الإهداءات | |
ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | ابو عبدالله عبدالرحيم | مشاركات | 1 | المشاهدات | 3927 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
29 / 03 / 2016, 09 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الجزء الثامن من السلسله الضعيفه للامام الالباني 341 - " كان يرى في الظلمة كما يرى في الضوء " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 515 ) : موضوع . رواه تمام في " الفوائد " ( 207 / 1 - 2 / رقم 2210 - من نسختي ) و ابن عدي ( 221 / 2 ) و عنه البيهقي في " الدلائل " ( 6 / 75 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 272 ) و مكي المؤذن في " حديثه " ( 236 / 1 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 / 2 ) عن عبد الله بن المغيرة عن المعلى بن هلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا ، و قال البيهقي : و هذا إسناد فيه ضعيف . قلت : بل هو ضعيف جدا ، و آفته ابن المغيرة هذا ، و يقال فيه : عبد الله بن محمد بن المغيرة ، قال العقيلي : يحدث بما لا أصل له ، و قال ابن يونس : منكر الحديث ، و ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها ، ثم قال : و هذه موضوعات ، و مع ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " . ثم استدركت فقلت : الحمل فيه على شيخ ابن المغيرة - و هو المعلى بن هلال - أولى ذلك لأنه اتفق النقاد على تكذيبه كما قال الحافظ في " التقريب " . و تابعه محمد بن المغيرة المزني عن هاشم بن عروة عن أبيه مرسلا به . أخرجه ابن عساكر ( 17 / 128 / 2 ) من طريق مخلص بن موحد بن عثمان التنوخي ، أخبرنا أبي ، أخبرنا محمد بن المغيرة به ، و لم يذكر في موحد هذا جرحا و لا تعديلا . و محمد بن المغيرة هذا لم أعرفه ، و لعله سقط من النسخة اسم ابنه عبد الله كما في الطريق ، ثم قال البيهقي : و روي ذلك من وجه آخر ليس بالقوي ، أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن الخليل النيسابوري ، حدثنا صالح بن عبد الله النيسابوري ، حدثنا عبد الرحمن بن عمار الشهيد ، حدثنا المغيرة بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه . قلت : و هذا إسناد مظلم ، فإن من دون المغيرة هذا لم أجد لهم ترجمة . (1/418) 342 - " لما حملت حواء طاف بها إبليس ، و كان لا يعيش لها ولد ، فقال : سميه عبد الحارث ، فسمته : عبد الحارث ، فعاش ، و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 516 ) : ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 181 - بولاق ) و الحاكم ( 2 / 545 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 158 / 2 ) و أحمد ( 5 / 11 ) و غيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا ، و قال الترمذي : حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة ، و قال الحاكم : صحيح الإسناد و وافقه الذهبي . قلت : و ليس كما قالوا ، فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور ، ثم هو مدلس و لم يصرح بسماعه من سمرة و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : كان الحسن كثير التدليس ، فإذا قال في حديث : عن فلان ، ضعف احتجاجه . قلت : و أعله ابن عدي في " الكامل " ( 3 / 1701 ) بتفرد عمر بن إبراهيم و قال : و حديثه عن قتادة مضطرب ، و هو مع ضعفه يكتب حديثه . و مما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ... )* الآية ، أن الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه هذا ، فلو كان عنده صحيحا مرفوعا لما عدل عنه ، فقال في تفسيرها : كان هذا في بعض أهل الملل و لم يكن بآدم ، ذكر ذلك ابن كثير ( 2 / 274 - 275 ) من طرق عنه ثم قال : و هذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك ، و هو من أحسن التفاسير و أولى ما حملت عليه الآية ، و انظر تمام كلامه فإنه نفيس ، و نحوه في " التبيان في أقسام القرآن " ( ص 264 ) لابن القيم . (1/419) 343 - " ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأ و كتب " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 518 ) : موضوع . رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 153 من نسختي ) و الطبراني من طريق أبي عقيل الثقفي عن مجاهد ، حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال : فذكره ، قال الطبراني : هذا حديث منكر ، و أبو عقيل ضعيف الحديث ، و هذا معارض لكتاب الله عز وجل ، نقله السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص 5 ) . و أما ما جاء في " صحيح البخاري " ( 7 / 403 - 409 ) من حديث البراء رضي الله عنه في قصة صلح الحديبية : فلما كتب الكتاب ، كتبوا : " هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " ، قالوا : لا نقر لك بهذا ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا و لكن أنت محمد بن عبد الله ، فقال : " أنا رسول الله ، و أنا محمد بن عبد الله " ، ثم قال لعلي : " امح رسول الله " ، قال علي : والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب و ليس يحسن يكتب ، فكتب : هذا ما قاضى محمد بن عبد الله .. فليس على ظاهره بل هو من باب بنى الأمير المدينة ، أي أمر . و الدليل على هذا رواية البخاري أيضا ( 9 / 351 - 381 ) في هذه القصة من حديث المسور بن مخرمة بلفظ : " والله إني لرسول الله و إن كذبتموني ، اكتب : محمد بن عبد الله " ، و مثله في " صحيح مسلم " ( 5 / 175 ) من حديث أنس ، و لهذا قال السهيلي : و الحق أن معنى : قوله " فكتب " أي : أمر عليا أن يكتب ، نقله الحافظ في " الفتح " ( 7 / 406 ) و أقره و ذكر أنه مذهب الجمهور من العلماء ، و أن النكتة في قوله : فأخذ الكتاب ... ، لبيان أن قوله : " أرني إياها " أنه ما احتاج إلى أن يريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه لا يحسن الكتابة . (1/420) 344 - " ما من عبد يحب أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله في الآخرة درجة أكبر منها و أطول ، ثم قال : *( و للآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلا )* " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) : موضوع . أخرجه الطبراني ( 6 / 234 ) و أبو نعيم ( 4 / 203 - 204 ) من طريق عبد الغفور ابن سعد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان الفارسي مرفوعا . و هذا سند موضوع ، قال ابن حبان في " الضعفاء ( 2 / 148 ) : عبد الغفور كان ممن يضع الحديث ، و قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال البخاري : تركوه ، و به أعله في " المجمع " ( 7 / 49 ) ، و مع ذلك ذكره في " الجامع " . (1/421) 345 - " يقوم الرجل للرجل ، إلا بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) : موضوع . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 289 / 7946 ) و أبو جعفر الرزاز في " ستة مجالس من الأمالي " ( ق 232 / 2 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا . قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 40 ) بعدما عزاه للطبراني : و فيه جعفر بن الزبير ، و هو متروك . قلت : بل هو كذاب وضاع ، و قد سبقت له عدة أحاديث هو المتهم بها ، و لذلك كذبه شعبة و قال : وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة حديث . و مما يدل على وضع هذا الحديث أنه يقرر عادة تخالف ما كان عليه الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم و هو سيد بني هاشم فإنهم كانوا لا يقومون له صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من كراهيته لذلك ، كما سيأتي في الحديث الذي بعده ، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، على أنه قد جاء ما يخالف هذا الحديث نصا ، و لكن إسناده ضعيف عندنا فلا يحتج به و هو الآتي بعده . ثم وجدت للحديث طريقا آخر ، فقال ابن قتيبة في " كتاب العرب أو الرد على الشعوبية " ( 292 ـ من رسائل البلغاء ) : و حدثني يزيد بن عمرو عن محمد بن يوسف عن أبيه عن إبراهيم عن مكحول مرفوعا نحوه . قلت : و هذا سند ضعيف لا تقوم به حجة ، و فيه علتان : الأولى : الإرسال ، فإن مكحولا تابعي . و الأخرى : يزيد بن عمرو شيخ ابن قتيبة ، فلم أعرفه . ثم وجدت له طريقا ثالثا بلفظ : " لا يقومن أحد ... " و سيأتي ، و يعارضه الحديث الآتي : (1/422) 346 - " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 521 ) : ضعيف . و في إسناده اضطراب و ضعف و جهالة ، أخرجه أبو داود ( 2 / 346 ) و أحمد ( 5 / 253 ) من طريق عبد الله بن نمير ، و الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 64 ) و تمام في " الفوائد " ( 41 / 2 ) عن يحيى بن هاشم كلاهما عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا ، فقمنا إليه فقال ... فذكره . ثم أخرجه أحمد عن سفيان عن مسعر عن أبي عن أبي عن أبي منهم أبو غالب عن أبي أمامة به ، و رواه عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " ( 93 / 2 ) عن سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن أبي مرزوق عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي أمامة ، ثم أخرجه أحمد ( 5 / 256 ) و الروياني في " مسنده " ( 30 / 225 / 2 ) من طريق يحيى بن سعيد عن مسعر ، حدثنا أبو العدبس عن أبي خلف ، حدثنا أبو مرزوق قال : قال أبو أمامة . و قال الروياني : اليهود بدل الأعاجم ، و أخرجه ابن ماجه ( 2 / 431 ) من طريق وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة . و هذا اضطراب شديد يكفي وحده في تضعيف الحديث ، فكيف و أبو مرزوق لين ، كما قال الحافظ في " التقريب " و قال الذهبي في " الميزان " : قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به ، ثم ساق له هذا الحديث من الطريق الأول ، ثم ساقه من طريق ابن ماجه ، إلا أنه قال : أبي العدبس بدل أبي وائل ثم قال : و هذا غلط و تخبيط ، و في بعض النسخ : عن أبي وائل بدل عن أبي العدبس ، و أبو العدبس مجهول كما في " الميزان " للذهبي و " التقريب " لابن حجر ، و به أعل الحديث الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 181 ) . و قد ذهل المنذري عن علة الحديث الحقيقية و هي الجهالة و الضعف و الاضطراب الذي فصلته ، فذهب يعله في " مختصر السنن " ( 8 / 93 ) بأبي غالب ، فذكر أقوال العلماء فيه و هي مختلفة ، و الراجح عندي أنه حسن الحديث ، و لم يرجح المنذري ها هنا شيئا ، و أما في " الترغيب و الترهيب " ( 3 / 269 - 270 ) فقال بعد أن عزاه لأبي داود و ابن ماجه : و إسناده حسن ، فيه أبو غالب ، فيه كلام طويل ذكرته في " مختصر السنن " و غيره و الغالب عليه التوثيق ، و قد صحح له الترمذي و غيره . قلت : و الحق أن الحديث ضعيف و علته ممن دون أبي غالب كما سبق . نعم معنى الحديث صحيح من حيث دلالته على كراهة القيام للرجل إذا دخل ، و قد جاء في ذلك حديث صحيح صريح ، فقال أنس بن مالك رضي الله عنه : ما كان شخص في الدنيا أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 136 ) و الترمذي ( 4 / 7 ) و صححه و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و أحمد أيضا في " المسند " ( 3 / 132 ) و سنده صحيح على شرط مسلم ، و رواه آخرون كما تراه في " الصحيحة " ( 358 ) . فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا القيام لنفسه و هي المعصومة من نزعات الشيطان ، فبالأحرى أن يكرهه لغيره ممن يخشى عليه الفتنة ، فما بال كثير من المشايخ و غيرهم قد استساغوا هذا القيام و ألفوه كأنه أمر مشروع ، كلا بل إن بعضهم ليستحبه مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم " ذاهلين عن الفرق بين القيام للرجل احتراما و هو المكروه ، و بين القيام إليه لحاجة مثل الاستقبال و الإعانة عن النزول ، و هو المراد بهذا الحديث الصحيح ، و يدل عليه رواية أحمد له بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " و سنده حسن و قواه الحافظ في " الفتح " ، و قد خرجته في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " رقم ( 67 ) ، و للشيخ القاضي عز الدين عبد الرحيم بن محمد القاهري الحنفي ( ت : 851 هـ ) رسالة في هذا الموضوع أسماها " تذكرة الأنام في النهي عن القيام " لم أقف عليها ، و إنما ذكرها كاتب حلبي في " كشف الظنون " . (1/423) 347 - " لا تزال الأمة على شريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض منهم العلم ، و يكثر فيهم ولد الخبث ، و يظهر السقارون ، قالوا : و ما السقارون يا رسول الله ؟ قال : بشر يكونون فى آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا اللعن " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 523 ) : منكر . أخرجه الحاكم ( 4 / 444 ) و أحمد ( 3 / 439 ) عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين و رده الذهبي بقوله : قلت : منكر ، و زبان لم يخرجا له . قلت : و زبان قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته . (1/424) 348 - " هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون : يعني مروان بن الحكم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) : موضوع . أخرجه الحاكم ( 4 / 479 ) من طريق ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له ، فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال ... فذكره ، قال الحاكم : صحيح الإسناد و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله ، و ميناء كذبه أبو حاتم . قلت : و قال ابن معين في كتاب " التاريخ و العلل " ( 13 / 2 ) : ليس بثقة و لا مأمون ، و ربما قال : من ميناء أبعده الله ؟ ! ، و قال يعقوب بن سفيان : غير ثقة و لا مأمون ، يجب أن لا يكتب حديثه . (1/425) 349 - " رحم الله حميرا ، أفواههم سلام ، و أيديهم طعام ، و هم أهل أمن و إيمان " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) : موضوع . أخرجه الترمذي ( 4 / 378 ) و أحمد ( 2 / 278 ) و من طريقه العراقي في " المحجة " ( 46 / 2 ) عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت أبا هريرة يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل أحسبه من قيس ، فقال : يا رسول الله ألعن حميرا ؟ فأعرض عنه ، ثم جاءه من الشق الآخر فأعرض عنه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ... فذكره ، و قال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و يروي عن ميناء أحاديث مناكير . قلت : و قد كذبه أبو حاتم كما تقدم في الحديث الذي قبله . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية أحمد و الترمذي ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ! لا في " الفيض " ، و لا في " التيسير " . (1/426) 350 - " من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 525 ) : لا أصل له بهذا اللفظ . و قد قال الشيخ ابن تيمية : والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ، و إنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له ، و من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " ، و أقره الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 28 ) و كفى بهما حجة ، و هذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة ، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي ، و لو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا ، و غاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه ، و هذا حق كما دل عليه حديث مسلم و غيره . ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه ( 1 / 377 ) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله مرفوعا ، و أبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما . لكن الفضيل هذا و هو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " ( ص 126 ) ثم أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " ( ص 81 ) ، و لم يذكرا في ترجمته غير أن له كتابا ! و أما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا ، و كذلك ليس له ذكر في شيء من كتبنا ، فهذا حال هذا الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن كتبهم كما جاء في المقدمة ( ص 33 ) ، و من أكاذيب الشيعة التي لا يمكن حصرها قول الخميني في " كشف الأسرار " ( ص 197 ) : و هناك حديث معروف لدى الشيعة و أهل السنة منقول عن النبي : ... ثم ذكره دون أن يقرنه بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، و هذه عادته في هذا الكتاب ! فقوله : و أهل السنة كذب ظاهر عليه لأنه غير معروف لديهم كما تقدم بل هو بظاهره باطل إن لم يفسر بحديث مسلم كما هو محقق في " المنهاج " و " مختصره " و حينئذ فالحديث حجة عليهم فراجعهما . (1/427) 351 - " يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 526 ) : موضوع . أخرجه الترمذي ( 4 / 328 ) و ابن عدي ( 59 / 1 ، 69 / 1 ) و الحاكم ( 3 / 14 ) من طريق حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال : لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه ، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ، و لم تواخ بيني و بين أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... الحديث ، و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، و تعقبه الشارح المباركفوري فقال : حكيم بن جبير ضعيف ، و رمي بالتشيع . قلت : تعصيب الجناية برأس حكيم هذا وحده ليس من الإنصاف في شيء ، و ذلك لأمرين : الأول : أن شيخه جميع بن عمير متهم ، قال الذهبي : قال ابن حبان : رافضي يضع الحديث ، و قال ابن نمير : كان من أكذب الناس ، ثم ساق له هذا الحديث . الآخر : أن ابن جبير لم يتفرد به عن جميع ، فقد تابعه سالم بن أبي حفصة و هو ثقة ، لكن في الطريق إليه إسحاق بن بشر الكاهلي و قد كذبه ابن أبي شيبة ، و موسى بن هارون ، و قال الدارقطني : هو في عداد من يضع الحديث ، أخرجه من طريقه الحاكم أيضا ، فتعقبه الذهبي بقوله : قلت : جميع اتهم ، و الكاهلي هالك ، و تابعه أيضا كثير النواء ، رواه ابن عدي ، فآفة الحديث جميع هذا ، و قد قال ابن عدي : و عامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه ، و لهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية : و حديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب ، و أقره الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) . (1/428) 352 - " يا علي أنت أخي و صاحبي و رفيقي في الجنة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 527 ) : موضوع . أخرجه الخطيب ( 12 / 268 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن ، حدثنا محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع ، عثمان بن عبد الرحمن هو القرشي و هو كذاب كما تقدم مرارا ، و قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : و أحاديث المواخاة كلها كذب ، و أقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 460 ) . (1/429) 353 - " إن الله تعالى أوحى إلي فى علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين و إمام المتقين ، و قائد الغر المحجلين " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 528 ) : موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 210 ) عن مجاشع بن عمرو حدثنا عيسى بن سوادة النخعي حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد الله بن عكيم الجهني مرفوعا ، و قال : تفرد به مجاشع . قلت : و هو كذاب ، و كذا شيخه عيسى بن سوادة ، و به وحده أعله الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 121 ) فقصر ، و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث ، و لا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم ، و لا نعلم أحدا هو سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين غير نبينا صلى الله عليه وسلم ، و اللفظ مطلق ، ما قال فيه من بعدي ، و أقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 473 ) . (1/430) 354 - " خلق الله تعالى آدم من طين الجابية ، و عجنه بماء الجنة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 528 ) : منكر . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8 / 1 ) و عنه الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 119 ) و كذا الضياء في " المجموع " ( 60 / 2 ) عن هشام بن عمار : أخبرنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا سند ضعيف جدا ، إسماعيل بن رافع قال الدارقطني و غيره : متروك الحديث و قال ابن عدي : أحاديثه كلها مما فيه نظر ، ثم ساق له هذا الحديث ، و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 190 ) ، و قال : لا يصح ، إسماعيل ضعفه يحيى و أحمد ، و الوليد يدلس . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " بقوله : قلت : إسماعيل روى له الترمذي ، و نقل عن البخاري أنه قال : هو ثقة مقارب الحديث . قلت : و هذا تعقب لا طائل تحته ، لأن الرجل قد يكون في نفسه ثقة ، و لكنه سيء الحفظ ، و قد يسوء حفظه جدا حتى يكثر الخطأ في حديثه فيسقط الاحتجاج به ، و إسماعيل من هذا القبيل فقد قال فيه ابن حبان : كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها . و لهذا تركه جماعة و ضعفه آخرون ، و البخاري كأنه خفي عليه أمره ، و الجرح المفسر مقدم على التعديل ، كما هو معلوم ، و لهذا قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 297 ) عن أبيه : هذا حديث منكر . (1/431) 355 - " الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال : *( يا قوم اتبعوا المرسلين )* ، و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : *( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله )* ، و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 530 ) : موضوع . ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة " و ابن عساكر عن ابن أبي ليلى ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، غير أنه قال : رواه ابن مردويه و الديلمي ، لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حديث كذب ، و أقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 309 ) و كفى بهما حجة ، و إن من أكاذيب الشيعة التي يقلد فيها بعضهم بعضا أن ابن المطهر الشيعي عزاه في كتابه لرواية أحمد ، فأنكره عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده عليه فقال : لم يروه أحمد لا في " المسند " و لا في " الفضائل " و لا رواه أبدا ، و إنما زاده القطيعي عن الكديمي ، حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميع ، حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا . فعمرو هذا قال فيه ابن عدي الحافظ : يتهم بالوضع ، و الكديمي معروف بالكذب ، فسقط الحديث ، ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا ، ففي " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا و معه أبو بكر و عمر و عثمان ، فرجف بهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اثبت أحد فما عليك إلا نبي و صديق و شهيدان ... " ضعفه و نكارته ، فمن قواه من المعاصرين ، فقد جانبه الصواب ، و لربما الإنصاف أيضا ، و أقره الذهبي في " مختصره " ( ص 452 - 453 ) ، لكن عزو هذا الحديث الصحيح لمسلم وهم ، كما بينته في " الصحيحة " تحت الحديث ( 875 ) . ثم وجدت الحديث رواه أبو نعيم أيضا في " جزء حديث الكديمي " ( 31 / 2 ) و سنده هكذا : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميع عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا . (1/432) 356 - " النظر فى المصحف عبادة ، و نظر الولد إلى الوالدين عبادة ، و النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 531 ) : موضوع . أخرجه ابن الفراتي من طريق محمد بن زكريا بن دينار حدثنا العباس بن بكار حدثنا عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 346 ) شاهدا و سكت عليه ! و هو موضوع فإن محمد بن زكريا هو الغلابي و هو معروف بالوضع . و الجملة الأخيرة منه أوردها ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية جماعة من الصحابة و أعلها كلها ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 342 - 346 ) بمتابعات و شواهد كثيرة ذكرها ، و لذلك أورده في " الجامع الصغير " و قد صحح الذهبي في " تلخيص المستدرك " ( 3 / 141 ) أحد شواهده ، و فيه نظر بينته فيما سيأتي إن شاء الله برقم ( 4702 ) . (1/433) 357 - " علي إمام البررة ، و قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 532 ) : موضوع . أخرجه الحاكم ( 3 / 129 ) و الخطيب ( 4 / 219 ) من طريق أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ، و قال : صحيح الإسناد ، و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : بل والله موضوع ، و أحمد كذاب ، فما أجهلك على سعة معرفتك ! قلت : و في " الميزان " : قال ابن عدي : يضع الحديث ، ثم ساق له هذا الحديث ، و قال الخطيب : هو أنكر ما روى . (1/434) 358 - " السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، و السابق إلى عيسى صاحب ياسين و السابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبى طالب " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 532 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 111 / 2 ) عن الحسين بن أبي السري العسقلاني ، أنبأنا حسين الأشقر ، أنبأنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا ، فإن حسين الأشقر و هو ابن الحسن الكوفي شيعي غال ، ضعفه البخاري جدا فقال في " التاريخ الصغير " ( 230 ) : عنده مناكير ، و روى العقيلي في " الضعفاء " ( 90 ) عن البخاري أنه قال فيه : فيه نظر ، و في " الكامل " لابن عدي ( 97 / 1 ) : قال السعدي : كان غاليا ، من الشتامين للخيرة ، و وثقه بعضهم ثم قال ابن عدي : و ليس كل ما يروي عنه من الحديث الإنكار فيه من قبله ، فربما كان من قبل من يروي عنه ، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا في حديثه بعض ما فيه . قلت : و كأن ابن عدي يشير بهذا الكلام إلى مثل هذا الحديث فإنه من رواية الحسين ابن أبي السري عنه ، فإنه مثله بل أشد ضعفا ، قال الذهبي : ضعفه أبو داود ، و قال أخوه محمد : لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب ، و قال أبو عروبة الحراني : هو خال أبي و هو كذاب ، ثم ساق له هذا الحديث من طريق الطبراني . و قال الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 3 / 570 ) : هذا حديث منكر ، لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر ، و هو شيعي متروك ، و نقل نحوه المناوي عن العقيلي ، و نقل عنه الحافظ في " تهذيب التهذيب " أنه قال : لا أصل له عن ابن عيينة ، و ليس هذا في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلى . والله أعلم . ثم إن المناوي وهم وهما فاحشا في كتابه الآخر : " التيسير " و قال فيه : إسناده حسن أو صحيح . (1/435) 359 - " كل أحد أحق بماله من والده و ولده و الناس أجمعين " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 534 ) : ضعيف . أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 4 / 235 / 112 ) و من طريقه البيهقي في " سننه " ( 10 / 319 ) من طريق هشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي جبلة مرفوعا ، و أعله البيهقي بقوله : هذا مرسل ، حبان بن أبي جبلة القرشي من التابعين . قلت : و هو ثقة ، لكن الراوي عنه لم أعرفه . ثم عرفته من " تاريخ البخاري " و غيره و ذكر أن بعضهم قلب اسمه فقال : يحيى بن عبد الرحمن و هكذا أورده ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 609 ) و هو عندي صدوق كما حققته في " التيسير " و ظن العلامة أبو الطيب في تعليقه على الدارقطني أنه عبد الرحمن بن يحيى الصدفي أخو معاوية بن يحيى لينه أحمد ، و هو وهم فإن هذا دمشقي كما في " تاريخ ابن عساكر " ( 10 / 242 ) و يروي عن هشيم ، و ذاك مصري عنه هشيم كما ترى فالعلة الإرسال . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للبيهقي في " سننه " و رمز له بالصحة ! و قد تعقبه المناوي في شرحه فقال : أشار المصنف لصحته ، و هو ذهول أو قصور ، فقد استدرك عليه الذهبي في " المهذب " فقال : قلت : لم يصح مع انقطاعه . قلت : و أخرجه البيهقي أيضا ( 6 / 178 ) من طريق سعيد بن أبي أيوب عن بشير بن أبي سعيد عن عمر بن المنكدر مرفوعا مرسلا دون قوله : " من والده ... " و بشير و عمر لم أعرفهما ، و لكن في " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 374 ) ما نصه : بشير بن سعيد المدني ، روى عن محمد بن المنكدر ، روى عنه سعيد ابن أبي أيوب ، سمعت أبي يقول ذلك . و الظاهر أنه هو هذا ، و لكن وقع تحريف في اسمه و اسم شيخه من نسخة " الجرح " أو " السنن " والله أعلم . ثم ترجح أن التحريف في " السنن " فقد جاء في " التاريخ " ، و " ثقات ابن حبان " ( 6 / 101 ) مثل ما في " الجرح " إلا أنهما قالا : ... ابن سعد مكان : .. ابن أبي سعيد ، و الباقي مثله فهو من مرسل محمد بن المنكدر ، والله أعلم . و من الغرائب أن بعضهم استدل بهذا الحديث على عدم وجوب التسوية بين الأولاد في العطية ، خلافا للحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبشر والد النعمان - و كان أعطى أحد أولاده غلاما - : " أعطيت سائر ولدك مثل هذا ؟ قال : لا ، قال : " فاتقوا الله و اعدلوا بين أولادكم " أخرجه البخاري و مسلم في " صحيحيهما " من حديث النعمان بن بشير ، و في رواية لمسلم و غيره : " فليس يصلح هذا ، و إني لا أشهد إلا على حق " و في رواية : " فإني لا أشهد على جور " . و انظر الحديث المتقدم ( 340 ) . و مع أن هذا الحديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج به ، فإنه لا يخالف حديث النعمان بن بشير ، و التوفيق بينهما ممكن ، و ذلك أن يقال : هذا عام ، و حديث النعمان خاص و هو مقدم عليه ، فيكون معنى الحديث لو صح : كل أحد أحق بماله إذا صح أنه ماله شرعا ، و ابن بشير لم يتملك الغلام شرعا كما أفاده حديث النعمان ، فلا تعارض ، و راجع لهذا البحث " الروضة الندية في شرح الدرر البهية " ( 2 / 164 - 166 ) . (1/436) 360 - " لا تجوز الهبة إلا مقبوضة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 536 ) : لا أصل له مرفوعا . و إنما رواه عبد الرزاق من قول النخعي ، كما ذكره الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 121 ) ، و لا دليل في السنة على اشتراط القبض في " الهبة " و من أبواب البخاري في " صحيحه " : باب من رأى الهبة الغائبة جائزة ، فانظر ( 5 / 160 ) من " فتح البارى " . (1/437) 361 - " إذا كانت الهبة لذي رحم لم يرجع فيها " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1 / 536 ) : منكر . أخرجه الدارقطني ( ص 307 ) و الحاكم ( 2 / 52 ) و البيهقي ( 6 / 181 ) من طريق الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا . و قال الحاكم : صحيح على شرط البخاري ، و خالفه تلميذه البيهقي فقال : ليس إسناده بالقوي . و هذا هو الصواب للخلاف المعروف في سماع الحسن و هو البصري من سمرة ، ثم هو مدلس و قد عنعنه ، فأنى له الصحة ؟ و قد نقل الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 117 ) عن صاحب " التنقيح " و هو العلامة ابن عبد الهادي أنه قال : و رواة هذا الحديث كلهم ثقات ، و لكنه حديث منكر ، و هو من أنكر ما روى عن الحسن عن سمرة . قلت : و هو مخالف للحديث الصحيح : " لا يحل للرجل أن يعطي العطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده ، و مثل الذي يعطي العطية فيرجع فيها كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم رجع في قيئه " أخرجه أحمد ( رقم 2119 ) بسند صحيح ، و أصحاب " السنن " و صححه الترمذي و ابن حبان و الحاكم من حديث ابن عمر و ابن عباس مرفوعا . و هو مخرج في " الإرواء " تحت الحديث رقم ( 1622 ) . تنبيه : عزا صديق خان في " الروضة الندية " ( 2 / 168 ) هذا الحديث لرواية الدارقطني أيضا من حديث ابن عباس ، و هو وهم ، فإن حديث ابن عباس عنده حديث آخر غير هذا ، و هو : (1/438) 362 - " من وهب هبة فارتجع بها فهو أحق بها ما لم يثب عليها ، و لكنه كالكلب يعود في قيئه " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 537 ) : ضعيف . أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 307 ) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن محمد بن عبيد الله عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا . قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 125 ) : و أعله عبد الحق في " أحكامه " بمحمد بن عبيد الله العرزمي ، قال ابن القطان كالمتعقب عليه : و هو لم يصل إلى العرزمي إلا على لسان كذاب ، و هو إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي ، فلعل الجناية منه ، انتهى . قلت : و العرزمي متروك كما في " التقريب " ، لكن قد روي بسند أصلح من هذا أخرجه الطبراني ( 11317 ) من طريق ابن أبي ليلى عن عطاء به ، و ابن أبي ليلى سيء الحفظ . (1/439) 363 - " من وهب هبة فهو أحق بها ما لم يثب منها " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 538 ) : ضعيف . أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 307 ) و الحاكم ( 2 / 52 ) و عنه البيهقي ( 6 / 180 - 181 ) من طريقين عبيد الله بن موسى ، أنبأ حنظلة بن أبي سفيان قال : سمعت سالم بن عبد الله عن ابن عمر مرفوعا . و قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ، إلا أن يكون الحمل فيه على شيخنا يعني إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي . و لم يتعقبه الذهبي في " تلخيص المستدرك " بشيء على ما في النسخة المطبوعة ، لكن قال المناوي في شرح " الجامع الصغير " : " وقفت على نسخة من " تلخيص المستدرك " للذهبى بخطه ، فرأيته كتب على الهامش بخطه ما صورته : موضوع " . و أما في " الميزان " فقال في ترجمة إسحاق هذا : روى عنه الحاكم و اتهمه . و نقل الحافظ في " اللسان " قول الحاكم المتقدم في شيخه و عقبه بقوله : قلت : الحمل فيه عليه بلا ريب ، و هذا الكلام معروف من قول عمر غير مرفوع . و هذا ذهول عجيب من قبل الحافظ ، فإن الدارقطني أخرجه من غير طريق إسحاق هذا فبرئت عهدته منه ، و قال الدارقطني عقبه : لا يثبت هذا مرفوعا ، و الصواب عن ابن عمر عن عمر موقوفا ( في الأصل : مرفوعا و هو خطأ مطبعي ) . و قد أشار البيهقي في " السنن " إلى أن الخطأ فيه من عبيد الله بن موسى ، فإنه بعد أن ساقه من طريق الحاكم قال : و كذلك رواه علي بن سهل بن المغيرة ( شيخ شيخ الدارقطني فيه ) عن عبيد الله و هو وهم ، و إنما المحفوظ عن حنظلة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب يعني موقوفا ، ثم ساق سنده بذلك إلى عبد الله بن وهب عن حنظلة ، و كذلك رواه وكيع عن حنظلة به كما في " المحلى " لابن حزم ( 10 / 128 ) . ثم رأيت الزيلعي ذكر في " نصب الراية " ( 4 / 126 ) أن البيهقي قال في " المعرفة " غلط فيه عبيد الله بن موسى " و الصحيح رواية عبد الله بن وهب ... ، و أقره الزيلعي و يؤيد وقفه أن البيهقي أخرجه من طريق سعيد بن منصور ، حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر موقوفا . و رواه بعض الضعفاء فرفعه و هو إبراهيم بن إسماعيل بن جارية ، فقال : عن عمرو بن دينار عن أبي هريرة مرفوعا . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 70 ) و الدارقطني و البيهقي و قال : و هذا المتن بهذا الإسناد أليق ، و إبراهيم بن إسماعيل ضعيف عند أهل العلم بالحديث ، و عمرو بن دينار منقطع ، و المحفوظ عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر موقوفا . قال البخاري : هذا أصح . قلت : و الحديث مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم : " العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه " متفق عليه ، فإنه بعمومه يفيد المنع من الرجوع فيها ، و لا يجوز تخصيصه بهذا الحديث لضعفه . (1/440) 364 - " من صلى فى مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار ، و نجاة من العذاب ، و برئ من النفاق " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 540 ) : منكر . أخرجه أحمد ( 3 / 155 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 32 / 2 / 5576 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال عن نبيط بن عمر عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال الطبراني : لم يروه عن أنس إلا نبيط تفرد به ابن أبي الرجال . قلت : و هذا سند ضعيف ، نبيط هذا لا يعرف في هذا الحديث ، و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 483 ) على قاعدته في توثيق المجهولين ، و هو عمدة الهيثمي في قوله في " المجمع " ( 4 / 8 ) : رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات . و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 136 ) : رواه أحمد و رواته رواة الصحيح ، و الطبراني في " الأوسط " . فوهم واضح لأن نبيطا هذا ليس من رواة الصحيح ، بل و لا روى له أحد من بقية الستة ! و مما يضعف هذا الحديث أنه ورد من طريقين يقوى أحدهما الآخر عن أنس مرفوعا و موقوفا بلفظ : " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبير الأولى كتبت له براءتان ، براءة من النار ، و براءة من النفاق " . أخرجه الترمذي ( 1 / 7 ـ طبع أحمد شاكر ) ثم وجدت له طريقا ثالثا عنه مرفوعا أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 36 ) و له شاهد من حديث عمر بن الخطاب مرفوعا . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 266 ) بسند ضعيف و منقطع ، ثم استوعبت طرقه و بينت ما لها و ما عليها في الصحيحة برقم ( 2 / 652 ) و هذا اللفظ يغاير لفظ حديث الترجمة كل المغايرة ، و هو أقوى منه فتأكد ضعفه و نكارته فمن قواه من المعاصرين فقد جانبه الصواب و لربما الإنصاف أيضا . (1/441) 365 - " جهزوا صاحبكم فإن الفرق فلذ كبده " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 541 ) : ضعيف . أخرجه الحاكم ( 3 / 494 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 1 / 187 / 2 ) من طريق ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن إسحاق بن حمزة البخاري حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن المبارك أنا محمد بن مطرف عن أبي حازم أظنه عن سهل بن سعد . أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه في البيت فلما دخل عليه اعتنقه الفتى و خر ميتا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و تعقبه الذهبي في " تلخيصه " بقوله : هذا البخاري و أبوه لا يدرى من هما ، و الخبر شبه موضوع . و أقره الحافظ في ترجمة إسحاق بن حمزة من " اللسان " إلا فيما قال في إسحاق ، فتعقبه بقوله : بل إسحاق ذكره ابن حبان في " الثقات " ... و ذكره الخليل في " الإرشاد " و قال : رضيه محمد بن إسماعيل البخاري و أثنى عليه ، لكنه لم يخرجه في تصانيفه . (1/442) 366 - " جهنم تحيط بالدنيا ، و الجنة من ورائها ، فلذلك صار الصراط على جهنم طريقا إلى الجنة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 542 ) : منكر جدا . أخرجه ابن مخلد العطار في " المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 84 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 93 ) و من طريقه الديلمي في مسنده ( 2 / 79 ) عن محمد بن حمزة بن زياد الطوسي ، حدثنا أبي قال : حدثنا قيس بن الربيع عن عبيد المكتب ، عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا . و من طريق العطار أخرجه الخطيب ( 2 / 291 ) و عنه الذهبي في ترجمة محمد بن حمزة ابن زياد ثم قال : " هذا منكر جدا ، محمد واه ، و حمزة تركه أحمد ، و قال ابن معين : ليس به بأس . قال مهنا : سألت أحمد عن حمزة الطوسي ؟ فقال : لا يكتب عن الخبيث ، و قال في ترجمة محمد بن حمزة : قال ابن منده : حدث بمناكير : قلت : روى عن أبيه ، و أبوه فغير عمدة . و الحديث عزاه السيوطي لـ " مسند الفردوس " أيضا ، و رواه أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت في حديثه عن ابن عبد العزيز الهاشمي ( 76 / 1 ) عن محمد الطوسي به . ( تنبيه ) زاد المناوي في إعلال الحديث فقال : و فيه محمد مخلد قال الذهبي : قال ابن عدي : حدث بالأباطيل ، قلت : و هذا هو الرعيني الحمصي و هو غير العطار صاحب هذا الحديث و هو ثقة مترجم في تاريخ بغداد ( 3 / 310 ) فوجب التنبيه . (1/443) 367 - " خيار أمتي علماؤها ، و خيار علمائها رحماؤها ، ألا و إن الله يغفر للعالم أربعين ذنبا ، قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا ، ألا و إن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة و إن نوره قد أضاء يمشي فيه بين المشرق و المغرب كما يضيء الكوكب الدري " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 543 ) : باطل . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 188 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 1 / 237 ـ 238 ) و في " الموضح " ( 2 / 62 ) و ابن عساكر في " ذم من لا يعمل بعلمه " ( 58 / 2 ) و في " التاريخ " ( 16 / 28 / 2 ) من طريق محمد بن إسحاق السلمي ، حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال أبو نعيم : غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه . و قال الخطيب : محمد بن إسحاق السلمي أحد الغرباء المجهولين حدث عن عبد الله ابن المبارك حديثا منكرا ، ثم ساق له هذا الحديث ، و قال الذهبي في " الميزان " : فيه جهالة ، و أتى بخبر باطل ، ثم ذكر هذا ، و أقره الحافظ في " اللسان " و السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 235 ) و قال : و أخرجه ابن الجوزي في " الواهيات " و قد أنكره الخطيب ، و كأنه لم يتهم فيه إلا السلمي ، ثم قال : " و له طريق آخر عن ابن عمر أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 104 / 1 ) : أنبأنا محمد بن إسماعيل الفرغاني حدثنا أحمد بن خالد القرشي حدثنا نوح بن حبيب حدثنا ابن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر بمثله سواء ، و قال في " الميزان " أحمد بن خالد لا يعرف ، و الخبر باطل . قلت : و أقره الحافظ في " اللسان " و قد رواه فيه من طريق القضاعي ، فقد اتفق هؤلاء الحفاظ الثلاثة الذهبي و العسقلاني و السيوطي على بطلان هذا الحديث من الوجهين ، فأعجب للسيوطى كيف يخالفهم و يناقض نفسه فيورد الحديث في " الجامع الصغير " من الطريقين المذكورين مع اعترافه ببطلانهما و قد ذكر المناوي نحو هذا في " الفيض " و أما في " التيسير " فاقتصر على تضعيف إسناده . (1/444) 368 - " حامل القرآن حامل راية الإسلام ، من أكرمه فقد أكرم الله ، و من أهانه فعليه لعنة الله " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 544 ) : موضوع . أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 88 ) بسنده إلى محمد بن يونس الكديمي بإسناده إلى أبي أمامة الباهلي مرفوعا و ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 23 رقم 116 ) و قال عقبه : الكديمي متهم . قلت : و مع هذا فقد ذكره في " الجامع الصغير " بهذه الرواية فتعقبه المناوي في " شرحيه " بأن الكديمي وضاع . (1/445) 369 - " قليل العمل ينفع مع العلم ، و كثير العمل لا ينفع مع الجهل " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 545 ) : موضوع . أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " ( 1 / 45 ) من طريق محمد بن روح بن عمران القتيرى في الأصل : القشيري و هو تصحيف عن مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : العلم بالله عز وجل ، قال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : العلم بالله ، قال : يا رسول الله أسألك عن العمل و تخبرني عن العلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . و هذا إسناد موضوع محمد بن روح القتيرى ضعيف ، و مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي قال فيه أبو حاتم : لين الحديث ، ضعيف الحديث ، و قال ابن عدي : عامة حديثه غير محفوظ ، ثم ساق له أحاديث واهية ، و عباد بن عبد الصمد قال في " الميزان " : وهاه ابن حبان و قال : حدثنا ابن قتيبة حدثنا غالب بن وزير الغزي حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي حدثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بنسخة كلها موضوعة . و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 41 ) من رواية الديلمي بسنده عن محمد بن روح به ، ثم أعله بقول ابن حبان الذي ذكرته آنفا ، و بقوله : و قال البخاري : عباد بن عبد الصمد منكر الحديث ، و قال في " المغني " مؤمل بن عبد الرحمن ، ضعفه أبو حاتم . قلت : و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا ، فكيف يتفق هذا مع حكمه هو نفسه عليه بالوضع ؟ ! و لا ينافيه قول العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 7 ) إن سنده ضعيف ، لما سبق بيانه مرارا من أن الحديث الموضوع من أقسام الحديث الضعيف . (1/446) 370 - " قوام المرء عقله ، و لا دين لمن لا عقل له " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 546 ) : موضوع . ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 6 ) فقال : قال الحارث : حدثنا داود حدثنا نصر بن طريف عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا . قلت : أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 3 / 796 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( ج 10 ق 109 / 2 ) و الرافعي في " أخبار قزوين " ( 4 / 90 ) عن الحارث به ، و سكت السيوطي على هذا السند لوضوح علته ، و ذلك لأن داود هذا هو ابن المحبر صاحب كتاب " العقل " قال الذهبي : و ليته لم يصنفه ، و روى عبد الغني بن سعيد عن الدارقطني قال : كتاب " العقل " وضعه ميسرة بن عبد ربه ، ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة ، ثم قال السيوطي : أخرجه البيهقي من طريق حامد بن آدم عن أبي غانم عن أبي الزبير به و قال : تفرد به حامد و كان متهما بالكذب . قلت : و مع هذا أورده في " الجامع الصغير " برواية البيهقي دون أن يذكر ما أعله به ! و قد تعقبه المناوي بقوله : فكان على المصنف حذفه ، و ليته إذ ذكره لم يحذف من كلام مخرجه علته ! و الحديث عند البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 23 / 2 ) و قد ذكره السيوطي في موضع آخر من " الجامع " بلفظ : " دين المرء عقله ، و من لا عقل له لا دين له " ، و قال : رواه أبو الشيخ في " الثواب " ، و ابن النجار عن جابر . و لم يتكلم الشارح عليه بشيء ، غير أنه قال : و رواه عنه الديلمي أيضا . و الظاهر أن الطريق واحد ، والله أعلم . و قد تقدم الحديث بنحوه ، و هو الحديث الأول ، ثم تبين أنه من رواية عمير بن عمران الحنفي عن ابن جريج به و سوف يأتي تخريجه برقم ( 3603 ) . (1/447) 371 - " ستفتح عليكم الآفاق ، و ستفتح عليكم مدينة يقال لها : قزوين ، من رابط فيها أربعين يوما أو أربعين ليلة ، كان له فى الجنة عمود من ذهب عليه زبرجدة خضراء ، عليها قبة من ياقوتة حمراء ، لها سبعون ألف مصراع من ذهب ، على كل مصراع زوجة من الحور العين " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 548 ) : موضوع . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 179 ) و الرافعي في " أخبار قزوين " ( 1 / 6 ـ 7 ) و المزي في " تهذيب الكمال " ( 8 / 448 ـ مطبوع ) من طريق داود بن المحبر ، أنبأنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس مرفوعا . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 55 ) من هذا الوجه و قال : موضوع : داود وضاع و هو المتهم به ، و الربيع ضعيف ، و يزيد متروك . و قال المزي في " التهذيب " و هو حديث منكر لا يعرف إلا من رواية داود و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 463 ) : قلت : و في ترجمته ساق الذهبي له هذا الحديث ، ثم قال : فلقد شان ابن ماجه " سننه " بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها . قلت : و من هذا تعلم قيمة قول الرافعي عقب هذا الحديث مشهور ، رواه عن داود جماعة ، و أودعه الإمام ابن ماجه في " سننه " ، و الحفاظ يقرنون كتابه بـ " الصحيحين " ، و " سنن أبي داود " ... ! (1/448) 372 - " ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 549 ) : ضعيف . رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 105 / 1 ) : حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن المطعم بن المقدام مرفوعا . و أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 220 - 221 ) عن موسى بن أبي موسى : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن عيسى بن يونس به ، و رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في جزء " مسائل أبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة شيوخه " ( رقم 28 ) قال : و سمعت مليح بن وكيع يقول : سمعت الوليد بن مسلم يقول : سمعت الأوزاعي يقول : حدثني الثقة المطعم بن المقدام به . و من طريقه رواه ابن عساكر في " تاريخه " ( 16 / 297 / 2 ) . قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله كلهم ثقات ، لكنه مرسل لأن المطعم هذا تابعي . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن أبي شيبة عن المطعم ابن المقدام . فتعقبه المناوي بأن فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة أورده الذهبي في " الضعفاء " . قلت : و هذا تعقب عجيب ، فإن محمد بن عثمان لا تعلق له بالرواية التي عزاها السيوطي لابن أبي شيبة ، فإن هذا هو مؤلف كتاب " المصنف " المشهور به ، و هو أعلى طبقة من ابن أخيه محمد بن عثمان ، و ابن أبي شيبة عند الإطلاق ، إنما يراد به أبو بكر هذا صاحب " المصنف " و اسمه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة : إبراهيم بن عثمان الواسطي و يراد به تارة أخوه عثمان بن محمد ، و لا يراد إطلاقا ابنه محمد بن عثمان ، فإن كان المناوي تبادر إليه أنه المراد بـ ابن أبي شيبة عند السيوطي فهو عجيب ، و إن كان يريد أنه في إسناد ابن أبي شيبة صاحب " المصنف " فهو أعجب ، لما علمت أنه متأخر عنه . نعم قد رواه محمد بن عثمان أيضا كما سبق ، لكن ليس هو المراد عند السيوطي . و الحديث عزاه النووي في " الأذكار " ( ص 276 ) للطبراني من حديث المقطم بن المقدام الصحابي ، كذا قال ، و إنما هو المطعم ، و ليس بصحابي كما تقدم ، فلعل الخطأ من بعض النساخ . ثم تبين لي أن الخطأ من النووي نفسه ، فقد ذكر الحافظ ابن حجر أنه رآه كذلك بخط النووي ، قال : و هو سهو نشأ عن تصحيف ، إنما هو المطعم بسكون الطاء و كسر العين ، و قوله " الصحابي " إنما هو الصنعاني بصاد ثم نون ساكنة ثم عين مهملة و بعد الألف نون نسبة إلى صنعاء دمشق ، و كان في عصر صغار الصحابة ، و لم يثبت له سماع من صحابي ، بل أرسل عن بعضهم ، و جل روايته عن التابعين كمجاهد و الحسن ، و سنده معضل ، أو مرسل إن ثبت له سماع من صحابي . نقلته ملخصا من " شرح الأذكار " لابن علان ( 5 / 105 ) و أفاد أنه ليس في " كبير الطبراني " و إنما في كتاب " مناسك الحج " له و قد روى الحديث عن أنس نحوه أتم منه بلفظ " أربع ركعات يقرأ فيهن بفاتحة الكتاب و *( قل هو الله أحد )* ثم يقول اللهم إني أتقرب إليك ... " إلخ و هو مسلسل بالعلل كما سيأتي بيانه أن شاء الله برقم ( 5840 ) . ثم إن النووى رحمه الله استدل بالحديث على أنه يستحب للمسافر عند الخروج أن يصلي ركعتين ، و فيه نظر بين ، لأن الاستحباب حكم شرعي لا يجوز الاستدلال عليه بحديث ضعيف ، لأنه لا يفيد إلا الظن المرجوح ، و لا يثبت به شيء من الأحكام الشرعية كما لا يخفي ، و لم ترد هذه الصلاة عنه صلى الله عليه وسلم فلا تشرع ، بخلاف الصلاة عند الرجوع فإنها سنة ، و أغرب من هذا جزمه أعني النووي رحمه الله بأنه يستحب أن يقرأ سورة *( لإيلاف قريش )* فقد قال الإمام السيد الجليل أبو الحسن القزويني الفقيه الشافعي صاحب الكرامات الظاهرة و الأحوال الباهرة و المعارف المتظاهرة : إنه أمان من كل سوء . قلت : و هذا تشريع في الدين دون أي دليل إلا مجرد الدعوى ! فمن أين له أن ذلك أمان من كل سوء ؟ ! لقد كان مثل هذه الآراء التي لم ترد في الكتاب و لا في السنة من أسباب تبديل الشريعة و تغييرها من حيث لا يشعرون ، لولا أن الله تعهد بحفظها و رضي الله عن حذيفة بن اليمان إذ قال : " كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها " . و قال ابن مسعود رضي الله عنه : " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم ، عليكم بالأمر العتيق " . ثم وقفت على حديث يمكن أن يستحب به صلاة ركعتين عند النصر و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1323 ) فراجعه و ثمة حديث آخر سيأتي برقم ( 6235 و 6236 ) . (1/449) 373 - " لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، و لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 552 ) : ضعيف . أخرجه أحمد ( 5 / 422 ) و الحاكم ( 4 / 515 ) من طريق عبد الملك بن عمرو العقدي عن كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح قال : أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر ، فقال : أتدري ما تصنع ؟ ! فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب ، فقال : نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم آت الحجر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره ، و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي ! و هو من أوهامهما فقد قال الذهبي نفسه في ترجمة داود هذا : حجازي لا يعرف . و وافقه الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " فأنى له الصحة ؟ ! و ذهل عن هذه العلة الحافظ الهيثمي فقال في " المجمع " ( 5 / 245 ) : رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه كثير بن زيد وثقه أحمد و غيره ، و ضعفه النسائي و غيره . قلت : ثم تبين بعد أن تيسر الرجوع إلى معجمي الطبراني أنه ليس في سنده داود هذا ، فأعله الهيثمي بكثير ، فقد أخرجه في " الكبير " ( 4 / 189 / 3999 ) ، و " الأوسط " ( 1 / 18 / 1 / 282 ) بإسناد واحد ، فقال : حدثنا أحمد بن رشدين المصري : حدثنا سفيان بن بشير و في " الأوسط " : بشر ، و زاد : الكوفي : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله قال : قال أبو أيوب لمروان بن الحكم ، فذكر الحديث مرفوعا ، و قال : لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به حاتم ! كذا قال ، و قد فاتته متابعة العقدي المتقدمة . و حاتم بن إسماعيل من رجال الشيخين ، لكن قال الحافظ : صحيح الكتاب ، صدوق يهم . قلت : فمن المحتمل أن يكون وهم في ذكره المطلب بن عبد الله مكان داود بن أبي صالح ، و لكن السند إليه غير صحيح ، فيمكن أن يكون الوهم من غيره ، لأن سفيان بن بشير أو بشر ، لم أعرفه ، و ليس هو الأنصاري المترجم في " ثقات ابن حبان " ( 6 / 403 ) و غيره ، فإنه تابع تابعي ، فهو متقدم على هذا ، من طبقة شيخ شيخه ( كثير بن زيد ) ! و لعل الآفة من أحمد بن رشدين شيخ الطبراني ، فإنه متهم بالكذب ، كما تقدم بيانه تحت الحديث ( 47 ) ، فكان على الهيثمي أن يبين الفرق و الخلاف بين إسناد أحمد و الطبراني من جهة ، و علة كل منهما من جهة أخرى ، و المعصوم من عصمه الله تعالى . و لقد كان الواجب على المعلق على " المعجم الأوسط " الدكتور الطحان أن يتولى بيان ذلك ، و لكن ..... و أما قول المناوي : و داود بن أبي صالح قال ابن حبان : يروي الموضوعات . فمن أوهامه أيضا ، فإنه رجل آخر متأخر عن هذا يروي عن نافع ، و سيأتي له حديث إن شاء الله تعالى قريبا برقم ( 375 ) ، و قد شاع عند المتأخرين الاستدلال بهذا الحديث على جواز التمسح بالقبر لوضع أبي أيوب وجهه على القبر ، و هذا مع أنه ليس صريحا في الدلالة على أن تمسحه كان للتبرك - كما يفعل الجهال - فالسند إليه بذلك ضعيف كما علمت فلا حجة فيه ، و قد أنكر المحققون من العلماء كالنووى و غيره ، التمسح بالقبور و قالوا : إنه من عمل النصارى و قد ذكرت بعض النقول في ذلك في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " و هي الرسالة الخامسة من رسائل كتابنا " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء الراشدين و الصحابة " و هي مطبوعة و الحمد لله فانظر ( ص 108 ) منه . (1/450) 374 - " نهى أن يمشي الرجل بين البعيرين يقودهما " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 554 ) : ضعيف . أخرجه الحاكم ( 4 / 280 ) من طريق محمد بن ثابت البناني عن أبيه عن أنس مرفوعا ، و قال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله . محمد ضعفه النسائي . قلت : و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " : ضعيف . (1/451) 375 - " نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 554 ) : موضوع . أخرجه أبو داود ( 2 / 352 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 126 ) الحاكم ( 4 / 280 ) و الخلال في " الأمر بالمعروف " ( 22 / 2 ) و ابن عدي ( 3 / 955 ) من طريق داود بن أبي صالح عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح الإسناد و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : داود بن أبي صالح قال ابن حبان : يروي الموضوعات . قلت : و كذا قال في " الميزان " ثم ذكر عقبه هذا الحديث ، و قال المنذري في " مختصر السنن " ( 8 / 118 ) . و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمدها ، و ذكر له هذا الحديث . و قال أبو زرعة : لا أعرفه إلا بهذا الحديث و هو منكر . قلت : و ذكر له البخاري في " التاريخ الصغير " ( 187 ) هذا الحديث و قال : لا يتابع في حديثه ، و كذا قال العقيلي و زاد : و لا يعرف إلا به و تبعه عبد الحق في " الأحكام " ( 205 / 1 ) قال : و له فيه لفظ آخر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا استقبلك المرأتان فلا تمر بينهما خذ يمنة أو يسرة " ، ذكره أبو أحمد بن عدي . قلت : أخرجه من طريق يوسف بن الغرق عن داود به و يوسف كذاب كما تقدم بيانه تحت رقم ( 193 ) . (1/452) 376 - " الأقربون أولى بالمعروف " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 555 ) : لا أصل له بهذا اللفظ . كما أشار إليه السخاوي في " المقاصد " ( ص 34 ) ، و بعضهم يتوهم أنه آية ! و إنما في القرآن قوله تعالى *( قل ما أنفقتم من خير فللوالدين و الأقربين )* . (1/453) 377 - " آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له : جهينة ، فيسأله أهل الجنة : هل بقي أحد يعذب ؟ فيقول : لا ، فيقولون : عند جهينة الخبر اليقين " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 556 ) : موضوع . رواه محمد بن المظفر في " غرائب مالك " ( 76 / 2 ) و الدارقطني في " الغرائب " من طريق جامع بن سوادة حدثنا زهير بن عباد : حدثنا أحمد بن الحسين اللهبي حدثنا عبد الملك بن الحكم حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه ، قال الدارقطني : هذا الحديث باطل ، و جامع ضعيف و كذا عبد الملك . قلت : كذا ذكره السيوطي في " ذيل الموضوعات " من طريق الدارقطني ، و تبعه ابن عراق ( 399 / 2 ) و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا ! من رواية الخطيب في " رواة مالك " عن ابن عمر ، و لا فائدة من المغايرة في التخريج لأن طريق الخطيب هي طريق الدارقطني كما بينه الشارح المناوي . و من الغرائب أن العجلوني أورد هذا الحديث في " كشف الخفاء " ( 1 / 15 ) ثم لم يبد حاله ! (1/454) 378 - " اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا و مصابيح الآخرة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 556 ) : موضوع . أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 39 ) من طريق القاسم بن إبراهيم الملطي حدثنا لوين المصيصي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا و ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي مع أنه أورده أيضا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 39 ) عن الديلمي و ذكر أن القاسم بن إبراهيم الملطي ، قال الدارقطني : كذاب ، و قال الخطيب : روى عن لوين عن مالك عجائب من الأباطيل . (1/455) 379 - " إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله تعالى فلا بورك لي فى طلوع شمس ذلك اليوم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 557 ) : موضوع . أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 24 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 161 / 2 ) و أبو الحسن بن الصلت في " حديثه عن ابن عبد العزيز الهاشمي " ( 1 / 2 ) ، و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 188 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 6 / 100 ) ، و ابن عبد البر ( 1 / 61 ) ، و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 115 / 1 / 6780 ) من طرق عن الحكم بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا ، و قال أبو نعيم : غريب من حديث الزهري تفرد به الحكم . قلت : و هو الحكم بن عبد الله بن خطاف ، و قيل : ابن سعد أبو سلمة الحمصي و هو كذاب كما قال أبو حاتم ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 233 ) من طريق الخطيب ثم قال : قال الصوري : منكر لا أصل له لا يرويه عن الزهري غير الحكم . ، و الحكم قال أبو حاتم كذاب و قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات ، قال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 209 ) : قلت : قال الدارقطني : كان يضع الحديث ، روى عن الزهري عن ابن المسيب نحو خمسين حديثا لا أصل لها ، ثم قال السيوطي : و أخرجه أبو علي الحسين بن محمد بن حسين المقري في " جزئه " ، حدثنا أحمد بن عمير ، أنبأنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ، حدثنا النفيلي ، حدثنا بقية بن الوليد عن أبي سلمة الحمصي عن الزهري به ، و قال ابن عمير : ليس أبو سلمة هذا ، سليمان بن سلم ، هذا رجل آخر . قلت : صدق ابن عمير و كان من تمام الفائدة أن يبين هو أو السيوطي من هو . و لكنهما لم يفعلا ، و قد تبين لي أنه الحكم بن عبد الله نفسه فإنه يكنى أبا سلمة ، و قد ذكره بقية بكنيته دون اسمه يدلسه ، و هذا مما اشتهر به بقية ، عافانا الله تعالى من كل آفة و بلية و يؤكد ذلك أن بقية قد صرح باسمه في رواية الطبراني و غيره . و مع إقرار السيوطي ابن الجوزي على وضع هذا الحديث و تأييده لوضعه ، فقد أورده أيضا في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني ، و ابن عدي ، و أبي نعيم في " الحلية " عن عائشة ! و لا يفيده رواية ابن عدي أيضا إياه فإن في سنده أيضا متهما ، و هو بلفظ : (1/456) 380 - " إذا أتى علي يوم لم أزدد فيه خيرا فلا بورك لي فيه " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 558 ) : موضوع . رواه ابن عدي و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 335 ) من طريق سليمان بن بشار عن سفيان عن الزهري عن سعيد عن عائشة مرفوعا . و هذا سند موضوع ، قال الذهبي : سليمان بن بشار متهم بوضع الحديث ، قال ابن حبان : يضع على الأثبات ما لا يحصى . و وهاه ابن عدي ثم سرد له من الواهيات عدة أحاديث هذا منها . قلت : ثم رجعت إلى ابن عدي في " كامله " فرأيته ذكر الحديث في ترجمة ابن بشار هذا ( 161 / 2 ) معلقا عنه عن ابن عيينة عن بقية عن الحكم بن عبد الله الأيلي عن الزهري به ، مثل لفظ الحديث الذي قبله ، فتبين أن بين سفيان و الزهري بقية و الحكم ، و هو كذاب ، و هو الذي في سند الحديث الذي قبله ، فمدار الحديثين على هذا الكذاب غير أن في طريق هذا كذابا آخر ! على أنه قد قيل : إن الحكم بن عبد الله الأيلي هو غير الحكم بن عبد الله الحمصي ، و رجحه الحافظ ، فإن ثبت ذلك فالطريق مختلفة ، لكن النتيجة واحدة فإن الأيلي هذا كذاب أيضا ! فراجع " اللسان " . (1/457) 381 - " ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا فى طلب العلم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 559 ) : موضوع . أخرجه ابن عدي ( 84 / 2 ) و السلفي في " المنتخب " من أصول السراج اللغوي ( 1 / 97 / 2 ) عن الحسن بن واصل ، عن الخصيب بن جحدر ، عن النعمان بن نعيم ، عن معاذ ابن جبل ، و قال ابن عدي : مداره على الخصيب بن جحدر . قلت : قال البخاري في " التاريخ الصغير " ( 197 ) : كذاب ، استعدى عليه شعبة في الحديث ، و قال النسائي في " الضعفاء " ( 11 ) : ليس بثقة قلت : و مثله الراوي عنه الحسن بن واصل ، و يقال : الحسن بن دينار فقد كذبه أحمد و يحيى و أبو حاتم و غيرهم ، و في ترجمته ساق الذهبي هذا الحديث كما أوردته عن ابن عدي ، و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 219 ) من طريقه فأدخل بين النعمان بن نعيم ، و معاذ ، عبد الرحمن بن غنم ، و هو عند السلفي بإثبات ابن غنم و إسقاط ابن نعيم ، و الله أعلم . ثم قال ابن الجوزي : مداره على الخصيب و قد كذبه شعبة ، و القطان ، و ابن معين ، و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات " . و أقره السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " ( 1 / 197 ) ، ثم تناقض فأورده في " الجامع الصغير " لكن من رواية البيهقي في " الشعب " عن معاذ ، و لا يخفى أن هذه المغايرة في التخريج لا فائدة منها ما دام أن الحديث يدور على هذا الكذاب الخصيب ! فقد قال المناوي في " شرح الجامع " : و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سلمه ، و الأمر بخلافه ، بل عقبه ببيان علته فقال : هذا الحديث إنما يروي بإسناد ضعيف ، و الحسن بن دينار ضعيف بمرة ، و كذا خصيب هذا لفظه بحروفه ، فحذف المصنف له من كلامه غير صواب . قلت : و لعل السيوطي اغتر بإيراد البيهقي له في " الشعب " بناء على ما نقله هو غير مرة عنه ، أنه لا يورد في " الشعب " ما كان موضوعا ، فاعلم أن هذا ليس صحيحا على إطلاقه ، أو هو رأى البيهقي وحده في كتابه ، و إلا فكم فيه من موضوعات سبق بعضها و يأتي الكثير منها ، و في حفظي أن السيوطي قد وافق على وضع بعضها ، فهذا كله يدلنا على أن السيوطي يغلب عليه التقليد في كثير من الأحيان ، و هذا هو السبب في وقوع الأحاديث الموضوعة في كتابه " الجامع الصغير " الذي نص في مقدمته أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع ! هذا و للحديث طريق آخر من حديث أبي أمامة ، رواه ابن عدي ( 240 / 2 ) عن فهر بن بشر ، حدثنا عمر بن موسى عن القاسم عنه مرفوعا به ، و قال : عمر بن موسى الوجيهي في عداد من يضع الحديث متنا و إسنادا . قلت : و فهر بن بشر لا يعرف كما قال ابن القطان ، و أقره الحافظ في " اللسان " . و له طريق ثالث بنحو هذا اللفظ أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " أيضا ، و هو : (1/458) 382 - " لا حسد و لا ملق إلا فى طلب العلم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 561 ) : موضوع . رواه ابن عدي ( 365 / 1 ) و الخطيب ( 13 / 275 ) و في العاشر من " الجامع " ( 20 / 2 من المنتقى منه ) من طريق عمرو بن الحصين الكلابي ، عن ابن علاثة ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعا . و قال ابن عدي : هذا منكر لا أعلم يرويه عن الأوزاعي غير ابن علاثة . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 219 ) من رواية ابن عدي ثم قال : ابن علاثة محمد بن عبد الله بن علاثة لا يحتج به ، قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 197 / 198 ) بما خلاصته أن ابن علاثة وثقه ابن معين و غيره ، و أن آفة الحديث من عمرو بن الحصين فإنه كذاب كما قال الخطيب قلت : و هذا تعقب شكلي لا يعود على هذا الحديث بالتقوية ما دام أنه لم ينج من هذا الكذاب ، لكن السيوطي ذكر له شاهدا لم يتكلم على إسناده و فيه من لا يعرف ، و هو : (1/459) 383 - " من غض صوته عند العلماء كان يوم القيامة مع الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى من أصحابي ، و لا خير فى التملق و التواضع إلا ما كان فى الله ، أو فى طلب العلم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 562 ) : موضوع . أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق ابن السني ، حدثنا الحسين بن عبد الله القطان ، عن عامر بن سيار ، عن ابن الصباح ، عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه مرفوعا . نقلته من " اللآليء " ( 1 / 198 ) و سكت عنه . قلت : و هذا إسناد ظلمات بعضها فوق بعض لم أعرف منه أحد من بعد القطان غير عامر بن سيار ، قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 322 ) عن أبيه : مجهول و أما ابن حبان فذكره على قاعدته في " الثقات " ( 8 / 502 ) كما ذكر فيه ( 5 / 125 ) عبد العزيز بن سعيد شيخه في هذا الحديث و هذا من أوضح الأدلة على فساد قاعدته في التوثيق . ثم بدا لي أن ابن الصباح هو المثنى اليماني ، فإن يكن هو كما يغلب على الظن فهو ضعيف اختلط بآخره ، كما في " التقريب " و انظر الحديثين اللذين قبله . ثم تبين أن قوله في " اللآليء " : ابن الصباح خطأ و لعله مطبعي و الصواب أبو الصباح كما يؤخذ من مراجع كثيرة أهمها " كامل ابن عدي " فقد ساق في ترجمة أبي الصباح ( 5 / 1966 ) من طريق الحسين القطان المذكور و هو شيخ ابن عدي عن عامر بن سيار حدثنا أبو الصباح يعني عبد الغفور بن عبد العزيز أبو الصباح الواسطي عن عبد العزيز بن سعيد به حديثا آخر و قال عقبه : و بهذا الإسناد اثنان و عشرون حديثا حدثناه بها الحسين هذا ، ثم ختم ترجمته بقوله : و عبد الغفور هذا الضعف على حديثه بين ، و هو منكر الحديث . قلت : فهو آفة حديث الترجمة ، و بخاصة أن البخاري قال في " التاريخ الكبير " ( 3 / 2 / 127 ) : تركوه ، منكر الحديث . و في معناه قوله في " التاريخ الصغير " ( ص 194 ) : سكتوا عنه . (1/460) 384 - " لا يترك الله أحد يوم الجمعة إلا غفر له " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 563 ) : موضوع . أخرجه أبو القاسم الشهرزوري في " الأمالي " ( 180 / 1 ) و الخطيب ( 5 / 180 ) من طريق أحمد بن نصر بن حماد بن عجلان ، حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا ، ذكره الخطيب في ترجمة أحمد هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : أتى بخبر منكر جدا ، ثم ساق له هذا كأنه يتهمه به ، و وافقه الحافظ في " اللسان " و في ذلك عندي نظر ، لأن أباه نصر بن حماد ، قال ابن معين : كذاب فالحمل عليه فيه أولى . و مع هذا و ذاك فالحديث في " الجامع " و للحديث طريق أخرى عن أنس نحوه و هو موضوع أيضا كما سبق بيانه برقم ( 297 ) . (1/461) 385 - " لا يحرم الحرام الحلال " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 564 ) : ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 226 ) و الدارقطني ( 142 ) و البيهقي ( 7 / 168 ) و الخطيب ( 7 / 182 ) من طريق عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل عبد الله بن عمر ، و هو العمري المكبر و هو ضعيف . و قد روى هذا الحديث بسند آخر مع زيادة في متنه يأتي بعد حديث . (1/462) 386 - " يقول الله تعالى للدنيا : يا دنيا مري على أوليائي ، و لا تحلولي لهم فتفتنيهم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 564 ) : موضوع . أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية " ( ص 8 - 9 ) و عنه الديلمي ( 4 / 218 ) قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي ، قال : أخبرنا الحسين بن داود البلخي . قال : أخبرنا فضيل بن عياض قال : أخبرنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، أبو جعفر الرازي هذا قال الذهبي : لا أعرفه لكن أتى بخبر باطل هو آفته ، قلت : ثم ساق خبرا موقوفا على علي ، و الحسين بن داود البلخي قال الخطيب في ترجمته من " التاريخ " ( 8 / 44 ) : لم يكن ثقة فإنه روى نسخه عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أكثرها موضوع . ثم ساق له حديثا آخر بهذا السند ثم قال : تفرد بروايته الحسين عن الفضيل و هو موضوع و رجاله كلهم ثقات سوى الحسين بن داود ، و من طريقه روى هذا الحديث القضاعي في " مسند الشهاب " ( 117 / 2 ) . (1/463) 387 - " ما اجتمع الحلال و الحرام إلا غلب الحرام " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 565 ) : لا أصل له . قاله الحافظ العراقي في " تخريج المنهاج " و نقله المناوي في " فيض القدير " و أقره ، و قد استدل بهذا الحديث على تحريم نكاح الرجل ابنته من الزنى ، و هو قول الحنفية و هو و إن كان الراجح من حيث النظر ، لكن لا يجوز الاستدلال عليه بمثل هذا الحديث الباطل ، و قد قابلهم المخالفون بحديث آخر و هو : (1/464) 388 - " لا يحرم الحرام ، إنما يحرم ما كان بنكاح حلال " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 565 ) : باطل . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 173 / 2 من زوائد المعجمين ) و ابن عدي في " الكامل " ( 287 / 2 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 99 ) و الدارقطني ( ص 402 ) و البيهقي ( 7 / 269 ) من طريق المغيرة بن إسماعيل بن أيوب بن سلمة عن عثمان بن عبد الرحمن الزهري عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يتبع المرأة حراما ، أينكح ابنتها ، أو يتبع الابنة حراما ، أينكح أمها ؟ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره ، قال البيهقي : تفرد به عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي هذا و هو ضعيف ، قاله يحيى بن معين و غيره من أئمة الحديث . قلت : بل هو كذاب ، قال ابن حبان : كان يروي عن الثقات الموضوعات ، و كذبه ابن معين في رواية عنه ، و قال عبد الحق في " الأحكام " ( ق 138 / 2 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 269 ) : و هو متروك ، و كذا قال الحافظ في " التقريب " و زاد : و كذبه ابن معين . قلت : و الراوي عنه المغيرة بن إسماعيل مجهول كما قال الذهبي . و الحديث ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 418 ) من طريق المغيرة بن إسماعيل عن عمر بن محمد الزهري عن ابن شهاب به ثم قال : قال أبي : هذا حديث باطل ، و المغيرة بن إسماعيل و عمر هذا ، هما مجهولان . قلت : كذا وقع في " العلل " : عمر بن محمد الزهري بدل عثمان بن عبد الرحمن الزهري فلا أدري أهكذا وقع في روايته ، أم تحرف على الناسخ و الطابع ، و قد استدل بالحديث الشافعية و غيرهم على أنه يجوز للرجل أن يتزوج ابنته من الزنى و قد علمت أنه ضعيف فلا حجة فيه ، و المسألة اختلف فيها السلف ، و ليس فيها نص مع أحد الفريقين ، و إن كان النظر و الاعتبار يقتضي تحريم ذلك عليه ، و هو مذهب أحمد و غيره و رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية فانظر " الاختيارات " له ( 123 - 124 ) ، و تعليقنا على الصفحة ( 36 - 39 ) من كتابنا " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " . (1/465) 389 - " لو أذن الله لأهل الجنة فى التجارة لاتجروا بالبز و العطر " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 567 ) : ضعيف . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 229 ) و الطبراني في " الصغير " ( ص 145 ) و في " الأوسط " ( 1 / 135 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 365 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية " ( ص 410 ) و أبو عثمان البجيرمي في " الفوائد " ( 2 / 3 / 1 ) و مكي المؤذن في " حديثه " ( 230 / 2 ) و ابن عساكر ( 14 / 337 / 1 ) من طريق عبد الرحمن ابن أيوب السكوني الحمصي : حدثنا عطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال الطبراني : تفرد به ابن أيوب . قلت : قال الذهبي في " الميزان " و أقره الحافظ في " اللسان " : لا يجوز أن يحتج بهذا ، و قال العقيلي عقب الحديث : لا يتابع عليه ، ثم قال : ليس بمحفوظ عن نافع ، و إنما يروي بإسناد مجهول ، ثم ساقه من طريق أخرى مرفوعا نحوه و هو : (1/466) 390 - " لو تبايع أهل الجنة و لن يتبايعوا ما تبايعوا إلا بالبز " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 567 ) : ضعيف جدا . أخرجه العقيلي ( 229 ) و كذا أبو يعلى ( 1 / 104 / 111 ) من طريق إسماعيل بن نوح عن رجل عن أبي بكر الصديق رفعه ، قال العقيلي : و إسناده مجهول ، و هو أولى ، يعني من حديث السكوني الذي قبله و ليس له إسناد يصح . قلت : و إسماعيل بن نوح متروك كما قال الأزدي و تبعه الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 416 ) . (1/467) 391 - " هذه يد لا تمسها النار " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 568 ) : ضعيف . أخرجه الخطيب ( 7 / 432 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي بسنده عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاري ، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له : " ما هذا الذي أكنب <1> يداك ؟ " فقال : يا رسول الله أضرب بالمر و المسحاة في نفقة عيالي ، قال : فقبل النبي صلى الله عليه وسلم يده و قال ... " فذكره . قال الخطيب : هذا الحديث باطل لأن سعد بن معاذ لم يكن حيا في وقت غزوة تبوك ، و كان موته بعد غزوة بني قريظة من السهم الذي رمي به ، و محمد بن تميم الفريابي كذاب يضع الحديث . قلت : جرى الخطيب على أن سعدا هذا هو ابن معاذ سيد الأوس الصحابي المشهور ، و خالفه الحافظ ابن حجر فجزم في " الإصابة " بأنه آخر ، ثم ذكر أن الحديث رواه الخطيب في " المتفق " بإسناد واه ، و أبو موسى في " الذيل " بإسناد مجهول عن الحسن به ، و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 251 ) معتمدا على قول الخطيب السابق ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 154 ) بكلام الحافظ ابن حجر ، و قد ذكرت خلاصته آنفا ، والله أعلم . قال الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الإدارية " ( 2 / 42 ـ 43 ) بعد ما نقل كلام الحافظ : قلت : في هذه القصة عجيبة ، و هي تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم يد صحابي لأجل ضربه الأرض بالفاس . قلت : لكن يقال : أثبت العرش ثم انقش ، فإن القصة غير ثابتة كما علمت . --------------------------------------------- [1] فى الأصل " أكفت " و وضعها بعدها علامة تعجب ، و المثبت من النهاية و لسان العرب مادة " كنب " و قد أورد صاحب النهاية هذا الحديث ، و المعنى صارت غليظة من العمل . اهـ . 1 (1/468) 392 - " إن فى الجنة بابا يقال : له الضحى ، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الذين كانو يديمون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم فادخلوه برحمة الله عز وجل " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 569 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 59 / 1 ـ من " زوائد المعجمين " ) و أبو حفص الصيرفي في " حديثه " ( 263 / 1 ) و كذا ابن لال في " حديثه " ( 116 / 1 ) و نصر المقدسي في " المجلس 121 من الأمالي " ( 2 / 2 ) عن سليمان بن داود اليمامي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الطبراني : لم يروه عن يحيى إلا سليمان . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و علته اليمامي هذا فإنه متروك و من طريقه رواه الحاكم في جزء له في صلاة الضحى كما في " زاد المعاد " ( 1 / 129 - 134 ) . و له علة أخرى و هي عنعنة ابن أبي كثير فإنه كان يدلس . و الحديث ضعفه المنذري في " الترغيب " ( 1 / 237 ) . (1/469) 393 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى ، فمن صلى صلاة الضحى حنت إليه صلاة الضحى كما يحن الفصيل إلى أمه حتى إنها لتستقبله حتى تدخله الجنة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) : موضوع . أخرجه الخطيب ( 14 / 306 - 307 ) من طريق يحيى بن شبيب اليماني ، حدثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك مرفوعا ، ذكره في ترجمة ابن شبيب و قال : روى أحاديث باطلة ، ثم ذكر له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ، و منها : (1/470) 394 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى لا يدخل منه إلا من حافظ على صلاة الضحى " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) : موضوع . رواه الخطيب بإسناد الحديث الذي قبله ، و أخرجهما ابن عساكر مدموجا بينهما في حديث واحد عن أنس كما في " الفتاوى " للسيوطي ( 1 / 58 ) و سكت عليه ! و في فضل صلاة الضحى أحاديث صحيحة تغني عن مثل هذه الأحاديث الباطلة . (1/471) 395 - " إن لله ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم الجمعة يستغفرون لأصحاب العمائم البيض " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) : موضوع . أخرجه الخطيب بإسناد الحديثين السابقين ، و قد عرفت أنه من وضع يحيى بن شبيب اليماني ، و من طريق الخطيب ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 106 ) و قال : يحيى حدث عن حميد و غيره أحاديث باطلة . و أيده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 27 ) فقال : قلت : قال في " الميزان " : هذا مما وضعه على حميد ، و أقره ابن عراق ( 236 / 2 ) . قلت : لكن وجدت له طريقا أخرى رواها أبو علي القشيري الحراني في " تاريخ الرقة " ( ق 38 / 2 ) عن أبي يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا العباس بن كثير أبو مخلد الرقي ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن ميمون بن مهران ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه مرفوعا ، ذكره في ترجمة العباس هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أبو يوسف الصيدلاني لم أجد من ترجمه ، فهو أو شيخه آفة هذه الطريق ، فإن من فوقهما ثقات ، و لا يصح في العمائم شيء غير أنه صلى الله عليه وسلم لبسها ، و تقدم بعض أحاديثها برقم ( 127 ـ 129 ) . (1/472) 396 - " فضل حملة القرآن على الذى لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 571 ) : كذب . أخرجه الديلمي ( 2 / 178 / 1 ـ 2 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي حدثنا حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رفعه ، و ذكره السيوطي في " الذيل " ( ص 32 ) و قال : قال الحافظ ابن حجر في " زهر الفردوس " : هذا كذب . قلت : آفته محمد بن تميم . قلت : ثم غفل السيوطي عن هذا فأورده في " الجامع الصغير " ! و محمد بن تميم هذا قال الخطيب كما تقدم قريبا رقم ( 391 ) : كذاب يضع الحديث . و قال الحاكم : هو كذاب خبيث ، و قال أبو نعيم : كذاب وضاع . (1/473) 397 - " إذا طلع النجم رفعت العاهة عن أهل كل بلد " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 572 ) : ضعيف . أخرجه الإمام محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " ( ص 159 ) : أخبرنا أبو حنيفة قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا ، و من طريق أبي حنيفة أخرجه الثقفي في " الفوائد " ( 3 / 12 / 1 ) و كذا الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 20 ) و في " الأوسط " ( 1 / 140 / 2 ) و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 121 ) و قال : و النجم : هو الثريا . و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا حنيفة رحمه الله على جلالته في الفقه قد ضعفه من جهة حفظه البخاري ، و مسلم ، و النسائي ، و ابن عدي ، و غيرهم من أئمة الحديث ، و لذلك لم يزد الحافظ ابن حجر في " التقريب " على قوله في ترجمته : فقيه مشهور ! ، نعم قد تابعه عسل بن سفيان عن عطاء لكنه ضعيف أيضا و خالفه في لفظه فقال : إذا طلع النجم ذا صباح ، رفعت العاهة ، أخرجه أحمد ( 2 / 341 و 388 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 92 ) و الطبراني في " الأوسط " أيضا ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 347 ) و قال : عسل بن سفيان في حديثه وهم ، قال البخاري : فيه نظر . و لا يخفى وجه الاختلاف بين اللفظين ، فالأول أطلق الطلوع و قيد الرفع بـ عن كل بلد ، و هذا عكسه فإنه قيد الطلوع بـ ذا صباح ، و أطلق الرفع فلم يقيده بالقيد المذكور ، و هذا الاختلاف مع ضعف المختلفين يمنع من تقوية الحديث كما لا يخفى على الماهر بهذا العلم الشريف . (1/474) 398 - " لا تسبوا قريشا ، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما ، اللهم إنك أذقت أولها عذابا أو وبالا ، فأذق آخرها نوالا " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 573 ) : ضعيف جدا . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2 / 199 من " منحة المعبود " ) : حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر بن حميد الكندي أو العبدي عن الجارود عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود مرفوعا ، و من طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 295 ، 9 / 65 ) و عنه الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 60 - 61 ) و ابن عساكر ( 14 / 409 / 2 ) و الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 184 ) . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، النضر بن حميد ، قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 477 / 1 ) : سألت أبي عنه عنه ؟ فقال : متروك الحديث و لم يحدثني بحديثه ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و الجارود لم أعرفه ، و في " كشف الخفاء " ( 2 / 53 ) تبعا لأصله " المقاصد " ( 281 / 675 ) إنه مجهول ، و أما قوله : و الراوي عنه مختلف فيه ، فوهم لأنه متروك بلا خلاف ، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدا . ثم وجدت الحديث في جزء من " الفوائد المنتقاة " لأبي القاسم السمرقندي ( 111 / 1 ) رواه من طريق أخرى عن جعفر بن سليمان قال : أنبأ النضر بن حميد الكندي أبو الجارود عن أبي الأحوص ..... به . فهذا يؤديه ما صوبناه في اسم والد النضر أنه ( حميد ) ، و يرجح ما في " اللسان " من أن ( أبو الجارود ) كنية النضر هذا ، ليس هو شيخه في الحديث . و الله أعلم . ثم رأيته في " مسند الهيثم بن كليب " ( 80 / 2 ) من طريق فهد بن عوف : أخبرنا جعفر بن سليمان : حدثني النضر بن حميد الكندي : حدثني الجارود عن أبي الأحوص به . فهذا يوافق رواية الطيالسي . لكن فهد هذا لا يحتج به ، قال ابن المديني : " كذاب " . و تركه مسلم و الفلاس . و لكنه عند العقيلي ( 435 ) من طريق خالد بن أبي زيد القرني - و هو صدوق ، و هو المزرفي : حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر قال : حدثني أبو الجارود به . قلت : فهذا علة أخرى في الحديث ، و هي الاضطراب في سنده ، و اسم راويه ، و تصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر ، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن حميد في الرواة عنه لا يكفي ، لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة المختلفة ، فإن ثبت أنه هو ، ازداد الحديث وهنا على وهن ، لأنه متهم بالكذب و الوضع . و روي الشطر الأول من الحديث عن عطاء مرسلا بلفظ : " أكرموا قريشا ، فإن ....... " . و سيأتي إن شاء الله تعالى . لكن قوله : اللهم إنك أذقت ...، حسن ، فقد أخرجه الترمذي ( 4 / 371 ) و أحمد ( رقم 2170 ) و العقيلي ( 195 ) و محمد بن عاصم الثقفي في " حديثه " ( 2 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 229 / 1 ) و كذا المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8 / 6 / 1 ) من طريق الأعمش عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مرفوعا به ، و قال الترمذي : حديث حسن صحيح . قلت : و رجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين ، و في طارق كلام لا يضر . بل هو صحيح فقد وجدت له شاهدا آخر من حديث ابن عمر أخرجه القضاعي ( 120 / 2 ) من طريق أبي سعيد بن الأعرابي قال : أنبأنا محمد بن غالب قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عنه مرفوعا به . قلت : هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير محمد بن غالب و هو تمتام حافظ مكثر وثقه الدارقطني . (1/475) 399 - " اللهم اهد قريشا فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض ، اللهم أذقت أولها نكالا ، فأذق آخرها نوالا " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) : ضعيف جدا . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8 / 2 ) و أبو نعيم ( 9 / 65 ) من طريق إسماعيل ابن مسلم ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعا ، و الخطيب ( 2 / 60 - 61 ) و عنه العراقي في " محجة القرب " من طريق ابن عياش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان ، عن أبي هريرة مرفوعا . و هذان إسنادان ضعيفان جدا : إسماعيل بن مسلم و عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي متروكان ، و الحديث عزاه في " الكشف " ( 2 / 53 ) للترمذي و أحمد عن ابن عباس ، و هو وهم ، فإنما أخرجا عنه الشطر الثاني منه كما سبق في الحديث الذي قبله . (1/476) 400 - " لمبارزة علي بن أبى طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) : كذب . أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 32 ) من طريق أحمد بن عيسى الخشاب بـ " تنيس " حدثنا عمرو بن أبي سلمة : حدثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم ، عن أبيه عن جده مرفوعا سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " : قبح الله رافضيا افتراه . قلت : و علته الخشاب هذا فإنه كذاب كما قال ابن طاهر و غيره و لعله سرقه من كذاب مثله ، فقد أخرجه الخطيب ( 13 / 19 ) من طريق إسحاق بن بشر القرشي عن بهز به و إسحاق هذا هو الكاهلي الكوفي و هو كذاب أيضا و قد سبقت له أحاديث موضوعة ، فانظر مثلا الحديث ( 309 و 311 و 329 و 351 ) من هذا الجزء . قلت : و قصة مبارزة علي رضي الله عنه لعمرو بن ود و قتله إياه مشهورة في كتب السيرة و إن كنت لا أعرف لها طريقا مسندا صحيحا و إنما هي من المراسيل و المعاضيل فانظر إن شئت " سيرة ابن هشام " ( 3 /240 - 234 ) و " دلائل النبوة " للبيهقي ( 3 / 435 - 439 ) و " سيرة ابن كثير " ( 3 / 203 - 205 ) . (1/477) 401 - " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة و لا تستاكوا بالعشي ، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كانت نورا بين عينيه يوم القيامة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 577 ) : ضعيف . أخرجه الطبراني ( 1 / 184 / 2 ) و الدارقطني ( ص 249 ) و عنه البيهقي ( 4 / 274 ) من طريق كيسان أبي عمر القصار عن يزيد بن بلال عن علي موقوفا . ثم أخرجوه من هذا الطريق عن عمرو بن عبد الرحمن عن خباب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، و ضعفه الدارقطني و تبعه البيهقي فقالا : كيسان أبو عمر ليس بالقوي ، و من بينه و بين علي غير معروف . و أقرهما ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( ق 69 / 2 ) . و في " المجمع " ( 3 / 164 - 165 ) : رواه الطبراني في الكبير ، و رفعه عن خباب و لم يرفعه عن علي و فيه كيسان أبو عمر وثقه ابن حبان و ضعفه غيره . و نقل المناوي في " الفيض " عن العراقي أنه قال في " شرح الترمذي " : حديث ضعيف جدا ، و عن " تخريج الهداية " : فيه كيسان القعاب ، كذا ضعيف جدا ، و قال ابن حجر : فيه كيسان ضعيف عندهم ، و أما قول العزيزي في " شرح الجامع الصغير " ( 1 / 129 ) ، و هو حديث ضعيف منجبر ، فهو وهم منه إذ لا جابر له ، و لم يدع ذلك غيره بل و قد روى ما يعارضه و هو : (1/478) 402 - " كان يستاك آخر النهار و هو صائم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 578 ) : باطل . أخرجه ابن حبان في " كتاب الضعفاء " عن أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني عن شجاع بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و أعله ابن حبان بابن ميسرة و قال : لا يحتج به ، و رفعه باطل ، و الصحيح عن ابن عمر من فعله و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 460 ) ، و يغني عن هذا الحديث في مشروعية السواك للصائم في أي وقت شاء أول النهار أو آخره عموم قوله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " . متفق عليه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( رقم 70 ) و ما أحسن ما روى الطبراني ( 20 / 70 / 133 ) و في " مسند الشاميين " ( 2250 ) بإسناد يحتمل التحسين عن عبد الرحمن بن غنم قال : سألت معاذ بن جبل أأتسوك و أنا صائم ؟ قال : نعم ، قلت : أي النهار أتسوك ؟ قال : أي النهار شئت غدوة أو عشية ، قلت : إن الناس يكرهونه عشية و يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ؟ " فقال : سبحان الله لقد أمرهم بالسواك و هو يعلم أنه لا بد أن يكون بفي الصائم خلوف و إن استاك ، و ما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمدا ، ما في ذلك من الخير شيء ، بل فيه شر ، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا . قلت : و الغبار في سبيل الله أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه و لا يجد عنه محيصا ؟ قال : نعم ، فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فما له في ذلك من أجر . و قال الحافظ في " التلخيص " ( ص 193 ) : إسناده جيد ، ثم قال الزيلعي : و يدخل فيه أيضا من تكلف الدوران ، و كثرة المشي إلى المساجد بالنسبة إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " و كثرة الخطا إلى المساجد " و من يصنع في طلوع الشيب في شعره بالنسبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " من شاب شيبة في الإسلام " إنما يؤجر عليهما من بلى بهما . (1/479) 403 - " نزل آدم الهند و استوحش ، فنزل جبريل فنادى بالأذان الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، مرتين ، أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ، قال آدم : من محمد ؟ قال : آخر ولدك من الأنبياء صلى الله عليه وسلم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 579 ) : ضعيف . رواه ابن عساكر ( 2 / 323 / 2 ) عن محمد بن عبد الله بن سليمان أخبرنا علي بن بهرام الكوفي أخبرنا عبد الملك بن أبي كريمة عن عمرو بن قيس عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف علي بن بهرام لم أعرفه و قد ذكره الحافظ في الرواة عن أبي كريمة هذا و سماه علي بن يزيد بن بهرام ، ثم وجدته في تاريخ بغداد و جعل يزيد جده فقال ( 11 / 353 ) : علي بن بهرام بن يزيد أبو حجية المزني العطار ، من أهل إفريقية انتقل إلى العراق فسكنه إلى حين وفاته ، و حدث ببغداد عن عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري روى عنه أحمد بن يحيى الأودي و موسى بن إسحاق الأنصاري و عليك الرازي و الحسن ابن الطيب الشجاعي ، ثم ساق له حديثين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و محمد بن عبد الله بن سليمان هما اثنان أحدهما كوفي قال ابن منده : مجهول و الآخر خراساني اتهمه الذهبي بحديث موضوع ، و الظاهر هنا أنه الأول ، و هذا الحديث مع ضعفه أقوى من الحديث المتقدم بلفظ : " لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله : يا آدم و كيف عرفت محمدا و لم أخلقه بعد ؟ ... " الحديث رقم ( 25 ) و هو صريح في أن آدم عليه السلام كان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم و هو في الجنة قبل هبوطه إلى الأرض ، و هذا صريح في أن آدم عليه السلام لم يعرف محمدا صلى الله عليه وسلم حتى بعد نزوله إلى الأرض ، و لذلك سأل جبريل : و من محمد ؟ فهذا من أدلة بطلان ذلك الحديث كما سبق بيانه عند تحقيق الكلام على وضعه فتذكر أو راجع إن شئت ، و أنا لا أجيز لنفسي الاحتجاج بمثل هذا الحديث كما هو ظاهر و لكن التحقيق العلمي يسمح برد الحديث الواهي بالحديث الضعيف ما دام ضعفه أقل منه كما لا يخفى على من مارس هذا العلم الشريف . (1/480) 404 - " نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 581 ) : ضعيف . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 7 / 425 ) و أبو داود ( 1 / 382 ) و ابن ماجه ( 1 / 528 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 112 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 106 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 38 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 434 ) و البيهقي ( 4 / 284 ) من طريق حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح على شرط البخاري و وافقه الذهبي . قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة فإن حوشب بن عقيل و شيخه مهدي الهجري لم يخرج لهما البخاري ، بل إن الهجري مجهول كما قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 / 18 ) و أقره الذهبي في " الميزان " و ذكر عن أبي حاتم نحوه ، و في " التهذيب " عن ابن معين مثله ، فأنى للحديث الصحة و فيه هذا الرجل المجهول ؟ و لذلك ضعف هذا الحديث ابن حزم فقال : لا يحتج بمثله و كذلك ضعفه ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 16 و 237 ) . و توثيق ابن حبان ( 7 / 501 ) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا ، و كذا تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه ، و لذلك لم يعتمد الحافظ على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث ، و بما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين . فإن قيل قد روى الطبراني عن عائشة مثل هذا الحديث فهل يتقوى به ؟ قلت : لا لأن في إسناده إبراهيم بن محمد الأسلمي و هو ضعيف جدا ، فمثله لا يتقوى به فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 105 / 1 من زوائده ) : حدثنا إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس حدثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعا به و قال : لم يروه عن صفوان إلا إبراهيم . قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " و ابن شروس لم أعرفه ، ثم رأيته في " الجرح و التعديل " ( 8 / 8 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو مجهول . و أما ما في " المجمع " ( 3 / 189 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن أبي يحيى و فيه كلام كثير و قد وثق قلت : فالظاهر أنه سقط من قلم الناسخ اسم إبراهيم بن فإنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، و قد كذبه مالك و القطان و ابن معين و ضعفه الجمهور فمثله لا يستشهد به و لا كرامة . و إبراهيم شيخ الطبراني الذي ترك الهيثمي بعده بياضا هو ابن محمد بن سبرة الصنعاني ففي ترجمته أورده الطبراني في " أوسطه " ( 1 / 128 / 1 - 130 / 1 - 2 رقم 2513 ) ، أورده ابن ناصر الدين و غيره و لم يذكروا فيه شيئا . نقول : هذا بيانا لحقيقة هذا الحديث و لكي لا يغتر به جاهل فيحرم به صيام يوم عرفة على الحاج تمسكا بظاهر النهى ، و إلا فالأحب إلينا أن يفطر الحاج هذا اليوم لأنه أقوى له على أداء النسك ، و لأنه هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم من فعله في حجة الوداع ، انظر رسالتنا " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " ، و إليه يشير كلام أحمد رحمه الله فقد قال ابنه عبد الله في مسائله ( ص 166 - مخطوط ) : سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس من البر الصوم في السفر " ؟ فقال : إن صام في سفر صوم فريضة أجزأه و لا يعجبني أن يصوم تطوعا و لا فريضة في سفر : ثم رأيت الحديث رواه الدولابي ( 1 / 133 ) عن ابن عمر موقوفا عليه و سنده حسن . و روى ابن سعد ( 7 / 125 ) و أبو مسلم الكجي في " جزء الأنصاري " ( 6 / 1 ) عن عمر نحوه ، و في سنده ضعيف . (1/481) 405 - " من صلى الصبح ثم قرأ *( قل هو الله أحد )* مائة مرة قبل أن يتكلم ، فكلما قرأ *( قل هو الله أحد )* غفر له ذنب سنة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 583 ) : موضوع . أخرجه الطبراني ( 22 / 96 / 232 ) و كذا الحاكم ( 3 / 570 ) و ابن عساكر ( 19 / 196 / 2 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري حدثتني أسماء بنت واثلة بن الأسقع قالت : كان أبي إذا صلى الصبح جلس مستقبل القبلة لا يتكلم حتى تطلع الشمس فربما كلمته في الحاجة فلا يكلمني فقلت ما هذا ؟ فقال : فذكره . قلت : سكت عليه الحاكم ، و بيض له الذهبي ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 109 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه محمد بن عبد الرحمن القشيري و هو متروك . قلت : بل هو كذاب كما قال الأزدي ، و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 325 ) : " سألت أبي عنه ؟ فقال : متروك الحديث ، كان يكذب و يفتعل الحديث . (1/482) 406 - " من كبر تكبيرة عند غروب الشمس على ساحل البحر رافعا بها صوته أعطاه الله من الأجر بعدد كل قطرة فى البحر عشر حسنات ، و محا عنه عشر سيئات ، و رفع له عشر درجات ما بين درجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 584 ) : موضوع . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 122 ) و أبو نعيم ( 3 / 125 ) و الحاكم ( 3 / 587 ) من طريق إبراهيم بن زكريا العبدسي حدثنا فديك بن سليمان قال : حدثنا خليفة بن حميد عن إياس بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال أبو نعيم : غريب من حديث إياس و لم يروه عنه إلا خليفة تفرد به عنه فديك . و سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " : قلت : هذا منكر جدا ، و خليفة لا يدرى من هو ، و في إسناده إليه من يتهم . قلت : يشير إلى العبدسي هذا قال فيه ابن عدي : حدث بالبواطيل ، و قال ابن حبان : يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة . و قال الذهبي في ترجمة خليفة هذا من الميزان : فيه جهالة ، و خبره ساقط ، ثم ساق هذا الحديث من رواية العقيلي ، و نقل الحافظ في " اللسان " : كلام الذهبي في " التلخيص " و أقره عليه ، و قد ذهل الهيثمي عن المتهم المشار إليه في كلام الذهبي فاقتصر في إعلاله في " المجمع " ( 5 / 288 ) بكلام الذهبي المذكور في ترجمة خليفة ، و ذلك قصور لا يخفى . ثم رأيت ابن عراق قد أورد الحديث في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 288 / 2 ) فأصاب . (1/483) 407 - " من كانت له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن و ضرائهن و سرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن ، فقال رجل : أو اثنتان يا رسول الله ؟ قال : أو اثنتان ، فقال رجل : أو واحدة يا رسول الله ؟ قال : أو واحدة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 585 ) : ضعيف بهذا اللفظ . أخرجه الحاكم ( 4 / 177 ) و أحمد ( 2 / 335 ) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي و أقره المنذري في " الترغيب " ( 3 / 85 ) . و أقول : كلا : فإن ابن جريج و أبا الزبير مدلسان و قد عنعناه ، و عمر بن نبهان فيه جهالة كما قال الذهبي نفسه في " الميزان " فأنى له الصحة ؟ ! و يغني عن هذا حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ، فقال رجل من بعض القوم : و اثنتين يا رسول الله ؟ قال : و اثنتين " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 14 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 14 ) من طريقين عن محمد بن المنكدر عنه ، فهذا إسناد صحيح . (1/484) 408 - " أحب الأسماء إلى الله ما تعبد به " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 586 ) : موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 59 / 2 ) و " الأوسط " ( 1 / 40 / 1 / 685 ) عن معلل بن نفيل الحراني عن محمد بن محصن عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمي الرجل عبده أو ولده حارثا أو مرة أو وليدا أو حكما أو أبا الحكم أو أفلح أو نجيحا أو يسارا و قال : " أحب الأسماء إلى الله عز وجل ما تعبد به و أصدق الأسماء همام " و السياق " للأوسط " و قال : لم يروه عن سفيان إلا محمد ، قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 51 ) بعد أن عزاه للمعجمين و فيه محمد بن محصن العكاشي و هو متروك . قلت : بل هو كذاب كما قال ابن معين ، و قال الدارقطني يضع الحديث . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " برواية الشيرازي في " الألقاب " و الطبراني و أعله الشارح المناوي بكلام الهيثمي السابق ثم قال : و قال في " الفتح " : في إسناده ضعف ، و لم يرمز له المؤلف هنا بشيء ، و وهم من زعم أنه رمز له بالضعف و لكنه جزم بضعفه في الدرر " . قلت : و الاقتصار على تضعيفه قصور مع كونه من رواية هذا الكذاب ، إلا أن يقال أن الضعيف من أقسامه الموضوع كما تقرر في " المصطلح " فلا منافاة . و انظر الحديث الآتي بعد حديثين . (1/485) 409 - " من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 587 ) : موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 349 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 156 ، 262 ، 6 / 50 - 51 ، 71 / 298 ، 13 /0 184 ) و الثعالبي في " حديثه ( 129 / 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 281 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 24 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12 / 263 / 2 ) و ابن الجوزي في " مشيخته " : الشيخ الثامن و السبعون من طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان : الأولى : ضعف أبي يحيى القتات و اسمه زاذان و قيل غير ذلك ، قال الحافظ في " التقريب " : لين الحديث . الأخرى : ضعف سويد بن سعيد ، قال الحافظ : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، و أفحش فيه ابن معين القول . قلت : و قد تكلم فيه ابن معين من أجل هذا الحديث كما يأتي ، و اتفق الأئمة المتقدمون على تضعيف هذا الحديث ، فقال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 54 / 2 ) : و أعله الأئمة ، قال ابن عدي و الحاكم و البيهقي و ابن طاهر و غيرهم هو أحد ما أنكر على سويد بن سعيد قال يحيى بن معين : لو كان لي فرس و رمح لكنت أغزوه . و لهذا قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 45 / 2 ) : و في سنده مقال ، و ذهب بعض المتأخرين إلى تقوية الحديث بمجيئه من طريق آخر ، فقال الزركشي في " اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة " ( رقم 166 ـ نسختي ) : و هذا الحديث أنكره يحيى بن معين و غيره على سويد بن سعيد ، لكن لم يتفرد به ، فقد رواه الزبير بن بكار فقال : حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ، و هو إسناد صحيح . قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " : ( 420 ـ طبع الخانجي ) بعد أن ساق هذه الطريق : و ينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها ، فإن تكن هي فقد قال العراقي : في سندها نظر ، و من طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده ، و لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا . قلت : أما طريق الخرائطي فلم يسقها السخاوي ، و قد أوردها العلامة المحقق ابن القيم و تكلم عليها فقال في كتاب " الداء و الدواء " ( ص 353 - 354 ) : أما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا ، فكذب على ابن الماجشون ، فإنه لم يحدث بهذا ، و لا حدث به عنه الزبير ابن بكار ، و إنما هذا من تركيب بعض الوضاعين ، و يا سبحان الله كيف يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن فقبح الله الوضاعين . و قد ذكره أبو الفرج بن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل : حدثنا يعقوب بن عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا ، و هذا غلط قبيح فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي ، و وفاته سنة سبع و عشرين و ثلاث مئة ، فمحال أن يدرك شيخه يعقوب ، ابن أبي نجيح و لا سيما و قد رواه في كتابه " الاعتلال " عن يعقوب هذا عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح ، و الخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية ، ذكره أبو الفرج في كتاب " الضعفاء " . قلت : أما الخرائطي فلا أعرف أحدا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف و لهذا لم يورده الذهبي في " ميزان الاعتدال " ، و لا استدركه عليه الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان " ، و قد ترجمه الخطيب في تاريخه ( 2 / 139 - 140 ) ثم السمعاني في " الأنساب " ثم ابن الأثير في " اللباب " فلم يجرحه أحد منهم ، بل ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 15 / 93 / 1 - 2 ) و روى عن أبي نصر ابن ماكولا أنه قال فيه : كان من الأعيان الثقات . فأنا في شك كبير من صحة ما ذكره أبو الفرج من ضعف الخرائطي ، بل هو ثقة حجة . والله أعلم . ثم طبع كتاب " الضعفاء " لابن الجوزي فلم أجد فيه محمد بن جعفر الخرائطي و إنما ذكر آخرين ( 3 / 46 ـ 47 ) ليسا من طبقة الخرائطي و هما من رجال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 222 / 1224 و 1226 ) فتبين أن الوهم من ابن القيم و الله أعلم . فلعل علة هذا الإسناد من يعقوب بن عيسى شيخ الخرائطي ، فإنى لم أجد له ترجمة ، و من طبقته يعقوب بن عيسى بن ماهان أبو يوسف المؤدب ترجمه الخطيب ( 14 / 271 - 272 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لكنه لم يذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف ، و الله أعلم ، و هو من شيوخ أحمد في المسند قال الحافظ في " التعجيل " قال أبو زرعة ابن شيخنا لا أعرفه ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 286 ) لكن وقع فيه يعقوب بن يوسف بن ماهان ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد تكلم على الحديث في " التلخيص الحبير " ( 5 / 273 ) و أعله من الطريق الأولى بنحو ما نقلناه عن " الخلاصة " و أعل الطريق الثانية من رواية يعقوب عن ابن أبي نجيح بأن يعقوب ضعفه أحمد بن حنبل ، ثم قال : و رواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار ، و هذه الطريق غلط فيها بعض الرواة فأدخل إسنادا في إسناد ، و خلاصة القول : إن هذا الطريق ضعيف أيضا لضعف يعقوب هذا و اضطرابه في روايته فمرة يقول : عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا ، فيرسله و لا يذكر الواسطة بينه و بين ابن أبي نجيح ، و مرة يقول عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده و يوصله . قال ابن القيم : و كلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان و إليهم يرجع في هذا الشأن ، و لم يصححه و لم يحسنه أحد يعول في علم الحديث عليه ، و يرجع في التصحيح إليه ، و لا من عادته التسامح و التساهل ، فإنه لم يصف نفسه له ، و يكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف و يروي منها الغث و السمين قد أنكره و شهد ببطلانه . نعم ابن عباس لا ينكر ذلك عنه ، و قد ذكر أبو محمد بن حزم عنه أنه سئل عن الميت عشقا فقال : قتيل الهوي لا عقل له و لا قدر ، و رفع إليه بعرفات شاب قد صار كالفرخ فقال : ما شأنه ؟ قالوا : العشق ، فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق . فهذا نفس ما روى عنه في ذلك . و مما يوضح ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عد الشهداء في الصحيح ، فذكر المقتول في الجهاد و الحرق و الغرق ، و المبطون ، و النفساء يقتلها ولدها ، و صاحب ذات الجنب ، و لم يذكر منهم من يقتله العشق ، و حسب قتيل العشق أن يصح له هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنة حتى يصبر لله ، و يعف لله و يكتم لله ، لكن العاشق إذا صبر و عف و كتم مع قدرته على معشوقه و آثر محبته لله و خوفه و رضاه فهو من أحق من دخل تحت قوله تعالى *( و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى )* و تحت قوله تعالى *( و لمن خاف مقام ربه جنتان )* . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب عن عائشة و عن ابن عباس ، و هذا يوهم أن له طريقين أحدهما عن عائشة و الآخر عن ابن عباس ، و الحقيقة أنه طريق واحد ، وهم في سنده بعض الضعفاء فصيره من مسند عائشة ، و إنما هو من مسند ابن عباس كما تقدم ، فقد أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 479 ) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به ، و قال : رواه غير واحد عن سويد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس و هو المحفوظ ، و كذا قال في " المؤتلف " أيضا كما في " اللسان " و أشار إلى أن الخطأ في هذا الإسناد من الطوسي هذا ، قال الدارقطني : ليس بالقوي ، يأتي بالمعضلات . قلت : فهذا الإسناد منكر لمخالفة الطوسي لرواية الثقات الذين أسندوه عن سويد بسنده عن ابن عباس ، فلا يجوز الاستكثار بهذا الإسناد و التقوي به لظهور خطئه و رجوعه في الحقيقة إلى الإسناد الأول ، و قد قال ابن القيم في " الداء و الدواء " ( ص 353 ) بعد أن ساق رواية الخطيب هذه : فهذا من أبين الخطأ ، و لا يحمل هشام عن أبيه عن عائشة مثل هذا عند من شم أدنى رائحة الحديث ، و نحن نشهد بالله أن عائشة ما حدثت بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ، و لا حدث به عروة عنها و لا حدث به هشام قط . و خلاصة القول أن الحديث ضعيف الإسناد من الطريقين ، و قد أنكره العلامة ابن القيم من حيث معناه أيضا و حكم بوضعه كما رأيت ، و قد أوضح ذلك في كتابه " زاد المعاد " أحسن توضيح فقال ( 3 / 306 - 307 ) : و لا تغتر بالحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ساقه من الطريقين ثم قال ، فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا يجوز أن يكون من كلامه ، فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصديقية و لها أعمال و أحوال هي شروط في حصولها و هي نوعان عامة و خاصة ، فالخاصة الشهادة في سبيل الله و العامة خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحدا منها ، و كيف يكون العشق الذي هو شرك المحبة و فراغ عن الله و تمليك القلب و الروح و الحب لغيره تنال به درجة الشهادة ! ؟ هذا من المحال ، فإن إفساد عشق الصور للقلب فوق كل إفساد بل هو خمر الروح الذي يسكرها و يصدها عن ذكر الله و حبه ، و التلذذ بمناجاته و الأنس به ، و يوجب عبودية القلب لغيره ، فإن قلب العاشق متعبد لمعشوقه بل العشق لب العبودية ، فإنها كمال الذل و الحب و الخضوع و التعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين و ساداتهم و خواص الأولياء ! ؟ فلو كان إسناد هذا الحديث كالشمس كان غلطا و وهما ، و لا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العشق من حديث صحيح البتة ، ثم إن العشق منه حلال و منه حرام ، فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يحكم على كل عاشق يكتم و يعف بأنه شهيد ! ؟ أفترى من يعشق امرأة غيره أو يعشق المردان و البغايا ينال بعشقه درجة الشهداء ! ؟ و هل هذا إلا خلاف المعلوم من دينه صلى الله عليه وسلم ؟ كيف و العشق مرض من الأمراض التي جعل الله سبحانه لها من الأدوية شرعا و قدرا ، و التداوي منه إما واجب إن كان عشقا حراما ، و إما مستحب ، و أنت إذا تأملت الأمراض و الآفات التي حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابها بالشهادة وجدتها من الأمراض التي لا علاج لها ، كالمطعون و المبطون و المجنون و الحرق و الغرق ، و منها المرأة يقتلها ولدها في بطنها ، فإن هذه بلايا من الله لا صنع للعبد فيها و لا علاج لها ، و ليست أسبابها محرمة و لا يترتب عليها من فساد القلب و تعبده لغير الله ما يترتب على العشق ، فإن لم يكف هذا في إبطال نسبة هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلد أئمة الحديث العالمين به و بعلله فإنه لا يحفظ عن إمام واحد منهم قط أنه شهد له بصحة ، بل و لا بحسن ، كيف و قد أنكروا على سويد هذا الحديث و رموه لأجله بالعظائم و استحل بعضهم غزوه لأجله . و خلاصة الكلام أن الحديث ضعيف الإسناد موضوع المتن كما جزم بذلك العلامة ابن القيم في المصدرين السابقين ، و كذا في رسالة " المنار " له أيضا ( ص 63 ) و مثله في " روضة المحبين " و الله أعلم . hg[.x hgehlk lk hgsgsgi hgqudti gghlhl hghgfhkd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
31 / 03 / 2016, 30 : 07 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للامام, من, الالباني, الثامن, الجزء, السلسله, الضعيفه |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018