الجزء الثاني والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني - ملتقى أهل العلم
أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات
دكتور محمد فخر الدين الرماديذكر الشيخ الرملي الكبير في فتاواه: "لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب باطل، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وقد ذكرها بعض أعيان العلماء المتأخرين، وإنما لم يذكرها المتقدمون; لأنها أحدثت بعدهم، وأول ما ظهرت بعد...        دكتور محمد فخر الدين الرمادي« ليلةُ الإسراء لم يأتِ في أرجحيةِ العمل فيها حديث صحيح ولا ضعيف، ولذلك لم يعيّنها النبي ﷺ« . .        دكتور محمد فخر الدين الرماديالأيام ليست متساوية في نظر الإنسان .. فهناك يوم مولد.. يصاحبه فرح وسرور.. وهناك يوم موت ووفاة يرافقه حزن ودموع!        دكتور محمد فخر الدين الرمادي18 ديسمبر : اليوم العالمي للغة العربية .. إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً.        دكتور محمد فخر الدين الرماديكيف يمكن تطبيق ما طرحه الرئيس البرازيلي اليساري "لويس إيناسيو لولا دا سيفا " ؛ والذي اسماه بــ: « „ تحالف عالمي ضد الجوع والفقر “ » .        دكتور محمد فخر الدين الرماديقمة العشرين في ريو دي جانيرو -البرازيل.. هل تحقق شيئا ما !        دكتور محمد فخر الدين الرمادي«أن مزيدا من الفقراء سيتضورون جوعا أو يتجمدون من البرد هذا الشتاء.. إلا إذا تم اتخاذ إجراءات فورية لزيادة دخلهم؛ وتحسين أوضاع معيشتهم؛ و وقف آله الحرب الجهنمية».        دكتور محمد فخر الدين الرمادياليوم العالمي للقضاء على الفقر 17 أكتوبر: كيف يتعايش فقراء العالم الإسلامي و العربي مع الأزمة؟        



ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: للهواتف والآيباد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة 3 (آخر رد :عادل محمد)       :: للهواتف والآيباد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة 2 (آخر رد :عادل محمد)       :: [( 2 : بحوث السيرة النبوية)] (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: للحاسب أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الجزء الأول (آخر رد :عادل محمد)       :: للهواتف والآيباد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: الى الاخ الفاضل دكتور محمد فخر الدين الرمادي (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: اللباب في الجمع بين السنة والكتاب الجزء الأول كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: احتفال الاذاعة المصرية بليلة النصف من شعبان من مسجد مصر بالعاصمة الادارية الخميس 14شعبان1446هـ - 13فبراير2025م (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: المناسبات : ج: (3 ) ! (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: شهر القرآن.. والغفران.. شهر رمضان! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)      

إضافة رد
كاتب الموضوع ابو عبدالله عبدالرحيم مشاركات 4 المشاهدات 2310  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 05 / 04 / 2016, 03 : 04 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 40
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.30 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
الجزء الثاني والعشرون من السلسلة الضعيفه للامام الالباني


1061 - " النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء ; فلا خير فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/173 ) :

ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2/79 ) ، و ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 2/21/2 ) و ابن
مخلد العطار في جزء من " الأمالي " ( 98/2 ) و ابن عدي ( 151/1 ) من طريقين عن
زافر بن سليمان عن إسرائيل عن شبيب بن بشر عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال
الترمذي : هذا حديث غريب .
قلت : يعني ضعيف ، و ذلك لأن شبيب بن بشر صدوق يخطىء ، و زافر كثير الأوهام كما
في " التقريب " ، و أعله المناوي بعلة ثالثة و هي محمد بن حميد الرازي شيخ
الترمذي ، قال البخاري : فيه نظر ، و كذبه أبو زرعة .
قلت : لكن تابعه الحسن بن عرفة عند العطار و هو ثقة ، فزالت الشبهة منه
و انحصرت فيمن فوقه ممن ذكرنا ، ثم قال المناوي :
و به يعرف ما في رمز المصنف ( يعني السيوطي ) لحسنه .
قلت : و قد أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/57 ) إلى ضعفه ، و هو الصواب ،
و لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم : " يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في
التراب " .
و هو مخرج في التعليق على " المشكاة " برقم ( 5182 ) التحقيق الثاني .

(3/60)

1062 - " ما جاء من الله فهو الحق ، و ما جاء مني فهو السنة ، و ما جاء من أصحابي فهو
سعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/174 ) :

ضعيف جدا .
رواه ابن عدي ( 93/1 ) : حدثنا الحسن بن صالح بن حاتم بن وردان : حدثنا سعد بن
سعيد عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
و هذا الحديث منكر ، و إنما جاء عن شيخ ليس بمعروف و هو صالح بن جميل ، فظن
الحسن ( يعني ابن علي العدوي ) أنه صالح بن حاتم و هو صدوق فألزقه عليه العدوي
هذا ، و عامة ما حدث به إلا القليل موضوعات .
ثم أورده في ترجمة سعد بن سعيد المقبري ( 174/1 ) من طريق صالح بن جميل الزيات
: حدثنا سعد بن سعيد به ، و قال :
لا أعلم يرويه عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد غير صالح بن جميل الزيات هذا ،
و سعد بن سعيد عامة ما يرويه غير محفوظ .
قلت : و أخو سعد بن سعيد أسمع عبد الله ، قال يحيى بن سعيد : استبان كذبه و قال
الذهبي : ساقط بمرة .
قلت : فهو آفة الحديث ، و به أعله عبد الحق في " الأحكام " رقم ( 137 ) و إن
كان فيه العلتان الأخريان : جهالة صالح بن جميل ، و ضعف سعد بن سعيد .

(3/61)

1063 - " ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال : بيت يسكنه ، و ثوب يواري عورته ،
و جلف الخبز و الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/175 ) :

منكر .
رواه الترمذي ( 2/55 ) و ابن أبي الدنيا في " المجموع " ( 9/1 ) و في
" ذم الدنيا " ( 10/1 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 7/1 ) و ابن
السني في " القناعة " ( 243/1 ) و الحاكم ( 4/312 ) و الضياء في " المختارة "
( 1/120 ـ 121 ) و رقم ( 310 ـ 312 ـ تحقيقي ) عن حريث بن السائب : حدثنا الحسن
: حدثنا حمران عن عثمان مرفوعا .
و كذا رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/144/2 ) و قال الترمذي :
حديث حسن صحيح .
و صححه الحاكم أيضا و وافقه الذهبي !! و أقرهما المناوي !
كذا قالوا ! و حريث هذا مختلف فيه ، فقال ابن معين : ثقة . و قال أبو حاتم : ما
به بأس . و قال الساجي : ضعيف . و قال أحمد : روى حديث منكرا عن الحسن عن حمران
عن عثمان . يعني هذا . و ذكر أن قتادة خالفه فقال : عن الحسن عن حمران عن رجل
من أهل الكتاب ، قال أحمد : حدثنا روح : حدثنا سعيد يعني عن قتادة به .
قلت : فثبت أن الحديث من الإسرائيليات أخطأ الحريث هذا في رفعه .
و قد روي بلفظ :
" كل شيء فضل عن ظل بيت ، و جلف الخبز ، و ثوب يواري عورة الرجل ، و الماء لم
يكن لابن آدم فيه حق " .
رواه الطيالسي ( 83 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/61 ) و أحمد ( 1/62 )
و في " الزهد " ( ص 21 ) و الطبراني ( 1/8/2 ) و أبو بكر ابن السني في
" القناعة " ( 243/2 ) و أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3/167/2 ) و عنه أبو
نعيم في " الفوائد " ( 5/216/1 ) عن حريث بن السائب قال : سمعت الحسن يقول :
حدثنا حمران عن عثمان مرفوعا .
و ذكر ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/1/2 ) عن حنبل قال :
سألت أبا عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) عن حريث بن السائب قال : ما كان به
بأس إلا أنه روى حديثا منكرا عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و ليس هو
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني هذا الحديث .
قلت : و ذكر الضياء عن الدارقطني أنه سئل عن الحديث فقال :
وهم فيه حريث ، و الصواب عن الحسن بن حمران عن بعض أهل الكتاب .
و قد خفيت هذه العلة على من صححه بالإضافة إلى الضعف الذي ذكرته في الحديث ،
و العجب من المناوي ، فإنه لم يكتف بإقراره لتصحيح الحاكم و الذهبي ، بل زاد
على ذلك في " التيسير " فقال : و إسناده صحيح ، و اغتر بذلك صاحب ما سماه بـ
" الكنز الثمين " فأورده فيه برقم ( 3192 ) و قد ادعى أن كل ما فيه ثابت كما
تقدم ، و الواقع يشهد أنه لم يستطع الوفاء بذلك كالسيوطي في " جامعه " ، و إن
كان كتابه أنظف منه ، و سيأتي التنبيه على بعض ما وقع فيه من الضعيف كلما تيسر
لي ذلك .

(3/62)

1064 - " ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول نظرة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد
حلاوتها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/176 ) :

ضعيف جدا .
رواه أحمد ( 5/264 ) و الروياني في " مسنده " ( 30/218/2 ) و الأصبهاني في "
الترغيب " ( 292/2 ) عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن
أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و هذا سند واه جدا ، قال ابن حبان ( 2/62 ـ 63 ) :
" عبيد الله بن زحر منكر الحديث جدا ، يروي الموضوعات عن الأثبات ، و إذا روى
عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبد الله و علي بن
يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن ، لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
له صحيفة غرائب ، عن علي بن يزيد ، ليس بحجة .
و قال في ترجمة " علي بن يزيد " و هو الألهاني :
قال النسائي و الدارقطني : متروك .
و قد أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/63 ) إلى تضعيف هذا الحديث و قال :
رواه أحمد و الطبراني و البيهقي ، و قال : إن صح .

(3/63)

1065 - " النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته
في قلبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/177 ) :

ضعيف جدا .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 21/1 ) عن إسحاق بن سيار النصيبي قال :
أخبرنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي عن هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب
ابن دثار عن صلة بن زفر عن حذيفة مرفوعا .
ثم رواه من طريق إبراهيم يعني ابن سليمان قال : أخبرنا أرطاة بن حبيب قال :
أخبرنا هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا .
و رواه الحاكم ( 4/313 ـ 314 ) من طريق إسحاق بن عبد الواحد القرشي :
حدثنا هشيم به ، و قال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله :
إسحاق واه ، و عبد الرحمن هو الواسطي ضعفوه .
و قال المنذري ( 3/63 ) :
خرجه الطبراني و الحاكم من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي و هو واه .
قلت : فهو آفة الحديث لسلامة الطريق الأخرى عند القضاعي من إسحاق بن عبد الواحد
و الواسطي ضعيف جدا ، و اتفقوا على تضعيفه كما قال النووي و غيره .

(3/64)

1066 - " أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا و الآخرة : قلب شاكر ، و لسان ذاكر
و بدن على البلاء صابر ، و زوجة لا تبغيه خونا في نفسها و لا ماله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/178 ) :

ضعيف .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الشكر " ( 5/2 ) : حدثنا محمود بن غيلان
المروزي : أخبرنا المؤمل بن إسماعيل : أخبرنا حماد بن سلمة : أخبرنا حميد
الطويل عن طلق بن حبيب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
و هكذا أخرجه الطبراني أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة "
( 283/2 ) ، ثم أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( و رقم 7351 ) بإسناده
المتقدم إلا أنه وقع فيه " موسى " بدل " المؤمل " ، و كذا وقع في " زوائد
المعجمين " ( 1/163/1 ) و هو خطأ لا شك فيه ، لا أدري ممن هو ؟ و لعله من بعض
النساخ القدامى ، فقد تورط به جماعة ، فحكموا على إسناد " الأوسط " بغير ما
حكموا به على " الكبير " كما سيأتي ، و هو هو ! فإن شيخه فيهما واحد ، و هو
الجنديسابوري ، و شيخ هذا كذلك ، و هو ابن غيلان المروزي ، و قد رواه عنه ابن
أبي الدنيا كما رواه في " الكبير " فكان ذلك من المرجحات لروايته على رواية
" الأوسط " و يؤيد ذلك أمران :
الأول : أن الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمود بن غيلان به .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/65 ) و في " الأربعين الصوفية " ( 58/2 ) :
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان : حدثنا الحسن بن سفيان به .
و من طريق أبي نعيم رواه الضياء أيضا في " المختارة " .
و الآخر : أن ابن غيلان قد توبع عليه ، فقال ابن أبي الدنيا في " كتاب الصبر "
( ق 43/2 ) : حدثنا محمود بن غيلان و الحسن بن الصباح قالا : حدثنا المؤمل بن
إسماعيل به .
قلت : و في هذا رد على الطبراني ، فإنه قال :
لم يروه عن طلق إلا حميد ، و لا عنه إلا حماد ، و لا عنه إلا مؤمل و في الأصل
موسى ، و قد عرفت خطأه ، تفرد به محمود .
فقد تابعه الحسن بن الصباح ، و كأنه لذلك لم يذكر أبو نعيم هذا التفرد و إنما
تفرد المؤمل ، فقال :
غريب من حديث طلق ، لم يروه متصلا مرفوعا ، إلا مؤمل عن حماد .
قلت : و هو ضعيف لكثرة خطئه ، و قد وصفه بكثرة الخطأ الإمام البخاري و الساجي
و ابن سعد و الدارقطني ، و قال ابن نصر :
إذا تفرد بحديث ، وجب أن يتوقف ، و يثبت فيه ، لأنه كان سيىء الحفظ ، كثير
الغلط .
و لخص ذلك الحافظ في " التقريب " فقال : صدوق سيء الحفظ .
قلت : فمؤمل بن إسماعيل هذا هو علة هذا الحديث ، و قد تفرد به كما حققناه في
هذا التخريج بما لم نسبق إليه و الفضل لله عز وجل ، فاسمع الآن ما قاله العلماء
، مما وصل إليه علمهم ، و هم على كل حال مجزيون خيرا إن شاء الله تعالى ، قال
الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3/67 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و إسنادهما جيد .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/273 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و رجال الأوسط رجال الصحيح " .
كذا قالا ; ظنا منهما أن المؤمل بن إسماعيل لم يتفرد به ، و أنه تابعه موسى بن
إسماعيل ، في رواية " الأوسط " ، و لو صح ذلك ، لكان الإسناد جيدا ، رجاله رجال
الصحيح ، لأن موسى بن إسماعيل و هو التبوذكي ثقة محتج به في " الصحيحين "
و لكنه لا يصح ذلك ، لأن الرواية المشار إليها خطأ من بعض النساخ كما سبق
تحقيقه ، و اغتر بكلام المنذري و الهيثمي بعض ما جاء بعدهما ، فقد أورده
السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " الكبير " و البيهقي في
" الشعب " و رمز لحسنه ! و نقل المناوي كلامهما المتقدم ، أعني المنذري
و الهيثمي ، ثم قال :
و بذلك يعرف أن إهمال المؤلف الطريق الصحيح ، و إيثاره الضعيف من سوء التصرف
هذا و قد رمز لحسنه ! ، و أكد كلامه هذا و لخصه في " التيسير " بقوله :
و بعض أسانيد الطبراني جيد ! ، و قلده الشيخ الغماري فأورد الحديث في " كنزه "
( 342 ) ! ، فتأمل كيف يقع الخطأ من الفرد ، ثم يغفل عنه الجماعة و يتتابعون
و هم لا يشعرون ، ذلك ليصدق قول القائل : كم ترك الأول للآخر ، و يظل البحث
العلمي مستمرا ، و لولا ذلك لجمدت القرائح ، و انقطع الخير عن الأمة .
ثم إن للحديث طريقا أخرى ، و لكنها واهية جدا ، أخرجه أبو نعيم في " تاريخ
أصبهان " ( 2/167 ) عن هشام بن عبيد الله الرازي : حدثنا الربيع بن بدر : حدثنا
أبو مسعود : حدثني أنس بن مالك مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا :
1 - هشام بن عبيد الله الرازي فيه ضعف .
2 - الربيع بن بدر ، متروك شديد الضعف .
3 - أبو مسعود هذا لم أعرفه .

(3/65)

1067 - " صلاة الجمعة بالمدينة كألف صلاة فيما سواها ، [ و صيام شهر رمضان في المدينة
كصيام ألف شهر فيما سواها ] " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/180 ) :

موضوع بهذا اللفظ .
رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/57/2 ) و في " العلل الواهية "
( 2/86 ـ 87 ) و ابن النجار في " الدرر الثمينة في تاريخ المدينة " ( 337 ) عن
عمر بن أبي بكر الموصلي عن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن نافع عن
ابن عمر مرفوعا ، و قال ابن الجوزي : لا يصح .
قلت : و هذا سند مظلم مسلسل بمن هو متروك و كذاب :
الأول : كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، قال الشافعي :
ركن من أركان الكذب .
الثاني : القاسم بن عبد الله و هو العمري المدني ، قال أحمد :
كان يضع الحديث .
الثالث : عمر بن أبي بكر الموصلي ، قال أبو حاتم :
متروك الحديث ، ذاهب الحديث ، و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
البيهقي في " الشعب " بزيادة في أوله : " صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما
سواه إلا المسجد الحرام " ، و تعقبه شارحه المناوي بقوله :
ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، فإنه عقبه بالقدح في
سنده ، فقال : هذا إسناد ضعيف بمرة ، انتهى بلفظه ، فحذف المصنف له من سوء
الصنيع .
قلت : و قد كان من أحسن الصنيع أن يحذف السيوطي هذا الحديث من كتابه أصلا ،
فإنه قد تعهد في مقدمته أن يصونه مما تفرد به كذاب أو وضاع ، و لكنه لم يوفق
كثيرا في تنفيذ ما تعهد به ، غفر الله لنا و له ، فإن هذا الحديث فيه متروك
و وضاع و كذاب ، كما شرحناه لك بما لا تجده في كتاب ، فالحمد لله الذي بنعمته
تتم الصالحات .
و لقد كان صنيع السيوطي في كتابه الآخر " الجامع الكبير " ، أقرب إلى الصواب
فإنه قال فيه ( 2/61/2 ) :
رواه البيهقي و ضعفه ، و ابن عساكر .
فذكره التضعيف هنا و حذفه إياه من " الجامع الصغير " هو بلا شك من سوء الصنيع
كما قال المناوي ، و لو عكس لكان أقرب إلى الصواب ، و إنما الصواب حقا أن يحكي
التضعيف هنا و هناك ، ليسد بذلك الطريق على بعض المتأولين أو المغرضين و
الخاطئين ، ألا ترى أنه قد وضع في آخر الحديث من نسخة " الجامع الصغير " التي
عليها شرح المناوي ، فضلا عن غيرها حرف ( ح ) الرامز إلى أن الحديث حسن ؟ ! فلو
أنه ذكر التضعيف المذكور لما تجرأ أحد أن يرمز له بالحسن ، لأنه حينئذ يناقض
التصريح بالتضعيف ، فتأمل .
و أما الزيادة التي زادها البيهقي ، فهي صحيحة ثابتة من حديث ابن عمر في " صحيح
مسلم " و من حديث أبي هريرة في " الصحيحين " ، و في الباب عن جابر
و أبي الدرداء و غيرهما ، و قد خرجتهما في " إرواء الغليل " ( رقم 1114 ـ 1115
) .

(3/66)

1068 - " أحفوا الشوارب و أعفوا اللحى ، و انتفوا الذي في الآناف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/182 ) :

ضعيف .
رواه ابن عدي ( 102/1 ) عن حفص بن واقد اليربوعي : حدثنا إسماعيل بن مسلم عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا و قال بعد أن ساق لحفص هذا أحاديث أخرى :
و هذه الأحاديث أنكر ما رأيت لحفص بن واقد ، و هذا الحديث قد رواه غير حفص بن
واقد عنه .
قلت : فالآفة من إسماعيل بن مسلم ، و الظاهر أنه المكي البصري الذي يكثر من
الرواية عن الحسن البصري و هو ضعيف لسوء حفظه ، و الشطر الأول من الحديث صحيح
ثابت من طريق جماعة من الصحابة ، و الشطر الثاني منه لم نره إلا من هذه الطريق
و هي واهية ، و قد عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي فتعقبه المناوي بقوله :
ظاهر صنيعه يوهم أن مخرجيه خرجاه و سكتا عليه ، و الأمر بخلافه ، بل تعقبه
البيهقي بقوله : قال الإمام أحمد : هذا اللفظ الأخير غريب ، و في ثبوته نظر .
انتهى .

(3/67)

1069 - " سيأتيكم عني أحاديث مختلفة ، فما جاءكم موافقا لكتاب الله و لسنتي فهو مني ،
و ما جاءكم مخالفا لكتاب الله و لسنتي فليس مني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/182 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 200/2 ) و الدارقطني ( 513 ) و الخطيب في
" الكفاية في علم الرواية " ( 430 ) عن صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن
أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به .
و قال ابن عدي و قد ذكر له أحاديث غير هذا :
و هذه الأحاديث عن عبد العزيز غير محفوظة ، إنما يرويها عنه صالح بن موسى ،
قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال النسائي :
متروك الحديث .
و في " الضعفاء " للذهبي : ضعفوه .
و في " التقريب " : متروك .

(3/68)

1070 - " من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الردم فلينظر إلى هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/183 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم 2089 ) قال : حدثنا عمرو بن مالك : أنبأ محمد
ابن حمران : حدثنا عبد الملك بن نعامة الحنفي : عن يوسف بن أبي مريم الحنفي قال
: بينا أنا قاعد مع أبي بكرة ، إذ جاء رجل فسلم عليه ، فقال : أما تعرفني ؟
فقال له أبو بكرة : من أنت ؟ قال : تعلم رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره أنه رأى الردم ؟ فقال أبو بكرة : أنت هو ؟ قال نعم ، قال : اجلس حدثنا ،
قال : انطلقت حتى انطلقت إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعلمونه ، فدخلت بيتا ،
فاستلقيت فيه على ظهري ، و جعلت رجلي إلى جداره ، فلما كان عند غروب الشمس سمعت
صوتا لم أسمع مثله فرعبت فجلست ، فقال لي رب البيت : لا تذعرن فإن هذا لا يضرك
، هذا صوت قوم ينصرفون هذه الساعة من عند هذا السد ، قال : فيسرك أن تراه ؟ قلت
: نعم ، قال : فغدوت إليه ، فإذا لنة من حديد ، كل واحدة مثل الصخرة ، و إذا
كأنه البرد المحبر ، و إذا مسامير مثل الجذوع ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخبرته ، فقال : صفه لي ، فقلت : كأنه البرد المحبرة ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره ، قال أبو بكرة : صدق .
و قال البزار :
لا نعلم أحدا رواه إلا أبو بكرة و لا له إلا هذا الطريق .
قلت : و هو ضعيف جدا ، فيه ضعف و جهالة .
أما الضعف فهو من قبل عمرو بن مالك و هو الراسبي ترك التحديث عنه أبو حاتم
و أبو زرعة ، و قال ابن عدي في " الكامل " ( ق 285/2 ) :
منكر الحديث عن الثقات ، و يسرق الحديث .
و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ، و لكنه قال :
يغرب و يخطىء .
قلت : فإذا كان من شأنه أنه يخطىء ، فإيراده في كتابه " الضعفاء " أولى به من
" الثقات " كما لا يخفى ، و أما الجهالة ، فهو أن عبد الملك بن نعامة الحنفي لم
أجد من ذكره ، و مثله شيخه يوسف بن أبي مريم الحنفي ، إلا أنه قد أورده ابن
أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4/1/232 ) ، و لكنه بيض له ! و قد أشار إلى
ما سبق الحافظ الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 8/134 ) :
رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك ، تركه أبو زرعة و أبو حاتم ، و وثقه ابن
حبان و قال : يخطىء و يغرب ، و فيه من لم أعرفه .

(3/69)

1071 - " يعاد الوضوء من الرعاف السائل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/184 ) :

موضوع .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 427/2 ) عن يغنم بن سالم : حدثنا أنس بن
مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال :
يغنم يروي عن أنس مناكير ، و أحاديثه عامتها غير محفوظة .
و قال ابن حبان :
كان يضع على أنس بن مالك .
و قال ابن يونس :
حدث عن أنس فكذب .
و قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( رقم 244 ) :
يغنم منكر الحديث ضعيفه .

(3/70)

1072 - " امسح برأس اليتيم هكذا إلى مقدم رأسه ، و من له أب هكذا إلى مؤخر رأسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/185 ) :

موضوع .
رواه البخاري في " التاريخ " ( 1/1/97 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 381 )
و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/197/1 ) من طريق الخطيب و هذا في " تاريخه
" ( 5/291 ) عن سلمة بن حيان العتكي : حدثنا صالح الناجي قال : كنت عند محمد بن
سليمان أمير البصرة فقال : حدثني أبي عن جدي الأكبر - يعني ابن عباس -
مرفوعا .
أورده في ترجمة محمد بن سليمان هذا و قالا ، أعني الخطيب و ابن عساكر :
لا يحفظ له غيره .
و قال البخاري :
منقطع يعني بين محمد بن سليمان ، و هو ابن علي بن عبد الله بن عباس ، و بين
ابن عباس ، و قال العقيلي فيه :
ليس يعرف بالنقل و حديثه هذا غير محفوظ و لا يعرف إلا به .
و قال الذهبي عقب الحديث :
هذا موضوع ، و أقره الحافظ في " اللسان " .
و الانقطاع الذي أشار إليه البخاري إنما هو بالنظر إلى هذا الإسناد ، و إلا فقد
رواه محمد بن مرزوق و إبراهيم بن مسلم بن رشيد قالا : حدثنا صالح الناجي به إلا
أنه قال : حدثنا محمد بن سليمان عن أبيه عن جده عن ابن عباس ، و هذا موصول .
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1913 ـ كشف الأستار ) ، و قال :
لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، و لا نعلم
[ له ] إسنادا غير هذا الإسناد ، و إنما كتبناه لأنا لم نحفظه إلا من هذا الوجه
و في لفظ لابن عساكر :
" الصبي الذي له أب يمسح رأسه إلى الخلف ، و اليتيم يمسح رأسه إلى قدام " .
و لفظ العقيلي :
" يمسح اليتيم هكذا : و وصفه صالح من أوسط رأسه إلى جبهته و من له أب فهكذا
و وصف صالح من جبهته إلى وسط رأسه " .
أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8/163 ) من رواية " الأوسط " ، و الظاهر أنه سقط
ذكر البزار قبله من الطابع أو الناسخ و قال :
و فيه محمد بن سليمان و قد ذكروا هذا من مناكير حديثه .
تنبيه على وهم نبيه :
لقد تصحف هذا الحديث على الحافظ عبد الحق الإشبيلي ، فإنه أورده في " باب
التيمم " من كتابه " الحكام " ( رقم 538 ـ منسوختي ) من طريق العقيلي بلفظ :
" يمسح المتيمم هكذا .. " !
و هذا من أغرب تصحيف وقفت عليه ، لا سيما من مثل هذا الحافظ ، و لست أدري كيف
خفي هذا عليه مع أن معناه أكبر منبه عليه إذ لا قائل بالتيمم على الرأس ؟ لا
سيما و تمام الحديث يؤكد ذلك : " و من له أب فهكذا .. " ! فجل من لا يسهو و لا
ينسى ، ثم إن الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب و ابن
عساكر ، و كأنه خفي عليه شهادة الحافظين المتقدمين : الذهبي و العسقلاني بوضعه
، و القلب يشهد بذلك ، والله المستعان .
و في مسح رأس اليتيم حديث آخر من رواية أبي هريرة و غيره ، و هو مخرج في
الصحيحة ( 854 ) .

(3/71)

1073 - " الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة ، و الصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة ،
و الصلاة في مسجد الراباطات ألف صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/187 ) :

موضوع .
رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/46 ) عن عبد الرحيم بن حبيب : حدثنا داود بن
عجلان : حدثنا إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن أنس مرفوعا ، و قال
أبو نعيم :
لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحيم عن داود .
قلت : و كلاهما متهم .
أما داود فقال ابن حبان :
يروي عن أبي عقال عن أنس المناكير الكثيرة و الأشياء الموضوعة " ، قال الحاكم
و النقاش :
روى عن أبي عقال أحاديث موضوعة .
و أما عبد الرحيم بن حبيب ، فقال ابن حبان :
لعله وضع أكثر من مائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و قال أبو نعيم :
روى عن ابن عيينة و بقية الموضوعات .
قلت : و مع هذا فقد تجرأ السيوطي أو غفل فسود بهذا الحديث " الجامع الصغير " من
رواية أبي نعيم وحده و لم يتعقبه المناوي بشيء غير أنه قال :
إسناده ضعيف .
فكأنه لم يقف على سنده فاكتفى بتضعيفه بناء على قاعدة : إن ما تفرد به أبو نعيم
فهو ضعيف !
و مما يستنكر في هذا الحديث قوله : إن الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم
بعشرة آلاف ، و الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة الصحيحة
أنها بألف صلاة و قد سقت هذه الأحاديث و خرجتها في " الثمر المستطاب في فقه
السنة و الكتاب " ، ثم في " الإرواء " ( 971 و 1129 ) .

(3/72)

1074 - " خذ هذا الدم فادفنه من الدواب و الطير ، أو قال : الناس و الدواب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/188 ) :

ضعيف .
أخرجه المحاملي في آخر مجلس من " الأمالي " ( ق 229/1 ) و ابن حيويه الخزاز في
" حديثه " ( 1/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 41/1 ) ، و البيهقي في " السنن
الكبرى " ( 7/67 ) و السياق له من طريق بريه بن عمر بن سفينة عن أبيه ( سقط من
" السنن " : عن أبيه ) عن جده قال :
احتجم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال لي : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
لا يعرف ، و قال أبو زرعة : صدوق ، و قال البخاري : إسناده مجهول .
و أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 282 ) و قال :
حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا به .
و الآخرى : ابنه بريه مصغرا ، و اسمه إبراهيم ، أورده العقيلي أيضا ( ص 61 )
و قال :
لا يتابع على حديثه ، و قال ابن عدي :
له أحاديث يسيرة غير ما ذكرت ، و لم أجد للمتكلمين في الرجال لأحد منهم فيه
كلاما ، و أحاديثه لا يتابعه عليها الثقات ، و أرجو أنه لا بأس به .
و قال الذهبي في " الميزان " :
ضعفه الدارقطني ، و قال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به .
و قال أيضا :
و تفرد بريه عن أبيه بمناكير .
و الحديث ضعفه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( رقم 576 ـ من نسختي و تحقيقي
) ، و سكت عليه الحافظ في " التلخيص " ( ص 10 ) فلم يجد .

(3/73)

1075 - " ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ، و لا يرفع لهم إلى السماء حسنة : العبد الآنق
حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ، و المرأة الساخط عليها زوجها حتى
يرضى و السكران حتى يصحو " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/189 ) :

ضعيف .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( ق 149/1 ) و ابن خزيمة ( 940 ) و ابن حبان في
" صحيحه " ( 1297 ) و ابن عساكر ( 12/5/1 ) عن هشام بن عمار : حدثنا الوليد بن
مسلم : حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا به .
ذكره ابن عدي في ترجمة زهير هذا ، و قال عقبه :
رواه ابن مصفا أيضا عن الوليد .
قلت و خالفهما في إسناده موسى بن أيوب و هو أبو عمران النصيبي الأنطاكي فقال :
حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم ـ 9385 ) و قال :
لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد .
قلت : و أنا أظن أن هذا الاضطراب و الاختلاف في إسناده إنما هو من زهير بن
محمد نفسه و هو الخراساني الشامي ، فإن الراوي عنه الوليد بن مسلم ثقة ، و كذلك
الرواة عنه كلهم ثقات ، و هم شاميون جميعا ، و قد قال الحافظ في ترجمته من
" التقريب " :
سكن الشام ثم الحجاز ، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها ، قال
البخاري عن أحمد : كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر ، و قال أبو حاتم :
حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
ثقة فيه لين .
و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 3/78 ـ 79 ) :
رواه الطبراني في " الأوسط " من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل ، و ابن خزيمة
و ابن حبان في " صحيحيهما " من رواية زهير بن محمد .
قلت : و هذا التخريج يوهم أن الطبراني ليس في روايته زهير بن محمد و هو خلاف
الواقع ، فإن زهيرا في رواية الجميع ، إلا أن شيخه عند الطبراني هو ابن عقيل ،
و عند ابن حبان و كذا ابن خزيمة محمد بن المنكدر و ذلك من اضطراب زهير كما بينا
و ذكر المناوي في " شرحيه " عن الذهبي أنه قال في " المهذب " :
هذا من مناكير زهير .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/31 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن عقيل ، و حديثه حسن و فيه ضعف
و بقية رجاله ثقات .
كذا قال ، و علة الحديث لين زهير و اضطرابه في سنده ، و لولا ذلك لكان الحديث
ثابتا ، و لبيان هذه الحقيقة التي قد لا تجدها في غير هذا المكان كتبنا ما سبق
، والله هو الموفق ، و الحديث مما أورده الغماري في " كنزه " خلافا لشرطه !

(3/74)

1076 - " على كل ميسم من الإنسان صلاة ، فقال رجل من القوم : هذا شديد و من يطيق هذا ؟
قال : أمر بالمعروف و نهي عن المنكر صلاة ، و إن حملا عن الضعيف صلاة ، و إن كل
خطوة يخطوها أحدكم إلى صلاة صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/190 ) :

ضعيف .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 129/2 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1497 )
و أبو الحسن محمد بن محمد البزار البغدادي في " جزء من حديثه " ( ق 174/1 )
و ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( ق 191/2 ) من طرق عن سماك عن
عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن سماكا ، و إن كان من رجال مسلم ففيه ضعف من قبل
حفظه ، و خصوصا في روايته عن عكرمة ، قال الحافظ في " التقريب " :
صدوق ، و روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، و قد تغير بآخره ، فكان ربما يلقن
و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " بهذا اللفظ ، ثم قال ( 3/104 ) :
رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني في " الكبير " و " الصغير " بنحوه ، و زاد
فيها : " و يجزي من ذلك كله ركعتا الضحى " ، و رجال أبي يعلى رجال الصحيح .
قلنا : و لنا على هذا الكلام ملاحظات :
الأولى : أن قوله : و رجال أبي يعلى رجال الصحيح ، يوهم أنهم ثقات جميعا ،
و ليس كذلك ، لحال رواية سماك عن عكرمة ، كما بينا .
الثانية : أن قوله في رواية الطبراني : " بنحوه " ، يشعر بأن الحديث عنده
بتمامه في المعنى ، و إنما هو عنده مختصر جدا و لفظه :
" على كل سلامي من بني آدم في كل يوم صدقة ، و يجزي من ذلك كله ركعتا الضحى " .
فكان الأولى أن يقول : مختصرا مكان بنحوه .
و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 1/126 ) :
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " .
قلت : و أشار المنذري إلى أنه حديث صحيح أو حسن أو قريب من أحدهما بتصدير إياه
بلفظة " عن " و اغتر به مؤلف " الكنز " فأورده فيه ( 2167 ) !
فالحديث ضعيف الإسناد ، ضعيف المتن بهذا اللفظ " صلاة " ، و هو صحيح بلفظ
" صدقة " من حديث أبي ذر و غيره عند مسلم و غيره ، فاقتضى التنبيه على ذلك ،
و هو مخرج في " الصحيحة " ( برقم 577 ) و قبله أحاديث أخرى بمعناه ، فراجعها إن
شئت ، ثم إن الهيثمي أورد الحديث بلفظ : " يصبح على كل .. " .
و ليس في نسختنا من " مسند أبي يعلى " لفظ يصبح ، و لا في شيء من المصادر
الأخرى التي عزونا الحديث إليها ، نعم هو في حديث أبي ذر الذي أشرنا إليه .
و وقع في " المجمع " : مسلم بدل ميسم و هو خطأ مطبعي .

(3/75)

1077 - " من قال : جزى الله عنا محمدا صلى الله عليه وسلم بما هو أهله ، أتعب سبعين
كاتبا ألف صباح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/192 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/124/2 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية "
( 3/206 ) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( ق 260/1 ) و أبو نعيم أيضا
في " أخبار أصبهان " ( 2/230 ) من طرق عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال أبو نعيم :
حديث غريب من حديث عكرمة ، و جعفر ، و معاوية ، تفرد به هانىء .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن حبان :
كان تدخل عليه المناكير ، و كثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، فمن مناكيره
... " .
قلت : ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/102 ) و لم
يذكر فيه جرحا ، و لكنه قال :
سألت أبي عنه فقال : أدركته و لم أسمع منه ، و في نسخة : " و لم أكتب عنه "
و هي الموافقة لما نقله الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم .
قلت : و كأن أبا حاتم رحمه الله يشير إلى أنه أعرض عنه و تركه ، والله أعلم .

(3/76)

1078 - " يا عجبا كل العجب للشاك في قدرة الله و هو يرى خلقه ، بل عجبا كل العجب
للمكذب بالنشأة الأخرى و هو يرى الأولى ، و يا عجبا كل العجب للمكذب بنشور
الموت و هو يموت كل يوم و في كل ليلة و يحيى ، و يا عجبا كل العجب للمصدق بدار
الخلود و هو يسعى لدار الغرور ، و يا عجبا كل العجب للمختال الفخور ، و إنما
خلق من نطفة ، ثم يعود جيفة و هو بين ذلك لا يدري ما يفعل به " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/193 ) :

موضوع .
رواه القضاعي ( 49/1 ـ 2 ) عن موسى الصغير عن عمرو بن مرة عن
أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي مرفوعا .
قلت : و هذا حديث موضوع ، آفته عبد الله بن مسور هذا ، و هو من أتباع التابعين
كذاب وضاع ، رماه بذلك جماعة من الأئمة كأحمد و البخاري و النسائي و غيرهم ،
و كان يفتعل ذلك حسبة ! قال ابن المديني :
كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا يضع إلا ما فيه أدب أو
زهد ، فيقال له في ذلك ؟ فيقول : إن فيه أجرا !
قلت : و هذا الحديث من اختلاقه ، فإن علامات الوضع عليه لائحة ، قبحه الله
و قبح أمثاله من الكذابين الذين شوهوا جمال حديث النبي صلى الله عليه وسلم ،
بما أدخلوا فيه من الغرائب و الأباطيل .
و قد جاء هذا الحديث في كتاب " المنازل و الديار " ( ص 102 ) من المخطوطة التي
قام بطبعها المكتب الإسلامي في دمشق .

(3/77)

1079 - " آمرك بالوالدين خيرا ، قال : والذي بعثك بالحق نبيا لأجاهدن ، و لأتركهما !
قال : أنت أعلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/193 ) :

منكر بهذا السياق .
أخرجه أحمد ( 2/172 ) من طريق ابن لهيعة : حدثني حيي بن عبد الله أن أبا
عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن عمرو قال :
" إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة ، ثم قال : مه ؟ قال : الصلاة ، ثم قال
: مه ؟ قال : الصلاة ، ثلاث مرات ، قال : فلما غلب عليه ، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : الجهاد في سبيل الله ، قال الرجل : فإن لي والدين ، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ابن لهيعة ضعيف سيىء الحفظ .
و المحفوظ في هذا الحديث من طرق أخرى عن ابن عمرو بلفظ :
" فقال : أحي والدك ، قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد " .
أخرجه الشيخان و غيرهما ، و قد ذكرت طرقه و شواهده في " إرواء الغليل "
( رقم 1199 ) ، فقوله في هذا الحديث :
" أنت أعلم " مخالف لقوله : " ففيهما فجاهد " فهو منكر بهذا اللفظ ، والله أعلم
ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن حبان ( 258 ) من طريق ابن وهب : أخبرني حيي بن
عبد الله فإنه مختلف فيه ، قال ابن معين :
ليس به بأس ، و قال ابن عدي :
أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة ، و قال أحمد :
أحاديثه مناكير ، و قال البخاري :
فيه نظر ، و قال النسائي : ليس بالقوي .
قلت : فمثله لا يحتج به عند المخالفة ، والله أعلم .

(3/78)

1080 - " ليست بشجرة نبات ، إنما هم بنو فلان ، إذا ملكوا جاروا ، و إذا ائتمنوا خانوا
، ثم ضرب بيده على ظهر العباس ، قال : فيخرج الله من ظهرك يا عم ! رجلا يكون
هلاكم على يديه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/194 ) :

موضوع .
أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 3/343 ) عن محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا
عبد الله بن الضحاك الهدادي : حدثني هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم
في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد ، فذكر قوما بسوء السيرة فقلت له :
أيها الأمير ! إن الله تعالى أمهلهم فطغوا ، و حلم عنهم فبغوا ، فقال لي :
حدثني أبي الرشيد عن جدي المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي عن
علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم ،
فعرف الغضب في وجهه ، ثم قرأ : *( و الشجرة الملعونة في القرآن )* ، فقيل له :
أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها ؟ فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد موضوع فيه آفات :
أولا : المنصور و غيره من الملوك العباسيين لا يعرف حالهم في الحديث .
ثانيا : هشام بن محمد الكلبي ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
تركوه كأبيه ، و كان رافضيا .
ثالثا : عبد الله بن الضحاك الهدادي ، لم أجد له ترجمة ، و لم يورده السمعاني
في هذه النسبة ( الهدادي ) .
رابعا : محمد بن زكريا الغلابي أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
قال الدارقطني : كان يضع الحديث .
و ساق له الذهبي في " الميزان " حديثا في فضل الحسين رضي الله عنه ، ثم قال :
فهذا كذب من الغلابي .
قلت : و هذا الحديث كذلك ، فهو الذي اختلقه ، أو الكلبي الرافضي ، فإنه ظاهر
البطلان ، لما تضمنه من تحريف الكلم عن مواضعه ، و تأويل قوله تعالى :
*( و الشجرة الملعونة في القرآن )* بأن المراد بها بنو أمية ، و إنما هي شجرة
الزقوم كما في " صحيح البخاري " عن ابن عباس رضي الله عنه :
*( و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس )* قال : هي رؤيا عين أريها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، *( و الشجرة الملعونة )* شجرة
الزقوم .
و مثل هذا الحديث في البطلان ; ما روى ابن جرير الطبري قال :
حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد :
حدثني أبي عن جدي قال :
" رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود ،
فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات ، قال : و أنزل الله في ذلك *( و ما جعلنا
الرؤيا التي أريناك إلا فتنة )* الآية " .
و هذا السند ضعيف جدا كما قال الحافظ ابن كثير :
فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك ، و شيخه أيضا ضعيف بالكلية ، و لهذا اختار
ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء ، و أن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ،
قال : لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، أي في الرؤيا و الشجرة .
هذا حال هذين الحديثين في الضعف بل البطلان ، و مع ذلك ، فإننا لا نزال نرى بعض
الشيعة في العصر الحاضر يروون مثل هذه الأحاديث ، و يحتجون بها على تكفير
معاوية رضي الله عنه مثل المعلق على كتاب " أصول الكافي " للكليني المتعبد لغير
الله ، المسمى بعبد الحسين المظفر ، فإنه كتب ; بل سود صفحتين كاملتين في لعن
معاوية و تكفيره ، و أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بموته على غير السنة ،
و أنه أمر بقتله ، ساق ( ص 23 ـ 24 ) في تأييد ذلك ما شاء له هواه من الآثار
الموضوعة و الأحاديث الباطلة ، منها هذان الحديثان الباطلان ، و لذلك بادرت إلى
بيان حالهما نصحا لناس ، و غالب الظن أن عبد الحسين هذا لا يعلم حال إسنادهما ،
و لئن علم فما يمنعه ذلك من الاحتجاج بهما مع بطلانهما لأن الغاية عند أمثاله
تبرر الوسيلة ، و الغاية لعن معاوية و تكفيره و لو بالاعتماد على الأحاديث
الموضوعة ، و الشيعة قد عرفوا بذلك منذ زمن بعيد كما بينه شيخ الإسلام ابن
تيمية في كتبه .
و إنما رجحت أنه لا يعلم ذلك لأنني رأيت تعليقاته تدل على ذلك ، فها هو - مثلا
- يقول في أول تعليق له على الكتاب و قد قال راويه عن الكليني : أخبرنا أبو
جعفر محمد بن يعقوب الكليني :
الذي يقول : أخبرنا هو أحد رواة " الكافي " .. أو القائل هو المصنف رحمه الله
على عادة كثير من المؤلفين القدماء !
فأين هذه العادة المزعومة ، و هل يعقل في المؤلف الكليني مثلا ، أن يقول عن
نفسه : أخبرنا الكليني ؟ ! ذلك مبلغه من العلم ، و حق لمن ينصب العداء لأصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم و ناشري الإسلام في الأرض ، أن يكون في تلك
المنزلة من العلم !

(3/79)

1081 - " من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك ، و من أفتى الناس بغير علم ، و هو لا يعلم
الناسخ و المنسوخ ، و المحكم من المتشابه ، فقد هلك و أهلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/197 ) :

باطل .
رواه الكليني الشيعي في " أصول الكافي " ( رقم 104 ـ طبعة النجف ) ، قال : علي
ابن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة
قال : ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليه السلام إلا كاد أن يتصدع قلبي
، قال : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن شبرمة :
و أقسم بالله ما كذب أبوه على جده ، و لا جده على رسول الله صلى الله عليه وسلم
، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : قال المعلق عليه عبد الحسين المظفر الشيعي :
ضعيف إسناده .
يعني من أجل شيخ داود بن فرقد ، فإنه لم يسم .
قلت : و ليس هذا فقط ، فإن كل من دونه مجاهيل لا يعرفون لا عندنا و لا عندهم .
فهذا داود بن فرقد أورده الطوسي في " الفهرست " و لم يزد في ترجمته على قوله
( رقم 274 ) : له كتاب ! ، و يونس هو ابن عبد الرحمن مولى آل يقطن ، قال الطوسي
( 789 ) : له كتب كثيرة ، أكثر من ثلاثين كتابا ، قال أبو جعفر بن بابويه :
سمعت ابن الوليد رحمه الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات
كلها صحيحة يعتمد عليها ، إلا ما ينفرد به محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ، و لم
يروه غيره فإنه لا يعتمد عليه ، و لا يفتى به " .
و أما محمد بن عيسى فهو ابن عبيد اليقطيني ، فقد عرفت شيئا من حاله عندهم من
الترجمة السابقة ، و قال الطوسي في ترجمته ( 601 ) :
ضعيف ، استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال " نوادر الحكمة "
و قال : لا أروي ما يختص برواياته ، و قيل : إنه كان يذهب مذهب الغلاة .
و أما علي بن إبراهيم فهو ابن هاشم القمي قال الطوسي ( 370 ) :
له كتب ، منها كتاب التفسير و ... و ... أخبرنا بجميعها جماعة و محمد بن علي
ماجيلو به عن علي بن إبراهيم إلا حديثا واحدا استثناه من " كتاب الشرائع " في
تحريم لحم البعير ، و قال : لا أرويه لأنه محال !
و أورده الذهبي في " الميزان " و قال :
رافضي جلد ، له تفسير فيه مصائب .
و أقره الحافظ ابن حجر في " اللسان " .
و أما الكليني مؤلف " الأصول " فهو إمام عندهم ، و قد ترجمه الطوسي فقال ( 591
) :
يكنى أبا جعفر ، ثقة عارف بالأخبار ، له كتب منها كتاب " الكافي " يشتمل على
ثلاثين كتاب أوله كتاب العقل .. و آخره " كتاب الروضة " ، توفي سنة ثمان
و عشرين و ثلاثمائة .
قلت : و هو من رجال " لسان الميزان " و لم يوثقه ، فكأنه مستور عنده ، و كذلك
صنع الذهبي في " سير النبلاء " فقال ( 10/124 ـ من المصورة ) :
شيخ الشيعة و عالم الإمامية صاحب التصانيف ، و كان ببغداد و بها توفي سنة 328 و
كتابه " الكافي " ينقسم إلى قسمين " أصول الكافي " و " فروع الكافي " و قد طبع
كل منهما أكثر من مرة ، و طبع الأول مع تعليقات عليه و تخريج بقلم
عبد الحسين المظفر في النجف سنة ( 1376 ) ، وقفت على الجزء الأول و الثاني منه
فيهما ( 211 ) حديثا ، غالبه غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
و كتابهم هذا " الكافي " له المنزلة الأولى من بين كتب الحديث الأربعة المعروفة
عندهم ، حتى لقد ذكر عبد الحسين المذكور في مقدمة التعليق ( ص 13 ) أنه ورد فيه
كما قيل عن إمامنا المنتظر عجل الله فرجه ( ! ) : " الكافي كاف لشيعتنا " و من
المشهور عنهم أنه بمنزلة " صحيح البخاري " عندنا ! بل صرح لي أحد دعاتهم و هو
الشيخ طالب الرفاعي النجفي أنه أصح عندهم من البخاري !!
و ذكر أيضا في المقدمة المذكورة أن أحاديثه بلغت زهاء سبعة عشر ألف حديث ! و في
هذا العدد من المبالغة و التهويل على من درس أحاديث الكتاب و أمعن النظر في
متونها ، فقد تتبعت أحاديث الجزأين المذكورين البالغ عددها ( 211 ) ، فوجدت
غالبا موقوفا على علي رضي الله عنه و بعض أهل بيته ، كأبي عبد الله زين
العابدين و أبي جعفر الباقر رضي الله عنهم أجمعين ، و المرفوع منها نحو ثلاثة
و عشرين حديثا خمسة منها في الجزء الأول ، و الباقي في الثاني ، أي بنسبة عشرة
في المائة تقريبا ، و إليك أرقامها : ( 9 و 11 و 15 و 25 و 28 و 35 و 39 و 44
و 50 و 57 و 80 و 87 و 104 و 107 و 108 و 115 و 119 و 127 و 159 و 161 و 190
و 199 ) .
و لتعلم أيها القارئ الكريم مدى صحة قولهم أن هذا الكتاب أصح من " صحيح البخاري
" أو على الأقل هو مثله عندهم ، أذكر لك الحقيقة الآتية :
و هي أن هذا العدد من الأحاديث المرفوعة ، لا يثبت إسناد شيء منها لضعف رجالها
، و انقطاع إسنادها ، كما بينه المعلق عليه نفسه في تعليقه على كل حديث منها ،
حاشا الأحاديث ( 57 ، 80 ، 199 ) ، فقد قواها ، و هي مع ذلك لا تثبت أمام النقد
لا لعلمي النزيه ! و خذ هذه الشهادة الآتية ، التي تبين لك بوضوح حقيقة ذلك
القول ، و هي من المعلق عبد الحسين فقد قال بعد ما ذكر عناية الشيعة بالكتاب
شرحا و اختصارا
و نقدا ( ص 19 ) :
و كفاك لتعرف مدى العناية بنقده أنهم أحصوا ما يشتمل عليه من الأحاديث ، فكان
مجموعها ( 16.199 ) حديثا ، ثم أحصوا ما فيه من أنواع الأحاديث من جهة التوثيق
و التصحيح ، فعدوا الأخبار الصحيحة فكانت ( 5073 ) أي أقل من الثلث ، و عدوا
الأخبار الضعيفة ، فكانت ( 9485 ) أي أكثر من النصف ، و ذلك عدا الموثق و القوي
و المرسل ، فانظر إلى أي مدى بلغ نقده !
فأقول : بخ بخ لكتابهم " الصحيح " و أكثر من نصف أحاديثه يعني المرفوعة
و الموقوفة على أئمتهم غير صحيح ! يشهد بذلك أشد الناس تعصبا له ، و دفاعا عنه
! *( و شاهد شاهد من أهلها )* .
و أنا إنما قدمت لك هذا الحديث ، كمثال على تلك الأحاديث الضعيفة سندا ، لتعلم
أن فيها ما يقطع المبتدئ بهذا العلم الشريف ببطلانها متنا ، فإن الألفاظ التي
وردت فيه " الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه " هي كالألفاظ الأخرى التي
اصطلح عليها أهل العلم ، مثل " العام و الخاص ، و المطلق و المقيد " و نحوها
مما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لهي أكبر دليل على أنه حديث باطل
موضوع ، لم يقله صلى الله عليه وسلم ، و لا حدث به جعفر بن محمد عن أبيه رضي
الله عنهما ، و لا رواه ابن شبرمة ، فإنه ثقة فقيه ، و هو أتقى من أن يروي
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما هو من اختلاق بعض من دونه من
الشيعة من الضعفاء و المجهولين ، و فيهم بعض الغلاة و الرافضة كما تقدم .
و كأن واضع هذا الحديث عامله الله بما يستحق وضعه ليمهد به لقبول الطعن في أبي
حنيفة الإمام رحمه الله تعالى باعتباره أنه يكثر من استعمال القياس ، فقد روى
الكليني في كتابه ( رقم 166 و 170 ) بإسنادين له عن أبي الحسن موسى بن جعفر
الكاظم أنه قال :
لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي ، و قلت أنا ، و قالت الصحابة ، و قلت ،
و قد حسن أحد إسناديه المعلق عليه عبد الحسين ، و هو غير حسن لأن الكليني رواه
عن شيخه علي بن إبراهيم و هو القمي الذي روى حديث تحريم لحم البعير الذي حكم
الطوسي الشيعي عليه بأنه محال كما سبق في ترجمته قريبا ( ص 198 ) ، و هذا يرويه
عن أبيه إبراهيم و هو ابن هاشم القمي ، و هو مجهول الحال أورده الطوسي في "
الفهرست " ( رقم 6 ) ثم الحافظ في " اللسان " و لم يذكرا فيه توثيقا .
و هذا يرويه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم .
و محمد بن حكيم مجهول العين ، ليس له ذكر عندنا أصلا ، و لما أورده الطوسي برقم
( 633 و 666 ) لم يزد على قوله :
له كتاب ! بمثل هذا السند يروي الشيعة عن أئمة أهل البيت الطعن بل اللعن في
أئمة المسلمين ، فإذا أنكرنا أن يصدر ذلك عن أحد من عامة أهل البيت فضلا عن
أئمتهم ، قالوا : بلى ذلك مروي عندنا عنهم ، فإذا قلنا : *( هاتوا برهانكم إن
كنتم صادقين )* وجموا ! و ليس ذلك غريبا منهم ، ما داموا أنهم لا يتورعون عن
الجهر بتكفير معاوية رضي الله عنه ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله ، و لا
عن تفسيق كبار الصحابة كأبي بكر و عمر و عائشة رضي الله عنهم ، و قد سمعت ذلك
من بعضهم ، ثم هم مع ذلك كله يتظاهرون بالدعوة إلى التفاهم و التقارب ، فهلا
تركوا للصلح مجالا ؟ !

(3/80)

1082 - " من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ، و من أنكر نزول عيسى بن
مريم فقد كفر ، و من أنكر خروج الدجال فقد كفر ، و من لم يؤمن بالقدر خيره
و شره فقد كفر ، فإن جبريل عليه السلام أخبرني بأن الله تعالى يقول : من لم
يؤمن بالقدر خيره و شره فليتخذ ربا غيري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/201 ) :

باطل .
رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " ( 265/1 - 2 ) : حدثنا محمد
ابن الحسن بن علي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد : حدثنا إسماعيل
ابن أبي إدريس : حدثنا مالك بن أنس : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا
قلت : و هذا حديث باطل ، المتهم به شيخ الكلاباذي محمد بن الحسن ، أو شيخه
الحسين بن محمد بن أحمد ، فقد جاء في " الميزان " :
محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري ، عن وراق الحميدي ، فذكر حديثا
موضوعا في الدعاء عند الملتزم ، و أقره الحافظ في " اللسان " و زاد عليه فقال
: و وجدت في " كتاب معاني الأخبار " للكلاباذي خبرا موضوعا .
ثم ذكره بإسناد كما نقلناه عنه ، إلا أنه وقع فيه عنده تحريف في بعض الأسماء ،
و قال عقبه مشيرا إلى الأنصاري هذا الذي ترجمه الذهبي :
و قد غلب على ظني أنه هذا ، و شيخه ما عرفته بعد البحث عنه .
و قال في ترجمة شيخه الحسين بن محمد بن أحمد :
عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بخبر باطل مضى ذكره قفي ترجمة محمد بن الحسن
ابن علي بن راشد .
و قوله : " مضى " سبق قلم منه رحمه الله ، و الصواب : " يأتي " كما هو ظاهر ،
و قول المصحح في تعليقه على " اللسان " :
هكذا في الأصل ، و لكن كيف يمكن مضيه من قبل ، و لم يأت إلى الآن من اسمه
محمد ؟ ! فلعله تصحيف اسم آخر .
و أقول : لا تصحيف ، و لو رجع إلى ترجمة محمد بن الحسن ، لوجد فيها الحديث
المشار إليه ، و لعلم أن الخطأ في قوله " مضى " ، والله أعلم .
و اعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي ، و نزول عيسى ،
و بالقدر خيره و شره ، كل ذلك واجب الإيمان به ، لثبوته في الكتاب و السنة ،
و لكن ليس هناك نص في أن " من أنكر ذلك فقد كفر " ، و من أجل هذا أوردت الحديث
و بينت وضعه ، و هو ظاهر الوضع ، و كأنه من وضع بعض المحدثين أو غيره من الجهلة
، وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء و المعتزلة ، و لن تقوم
الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و الافتراء على الله
تعالى ، فقاتل الله الوضاعين ما أجرأهم على الله عز وجل .
و التكفير ليس بالأمر السهل ، نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت
الحجة عليه ، فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر ، و أما من أنكر شيئا
لعدم ثبوته عنده ، أو لشبهة من حيث المعنى ، فهو ضال ، و ليس بكافر مرتد عن
الدين شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم ، والله أعلم .

(3/81)

1083 - " إذا حدثتم عني حديثا يوافق الحق فخذوا به ، حدثت به أو لم أحدث به " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/203 ) :

موضوع .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 9 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 4/78/2 )
و ابن حزم في " الأحكام " ( 2/78 ) من طريق أشعث بن براز عن قتادة عن عبد الله
ابن شقيق عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال العقيلي :
ليس بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد يصح ، و للأشعث هذا غير
حديث منكر .
و قال ابن حزم عقبه : كذاب ساقط ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
طريق العقيلي و ذكر كلامه المتقدم و زاد :
و قال يحيى : هذا الحديث وضعته الزنادقة ، و قال الخطابي : لا أصل له ، و روي
من حديث يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن ثوبان ، و يزيد مجهول ، و أبو الأشعث
لا يروي عن ثوبان .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1/213 ) بقوله :
قلت : هذا الطريق أخرجه ( هنا بياض في الأصل ) و قول المؤلف أن يزيد مجهول
مردود ، فإنه له ترجمة في " الميزان " و قد ضعفه الأكثر ، و قال ابن عدي : أرجو
أنه لا بأس به ، و قال أبو مسهر : كان يزيد بن ربيعة فقيها غير متهم ، ما ينكر
عليه أنه أدرك أبا الأشعث ، و لكن أخشى عليه سوء الحفظ و الوهم ، و قوله : إن
أبا الأشعث لا يروي عن ثوبان مردود ، فقد روى أبو النضر : حدثنا يزيد بن ربيعة
: حدثنا أبو الأشعث الصنعاني قال : سمعت ثوبان يحدث عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : " قبل الجبار فيثني رجله على الجسر " . الحديث .
قلت : في " الميزان " جملة حذفها السيوطي ، و ليس ذلك بجيد ، لا سيما و هي
تخالف ما يتجه إليه من تمشية حال يزيد هذا ، فقال الذهبي :
و قال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة ، و أما ابن عدي فقال : أرجو
أنه لا بأس به ، و فيه إشعار بأن الذهبي لم يتبن قول ابن عدي هذا ، و يؤيده أنه
أورد المترجم في " الضعفاء " و قال :
قال البخاري : أحاديثه منكرة ، و قال النسائي : متروك .
و قد ساق له في " الميزان " أحاديث مما أنكر عليه ، هذا أحدها ، ثم قال فيه :
منكر جدا .
ثم ذكر السيوطي للحديثين ثلاث طرق أخرى عن أبي هريرة أحدها واه جدا ، و الثاني
معلول ، و الثالث ضعيف مع أنه أخطأ في سنده فلابد من سوقها لبيان حقيقة أمرها .

(3/82)

1084 - " لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث ، و هو متكيء على أريكته فيقول : أقرأ
قرآنا ! ما قيل من قول حسن فأنا قلته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/204 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه ابن ماجه ( 21 ) : حدثنا علي بن المنذر : حدثنا محمد بن الفضيل : حدثنا
المقبري عن جده عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، رجاله كلهم ثقات غير المقبري ، و هو عبد الله بن
سعيد بن أبي سعيد المقبري ، قال البخاري :
تركوه ، و كذا قال الذهبي في " الضعفاء " .
نحوه قول الحافظ في " التقريب " :
متروك ، و قال يحيى بن سعيد :
جلست إليه مجلسا فعرفت فيه الكذب .
قلت : و هذا الحديث لم يورده البوصيري في " الزوائد " مع أنه على شرطه ، فكأنه
ذهل عنه ، و لذلك لم يتكلم عليه أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه !
و لا محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه عليه ! و ذكره السيوطي في " اللآليء
المصنوعة " ( 1/314 ) شاهدا لحديث ابن بزار المتقدم ، و تبعه على ذلك ابن عراق
في " تنزيه الشريعة " ( 1/624 ) ساكتين عليه ، و لا يخفى أن حديث مثل هذا
المتهم بالكذب لا يصح شاهدا ، إنما يصلح لذلك العدل السيئ الحفظ الذي لم يكثر
خطؤه و لم يتهم ، كما هو معلوم في " المصطلح " .
و جد المقبري هو ابن سعيد كما سبق و هو ثقة ، و قد روى عن أبيه سعيد بن أبي
سعيد بإسناد أصلح من هذا و هو معلوم ، و هو :
إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ، فإني
أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه و لا تعرفونه ، فكذبوا به
، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف .

(3/83)

1085 - " إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه و لا تنكرونه ، قلته أو لم أقله فصدقوا به ،
فإني أقول ما يعرف و لا ينكر ، و إذا حدثتم بحديث تنكرونه ولا تعرفونه ، فكذبوا
به ، فإني لا أقول ما ينكر ، و لا يعرف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/205 ) :

ضعيف .
أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9/218/1 ) و الدارقطني في " سننه "
( ص 513 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 11/391 ) و الهروي في " ذم الكلام "
( 4/78/2 ) و كذا أحمد كما في " المنتخب " ( 10/199/2 ) لابن قدامة ، و ليس هو
في " المسند " كلهم عن يحيى بن آدم : حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري ( زاد الدارقطني و الخطيب : عن أبيه ) عن أبي هريرة مرفوعا به .
و قال الهروي : لا أعرف علة هذا الحديث ، فإن رواته كلهم ثقات ، و الإسناد متصل
.
قلت : قد عرف علته و كشف عنها الإمام البخاري رحمه الله تعالى ، ثم أبو حاتم
الرازي ، فقال الأول في " التاريخ الكبير " ( 2/1/434 ) :
و قال ابن طهمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدقوه " ، و قال يحيى : عن أبي هريرة و هو وهم
ليس فيه أبو هريرة ، يعني أن الصواب في الحديث الإرسال ، فهو علة الحديث .
فإن قيل : كيف هذا و يحيى بن آدم ثقة حافظ محتج به في " الصحيحين " ، و قد وصله
بذكر أبي هريرة فهي زيادة من ثقة فيجب قبولها ؟ ، فأقول : نعم هو ثقة كما ذكرنا
، و لكن هذا مقيد بما إذا لم يخالف من هو أوثق منه و أحفظ ، أو الأكثر منه عددا
، و في صنيع البخاري السابق ما يشعرنا بذلك ، و قد أفصح عنه بعض المحدثين فقال
ابن شاهين في " الثقات " :
قال يحيى بن أبي شيبة : ثقة صدوق ثبت حجة ما لم يخالف من هو فوقه مثل وكيع و قد
خالف هنا ابن طهمان و اسمه إبراهيم كما سبق ، و هو ثقة محتج به في " الصحيحين "
، و لا أقول إنه فوق يحيى ، و لكن معه جماعة من الثقات تابعوه على إرساله ،
و ذلك ما أعل به الحديث الإمام أبو حاتم ، فقال ابنه في " العلل " ( 2/310/3445
) : سمعت أبي و حدثنا عن بسام بن خالد عن شعيب بن إسحاق عن ابن أبي ذئب عن سعيد
المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا بلغكم عني حديث حسن يحسن بي أن أقوله فأنا قلته ، و إذا بلغكم عني حديث
لا يحسن بي أن أقوله فليس مني و لم أقله " .
قال أبي : هذا حديث منكر ، الثقات لا يرفعونه .
يعني لا يجاوزون به المقبري ، و لا يذكرون في إسناده أبا هريرة ، و إنما تأولت
كلامه بهذا لأمرين :
الأول : ليوافق كلام البخاري المتقدم فإنه صريح في ذلك .
و الآخر : أن تفسير كلامه على ظاهره مما لا يعقل قصده من مثله ، لأنه و الحالة
هذه لا طائل من إعلاله بالوقف ، فإن صيغته تنبىء عن أن الحديث مرفوع معنى ، صدر
ممن كلامه تشريع ، و لأن المعنى حينئذ أن أبا هريرة رضي الله عنه قال هذا
الكلام و صح ذلك عنه ! فهل يعقل أن يقول هذا مسلم فضلا عن هذا الإمام ؟ !
فإن قيل : فقد تابع يحيى بن آدم على وصله شعيب بن إسحاق هذا و هو ثقة محتج به
في " الصحيحين " أيضا ، فلم لا يرجح الوصل على الإرسال ؟
قلت : ذلك لأن الطريق إلى شعيب غير صحيح ، فإن بسام بن خالد الراوي عنه غير
معروف ، فقد أورده الذهبي في " الميزان " ثم العسقلاني في " اللسان " ، و لم
يزيدا في ترجمته على أن ساقا له هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم و كلام أبيه
فيه ! و أما قول الشيخ المحقق العلامة المعلمي اليماني فيما علقه على " الفوائد
المجموعة " للشوكاني ( ص 280 ) في بسام هذا : صوابه : هشام ، فكان يمكن أن يكون
كذلك لولا أن الذهبي و العسقلاني نقلاه كما وقع في المطبوعة من " العلل " إلا
أن يقال : إن نسخة الشيخين المذكورين فيها خطأ ، و هو بعيد جدا .

(3/84)

1086 - " لا أعرفن أحدا منكم أتاه عني حديث و هو متكيء في أريكته فيقول : اتلوا به
علي قرآنا ! ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله فأنا أقوله ، و ما أتاكم من
شر فإني لا أقول الشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/207 ) :

ضعيف .
أخرجه أحمد ( 2/483 ) و البزار ( رقم 126 كشف الأستار ) عن أبي معشر عن سعيد عن
أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل أبي معشر ، و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ،
قال الحافظ في " التقريب " :
ضعيف ، أسن و اختلط .
و قال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( 7/2 ) :
لم يكن قويا في الحديث .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/154 ) : رواه أحمد و البزار ، و فيه أبو معشر
نجيح ضعفه أحمد و غيره ، و قد وثق " .
قلت : و قد تابعه المقبري ، و هو عبد الله بن سعيد ، أخرجه ابن ماجه
( رقم 21 ) نحوه و هو متهم ، و قد تقدم حديثه قريبا برقم ( 1084 ) .
تنبيه : أورد السيوطي هذا الحديث في " اللآليء " ( 1/213 - 214 ) من رواية أحمد
بإسناد آخر له عن أبي هريرة ، و ذلك من أوهام السيوطي رحمه الله ، تبعه
الشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ص 279 ) و لم يتنبه له ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 1/264 ) ، فإنه لا أصل له بالإسناد المشار إليه ، لا في " المسند "
، و لا في غيره ، و إنما روى أحمد ( 2/366 ) به حديثا آخر متنه :
" المؤمن القوي خير و أفضل و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، و في كل خير .. "
الحديث و هو صحيح مخرج في " ظلال الجنة " ( 356 ) .
و جملة القول : أن هذه الأحاديث الأربعة عن أبي هريرة ليس فيها شيء يصح ، و هي
تدور على ثلاث طرق عنه ، فالأوليان منها ليس لها إلا إسناد واحد ، و فيها متهم
و متروك ، و الأخرى لها ثلاثة أسانيد ، تدور كلها على سعيد بن أبي سعيد المقبري
و هي كلها ضعيفة و بعضها أشد ضعفا من بعض كما سبق بيانه ، و لهذا قال الشوكاني
في " الفوائد " عقب هذه الطرق ( 281 ) :
و بالجملة ، فهذا الحديث بشواهده لم تسكن إليه نفسي ، مع أنه لم يكن في إسناد
أحمد ، و لا في إسناد ابن ماجه من يتهم بالوضع ، فالله أعلم ، و إني أظن أن ابن
الجوزي قد وفق للصواب بذكره في موضوعاته .
قلت : و ما ذكره في إسناد ابن ماجه غير مسلم ، فإن فيه عبد الله بن سعيد بن أبي
سعيد المقبري و هو متهم كما تقدم .
و أقول : و من الممكن إعلال الطريق الخرى بسعيد بن أبي سعيد نفسه ، فإنه و إن
كان ثقة و من رجال الشيخين فقد كان اختلط كما ذكر غير واحد من الأئمة منهم ابن
سعد و يعقوب بن شيبة ، و كذا ابن حبان فقال في كتابه " الثقات " ( 1/63 ) :
و كان اختلط قبل أن يموت بأربع سنين .
و قول الذهبي :
شاخ و وقع في الهرم و لم يختلط .
فلا أدري ما وجهه بعد أن ثبت اختلاطه من ذكرنا من العلماء و المثبت مقدم على
النافي ؟ ! و كذلك قوله :
ما أحسب أن أحدا أخذ عنه في الاختلاط ، فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل فلم
يحمل عنه ، فهذا مما لا دليل عليه إلا الظن ، و الحق أن مثل سعيد هذا ينتقى
حديثه ، فلا يقبل كله ، و لا يطرح كله ، و ما أظن الشيخين أخرجا له إلا على هذا
النهج ، إن كان ثبت عندهما اختلاطه .
و قد روي الحديث عن غير أبي هريرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و لكن
طرقها مما لا تقوم الحجة بها أيضا ، و إليك بيانها :
إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق
القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به .

(3/85)

1087 - " إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما
وافق القرآن فخذوا به ، و ما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) :

ضعيف .
أخرجه الدارقطني ( 513 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن أبي بكر بن
عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب مرفوعا ، و أعله الدارقطني
فقال : هذا وهم ، و الصواب عن عاصم عن زيد ، عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي
صلى الله عليه وسلم .
قلت : و أبو بكر بن عياش و إن كان من رجال البخاري ففي حفظه ضعف ، و لهذا قال
الحافظ في " التقريب " :
ثقة عابد ، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ، و كتابه صحيح .

(3/86)

1088 - " سيفشو عني أحاديث ، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله ، و اعتبروه ، فما
وافق كتاب الله فأنا قلته ، و ما لم يوافق كتاب الله فلم أقله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/209 ) :

ضعيف .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/194/2 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي :
أخبرنا الزبير بن محمد بن الزبير الرهاوي : أخبرنا قتادة بن الفضيل عن أبي حاضر
عن الوضين بن سالم عن عبد الله عن عبد الله بن عمر مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف و فيه علل :
الأولى : الوضين بن عطاء فإنه سيىء الحفظ .
الثانية : قتادة بن الفضيل ، قال الحافظ في " التقريب " :
مقبول ، يعني عند المتابعة .
الثالثة : أبو حاضر هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم الحافظ في " اللسان "
في " باب الكنى " و لم يسمياه ، و قالا :
عن الوضين بن عطاء ، مجهول .
قلت : فليس هو المسمى عثمان بن حاضر المترجم في " التهذيب " ، فإنه تابعي يروي
عن العبادلة و غيرهم ، و لا هو المسمى عبد الملك بن عبد ربه بن زيتون الذي
أورده ابن حبان في " الثقات " ( 2/173 ) و قال :
يروي عن رجل عن ابن عباس ، عداده في أهل الشام ، روى عنه أهلها ، كنيته
أبو حاضر .
و كذا في " الجرح و التعديل " ( 2/2/359 ) إلا أنه قال :
روى عنه عيسى بن يونس .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 1/170 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و فيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه و هو منكر
الحديث .
ففيه نظر ، فقد علمت أن أبا حاضر هذا من أتباع التابعين ، و أما الترجم فهو من
أتباع أتباعهم ، ثم هو قد أخذ قوله : منكر الحديث من " الميزان "
و " اللسان " ، و هما ذكراه في ترجمة " عبد الملك به عبد ربه الطائي " ، فهل
الطائي هذا هو أبو حاضر عبد الملك ؟ ذلك ما لا أظنه ، والله أعلم .
الرابعة : الزبير بن محمد الرهاوي ، فإني لم أجد له ترجمة .

(3/87)

1089 - " ستبلغكم عني أحاديث ، فاعرضوها على القرآن ، فما وافق القرآن فالزموه ، و ما
خالف القرآن فارفضوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/210 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه الهروي في " ذم الكلام " ( 78/2 ) عن صالح المري : حدثنا الحسن قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف مرسل ، الحسن هو البصري .
و صالح المري هو ابن بشير و هو ضعيف جدا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " :
قال النسائي و غيره : متروك .
و قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف .

(3/88)

1090 - " ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه ، و ما حدثتم عني مما تنكرونه ، فلا تأخذوا
به ، فإني لا أقول المنكر ، و لست من أهله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( 430 ) عن سليم أبي مسلم المكي و هو ابن مسلم عن
يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته سليم المكي و هو الخشاب ، قال ابن معين :
جهني خبيث .
و قال النسائي : متروك الحديث .
و قال أحمد : لا يساوي حديثه شيئا .

(3/89)

1091 - " من حج بمال حرام فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله عز وجل له : لا لبيك و لا
سعديك ، و حجك مردود عليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/211 ) :

ضعيف .
رواه ابن مردويه في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 192/1 - 2 ) و من طريقه
الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 274 ـ مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن الجوزي في
" منهاج القاصدين " ( 1/59/1 ) عن الدجين بن ثابت اليربوعي : أخبرنا أسلم مولى
عمر ابن الخطاب عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الدجين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
لا يحتج به .
و قال في " الميزان " :
قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال أبو حاتم و أبو زرعة : ضعيف ، و قال
النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني و غيره : ليس بالقوي .
و ذكر المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) أن الأصبهاني رواه يعني في " الترغيب "
من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلا .
ذكره عقب الحديث الآتي و أشار إلى تضعيفهما .

(3/90)

1092 - " من أم هذا البيت من الكسب الحرام ، شخص في غير طاعة الله ، فإذا أهل و وضع
رجله في الغرز أو الركاب و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه
مناد من السماء : لا لبيك و لا سعديك ، كسبك حرام ، و زادك حرام ، فارجع مأزورا
غير مأجور ، و أبشر بما يسوؤك ، و إذا خرج الرجل حاجا بمال حلال ، و وضع رجله
في الركاب ، و انبعثت به راحلته قال : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء
: لبيك و سعديك ، قد أجبتك ، راحلتك حلال ، و ثيابك حلال ، و زادك حلال ، فارجع
مأجورا غير مأزور ، و أبشر بما يسرك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/212 ) :

ضعيف جدا .
رواه البزار في " مسنده " ( رقم ـ 1079 ) من طريق سليمان بن داود : حدثنا يحيى
ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به و قال :
الضعف بين على أحاديث سليمان و لا يتابعه عليها أحد ، و هو ليس بالقوي !
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3/210 ) :
رواه البزار و فيه سليمان بن داود اليمامي و هو ضعيف " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الميزان " :
قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قد مر معنا أن
البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث ، فلا تحل رواية حديثه ، و قال ابن
حبان : ضعيف ، و قال آخر : متروك .
و قال في " الضعفاء " : ضعفوه .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2/114 ) عن أبي هريرة بنحوه مع تقديم
الحاج بالمال الحلال على الحاج بالمال الحرام ، و قال :
رواه الطبراني في ( الأوسط ) ، و أشار إلى ضعفه .
قلت : و هو عنده ( رقم ـ 5361 ) من طريق اليمامي المذكور .

(3/91)


الصفحة السابقة // الصفحة التالية






بحث في الصفحة الحالية
1093 - " يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة ، و أوساطهم للتجارة و قراؤهم
للرياء و السمعة ، و فقراؤهم للمسألة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :

ضعيف .
أخرجه الخطيب ( 10/296 ) و من طريقه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/64/1
ـ 2 ) : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن السرخسي ـ قدم علينا الحج ـ قال
: حدثنا إسماعيل بن جميع ، قال : حدثنا مغيث بن أحمد عن فرقد السبخي ، كذا و في
" المنهاج " مغيث بن أحمد البلخي قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن مخلد بن
عبد الرحمن الأندلسي عن محمد بن عطاء الدلهي ليس في " المنهاج " الدلهي عن جعفر
ابن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، كل من دون جعفر بن سليمان لم أجد له ترجمة ، سوى شيخ
الخطيب عبد الرحمن بن الحسن ، فإنه أورده في " تاريخه " و ساق له هذا الحديث ،
و لم يزد ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 3/76/1 9 من رواية
الخطيب و الديلمي .

(3/92)

1094 - " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/213 ) :

ضعيف .
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 97/1 ) : أخبرنا أنيس أخبرنا إسماعيل
ابن إبراهيم الترجماني حدثنا داود بن الزبرقان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن
أبي أوفى عن عمران بن حصين .
و من طريق أبي سعيد رواه القضاعي ( 85/1 ) و قال : أنيس أبو عمرو المستملي .
و رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " ( 1/187/1 ) من طريق ابن أبي الدنيا ،
و ابن عدي ( 128/2 ) و من طريقه البيهقي في " السنن " ( 10/199 ) من طريق أخرى
عن الترجماني به ، و قال :
تفرد برفعه داود بن الزبرقان ، قال ابن عدي :
و عامة ما يرويه مما لا يتابعه أحد عليه .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال أبو داود :
ضعيف ترك حديثه .
و قال النسائي : ليس بثقة .
و قال الجوزجاني : كذاب .
و في " التقريب " : متروك ، و كذبه الأزدي .
قلت : و قد خولف في إسناده ، فأخرجه البيهقي من طريق عبد الوهاب بن عطاء : أنبأ
سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عمران أنه قال : فذكره موقوفا عليه
و قال : هذا هو الصحيح موقوف .
قلت : و كذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا عليه ، و لفظه : قال مطرف بن
عبد الله بن الشخير : صحبت عمران بن حصين إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا
أنشدنا فيه الشعر ، و قال : فذكره .
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 885 ) ، و قال ابن الجوزي :
و رواه أبو عوانة عن قتادة عن مطرف فوقفه ، و هو الأشبه .
قلت : و رواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه ، و الغزالي مع
تساهله فقد أورد الحديث في " الإحياء " ( 9/44 ) طبع لجنة نشر الثقافة
الإسلامية موقوفا عن عمر و غيره .
ثم رأيته مرفوعا من طريق أخرى ، فقال ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " 0
322 ) : أخبرنا محمد بن جرير الطبري : حدثنا الفضل بن سهل الأعرج : حدثنا
سعيد بن أوس : حدثنا شعبة <1> عن قتادة به مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير الفضل بن سهل الأعرج ، قال ابن
أبي حاتم ( 3/2/63 ) : سئل أبي عنه فقال : صدوق .
لكن سعيدا هذا ، قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، فلا يطمئن القلب لمخالفته
لمثل شعبة و من معه ممن أوقفه .
و الحديث مما سود به الشيخ نسيب الرفاعي كتابه الذي سماه " تيسير العلي القدير
لاختصار تفسير ابن كثير ، فإنه رغم تنصيصه في مقدمته أنه التزم فيه أن لا
يورد فيه الأحاديث الضعيفة التي وقعت في أصله : " تفسير ابن كثير " ، فقد ذكر
في كتابه هذا عشرات الأحاديث الضعيفة و المنكرة ، و سيأتي التنبيه على بعضها إن
شاء الله تعالى ، و هذا أحدها ( 3/465 ) ، و تقدم بعض آخر منها .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا الأصل ، و أظنه تصحيفا ، و الصواب " سعيد " و هو ابن أبي عروبة ، فإنه
الذي في شيوخ سعيد بن أوس . اهـ .

(3/93)

1095 - " يا بلال ! غن الغزل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/215 ) :

باطل لا أصل له .
و لعله في بعض كتب الأدب التي تروي ما هب و دب من مثل كتاب أبي الفرج الأصبهاني
" الأغاني " ! فقد أورد هذا الحديث مؤلفوا كتاب " التربية الموسيقية " ( ص 65 -
طبع سنة 1964 ـ 1965 ) دون أن يعزوه إلى كتاب !

(3/94)

1096 - " إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا : اللهم اجعلها مغنما ، و لا
تجعلها مغرما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :

موضوع .
رواه ابن ماجه ( رقم 1797 ) و ابن عساكر ( 7/225/2 ) عن البختري متفق على ضعفه
.
و قال المناوي في " فيض القدير " :
قال في الأصل : و ضعف ، و ذلك لأن فيه سويد بن سعيد قال أحمد : متروك .
قلت : إنما علة الحديث البختري هذا ، فإنه عند ابن عساكر من طريق أخرى عنه
فانتفت التهمة عن الوليد و سعيد و انحصرت في البختري و هو متهم ، فقد قال أبو
نعيم : روى عنه أبيه عن أبي هريرة موضوعات .
و كذا قال الحاكم و النقاش ، و قال ابن حبان :
ضعيف ذاهب ، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد و ليس بعدل ، فقد روى عن أبيه عن
أبي هريرة نسخة فيها عجائب .
و قال الأزدي : كذاب ساقط .

(3/95)

1097 - " إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/216 ) :

ضعيف .
أخرجه الإمام أحمد ، قال ( 2/541 ) : حدثنا عصام بن خالد : حدثنا حريز ، و في
الأصل : جرير و هو تصحيف عن شبيب أبي روح أن أعرابيا أتى أبا هريرة فقال :
يا أبا هريرة ! حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث فقال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ألا إن الإيمان يمان ، و الحكمة يمانية ، و أجد نفس ربكم من قبل اليمن ،
و قال المغيرة <1> : من قبل المغرب ) ، ألا إن الكفر و الفسوق و قسوة القلب
في الفدادين أصحاب الشعر و الوبر ، الذين يغتالهم الشياطين على أعجاز الإبل " .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/56 ) من رواية أحمد إلى قوله : " من قبل
اليمن " ثم قال :
" و رجاله رجال الصحيح غير شبيب و هو ثقة " . و مثله قول شيخه الحافظ العراقي
في " تخريج الإحياء " ( 1/92 ) :
" رواه أحمد ، و رجاله ثقات " .
قلت : في النفس من شبيب شيء ، فإنه يصرح بتوثيقه أحد غير ابن حبان ( 1/86 ) ،
و قول أبي داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " ليس نصا في توثيقه لشبيب بالذات ،
لاحتمال أن أبا داود لم يعلم أو لم يخطر في باله حين قال ذلك أن شبيبا من شيوخ
حريز ، و قد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2/1/358 ) و لم يحك
فيه جرحا و لا توثيقا ، و لعله لذلك قال ابن القطان :
" شبيب لا تعرف له عدالة " .
و أيضا فقد روى الحديث جماعة من التابعين الثقات عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم
فيه هذه الجملة " و أجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، أخرجه كما ذكرنا الشيخان في
" صحيحيهما " و أحمد ( 2/235 و 252 و 258 و 267 و 269 و 277 و 372 و 380 و 407
و 425 و 457 و 474 و 480 و 484 و 488 و 502 و 541 ) فهي عندى منكرة ، أو على
الأقل شاذة .
( تنبيه ) : أورد الحديث الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " و قال ( 1/217 ) :
" قال العراقي : لم أجد له أصلا " !
قلت : ينافي ما نقلته عن كتابه " التخريج " فالله أعلم بصحة نقل العجلوني عنه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] لم أدر من المغيرة هذا ؟ و ليس له ذكر في سند الحديث . اهـ .
1

(3/96)

1098 - " ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي ، و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل ،
العلم علم باللسان و علم بالقلب ، فأما علم القلب فالعلم النافع ، و علم اللسان
حجة الله على بني آدم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/218 ) :

موضوع .
رواه ابن النجار في " الذيل " ( 10/88/2 ) عن عبد السلام بن صالح : حدثنا يوسف
ابن عطية : حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد هالك ، يوسف بن عطية و هو الصفار الأنصاري قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي و الدولابي :
" متروك الحديث " . زاد النسائي : " و ليس بثقة " .
و عبد السلام بن صالح ، و هو أبو الصلت الهروي أورده الذهبي في " الضعفاء "
و قال :
" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة ، و قال ابن عدي : متهم
. و قال غيره : رافضي " .
قلت : و قد رواه بعض الضعفاء عن الحسن موقوفا عليه .
أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( رقم 93 بتحقيقي ) من طريق جعفر بن
سليمان : نا زكريا قال : سمعت الحسن يقول :
" إن الإيمان ليس بالتحلي و لا بالتمني ، إنما الإيمان ما وقر في القلب و صدقه
العمل " .
و هذا سند ضعيف من أجل زكريا هذا و هو ابن حكيم الحبطي ، قال الذهبي في "
الميزان " :
" هالك " . و أقره الحافظ في " اللسان " . لكن قال المناوي في " الفيض " تحت
قول السيوطي : " رواه ابن النجار و الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس " :
" قال العلائي : حديث منكر ، تفرد به عبد السلام بن صالح العابد ، قال النسائي
متروك . و قال ابن عدي : مجمع على ضعفه ، و قد روي معناه بسند جيد عن الحسن من
قوله . و هو الصحيح . إلى هنا كلامه ، و به يعرف أن سكوت المصنف عليه لا يرضى "
قلت : فلعل العلائي وقف على سند آخر لهذا الأثر عن الحسن ; و لذلك جوده . والله
أعلم .

(3/97)

1099 - " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت و يوم الأحد ، أكثر مما
يصوم من الأيام ، و يقول : إنهما عيد المشركين ، فأنا أحب أن أخالفهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/219 ) :

ضعيف .
أخرجه أحمد ( 6/324 ) و ابن خزيمة ( 2167 ) و ابن حبان ( 941 ) و الحاكم (
1/436 ) و عنه البيهقي ( 4/303 ) من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال :
حدثنا أبي عن كريب أنه سمع أم سلمة تقول : فذكره . و قال الحاكم :
" إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي .
قلت : و في هذا نظر ; لأن محمد بن عمر بن علي ليس بالمشهور ، و قد ترجمه ابن
أبي حاتم ( 4/1/18/81 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره
في " الثقات " على قاعدته ! و أورده الذهبي في " الميزان " و قال :
" ما علمت به بأسا ، و لا رأيت لهم فيه كلاما ، و قد روى له أصحاب السنن
الأربعة " .
ثم ذكر له حديثا رواه النسائي ثم قال :
" و أورده عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه الوسطى " ، و قال : إسناده ضعيف .
و قال ابن القطان : هو كما ذكر ضعيف ، فلا يعرف حال محمد بن عمر . ثم ذكر له
بعد حديث كريب عن أم سلمة ( قلت : فساق هذا ثم قال : ) أخرجه النسائي ، قال ابن
القطان : فأرى حديثه حسنا . يعني لا يبلغ الصحة " .
قلت : فأنت ترى أن ابن القطان تناقض في ابن عمر هذا ، فمرة يحسن حديثه ، و مرة
يضعفه ، و هذا الذي يميل القلب إليه لجهالته ، لا سيما و حديثه هذا مخالف
بظاهره لحديث صحيح و لفظه :
" لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ، و إن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة
، أو عود شجرة فليمضغه " .
أخرجه أصحاب السنن و غيرهم و حسنه الترمذي و صححه الحاكم ، و إسناده صحيح ، بل
له طريقان آخران صحيحان ، كما بينته في " الإرواء " ( رقم 960 ) .
و فيه علة أخرى ، و هي أن عبد الله بن محمد بن عمر حاله نحو حال أبيه ، لم
يوثقه غير ابن حبان ، و قال ابن المديني :
" وسط " . و قال الحافظ :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة
و لم يتابع في هذا الحديث ، فهو لين .
و لم أكن قد تنبهت لهذه العلة في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ، فحسنت ثمة
إسناده ، و الصواب ما اعتمدته هنا . والله أعلم .

(3/98)

1100 - " فضلت على آدم بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ، و كن
أزواجي عونا لي ، و كان شيطان آدم كافرا ، و كانت زوجته عونا له على خطيئته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/220 ) :

موضوع .
أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 233/1 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد
" ( 3/331 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج2 باب ما تحدث رسول الله
صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه ) عن محمد بن الوليد بن أبان بن أبي جعفر : حدثنا
إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته أبو جعفر هذا ، و هو القلانسي البغدادي ، قال
الذهبي في " الميزان " :
" قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال أبو عروبة : كذاب . فمن أباطيله ... "
قلت : فذكر له أحاديث هذا أحدها .
قلت : إبراهيم بن صرمة ضعفه الدارقطني و غيره . و قال ابن عدي :
" عامة حديثه منكر المتن و السند " . و قال أبو حاتم :
" شيخ " .
و قال ابن معين :
" كذاب خبيث " . كذا في " الميزان " .
قلت : و قد سود السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورد فيه هذا الحديث الباطل
من رواية البيهقي وحده في " الدلائل " ، فتعقبه المناوي بالقلانسي و قول الذهبي
فيه . و فاتته العلة الأخرى و هي ابن صرمة هذا . و أما في " التيسير " فقال : "
و فيه كذاب " .

(3/99)

1101 - " أعلم الناس من يجمع علم الناس إلى علمه ، و كل صاحب علم غرثان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/221 ) :

ضعيف .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 120/2 ) و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " (
1/1/121 ) عن مسعدة بن اليسع عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر بن
عبد الله :
أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أي الناس أعلم ؟ قال : من جمع
... " .
قلت : و هذا إسناد موضوع آفته مسعدة هذا ، قال الذهبي في " الميزان " :
" هالك ، كذبه أبو داود ، و قال أحمد بن حنبل : حرقنا حديثه منذ دهر " .
و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/371 ) :
" سألت أبي عنه فقال : هو ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به ، يكذب على جعفر بن
محمد " .
قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي " جامعه الصغير " ، و تعقبه المناوي
بقول الهيثمي ( 1/162 ) :
" فيه مسعدة بن اليسع و هو ضعيف جدا " .
قلت : و عليه فقوله في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف " .
يخالف ما نقله عن الهيثمي و أقره عليه كما يخالف حال راويه مسعدة .
نعم قد وجدت له متابعا قويا يمنع من الحكم على الحديث بالوضع و إن كان مرسلا ،
فقال الدارمي في " سننه " ( 1/86 ) : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم : نا يحيى بن أبي
بكير : نا شبل عن عمرو بن دينار عن طاووس قال : قيل : يا رسول الله ! أي الناس
أعلم ؟ الحديث .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ،; و لكنه مرسل .

(3/100)

1102 - " إن المرأة إذا خرجت من بيتها و زوجها كاره لذلك لعنها كل ملك في السماء و كل
شيء مرت عليه غير الجن و الإنس حتى ترجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :

ضعيف جدا .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/170/1 - 2 ) عن عيسى بن المساور : حدثنا سويد
ابن عبد العزيز عن محمد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعا و قال :
" لم يروه عن عمرو إلا محمد ، تفرد به سويد " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أحمد : متروك الحديث " .
و قال في " الميزان " .
" هو واه جدا " .
و قال الهيثمي في " المجمع " :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه سويد بن عبد العزيز و هو متروك ، و قد
وثقه دحيم و غيره ، و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/79 ) إلى أن الحديث حسن أو قريب من
الحسن ; فلا تغتر به .

(3/101)

1103 - " لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا . يعني أهل الذمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :

باطل لا أصل له .
و قد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة ، على ألسنة كثير من الخطباء و الدعاة
و المرشدين ، مغترين ببعض الكتب الفقهية ، مثل " الهداية " في المذهب الحنفي ،
فقد جاء فيه ، في آخر " البيوع " :
" و أهل الذمة في المبايعات كالمسلمين ، لقوله عليه السلام في ذلك الحديث ،
فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما عليهم " .
فقال الحافظ الزيلعي في " تخريجه " : نصب الراية " ( 4/55 ) :
" لم أعرف الحديث الذي أشار إليه المصنف ، و لم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث
معاذ ، و هو في " كتاب الزكاة " ، و حديث بريدة و هو في " كتاب السير " ، و ليس
فيهما ذلك " .
و وافقه الحافظ في " الدراية " ( ص 289 ) .
قلت : فقد أشار الحافظان إلى أن الحديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، و أن صاحب " الهداية " قد وهم في زعمه ورود ذلك في الحديث . و هو يعني -
والله أعلم - حديث ابن عباس ; و هو الذي إليه الزيلعي :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال : إنك تأتي قوما أهل
كتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ، فإن هم أطاعوك
، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم .. " الحديث . و هو متفق عليه .
فليس فيه - و لا في غيره - ما عزاه إليه صاحب " الهداية " .
بل قد جاء ما يدل على بطلان ذلك ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح :
" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. فإذا فعلوا ذلك فقد
حرمت علينا دماؤهم و أموالهم إلا بحقها ، لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما على
المسلمين " .
و إسناده صحيح على شرط الشيخين كما بينته في " الأحاديث الصحيحة " ( 299 ) .
فهذا نص صريح على أن الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الجملة :
" لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا " .
ليس هم أهل الذمة الباقين على دينهم ، و إنما هم الذين أسلموا منهم ، و من
غيرهم من المشركين !
و هذا هو المعروف عند السلف ، فقد حدث أبو البختري :
" أن جيشا من جيوش المسلمين - كان أميرهم سلمان الفارسي - حاصروا قصرا من قصور
فارس ، فقالوا : يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم ؟ قال : دعوني أدعهم كما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ، فأتاهم سلمان ، فقال لهم : إنما أنا رجل
منكم فارسي ، ترون العرب يطيعونني ، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا ، و عليكم
مثل الذي علينا ، و إن أبيتم إلا دينكم ، تركناكم عليه ، و أعطونا الجزية عن يد
، و أنتم صاغرون .. " .
أخرجه الترمذي و قال : " حديث حسن " و أحمد ( 5/440 و 441 و 444 ) من طرق عن
عطاء بن السائب عنه .
و لقد كان هذا الحديث و نحوه من الأحاديث الموضوعة و الواهية سببا لتبني بعض
الفقهاء من المتقدمين ، و غير واحد من العلماء المعاصرين ، أحكاما مخالفة
للأحاديث الصحيحة ، فالمذهب الحنفي مثلا يرى أن دم المسلمين كدم الذميين ،
فيقتل المسلم بالذمي ، و ديته كديته مع ثبوت نقيض ذلك في السنة على ما بينته في
حديث سبق برقم ( 458 ) ، و ذكرت هناك من تبناه من العلماء المعاصرين !
و هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه اليوم طالما سمعناه من كثير من
الخطباء و المرشدين يرددونه في خطبهم ، يتبجحون به ، و يزعمون أن الإسلام سوى
بين الذميين و المسلمين في الحقوق ، و هم لا يعلمون أنه حديث باطل لا أصل له عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فأحببت بيان ذلك ، حتى لا ينسب إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل !
و نحوه ما روى أبو الجنوب قال : قال علي رضي الله عنه :
" من كانت له ذمتنا ، فدمه كدمنا ، و ديته كديتنا " .
أخرجه الشافعي ( 1429 ) و الدارقطني ( 350 ) و قال :
" و أبو الجنوب ضعيف " .
و أورده صاحب " الهداية " بلفظ :
" إنما بذلوا الجزية ، لتكون دماؤهم كدمائنا ، و أموالهم كأموالنا " .
و هو مما لا أصل له ، كما ذكرته في " إرواء الغليل " ( 1251 ) .

(3/102)

1104 - " من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه ، فليعد لها . يعني الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/225 ) :

منكر .
أخرجه أبو داود ( 944 ) و الطحاوي ( 1/263 ) و الدارقطني ( 195 - 196 ) و عنه
البيهقي ( 2/262 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس عن أبي
غطفان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال أبو داود :
" هذا الحديث وهم " . و قال الدارقطني :
" قال لنا ابن أبي داود : أبو غطفان رجل مجهول ، و لعل الحديث من قول ابن إسحاق
، و الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ، رواه أنس
و جابر و غيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني : رواه ابن عمر
و عائشة أيضا " .
قلت : أبو غطفان قد وثقه ابن معين و النسائي و ابن حبان ، و روى عنه جماعة من
الثقات ، و لم يقل فيه مجهول غير ابن أبي داود ، فهو ثقة كما قال الحافظ في "
التقريب " .
و إنما علة الحديث ابن إسحاق و هو مدلس و قد عنعنه .
و من الغرائب قول الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/90 ) :
" حديث جيد " !
مع أنه حكى عن ابن الجوزي أنه أعله في " التحقيق " بهذه العلة ، و التي قبلها
ثم ذكر أنه :
" تعقبه صاحب " التنقيح " في الأولى ، دون الأخرى . و أن الإمام أحمد سئل عن
الحديث ، فقال : لا يثبت إسناده ، ليس بشيء " .
و سلم بذلك الزيلعي و لم يتعقبه بشيء ، و لا مجال لذلك .
و هو قد استدل به لما جاء في " الهداية " على المذهب الحنفي :
" و لا يرد السلام بلسانه ، و لا بيده لأنه كلام معنى ، حتى لو صافح بنية
التسليم تبطل صلاته " .
و هذا مع أنه لا دليل عليه سوى هذا الحديث ، و قد تبين ضعفه ، فإنه مخالف
للأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ،
و لذلك فهو حديث منكر ، و في كلام ابن أبي داود السابق إشارة إلى ذلك . و لهذا
قال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " عقبه ( رقم 1370 ) :
" و الصحيح إباحة الإشارة على ما ذكر مسلم و غيره " .
يعني من حديث جابر في رد السلام إشارة ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 859
) و حديث أنس المشار إليه آنفا هو فيه برقم ( 871 ) .
و لا يدل لهذا المذهب حديث أبي داود مرفوعا :
" لا غرار في صلاة و لا تسليم " .
لما ذكرته في تخريجه في " الأحاديث الصحيحة " ( رقم 311 ) ، و قد ذكرت فيه حديث
ابن عمر في إشارته صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فراجعه إن شئت .
و أما مصافحة المصلي ، فهي و إن لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمت
، فلا دليل على بطلان الصلاة ، لأنها عمل قليل ، لا سيما و قد فعلها عبد الله
ابن عباس رضي الله عنه ، فقال عطاء بن أبي رباح :
" أن رجلا سلم على ابن عباس ، و هو في الصلاة ، فأخذ بيده ، و صافحه و غمز يده
" .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 1/193/2 ) و البيهقي في " سننه " ( 2/259 ) بإسنادين عن
عطاء أحدهما صحيح ، و الآخر رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أن فيه عنعنة
حبيب بن أبي ثابت .
و ليس كل عمل في الصلاة يبطلها ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" جئت و رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت ، و الباب عليه مغلق ،
فمشى [ عن يمينه أو يساره ] حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ، و وصفت الباب في
القبلة " .
أخرجه أصحاب السنن و حسنه الترمذي و صححه ابن حبان و عبد الحق في " الأحكام " (
رقم 1374 ) و إسناده حسن كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 885 ) .

(3/103)

1105 - " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل ، كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا
اتق الله و دع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه أن يكون
أكيله و شريبه و قعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال :
*( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم )* إلى قوله
: *( فاسقون )* ، ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر
و لتأخذن عن المنكر و لتأخذن على يدي الظالم ، و لتأطرنه على الحق أطرا ،
و لتقصرنه على الحق قصرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/227 ) :

ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 4336 ) و الترمذي ( 2/175 ) و ابن ماجه ( 4006 ) و الطحاوي في
" المشكل " ( 2/61 - 62 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 6/305 ) و أحمد في "
المسند " ( 1/391 ) من طرق عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن
مسعود به .
و خالف المؤمل بن إسماعيل فقال : حدثنا سفيان قال : حدثنا علي بن بذيمة عن أبي
عبيدة - أظنه عن مسروق - عن عبد الله به نحوه .
أخرجه ابن جرير .
و المؤمل هذا ضعيف لسوء حفظه .
و خالفه عبد الرحمن بن مهدي فقال : حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره هكذا مرسلا . و هو أصح .
أخرجه الترمذي ( 2/175 - 176 ) و ابن جرير و ابن ماجه .
و تابعه سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به و زاد في آخره :
" أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم ليلعننكم كما لعنهم " .
أخرجه أبو داود ( 4337 ) و ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " ( ق 53/1 )
و عبد الغني المقدسي فيه ( 85/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 8/299 ) و البغوي
في " تفسيره " ( 3/206 - 207 ) من طرق عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن
سالم به .
و سالم هذا هو ابن عجلان الأفطس و هو ثقة من رجال البخاري .
و رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو
ابن مرة عن سالم الأفطس به .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1248 ) و ابن جرير و كذا ابن أبي حاتم كما في
" تفسير ابن كثير " و ابن أبي الدنيا ( 54/1 - 2 ) و قال أبو داود بعد أن ذكره
معلقا :
" و رواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة " .
قلت : كأنه يشير إلى أن قول المحاربي : " عبد الله بن عمرو بن مرة " وهم . و هو
الظاهر لمخالفته لرواية الجماعة عن العلاء . و المحاربي لا بأس به ، و كان يدلس
كما قال أحمد ، و قد عنعنه ، فلعل الوهم ممن دلسه .
و رواية الطحان التي علقها أبو داود هي التي وصلها البغوي كما سبقت الإشارة إلى
ذلك ، أخرجها من طريق أبي يعلى : أنا وهب بن بقية : أنا خالد - يعني ابن
عبد الله الواسطي - عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود . و قد أخرجها أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1262 ) بهذا
الإسناد .
و قد خولف وهب بن بقية في هذا الإسناد ، فقال أبو جعفر الطحاوي : حدثنا محمد بن
إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي : حدثنا عمرو بن عون الواسطي : حدثنا خالد بن
عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي موسى قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بنحوه .
قلت : هكذا في الأصل " عمرو بن مرة عن أبي موسى " . لم يذكر بينهما أبا عبيدة ،
فلا أدري أسقط من الأصل ، أم الرواية هكذا وقعت للطحاوي ؟ ! و غالب الظن الأول
، لأمور :
1 - أن عمرو بن مرة لم يسمع من أبي موسى بل لم يذكروا له رواية عنه ، و كان لا
يدلس ، فينبغي أن يكون بينهما راو ، و ليس هو إلا أبو عبيدة .
2 - أن ابن كثير قال : قال شيخنا الحافظ المزي : " و قد رواه خالد بن عبد الله
الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى " .
قلت : و الظاهر أنه يشير إلى هذه الرواية .
3 - أنهم ذكروا لأبي عبيدة رواية عن أبي موسى .
4 - أن الهيثمي أورده في " المجمع " ( 7/269 ) من حديث أبي موسى ثم قال :
" رواه الطبراني ، و رجاله رجال الصحيح " .
و غالب الظن أنه عند الطبراني من هذا الوجه الذي ذكره المزي ، فإذا كان كذلك ،
و فرضنا أنه كانت الرواية عنده عن عمرو بن مرة عن أبي موسى ، لنبه الهيثمي على
انقطاعها ، و إن كان يفوته كثير التنبيه على مثله . والله أعلم .
ثم إن إسناد الطحاوي المتقدم رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شيخ الطحاوي
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي و هو ثقة مأمون كما روى الخطيب في
ترجمته ( 1/392 ) عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش . مات سنة ست و سبعين و مائتين
<1> .
و على هذا فينبغي أن يكون هذا الإسناد صحيحا ، لاتصاله ، وثقه رجاله ، لولا أنه
قد اختلف في إسناده على العلاء بن المسيب ، فرواه عمرو بن عون الواسطي عن خالد
ابن عبد الله عنه هكذا .
و خالفه وهب بن بقية فرواه عن خالد عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود .
و هذه الرواية أولى بالأخذ بها و الاعتماد عليها ، لأن وهب بن بقية ثقة أيضا من
رجال مسلم ، و روايته موافقة لرواية أبي داود المتقدمة عن العلاء ، و هي من
رواية أبي شهاب الحناط و اسمه عبد ربه بن نافع الكتاني من رجال الشيخين .
و من المحتمل أن يكون هذا الاختلاف على العلاء بن المسيب ليس من الرواة عنه ،
بل منه نفسه ، لأنه مع كونه ثقة ، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، حتى قال
الحافظ في " التقريب " :
" ثقة ربما وهم " .
قلت : فمن الممكن أن يكون وهم في قوله في هذا الإسناد : عن عمرو بن مرة [ عن
أبي عبيدة ] عن أبي موسى ، و إذا كان قد صح عنه على الوجه الآخر " عن عمرو عن
أبي عبيدة عن ابن مسعود " . فالقلب يطمئن لهذه الرواية دون تلك لموافقتها
لرواية علي بن بذيمة و سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود .
و على ذلك ، فإسناد الطحاوي و كذا الطبراني عن أبي موسى يكون شاذا ، فلا يكون
صحيحا ، و هذا إذا سلم من الانقطاع بين عمرو بن مرة و أبي موسى على ما سبق
بيانه .
و إذا تبين هذا فالمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود
فهو على هذا إسناد ضعيف منقطع . قال المنذري في " الترغيب " ( 4/170 ) :
" أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه ، و قيل : سمع " .
قلت : و الصواب الأول ، فقد قال شعبة عن عمرو بن مرة : سألت أبا عبيدة : هل
تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا . و قال الترمذي : لا يعرف اسمه ، و لم يسمع
من أبيه شيئا . و كذلك قال ابن حبان : إنه لم يسمع من أبيه شيئا . و بهذا جزم
الحافظ المزي في " تهذيب التهذيب " ، و تبعه الحافظ في " تهذيبه " .
قلت : فقول الترمذي عقب الحديث :
" حديث حسن غريب " .
مما يتعارض مع الانقطاع الذي اعترف به هو نفسه . و ذلك من تساهله الذي عرف به .
و جملة القول أن الحديث مداره على أبي عبيدة ، و قد اضطرب الرواة عليه في
إسناده على أربعة وجوه :
الأول : عنه عن أبيه عبد الله بن مسعود .
الثاني : عنه عن مسروق عن ابن مسعود .
الثالث : عنه مرسلا .
الرابع : عنه عن أبي موسى .
و لقد تبين من تحقيقنا السابق أن الصواب من ذلك الوجه الأول ، و أنه منقطع فهو
علة الحديث . و به جزم المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم ( 3713 )
. وبالله التوفيق .
و كان الحامل على كتابة هذا البحث أن بعض الكتاب ادعى في مجلة " الوعي الإسلامي
" العدد الأول من السنة الثانية ( ص 96 ) أن الحديث مما صح عن الرسول صلوات
الله و سلامه عليه . فأحببت أن أتيقن من خطئه فيما قال ، فكان من ذلك هذا
المقال . و كتبت إلى المجلة بخلاصة نافعة منه في أشياء أخرى بتاريخ لا يحضرني
منه إلا السنة 1386 هـ ، و لكنها لم تنشر . و لله في خلقه شؤون .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قلت : و لم يعرفه العيني في كتابه " مغاني الأخيار " كما في تلخيصه " كشف
الأستار " ، و ليس هو محمد بن إبراهيم المروزي المترجم في " الميزان "
و المتكلم فيه كما توهم المعلق على " الكشف " بل هو آخر ، و ترجمته عند الخطيب
أيضا عقب هذا . اهـ .
1

(3/104)

1106 - " بعث الله جبريل إلى آدم و حواء فقال لهما : ابنيا لي بيتا ، خط لهما جبريل ،
فجعل آدم يحفر و حواء تنقل حتى أجابه الماء ، ثم نودي من تحته : حسبك يا آدم !
فلما بنياه أوحى الله إليه أن يطوف به ، و قيل له : أنت أول الناس ، و هذا أول
بيت ، ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح ، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم
القواعد منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/231 ) :

منكر .
أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1/320 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 2/321 ) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا أبو صالح الجهني قال :
حدثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي :
" تفرد به ابن لهيعة مرفوعا " .
قال الحافظ ابن كثير في " السيرة " ( 1/272 ) :
" قلت : و هو ضعيف ، و وقفه على عبد الله بن عمرو أقوى و أثبت " .
قلت : هذا يوهم أنه روي عنه موقوفا بإسناد أقوى ، مع أنه لم يخرجه هو و لا
البيهقي موقوفا ، فالظاهر أنه يعني أن الوقف به أشبه ، والله أعلم .
ثم إن فيه علتين أخريين :
الأولى : أبو صالح الجهني هو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ، قال الحافظ
:
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
قلت : فيحتمل أن الغلط منه ، فتعصيبه بابن لهيعة ليس بلازم .
الأخرى : يحيى بن عثمان ، قال الحافظ :
" صدوق رمي بالتشيع ، و لينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله " .

(3/105)

1107 - " كان يرمي الجمرة في هذا المكان ، و يقول كلما رمي بحصاة : الله أكبر ، الله
أكبر ، اللهم اجعله حجا مبرورا ، و ذنبا مغفورا ، و عملا مشكورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/232 ) :

ضعيف .
أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5/129 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 11/2 )
عن عبد الله بن حكيم المزني : حدثني أبو أسامة قال :
" رأيت سالم بن عبد الله بن عمر استبطن الوادي ، ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر
مع كل حصاة : الله أكبر ، الله أكبر .. فسألته عما صنع فقال : حدثني أبي أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمرة ... " الحديث . و قال البيهقي :
" عبد الله بن حكيم ضعيف " .
قلت : بل هو شر من ذلك ، و هو أبو بكر الداهري البصري ، قال أحمد و غيره :
" ليس بشيء " .
و قال الجوزجاني :
" كذاب " .
و قال أبو نعيم الأصبهاني :
" روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش الموضوعات " .
و قال العقيلي :
" يحدث بالبواطيل عن الثقات " .
و قد روي بإسناد آخر ، و لكنه ضعيف . يرويه ليث بن أبي سليم عن محمد بن
عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود و نحوه ، ثم قال :
" هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع " .
و ليث ضعيف ، و كان اختلط ، و شيخه محمد بن عبد الرحمن ثقة ، فالآفة من الليث .
و مما يضعف حديثه أن الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طريق أخرى عن
عبد الرحمن بن يزيد دون قوله : " الله أكبر ، اللهم اجعله حجا .. إلخ " . و هو
في مختصري لـ " صحيح البخاري " برقم ( 850 ) يسر الله تمام طبعه ، بمنه و كرمه
، و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 1724 ) ، و قد جاء التكبير وحده في حديث
آخر مخرج من حديث ابن عمر في " الصحيحين " و غيرهما ، و هو في " مختصر البخاري
" برقم ( 851 ) و من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص و هو مخرج في " صحيح أبي
داود " ( 1715 ) الأمر الذي يؤكد نكارة هذه الزيادة .

(3/106)

1108 - " تخرج الدابة ، و معها عصى موسى عليه السلام ، و خاتم سليمان عليه السلام ،
فتخطم الكافر بالخاتم ، و تجلو وجه المؤمن بالعصا ، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون
على خوان ، فيقول هذا : يا مؤمن ، و يقول هذا : يا كافر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/233 ) :

منكر .
أخرجه الطيالسي ( ص 334 ) و أحمد ( 2/295 و 491 ) و الترمذي ( 12/63 - بشرح ابن
العربي ) و ابن ماجه ( 2/1351/4066 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( ق 24/1 ) كلهم
من طريق عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن " .
قلت : كذا قال و فيه علتان :
الأولى : أوس بن خالد ، ذكره البخاري في " الضعفاء " . و قال ابن القطان :
" له عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث منكرة ، و ليس له كبير شيء " .
كذا في " الميزان " .
و في " التقريب " :
" مجهول " .
الأخرى : علي بن زيد و هو ابن جدعان ، ضعيف .

(3/107)

1109 - " تخرج الدابة [ من ] أجياد ، فيبلغ صدرها الركن اليماني و لما يخرج ذنبها بعد
، و هي دابة ذات وبر و قوائم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/234 ) :

ضعيف .
أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3/179/1 ) و الحافظ الذهبي في " الميزان " من
طريق فرقد بن الحجاج القرشي قال : سمعت عقبة بن أبي الحسناء اليماني قال : سمعت
أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإن فرقدا في عداد مجهولي الحال ، و شيخه عقبة مجهول
العين ، و في ترجمته ساق الذهبي الحديث ، و قال فيه :
" مجهول ، رواه الكناني عن أبي حاتم الرازي . ثم قال أبو حاتم : روى عنه فرقد
ابن الحجاج مجهول . و كذا قال ابن المديني : عقبة مجهول .. قلت : أما فرقد ،
فقد حدث عنه ثلاث ثقات ، و ما علمت فيه قدحا " .
قلت : و قد ترجم الاثنين ابن أبي حاتم ( 3/1/309/1724 و 3/2/82/465 ) و قال في
كل منهما عن أبيه :
" شيخ " .
و أما ابن حبان فأوردهما في " الثقات " ( 2/242 و 2/165 ) و قال في الأول منهما
فرقد :
" يخطىء " .

(3/108)

1110 - " عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ( ثلاث مرات ) ، ثم قرأ : *( فاجتنبوا الرجس
من الأوثان ، و اجتنبواقول الزور حنفاء لله غير مشركين به )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/235 ) :

ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 3599 ) و الترمذي ( 2/49 ) و ابن ماجه ( 2372 ) و أحمد (
4/321 ) من طريق محمد بن عبيد : حدثني سفيان - و هو ابن زياد العصفري - عن أبيه
عن حبيب بن النعمان الأسدي عن خريم بن فاتك قال :
" صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، فلما انصرف قام قائما فقال :
... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علتان : الجهالة ، و الاضطراب في سنده .
أما الجهالة ، فمن قبل حبيب بن النعمان . قال ابن القطان :
" لا يعرف " .
و مثله الراوي عنه ابن زياد العصفري . قال ابن القطان :
" مجهول " .
و قال الذهبي :
" لا يدرى من هو ؟ عن مثله ! " يعني حبيبا .
و أما الاضطراب ، فإن محمد بن عبيد رواه كما ذكرنا ، و خالفه مروان بن معاوية
الفزاري فقال : عن سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم " أن النبي
صلى الله عليه وسلم قام خطيبا ... " الحديث .
أخرجه أحمد ( 4/178 و 232 و 322 ) و الترمذي ( 2/48 ) و قال :
" هذا حديث غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد ، و اختلفوا عليه في رواية
هذا الحديث ، و لا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم " .
ثم ساقه من الطريق الأولى ، ثم قال :
" هذا عندي أصح ، و خريم بن فاتك له صحبة " .
قلت : لكن الراوي عنه مجهول ، و كذا الذي بعده كما عرفت ، فالحديث ضعيف ، و قد
أشار إلى ذلك الترمذي بقوله : " حديث غريب " .
( تنبيه ) : قد عرفت مما تقدم أن حبيب بن النعمان و الراوي عنه زياد العصفري
هما من رجال أصحاب السنن حاشا النسائي ، و مع ذلك فالأول منهما رمز له الحافظ
في كتابيه " التهذيب " و " التقريب " ثم الخزرجي في " الخلاصة " بـ ( دق )
ففاتهم الرمز له بـ ( ت ) أيضا . و الآخر رمزوا به بـ ( س ) أي النسائي ،
ففاتهم الرمز له بالثلاثة ( د ق ت ) ، ثم لا أدري إذا كان الرمز المذكور ( س )
أرادوا به سننه الكبرى أم الصغرى . و الراجح الأول . والله أعلم .
ثم إن محمد بن عبيد الذي رجح روايته الترمذي هو الطنافسي الأحدب ثقة حافظ احتج
به الشيخان ، و مثله المخالف له مروان بن معاوية ، و ليس فيه علة سوى أنه كان
يدلس أسماء الشيوخ ، و شيخه في إسناده فاتك بن فضالة مجهول أيضا !

(3/109)


hg[.x hgehkd ,hguav,k lk hgsgsgm hgqudti gghlhl hghgfhkd










عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 28 : 04 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 41 : 11 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو توفيق
اللقب:
نائب المشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو توفيق


البيانات
التسجيل: 30 / 03 / 2016
العضوية: 54282
المشاركات: 2,489 [+]
بمعدل : 0.76 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 357
نقاط التقييم: 12
ابو توفيق is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
جزاكم الله خيراً
اخي ****** ابو عبدالله
ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@@@@@@@@@@@@@@@









عرض البوم صور ابو توفيق   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 00 : 05 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 40
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.30 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج عبد الجواد









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2016, 00 : 05 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ابو عبدالله عبدالرحيم
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي


البيانات
التسجيل: 07 / 05 / 2015
العضوية: 54171
العمر: 40
المشاركات: 1,090 [+]
بمعدل : 0.30 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 12
ابو عبدالله عبدالرحيم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو عبدالله عبدالرحيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه
شكرا لمروركم المبارك
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اخي ****** الحاج ابوتوفيق
رفع الله قدركم
في الدارين









عرض البوم صور ابو عبدالله عبدالرحيم   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام, من, الالباني, الثاني, الجزء, السلسلة, الضعيفه, والعشرون

جديد ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الثلاثاء 25 من فبراير 2025 , الساعة الان 11:14:55 مساءً.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018