![]() | |
ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | ابو عبدالله عبدالرحيم | مشاركات | 4 | المشاهدات | 2310 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الجزء الثاني والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني 1061 - " النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء ; فلا خير فيه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/173 ) : ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2/79 ) ، و ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 2/21/2 ) و ابن مخلد العطار في جزء من " الأمالي " ( 98/2 ) و ابن عدي ( 151/1 ) من طريقين عن زافر بن سليمان عن إسرائيل عن شبيب بن بشر عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال الترمذي : هذا حديث غريب . قلت : يعني ضعيف ، و ذلك لأن شبيب بن بشر صدوق يخطىء ، و زافر كثير الأوهام كما في " التقريب " ، و أعله المناوي بعلة ثالثة و هي محمد بن حميد الرازي شيخ الترمذي ، قال البخاري : فيه نظر ، و كذبه أبو زرعة . قلت : لكن تابعه الحسن بن عرفة عند العطار و هو ثقة ، فزالت الشبهة منه و انحصرت فيمن فوقه ممن ذكرنا ، ثم قال المناوي : و به يعرف ما في رمز المصنف ( يعني السيوطي ) لحسنه . قلت : و قد أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/57 ) إلى ضعفه ، و هو الصواب ، و لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم : " يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب " . و هو مخرج في التعليق على " المشكاة " برقم ( 5182 ) التحقيق الثاني . (3/60) 1062 - " ما جاء من الله فهو الحق ، و ما جاء مني فهو السنة ، و ما جاء من أصحابي فهو سعة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/174 ) : ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 93/1 ) : حدثنا الحسن بن صالح بن حاتم بن وردان : حدثنا سعد بن سعيد عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال : و هذا الحديث منكر ، و إنما جاء عن شيخ ليس بمعروف و هو صالح بن جميل ، فظن الحسن ( يعني ابن علي العدوي ) أنه صالح بن حاتم و هو صدوق فألزقه عليه العدوي هذا ، و عامة ما حدث به إلا القليل موضوعات . ثم أورده في ترجمة سعد بن سعيد المقبري ( 174/1 ) من طريق صالح بن جميل الزيات : حدثنا سعد بن سعيد به ، و قال : لا أعلم يرويه عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد غير صالح بن جميل الزيات هذا ، و سعد بن سعيد عامة ما يرويه غير محفوظ . قلت : و أخو سعد بن سعيد أسمع عبد الله ، قال يحيى بن سعيد : استبان كذبه و قال الذهبي : ساقط بمرة . قلت : فهو آفة الحديث ، و به أعله عبد الحق في " الأحكام " رقم ( 137 ) و إن كان فيه العلتان الأخريان : جهالة صالح بن جميل ، و ضعف سعد بن سعيد . (3/61) 1063 - " ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال : بيت يسكنه ، و ثوب يواري عورته ، و جلف الخبز و الماء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/175 ) : منكر . رواه الترمذي ( 2/55 ) و ابن أبي الدنيا في " المجموع " ( 9/1 ) و في " ذم الدنيا " ( 10/1 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 7/1 ) و ابن السني في " القناعة " ( 243/1 ) و الحاكم ( 4/312 ) و الضياء في " المختارة " ( 1/120 ـ 121 ) و رقم ( 310 ـ 312 ـ تحقيقي ) عن حريث بن السائب : حدثنا الحسن : حدثنا حمران عن عثمان مرفوعا . و كذا رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/144/2 ) و قال الترمذي : حديث حسن صحيح . و صححه الحاكم أيضا و وافقه الذهبي !! و أقرهما المناوي ! كذا قالوا ! و حريث هذا مختلف فيه ، فقال ابن معين : ثقة . و قال أبو حاتم : ما به بأس . و قال الساجي : ضعيف . و قال أحمد : روى حديث منكرا عن الحسن عن حمران عن عثمان . يعني هذا . و ذكر أن قتادة خالفه فقال : عن الحسن عن حمران عن رجل من أهل الكتاب ، قال أحمد : حدثنا روح : حدثنا سعيد يعني عن قتادة به . قلت : فثبت أن الحديث من الإسرائيليات أخطأ الحريث هذا في رفعه . و قد روي بلفظ : " كل شيء فضل عن ظل بيت ، و جلف الخبز ، و ثوب يواري عورة الرجل ، و الماء لم يكن لابن آدم فيه حق " . رواه الطيالسي ( 83 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/61 ) و أحمد ( 1/62 ) و في " الزهد " ( ص 21 ) و الطبراني ( 1/8/2 ) و أبو بكر ابن السني في " القناعة " ( 243/2 ) و أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3/167/2 ) و عنه أبو نعيم في " الفوائد " ( 5/216/1 ) عن حريث بن السائب قال : سمعت الحسن يقول : حدثنا حمران عن عثمان مرفوعا . و ذكر ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/1/2 ) عن حنبل قال : سألت أبا عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) عن حريث بن السائب قال : ما كان به بأس إلا أنه روى حديثا منكرا عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و ليس هو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني هذا الحديث . قلت : و ذكر الضياء عن الدارقطني أنه سئل عن الحديث فقال : وهم فيه حريث ، و الصواب عن الحسن بن حمران عن بعض أهل الكتاب . و قد خفيت هذه العلة على من صححه بالإضافة إلى الضعف الذي ذكرته في الحديث ، و العجب من المناوي ، فإنه لم يكتف بإقراره لتصحيح الحاكم و الذهبي ، بل زاد على ذلك في " التيسير " فقال : و إسناده صحيح ، و اغتر بذلك صاحب ما سماه بـ " الكنز الثمين " فأورده فيه برقم ( 3192 ) و قد ادعى أن كل ما فيه ثابت كما تقدم ، و الواقع يشهد أنه لم يستطع الوفاء بذلك كالسيوطي في " جامعه " ، و إن كان كتابه أنظف منه ، و سيأتي التنبيه على بعض ما وقع فيه من الضعيف كلما تيسر لي ذلك . (3/62) 1064 - " ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول نظرة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/176 ) : ضعيف جدا . رواه أحمد ( 5/264 ) و الروياني في " مسنده " ( 30/218/2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 292/2 ) عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا سند واه جدا ، قال ابن حبان ( 2/62 ـ 63 ) : " عبيد الله بن زحر منكر الحديث جدا ، يروي الموضوعات عن الأثبات ، و إذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن ، لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم . و قال الذهبي في " الضعفاء " : له صحيفة غرائب ، عن علي بن يزيد ، ليس بحجة . و قال في ترجمة " علي بن يزيد " و هو الألهاني : قال النسائي و الدارقطني : متروك . و قد أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/63 ) إلى تضعيف هذا الحديث و قال : رواه أحمد و الطبراني و البيهقي ، و قال : إن صح . (3/63) 1065 - " النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/177 ) : ضعيف جدا . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 21/1 ) عن إسحاق بن سيار النصيبي قال : أخبرنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي عن هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب ابن دثار عن صلة بن زفر عن حذيفة مرفوعا . ثم رواه من طريق إبراهيم يعني ابن سليمان قال : أخبرنا أرطاة بن حبيب قال : أخبرنا هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا . و رواه الحاكم ( 4/313 ـ 314 ) من طريق إسحاق بن عبد الواحد القرشي : حدثنا هشيم به ، و قال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله : إسحاق واه ، و عبد الرحمن هو الواسطي ضعفوه . و قال المنذري ( 3/63 ) : خرجه الطبراني و الحاكم من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي و هو واه . قلت : فهو آفة الحديث لسلامة الطريق الأخرى عند القضاعي من إسحاق بن عبد الواحد و الواسطي ضعيف جدا ، و اتفقوا على تضعيفه كما قال النووي و غيره . (3/64) 1066 - " أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا و الآخرة : قلب شاكر ، و لسان ذاكر و بدن على البلاء صابر ، و زوجة لا تبغيه خونا في نفسها و لا ماله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/178 ) : ضعيف . أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الشكر " ( 5/2 ) : حدثنا محمود بن غيلان المروزي : أخبرنا المؤمل بن إسماعيل : أخبرنا حماد بن سلمة : أخبرنا حميد الطويل عن طلق بن حبيب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و هكذا أخرجه الطبراني أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 283/2 ) ، ثم أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( و رقم 7351 ) بإسناده المتقدم إلا أنه وقع فيه " موسى " بدل " المؤمل " ، و كذا وقع في " زوائد المعجمين " ( 1/163/1 ) و هو خطأ لا شك فيه ، لا أدري ممن هو ؟ و لعله من بعض النساخ القدامى ، فقد تورط به جماعة ، فحكموا على إسناد " الأوسط " بغير ما حكموا به على " الكبير " كما سيأتي ، و هو هو ! فإن شيخه فيهما واحد ، و هو الجنديسابوري ، و شيخ هذا كذلك ، و هو ابن غيلان المروزي ، و قد رواه عنه ابن أبي الدنيا كما رواه في " الكبير " فكان ذلك من المرجحات لروايته على رواية " الأوسط " و يؤيد ذلك أمران : الأول : أن الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمود بن غيلان به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/65 ) و في " الأربعين الصوفية " ( 58/2 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان : حدثنا الحسن بن سفيان به . و من طريق أبي نعيم رواه الضياء أيضا في " المختارة " . و الآخر : أن ابن غيلان قد توبع عليه ، فقال ابن أبي الدنيا في " كتاب الصبر " ( ق 43/2 ) : حدثنا محمود بن غيلان و الحسن بن الصباح قالا : حدثنا المؤمل بن إسماعيل به . قلت : و في هذا رد على الطبراني ، فإنه قال : لم يروه عن طلق إلا حميد ، و لا عنه إلا حماد ، و لا عنه إلا مؤمل و في الأصل موسى ، و قد عرفت خطأه ، تفرد به محمود . فقد تابعه الحسن بن الصباح ، و كأنه لذلك لم يذكر أبو نعيم هذا التفرد و إنما تفرد المؤمل ، فقال : غريب من حديث طلق ، لم يروه متصلا مرفوعا ، إلا مؤمل عن حماد . قلت : و هو ضعيف لكثرة خطئه ، و قد وصفه بكثرة الخطأ الإمام البخاري و الساجي و ابن سعد و الدارقطني ، و قال ابن نصر : إذا تفرد بحديث ، وجب أن يتوقف ، و يثبت فيه ، لأنه كان سيىء الحفظ ، كثير الغلط . و لخص ذلك الحافظ في " التقريب " فقال : صدوق سيء الحفظ . قلت : فمؤمل بن إسماعيل هذا هو علة هذا الحديث ، و قد تفرد به كما حققناه في هذا التخريج بما لم نسبق إليه و الفضل لله عز وجل ، فاسمع الآن ما قاله العلماء ، مما وصل إليه علمهم ، و هم على كل حال مجزيون خيرا إن شاء الله تعالى ، قال الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3/67 ) : رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و إسنادهما جيد . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/273 ) : رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و رجال الأوسط رجال الصحيح " . كذا قالا ; ظنا منهما أن المؤمل بن إسماعيل لم يتفرد به ، و أنه تابعه موسى بن إسماعيل ، في رواية " الأوسط " ، و لو صح ذلك ، لكان الإسناد جيدا ، رجاله رجال الصحيح ، لأن موسى بن إسماعيل و هو التبوذكي ثقة محتج به في " الصحيحين " و لكنه لا يصح ذلك ، لأن الرواية المشار إليها خطأ من بعض النساخ كما سبق تحقيقه ، و اغتر بكلام المنذري و الهيثمي بعض ما جاء بعدهما ، فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " الكبير " و البيهقي في " الشعب " و رمز لحسنه ! و نقل المناوي كلامهما المتقدم ، أعني المنذري و الهيثمي ، ثم قال : و بذلك يعرف أن إهمال المؤلف الطريق الصحيح ، و إيثاره الضعيف من سوء التصرف هذا و قد رمز لحسنه ! ، و أكد كلامه هذا و لخصه في " التيسير " بقوله : و بعض أسانيد الطبراني جيد ! ، و قلده الشيخ الغماري فأورد الحديث في " كنزه " ( 342 ) ! ، فتأمل كيف يقع الخطأ من الفرد ، ثم يغفل عنه الجماعة و يتتابعون و هم لا يشعرون ، ذلك ليصدق قول القائل : كم ترك الأول للآخر ، و يظل البحث العلمي مستمرا ، و لولا ذلك لجمدت القرائح ، و انقطع الخير عن الأمة . ثم إن للحديث طريقا أخرى ، و لكنها واهية جدا ، أخرجه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " ( 2/167 ) عن هشام بن عبيد الله الرازي : حدثنا الربيع بن بدر : حدثنا أبو مسعود : حدثني أنس بن مالك مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد واه جدا : 1 - هشام بن عبيد الله الرازي فيه ضعف . 2 - الربيع بن بدر ، متروك شديد الضعف . 3 - أبو مسعود هذا لم أعرفه . (3/65) 1067 - " صلاة الجمعة بالمدينة كألف صلاة فيما سواها ، [ و صيام شهر رمضان في المدينة كصيام ألف شهر فيما سواها ] " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/180 ) : موضوع بهذا اللفظ . رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/57/2 ) و في " العلل الواهية " ( 2/86 ـ 87 ) و ابن النجار في " الدرر الثمينة في تاريخ المدينة " ( 337 ) عن عمر بن أبي بكر الموصلي عن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال ابن الجوزي : لا يصح . قلت : و هذا سند مظلم مسلسل بمن هو متروك و كذاب : الأول : كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، قال الشافعي : ركن من أركان الكذب . الثاني : القاسم بن عبد الله و هو العمري المدني ، قال أحمد : كان يضع الحديث . الثالث : عمر بن أبي بكر الموصلي ، قال أبو حاتم : متروك الحديث ، ذاهب الحديث ، و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " بزيادة في أوله : " صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " ، و تعقبه شارحه المناوي بقوله : ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، فإنه عقبه بالقدح في سنده ، فقال : هذا إسناد ضعيف بمرة ، انتهى بلفظه ، فحذف المصنف له من سوء الصنيع . قلت : و قد كان من أحسن الصنيع أن يحذف السيوطي هذا الحديث من كتابه أصلا ، فإنه قد تعهد في مقدمته أن يصونه مما تفرد به كذاب أو وضاع ، و لكنه لم يوفق كثيرا في تنفيذ ما تعهد به ، غفر الله لنا و له ، فإن هذا الحديث فيه متروك و وضاع و كذاب ، كما شرحناه لك بما لا تجده في كتاب ، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . و لقد كان صنيع السيوطي في كتابه الآخر " الجامع الكبير " ، أقرب إلى الصواب فإنه قال فيه ( 2/61/2 ) : رواه البيهقي و ضعفه ، و ابن عساكر . فذكره التضعيف هنا و حذفه إياه من " الجامع الصغير " هو بلا شك من سوء الصنيع كما قال المناوي ، و لو عكس لكان أقرب إلى الصواب ، و إنما الصواب حقا أن يحكي التضعيف هنا و هناك ، ليسد بذلك الطريق على بعض المتأولين أو المغرضين و الخاطئين ، ألا ترى أنه قد وضع في آخر الحديث من نسخة " الجامع الصغير " التي عليها شرح المناوي ، فضلا عن غيرها حرف ( ح ) الرامز إلى أن الحديث حسن ؟ ! فلو أنه ذكر التضعيف المذكور لما تجرأ أحد أن يرمز له بالحسن ، لأنه حينئذ يناقض التصريح بالتضعيف ، فتأمل . و أما الزيادة التي زادها البيهقي ، فهي صحيحة ثابتة من حديث ابن عمر في " صحيح مسلم " و من حديث أبي هريرة في " الصحيحين " ، و في الباب عن جابر و أبي الدرداء و غيرهما ، و قد خرجتهما في " إرواء الغليل " ( رقم 1114 ـ 1115 ) . (3/66) 1068 - " أحفوا الشوارب و أعفوا اللحى ، و انتفوا الذي في الآناف " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/182 ) : ضعيف . رواه ابن عدي ( 102/1 ) عن حفص بن واقد اليربوعي : حدثنا إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا و قال بعد أن ساق لحفص هذا أحاديث أخرى : و هذه الأحاديث أنكر ما رأيت لحفص بن واقد ، و هذا الحديث قد رواه غير حفص بن واقد عنه . قلت : فالآفة من إسماعيل بن مسلم ، و الظاهر أنه المكي البصري الذي يكثر من الرواية عن الحسن البصري و هو ضعيف لسوء حفظه ، و الشطر الأول من الحديث صحيح ثابت من طريق جماعة من الصحابة ، و الشطر الثاني منه لم نره إلا من هذه الطريق و هي واهية ، و قد عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي فتعقبه المناوي بقوله : ظاهر صنيعه يوهم أن مخرجيه خرجاه و سكتا عليه ، و الأمر بخلافه ، بل تعقبه البيهقي بقوله : قال الإمام أحمد : هذا اللفظ الأخير غريب ، و في ثبوته نظر . انتهى . (3/67) 1069 - " سيأتيكم عني أحاديث مختلفة ، فما جاءكم موافقا لكتاب الله و لسنتي فهو مني ، و ما جاءكم مخالفا لكتاب الله و لسنتي فليس مني " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/182 ) : ضعيف جدا . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 200/2 ) و الدارقطني ( 513 ) و الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " ( 430 ) عن صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به . و قال ابن عدي و قد ذكر له أحاديث غير هذا : و هذه الأحاديث عن عبد العزيز غير محفوظة ، إنما يرويها عنه صالح بن موسى ، قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال النسائي : متروك الحديث . و في " الضعفاء " للذهبي : ضعفوه . و في " التقريب " : متروك . (3/68) 1070 - " من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الردم فلينظر إلى هذا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/183 ) : ضعيف جدا . أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم 2089 ) قال : حدثنا عمرو بن مالك : أنبأ محمد ابن حمران : حدثنا عبد الملك بن نعامة الحنفي : عن يوسف بن أبي مريم الحنفي قال : بينا أنا قاعد مع أبي بكرة ، إذ جاء رجل فسلم عليه ، فقال : أما تعرفني ؟ فقال له أبو بكرة : من أنت ؟ قال : تعلم رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه رأى الردم ؟ فقال أبو بكرة : أنت هو ؟ قال نعم ، قال : اجلس حدثنا ، قال : انطلقت حتى انطلقت إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعلمونه ، فدخلت بيتا ، فاستلقيت فيه على ظهري ، و جعلت رجلي إلى جداره ، فلما كان عند غروب الشمس سمعت صوتا لم أسمع مثله فرعبت فجلست ، فقال لي رب البيت : لا تذعرن فإن هذا لا يضرك ، هذا صوت قوم ينصرفون هذه الساعة من عند هذا السد ، قال : فيسرك أن تراه ؟ قلت : نعم ، قال : فغدوت إليه ، فإذا لنة من حديد ، كل واحدة مثل الصخرة ، و إذا كأنه البرد المحبر ، و إذا مسامير مثل الجذوع ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : صفه لي ، فقلت : كأنه البرد المحبرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، قال أبو بكرة : صدق . و قال البزار : لا نعلم أحدا رواه إلا أبو بكرة و لا له إلا هذا الطريق . قلت : و هو ضعيف جدا ، فيه ضعف و جهالة . أما الضعف فهو من قبل عمرو بن مالك و هو الراسبي ترك التحديث عنه أبو حاتم و أبو زرعة ، و قال ابن عدي في " الكامل " ( ق 285/2 ) : منكر الحديث عن الثقات ، و يسرق الحديث . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ، و لكنه قال : يغرب و يخطىء . قلت : فإذا كان من شأنه أنه يخطىء ، فإيراده في كتابه " الضعفاء " أولى به من " الثقات " كما لا يخفى ، و أما الجهالة ، فهو أن عبد الملك بن نعامة الحنفي لم أجد من ذكره ، و مثله شيخه يوسف بن أبي مريم الحنفي ، إلا أنه قد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4/1/232 ) ، و لكنه بيض له ! و قد أشار إلى ما سبق الحافظ الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 8/134 ) : رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك ، تركه أبو زرعة و أبو حاتم ، و وثقه ابن حبان و قال : يخطىء و يغرب ، و فيه من لم أعرفه . (3/69) 1071 - " يعاد الوضوء من الرعاف السائل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/184 ) : موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 427/2 ) عن يغنم بن سالم : حدثنا أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال : يغنم يروي عن أنس مناكير ، و أحاديثه عامتها غير محفوظة . و قال ابن حبان : كان يضع على أنس بن مالك . و قال ابن يونس : حدث عن أنس فكذب . و قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( رقم 244 ) : يغنم منكر الحديث ضعيفه . (3/70) 1072 - " امسح برأس اليتيم هكذا إلى مقدم رأسه ، و من له أب هكذا إلى مؤخر رأسه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/185 ) : موضوع . رواه البخاري في " التاريخ " ( 1/1/97 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 381 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/197/1 ) من طريق الخطيب و هذا في " تاريخه " ( 5/291 ) عن سلمة بن حيان العتكي : حدثنا صالح الناجي قال : كنت عند محمد بن سليمان أمير البصرة فقال : حدثني أبي عن جدي الأكبر - يعني ابن عباس - مرفوعا . أورده في ترجمة محمد بن سليمان هذا و قالا ، أعني الخطيب و ابن عساكر : لا يحفظ له غيره . و قال البخاري : منقطع يعني بين محمد بن سليمان ، و هو ابن علي بن عبد الله بن عباس ، و بين ابن عباس ، و قال العقيلي فيه : ليس يعرف بالنقل و حديثه هذا غير محفوظ و لا يعرف إلا به . و قال الذهبي عقب الحديث : هذا موضوع ، و أقره الحافظ في " اللسان " . و الانقطاع الذي أشار إليه البخاري إنما هو بالنظر إلى هذا الإسناد ، و إلا فقد رواه محمد بن مرزوق و إبراهيم بن مسلم بن رشيد قالا : حدثنا صالح الناجي به إلا أنه قال : حدثنا محمد بن سليمان عن أبيه عن جده عن ابن عباس ، و هذا موصول . أخرجه البزار في " مسنده " ( 1913 ـ كشف الأستار ) ، و قال : لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، و لا نعلم [ له ] إسنادا غير هذا الإسناد ، و إنما كتبناه لأنا لم نحفظه إلا من هذا الوجه و في لفظ لابن عساكر : " الصبي الذي له أب يمسح رأسه إلى الخلف ، و اليتيم يمسح رأسه إلى قدام " . و لفظ العقيلي : " يمسح اليتيم هكذا : و وصفه صالح من أوسط رأسه إلى جبهته و من له أب فهكذا و وصف صالح من جبهته إلى وسط رأسه " . أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8/163 ) من رواية " الأوسط " ، و الظاهر أنه سقط ذكر البزار قبله من الطابع أو الناسخ و قال : و فيه محمد بن سليمان و قد ذكروا هذا من مناكير حديثه . تنبيه على وهم نبيه : لقد تصحف هذا الحديث على الحافظ عبد الحق الإشبيلي ، فإنه أورده في " باب التيمم " من كتابه " الحكام " ( رقم 538 ـ منسوختي ) من طريق العقيلي بلفظ : " يمسح المتيمم هكذا .. " ! و هذا من أغرب تصحيف وقفت عليه ، لا سيما من مثل هذا الحافظ ، و لست أدري كيف خفي هذا عليه مع أن معناه أكبر منبه عليه إذ لا قائل بالتيمم على الرأس ؟ لا سيما و تمام الحديث يؤكد ذلك : " و من له أب فهكذا .. " ! فجل من لا يسهو و لا ينسى ، ثم إن الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب و ابن عساكر ، و كأنه خفي عليه شهادة الحافظين المتقدمين : الذهبي و العسقلاني بوضعه ، و القلب يشهد بذلك ، والله المستعان . و في مسح رأس اليتيم حديث آخر من رواية أبي هريرة و غيره ، و هو مخرج في الصحيحة ( 854 ) . (3/71) 1073 - " الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة ، و الصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة ، و الصلاة في مسجد الراباطات ألف صلاة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/187 ) : موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/46 ) عن عبد الرحيم بن حبيب : حدثنا داود بن عجلان : حدثنا إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن أنس مرفوعا ، و قال أبو نعيم : لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحيم عن داود . قلت : و كلاهما متهم . أما داود فقال ابن حبان : يروي عن أبي عقال عن أنس المناكير الكثيرة و الأشياء الموضوعة " ، قال الحاكم و النقاش : روى عن أبي عقال أحاديث موضوعة . و أما عبد الرحيم بن حبيب ، فقال ابن حبان : لعله وضع أكثر من مائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال أبو نعيم : روى عن ابن عيينة و بقية الموضوعات . قلت : و مع هذا فقد تجرأ السيوطي أو غفل فسود بهذا الحديث " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم وحده و لم يتعقبه المناوي بشيء غير أنه قال : إسناده ضعيف . فكأنه لم يقف على سنده فاكتفى بتضعيفه بناء على قاعدة : إن ما تفرد به أبو نعيم فهو ضعيف ! و مما يستنكر في هذا الحديث قوله : إن الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم بعشرة آلاف ، و الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة الصحيحة أنها بألف صلاة و قد سقت هذه الأحاديث و خرجتها في " الثمر المستطاب في فقه السنة و الكتاب " ، ثم في " الإرواء " ( 971 و 1129 ) . (3/72) 1074 - " خذ هذا الدم فادفنه من الدواب و الطير ، أو قال : الناس و الدواب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/188 ) : ضعيف . أخرجه المحاملي في آخر مجلس من " الأمالي " ( ق 229/1 ) و ابن حيويه الخزاز في " حديثه " ( 1/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 41/1 ) ، و البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7/67 ) و السياق له من طريق بريه بن عمر بن سفينة عن أبيه ( سقط من " السنن " : عن أبيه ) عن جده قال : احتجم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال لي : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان : لا يعرف ، و قال أبو زرعة : صدوق ، و قال البخاري : إسناده مجهول . و أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 282 ) و قال : حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا به . و الآخرى : ابنه بريه مصغرا ، و اسمه إبراهيم ، أورده العقيلي أيضا ( ص 61 ) و قال : لا يتابع على حديثه ، و قال ابن عدي : له أحاديث يسيرة غير ما ذكرت ، و لم أجد للمتكلمين في الرجال لأحد منهم فيه كلاما ، و أحاديثه لا يتابعه عليها الثقات ، و أرجو أنه لا بأس به . و قال الذهبي في " الميزان " : ضعفه الدارقطني ، و قال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به . و قال أيضا : و تفرد بريه عن أبيه بمناكير . و الحديث ضعفه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( رقم 576 ـ من نسختي و تحقيقي ) ، و سكت عليه الحافظ في " التلخيص " ( ص 10 ) فلم يجد . (3/73) 1075 - " ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ، و لا يرفع لهم إلى السماء حسنة : العبد الآنق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ، و المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى و السكران حتى يصحو " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/189 ) : ضعيف . رواه ابن عدي في " الكامل " ( ق 149/1 ) و ابن خزيمة ( 940 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1297 ) و ابن عساكر ( 12/5/1 ) عن هشام بن عمار : حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا به . ذكره ابن عدي في ترجمة زهير هذا ، و قال عقبه : رواه ابن مصفا أيضا عن الوليد . قلت و خالفهما في إسناده موسى بن أيوب و هو أبو عمران النصيبي الأنطاكي فقال : حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم ـ 9385 ) و قال : لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد . قلت : و أنا أظن أن هذا الاضطراب و الاختلاف في إسناده إنما هو من زهير بن محمد نفسه و هو الخراساني الشامي ، فإن الراوي عنه الوليد بن مسلم ثقة ، و كذلك الرواة عنه كلهم ثقات ، و هم شاميون جميعا ، و قد قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : سكن الشام ثم الحجاز ، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها ، قال البخاري عن أحمد : كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر ، و قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه . و قال الذهبي في " الضعفاء " : ثقة فيه لين . و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 3/78 ـ 79 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل ، و ابن خزيمة و ابن حبان في " صحيحيهما " من رواية زهير بن محمد . قلت : و هذا التخريج يوهم أن الطبراني ليس في روايته زهير بن محمد و هو خلاف الواقع ، فإن زهيرا في رواية الجميع ، إلا أن شيخه عند الطبراني هو ابن عقيل ، و عند ابن حبان و كذا ابن خزيمة محمد بن المنكدر و ذلك من اضطراب زهير كما بينا و ذكر المناوي في " شرحيه " عن الذهبي أنه قال في " المهذب " : هذا من مناكير زهير . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/31 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن عقيل ، و حديثه حسن و فيه ضعف و بقية رجاله ثقات . كذا قال ، و علة الحديث لين زهير و اضطرابه في سنده ، و لولا ذلك لكان الحديث ثابتا ، و لبيان هذه الحقيقة التي قد لا تجدها في غير هذا المكان كتبنا ما سبق ، والله هو الموفق ، و الحديث مما أورده الغماري في " كنزه " خلافا لشرطه ! (3/74) 1076 - " على كل ميسم من الإنسان صلاة ، فقال رجل من القوم : هذا شديد و من يطيق هذا ؟ قال : أمر بالمعروف و نهي عن المنكر صلاة ، و إن حملا عن الضعيف صلاة ، و إن كل خطوة يخطوها أحدكم إلى صلاة صلاة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/190 ) : ضعيف . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 129/2 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1497 ) و أبو الحسن محمد بن محمد البزار البغدادي في " جزء من حديثه " ( ق 174/1 ) و ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( ق 191/2 ) من طرق عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن سماكا ، و إن كان من رجال مسلم ففيه ضعف من قبل حفظه ، و خصوصا في روايته عن عكرمة ، قال الحافظ في " التقريب " : صدوق ، و روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، و قد تغير بآخره ، فكان ربما يلقن و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " بهذا اللفظ ، ثم قال ( 3/104 ) : رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني في " الكبير " و " الصغير " بنحوه ، و زاد فيها : " و يجزي من ذلك كله ركعتا الضحى " ، و رجال أبي يعلى رجال الصحيح . قلنا : و لنا على هذا الكلام ملاحظات : الأولى : أن قوله : و رجال أبي يعلى رجال الصحيح ، يوهم أنهم ثقات جميعا ، و ليس كذلك ، لحال رواية سماك عن عكرمة ، كما بينا . الثانية : أن قوله في رواية الطبراني : " بنحوه " ، يشعر بأن الحديث عنده بتمامه في المعنى ، و إنما هو عنده مختصر جدا و لفظه : " على كل سلامي من بني آدم في كل يوم صدقة ، و يجزي من ذلك كله ركعتا الضحى " . فكان الأولى أن يقول : مختصرا مكان بنحوه . و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 1/126 ) : رواه ابن خزيمة في " صحيحه " . قلت : و أشار المنذري إلى أنه حديث صحيح أو حسن أو قريب من أحدهما بتصدير إياه بلفظة " عن " و اغتر به مؤلف " الكنز " فأورده فيه ( 2167 ) ! فالحديث ضعيف الإسناد ، ضعيف المتن بهذا اللفظ " صلاة " ، و هو صحيح بلفظ " صدقة " من حديث أبي ذر و غيره عند مسلم و غيره ، فاقتضى التنبيه على ذلك ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( برقم 577 ) و قبله أحاديث أخرى بمعناه ، فراجعها إن شئت ، ثم إن الهيثمي أورد الحديث بلفظ : " يصبح على كل .. " . و ليس في نسختنا من " مسند أبي يعلى " لفظ يصبح ، و لا في شيء من المصادر الأخرى التي عزونا الحديث إليها ، نعم هو في حديث أبي ذر الذي أشرنا إليه . و وقع في " المجمع " : مسلم بدل ميسم و هو خطأ مطبعي . (3/75) 1077 - " من قال : جزى الله عنا محمدا صلى الله عليه وسلم بما هو أهله ، أتعب سبعين كاتبا ألف صباح " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/192 ) : ضعيف جدا . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/124/2 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/206 ) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( ق 260/1 ) و أبو نعيم أيضا في " أخبار أصبهان " ( 2/230 ) من طرق عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال أبو نعيم : حديث غريب من حديث عكرمة ، و جعفر ، و معاوية ، تفرد به هانىء . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن حبان : كان تدخل عليه المناكير ، و كثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، فمن مناكيره ... " . قلت : ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/102 ) و لم يذكر فيه جرحا ، و لكنه قال : سألت أبي عنه فقال : أدركته و لم أسمع منه ، و في نسخة : " و لم أكتب عنه " و هي الموافقة لما نقله الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم . قلت : و كأن أبا حاتم رحمه الله يشير إلى أنه أعرض عنه و تركه ، والله أعلم . (3/76) 1078 - " يا عجبا كل العجب للشاك في قدرة الله و هو يرى خلقه ، بل عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى و هو يرى الأولى ، و يا عجبا كل العجب للمكذب بنشور الموت و هو يموت كل يوم و في كل ليلة و يحيى ، و يا عجبا كل العجب للمصدق بدار الخلود و هو يسعى لدار الغرور ، و يا عجبا كل العجب للمختال الفخور ، و إنما خلق من نطفة ، ثم يعود جيفة و هو بين ذلك لا يدري ما يفعل به " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/193 ) : موضوع . رواه القضاعي ( 49/1 ـ 2 ) عن موسى الصغير عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي مرفوعا . قلت : و هذا حديث موضوع ، آفته عبد الله بن مسور هذا ، و هو من أتباع التابعين كذاب وضاع ، رماه بذلك جماعة من الأئمة كأحمد و البخاري و النسائي و غيرهم ، و كان يفتعل ذلك حسبة ! قال ابن المديني : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا يضع إلا ما فيه أدب أو زهد ، فيقال له في ذلك ؟ فيقول : إن فيه أجرا ! قلت : و هذا الحديث من اختلاقه ، فإن علامات الوضع عليه لائحة ، قبحه الله و قبح أمثاله من الكذابين الذين شوهوا جمال حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، بما أدخلوا فيه من الغرائب و الأباطيل . و قد جاء هذا الحديث في كتاب " المنازل و الديار " ( ص 102 ) من المخطوطة التي قام بطبعها المكتب الإسلامي في دمشق . (3/77) 1079 - " آمرك بالوالدين خيرا ، قال : والذي بعثك بالحق نبيا لأجاهدن ، و لأتركهما ! قال : أنت أعلم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/193 ) : منكر بهذا السياق . أخرجه أحمد ( 2/172 ) من طريق ابن لهيعة : حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن عمرو قال : " إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة ، ثم قال : مه ؟ قال : الصلاة ، ثم قال : مه ؟ قال : الصلاة ، ثلاث مرات ، قال : فلما غلب عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الجهاد في سبيل الله ، قال الرجل : فإن لي والدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ابن لهيعة ضعيف سيىء الحفظ . و المحفوظ في هذا الحديث من طرق أخرى عن ابن عمرو بلفظ : " فقال : أحي والدك ، قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد " . أخرجه الشيخان و غيرهما ، و قد ذكرت طرقه و شواهده في " إرواء الغليل " ( رقم 1199 ) ، فقوله في هذا الحديث : " أنت أعلم " مخالف لقوله : " ففيهما فجاهد " فهو منكر بهذا اللفظ ، والله أعلم ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن حبان ( 258 ) من طريق ابن وهب : أخبرني حيي بن عبد الله فإنه مختلف فيه ، قال ابن معين : ليس به بأس ، و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة ، و قال أحمد : أحاديثه مناكير ، و قال البخاري : فيه نظر ، و قال النسائي : ليس بالقوي . قلت : فمثله لا يحتج به عند المخالفة ، والله أعلم . (3/78) 1080 - " ليست بشجرة نبات ، إنما هم بنو فلان ، إذا ملكوا جاروا ، و إذا ائتمنوا خانوا ، ثم ضرب بيده على ظهر العباس ، قال : فيخرج الله من ظهرك يا عم ! رجلا يكون هلاكم على يديه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/194 ) : موضوع . أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 3/343 ) عن محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا عبد الله بن الضحاك الهدادي : حدثني هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد ، فذكر قوما بسوء السيرة فقلت له : أيها الأمير ! إن الله تعالى أمهلهم فطغوا ، و حلم عنهم فبغوا ، فقال لي : حدثني أبي الرشيد عن جدي المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم ، فعرف الغضب في وجهه ، ثم قرأ : *( و الشجرة الملعونة في القرآن )* ، فقيل له : أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها ؟ فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد موضوع فيه آفات : أولا : المنصور و غيره من الملوك العباسيين لا يعرف حالهم في الحديث . ثانيا : هشام بن محمد الكلبي ، قال الذهبي في " الضعفاء " : تركوه كأبيه ، و كان رافضيا . ثالثا : عبد الله بن الضحاك الهدادي ، لم أجد له ترجمة ، و لم يورده السمعاني في هذه النسبة ( الهدادي ) . رابعا : محمد بن زكريا الغلابي أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال الدارقطني : كان يضع الحديث . و ساق له الذهبي في " الميزان " حديثا في فضل الحسين رضي الله عنه ، ثم قال : فهذا كذب من الغلابي . قلت : و هذا الحديث كذلك ، فهو الذي اختلقه ، أو الكلبي الرافضي ، فإنه ظاهر البطلان ، لما تضمنه من تحريف الكلم عن مواضعه ، و تأويل قوله تعالى : *( و الشجرة الملعونة في القرآن )* بأن المراد بها بنو أمية ، و إنما هي شجرة الزقوم كما في " صحيح البخاري " عن ابن عباس رضي الله عنه : *( و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس )* قال : هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، *( و الشجرة الملعونة )* شجرة الزقوم . و مثل هذا الحديث في البطلان ; ما روى ابن جرير الطبري قال : حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد : حدثني أبي عن جدي قال : " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات ، قال : و أنزل الله في ذلك *( و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة )* الآية " . و هذا السند ضعيف جدا كما قال الحافظ ابن كثير : فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك ، و شيخه أيضا ضعيف بالكلية ، و لهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء ، و أن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، قال : لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، أي في الرؤيا و الشجرة . هذا حال هذين الحديثين في الضعف بل البطلان ، و مع ذلك ، فإننا لا نزال نرى بعض الشيعة في العصر الحاضر يروون مثل هذه الأحاديث ، و يحتجون بها على تكفير معاوية رضي الله عنه مثل المعلق على كتاب " أصول الكافي " للكليني المتعبد لغير الله ، المسمى بعبد الحسين المظفر ، فإنه كتب ; بل سود صفحتين كاملتين في لعن معاوية و تكفيره ، و أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بموته على غير السنة ، و أنه أمر بقتله ، ساق ( ص 23 ـ 24 ) في تأييد ذلك ما شاء له هواه من الآثار الموضوعة و الأحاديث الباطلة ، منها هذان الحديثان الباطلان ، و لذلك بادرت إلى بيان حالهما نصحا لناس ، و غالب الظن أن عبد الحسين هذا لا يعلم حال إسنادهما ، و لئن علم فما يمنعه ذلك من الاحتجاج بهما مع بطلانهما لأن الغاية عند أمثاله تبرر الوسيلة ، و الغاية لعن معاوية و تكفيره و لو بالاعتماد على الأحاديث الموضوعة ، و الشيعة قد عرفوا بذلك منذ زمن بعيد كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه . و إنما رجحت أنه لا يعلم ذلك لأنني رأيت تعليقاته تدل على ذلك ، فها هو - مثلا - يقول في أول تعليق له على الكتاب و قد قال راويه عن الكليني : أخبرنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني : الذي يقول : أخبرنا هو أحد رواة " الكافي " .. أو القائل هو المصنف رحمه الله على عادة كثير من المؤلفين القدماء ! فأين هذه العادة المزعومة ، و هل يعقل في المؤلف الكليني مثلا ، أن يقول عن نفسه : أخبرنا الكليني ؟ ! ذلك مبلغه من العلم ، و حق لمن ينصب العداء لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و ناشري الإسلام في الأرض ، أن يكون في تلك المنزلة من العلم ! (3/79) 1081 - " من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك ، و من أفتى الناس بغير علم ، و هو لا يعلم الناسخ و المنسوخ ، و المحكم من المتشابه ، فقد هلك و أهلك " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/197 ) : باطل . رواه الكليني الشيعي في " أصول الكافي " ( رقم 104 ـ طبعة النجف ) ، قال : علي ابن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة قال : ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليه السلام إلا كاد أن يتصدع قلبي ، قال : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن شبرمة : و أقسم بالله ما كذب أبوه على جده ، و لا جده على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : قال المعلق عليه عبد الحسين المظفر الشيعي : ضعيف إسناده . يعني من أجل شيخ داود بن فرقد ، فإنه لم يسم . قلت : و ليس هذا فقط ، فإن كل من دونه مجاهيل لا يعرفون لا عندنا و لا عندهم . فهذا داود بن فرقد أورده الطوسي في " الفهرست " و لم يزد في ترجمته على قوله ( رقم 274 ) : له كتاب ! ، و يونس هو ابن عبد الرحمن مولى آل يقطن ، قال الطوسي ( 789 ) : له كتب كثيرة ، أكثر من ثلاثين كتابا ، قال أبو جعفر بن بابويه : سمعت ابن الوليد رحمه الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات كلها صحيحة يعتمد عليها ، إلا ما ينفرد به محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ، و لم يروه غيره فإنه لا يعتمد عليه ، و لا يفتى به " . و أما محمد بن عيسى فهو ابن عبيد اليقطيني ، فقد عرفت شيئا من حاله عندهم من الترجمة السابقة ، و قال الطوسي في ترجمته ( 601 ) : ضعيف ، استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال " نوادر الحكمة " و قال : لا أروي ما يختص برواياته ، و قيل : إنه كان يذهب مذهب الغلاة . و أما علي بن إبراهيم فهو ابن هاشم القمي قال الطوسي ( 370 ) : له كتب ، منها كتاب التفسير و ... و ... أخبرنا بجميعها جماعة و محمد بن علي ماجيلو به عن علي بن إبراهيم إلا حديثا واحدا استثناه من " كتاب الشرائع " في تحريم لحم البعير ، و قال : لا أرويه لأنه محال ! و أورده الذهبي في " الميزان " و قال : رافضي جلد ، له تفسير فيه مصائب . و أقره الحافظ ابن حجر في " اللسان " . و أما الكليني مؤلف " الأصول " فهو إمام عندهم ، و قد ترجمه الطوسي فقال ( 591 ) : يكنى أبا جعفر ، ثقة عارف بالأخبار ، له كتب منها كتاب " الكافي " يشتمل على ثلاثين كتاب أوله كتاب العقل .. و آخره " كتاب الروضة " ، توفي سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة . قلت : و هو من رجال " لسان الميزان " و لم يوثقه ، فكأنه مستور عنده ، و كذلك صنع الذهبي في " سير النبلاء " فقال ( 10/124 ـ من المصورة ) : شيخ الشيعة و عالم الإمامية صاحب التصانيف ، و كان ببغداد و بها توفي سنة 328 و كتابه " الكافي " ينقسم إلى قسمين " أصول الكافي " و " فروع الكافي " و قد طبع كل منهما أكثر من مرة ، و طبع الأول مع تعليقات عليه و تخريج بقلم عبد الحسين المظفر في النجف سنة ( 1376 ) ، وقفت على الجزء الأول و الثاني منه فيهما ( 211 ) حديثا ، غالبه غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم . و كتابهم هذا " الكافي " له المنزلة الأولى من بين كتب الحديث الأربعة المعروفة عندهم ، حتى لقد ذكر عبد الحسين المذكور في مقدمة التعليق ( ص 13 ) أنه ورد فيه كما قيل عن إمامنا المنتظر عجل الله فرجه ( ! ) : " الكافي كاف لشيعتنا " و من المشهور عنهم أنه بمنزلة " صحيح البخاري " عندنا ! بل صرح لي أحد دعاتهم و هو الشيخ طالب الرفاعي النجفي أنه أصح عندهم من البخاري !! و ذكر أيضا في المقدمة المذكورة أن أحاديثه بلغت زهاء سبعة عشر ألف حديث ! و في هذا العدد من المبالغة و التهويل على من درس أحاديث الكتاب و أمعن النظر في متونها ، فقد تتبعت أحاديث الجزأين المذكورين البالغ عددها ( 211 ) ، فوجدت غالبا موقوفا على علي رضي الله عنه و بعض أهل بيته ، كأبي عبد الله زين العابدين و أبي جعفر الباقر رضي الله عنهم أجمعين ، و المرفوع منها نحو ثلاثة و عشرين حديثا خمسة منها في الجزء الأول ، و الباقي في الثاني ، أي بنسبة عشرة في المائة تقريبا ، و إليك أرقامها : ( 9 و 11 و 15 و 25 و 28 و 35 و 39 و 44 و 50 و 57 و 80 و 87 و 104 و 107 و 108 و 115 و 119 و 127 و 159 و 161 و 190 و 199 ) . و لتعلم أيها القارئ الكريم مدى صحة قولهم أن هذا الكتاب أصح من " صحيح البخاري " أو على الأقل هو مثله عندهم ، أذكر لك الحقيقة الآتية : و هي أن هذا العدد من الأحاديث المرفوعة ، لا يثبت إسناد شيء منها لضعف رجالها ، و انقطاع إسنادها ، كما بينه المعلق عليه نفسه في تعليقه على كل حديث منها ، حاشا الأحاديث ( 57 ، 80 ، 199 ) ، فقد قواها ، و هي مع ذلك لا تثبت أمام النقد لا لعلمي النزيه ! و خذ هذه الشهادة الآتية ، التي تبين لك بوضوح حقيقة ذلك القول ، و هي من المعلق عبد الحسين فقد قال بعد ما ذكر عناية الشيعة بالكتاب شرحا و اختصارا و نقدا ( ص 19 ) : و كفاك لتعرف مدى العناية بنقده أنهم أحصوا ما يشتمل عليه من الأحاديث ، فكان مجموعها ( 16.199 ) حديثا ، ثم أحصوا ما فيه من أنواع الأحاديث من جهة التوثيق و التصحيح ، فعدوا الأخبار الصحيحة فكانت ( 5073 ) أي أقل من الثلث ، و عدوا الأخبار الضعيفة ، فكانت ( 9485 ) أي أكثر من النصف ، و ذلك عدا الموثق و القوي و المرسل ، فانظر إلى أي مدى بلغ نقده ! فأقول : بخ بخ لكتابهم " الصحيح " و أكثر من نصف أحاديثه يعني المرفوعة و الموقوفة على أئمتهم غير صحيح ! يشهد بذلك أشد الناس تعصبا له ، و دفاعا عنه ! *( و شاهد شاهد من أهلها )* . و أنا إنما قدمت لك هذا الحديث ، كمثال على تلك الأحاديث الضعيفة سندا ، لتعلم أن فيها ما يقطع المبتدئ بهذا العلم الشريف ببطلانها متنا ، فإن الألفاظ التي وردت فيه " الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه " هي كالألفاظ الأخرى التي اصطلح عليها أهل العلم ، مثل " العام و الخاص ، و المطلق و المقيد " و نحوها مما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لهي أكبر دليل على أنه حديث باطل موضوع ، لم يقله صلى الله عليه وسلم ، و لا حدث به جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنهما ، و لا رواه ابن شبرمة ، فإنه ثقة فقيه ، و هو أتقى من أن يروي الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما هو من اختلاق بعض من دونه من الشيعة من الضعفاء و المجهولين ، و فيهم بعض الغلاة و الرافضة كما تقدم . و كأن واضع هذا الحديث عامله الله بما يستحق وضعه ليمهد به لقبول الطعن في أبي حنيفة الإمام رحمه الله تعالى باعتباره أنه يكثر من استعمال القياس ، فقد روى الكليني في كتابه ( رقم 166 و 170 ) بإسنادين له عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم أنه قال : لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي ، و قلت أنا ، و قالت الصحابة ، و قلت ، و قد حسن أحد إسناديه المعلق عليه عبد الحسين ، و هو غير حسن لأن الكليني رواه عن شيخه علي بن إبراهيم و هو القمي الذي روى حديث تحريم لحم البعير الذي حكم الطوسي الشيعي عليه بأنه محال كما سبق في ترجمته قريبا ( ص 198 ) ، و هذا يرويه عن أبيه إبراهيم و هو ابن هاشم القمي ، و هو مجهول الحال أورده الطوسي في " الفهرست " ( رقم 6 ) ثم الحافظ في " اللسان " و لم يذكرا فيه توثيقا . و هذا يرويه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم . و محمد بن حكيم مجهول العين ، ليس له ذكر عندنا أصلا ، و لما أورده الطوسي برقم ( 633 و 666 ) لم يزد على قوله : له كتاب ! بمثل هذا السند يروي الشيعة عن أئمة أهل البيت الطعن بل اللعن في أئمة المسلمين ، فإذا أنكرنا أن يصدر ذلك عن أحد من عامة أهل البيت فضلا عن أئمتهم ، قالوا : بلى ذلك مروي عندنا عنهم ، فإذا قلنا : *( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )* وجموا ! و ليس ذلك غريبا منهم ، ما داموا أنهم لا يتورعون عن الجهر بتكفير معاوية رضي الله عنه ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله ، و لا عن تفسيق كبار الصحابة كأبي بكر و عمر و عائشة رضي الله عنهم ، و قد سمعت ذلك من بعضهم ، ثم هم مع ذلك كله يتظاهرون بالدعوة إلى التفاهم و التقارب ، فهلا تركوا للصلح مجالا ؟ ! (3/80) 1082 - " من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ، و من أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر ، و من أنكر خروج الدجال فقد كفر ، و من لم يؤمن بالقدر خيره و شره فقد كفر ، فإن جبريل عليه السلام أخبرني بأن الله تعالى يقول : من لم يؤمن بالقدر خيره و شره فليتخذ ربا غيري " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/201 ) : باطل . رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " ( 265/1 - 2 ) : حدثنا محمد ابن الحسن بن علي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد : حدثنا إسماعيل ابن أبي إدريس : حدثنا مالك بن أنس : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا قلت : و هذا حديث باطل ، المتهم به شيخ الكلاباذي محمد بن الحسن ، أو شيخه الحسين بن محمد بن أحمد ، فقد جاء في " الميزان " : محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري ، عن وراق الحميدي ، فذكر حديثا موضوعا في الدعاء عند الملتزم ، و أقره الحافظ في " اللسان " و زاد عليه فقال : و وجدت في " كتاب معاني الأخبار " للكلاباذي خبرا موضوعا . ثم ذكره بإسناد كما نقلناه عنه ، إلا أنه وقع فيه عنده تحريف في بعض الأسماء ، و قال عقبه مشيرا إلى الأنصاري هذا الذي ترجمه الذهبي : و قد غلب على ظني أنه هذا ، و شيخه ما عرفته بعد البحث عنه . و قال في ترجمة شيخه الحسين بن محمد بن أحمد : عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بخبر باطل مضى ذكره قفي ترجمة محمد بن الحسن ابن علي بن راشد . و قوله : " مضى " سبق قلم منه رحمه الله ، و الصواب : " يأتي " كما هو ظاهر ، و قول المصحح في تعليقه على " اللسان " : هكذا في الأصل ، و لكن كيف يمكن مضيه من قبل ، و لم يأت إلى الآن من اسمه محمد ؟ ! فلعله تصحيف اسم آخر . و أقول : لا تصحيف ، و لو رجع إلى ترجمة محمد بن الحسن ، لوجد فيها الحديث المشار إليه ، و لعلم أن الخطأ في قوله " مضى " ، والله أعلم . و اعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي ، و نزول عيسى ، و بالقدر خيره و شره ، كل ذلك واجب الإيمان به ، لثبوته في الكتاب و السنة ، و لكن ليس هناك نص في أن " من أنكر ذلك فقد كفر " ، و من أجل هذا أوردت الحديث و بينت وضعه ، و هو ظاهر الوضع ، و كأنه من وضع بعض المحدثين أو غيره من الجهلة ، وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء و المعتزلة ، و لن تقوم الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و الافتراء على الله تعالى ، فقاتل الله الوضاعين ما أجرأهم على الله عز وجل . و التكفير ليس بالأمر السهل ، نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت الحجة عليه ، فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر ، و أما من أنكر شيئا لعدم ثبوته عنده ، أو لشبهة من حيث المعنى ، فهو ضال ، و ليس بكافر مرتد عن الدين شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم ، والله أعلم . (3/81) 1083 - " إذا حدثتم عني حديثا يوافق الحق فخذوا به ، حدثت به أو لم أحدث به " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/203 ) : موضوع . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 9 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 4/78/2 ) و ابن حزم في " الأحكام " ( 2/78 ) من طريق أشعث بن براز عن قتادة عن عبد الله ابن شقيق عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال العقيلي : ليس بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد يصح ، و للأشعث هذا غير حديث منكر . و قال ابن حزم عقبه : كذاب ساقط ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي و ذكر كلامه المتقدم و زاد : و قال يحيى : هذا الحديث وضعته الزنادقة ، و قال الخطابي : لا أصل له ، و روي من حديث يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن ثوبان ، و يزيد مجهول ، و أبو الأشعث لا يروي عن ثوبان . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1/213 ) بقوله : قلت : هذا الطريق أخرجه ( هنا بياض في الأصل ) و قول المؤلف أن يزيد مجهول مردود ، فإنه له ترجمة في " الميزان " و قد ضعفه الأكثر ، و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، و قال أبو مسهر : كان يزيد بن ربيعة فقيها غير متهم ، ما ينكر عليه أنه أدرك أبا الأشعث ، و لكن أخشى عليه سوء الحفظ و الوهم ، و قوله : إن أبا الأشعث لا يروي عن ثوبان مردود ، فقد روى أبو النضر : حدثنا يزيد بن ربيعة : حدثنا أبو الأشعث الصنعاني قال : سمعت ثوبان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " قبل الجبار فيثني رجله على الجسر " . الحديث . قلت : في " الميزان " جملة حذفها السيوطي ، و ليس ذلك بجيد ، لا سيما و هي تخالف ما يتجه إليه من تمشية حال يزيد هذا ، فقال الذهبي : و قال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة ، و أما ابن عدي فقال : أرجو أنه لا بأس به ، و فيه إشعار بأن الذهبي لم يتبن قول ابن عدي هذا ، و يؤيده أنه أورد المترجم في " الضعفاء " و قال : قال البخاري : أحاديثه منكرة ، و قال النسائي : متروك . و قد ساق له في " الميزان " أحاديث مما أنكر عليه ، هذا أحدها ، ثم قال فيه : منكر جدا . ثم ذكر السيوطي للحديثين ثلاث طرق أخرى عن أبي هريرة أحدها واه جدا ، و الثاني معلول ، و الثالث ضعيف مع أنه أخطأ في سنده فلابد من سوقها لبيان حقيقة أمرها . (3/82) 1084 - " لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث ، و هو متكيء على أريكته فيقول : أقرأ قرآنا ! ما قيل من قول حسن فأنا قلته " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/204 ) : ضعيف جدا . أخرجه ابن ماجه ( 21 ) : حدثنا علي بن المنذر : حدثنا محمد بن الفضيل : حدثنا المقبري عن جده عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه جدا ، رجاله كلهم ثقات غير المقبري ، و هو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، قال البخاري : تركوه ، و كذا قال الذهبي في " الضعفاء " . نحوه قول الحافظ في " التقريب " : متروك ، و قال يحيى بن سعيد : جلست إليه مجلسا فعرفت فيه الكذب . قلت : و هذا الحديث لم يورده البوصيري في " الزوائد " مع أنه على شرطه ، فكأنه ذهل عنه ، و لذلك لم يتكلم عليه أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه ! و لا محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه عليه ! و ذكره السيوطي في " اللآليء المصنوعة " ( 1/314 ) شاهدا لحديث ابن بزار المتقدم ، و تبعه على ذلك ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1/624 ) ساكتين عليه ، و لا يخفى أن حديث مثل هذا المتهم بالكذب لا يصح شاهدا ، إنما يصلح لذلك العدل السيئ الحفظ الذي لم يكثر خطؤه و لم يتهم ، كما هو معلوم في " المصطلح " . و جد المقبري هو ابن سعيد كما سبق و هو ثقة ، و قد روى عن أبيه سعيد بن أبي سعيد بإسناد أصلح من هذا و هو معلوم ، و هو : إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ، فإني أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه و لا تعرفونه ، فكذبوا به ، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف . (3/83) 1085 - " إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ، فإني أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه ولا تعرفونه ، فكذبوا به ، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/205 ) : ضعيف . أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9/218/1 ) و الدارقطني في " سننه " ( ص 513 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 11/391 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 4/78/2 ) و كذا أحمد كما في " المنتخب " ( 10/199/2 ) لابن قدامة ، و ليس هو في " المسند " كلهم عن يحيى بن آدم : حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ( زاد الدارقطني و الخطيب : عن أبيه ) عن أبي هريرة مرفوعا به . و قال الهروي : لا أعرف علة هذا الحديث ، فإن رواته كلهم ثقات ، و الإسناد متصل . قلت : قد عرف علته و كشف عنها الإمام البخاري رحمه الله تعالى ، ثم أبو حاتم الرازي ، فقال الأول في " التاريخ الكبير " ( 2/1/434 ) : و قال ابن طهمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدقوه " ، و قال يحيى : عن أبي هريرة و هو وهم ليس فيه أبو هريرة ، يعني أن الصواب في الحديث الإرسال ، فهو علة الحديث . فإن قيل : كيف هذا و يحيى بن آدم ثقة حافظ محتج به في " الصحيحين " ، و قد وصله بذكر أبي هريرة فهي زيادة من ثقة فيجب قبولها ؟ ، فأقول : نعم هو ثقة كما ذكرنا ، و لكن هذا مقيد بما إذا لم يخالف من هو أوثق منه و أحفظ ، أو الأكثر منه عددا ، و في صنيع البخاري السابق ما يشعرنا بذلك ، و قد أفصح عنه بعض المحدثين فقال ابن شاهين في " الثقات " : قال يحيى بن أبي شيبة : ثقة صدوق ثبت حجة ما لم يخالف من هو فوقه مثل وكيع و قد خالف هنا ابن طهمان و اسمه إبراهيم كما سبق ، و هو ثقة محتج به في " الصحيحين " ، و لا أقول إنه فوق يحيى ، و لكن معه جماعة من الثقات تابعوه على إرساله ، و ذلك ما أعل به الحديث الإمام أبو حاتم ، فقال ابنه في " العلل " ( 2/310/3445 ) : سمعت أبي و حدثنا عن بسام بن خالد عن شعيب بن إسحاق عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا بلغكم عني حديث حسن يحسن بي أن أقوله فأنا قلته ، و إذا بلغكم عني حديث لا يحسن بي أن أقوله فليس مني و لم أقله " . قال أبي : هذا حديث منكر ، الثقات لا يرفعونه . يعني لا يجاوزون به المقبري ، و لا يذكرون في إسناده أبا هريرة ، و إنما تأولت كلامه بهذا لأمرين : الأول : ليوافق كلام البخاري المتقدم فإنه صريح في ذلك . و الآخر : أن تفسير كلامه على ظاهره مما لا يعقل قصده من مثله ، لأنه و الحالة هذه لا طائل من إعلاله بالوقف ، فإن صيغته تنبىء عن أن الحديث مرفوع معنى ، صدر ممن كلامه تشريع ، و لأن المعنى حينئذ أن أبا هريرة رضي الله عنه قال هذا الكلام و صح ذلك عنه ! فهل يعقل أن يقول هذا مسلم فضلا عن هذا الإمام ؟ ! فإن قيل : فقد تابع يحيى بن آدم على وصله شعيب بن إسحاق هذا و هو ثقة محتج به في " الصحيحين " أيضا ، فلم لا يرجح الوصل على الإرسال ؟ قلت : ذلك لأن الطريق إلى شعيب غير صحيح ، فإن بسام بن خالد الراوي عنه غير معروف ، فقد أورده الذهبي في " الميزان " ثم العسقلاني في " اللسان " ، و لم يزيدا في ترجمته على أن ساقا له هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم و كلام أبيه فيه ! و أما قول الشيخ المحقق العلامة المعلمي اليماني فيما علقه على " الفوائد المجموعة " للشوكاني ( ص 280 ) في بسام هذا : صوابه : هشام ، فكان يمكن أن يكون كذلك لولا أن الذهبي و العسقلاني نقلاه كما وقع في المطبوعة من " العلل " إلا أن يقال : إن نسخة الشيخين المذكورين فيها خطأ ، و هو بعيد جدا . (3/84) 1086 - " لا أعرفن أحدا منكم أتاه عني حديث و هو متكيء في أريكته فيقول : اتلوا به علي قرآنا ! ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله فأنا أقوله ، و ما أتاكم من شر فإني لا أقول الشر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/207 ) : ضعيف . أخرجه أحمد ( 2/483 ) و البزار ( رقم 126 كشف الأستار ) عن أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل أبي معشر ، و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ، قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف ، أسن و اختلط . و قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( 7/2 ) : لم يكن قويا في الحديث . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/154 ) : رواه أحمد و البزار ، و فيه أبو معشر نجيح ضعفه أحمد و غيره ، و قد وثق " . قلت : و قد تابعه المقبري ، و هو عبد الله بن سعيد ، أخرجه ابن ماجه ( رقم 21 ) نحوه و هو متهم ، و قد تقدم حديثه قريبا برقم ( 1084 ) . تنبيه : أورد السيوطي هذا الحديث في " اللآليء " ( 1/213 - 214 ) من رواية أحمد بإسناد آخر له عن أبي هريرة ، و ذلك من أوهام السيوطي رحمه الله ، تبعه الشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ص 279 ) و لم يتنبه له ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1/264 ) ، فإنه لا أصل له بالإسناد المشار إليه ، لا في " المسند " ، و لا في غيره ، و إنما روى أحمد ( 2/366 ) به حديثا آخر متنه : " المؤمن القوي خير و أفضل و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، و في كل خير .. " الحديث و هو صحيح مخرج في " ظلال الجنة " ( 356 ) . و جملة القول : أن هذه الأحاديث الأربعة عن أبي هريرة ليس فيها شيء يصح ، و هي تدور على ثلاث طرق عنه ، فالأوليان منها ليس لها إلا إسناد واحد ، و فيها متهم و متروك ، و الأخرى لها ثلاثة أسانيد ، تدور كلها على سعيد بن أبي سعيد المقبري و هي كلها ضعيفة و بعضها أشد ضعفا من بعض كما سبق بيانه ، و لهذا قال الشوكاني في " الفوائد " عقب هذه الطرق ( 281 ) : و بالجملة ، فهذا الحديث بشواهده لم تسكن إليه نفسي ، مع أنه لم يكن في إسناد أحمد ، و لا في إسناد ابن ماجه من يتهم بالوضع ، فالله أعلم ، و إني أظن أن ابن الجوزي قد وفق للصواب بذكره في موضوعاته . قلت : و ما ذكره في إسناد ابن ماجه غير مسلم ، فإن فيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري و هو متهم كما تقدم . و أقول : و من الممكن إعلال الطريق الخرى بسعيد بن أبي سعيد نفسه ، فإنه و إن كان ثقة و من رجال الشيخين فقد كان اختلط كما ذكر غير واحد من الأئمة منهم ابن سعد و يعقوب بن شيبة ، و كذا ابن حبان فقال في كتابه " الثقات " ( 1/63 ) : و كان اختلط قبل أن يموت بأربع سنين . و قول الذهبي : شاخ و وقع في الهرم و لم يختلط . فلا أدري ما وجهه بعد أن ثبت اختلاطه من ذكرنا من العلماء و المثبت مقدم على النافي ؟ ! و كذلك قوله : ما أحسب أن أحدا أخذ عنه في الاختلاط ، فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل فلم يحمل عنه ، فهذا مما لا دليل عليه إلا الظن ، و الحق أن مثل سعيد هذا ينتقى حديثه ، فلا يقبل كله ، و لا يطرح كله ، و ما أظن الشيخين أخرجا له إلا على هذا النهج ، إن كان ثبت عندهما اختلاطه . و قد روي الحديث عن غير أبي هريرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و لكن طرقها مما لا تقوم الحجة بها أيضا ، و إليك بيانها : إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به . (3/85) 1087 - " إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) : ضعيف . أخرجه الدارقطني ( 513 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب مرفوعا ، و أعله الدارقطني فقال : هذا وهم ، و الصواب عن عاصم عن زيد ، عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و أبو بكر بن عياش و إن كان من رجال البخاري ففي حفظه ضعف ، و لهذا قال الحافظ في " التقريب " : ثقة عابد ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، و كتابه صحيح . (3/86) 1088 - " سيفشو عني أحاديث ، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله ، و اعتبروه ، فما وافق كتاب الله فأنا قلته ، و ما لم يوافق كتاب الله فلم أقله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) : ضعيف . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/194/2 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي : أخبرنا الزبير بن محمد بن الزبير الرهاوي : أخبرنا قتادة بن الفضيل عن أبي حاضر عن الوضين بن سالم عن عبد الله عن عبد الله بن عمر مرفوعا به . قلت : و هذا سند ضعيف و فيه علل : الأولى : الوضين بن عطاء فإنه سيىء الحفظ . الثانية : قتادة بن الفضيل ، قال الحافظ في " التقريب " : مقبول ، يعني عند المتابعة . الثالثة : أبو حاضر هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم الحافظ في " اللسان " في " باب الكنى " و لم يسمياه ، و قالا : عن الوضين بن عطاء ، مجهول . قلت : فليس هو المسمى عثمان بن حاضر المترجم في " التهذيب " ، فإنه تابعي يروي عن العبادلة و غيرهم ، و لا هو المسمى عبد الملك بن عبد ربه بن زيتون الذي أورده ابن حبان في " الثقات " ( 2/173 ) و قال : يروي عن رجل عن ابن عباس ، عداده في أهل الشام ، روى عنه أهلها ، كنيته أبو حاضر . و كذا في " الجرح و التعديل " ( 2/2/359 ) إلا أنه قال : روى عنه عيسى بن يونس . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 1/170 ) : رواه الطبراني في " الكبير " و فيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه و هو منكر الحديث . ففيه نظر ، فقد علمت أن أبا حاضر هذا من أتباع التابعين ، و أما الترجم فهو من أتباع أتباعهم ، ثم هو قد أخذ قوله : منكر الحديث من " الميزان " و " اللسان " ، و هما ذكراه في ترجمة " عبد الملك به عبد ربه الطائي " ، فهل الطائي هذا هو أبو حاضر عبد الملك ؟ ذلك ما لا أظنه ، والله أعلم . الرابعة : الزبير بن محمد الرهاوي ، فإني لم أجد له ترجمة . (3/87) 1089 - " ستبلغكم عني أحاديث ، فاعرضوها على القرآن ، فما وافق القرآن فالزموه ، و ما خالف القرآن فارفضوه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/210 ) : ضعيف جدا . أخرجه الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن صالح المري : حدثنا الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف مرسل ، الحسن هو البصري . و صالح المري هو ابن بشير و هو ضعيف جدا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " : قال النسائي و غيره : متروك . و قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف . (3/88) 1090 - " ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه ، و ما حدثتم عني مما تنكرونه ، فلا تأخذوا به ، فإني لا أقول المنكر ، و لست من أهله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) : ضعيف جدا . أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( 430 ) عن سليم أبي مسلم المكي و هو ابن مسلم عن يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته سليم المكي و هو الخشاب ، قال ابن معين : جهني خبيث . و قال النسائي : متروك الحديث . و قال أحمد : لا يساوي حديثه شيئا . (3/89) 1091 - " من حج بمال حرام فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله عز وجل له : لا لبيك و لا سعديك ، و حجك مردود عليك " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) : ضعيف . رواه ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 192/1 - 2 ) و من طريقه الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 274 ـ مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/59/1 ) عن الدجين بن ثابت اليربوعي : أخبرنا أسلم مولى عمر ابن الخطاب عن عمر بن الخطاب مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الدجين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : لا يحتج به . و قال في " الميزان " : قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال أبو حاتم و أبو زرعة : ضعيف ، و قال النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني و غيره : ليس بالقوي . و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) أن الأصبهاني رواه يعني في " الترغيب " من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلا . ذكره عقب الحديث الآتي و أشار إلى تضعيفهما . (3/90) 1092 - " من أم هذا البيت من الكسب الحرام ، شخص في غير طاعة الله ، فإذا أهل و وضع رجله في الغرز أو الركاب و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء : لا لبيك و لا سعديك ، كسبك حرام ، و زادك حرام ، فارجع مأزورا غير مأجور ، و أبشر بما يسوؤك ، و إذا خرج الرجل حاجا بمال حلال ، و وضع رجله في الركاب ، و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء : لبيك و سعديك ، قد أجبتك ، راحلتك حلال ، و ثيابك حلال ، و زادك حلال ، فارجع مأجورا غير مأزور ، و أبشر بما يسرك " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/212 ) : ضعيف جدا . رواه البزار في " مسنده " ( رقم ـ 1079 ) من طريق سليمان بن داود : حدثنا يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به و قال : الضعف بين على أحاديث سليمان و لا يتابعه عليها أحد ، و هو ليس بالقوي ! و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/210 ) : رواه البزار و فيه سليمان بن داود اليمامي و هو ضعيف " . قلت : بل هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الميزان " : قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قد مر معنا أن البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث ، فلا تحل رواية حديثه ، و قال ابن حبان : ضعيف ، و قال آخر : متروك . و قال في " الضعفاء " : ضعفوه . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) عن أبي هريرة بنحوه مع تقديم الحاج بالمال الحلال على الحاج بالمال الحرام ، و قال : رواه الطبراني في ( الأوسط ) ، و أشار إلى ضعفه . قلت : و هو عنده ( رقم ـ 5361 ) من طريق اليمامي المذكور . (3/91) الصفحة السابقة // الصفحة التالية بحث في الصفحة الحالية 1093 - " يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة ، و أوساطهم للتجارة و قراؤهم للرياء و السمعة ، و فقراؤهم للمسألة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) : ضعيف . أخرجه الخطيب ( 10/296 ) و من طريقه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/64/1 ـ 2 ) : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن السرخسي ـ قدم علينا الحج ـ قال : حدثنا إسماعيل بن جميع ، قال : حدثنا مغيث بن أحمد عن فرقد السبخي ، كذا و في " المنهاج " مغيث بن أحمد البلخي قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن مخلد بن عبد الرحمن الأندلسي عن محمد بن عطاء الدلهي ليس في " المنهاج " الدلهي عن جعفر ابن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم ، كل من دون جعفر بن سليمان لم أجد له ترجمة ، سوى شيخ الخطيب عبد الرحمن بن الحسن ، فإنه أورده في " تاريخه " و ساق له هذا الحديث ، و لم يزد ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 3/76/1 9 من رواية الخطيب و الديلمي . (3/92) 1094 - " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) : ضعيف . رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 97/1 ) : أخبرنا أنيس أخبرنا إسماعيل ابن إبراهيم الترجماني حدثنا داود بن الزبرقان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن عمران بن حصين . و من طريق أبي سعيد رواه القضاعي ( 85/1 ) و قال : أنيس أبو عمرو المستملي . و رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/187/1 ) من طريق ابن أبي الدنيا ، و ابن عدي ( 128/2 ) و من طريقه البيهقي في " السنن " ( 10/199 ) من طريق أخرى عن الترجماني به ، و قال : تفرد برفعه داود بن الزبرقان ، قال ابن عدي : و عامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال أبو داود : ضعيف ترك حديثه . و قال النسائي : ليس بثقة . و قال الجوزجاني : كذاب . و في " التقريب " : متروك ، و كذبه الأزدي . قلت : و قد خولف في إسناده ، فأخرجه البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء : أنبأ سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عمران أنه قال : فذكره موقوفا عليه و قال : هذا هو الصحيح موقوف . قلت : و كذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا عليه ، و لفظه : قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : صحبت عمران بن حصين إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا أنشدنا فيه الشعر ، و قال : فذكره . رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 885 ) ، و قال ابن الجوزي : و رواه أبو عوانة عن قتادة عن مطرف فوقفه ، و هو الأشبه . قلت : و رواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه ، و الغزالي مع تساهله فقد أورد الحديث في " الإحياء " ( 9/44 ) طبع لجنة نشر الثقافة الإسلامية موقوفا عن عمر و غيره . ثم رأيته مرفوعا من طريق أخرى ، فقال ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " 0 322 ) : أخبرنا محمد بن جرير الطبري : حدثنا الفضل بن سهل الأعرج : حدثنا سعيد بن أوس : حدثنا شعبة <1> عن قتادة به مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير الفضل بن سهل الأعرج ، قال ابن أبي حاتم ( 3/2/63 ) : سئل أبي عنه فقال : صدوق . لكن سعيدا هذا ، قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، فلا يطمئن القلب لمخالفته لمثل شعبة و من معه ممن أوقفه . و الحديث مما سود به الشيخ نسيب الرفاعي كتابه الذي سماه " تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير ، فإنه رغم تنصيصه في مقدمته أنه التزم فيه أن لا يورد فيه الأحاديث الضعيفة التي وقعت في أصله : " تفسير ابن كثير " ، فقد ذكر في كتابه هذا عشرات الأحاديث الضعيفة و المنكرة ، و سيأتي التنبيه على بعضها إن شاء الله تعالى ، و هذا أحدها ( 3/465 ) ، و تقدم بعض آخر منها . *--------------------------------------------------------------------------* [1] كذا الأصل ، و أظنه تصحيفا ، و الصواب " سعيد " و هو ابن أبي عروبة ، فإنه الذي في شيوخ سعيد بن أوس . اهـ . (3/93) 1095 - " يا بلال ! غن الغزل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/215 ) : باطل لا أصل له . و لعله في بعض كتب الأدب التي تروي ما هب و دب من مثل كتاب أبي الفرج الأصبهاني " الأغاني " ! فقد أورد هذا الحديث مؤلفوا كتاب " التربية الموسيقية " ( ص 65 - طبع سنة 1964 ـ 1965 ) دون أن يعزوه إلى كتاب ! (3/94) 1096 - " إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا : اللهم اجعلها مغنما ، و لا تجعلها مغرما " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) : موضوع . رواه ابن ماجه ( رقم 1797 ) و ابن عساكر ( 7/225/2 ) عن البختري متفق على ضعفه . و قال المناوي في " فيض القدير " : قال في الأصل : و ضعف ، و ذلك لأن فيه سويد بن سعيد قال أحمد : متروك . قلت : إنما علة الحديث البختري هذا ، فإنه عند ابن عساكر من طريق أخرى عنه فانتفت التهمة عن الوليد و سعيد و انحصرت في البختري و هو متهم ، فقد قال أبو نعيم : روى عنه أبيه عن أبي هريرة موضوعات . و كذا قال الحاكم و النقاش ، و قال ابن حبان : ضعيف ذاهب ، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد و ليس بعدل ، فقد روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب . و قال الأزدي : كذاب ساقط . (3/95) 1097 - " إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) : ضعيف . أخرجه الإمام أحمد ، قال ( 2/541 ) : حدثنا عصام بن خالد : حدثنا حريز ، و في الأصل : جرير و هو تصحيف عن شبيب أبي روح أن أعرابيا أتى أبا هريرة فقال : يا أبا هريرة ! حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا إن الإيمان يمان ، و الحكمة يمانية ، و أجد نفس ربكم من قبل اليمن ، و قال المغيرة <1> : من قبل المغرب ) ، ألا إن الكفر و الفسوق و قسوة القلب في الفدادين أصحاب الشعر و الوبر ، الذين يغتالهم الشياطين على أعجاز الإبل " . و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/56 ) من رواية أحمد إلى قوله : " من قبل اليمن " ثم قال : " و رجاله رجال الصحيح غير شبيب و هو ثقة " . و مثله قول شيخه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1/92 ) : " رواه أحمد ، و رجاله ثقات " . قلت : في النفس من شبيب شيء ، فإنه يصرح بتوثيقه أحد غير ابن حبان ( 1/86 ) ، و قول أبي داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " ليس نصا في توثيقه لشبيب بالذات ، لاحتمال أن أبا داود لم يعلم أو لم يخطر في باله حين قال ذلك أن شبيبا من شيوخ حريز ، و قد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/1/358 ) و لم يحك فيه جرحا و لا توثيقا ، و لعله لذلك قال ابن القطان : " شبيب لا تعرف له عدالة " . و أيضا فقد روى الحديث جماعة من التابعين الثقات عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم فيه هذه الجملة " و أجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، أخرجه كما ذكرنا الشيخان في " صحيحيهما " و أحمد ( 2/235 و 252 و 258 و 267 و 269 و 277 و 372 و 380 و 407 و 425 و 457 و 474 و 480 و 484 و 488 و 502 و 541 ) فهي عندى منكرة ، أو على الأقل شاذة . ( تنبيه ) : أورد الحديث الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " و قال ( 1/217 ) : " قال العراقي : لم أجد له أصلا " ! قلت : ينافي ما نقلته عن كتابه " التخريج " فالله أعلم بصحة نقل العجلوني عنه . *--------------------------------------------------------------------------* [1] لم أدر من المغيرة هذا ؟ و ليس له ذكر في سند الحديث . اهـ . 1 (3/96) 1098 - " ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي ، و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل ، العلم علم باللسان و علم بالقلب ، فأما علم القلب فالعلم النافع ، و علم اللسان حجة الله على بني آدم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/218 ) : موضوع . رواه ابن النجار في " الذيل " ( 10/88/2 ) عن عبد السلام بن صالح : حدثنا يوسف ابن عطية : حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد هالك ، يوسف بن عطية و هو الصفار الأنصاري قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي و الدولابي : " متروك الحديث " . زاد النسائي : " و ليس بثقة " . و عبد السلام بن صالح ، و هو أبو الصلت الهروي أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة ، و قال ابن عدي : متهم . و قال غيره : رافضي " . قلت : و قد رواه بعض الضعفاء عن الحسن موقوفا عليه . أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( رقم 93 بتحقيقي ) من طريق جعفر بن سليمان : نا زكريا قال : سمعت الحسن يقول : " إن الإيمان ليس بالتحلي و لا بالتمني ، إنما الإيمان ما وقر في القلب و صدقه العمل " . و هذا سند ضعيف من أجل زكريا هذا و هو ابن حكيم الحبطي ، قال الذهبي في " الميزان " : " هالك " . و أقره الحافظ في " اللسان " . لكن قال المناوي في " الفيض " تحت قول السيوطي : " رواه ابن النجار و الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس " : " قال العلائي : حديث منكر ، تفرد به عبد السلام بن صالح العابد ، قال النسائي متروك . و قال ابن عدي : مجمع على ضعفه ، و قد روي معناه بسند جيد عن الحسن من قوله . و هو الصحيح . إلى هنا كلامه ، و به يعرف أن سكوت المصنف عليه لا يرضى " قلت : فلعل العلائي وقف على سند آخر لهذا الأثر عن الحسن ; و لذلك جوده . والله أعلم . (3/97) 1099 - " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت و يوم الأحد ، أكثر مما يصوم من الأيام ، و يقول : إنهما عيد المشركين ، فأنا أحب أن أخالفهم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/219 ) : ضعيف . أخرجه أحمد ( 6/324 ) و ابن خزيمة ( 2167 ) و ابن حبان ( 941 ) و الحاكم ( 1/436 ) و عنه البيهقي ( 4/303 ) من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال : حدثنا أبي عن كريب أنه سمع أم سلمة تقول : فذكره . و قال الحاكم : " إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي . قلت : و في هذا نظر ; لأن محمد بن عمر بن علي ليس بالمشهور ، و قد ترجمه ابن أبي حاتم ( 4/1/18/81 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " على قاعدته ! و أورده الذهبي في " الميزان " و قال : " ما علمت به بأسا ، و لا رأيت لهم فيه كلاما ، و قد روى له أصحاب السنن الأربعة " . ثم ذكر له حديثا رواه النسائي ثم قال : " و أورده عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه الوسطى " ، و قال : إسناده ضعيف . و قال ابن القطان : هو كما ذكر ضعيف ، فلا يعرف حال محمد بن عمر . ثم ذكر له بعد حديث كريب عن أم سلمة ( قلت : فساق هذا ثم قال : ) أخرجه النسائي ، قال ابن القطان : فأرى حديثه حسنا . يعني لا يبلغ الصحة " . قلت : فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في ابن عمر هذا ، فمرة يحسن حديثه ، و مرة يضعفه ، و هذا الذي يميل القلب إليه لجهالته ، لا سيما و حديثه هذا مخالف بظاهره لحديث صحيح و لفظه : " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، و إن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة ، أو عود شجرة فليمضغه " . أخرجه أصحاب السنن و غيرهم و حسنه الترمذي و صححه الحاكم ، و إسناده صحيح ، بل له طريقان آخران صحيحان ، كما بينته في " الإرواء " ( رقم 960 ) . و فيه علة أخرى ، و هي أن عبد الله بن محمد بن عمر حاله نحو حال أبيه ، لم يوثقه غير ابن حبان ، و قال ابن المديني : " وسط " . و قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة و لم يتابع في هذا الحديث ، فهو لين . و لم أكن قد تنبهت لهذه العلة في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ، فحسنت ثمة إسناده ، و الصواب ما اعتمدته هنا . والله أعلم . (3/98) 1100 - " فضلت على آدم بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ، و كن أزواجي عونا لي ، و كان شيطان آدم كافرا ، و كانت زوجته عونا له على خطيئته " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/220 ) : موضوع . أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 233/1 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 3/331 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج2 باب ما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه ) عن محمد بن الوليد بن أبان بن أبي جعفر : حدثنا إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته أبو جعفر هذا ، و هو القلانسي البغدادي ، قال الذهبي في " الميزان " : " قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال أبو عروبة : كذاب . فمن أباطيله ... " قلت : فذكر له أحاديث هذا أحدها . قلت : إبراهيم بن صرمة ضعفه الدارقطني و غيره . و قال ابن عدي : " عامة حديثه منكر المتن و السند " . و قال أبو حاتم : " شيخ " . و قال ابن معين : " كذاب خبيث " . كذا في " الميزان " . قلت : و قد سود السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورد فيه هذا الحديث الباطل من رواية البيهقي وحده في " الدلائل " ، فتعقبه المناوي بالقلانسي و قول الذهبي فيه . و فاتته العلة الأخرى و هي ابن صرمة هذا . و أما في " التيسير " فقال : " و فيه كذاب " . (3/99) 1101 - " أعلم الناس من يجمع علم الناس إلى علمه ، و كل صاحب علم غرثان " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/221 ) : ضعيف . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 120/2 ) و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/121 ) عن مسعدة بن اليسع عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أي الناس أعلم ؟ قال : من جمع ... " . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته مسعدة هذا ، قال الذهبي في " الميزان " : " هالك ، كذبه أبو داود ، و قال أحمد بن حنبل : حرقنا حديثه منذ دهر " . و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/371 ) : " سألت أبي عنه فقال : هو ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به ، يكذب على جعفر بن محمد " . قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي " جامعه الصغير " ، و تعقبه المناوي بقول الهيثمي ( 1/162 ) : " فيه مسعدة بن اليسع و هو ضعيف جدا " . قلت : و عليه فقوله في " التيسير " : " و إسناده ضعيف " . يخالف ما نقله عن الهيثمي و أقره عليه كما يخالف حال راويه مسعدة . نعم قد وجدت له متابعا قويا يمنع من الحكم على الحديث بالوضع و إن كان مرسلا ، فقال الدارمي في " سننه " ( 1/86 ) : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم : نا يحيى بن أبي بكير : نا شبل عن عمرو بن دينار عن طاووس قال : قيل : يا رسول الله ! أي الناس أعلم ؟ الحديث . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ،; و لكنه مرسل . (3/100) 1102 - " إن المرأة إذا خرجت من بيتها و زوجها كاره لذلك لعنها كل ملك في السماء و كل شيء مرت عليه غير الجن و الإنس حتى ترجع " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/170/1 - 2 ) عن عيسى بن المساور : حدثنا سويد ابن عبد العزيز عن محمد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعا و قال : " لم يروه عن عمرو إلا محمد ، تفرد به سويد " . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال أحمد : متروك الحديث " . و قال في " الميزان " . " هو واه جدا " . و قال الهيثمي في " المجمع " : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه سويد بن عبد العزيز و هو متروك ، و قد وثقه دحيم و غيره ، و بقية رجاله ثقات " . قلت : و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/79 ) إلى أن الحديث حسن أو قريب من الحسن ; فلا تغتر به . (3/101) 1103 - " لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا . يعني أهل الذمة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) : باطل لا أصل له . و قد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة ، على ألسنة كثير من الخطباء و الدعاة و المرشدين ، مغترين ببعض الكتب الفقهية ، مثل " الهداية " في المذهب الحنفي ، فقد جاء فيه ، في آخر " البيوع " : " و أهل الذمة في المبايعات كالمسلمين ، لقوله عليه السلام في ذلك الحديث ، فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما عليهم " . فقال الحافظ الزيلعي في " تخريجه " : نصب الراية " ( 4/55 ) : " لم أعرف الحديث الذي أشار إليه المصنف ، و لم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث معاذ ، و هو في " كتاب الزكاة " ، و حديث بريدة و هو في " كتاب السير " ، و ليس فيهما ذلك " . و وافقه الحافظ في " الدراية " ( ص 289 ) . قلت : فقد أشار الحافظان إلى أن الحديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أن صاحب " الهداية " قد وهم في زعمه ورود ذلك في الحديث . و هو يعني - والله أعلم - حديث ابن عباس ; و هو الذي إليه الزيلعي : " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال : إنك تأتي قوما أهل كتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ، فإن هم أطاعوك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم .. " الحديث . و هو متفق عليه . فليس فيه - و لا في غيره - ما عزاه إليه صاحب " الهداية " . بل قد جاء ما يدل على بطلان ذلك ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. فإذا فعلوا ذلك فقد حرمت علينا دماؤهم و أموالهم إلا بحقها ، لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما على المسلمين " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين كما بينته في " الأحاديث الصحيحة " ( 299 ) . فهذا نص صريح على أن الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الجملة : " لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا " . ليس هم أهل الذمة الباقين على دينهم ، و إنما هم الذين أسلموا منهم ، و من غيرهم من المشركين ! و هذا هو المعروف عند السلف ، فقد حدث أبو البختري : " أن جيشا من جيوش المسلمين - كان أميرهم سلمان الفارسي - حاصروا قصرا من قصور فارس ، فقالوا : يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم ؟ قال : دعوني أدعهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ، فأتاهم سلمان ، فقال لهم : إنما أنا رجل منكم فارسي ، ترون العرب يطيعونني ، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا ، و عليكم مثل الذي علينا ، و إن أبيتم إلا دينكم ، تركناكم عليه ، و أعطونا الجزية عن يد ، و أنتم صاغرون .. " . أخرجه الترمذي و قال : " حديث حسن " و أحمد ( 5/440 و 441 و 444 ) من طرق عن عطاء بن السائب عنه . و لقد كان هذا الحديث و نحوه من الأحاديث الموضوعة و الواهية سببا لتبني بعض الفقهاء من المتقدمين ، و غير واحد من العلماء المعاصرين ، أحكاما مخالفة للأحاديث الصحيحة ، فالمذهب الحنفي مثلا يرى أن دم المسلمين كدم الذميين ، فيقتل المسلم بالذمي ، و ديته كديته مع ثبوت نقيض ذلك في السنة على ما بينته في حديث سبق برقم ( 458 ) ، و ذكرت هناك من تبناه من العلماء المعاصرين ! و هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه اليوم طالما سمعناه من كثير من الخطباء و المرشدين يرددونه في خطبهم ، يتبجحون به ، و يزعمون أن الإسلام سوى بين الذميين و المسلمين في الحقوق ، و هم لا يعلمون أنه حديث باطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فأحببت بيان ذلك ، حتى لا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ! و نحوه ما روى أبو الجنوب قال : قال علي رضي الله عنه : " من كانت له ذمتنا ، فدمه كدمنا ، و ديته كديتنا " . أخرجه الشافعي ( 1429 ) و الدارقطني ( 350 ) و قال : " و أبو الجنوب ضعيف " . و أورده صاحب " الهداية " بلفظ : " إنما بذلوا الجزية ، لتكون دماؤهم كدمائنا ، و أموالهم كأموالنا " . و هو مما لا أصل له ، كما ذكرته في " إرواء الغليل " ( 1251 ) . (3/102) 1104 - " من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه ، فليعد لها . يعني الصلاة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/225 ) : منكر . أخرجه أبو داود ( 944 ) و الطحاوي ( 1/263 ) و الدارقطني ( 195 - 196 ) و عنه البيهقي ( 2/262 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس عن أبي غطفان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال أبو داود : " هذا الحديث وهم " . و قال الدارقطني : " قال لنا ابن أبي داود : أبو غطفان رجل مجهول ، و لعل الحديث من قول ابن إسحاق ، و الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ، رواه أنس و جابر و غيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني : رواه ابن عمر و عائشة أيضا " . قلت : أبو غطفان قد وثقه ابن معين و النسائي و ابن حبان ، و روى عنه جماعة من الثقات ، و لم يقل فيه مجهول غير ابن أبي داود ، فهو ثقة كما قال الحافظ في " التقريب " . و إنما علة الحديث ابن إسحاق و هو مدلس و قد عنعنه . و من الغرائب قول الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/90 ) : " حديث جيد " ! مع أنه حكى عن ابن الجوزي أنه أعله في " التحقيق " بهذه العلة ، و التي قبلها ثم ذكر أنه : " تعقبه صاحب " التنقيح " في الأولى ، دون الأخرى . و أن الإمام أحمد سئل عن الحديث ، فقال : لا يثبت إسناده ، ليس بشيء " . و سلم بذلك الزيلعي و لم يتعقبه بشيء ، و لا مجال لذلك . و هو قد استدل به لما جاء في " الهداية " على المذهب الحنفي : " و لا يرد السلام بلسانه ، و لا بيده لأنه كلام معنى ، حتى لو صافح بنية التسليم تبطل صلاته " . و هذا مع أنه لا دليل عليه سوى هذا الحديث ، و قد تبين ضعفه ، فإنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ، و لذلك فهو حديث منكر ، و في كلام ابن أبي داود السابق إشارة إلى ذلك . و لهذا قال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " عقبه ( رقم 1370 ) : " و الصحيح إباحة الإشارة على ما ذكر مسلم و غيره " . يعني من حديث جابر في رد السلام إشارة ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 859 ) و حديث أنس المشار إليه آنفا هو فيه برقم ( 871 ) . و لا يدل لهذا المذهب حديث أبي داود مرفوعا : " لا غرار في صلاة و لا تسليم " . لما ذكرته في تخريجه في " الأحاديث الصحيحة " ( رقم 311 ) ، و قد ذكرت فيه حديث ابن عمر في إشارته صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فراجعه إن شئت . و أما مصافحة المصلي ، فهي و إن لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمت ، فلا دليل على بطلان الصلاة ، لأنها عمل قليل ، لا سيما و قد فعلها عبد الله ابن عباس رضي الله عنه ، فقال عطاء بن أبي رباح : " أن رجلا سلم على ابن عباس ، و هو في الصلاة ، فأخذ بيده ، و صافحه و غمز يده " . أخرجه ابن أبي شيبة ( 1/193/2 ) و البيهقي في " سننه " ( 2/259 ) بإسنادين عن عطاء أحدهما صحيح ، و الآخر رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أن فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت . و ليس كل عمل في الصلاة يبطلها ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت : " جئت و رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت ، و الباب عليه مغلق ، فمشى [ عن يمينه أو يساره ] حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ، و وصفت الباب في القبلة " . أخرجه أصحاب السنن و حسنه الترمذي و صححه ابن حبان و عبد الحق في " الأحكام " ( رقم 1374 ) و إسناده حسن كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 885 ) . (3/103) 1105 - " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل ، كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله و دع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه أن يكون أكيله و شريبه و قعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال : *( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم )* إلى قوله : *( فاسقون )* ، ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر و لتأخذن عن المنكر و لتأخذن على يدي الظالم ، و لتأطرنه على الحق أطرا ، و لتقصرنه على الحق قصرا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/227 ) : ضعيف . أخرجه أبو داود ( 4336 ) و الترمذي ( 2/175 ) و ابن ماجه ( 4006 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2/61 - 62 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 6/305 ) و أحمد في " المسند " ( 1/391 ) من طرق عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به . و خالف المؤمل بن إسماعيل فقال : حدثنا سفيان قال : حدثنا علي بن بذيمة عن أبي عبيدة - أظنه عن مسروق - عن عبد الله به نحوه . أخرجه ابن جرير . و المؤمل هذا ضعيف لسوء حفظه . و خالفه عبد الرحمن بن مهدي فقال : حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره هكذا مرسلا . و هو أصح . أخرجه الترمذي ( 2/175 - 176 ) و ابن جرير و ابن ماجه . و تابعه سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به و زاد في آخره : " أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم ليلعننكم كما لعنهم " . أخرجه أبو داود ( 4337 ) و ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " ( ق 53/1 ) و عبد الغني المقدسي فيه ( 85/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 8/299 ) و البغوي في " تفسيره " ( 3/206 - 207 ) من طرق عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن سالم به . و سالم هذا هو ابن عجلان الأفطس و هو ثقة من رجال البخاري . و رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو ابن مرة عن سالم الأفطس به . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1248 ) و ابن جرير و كذا ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " و ابن أبي الدنيا ( 54/1 - 2 ) و قال أبو داود بعد أن ذكره معلقا : " و رواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة " . قلت : كأنه يشير إلى أن قول المحاربي : " عبد الله بن عمرو بن مرة " وهم . و هو الظاهر لمخالفته لرواية الجماعة عن العلاء . و المحاربي لا بأس به ، و كان يدلس كما قال أحمد ، و قد عنعنه ، فلعل الوهم ممن دلسه . و رواية الطحان التي علقها أبو داود هي التي وصلها البغوي كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، أخرجها من طريق أبي يعلى : أنا وهب بن بقية : أنا خالد - يعني ابن عبد الله الواسطي - عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود . و قد أخرجها أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1262 ) بهذا الإسناد . و قد خولف وهب بن بقية في هذا الإسناد ، فقال أبو جعفر الطحاوي : حدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي : حدثنا عمرو بن عون الواسطي : حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بنحوه . قلت : هكذا في الأصل " عمرو بن مرة عن أبي موسى " . لم يذكر بينهما أبا عبيدة ، فلا أدري أسقط من الأصل ، أم الرواية هكذا وقعت للطحاوي ؟ ! و غالب الظن الأول ، لأمور : 1 - أن عمرو بن مرة لم يسمع من أبي موسى بل لم يذكروا له رواية عنه ، و كان لا يدلس ، فينبغي أن يكون بينهما راو ، و ليس هو إلا أبو عبيدة . 2 - أن ابن كثير قال : قال شيخنا الحافظ المزي : " و قد رواه خالد بن عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى " . قلت : و الظاهر أنه يشير إلى هذه الرواية . 3 - أنهم ذكروا لأبي عبيدة رواية عن أبي موسى . 4 - أن الهيثمي أورده في " المجمع " ( 7/269 ) من حديث أبي موسى ثم قال : " رواه الطبراني ، و رجاله رجال الصحيح " . و غالب الظن أنه عند الطبراني من هذا الوجه الذي ذكره المزي ، فإذا كان كذلك ، و فرضنا أنه كانت الرواية عنده عن عمرو بن مرة عن أبي موسى ، لنبه الهيثمي على انقطاعها ، و إن كان يفوته كثير التنبيه على مثله . والله أعلم . ثم إن إسناد الطحاوي المتقدم رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شيخ الطحاوي محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي و هو ثقة مأمون كما روى الخطيب في ترجمته ( 1/392 ) عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش . مات سنة ست و سبعين و مائتين <1> . و على هذا فينبغي أن يكون هذا الإسناد صحيحا ، لاتصاله ، وثقه رجاله ، لولا أنه قد اختلف في إسناده على العلاء بن المسيب ، فرواه عمرو بن عون الواسطي عن خالد ابن عبد الله عنه هكذا . و خالفه وهب بن بقية فرواه عن خالد عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود . و هذه الرواية أولى بالأخذ بها و الاعتماد عليها ، لأن وهب بن بقية ثقة أيضا من رجال مسلم ، و روايته موافقة لرواية أبي داود المتقدمة عن العلاء ، و هي من رواية أبي شهاب الحناط و اسمه عبد ربه بن نافع الكتاني من رجال الشيخين . و من المحتمل أن يكون هذا الاختلاف على العلاء بن المسيب ليس من الرواة عنه ، بل منه نفسه ، لأنه مع كونه ثقة ، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، حتى قال الحافظ في " التقريب " : " ثقة ربما وهم " . قلت : فمن الممكن أن يكون وهم في قوله في هذا الإسناد : عن عمرو بن مرة [ عن أبي عبيدة ] عن أبي موسى ، و إذا كان قد صح عنه على الوجه الآخر " عن عمرو عن أبي عبيدة عن ابن مسعود " . فالقلب يطمئن لهذه الرواية دون تلك لموافقتها لرواية علي بن بذيمة و سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود . و على ذلك ، فإسناد الطحاوي و كذا الطبراني عن أبي موسى يكون شاذا ، فلا يكون صحيحا ، و هذا إذا سلم من الانقطاع بين عمرو بن مرة و أبي موسى على ما سبق بيانه . و إذا تبين هذا فالمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود فهو على هذا إسناد ضعيف منقطع . قال المنذري في " الترغيب " ( 4/170 ) : " أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه ، و قيل : سمع " . قلت : و الصواب الأول ، فقد قال شعبة عن عمرو بن مرة : سألت أبا عبيدة : هل تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا . و قال الترمذي : لا يعرف اسمه ، و لم يسمع من أبيه شيئا . و كذلك قال ابن حبان : إنه لم يسمع من أبيه شيئا . و بهذا جزم الحافظ المزي في " تهذيب التهذيب " ، و تبعه الحافظ في " تهذيبه " . قلت : فقول الترمذي عقب الحديث : " حديث حسن غريب " . مما يتعارض مع الانقطاع الذي اعترف به هو نفسه . و ذلك من تساهله الذي عرف به . و جملة القول أن الحديث مداره على أبي عبيدة ، و قد اضطرب الرواة عليه في إسناده على أربعة وجوه : الأول : عنه عن أبيه عبد الله بن مسعود . الثاني : عنه عن مسروق عن ابن مسعود . الثالث : عنه مرسلا . الرابع : عنه عن أبي موسى . و لقد تبين من تحقيقنا السابق أن الصواب من ذلك الوجه الأول ، و أنه منقطع فهو علة الحديث . و به جزم المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم ( 3713 ) . وبالله التوفيق . و كان الحامل على كتابة هذا البحث أن بعض الكتاب ادعى في مجلة " الوعي الإسلامي " العدد الأول من السنة الثانية ( ص 96 ) أن الحديث مما صح عن الرسول صلوات الله و سلامه عليه . فأحببت أن أتيقن من خطئه فيما قال ، فكان من ذلك هذا المقال . و كتبت إلى المجلة بخلاصة نافعة منه في أشياء أخرى بتاريخ لا يحضرني منه إلا السنة 1386 هـ ، و لكنها لم تنشر . و لله في خلقه شؤون . *--------------------------------------------------------------------------* [1] قلت : و لم يعرفه العيني في كتابه " مغاني الأخيار " كما في تلخيصه " كشف الأستار " ، و ليس هو محمد بن إبراهيم المروزي المترجم في " الميزان " و المتكلم فيه كما توهم المعلق على " الكشف " بل هو آخر ، و ترجمته عند الخطيب أيضا عقب هذا . اهـ . 1 (3/104) 1106 - " بعث الله جبريل إلى آدم و حواء فقال لهما : ابنيا لي بيتا ، خط لهما جبريل ، فجعل آدم يحفر و حواء تنقل حتى أجابه الماء ، ثم نودي من تحته : حسبك يا آدم ! فلما بنياه أوحى الله إليه أن يطوف به ، و قيل له : أنت أول الناس ، و هذا أول بيت ، ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح ، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/231 ) : منكر . أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1/320 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/321 ) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا أبو صالح الجهني قال : حدثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي : " تفرد به ابن لهيعة مرفوعا " . قال الحافظ ابن كثير في " السيرة " ( 1/272 ) : " قلت : و هو ضعيف ، و وقفه على عبد الله بن عمرو أقوى و أثبت " . قلت : هذا يوهم أنه روي عنه موقوفا بإسناد أقوى ، مع أنه لم يخرجه هو و لا البيهقي موقوفا ، فالظاهر أنه يعني أن الوقف به أشبه ، والله أعلم . ثم إن فيه علتين أخريين : الأولى : أبو صالح الجهني هو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ، قال الحافظ : " صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " . قلت : فيحتمل أن الغلط منه ، فتعصيبه بابن لهيعة ليس بلازم . الأخرى : يحيى بن عثمان ، قال الحافظ : " صدوق رمي بالتشيع ، و لينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله " . (3/105) 1107 - " كان يرمي الجمرة في هذا المكان ، و يقول كلما رمي بحصاة : الله أكبر ، الله أكبر ، اللهم اجعله حجا مبرورا ، و ذنبا مغفورا ، و عملا مشكورا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/232 ) : ضعيف . أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5/129 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 11/2 ) عن عبد الله بن حكيم المزني : حدثني أبو أسامة قال : " رأيت سالم بن عبد الله بن عمر استبطن الوادي ، ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة : الله أكبر ، الله أكبر .. فسألته عما صنع فقال : حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمرة ... " الحديث . و قال البيهقي : " عبد الله بن حكيم ضعيف " . قلت : بل هو شر من ذلك ، و هو أبو بكر الداهري البصري ، قال أحمد و غيره : " ليس بشيء " . و قال الجوزجاني : " كذاب " . و قال أبو نعيم الأصبهاني : " روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش الموضوعات " . و قال العقيلي : " يحدث بالبواطيل عن الثقات " . و قد روي بإسناد آخر ، و لكنه ضعيف . يرويه ليث بن أبي سليم عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود و نحوه ، ثم قال : " هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع " . و ليث ضعيف ، و كان اختلط ، و شيخه محمد بن عبد الرحمن ثقة ، فالآفة من الليث . و مما يضعف حديثه أن الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن يزيد دون قوله : " الله أكبر ، اللهم اجعله حجا .. إلخ " . و هو في مختصري لـ " صحيح البخاري " برقم ( 850 ) يسر الله تمام طبعه ، بمنه و كرمه ، و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 1724 ) ، و قد جاء التكبير وحده في حديث آخر مخرج من حديث ابن عمر في " الصحيحين " و غيرهما ، و هو في " مختصر البخاري " برقم ( 851 ) و من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1715 ) الأمر الذي يؤكد نكارة هذه الزيادة . (3/106) 1108 - " تخرج الدابة ، و معها عصى موسى عليه السلام ، و خاتم سليمان عليه السلام ، فتخطم الكافر بالخاتم ، و تجلو وجه المؤمن بالعصا ، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوان ، فيقول هذا : يا مؤمن ، و يقول هذا : يا كافر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/233 ) : منكر . أخرجه الطيالسي ( ص 334 ) و أحمد ( 2/295 و 491 ) و الترمذي ( 12/63 - بشرح ابن العربي ) و ابن ماجه ( 2/1351/4066 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( ق 24/1 ) كلهم من طريق عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن " . قلت : كذا قال و فيه علتان : الأولى : أوس بن خالد ، ذكره البخاري في " الضعفاء " . و قال ابن القطان : " له عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث منكرة ، و ليس له كبير شيء " . كذا في " الميزان " . و في " التقريب " : " مجهول " . الأخرى : علي بن زيد و هو ابن جدعان ، ضعيف . (3/107) 1109 - " تخرج الدابة [ من ] أجياد ، فيبلغ صدرها الركن اليماني و لما يخرج ذنبها بعد ، و هي دابة ذات وبر و قوائم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/234 ) : ضعيف . أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3/179/1 ) و الحافظ الذهبي في " الميزان " من طريق فرقد بن الحجاج القرشي قال : سمعت عقبة بن أبي الحسناء اليماني قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإن فرقدا في عداد مجهولي الحال ، و شيخه عقبة مجهول العين ، و في ترجمته ساق الذهبي الحديث ، و قال فيه : " مجهول ، رواه الكناني عن أبي حاتم الرازي . ثم قال أبو حاتم : روى عنه فرقد ابن الحجاج مجهول . و كذا قال ابن المديني : عقبة مجهول .. قلت : أما فرقد ، فقد حدث عنه ثلاث ثقات ، و ما علمت فيه قدحا " . قلت : و قد ترجم الاثنين ابن أبي حاتم ( 3/1/309/1724 و 3/2/82/465 ) و قال في كل منهما عن أبيه : " شيخ " . و أما ابن حبان فأوردهما في " الثقات " ( 2/242 و 2/165 ) و قال في الأول منهما فرقد : " يخطىء " . (3/108) 1110 - " عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ( ثلاث مرات ) ، ثم قرأ : *( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ، و اجتنبواقول الزور حنفاء لله غير مشركين به )* " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/235 ) : ضعيف . أخرجه أبو داود ( 3599 ) و الترمذي ( 2/49 ) و ابن ماجه ( 2372 ) و أحمد ( 4/321 ) من طريق محمد بن عبيد : حدثني سفيان - و هو ابن زياد العصفري - عن أبيه عن حبيب بن النعمان الأسدي عن خريم بن فاتك قال : " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، فلما انصرف قام قائما فقال : ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علتان : الجهالة ، و الاضطراب في سنده . أما الجهالة ، فمن قبل حبيب بن النعمان . قال ابن القطان : " لا يعرف " . و مثله الراوي عنه ابن زياد العصفري . قال ابن القطان : " مجهول " . و قال الذهبي : " لا يدرى من هو ؟ عن مثله ! " يعني حبيبا . و أما الاضطراب ، فإن محمد بن عبيد رواه كما ذكرنا ، و خالفه مروان بن معاوية الفزاري فقال : عن سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم " أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا ... " الحديث . أخرجه أحمد ( 4/178 و 232 و 322 ) و الترمذي ( 2/48 ) و قال : " هذا حديث غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد ، و اختلفوا عليه في رواية هذا الحديث ، و لا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم " . ثم ساقه من الطريق الأولى ، ثم قال : " هذا عندي أصح ، و خريم بن فاتك له صحبة " . قلت : لكن الراوي عنه مجهول ، و كذا الذي بعده كما عرفت ، فالحديث ضعيف ، و قد أشار إلى ذلك الترمذي بقوله : " حديث غريب " . ( تنبيه ) : قد عرفت مما تقدم أن حبيب بن النعمان و الراوي عنه زياد العصفري هما من رجال أصحاب السنن حاشا النسائي ، و مع ذلك فالأول منهما رمز له الحافظ في كتابيه " التهذيب " و " التقريب " ثم الخزرجي في " الخلاصة " بـ ( دق ) ففاتهم الرمز له بـ ( ت ) أيضا . و الآخر رمزوا به بـ ( س ) أي النسائي ، ففاتهم الرمز له بالثلاثة ( د ق ت ) ، ثم لا أدري إذا كان الرمز المذكور ( س ) أرادوا به سننه الكبرى أم الصغرى . و الراجح الأول . والله أعلم . ثم إن محمد بن عبيد الذي رجح روايته الترمذي هو الطنافسي الأحدب ثقة حافظ احتج به الشيخان ، و مثله المخالف له مروان بن معاوية ، و ليس فيه علة سوى أنه كان يدلس أسماء الشيوخ ، و شيخه في إسناده فاتك بن فضالة مجهول أيضا ! (3/109) hg[.x hgehkd ,hguav,k lk hgsgsgm hgqudti gghlhl hghgfhkd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ![]() | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه اخي ****** ابو عبدالله ونفع بكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال @@@@@@@@@@@@@@@ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم اخي ****** الحاج عبد الجواد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم اخي ****** الحاج ابوتوفيق رفع الله قدركم في الدارين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للامام, من, الالباني, الثاني, الجزء, السلسلة, الضعيفه, والعشرون |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018