " قلت : إن بعض أصحاب الحديث زعم أن أبا زكريا السيلحيني رواه عن شريك ؟ فقال : كذب ، السيلحيني لا يحدث بمثل هذا ، هذا حديث باطل " . 4 - حديث أنس ، يرويه غنيم بن سالم عنه مرفوعا به إلا أنه لم يذكر الشطر الأول ، و ذكر بديله : " و كان يعجبه القرع " . أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2/257 ) و قال : " و هو يغنم بن سالم بن قنبر " . قلت : و هو متهم ، قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/145 ) : " شيخ ، يضع الحديث على أنس بن مالك ، روى عنه نسخة موضوعة ، لا يحل الاحتجاج به و لا الرواية عنه على سبيل الاعتبار " . و قال ابن يونس : " حدث عن أنس فكذب " . 5 - حديث طاووس يرويه عبد الرحمن بن بحر : حدثنا حازم بن جبلة بن أبي نضرة : حدثني سالم الأصبهاني عن طاووس به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/338 ) تعليقا فقال : حدث عمران بن عبد الرحيم : حدثنا عبد الرحمن بن بحر . قلت : و هذا إسناد مظلم مع إرساله ، ذكره في ترجمة سالم هذا ، و قال : " روى عنه حازم بن جبلة بن أبي نضرة و قال : أراه سالم بن عبد الله ختن سعيد بن جبير ، ذكره ابن منده " . قلت : في " تاريخ البخاري الكبير " ( 2/2/115 و 184 - 186 ) و " الجرح و التعديل " ( 2/2/18 و 120 ) جماعة يسمون ( سالم بن عبد الله ) و بعضهم لا ينسبون ، و ليس فيهم من روى عن طاووس ، فالله يعلم من هو و ما حاله ؟ و حازم بن جبلة ; لم أجد له ترجمة . و أما عمران بن عبد الرحيم ; فقد ترجمه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( ترجمة 314 - نسختي ) فقال : " كان يرمى بالرفض ، كثير الحديث ، حدث عن عمرو بن حفص و غيره بعجائب " . و ذكر أن وفاته كانت سنة ( 281 ) . و في " الميزان " و " اللسان " : " قال السليماني : فيه نظر ، و هو الذي وضع حديث أبي حنيفة عن مالك رحمهما الله تعالى " . قلت : فلعله هو المتهم في هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم ، والله سبحانه و تعالى أعلم . و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ، و لذلك حكم ابن الجوزي بوضعه من الطرق الثلاثة الأولى ، و ليس خيرا منها ما بعدها ، و قال الإمام أحمد : " كذب " . و أقر ذلك كله السيوطي في " اللآلي " ( 2/229 - 230 ) فلم يتعقبه بشيء ، و كذلك صنع المناوي في " فيض القدير " ، فإنه أقر ابن الجوزي على وضعه ، ثم تناقضا ، فأورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! و قال المناوي في " التيسير " : " إسناده واه " ! ( تنبيه ) : تقدم أن في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا : " و كان يعجبه القرع " . فاعلم أن هذه الجملة منه صحيحة عنه من طرق سقت بعضها في " الصحيحة " ( 2127 ) ، و انظر كتابي الجديد " مختصر الشمائل المحمدية " ( 135 و 136 ) . (3/392) 1394 - " لكل أمر مفتاح ، و مفتاح الجنة حب المساكين و الفقراء ، و هم جلساء الله يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/582 ) : موضوع أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 6/2375 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/146 - 147 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات ( 3/141 ) من طريق أحمد بن داود بن عبد الغفار : حدثنا أبو مصعب : حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال ابن حبان : " موضوع " ، و أحمد بن داود كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل الإبانة عن أمره ، لينكب حديثه " . و كذا قال ابن الجوزي و زاد : " و قال الدارقطني : هذا الحديث وضعه عمر بن راشد الجاري ( الأصل : الحارثي ) عن مالك ، و سرقه منه هذا الشيخ فوضعه على أبي مصعب " . قلت : أبو مصعب هذا اسمه مطرف بن عبد الله المدني ، و في ترجمته ساق الحديث ابن عدي مع أحاديث أخرى منكرة ، و قال عقبه : " هذا منكر بهذا الإسناد جدا " . فتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : هذه أباطيل حاشا مطرفا من روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ، فكيف خفي هذا على ابن عدي ؟ فقد كذبه الدارقطني ، و لو حولت هذه إلى ترجمته كان أولى " . و ذكر نحوه الحافظ في ترجمة مطرف من " التهذيب " . و مطرف هذا وثقه ابن سعد و ابن حبان و الدارقطني ، و أخرج له البخاري ، و قال أبو حاتم : " مضطرب الحديث صدوق " . فمثله لا يتحمل هذا الحديث و إنما البلاء من الراوي عنه أحمد بن داود كما قال الذهبي و العسقلاني ، فإنه لم يوثق مطلقا ، بل قال فيه ابن حبان كما تقدم : " كان يضع الحديث " . و كذا قال ابن طاهر ، و لذا قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " و تبعه الحافظ في " اللسان " : " هذا الحديث من أكاذيبه " . و قد تقدم في كلام الدارقطني أنه سرقه من عمر بن راشد الجاري ، و قد ذكر السيوطي في " اللآلي " أن رواية الجاري هذه رواها أبو الحسن بن صخر في " عوالي مالك " و الخطيب في " رواة مالك " بإسناديهما عنه . قال ( 2/324 ) : " و أخرجه ابن لال في " مكارم الأخلاق " و ابن عدي " . قلت : ابن عدي لم يخرجه من طريق الجاري ، و إنما من طريق أحمد بن داود كما تقدم ، و قد قال فيه الحاكم و أبو نعيم : " يروي عن مالك أحاديث موضوعة " . و قال الدارقطني : " كان يتهم بوضع الحديث على الثقات " . و الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " فذكره فيه برواية ابن لال فقط مع أنه أقر ابن الجوزي على وضعه كما تقدم ! و كذلك أقره المناوي في " الفيض " بقوله : " و أورده ابن الجوزي من عدة طرق ، و حكم عليه بالوضع " . لكن قوله : " من عدة طرق " ليس بدقيق ، لأنه ليس له إلا الطريق التي وضعها الجاري عن مالك ، ثم سرقها منه أحمد بن داود فرواه عن أبي مصعب عن مالك ، فهل يقال في مثل هذا : " من عدة طرق " ؟ و الأعجب من ذلك أنه لم يصرح بوضعه في " التيسير " و إنما اقتصر على قوله : " و فيه متهم " ! ( تنبيه ) : ذكرت فيما سبق أن مطرفا أبا مصعب ثقة ، فما وقع في التعليق على ترجمته في " الكامل " معزوا للتهذيب : " كذبه الدارقطني " ! فهو كذب مخالف للواقع في " التهذيب " و غيره ، فقد تقدم ما قاله الذهبي في أن البلاء في هذا الحديث من أحمد بن داود . قال : فقد كذبه الدارقطني . و قلت ثمة : و ذكر نحوه الحافظ .. و الآن أذكر نص كلامه في ذلك ليتبين القارىء كيف وقع هذا الخطأ الفاحش ! قال الحافظ في ترجمة مطرف ( 10/175 - 176 ) : " ذكره ابن عدي في " الكامل " و قال : يأتي بمناكير . ثم ساق له أحاديث بواطيل من رواية أحمد بن داود أبي صالح الحراني عنه ، و أحمد كذبه الدارقطني ، و الذنب له فيها لا لمطرف " . (3/393) 1395 - " أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/584 ) : ضعيف رواه الطبراني في الجزء الثاني من كتابه " مختصر مكارم الأخلاق " ( ورقة 158 - مجموع الظاهرية - 81 ) و رقم ( 139 - طبعة المغرب ) من طريق الوليد بن سفيان القطان البصري : حدثنا عبيد بن عمرو الحنفي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان : الأولى : ابن جدعان ، فإنه ضعيف معروف به . و الأخرى : عبيد بن عمرو الحنفي ضعفه الدارقطني و الأزدي ، قال الذهبي : " أورد له ابن عدي حديثين منكرين " . قلت : و هذا أحدهما ، و لفظه : " رأس العقل بعد .. " إلخ . و سيأتي برقم ( 3631 ) . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " المكارم " ، و بيض له المناوي في " فيض القدير " فلم يتكلم عليه بشيء ، و أما في " التيسير " فقال : " إسناده حسن " ! و هذا مما لا وجه له البتة كما يتبين للقارىء من التحقيق المتقدم ، و هو من الأدلة الكثيرة على أن كتابه هذا ليس في الدقة و تحري الصواب ككتابه الأول : " الفيض " ، بل هو في كثير من الأحيان ، يخالف فيه تحقيقه في الأول . و المعصوم من عصمه الله عز وجل . (3/394) 1396 - " للمرأة ستران : القبر و الزوج . قيل : و أيهما أفضل ؟ قال : القبر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) : موضوع أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/271/2 ) و في " الصغير " ( 448 - الروض النضير ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( ق 115/2 ) و اللفظ له ، و من طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14/372/1 ) و كذا ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/237 ) عن خالد بن يزيد : حدثنا أبو روق الهمداني عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا . و قال ابن الجوزي : " حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المتهم به خالد ، و هو خالد ابن يزيد عن أسد القسري ، قال ابن عدي : أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متنا و لا سندا " . قلت : و كذلك قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/15/424 ) : " لا يتابع على حديثه " . و قال أبو حاتم : " ليس بالقوي " . و ذكر الطبراني أنه تفرد به . و فيه علة أخرى ، و هي الانقطاع بين الضحاك - و هو ابن مزاحم - و ابن عباس ; فإنه لم يلقه ; كما تقدم غير مرة . و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي بأن له شاهدا من حديث علي رضي الله عنه ، و ما أظن ذلك يفيده قوة كما يأتي بيانه في الحديث التالي : " للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر القبر تسع عورات " . (3/395) 1397 - " للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر القبر تسع عورات " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) : منكر أخرجه الديلمي من طريق إبراهيم بن أحمد الحسني : حدثنا الحسين بن محمد الأشقر عن أبيه محمد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد عن أبيه عن أبيه الحسن بن الحسن ابن علي عن الحسن عن علي مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 2/438 ) شاهدا للذي قبله ، و سكت عنه هو و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/372 - 373 ) . و أقول : إسناده مظلم ، من دون محمد الأشقر لم أعرفهم ، و شيخه عبد الله بن محمد ; الظاهر أنه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث . و من فوقهم من أهل البيت معروفون بالصدق ، و مترجمون في " التهذيب " ، فالعلة ممن دونهم . (3/396) 1398 - " لو دعي بهذا الدعاء على شيء بين المشرق و المغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه : لا إله إلا أنت ، يا حنان يا منان ! يا بديع السماوات و الأرض ! يا ذا الجلال و الإكرام ! " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/586 ) : موضوع رواه الخطيب في " التاريخ " ( 4/116 ) عن خالد بن يزيد العمري أبي الوليد : حدثنا ابن أبي ذئب قال : حدثنا محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، رجاله كلهم ثقات غير خالد هذا ، قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/284 - 285 ) : " شيخ ينتحل مذهب أهل الرأي ، منكر الحديث جدا ، أكثر عنه أصحاب الرأي ، لا يشتغل بذكره لأنه يروي الموضوعات عن الأثبات " . و قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/18 ) : " يحدث بالخطأ ، و يحكي عن الثقات ما لا أصل له " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 3/890 ) : " عامة أحاديثه مناكير " . و قال الذهبي : " كذبه أبو حاتم و يحيى " . و ساق له في " الميزان " و " اللسان " بعض بلاياه و وضعه ! و هذا من أحاديث " الجامع الصغير " ، و بيض له المناوي في " شرحيه " ، فكأنه لم يقف على إسناده . (3/397) 1399 - " إذا مدح الفاسق غضب الرب ، و اهتز لذلك العرش " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/587 ) : منكر رواه أبو الشيخ الأصبهاني في " العوالي " ( 2/32/1 ) عن أبي يعلى و ابن عدي في " الكامل " ( 3/1307 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/277 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7/298 و 8/428 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/59/1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 7/2/2 ) من طريق سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان : الأولى : أبو خلف هذا ، قال الذهبي في " الميزان " : " كذبه يحيى بن معين ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث " . و قال الحافظ في " التقريب " : " قيل : اسمه حازم بن عطاء ، متروك ، و رماه ابن معين بالكذب " . قلت : فقول الحافظ في " الفتح " ( 10/478 ) - و عزاه لأبي يعلى و ابن أبي الدنيا في " الصمت " - : " و في سنده ضعف " . فهو منه تساهل أو تسامح في التعبير ، لأنه لا يعطي أنه شديد الضعف كما يعطيه قوله في ترجمة أبي خلف : " متروك " . و ما نقله المناوي عنه أنه قال : " سنده ضعيف " ; لعله في مكان آخر من " الفتح " و إلا فهو تصرف من المناوي غير جيد . الثانية : سابق بن عبد الله ، رجح الحافظ في " اللسان " أنه واه ، و أنه غير الرقي ، و في ترجمته ساق الذهبي حديثه هذا في كل من " الميزان " و " الضعفاء " ، و قال : " و هذا خبر منكر " . هذا ، و لفظ أبي نعيم : " إن الله عز وجل يغضب إذا مدح الفاسق " . و هو رواية للبيهقي . و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/139 ) : " رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " و البيهقي في " الشعب " من حديث أنس ، و فيه أبو خلف خادم أنس ; ضعيف " . و زاد في التخريج في موضع آخر : " ابن عدي و أبو يعلى " . و لم أره في " مسند أبي يعلى " و لا في " مجمع الهيثمي " و هو على شرطه ، فالظاهر أنه في " مسنده الكبير " و قد عزاه إليه الحافظ في " المطالب العالية " ( 3/3 ) . و الحديث روي هكذا مختصرا دون ذكر اهتزاز العرش من حديث بريدة مرفوعا . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1917 ) من طريق محمد بن صبيح الأغر ( الأصل : الأعز و هو خطأ مطبعي ) : حدثنا حاتم بن عبد الله عن عقبة الأصم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . ساقه في جملة أحاديث لعقبة - و هو ابن عبد الله الأصم الرفاعي البصري - و قال فيه : " و له غير ما ذكرت ، و بعض أحاديثه مستقيمة ، و بعضها مما لا يتابع عليه " . و روى عن ابن معين أنه قال فيه : " ليس بشيء " . و في رواية : " و ليس بثقة " . و عن عمر بن علي قال : " كان ضعيفا واهي الحديث ، ليس بالحافظ " . قلت : و الراوي عنه حاتم بن عبد الله أورده ابن حبان في " الثقات " ( 8/211 ) و قال : " يخطىء " . و وقع عند ابن أبي حاتم ( 1/2/260 ) و أبي نعيم فيما يأتي " حاتم بن عبيد الله " ، و قال ابن أبي حاتم عن أبيه : " نظرت في حديثه ، فلم أر فيه مناكير " . و محمد بن صبيح الأغر قال الخطيب في " التاريخ " ( 5/373 ) : " يكنى أبا عبد الله ، و يعرف بـ ( الأغر ) ، و هو موصلي لا بغدادي ، حدث عن المعافى بن عمران و سابق الحجام ، و العباس بن الفضل الأنصاري . روى عنه علي بن حرب الموصلي و كانت وفاته في سنة ثمان و عشرين و مائتين " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أنا أظن أنه الذي في " الميزان " و " اللسان " : " محمد بن صبيح ، عن عمر بن أيوب الموصلي ، قال الدارقطني : ضعيف الحديث " . و لعل مما يدل على ضعفه أنه قد خالفه في متن هذا الحديث و لفظه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن يزيد الأخوين قال : حدثنا حاتم بن عبيد الله : حدثنا عقبة ابن عبد الله الأصم .. فذكره بلفظ : " إذا قال الرجل للفاسق : يا سيدي فقد أغضب ربه " . أخرجه الحاكم و الخطيب في " التاريخ " . و هو بهذا اللفظ صحيح ، لأنه قد تابعه قتادة عن عبد الله بن بريدة به نحوه ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 371 و 1389 ) . و من هذا التخريج و التحقيق يتبين خطأ عزو السيوطي لحديث الترجمة لرواية ابن عدي عن بريدة و متابعة المناوي إياه ، فقد علمت أنه ليس في حديثه ذكر العرش مطلقا فاقتضى التنبيه . و شيء آخر ، فقد وقع في متن " التيسير " : ( عد ، عن أبي هريرة ) . فذكر أبا هريرة بدل بريدة ، و هو خطأ مطبعي ، والله أعلم . و خطأ مطبعي آخر وقع في تعليق الشيخ الأعظمي على " المطالب العالية " ، فإنه عزاه للحاكم ( 2/154 ) ، و ليس له ذكر في هذا المجلد و صفحته ، و الصواب ( 4/311 ) . ( تنبيه ) : لقد سبق تخريج هذا الحديث برقم ( 596 ) و لكن قدر الله أن أعيد تخريجه هنا بزيادة تذكر ، و فائدة أكثر ، و الحمد لله عز وجل . (3/398) 1400 - " ألا إن رحى الإسلام دائرة ، قيل : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : اعرضوا حديثي على الكتاب ، فما وافقه فهو مني ، و أنا قلته " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/590 ) : ضعيف جدا أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 1429 ) بإسناد الحديث المتقدم ( 1384 ) عن ثوبان . و هو إسناد ضعيف جدا كما سبق بيانه هناك . و عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " للطبراني و سمويه عن ثوبان ، و أورد في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني وحده الشطر الثاني منه ، و هو اختصار لا وجه له ، بل كان عليه أن لا يورده فيه مطلقا ، لأن هذا القدر منه باطل يقينا ، فإنه من وضع الزنادقة و الملاحدة ، أو ممن تأثر بهم و استجابوا لضلالتهم ، شعروا بذلك أو لم يشعروا ! كطائفة الخوارج و الإباضية ، و من جرى مجراهم في تحكيمهم لأهوائهم ، فقد أورده الربيع بن حبيب إمام الإباضية في كتابه الذي سماه بعضهم - على قاعدة : يسمونها بغير اسمها - : " الجامع الصحيح - مسند الإمام الربيع " ، و اعتمد عليه المسمى عز الدين بليق ، فنقل منه أحاديث كثيرة ، منها هذا الحديث فأورده في منهاجه الذي سماه على القاعدة المذكورة " منهاج الصالحين " ! ( رقم 1387 ) ، و هو كتاب ضخم عجيب في أسلوب تأليفه أو طريقة جمعه ، فإنه عبارة عن فصول مختلفة مسروقة من كتب متعددة مصورة منها تصويرا ببعض الآلات الحديثة مثل ( الأوفست ) ، و لذلك تراه كشكولا من حيث نوعية أحرفه و سطوره ، فبعضه كبير و بعضه صغير ، و بعضه طويل و بعضه فصير ! ! و لذلك نجد فيه من البحوث المتناقضة العجب العجاب ، لأنها لا تمثل رأي ملفقها ( بليق ) و إنما الذين سرقها منهم ، و لذلك فمنها النافع و منها الضار ، و من أبرز ما فيه من النوع الثاني و أسوئه كثرة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة فيه ، و من مكره إن لم نقل كذبه أنه كساها ثوب الصحة بزعمه في مقدمته : إنه استبعد منه الأحاديث الضعيفة و الموضوعة ! و لذلك كنت شرعت في الرد عليه في هذه الدعوى الكاذبة و غيرها حين وجدت المناسبة و الظروف المواتية ، و تعهد بعضهم بنشره ، و فعلا نشر من أوله ثلاث مقالات متتابعة في جريدة ( الرأي ) ، ثم لم يتح لبقيتها النشر لأسباب لا تخفى على أهل العلم ، و لقد كان مما انتقدته منها هذا الحديث الباطل المخالف للكتاب و السنة معا كما بينه علماؤنا رحمهم الله تعالى . من ذلك قول ابن عبد البر في " باب موضع السنة من الكتاب و بيانها له " من كتابه القيم " جامع بيان العلم و فضله " ، قال ( 2/190 - 191 ) : " و قد أمر الله عز وجل بطاعته و اتباعه أمر مجملا لم يقيد بشيء ، كما أمرنا باتباع كتاب الله ، و لم يقل : وافق كتاب الله ، كما قال بعض أهل الزيغ ، قال عبد الرحمن بن مهدي : " الزنادقة و الخوارج وضعوا ذلك الحديث .. " فذكره بنحوه ثم قال : " و هذه الألفاظ لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بصحيح النقل من سقيمه ، و قد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم و قالوا . نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله قبل كل شيء و نعتمد على ذلك ، قالوا : فلما عرضناه على كتاب الله وجدناه مخالفا لكتاب الله ; لأنا لم نجد في كتاب الله أن لا يقبل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله ، بل وجدنا كتاب الله يطلق التأسي به و الأمر بطاعته ، و يحذر المخالفة عن أمره جملة على كل حال " . و لقد أطال النفس في الكلام على طرق هذا الحديث ، و بيان بطلانه ، و أنه من وضع الزنادقة ; الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه " الإحكام في أصول الأحكام " ( 2/76 - 82 ) فشفى و كفى جزاه الله خيرا ، و من ذلك قوله : " إنه لا يقول هذا إلا كذاب زنديق كافر أحمق ، إنا لله و إنا إليه راجعون على عظم المصيبة بشدة مطالبة الكفار لهذه الملة الزهراء ، و على ضعف بصائر كثير من أهل الفضل يجوز عليهم مثل هذه البلايا ; لشدة غفلتهم ، و حسن ظنهم لمن أظهر لهم الخير " . و لقد صدق رحمه الله و أجزل ثوابه ، فهذا هو المثال بين يديك ، فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " الذي ادعى في مقدمته أنه صانه عما تفرد به وضاع أو كذاب ! و لما ذكره في " الجامع الكبير " ( 3487 ) برواية الطبراني أيضا لم يزد على ذلك إلا قوله : " و ضعف " ! و تبعه المناوي على ذلك في " شرحيه " ! ثم اللجنة الأزهرية القائمة على التعليق على " الجامع الكبير " ! فاعتبروا يا أولي الأبصار . (3/399) 1401 - " يقبل الجبار تعال يوم القيامة ، فيثني رجله على الجسر ، فيقول : وعزتي وجلالي لا يجاوزني ظالم ، فينصف الخلق بعضهم من بعض ، حتى إنه لينصف الشاة الجماء من العضباء بنطحة نطحتها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) : ضعيف جدا أخرجه الطبراني في " الكبير " بالسند المشار إليه قبله . لكن جملة الشاة صحيحة ، جاءت في أحاديث عديدة بعضها صحيح ، و قد سبقت الكثير الطيب منها في " الصحيحة " ، فانظرها برقم ( 1588 ، 1966 ) . و قوله فيه : " فيثني رجله " منكر جدا في نقدي ، فإني لا أعرف له شاهدا فيما عندي ، و لا أجد فيه طلاوة الكلام النبوي ، والله سبحانه و تعالى أعلم . (3/400) 1402 - " سيكون أقوام من أمتي يتعاطون فقهاؤهم عضل المسائل ، أولئك شرار أمتي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) : ضعيف جدا أخرجه الطبراني بالإسناد المشار إليه آنفا . (3/401) 1403 - " لو جاءت العسرة حتى تدخل هذا الجحر ، لجاءت اليسرة حتى تخرجه ، فأنزل الله تبارك و تعالى : *( إن مع العسر يسرا )* " قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/593 ) : ضعيف جدا رواه البزار ( 2288 ) و ابن عدي في الكامل ( 80/2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/107 ) و الحاكم ( 2/255 ) عن حميد بن حماد : حدثنا عائذ بن شريح قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ينظر إلى جحر بحيال وجهه فقال : فذكره و قال ابن عدي : " لا أعلم يرويه عن عائذ غير حميد بن حماد ، و هو يحدث عن الثقات بالمناكير ، و هو على قلة حديثه لا يتابع عليه " . و قال الحاكم : " حديث عجيب ، غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : تفرد به حميد بن حماد عن عائذ ، و حميد منكر الحديث كعائذ " . و قد روي عن ابن مسعود ، و لكنه واه جدا . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/59/1 ) عن يزيد بن هارون : أنا أبو مالك النخعي عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عنه به نحوه . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبو مالك النخعي و هو الواسطي متروك كما قال الحافظ . و ذكر الحافظ ابن كثير في " التفسير " أن شعبة رواه عن معاوية بن قرة عن رجل عن عبد الله بن مسعود موقوفا . رواه ابن جرير في " تفسيره " ( 30/151 ) . و رجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم . و أما حديث : " لن يغلب عسر يسرين " فقد جاء مرسلا ، و سيأتي تخريجه برقم ( 4342 ) مع بيان جهل من صححه ممن اختصر تفسير ابن كثير ، و هو الشيخ الصابوني الحلبي . و قد صنع مثله ابن بلده الشيخ الرفاعي فأورد حديث عائذ هذا في " مختصره " أيضا ( 4/404 ) ، مع تصريحه أيضا في مقدمته بأنه التزم فيه الصحيح من الحديث ، بل إن صنيعه أسوأ من صنيع الصابوني ; لأن هذا الحديث قد ضعفه ابن كثير و بين علته بقوله عقبه و قد عزاه لابن أبي حاتم و البزار الذي قال : " لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح " ; فقال ابن كثير : " قلت : و قد قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف " . فأين الالتزام المزعوم يا نسيب ؟ فاتق الله في حديث نبيك صلى الله عليه وسلم ، و لا تدع ما لا تحسنه . (3/402) 1404 - " كل مشكل حرام ، و ليس في الدين إشكال " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) : موضوع رواه الروياني في " مسنده " ( ق 163/2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1259 - بغداد ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 96/1 ) و إسحاق بن إسماعيل الرملي في " حديث آدم بن أبي إياس " ( ق 4/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 10/2 ) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن تميم الداري مرفوعا ، و قال ابن عدي : " لا يروى إلا عن حسين هذا بهذا الإسناد ، و هو ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين على حديثه " . قلت : و قد كذبه مالك و أبو حاتم و ابن الجارود . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/244 ) : " يروي عن أبيه عن جده بنسخة موضوعة " . ثم ساق له هذا الحديث و قال : " و ليس تحفظ هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح " . (3/403) 1405 - " تسحروا و لو بشربة من ماء ، و أفطروا و لو على شربة ماء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) : موضوع رواه ابن عدي ( 96/1 ) عن أبي بكر بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا . و قال ابن عدي : " الحسين هذا ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين على حديثه " . قلت : و لذلك كذبه جماعة من الأئمة كما تقدم في الحديث السابق . نعم ، الجملة الأولى منه صحيحة ، فقد روي من حديث أنس في " المختارة " للمقدسي ، و ابن عمرو عند ابن حبان في " صحيحه " ( 884 ) ، و أبي سعيد الخدري عند أحمد ( 3/12 و 44 ) ، و جابر عند ابن أبي شيبة ( 2/147/1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3911 ) ، و أبي أمامة عند الخلال في " جزء من أدركهم من أصحاب ابن منده " ( 148/2 ) ، و ابن عساكر عن عبد الله بن سراقة كما في " الجامع " ، و أسانيدها و إن كانت لا تخلو من ضعف فمجموعها يعطي لها قوة ، لا سيما و إسنادها عند ابن حبان حسن ، والله أعلم . (3/404) 1406 - " في أبوال الإبل و ألبانها شفاء للذربة بطونهم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) : ضعيف جدا رواه الطبراني ( 3/185/1 ) عن ابن لهيعة : نا عبد الله بن هبيرة عن حنش عن ابن عباس مرفوعا . و من هذا الوجه رواه أبو نعيم في " الطب " ( 9 - 10 نسخة السفرجلاني ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . و فيه علتان : الأولى : حنش هذا اسمه الحسين بن قيس ، و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " . و الأخرى : ابن لهيعة و اسمه عبد الله و هو ضعيف . (3/405) 1407 - " عليكم بأبوال الإبل البرية و ألبانها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) : ضعيف أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 4/10/1 - 2 ) من طريق دفاع بن دغفل السدوسي عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده صهيب الخير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، دفاع و شيخه عبد الحميد كلاهما ضعيف . (3/406) 1408 - " من احتجم يوم السبت و الأربعاء ، فرأى وضحا ، فلا يلومن إلا نفسه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) : ضعيف أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 98/2 ) من طريق حسان بن سياه مولى عثمان بن عفان : حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أورده في جملة أحاديث ساقها لحسان هذا ثم قال : " و عامتها لا يتابعه غيره عليه ، و الضعف يتبين على رواياته و حديثه " . قلت : و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/267 ) : " منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه " . قلت : فهو بهذا الإسناد ضعيف جدا و قد روي من حديث أبي هريرة أيضا ، و لا يصح كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى ( 1524 ) . (3/407) 1409 - " من احتجم يوم الخميس ، فمرض فيه ; مات فيه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) : منكر جدا رواه ابن عساكر ( 2/397/2 ) عن أحمد بن محمد بن نصر الضبعي : نا أحمد بن محمد ابن الليث : نا منصور بن النضر : حدثنا إسحاق بن يحيى بن معاذ قال : كنت عند المعتصم أعوده فقلت : يا أمير المؤمنين أنت في عافية . قال : كيف تقول و قد سمعت الرشيد يحدث عن أبيه المهدي عن أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم ، مسلسل بمن لا تعرف حالهم : 1 - إسحاق هذا، أورده الحافظ في ترجمته و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . 2 - و منصور بن النضر ، قال الخطيب ( 3/82 ) : " من شيعة المنصور " . ثم ساق له حديثا آخر ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . 3 - و أحمد بن محمد بن الليث ، كناه الخطيب ( 5/84 ) أبا الحسن ، ثم ساق له حديثا آخر و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . 4 - و أحمد بن محمد بن نصر الضبعي كناه الخطيب ( 5/108 ) أبا بكر ، و قال : " روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني و ذكر أنه سمع منه بالرقة " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا " . و الحديث عندي منكر جدا . والله أعلم . و قد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء في كل من كتابيه " الفيض " و " التيسير " ! فكأنه لم يقف على إسناده . (3/408) 1410 - " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر ، كان دواء لداء السنة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/597 ) : منكر أخرجه ابن عدي ( 144/2 ) و عنه البيهقي ( 9/340 ) من طريق سلام بن سلم الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال البيهقي : " سلام الطويل متروك ، و روي عن زيد كما أخبرنا .. " . ثم ساقه بإسناده عن هشيم عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس رفعه .. فذكره . قلت : و زيد العمي ضعيف ، و هشيم ثقة ، و لكنه مدلس . فقول الذهبي في " المهذب " : " إسناده جيد مع نكارته " . نقله المناوي في " الفيض " و أقره ! فغير جيد ، كيف و هو قد أورد زيدا هذا في " كتاب الضعفاء و المتروكين " و قال : " ليس بالقوي " ! ثم قال البيهقي : " و رواه أبو جزي نصر بن طريف بإسنادين له عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ، و هو متروك لا ينبغي ذكره " . و سيأتي الحديث بزيادة في التخريج و التحقيق برقم ( 5575 ) . (3/409) 1411 - " إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) : ضعيف أخرجه البيهقي ( 9/341 ) من طريق عبد الله بن صالح : حدثنا عطاف بن خالد ، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قالا : " عطاف ضعيف " . قلت : و مثله عبد الله بن صالح ، و هو كاتب الليث المصري فإنه قد تكلموا فيه من قبل حفظه . ثم قال البيهقي : " و روى يحيى بن العلاء الرازي و هو متروك بإسناد له عن الحسين بن علي فيه حديثا مرفوعا ، و ليس بشيء " . قلت : قد وقفت عليه و هو : " إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " . (3/410) 1412 - " إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) : موضوع أخرجه أبو يعلى ( 317/2 ) : حدثنا جبارة : حدثنا يحيى بن العلاء عن زيد بن أسلم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته يحيى بن العلاء ، قال أحمد : " كذاب يضع الحديث " . و قد ذكرت له فيما سبق غير ما حديث ، منها : " أحبوا العرب لثلاث .... " ( 360 ) . و هو متفق على تضعيفه . و تقدم آنفا قول البيهقي فيه : " متروك " ، و في حديثه هذا : " ليس بشيء " . و لذلك فقد أصاب ابن الجوزي بإيراده لهذا الحديث في " الموضوعات " بقدر ما أخطأ السيوطي في ذكره إياه في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى . و لم يصنع شيئا بتعقبه ابن الجوزي بقوله في " اللآلي " ( 2/411 ) و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/359 ) : " قلت : له شاهد . قال البيهقي .. " . ثم ساق الحديث الذي قبله ، لأنه مع ضعفه ، ليس فيه ذكر الموت ، خلافا لهذا . فتأمل . (3/411) 1413 - " ذروا الحسناء العقيم ، و عليكم بالسوداء الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم حتى بالسقط محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة . فيقول : حتى يدخل والدي معي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/599 ) : موضوع رواه ابن عدي ( 98/2 ) من طريق أبي يعلى عن عمرو بن حصين : حدثنا حسان بن سياه : حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله مرفوعا و قال : " لا يرويه عن عاصم غير حسان بن سياه ، و عامة حديثه لا يتابع عليه و الضعف بين على رواياته " . قلت : و كلام ابن حبان فيه يدل على أنه شديد الضعف ، و قد ذكرته قريبا تحت الحديث ( 1409 ) . لكن الراوي عنه عمرو بن حصين شر منه ، فقد اتهم بالوضع كما تقدم غير مرة ، و لذلك فقد أساء السيوطي بذكره للحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي ! و لكنه أساء مرة أخرى ، فإنه لم يورده بتمامه ، و إنما إلى قوله : " الولود " ! فأوهم أنه كذلك عند ابن عدي ، و شاركه في هذا المناوي فإنه قال : " و زاد أبو يعلى في روايته : فإني مكاثر ... " . فأوهم أن هذه الزيادة ليست عند ابن عدي ! فكأنه لم يقف عليه عنده ، أو أنه لم يتنبه أنه تلقاه من أبي يعلى ، و الأول أقرب عندي . والله تعالى أعلم . ثم تعقب السيوطي لسكوته عليه ، فقال بعد أن ذكر تجريح ابن عدي المذكور لحسان نقلا عن " اللسان " : " و به يعرف أن سكوت المصنف على عزوه لابن عدي و حذفه من كلامه إعلاله غير صواب " . قلت : و مثل هذا السكوت يكثر من السيوطي رحمه الله تعالى و من غيره أيضا ، و هذا شيء ابتلي به المتأخرون كثيرا ، و لا يكاد ينجو منه إلا القليل ، و ليس ذلك من النصح في شيء . والله تعالى هو المستعان . (3/412) 1414 - " أقل الحيض ثلاث ، و أكثره عشر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/600 ) : منكر رواه الطبراني في " الأوسط " ( ق 36/1 - رقم 593 - مصورتي ) : حدثنا أحمد قال : حدثنا محرز بن عون و الفضل بن غانم قالا : نا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لم يروه عن مكحول إلا العلاء " . قلت : وقع في الإسناد أنه العلاء بن كثير كما ترى ، و في " المعجم الكبير " خلافه فقال ( 8/152/7586 ) : حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي : حدثنا الفضل بن غانم : حدثنا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن العلاء بن حارث عن مكحول به . و لم يتنبه الهيثمي لهذا الاختلاف الذي وقع في المعجمين في اسم والد العلاء ، فجعله واحدا في كلامه على إسنادهما فقال في " مجمع الزوائد " ( 1/280 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عبد الملك الكوفي عن العلاء ابن كثير ، لا ندري من هو ؟ " . و قلده المعلق على " المعجم الأوسط " ( 1/356 ) فنقله عنه بالحرف الواحد و لم يزد عليه حرفا واحدا ، و هكذا كل أو جل تعليقاته عليه ليس فيها شيء من العلم الذي يستحق به أن يكتب عليه : تحقيق الدكتور فلان ، فالله المستعان على تحقيقات بل تجارات دكاترة آخر الزمان ! ! و اعلم أن الفرق بين العلاءين فرق شاسع ، فابن كثير و هو الليثي الدمشقي متهم ، قال الحافظ في " التقريب " : " متروك رماه ابن حبان بالوضع " . و أما ابن الحارث ، و هو الحضرمي الدمشقي ; فهو ثقة ، قال الحافظ : " صدوق ، فقيه لكن رمي بالقدر و قد اختلط " . قلت : و الراجح عندي أنه الأول ، و ذلك لسببين : الأول : أن السند بذلك صحيح إلى حسان بن إبراهيم فإن راويه عنه محرز بن عون ثقة من رجال مسلم ، و كذلك شيخ الطبراني أحمد الراوي عنه ، و هو أحمد بن القاسم بن مساور أبو جعفر الجوهري ثقة ، مترجم في " تاريخ بغداد " ( 4/349 - 350 ) ، بخلاف إسناد " كبير الطبراني " فإنه لا يصح إلى حسان ، فقال المناوي في " الفيض " : " و فيه أحمد بن بشير الطيالسي ، قال في " الميزان " : لينه الدارقطني ، و الفضل بن غانم قال الذهبي : قال يحيى : ليس بشيء ، و مشاه غيره ، و العلاء بن الحارث قال البخاري : منكر الحديث " . قلت : و هذا الأخير منه وهم ، فإن البخاري إنما قال ما ذكر في العلاء بن كثير ، و ليس العلاء بن الحارث . و الآخر : أن العلماء أعلوا الحديث بابن كثير ، و ابن حبان ذكره في ترجمته من كتابه " الضعفاء " فقال ( 2/181 - 182 ) : " العلاء بن كثير مولى بني أمية ، من أهل الشام ، يروي عن مكحول و عمرو بن شعيب ، روى عنه أهل الشام و مصر ، و كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يحل الاحتجاج بما روى و إن وافق فيها الثقات ، و من أصحابنا من زعم أنه العلاء بن الحارث ، و ليس كذلك لأن العلاء بن الحارث حضرمي من اليمن ، و هذا من موالي بني أمية ، و ذاك صدوق ، و هذا ليس بشيء في الحديث ، و هو الذي روى عن مكحول عن أبي أمامة .. " . قلت : فذكر الحديث بأتم منه . ثم ساق إسناده هو و ابن عدي في " الكامل " ( ق 99/1 ) و الدارقطني في " سننه " ( ص 80 ) و عنه ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ( 1/384 ) و البيهقي ( 1/326 ) من طرق عن حسان بن إبراهيم الكرماني قال : نا عبد الملك قال : سمعت العلاء قال : سمعت مكحولا به مطولا و لفظه : " أقل ما يكون الحيض للجارية البكر و الثيب التي أيست من المحيض ثلاثا ، و أكثر ما يكون الحيض عشرة أيام ، فإذا زاد الدم أكثر من عشرة فهي مستحاضة ، يعني ما زاد على أيام أقرائها ، و دم الحيض لا يكون إلا دما أسود عبيطا يعلوه حمرة ، و دم المستحاضة رقيق تعلوه صفرة ، فإن كثر عليها في الصلاة فلتحتش كرسفا ، فإن غلبها في الصلاة فلا تقطع الصلاة و إن قطر ، و يأتيها زوجها ، و تصوم " . و قال الدارقطني و تبعه البيهقي و ابن الجوزي : " عبد الملك هذا مجهول ، و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث ، و مكحول لم يسمع من أبي أمامة شيئا " . و أما ابن عدي فأعله بالكرماني ، فإنه أورده في ترجمته فيما أنكر عليه و قال : " و هو عندي من أهل الصدق ، إلا أنه يغلط في الشيء ، و ليس ممن يظن به أنه يتعمد في باب الرواية إسنادا و متنا ، و إنما هو وهم منه ، و هو عندي لا بأس به " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . قلت : فالعلة - والله أعلم - ممن فوقه ، إما عبد الملك شيخه ، و هو مجهول ، و إما العلاء بن كثير المتهم ، و هو ليس عليه بكثير . و قد ابتلي بهذا الحديث بعض متعصبة الحنفية من المتقدمين و المتأخرين ، منهم ابن التركماني فقد حاول أو على الأقل أوهم أنه صحيح ! فقال في " الجوهر النقي " متعقبا على البيهقي قوله المتقدم : " و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث " : " قلت : لم ينسب العلاء في هذه الرواية ، و قول الدارقطني : هو ابن كثير يعارضه أن الطبراني روى هذا الحديث ، و فيه العلاء بن حارث ، و قال أبو حاتم : ثقة لا أعلم أحدا من أصحاب مكحول أوثق منه .. " إلخ . قلت : و هذه المعارضة لا قيمة لها البتة ، و ذلك بين مما شرحته آنفا لولا التعصب المذهبي الأعمى ، الذي يحاول قلب الحقائق العلمية لتتفق مع الأهواء المذهبية دائما ، و لكن لا بأس من تلخيص ذلك من وجوه : الأول : أن الطبراني له إسنادان إلى العلاء ، في أحدهما التصريح بأنه ابن كثير الواهي ، و في الآخر أنه ابن الحارث الثقة ، فإطلاق العزو للطبراني بهذا لا يخفى على اللبيب ما فيه من الإيهام المخالف للواقع ! الثاني : أن إسناده إلى ابن الحارث ضعيف ، بخلاف إسناده إلى ابن كثير ; فإنه صحيح على ما سبق بيانه . الثالث : أن أئمة الجرح و التعديل بينوا أنه ابن كثير ; الواهي ، فلا قيمة لرأي مخالفهم من المتأخرين ، و بخاصة إذا كان الحامل له على ذلك التعصب المذهبي . الرابع : هب أنه ابن الحارث الثقة ، و لكنه كان قد اختلط كما تقدم عن الحافظ ، فمثله لا يحتج به إلا إذا عرف أنه حدث به قبل الاختلاط ، و هيهات . الخامس : افترض أنه عرف ذلك أو أن اختلاطه يسير لا يضر فما فائدة ذلك و الراوي عنه عبد الملك مجهول ، كما تقدم عن الدارقطني و غيره ، و ابن التركماني مقر به و إلا لعلق عليه ، فحرصه على ترجيح أنه ابن الحارث حرص ضائع . و منهم الشيخ علي القارىء ، فإنه نقل في " الأسرار المرفوعة " عن ابن قيم الجوزية قوله في " المنار " ( ص 122/275 - حلب ) : " و كذلك تقدير أقل الحيض بثلاثة أيام و أكثره بعشرة ، ليس فيها شيء صحيح ، بل كله باطل " . فتعقبه الشيخ القاريء بقوله ( 481 - بيروت ) : " قلت : و له طرق متعددة ، رواه الدارقطني و ابن عدي و ابن الجوزي ، و تعدد الطرق و لو ضعفت ، يرقي الحديث إلى الحسن ، فالحكم بالوضع عليه لا يستحسن " . قلت : و قد سبقه إلى هذه الدعوى ابن الهمام في " فتح القدير " ( 1/143 ) ثم العيني في " البناية شرح الهداية " ( 1/618 ) و زاد ضغثا على إبالة قوله : " على أن بعض طرقها صحيحة " ! ثم قلدهم في ذلك الكوثري الحلبي في تعليقه على " المنار " ، فإنه قال بعد أن نقل كلام الشيخ علي المتقدم : " و قد ذكر العلامة القاري تلك الطرق المشار إليها في كتابه " فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية " ( 1 : 202 - 203 ) الذي حققته و طبع بحلب سنة ( 1387 ) ، فانظره " . و لو أنه أراد خدمة السنة و الإنصاف للعلم لأحال في ذلك على كتاب " نصب الراية " لأنه أشهر عند أهل العلم ، و لأن مؤلفه الزيلعي أقعد بهذا الفن و أعرف به من كل من ذكرناهم من الحنفية ، فإنه بحث هذه الأحاديث بحثا حرا ، و نقدها نقدا حديثيا مجردا عن العصبية المذهبية ، خلافا لهؤلاء الذين جاؤوا من بعده ، فإنهم لا يلتزمون القواعد الحديثية ، فانظر إليهم كيف يقولون : " و تعدد الطرق و لو ضعفت يرقي الحديث إلى الحسن " . فإنهم يعلمون أن هذا ليس على إطلاقه ، بل ذلك مقيد بأن لا يشتد ضعفه كما هو مذكور في " مصطلح الحديث " <1> ، و هذا الشرط غير متوفر في هذا الحديث ، لأن مدار طرقه كلها على كذابين و متروكين و مجهولين لا تقوم بهم حجة ، و هاك بيانها : 1 - حديث معاذ ، يرويه أسد بن سعيد البجلي عن محمد بن الحسن { الصدفي } عن عبادة بن نسي ، عن عبد الرحمن بن غنم عنه مرفوعا بلفظ : " لا حيض أقل من ثلاث ، و لا فوق عشر " . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 375 ) و قال : " محمد بن الحسن ليس بمشهور بالنقل ، و حديثه غير محفوظ " . و قال ابن حزم في " المحلى " ( 2/197 ) : " و هو مجهول ، فهو موضوع بلا شك " . و أقول : لا أستبعد أن يكون محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، فقد أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 291/2 ) من طريق أخرى عن محمد بن سعيد الشامي قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم به . فأسقط من الإسناد عبادة بن نسي ، و لعل هذا من أكاذيبه ، فإنه كذاب وضاع معروف بذلك ، و قد قال فيه سفيان الثوري : " كذاب " . و قال عمرو بن علي : " يحدث بأحاديث موضوعة " . و قال ابن عدي بعد أن روى هذا و غيره من أقوال الأئمة في تجريحه و ساق له أحاديث مما ( أخذ ) عليه : " و له غير ما ذكرت ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و لا يقال : إن محمد بن الحسن الصفدي غير محمد بن سعيد الشامي ; فإنه قد قيل فيه : بأنهم قد قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى . و الراوي عنه أسد بن سعيد البجلي غير معروف ، و من المحتمل أنه الذي في " اللسان " : " أسد بن سعيد أبو إسماعيل الكوفي ، قال ابن القطان : " لا يعرف " . فيمكن أن يكون هو الذي قلب اسم هذا الكذاب . 2 - حديث أنس ، يرويه الحسن بن دينار عن معاوية بن قرة عنه مرفوعا بلفظ : " الحيض ثلاثة أيام و أربعة و خمسة و ستة و سبعة و ثمانية و تسعة و عشرة ، فإذا جاوز العشرة فمستحاضة " . أخرجه ابن عدي ( ق 85/1 ) و قال : " هذا الحديث معروف بالجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس " . يعني موقوفا . قلت : و هو أعني الجلد متروك كما يأتي ، أما الحسن بن دينار فهو كذاب كما قال أبو حاتم و أبو خيثمة و غيرهما ، و ترجمته في " اللسان " من أسوأ ما تكون تجريحا و تكذيبا . و قد روي موقوفا ، و هو حديث الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس به . أخرجه الدارمي ( 1/209 ) و الدارقطني ( 77 ) و البيهقي ( 1/322 ) من طرق عنه . و كذلك رواه ابن عدي في ترجمته . و روى تضعيفه عن الشافعي و أحمد ، و عن ابن المبارك قال : " أهل البصرة يضعفون الجلد " . و كذا رواه العقيلي و زاد : " قال ابن المبارك : شيخ ضعيف " . و عن ابن عيينة قال : " حديث الجلد بن أيوب في الحيض حديث محدث لا أصل له " . و عن يزيد بن زريع قال : " ذاك أبو حنيفة لم يجد شيئا يحدث به في حديث الحيض إلا بالجلد " ! و روى الدارقطني عن أبي زرعة الدمشقي قال : " رأيت أحمد بن حنبل ينكر حديث الجلد بن أيوب هذا ، و سمعت أحمد بن حنبل يقول : لو كان هذا صحيحا لم يقل ابن سيرين : استحيضت أم ولد لأنس بن مالك ، فأرسلوني أسأل ابن عباس رضي الله عنه " . و هذا يعني بوضوح لا خفاء فيه أن أنسا رضي الله عنه لم يحدث بهذا الذي رواه الجلد عنه . و هذا معناه أنه ضعيف جدا ، و هذا ما يشير إليه الدارقطني في " الضعفاء و المتروكين " ( 168/141 - مكتبة المعارف - الرياض ) : " متروك " . و روى البيهقي عن أحمد بن سعيد الدارمي قال : سألت أبا عاصم عن الجلد بن أيوب ؟ فضعفه جدا ، و قال : " كان شيخا من مشايخ العرب تساهل أصحابنا في الرواية عنه " . و له طريق أخرى عن أنس شديدة الضعف أيضا ، يرويه إسماعيل بن داود بن مخراق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس قال : " هي حائض فيما بينها و بين عشرة ، فإذا زادت فهي مستحاضة " . و آفة هذه الطريق - مع وقفها - هو إسماعيل هذا ، فإنه ضعيف جدا ، قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال أبو حاتم : " ضعيف الحديث جدا " . 3 - حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا مثل حديث الترجمة ، رواه محمد بن أحمد بن أنس الشامي : حدثنا حماد بن المنهال البصري عن محمد بن راشد عن مكحول . أخرجه الدارقطني ( ص 81 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/385 ) و قالا : " ابن منهال مجهول ، و محمد بن أحمد بن أنس ضعيف " . قلت : و فيه علتان أخريان : الأولى : ضعف محمد بن راشد و هو المكحولي الخزاعي الدمشقي ، قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/253 ) : " كثرت المناكير في روايته فاستحق الترك " . و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1/192 ) . و قال الحافظ : " صدوق يهم " . و الأخرى : الانقطاع ، فإن مكحولا لم يسمع من واثلة كما قال البخاري ، و قد روي عن العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة كما تقدم مع بيان وهائه . 4 - حديث أبي سعيد الخدري و غيره ، قال يعقوب بن سفيان : أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو ، قدري ، رجل سوء كذاب ، كان يكذب مجاوبة ، قال إسحاق : أتيناه فقلنا له : أيش تعرف في أقل الحيض و أكثره و ما بين الحيضتين من الطهر ؟ فقال : الله أكبر ، حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و حدثنا أبو طوالة عن أبي سعيد الخدري ، و جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به و زاد : " و أقل ما بين الحيضتين خمسة عشر يوما " . رواه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9/20 ) و من طريقه ابن الجوزي . ذكره الخطيب في ترجمة النخعي هذا و روى عن جمع غفير من الأئمة أنه كذاب يضع الحديث . و في آخر ترجمته من " اللسان " : " قال ابن عبد البر : هو عندهم كذاب يضع الحديث و تركوا حديثه . قلت : الكلام فيه لا يحصر ، فقد كذبه و نسبه إلى الوضع من المتقدمين و المتأخرين ممن نقل كلامهم في الجرح و العدالة - فوق الثلاثين نفسا " . قلت : و قد رواه بعض المتروكين عنه عن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي أمامة به نحوه . أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/333 ) من طريق إبراهيم بن زكريا الواسطي : حدثنا سليمان بن عمرو به . ذكره في ترجمة سليمان هذا و قال فيه : " كان رجلا صالحا في الظاهر ، إلا أنه كان يضع الحديث وضعا ، و كان قدريا لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار " . و قال في ترجمة الواسطي هذا ( 1/115 ) : " يأتي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات إن لم يكن بالمتعمد لها ، فهو المدلس عن الكذابين ، لأني رأيته قد روى أشياء عن مالك موضوعة ، ثم رواها أيضا عن موسى ابن محمد البلقاوي عن مالك " . أقول : هذه هي الطرق التي زعم الشيخ القارىء أن الحديث يرقى بها إلى مرتبة الحسن ، و هي بعينها التي ساق أحاديثها في " فتح باب العناية " ( 1/202 - 204 ) ساكتا عن كل هذه العلل الفاضحة ، و عن أقوال أئمة الحديث فيها ليقول في نهاية بحثه : " فهذه عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق متعددة ترفع الضعيف إلى الحسن " ! ! فليت شعري ما قيمة هذه الطرق إذا كان مدارها على الكذابين و المتروكين و المجهولين ؟ ! و هم يعلمون من علم المصطلح أنها لا تعطي الحديث قوة ، بل تزيده و هنا على وهن . و من العجائب حقا أن يتابعه في ذلك كوثري اليوم ، فيحيل القراء عليه متبجحا كما تقدم ، و هو الذي يكتب في بعض تعليقاته أن يجب الرجوع في كل علم إلى أهل التخصص فيه . فما باله هنا خالف فعله قوله ، فأعرض عن أقوال أئمة الحديث بل إجماعهم على رد هذا الحديث ، و تمسك بقول المخالف لهم من الحنفية المتعصبة ؟ ! أفلا يحق لي أن أقول : إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم ؟ ! و زيادة في الفائدة على ما تقدم أقول : قال البيهقي في " سننه " عقب حديث الجلد : " و قد روي في أقل الحيض و أكثره أحاديث ضعاف ، قد بينت ضعفها في ( الخلافيات ) " . و سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث فأجاب بقوله : " باطل ، بل هو كذب موضوع باتفاق علماء الحديث " . نقلته من " مجموع فتاويه " ( 21/623 ) . و قال الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/142 ) : " لم يأت في تقدير أقل الحيض و أكثره ما يصلح للتمسك به ، بل جميع الوارد في ذلك إما موضوع ، أو ضعيف بمرة " . قلت : و هذا أعدل و أوجز ما يقال كخلاصة لهذا التحقيق الممتع الذي وفقني الله إليه ، راجيا المثوبة منه . ( فائدة ) لقد اختلف العلماء في تحديد أقل الحيض و أكثره و الأصح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( 19/237 ) أنه لا حد لأقله و لا لأكثره ، بل ما رأته المرأة عادة مستمرة فهو حيض ، و إن قدر أنه أقل من يوم استمر بها على ذلك فهو حيض ، و أما إذا استمر الدم بها دائما ، فهذا قد علم أنه ليس بحيض ; لأنه قد علم من الشرع و اللغة أن المرأة تارة تكون طاهرا ، و تارة تكون حائضا ، و لطهرها أحكام ، و لحيضها أحكام . و راجع تمامه فيه إن شئت . و هذا الذي رجحه ابن تيمية مذهب ابن حزم في " المحلى " ، و قد أطال النفس - كعادته - في الاستدلال له ، و الرد على مخالفيه ، فراجعه في المجلد الثاني منه ( ص 200 - 203 ) . *--------------------------------------------------------------------------* [1] انظر " علوم الحديث " لابن الصلاح ، و " الاختصار " لابن كثير ، و حاشية الشيخ علي القارىء على " شرح نخبة الفكر " . اهـ . 1 (3/413) 1415 - " من أم قوما و فيهم من هو أقرأ لكتاب الله منه ، لم يزل في سفال إلى يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/609 ) : ضعيف جدا رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/29/2 - زوائد المعجمين ) و ابن عدي ( 100/1 ) و ابن السماك في " الأمالي " ( 2/103/1 ) عن الحسين بن علي بن يزيد الصدائي : حدثنا أبي عن حفص بن سليمان عن الهيثم بن عقاب عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا . و قال الطبراني . " لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الحسين " . قلت : و هو صدوق ، لكن أباه فيه لين ، و حفص بن سليمان هو الغاضري و هو متروك الحديث مع إمامته في القراءة كما تقدم . و الهيثم بن عقاب قال عبد الحق في " أحكامه " ( 41/1 ) : " كوفي مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ " . و به فقط أعل الحديث ! و هو تابع في ذلك للعقيلي كما يأتي ثم تبعهما المناوي ! و قول الطبراني : " تفرد به الحسين " ليس بصواب ، فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) من طريق سليمان بن توبة النهرواني قال : حدثنا علي بن يزيد الصدائي به . و قال : " الهيثم بن عقاب مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ و لا يعرف إلا به " . (3/414) 1416 - " من جحد أية من القرآن فقد حل ضرب عنقه ، و من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمدا عبده و رسوله ، فلا سبيل لأحد عليه ، إلا أن يصيب حدا ، فيقام عليه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/610 ) : منكر أخرجه ابن ماجه ( 2539 ) و ابن عدي ( 101/1 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 2/25/1 - 2 ) من طريق حفص بن عمر بن ميمون العدني : حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال ابن عدي : " و الحكم بن أبان ، و إن كان فيه لين ، فإن حفصا هذا ألين منه بكثير ، و البلاء منه لا من الحكم ، و عامة حديثه غير محفوظ " . و في " التقريب " : " الحكم بن أبان صدوق عابد ، و له أوهام . و حفص بن عمر العدني ضعيف " و ذكر له الذهبي في " الميزان " هذا الحديث من منكراته . (3/415) 1417 - " من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) : ضعيف رواه ابن ماجه ( 1862 ) و ابن عدي ( 164/2 ) و عنه ابن عساكر ( 4/284/1 ) عن سلام بن سوار : حدثنا كثير بن سليم عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت أنس بن مالك قال : فذكره مرفوعا . و قال ابن عدي : " لا أعلم رواه عن كثير بن سليم عن الضحاك عن ابن عباس إلا سلام هذا ، و غيره قال : عن كثير بن سليم عن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، و روي عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و سلام بن سوار هو عندي منكر الحديث . قلت : و نحوه شيخه كثير بن سليم و هو الضبي ، و قد جزم بضعفهما الحافظ في " التقريب " . و لذلك أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/67 ) لضعفه . و نقل المناوي عنه أنه قال : " حديث ضعيف " . و هذا ليس عنده إلا إشارة كما ذكرنا ، والله أعلم . و الحديث ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4/2/404 ) معلقا في ترجمة يونس ابن مرداس عن أنس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " و روى عنه أحمد بن يوسف العجلي " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال محققه - و هو اليماني - رحمه الله تعالى : " هذه الترجمة من ( قط ) ، و لم أجده و لا الراوي عنه فيما عندنا من الكتب . فالله أعلم " . (3/416) 1418 - " شر الناس شرار العلماء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) : ضعيف رواه ابن عدي ( 101/2 ) عن حفص بن عمر أبي إسماعيل : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد ابن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال : كنت أطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! من أشر الناس ؟ فأعرض عني ، ثم سألته فأعرض عني ، ثم سألته فقال : " شرار العلماء " . و قال : " لا أعرفه إلا من حديث حفص بن عمر الأبلي ، و أحاديثه كلها ; إما منكر المتن ، أو منكر الإسناد ، و هو إلى الضعف أقرب " . قلت : و كذبه أبو حاتم و الساجي ، و لكنه لم يتفرد به ، فقد رواه البزار ( 167 ) عن الخليل بن مرة عن ثور بن يزيد به نحوه . و أورده المنذري في " الترغيب " ( 1/77 ) و قال : " رواه البزار و فيه الخليل بن مرة ، و هو حديث غريب " . قلت : الخليل هذا ضعفه الجمهور ، و هو من أتباع التابعين . و له شاهد مرسل أخرجه الدارمي ( 1/104 ) : أخبرنا نعيم بن حماد : حدثنا بقية ، عن الأحوص بن حكيم عن أبيه قال : " سأل رجل النبي عن الشر ؟ فقال : لا تسألوني عن الشر ، و اسألوني عن الخير ، يقولها ثلاثا . ثم قال : ألا إن شر الشر شرار العلماء ، و إن خير الخير خيار العلماء " . قلت : و هذا مرسل ، حكيم أبو الأحوص تابعي ، و هو صدوق يهم . و من دونه كلهم ضعفاء ! (3/417) 1419 - " تدرون ما يقول الأسد في زئيره ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : يقول : اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/612 ) : منكر أخرجه الطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1/13/1 ) و من طريقه الديلمي ( 2/1/40 ) : حدثنا محمد بن داود الصدفي : حدثنا الزبير بن محمد العثماني : حدثنا علي بن عبد الله بن الحباب المدني عن محمد بن عبد الرحمن بن داود المدني عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، ما بين الطبراني و ابن عجلان ثلاثتهم مجهولون لم يذكروا في شيء من كتب الرجال المعروفة ، حتى و لا في " الأنساب " للسمعاني . و الحديث منكر ظاهر النكارة . والله تعالى أعلم . (3/418) 1420 - " إذا أحببت رجلا فلا تماره ، و لا تجاره ، و لا تشاره ، و لا تسأل عنه ، فعسى أن توافق له عدوا ، فيخبرك بما ليس فيه ، فيفرق ما بينك و بينه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) : منكر أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/434 - بيروت ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 196 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5/136 ) من طريق غالب بن وزير ، قال : حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قال أبو نعيم : " غريب من حديث جبير بن نفير عن معاذ متصلا ، و أرسله غير ابن وهب عن معاوية " . و قال العقيلي : " غالب حديثه منكر لا أصل له ، و لم يأت به عن ابن وهب غيره ، و لا يعرف إلا به " . ثم قال : " هذا يروى من كلام الحسن البصري " . قلت : و هو به أشبه . و قال الذهبي : " هذا حديث باطل " . (3/419) 1421 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فذاك حظه من القرآن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) : موضوع أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/142 ) من طريق إسحاق بن العنبري : حدثنا عبد الوهاب الثقفي : حدثنا سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال : " غريب من حديث الثوري ، تفرد به إسحاق " . قلت : قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : " كذاب " . و لذلك قال المناوي عقبه : " فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " . يعني " الجامع الصغير " للسيوطي . و بهذا الكذاب أعله في " التيسير " . (3/420) 1422 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فقد تعجل حسناته في الدنيا ، و القرآن يخاصمه يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) : منكر أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4/20 ) عن الحسن بن علي بن الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن نافع - درخت - حدثنا موسى بن رشيد عن أبي عبيد الشامي عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره و قال : " غريب من حديث طاووس ، لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي و هو مجهول و في حديثه نكارة " . قلت : و هذا إسناد مظلم ، من دون طاووس لم أعرف أحدا منهم ! و قوله في السند : " أبي عبيد الشامي " كذلك وقع في الأصل ، و وقع في تعقيب أبي نعيم عليه : " أبو عبد الله الشامي " . و كتب الطابع على الهامش : " كذا سماه هنا في الأصول الثلاثة " . فالله أعلم بالصواب . (3/421) 1423 - " كره السؤال في الطريق " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) : ضعيف جدا أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3/1/178/561 ) : قال ابن حميد : حدثنا يحيى بن واضح عن أبي مجاهد ، سمعت عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته ابن حميد ، و هو محمد الرازي قال الذهبي في " الكاشف " : " وثقه جماعة ، و الأولى تركه ، قال يعقوب بن شيبة : " كثير المناكير " . و قال البخاري : " فيه نظر " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . مات سنة 248 . و أبو مجاهد اسمه عبد الله بن كيسان المروزي ، قال الذهبي : " ضعفه أبو حاتم " . و في ترجمته أورد الحديث البخاري ، و لعله أشار بذلك إلى أنه حديث منكر ، و قال فيه : " و له ابن ، نسبهما إسحاق ، منكر ليس من أهل الحديث " . كذا وقع فيه ، و في نقل الحافظ المزي في " التهذيب " : " له ابن يسمى إسحاق ، منكر الحديث " . و لعل هذا هو الصواب . (3/422) 1424 - " إذا دخل الرجل على أخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من عنده " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/615 ) : موضوع رواه ابن عدي ( 53/2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن عنبسة عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا . أورده في ترجمة جعفر هذا في جملة من أحاديث له ، و قال في آخرها : " و له أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم ، و عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف على حديثه بين " . قلت : كذبه شعبة . و قال البخاري : " تركوه " . لكن من دونه شر منه ، فإن كلا من عنبسة و هو ابن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد القرشي و عثمان بن عبد الرحمن و هو القرشي الوقاصي وضاع . و كأن المناوي لم يقف على هذا الإسناد التالف فاقتصر على قوله فيه : " ضعيف " ! و لم يكتف بهذا بل أتبعه بقوله : " لكن يقويه ما رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا : " إذا دخل قوم منزل رجل ، كان رب المنزل أميرهم ، حتى يخرجوا من منزله ، و طاعته عليهم واجبة " انتهى . أي : متأكدة بحيث تقرب من الوجوب " . قلت : و هذا أعجب ما رأيت للمناوي ، فإن حديث أبي هريرة هذا موضوع أيضا ، و ما جاءه هذا الخبط و الخلط ; إلا من قلة التحقيق ، و عدم مراجعة الأسانيد ، و إلا لم يخف ذلك على مثله إن شاء الله تعالى . و قد بينت وضع حديث أبي أمامة ، فلنبين وضع حديث أبي هريرة هذا ، فأقول : " إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته عليهم واجبة " . (3/423) 1425 - " إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته عليهم واجبة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/616 ) : موضوع رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/245 ) و الديلمي ( 1/1/114 ) عن سهل بن عثمان : حدثنا المعلى : حدثنا ليث عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته المعلى و هو ابن هلال الطحان الكوفي ، و هو كذاب وضاع ، اتفق النقاد على ذلك كما سبق ذكره عند الحديث ( 341 ) . و ليث هو ابن أبي سليم ، و هو ضعيف . و قد ساق الذهبي في ترجمة الأول عن هذا حديثا آخر عن ابن عباس قال : " التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء ، و كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عصا يتوكأ عليها و يأمر بالتوكؤ عليها " . و قد مضى برقم ( 916 ) . (3/424) 1426 - " أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2/616 ) : منكر أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7/47/1 ) : حدثنا ابن فضيل عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن عن مساور الحميري عن أمه قالت : سمعت أم سلمة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 1/217 ) و ابن ماجه ( 1854 ) و الثقفي في " الثقفيات " ( ج9 رقم 30 ) و الحاكم ( 4/173 ) و قال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . قلت : و كل ذلك بعد عن التحقيق ، فإن مساورا هذا و أمه مجهولان كما قال ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/141 ) ، و قد صرح بذلك الحافظ ابن حجر في الأول منهما ، و سبقه إليه الذهبي فقال في ترجمته من " الميزان " : " فيه جهالة ، و الخبر منكر " . يعني هذا . و قال في ترجمة والدة مساور : " تفرد عنها ابنها " . يعني أنها مجهولة . قلت : فتأمل الفرق بين كلاميه في الكتابين ، و الحق ، أن كتابه " التلخيص " فيه أوهام كثيرة ، ليت أن بعض أهل الحديث - على عزتهم في هذا العصر - يتتبعها ، إذن لاستفاد الناس فوائد عظيمة ، و عرفوا ضعف أحاديث كثيرة صححت خطأ . و بالجملة فالحديث منكر لا يصح لجهالة الأم و الولد . (3/425) 1427 - " أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ، فليست من الله في شيء ، و لن يدخلها الله جنته ، و أيما رجل جحد ولده و هو ينظر إليه احتجب الله منه ، و فضحه على رؤوس الأولين و الآخرين " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/617 ) : ضعيف أخرجه أبو داود ( 2263 ) و النسائي ( 2/107 ) و الدارمي ( 2/153 ) و ابن حبان ( 1335 ) و الحاكم ( 2/202 - 203 ) و البيهقي ( 7/403 ) من طريق يزيد بن الهاد عن عبد الله بن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين نزلت آية المتلاعنين : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ! و ذلك من أوهامهما ، فإن عبد الله بن يونس هذا ، لم يخرج له مسلم أصلا ، ثم هو لا يعرف ، كما أشار إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في " الميزان " : " ما حدث عنه سوى يزيد بن الهاد " . و نحوه في " الكاشف " . و صرح بذلك في " الضعفاء " فقال : " تابعي مجهول " . و قول الحافظ في " التقريب " : " مجهول الحال " . ينافي ما تقرر في " المصطلح " أن من لا يعرف إلا برواية واحد فهو مجهول العين . و قد قال في " الفتح " بعدما عزاه لأبي داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم عن عبد الله بن يونس : " ما روى عنه سوى يزيد بن الهاد " <1> . نعم تابعه يحيى بن حرب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به نحوه . أخرجه ابن ماجه ( 2743 ) من طريق موسى بن عبيدة عنه . لكن يحيى هذا حاله كحال متبوعه عبد الله بن يونس . قال الذهبي : " فيه جهالة ، ما حدث عنه سوى موسى بن عبيدة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " مجهول " . قلت : و موسى بن عبيدة ضعيف ، و في " الضعفاء و المتروكين " للذهبي : " ضعفوه ، و قال أحمد : لا تحل الرواية عنه " . قلت : فهذه المتابعة واهية ، لا تعطي الحديث قوة ، فيظل على ضعفه ، و من الغرائب أن الدارقطني صححه في " العلل " مع اعترافه بتفرد عبد الله بن يونس عن سعيد المقبري ، و أنه لا يعرف إلا به ! *--------------------------------------------------------------------------* [1] نقله عنه المناوي في " الفيض " . اهـ . 1 (3/426) 1428 - " إذا شرب أحدكم فليمصه مصا ، فإنه أهنأ و أمرأ و أبرأ " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/619 ) : ضعيف أخرجه ابن شاذان الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 2/126/1 ) من طريق عبد الواحد السوري قال : حدثنا أبو عصام عن أنس مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الواحد السوري لم أعرفه ، و ( السوري ) نسبة إلى ( سورية ) و هي نسبة غريبة لم يذكروها في " الأنساب " ، على شهرتها اليوم ، و قد ذكرها ياقوت في " معجم البلدان " فقال : " سورية : موضع بالشام بين خناصرة و سلمية " . قلت : فإذا ثبت أن عبد الواحد هذا نسب إلى ( سورية ) فمن المحتمل حينئذ أنه الذي في " الجرح و التعديل " ( 3/1/23 ) : " عبد الواحد بن قيس ، والد عمر بن عبد الواحد الشامي صاحب الأوزاعي ، روى عن أبي هريرة ، مرسل ، و عن عروة بن الزبير و قد أدركه . روى عنه الأوزاعي و ثور ابن يزيد ... " . و هو مختلف فيه ، كما تراه مبسوطا في " تهذيب التهذيب " ، و قد لخص ذلك الحافظ في " التقريب " بقوله : " صدوق ، له أوهام و مراسيل " . و أما الذهبي فقال في " الكاشف " : " منكر الحديث " . لكنه قد توبع بلفظ : " مصوا الماء مصا ، و لا تعبوه عبا " . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 116/2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/206/1 ) من طريق عبد الوارث عن أبي عصام عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أورده في ترجمة أبي عصام هذا ، و سماه خالد بن عبيد ، و قال عن البخاري : " في حديثه نظر " . و ساق له أحاديث منها هذا ، و منها حديثه عن أنس أيضا قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنفس في الإناء ثلاثا و يقول : هو أهنأ و أمرأ و أبرأ " <1> و ختمها بقوله : " و ليس في حديثه حديث منكر جدا " . لكن في الرواة اثنان ، كل منهما يعرف بأبي عصام ، و من طبقة واحدة ، أحدهما ثقة ، و الآخر ضعيف ، و ابن عدي جرى على عدم التفريق بينهما ، خلافا لابن حبان و أبي أحمد الحاكم ، و الصواب أنهما اثنان كما قال الحافظ في " التهذيب " ، و عليه جرى الذهبي في " الميزان " ، فقال في " الأسماء " منه ( 1/634 ) : " و قد وهم ابن عدي ، فتوهم أن هذا هو أبو عصام ذاك الثقة الذي حدث عنه شعبة و عبد الوارث ، فساق في الترجمة حديث " النفس ثلاثا " الذي أخرجه مسلم ، و حديث " مصوه مصا " ، و هو خبر محفوظ " . كذا وقع فيه " خبر محفوظ " ، و هذا مما لا يلتقي مع ما ادعاه من التوهيم ، فلعل الطابع وهم ، و الصواب : " غير محفوظ " ، لأن هذا هو المناسب مع الدعوى ، و هو كالدليل عليه . والله أعلم . و على التفريق المذكور جرى أيضا في كتابه " الضعفاء " ، و في " الكاشف " أيضا ، و لكنه قال في كنى " الميزان " : " و الفرق بينهما يعسر " . و عليه جرى الحافظ في " التقريب " أيضا ، فقال : " خالد بن عبيد العتكي أبو عصام البصري ، نزيل مرو ، متروك الحديث مع جلالته " . و قال في " كنى التقريب " : " أبو عصام ، هو خالد بن عبيد ، تقدم ، و قيل : هو الذي قبله " . يعني " أبو عصام البصري ، قيل : اسمه ثمامة ، مقبول . من الخامسة " . و هذا التردد و الاختلاف إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الموضوع غامض غير واضح عند الحافظ و غيره ، و هو حري بذلك ، فليس هناك ما يحمل على القطع بشيء من ذلك ، و لو رواية ضعيفة . و كأنه لذلك اقتصر المناوي على قوله في " الفيض " : " رواه البيهقي في " الشعب " عن أنس : و في سنده لين " . فلم يعرج على بيان السبب خلافا لعادته . والله أعلم . فإن قيل : فإذا كان المناوي لم يبين علته لأنه لم يتبين له من أبو عصام هذا ؟ فلماذا ضعف إسناده ؟ فأقول - والله أعلم - : لأنه إذا لم يتبين له أنه أبو عصام الثقة ، فالإسناد من الوجهة العملية ، مجهول الصحة ; و الحالة هذه . و ما كان كذلك من الأسانيد ، فهو في حكم الضعيف ، و من أجل ذلك أوردته أنا في " السلسلة " ، فإن ظهر لنا شيء يقتضي صحته نقلناه إلى " السلسلة " الأخرى . والله أعلم . ثم روى البيهقي من طريق ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة و الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثة أنفاس ، و نهى عن العب نفسا واحدا ، و يقول : ذلك شرب الشيطان . و قال : " هذا مرسل ، و روينا عن معمر عن ابن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا شرب أحدكم فليمص مصا و لا يعب عبا ، فإن الكباد من العب " . ثم رواه من طريق أحمد بن منصور : حدثنا عبد الرزاق : أنا معمر فذكره . و هو في " مصنف عبد الرزاق " ( 10/428 ) بهذا الإسناد . و ابن أبي حسين هو عبد الله بن عبد الرحمن المكي ، و هو تابعي ثقة ، فهو مرسل صحيح ، كالذي قبله . فلعل الحديث يقوى بهما ، والله سبحانه و تعالى أعلم . و تقدم حديثان آخران في المص ، أحدهما قولي ، و الآخر فعلي ، فراجعهما إن شئت ( 940 ، 941 ) . *--------------------------------------------------------------------------* [1] أخرجه مسلم ( 6/111 ) من الطريق المذكورة لحديث ابن عدي ! و هو مخرج في " الصحيحة " ( 378 ) . اهـ . 1 (3/427) 1429 - " بر الوالدين يزيد في العمر ، و الكذب ينقص من الرزق ، و الدعاء يرد البلاء ، و لله في خلقه قضاآن ، فقضاء نافذ ، و قضاء ينتظر ، و للأنبياء على العلماء فضل درجتين ، و للعلماء على الشهداء فضل درجة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/622 ) : موضوع رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 323 ) عن السري بن مسكين عن الوقاصي عن أبي سهيل بن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا . و بهذا الإسناد أخرجه في " الفوائد " أيضا ( 81/2 ) دون قوله : " و في خلقه " . قلت : و هذا إسناد موضوع ; الوقاصي هذا بفتح الواو و تشديد القاف هو عثمان بن عبد الرحمن أبو عمرو كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به . كذا في " الأنساب " للسمعاني و هذا التجريح هو نص ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/98 ) . و روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/239/1 ) عن صالح بن محمد الحافظ أنه قال فيه : " كان يضع الحديث ، و علي بن عروة أكذب منه " . قلت : و السري بن مسكين ، قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند المتابعة كما هو اصطلاحه في المقدمة ، و قد تابعه خالد بن إسماعيل المخزومي عن عثمان بن عبد الرحمن لكنه قال : عن أبي سهيل و هو نافع بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة به . أخرجه ابن عدي ( 120/1 ) في ترجمة المخزومي في جملة أحاديث له و قال : " و عامة حديثه موضوعات " . قلت : لكن متابعة السري له ، تبرئ عهدة المخزومي من الحديث ، و تعصب الجناية في شيخه الوقاصي . و يبدو لي أن المناوي لم يقف على علته ، فإنه قال تعليقا على قول السيوطي في " الجامع " : " رواه أبو الشيخ في " التوبيخ " و ابن عدي عن أبي هريرة " : " ضعفه المنذري " ! و لم يزد على هذا ! و المنذري ذكره في " الترغيب " ( 4/29 ) من رواية الأصبهاني إلى قوله : " يرد القضاء " دون ما بعده ، و أشار لضعفه . و مما حققناه يتبين لك أنه موضوع ، فكان على المنذري أن يبينه ، و على السيوطي أن يحذفه من كتابه ، وفاء منه بوعده ! و تابعه أيضا يحيى بن المغيرة عن أبي عن عثمان بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة به . أخرجه الأصبهاني في " ترغيبه " ( ق 47/1 ) و الديلمي في " مسنده " ( 2/1/4 ) . و يحيى هذا صدوق ، لكن أبوه و هو المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي مجهول كما قال الذهبي . و بالجملة فمدار هذه الروايات كلها على عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي و هو وضاع كما عرفت ، و قد تقدمت له أحاديث عديدة تدل على حاله ، أقربها الحديث ( 877 ) . (3/428) 1430 - " ليس للنساء سلام و لا عليهن سلام " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/623 ) : منكر أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/58 ) : حدثت عن أبي طالب : حدثنا علي بن عثمان النفيلي : حدثنا هشام بن إسماعيل العطار : حدثنا سهل بن هشام عن إبراهيم ابن أدهم عن الزبيدي عن عطاء الخراساني يرفع الحديث قال : فذكره . قال الزبيدي : أخذ على النساء ما أخذ على الحيات : أن ينحجرن في بيوتهن ! قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لانقطاعه في أعلاه ، و في أدناه على جهالة فيه و ضعف . أما الأول : فلأن عطاء الخراساني ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، يهم كثيرا ، و يرسل و يدلس ، من الخامسة ، مات سنة خمس و ثلاثين " . يعني و مائة ، فهو تابعي صغير . و أما الآخر ، فظاهر من قول أبي نعيم : " حدثت عن أبي طالب " فلم يذكر الذي حدثه ، و أبو طالب هذا هو ابن سوادة كما في إسناد آخر قبل هذا ، و لم أعرفه . و بقية الرجال ثقات غير سهل بن هشام ، فلم أعرفه أيضا . لكن الظاهر أن فيه خطأ مطبعيا ، و الصواب سهل بن هاشم و هو الواسطي البيروتي ، فقد ذكروا في ترجمته أنه روى عن إبراهيم بن أدهم ، و هو ثقة . والله أعلم . (3/429) 1431 - " لذكر الله بالغداة و العشي ، خير من حطم السيوف في سبيل الله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) : موضوع أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 124/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق الحسن بن علي العدوي : حدثنا خراش : حدثنا مولاي أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال ابن عدي : " و خراش هذا مجهول ، ليس بمعروف ، و ما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق ، و العدوي كنا نتهمه بوضع الحديث ، و هو ظاهر الأمر في الكذب " . و أورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " و " الجامع الكبير " من رواية الديلمي ، و كذلك أورده في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 49 ) ! ! و عزاه في " الكبير " لابن شاهين في " الترغيب في الذكر " عن ابن عمرو ، و ابن أبي شيبة عنه موقوفا بزيادة " و من إعطاء المال سحا " . (3/430) 1432 - " ما احتلم نبي قط ، إنما الاحتلام من الشيطان " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) : باطل أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 127/2 ) من طريق سليمان بن عبد العزيز الزهري : حدثني أبي عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . أورده في ترجمة داود هذا و قال : " و هذا الحديث ليس البلاء [ فيه ] من داود ، فإن داود صالح الحديث ، إذا روى عنه ثقة ، و الراوي عنه ابن أبي حبيبة قد مر ذكره في هذا الكتاب في ضعفاء الرجال ، فالبلاء منه " . قلت : و سليمان بن عبد العزيز هذا لم أعرفه ، و يحتمل أنه الذي في " اللسان " : " سليمان بن عبد العزيز ، عن الحسن بن عمارة ، و عنه عبد الله بن سويد أبو الخصيب ، جهله ابن القطان " . قلت : و قد خالفه الثقة إبراهيم بن المنذر الحزامي فقال : حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت عنه عن ابن عباس قال : فذكره موقوفا عليه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/126 - 127 ) و " الأوسط " ( ق 9/2 - مجمع البحرين ) و ابن المظفر في " الفوائد " ( ق 99/2 ) و قال الطبراني : " لم يروه عن داود إلا ابن أبي حبيبة ، و لا عنه إلا عبد العزيز " . قلت : و هو شديد الضعف كما يشهد بذلك أقوال الحفاظ ; المتقدمين منهم و المتأخرين ، فقال البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . زاد الثاني : " جدا " . و قال الذهبي في " الكاشف " و " الضعفاء " : " تركوه " . و قال الحافظ : " متروك " . قلت : فهو آفة هذا الحديث سواء كان حدث به موقوفا كما في رواية الحزامي عنه ، أو مرفوعا كما في رواية ابنه سليمان عنه ، و ليست الآقة من ابن أبي حبيبة كما تقدم عن ابن عدي ، لأن هذا أحسن حالا من عبد العزيز . فالحديث ضعيف جدا موقوفا ، و باطل مرفوعا ، لتفرد سليمان المجهول برفعه و مخالفته للحزامي الثقة في وقفه . (3/431) 1433 - " إذا حج رجل بمال من غير حله فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله : لا لبيك و لا سعديك ، هذا مردود عليك " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/625 ) : ضعيف رواه ابن دوست في " الفوائد العوالي " ( 1/14/1 ) و ابن عدي ( 130/1 ) و الديلمي في " مسنده " ( 1/1/161 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/75 ) و كذا الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 107/1 ) عن أبي الغصت الدجين بن ثابت - من بني يربوع - عن أسلم مولى عمر بن الخطاب مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف أبو الغصن هذا قال ابن عدي : " مقدار ما يرويه ليس بمحفوظ " . ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه سئل عن دجين بن ثابت ، قال يحيى : ليس بشيء ، و النسائي : غير ثقة " . قلت : و نقل هذا المناوي في " الفيض " و أقره ، و أما في " التيسير " فقد أفسده بقوله : " و إسناده ضعيف ، لكن له شواهد " ! و لا أعلم له من الشواهد إلا حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه أتم منه . و لا يصلح شاهدا لشدة ضعفه ، فإن فيه سليمان بن داود اليمامي قال فيه البخاري : " منكر الحديث " . و قد تقدم من هذه الطريق برقم ( 1092 ) و ( 1091 ) من الطريق التي قبل هذه . ( تنبيه ) : هذا الحديث في المصادر التي خرجته منها هو من مسند عمر ، و كذلك هو في " الجامع الكبير " للسيوطي ، و كذا في بعض نسخ " الجامع الصغير " . و وقع في النسخة التي تحتها " شرح المناوي " ( ابن عمر ) و كذلك وقع في " الفتح الكبير " للنبهاني ، ثم في " ضعيف الجامع الصغير " رقم ( 559 ) ، فليصححه من كان عنده نسخة منه . (3/432) 1434 - " إذا حج الرجل عن والديه تقبل منه و منهما ، و استبشرت أرواحهما في السماء ، و كتب عنه الله برا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/626 ) : ضعيف أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 272 ) و ابن شاهين في " الترغيب " ( 299/1 ) و أبو بكر الأزدي الموصلي في " حديثه " ( 1 - 2 ) عن أبي أمية الطرسوسي : حدثنا أبو خالد الأموي : نا أبو سعد البقال عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا سند ضعيف : أبو سعد البقال - هو سعيد بن مرزبان - ضعيف مدلس كما في " التقريب " . و أبو خالد الأموي لم أعرفه . و ذكر المناوي أنه أبو خالد الأحمر . و فيه بعد و أبو أمية الطرسوسي ، و اسمه محمد بن إبراهيم بن مسلم . قال الحافظ : " صدوق صاحب حديث يهم " . و قد توبع أبو سعد البقال من قبل عيسى بن عمر : حدثنا عطاء بن أبي رباح به و لفظه : " من حج عن أبويه ، و لم يحجا ، أجزأ عنهما و عنه ، و بشرت أرواحهما في السماء ... " . أخرجه الثقفي في " الثقفيات " ( ج4 رقم الحديث 34 - نسختي ) : حدثنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق : نا محمد بن عمر بن حفص : حدثنا إسحاق بن إبراهيم - شاذان - حدثنا سعد بن الصلت : حدثنا عيسى بن عمر به . قلت : و هذه متابعة قوية ، فإن عيسى هذا - و هو الأسدي الهمداني - ثقة ، كما في " التقريب " ، لكن الطريق إليه مظلم ، فإن أبا الفرج هذا و شيخه محمد بن عمر بن حفص لم أجد من ترجمهما . و سعد بن الصلت ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/1/86 ) برواية ثلاثة عنه ، أحدهم شاذان هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت : و هو على شرط ابن حبان فلعله ذكره في " الثقات " . و أما شاذان ، فترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/211 ) ، و ذكر أنه ابن ابنة شيخه سعيد ابن الصلت و قال : " كتب إلى أبي ، و إلي ، و هو صدوق " . و بالجملة ، فالحديث ضعيف من الطريقين ، و قوله في الآخر منهما : " و لم يحجا " . منكر ، لأن ظاهره أنه يسقط الحج عنهما بحج ولدهما ، و لو كانا قادرين عليه ، و أما إن كان المقصود به إذا كانا غير قادرين فلا نكارة فيه ، لحديث الخثعمية المعروف في " الصحيحين " و غيرهما " . والله أعلم . هذا ما كنت كتبته منذ نحو عشر سنين أو أكثر ، و قبل طبع كتاب " الثقات " لابن حبان رحمه الله ، فلما مرت تجربة هذا الحديث تحت يد الأخ علي الحلبي لتصحيح أخطائها المطبعية كتب بجانبه مذكرا - جزاه الله خيرا - ما خلاصته : 1 - أن سعد بن الصلت ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6/378 ) ، فصدق بذلك ما كنت ظننته . 2 - أن أبا الفرج عثمان بن أحمد و شيخه محمد بن عمر قد وثقهما السمعاني في " الأنساب " ، ذكر الأول منهما في مادة ( البرجي ) ، و الآخر في مادة ( الجرجيري ) ، و أن الذهبي ذكرهما عرضا في " تذكرة الحفاظ " واصفا لكل منهما بأنه " مسند أصبهان " . قلت : فعلى هذا فالطريق إلى عيسى بن عمر نظيف ، إن سلم من سعد بن الصلت ، فإن فيه جهالة كما يشعر به صنيع ابن أبي حاتم المتقدم ، و بخاصة أن ابن حبان قد قال فيه : " ربما أغرب " . والله أعلم . و قد روي الحديث عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا ، و هو : " من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " . (3/433) 1435 - " من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/628 ) : ضعيف جدا أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( 99/2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7964 ) و الدارقطني ( 272 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 202/2 ) و أبو بكر الأزدي في " حديثه " ( 3/2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 58/2 و 285/2 ) عن صلة بن سليمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و هذا إسناد ضعيف جدا ، صلة بن سليمان هذا قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : " تركوه " . و ذكر له في " الميزان " من مناكيره حديثين ، هذا أحدهما . و أقره الحافظ في " اللسان " و نقل عن ابن معين و أبي داود أنهما قالا فيه : " كذاب " و قد ذكر الطبراني أنه : " لم يروه عن ابن جريج إلا صلة " هذا . و في ترجمته أورده ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/376 ) و قال فيه : " يروي عن الثقات المقلوبات ، و عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات " . (3/434) 1436 - " إذا قدم أحدكم من سفر فليهد إلى أهله ، و ليطرفهم و لو كانت حجارة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/629 ) : ضعيف جدا أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 289 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/97 ) من طريق محمد بن المنذر بن عبيد الله بن المنذر بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن الجوزي : " لا يصح " . قلت : و هذا إسناد هالك ، رجاله ثقات غير ابن المنذر هذا قال ابن حبان : " لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار " . و قال الحاكم : " يروي عن هشام أحاديث موضوعة " . و قال أبو نعيم : " يروي عن هشام أحاديث منكرة " . و له شاهد من حديث وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ : " ... فليطرف أهله ، و لم أن يلقي حجرا في مخلاته " . أخرجه أبو القاسم بن أبي العقب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( ق 7/1 ) : حدثنا إبراهيم بن أحمد اليماني قال : حدثني محمد بن زياد عن يحيى بن بسطام الأصفر : حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيدي : حدثني وحشي بن حرب ... قلت : و هذا إسناد مظلم هالك ، ليس فيهم موثق من معتبر ، حرب بن وحشي ، مستور . و ابنه وحشي بن حرب مجهول . و سعيد بن عبد الجبار ضعيف . و يحيى بن بسطام مختلف فيه ، قال أبو حاتم " صدوق " ، و قال ابن حبان : " لا تحل الرواية عنه " . و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " . و محمد بن زياد لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون زياد تحرف في الأصل أو في نقلي عنه - عن " زكريا " ، و هو محمد بن زكريا الغلابي ، فقد ذكر العقيلي في " الضعفاء " ( 459 ) أنه روى عن يحيى هذا ، فإن يكن هو فهو وضاع . و إبراهيم بن أحمد اليماني ، لم أعرفه أيضا . و له شاهد آخر من حديث ابن عمر ، و لكن في إسناده كذاب أيضا ، و هو : " إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " . (3/435) 1437 - " إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) : موضوع رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/120 و 2/338 ) و من طريقه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/74 ) عن أبي الحسن أحمد بن إسحاق المديني : حدثنا الهيثم ابن بشر بن حماد : حدثنا أبو صالح إسحاق بن نجيح عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، آفته إسحاق هذا و هو الملطي كذاب وضاع . و قد تابعه غياث بن إبراهيم التميمي ، لكنه قال : " عن الوضين عن محفوظ بن علقمة عن أبي الدرداء رفعه بلفظ : ( .. فليقدم معه بهدية ، و لو يلقي في مخلاته حجرا ) " . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 0 15/94/2 ) . و غياث وضاع أيضا . و من دون إسحاق ترجمهما أبو نعيم ، و لم يذكر فيهما توثيقا . قلت : لكن الشطر الأول منه ثبت في الصحيحين من حديث جابر نحوه . (3/436) 1438 - " ما من يوم إلا ينزل مثاقيل من بركات الجنة في الفرات " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) : ضعيف جدا أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 132/2 ) عن الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و قال : " لا أعرفه إلا من حديث الربيع بن بدر " . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن عدي في آخر ترجمته : " و عامة حديثه مما لا يتابعه أحد عليه " . و قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : " تركه الدارقطني و غيره " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و به أعله في " الفيض " و زاد : " قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، فيه الربيع ، يروي عن الثقات المقلوبات ، و عن الضعفاء الموضوعات " . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن مردويه عن ابن مسعود ، ففاته هذا المصدر العالي ! و من أحاديث هذا الهالك : " إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير " . (3/437) hg[.x hgehlk ,hguav,k lk hgsgsgm hgqudti gghlhl hghgfhkd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 04 / 2016, 34 : 09 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه أخى ****** بارك الله فيك واطال فى عمرك وجعل هذه الاعمال المباركة فى مثقلات موازين حسناتك لاحرمنا الله منكم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 04 / 2016, 50 : 02 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 04 / 2016, 10 : 03 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه اخي ****** الحاج ابراهيم عبدالله رفع الله قدركم في الدارين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 04 / 2016, 11 : 03 AM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم اخي ****** الحاج عبد الجواد اعزكم الله وبارك فيكم واثابكم الجنة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للامام, من, الالباني, الثامن, الجزء, السلسلة, الضعيفه, والعشرون |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018