الإهداءات | |
ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | ابو عبدالله عبدالرحيم | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1400 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
23 / 03 / 2016, 42 : 10 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الجزء الرابع 90 - " عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم ، و عليكم بلباس الصوف تجدوا قلة الأكل ، و عليكم بلباس الصوف تعرفون به في الآخرة ، و إن لباس الصوف يورث القلب التفكر ، و التفكر يورث الحكمة ، و الحكمة تجري في الجوف مجرى الدم فمن كثر تفكره قل طعمه ، و كل لسانه ، و رق قلبه ، و من قل تفكره كثر طعمه ، و عظم بدنه ، و قسا قلبه ، و القلب القاسي بعيد من الجنة ، قريب من النار " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 206 ) : موضوع . رواه أبو بكر بن النقور في " الفوائد " ( 1 / 147 - 148 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 2 / 9 / 1 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 281 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 48 ) من طريق الخطيب عن محمد بن يونس الكديمي ، حدثنا عبد الله بن داود الواسطي التمار حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا به ، ثم قال ابن النقور : غريب ، تفرد به عبد الله بن داود الواسطي التمار و فيه نظر ، و عنه الكديمى ، و قال ابن الجوزي : لا يصح ، الكديمي يضع ، و شيخه لا يحتج به . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 264 ) إلا أنه بين أن في الحديث إدراجا فقال : قلت : قال البيهقي في شعب الإيمان : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ( هو الحاكم صاحب المستدرك ) أنبأنا أبو بكر الفقيه ، أنبأنا محمد بن يونس - قلت : فساق إسناده مثلما تقدم مقتصرا من المتن على قوله : " عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان " - قال البيهقي : و أنبأنا أبو عبد الرحمن - قلت : فساق إسناده إلى الكديمي مثله ، و زاد في الحديث متنا منكرا ، فضربت عليه و هو قوله : " عليكم بلباس الصوف تجدون قلة الأكل إلخ ... " الحديث ، و يشبه أن يكون من كلام بعض الرواة فألحق بالحديث ، والله أعلم . و في العبارة تشويش يوضحها ما في " فيض القدير " : قال البيهقي : و هذه زيادة منكرة ، و يشبه كونها من كلام .. ، ثم وجدت العبارة قد نقلها السيوطي في " المدرج إلى المدرج " ( 64 / 2 ) علي الصواب ، فقال ما نصه : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ، و قال : إن المرفوع منه " عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان في قلوبكم " فقط ، و الباقي زيادة منكرة ، قال : و يشبه ... . قلت : و هذا هو مستند السيوطي في اقتصاره في " الجامع الصغير " على الشطر الأول من الحديث عازيا له للحاكم و البيهقي ، و ماذا يفيده هذا ما دام المزيد عليه ، كالمزيد كلاهما من طريق محمد بن يونس الوضاع ؟ ! و قال ابن حبان : لعله وضع أكثر من ألفي حديث ! ثم رأيته في " المستدرك " ( 1 / 28 ) من هذا الوجه مقتصرا على الجملة الأولى منه أورده شاهدا ، و قال الذهبي : طريق ضعيف . لكن أخرجه الديلمي أيضا من طريق عبد الرحمن بن محمد المروزي حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أخي محمد عن إسماعيل بن عياش به نحوه . قلت : و المروزي هذا الظاهر أنه ابن حبيب ******ي المروزي ، قال في " اللسان " قال الدارقطني : يحدث بنسخ و أحاديث مناكير ، و أحمد بن عبد الله أظنه الجويباري الكذاب المشهور ، و أخوه محمد أرى أنه الذي في " اللسان " : محمد بن عبد الله الجويباري عن مالك ، قال الخطيب : مجهول . (1/167) 91 - " لأن أحلف بالله و أكذب ، أحب إلي من أن أحلف بغير الله و أصدق " 0 قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 209 ) : موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و في " أخبار أصبهان " ( 2 / 181 ) من طريق محمد بن معاوية حدثنا عمر بن علي المقدمي ، حدثنا مسعر عن وبرة عن همام عن ابن مسعود مرفوعا ، و قال أبو نعيم في " الأخبار " : و رواه الناس موقوفا ، و قال في " الحلية " : تفرد به محمد بن معاوية . قلت : و هو النيسابوري كذبه الدارقطني ، و قال ابن معين : كذاب ، و المعروف كما ذكر أبو نعيم أن الحديث من قول ابن مسعود . كذلك رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 17 / 2 ) بسند صحيح ، و رجاله رجال الصحيح كما في " المجمع " ( 4 / 177 ) . (1/168) 92 - " ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه و أدخله الجنة : رفق بالضعيف ، و الشفقة على الوالدين ، و الإحسان إلى المملوك " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 209 ) : موضوع . أخرجه الترمذي ( 3 / 316 ) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري المديني ، حدثني أبي عن أبي بكر بن المنكدر عن جابر مرفوعا ، و قال الترمذي : هذا حديث غريب . قلت : عبد الله بن إبراهيم نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث ، و قال الحاكم : روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها غيره . قلت : و أبوه مجهول كما في " التقريب " فالحديث بهذا الإسناد موضوع ، و قد أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 49 ) مشيرا لضعفه بزيادة : " و ثلاث من كن فيه أظله الله عز وجل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله : الوضوء في المكاره ، و المشي إلى المساجد في الظلم ، و إطعام الجائع " ، و قال : رواه الترمذي بالثلاث الأول فقط ، و قال : حديث غريب ، و رواه أبو الشيخ في " الثواب " و أبو القاسم الأصبهاني بتمامه . (1/169) 93 - " يصف الناس يوم القيامة صفوفا ، فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول : يا فلان أما تذكر يوم استسقيت ، فسقيتك شربة ؟ قال : فيشفع له ، و يمر الرجل فيقول : أما تذكر يوم ناولتك طهورا ؟ فيشفع له ، و يمر الرجل فيقول : يا فلان أما تذكر يوم بعثتني في حاجة كذا و كذا فذهبت لك ؟ فيشفع له " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 210 ) : ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 394 ) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا ، و يزيد هذا هو ابن أبان و هو ضعيف كما قال الحافظ و غيره ، و قد روى غيره نحو هذا عن أنس ، و لا يصح منها شيء ، انظر " الترغيب " ( 2 / 50 - 51 ) . (1/170) 94 - " عرى الإسلام و قواعد الدين ثلاثة ، عليهن أسس الإسلام ، من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم : شهادة أن لا إله إلا الله ، و الصلاة المكتوبة ، و صوم رمضان " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 211 ) : ضعيف . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 126 / 2 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 202 / 1 ) من طريق مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس ، قال حماد : و لا أعلمه إلا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قال المنذري ( 1 / 196 ) و تبعه الهيثمي ( 1 / 48 ) : و إسناده حسن . قلت : و فيما قالاه نظر ، فإن عمرا هذا لم يوثقه غير ابن حبان ( 7 / 228 ، 8 / 487 ) ، و هو متساهل في التوثيق حتى أنه ليوثق المجهولين عند الأئمة النقاد كما سبق التنبيه على ذلك مرارا ، فالقلب لا يطمئن لما تفرد بتوثيقه ، و لا سيما أنه قد قال هو نفسه في مالك هذا : يعتبر حديثه من غير رواية ابنه يحيى عنه ، يخطيء و يغرب ، فإذا كان من شأنه أن يخطيء و يأتي بالغرائب ، فالأحرى به أن لا يحتج بحديثه إلا إذا توبع عليه لكي نأمن خطأه ، فأما إذا تفرد بالحديث كما هنا - فاللائق به الضعف . و أيضا فإن مؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ كما قال أبو حاتم و غيره ، و يغلب على الظن أن الحديث إن كان له أصل عن ابن عباس رضي الله عنه فهو موقوف عليه ، فقد تردد حماد بن زيد بعض الشيء في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، نعم جزم برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم سعيد بن زيد أخو حماد ، لكن سعيد هذا ليس بحجة كما قال السعدي ، و قال النسائي و غيره : ليس بالقوي ، ثم إن ظاهر الحديث مخالف للحديث المتفق على صحته : " بني الإسلام على خمس ... " الحديث ، و ذلك من وجهين : الأول : أن هذا جعل أسس الإسلام خمسة ، و ذاك صيرها ثلاثة . الآخر : أن هذا لم يقطع بكفر من ترك شيئا من الأسس ، بينما ذاك يقول : من ترك واحدة منهن فهو كافر ، و في رواية سعيد بن حماد : فهو بالله كافر و لا أعتقد أن أحدا من العلماء المعتبرين يكفر من ترك صوم رمضان مثلا غير مستحل له خلافا لما يفيده ظاهر الحديث ، فهذا دليل عملي من الأمة على ضعف هذا الحديث والله أعلم . و مما لا شك فيه أن التساهل بأداء ركن واحد من هذه الأركان الأربعة العملية مما يعرض فاعل ذلك للوقوع في الكفر كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة " ، رواه مسلم و غيره ، فيخشى على من تهاون بالصلاة أن يموت على الكفر و العياذ بالله تعالى ، لكن ليس في هذا الحديث الصحيح و لا في غيره القطع بتكفير تارك الصلاة و كذا تارك الصيام مع الإيمان بهما بل هذا مما تفرد به هذا الحديث الضعيف ، والله أعلم . و أما الركن الأول من هذه الأركان الخمسة " شهادة أن لا إله إلا الله " فبدونها لا ينفع شيء من الأعمال الصالحة ، و كذلك إذا قالها و لم يفهم حقيقة معناها ، أو فهم ، و لكنه أخل به عمليا كالاستغاثة بغير الله تعالى عند الشدائد و نحوها من الشركيات . (1/171) 95 - " التائب حبيب الله " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 213 ) : لا أصل له بهذا اللفظ . و قد أورده الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 434 ) جازما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! و قال الشيخ تاج الدين السبكي في " الطبقات " ( 4 / 14 - 170 ) : لم أجد له إسنادا ، و نحوه الحديث الآتي : (1/172) 96 - " إن الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 213 ) : موضوع . أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " ( رقم 605 ، 810 ) و من طريقه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 178 - 179 ) عن أبي عبد الله مسلمة الرازي عن أبي عمرو البجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه مرفوعا ، و هذا إسناد موضوع : أبو عبد الله مسلمة الرازي لم أجد له ترجمة ، و لم يورده الحافظ بن حجر في " تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة " مع أنه على شرطه ، و قد فاته من مثله تراجم كثيرة ، و أبو عمرو البجلي ، قال الذهبي في " الميزان " ثم الحافظ في " التعجيل " : يقال : اسمه عبيدة ، حدث عنه حرمي بن حفص ، قال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به و قد جزم الحافظ في " الكنى " من " لسان الميزان " ( 6 / 419 ) بأنه هو عبيدة ابن عبد الرحمن ، و يؤيده أن الذهبي ثم العسقلاني أورداه في " الأسماء " هكذا عبيدة بن عبد الرحمن أبو عمرو البجلي ، ذكره ابن حبان فقال : روى عن يحيى بن سعيد ، حدث عنه حرمي بن حفص ، يروي الموضوعات عن الثقات روى عن يحيى عن سعيد بن المسيب عن أبي أيوب قال : أخذت من لحية النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال : " لا يصيبك السوء أبا العرب " . قلت : و قد أورده ابن أبي حاتم فيمن اسمه عبيدة بالفتح ( 3 / 1 / 92 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و في هذا تنبيه على أنه لا ينبغي أن يحمل سكوت ابن أبي حاتم عن الرجل على أنه ثقة كما جرى عليه بعض المحدثين المعاصرين و بعض مدعي العلم ، فإنك ترى هذا الرجل قد سكت عنه و يبعد جدا أن يكون عنده ثقة مع قول ابن حبان فيه ما تقدم فتأمل ، بل إن ابن أبي حاتم رحمه الله قد نص في أول كتابه ( 1 / 1 / 38 ) على أن الرواة الذين أهملهم من الجرح و التعديل إنما هو لأنه لم يقف فيهم على شيء من ذلك ، فأوردهم رجاء أن يقف فيهم على الجرح و التعديل فيلحقه بهم ، و عبد الملك بن سفيان الثقفي قال الحسينى : مجهول و أقره الحافظ في " التعجيل " و الحديث في " مجمع الزوائد " ( 10 / 200 ) و قال : رواه عبد الله و أبو يعلى و فيه من لم أعرفه ، و عزاه إليهما شيخه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 5 ) و قال : سنده ضعيف ، ثم رأيته في " مفتاح المعاني " ( 67 / 1 ) من طريق الواقدي : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل عن عبد الله بن أبي سفيان عن يزيد بن ركانة عن محمد بن الحنفية به ، لكن الواقدي كذاب ، فالحديث موضوع و إن ذكره في " الجامع " من طريق الأولى . (1/173) 97 - " إن الله يحب الشاب التائب " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 215 ) : ضعيف . قال العراقي في " التخريج " ( 4 / 4 - 5 ) : رواه ابن أبي الدنيا في " التوبة " و أبو الشيخ في كتاب " الثواب " من حديث أنس بسند ضعيف . (1/174) 98 - " إن الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله عز وجل " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 215 ) : موضوع . رواه أبو نعيم ( 5 / 360 ) و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 247 ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن سالم الأفطس عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله مرفوعا ، و هذا إسناد موضوع : محمد بن الفضل كذاب و قد تقدم ، هذه هي علة الحديث ، ثم إني أخشى أن يكون منقطعا بين عمر بن عبد العزيز و ابن عمر ، فقد كانت سن عمر يوم وفاة ابن عمر نحو ثلاثة عشر سنة . (1/175) 99 - " إن الله يحب الناسك النظيف " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 216 ) : موضوع . أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 11 - 12 ) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن المنكدر بن محمد عن أبيه محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا ، و هذا سند موضوع : الغفاري متهم بالوضع ، و المنكدر لين الحديث كما قال الحافظ في " التقريب " ، و هذا الحديث و الذي قبله من موضوعات " الجامع الصغير " ! . (1/176) 100 - " حسنات الأبرار سيئات المقربين " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 216 ) : باطل لا أصل له . و قد أورده الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 44 ) بلفظ : قال القائل الصادق : " حسنات الأبرار .. " ، قال السبكي ( 4 / 145 - 171 ) : ينظر إن كان حديثا ، فإن المصنف قال : قال القائل الصادق ، فينظر من أراد . قلت : الظاهر أن الغزالي لم يذكره حديثا ، و لذلك لم يخرجه الحافظ العراقي في " تخريج أحاديث الإحياء " و إنما أشار الغزالي إلى أنه من قول أبي سعيد الخراز الصوفي ، و قد أخرجه عنه ابن الجوزي في " صفوة الصفوة " ( 2 / 130 / 1 ) و كذا ابن عساكر في ترجمته كما في " الكشف " ( 1 / 357 ) قال : و عده بعضهم حديثا و ليس كذلك . قلت : و ممن عده حديثا ، الشيخ أبو الفضل محمد بن محمد الشافعي فإنه قال في كتابه " الظل المورود " ( ق 12 / 1 ) : فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، و لا يشفع له أنه صدره بصيغة التمريض - إن كانت مقصودة منه لأن ذلك إنما يفيد فيما كان له أصل و لو ضعيف ، و أما فيما لا أصل له - كهذا - فلا . قلت : ثم إن معنى هذا القول غير صحيح عندي ، لأن الحسنة لا يمكن أن تصير سيئة أبدا مهما كانت منزلة من أتى بها ، و إنما تختلف الأعمال باختلاف مرتبة الآتين بها إذا كانت من الأمور الجائزة التي لا توصف بحسن أو قبح ، مثل الكذبات الثلاث التي أتى بها إبراهيم عليه السلام ، فإنها جائزة لأنها كانت في سبيل الإصلاح ، و مع ذلك فقد اعتبرها إبراهيم عليه السلام سيئة ، و اعتذر بسببها عن أن يكون أهلا لأن يشفع في الناس صلى الله عليه و على نبينا و سائر إخوانهما أجمعين و أما اعتبار الحسنة التي هي قربة إلى الله تعالى سيئة بالنظر إلى أن الذي صدرت منه من المقربين ، فمما لا يكاد يعقل ، ثم وقفت على كلام مطول في هذا الحديث لشيخ الإسلام ابن تيمية قال فيه : هذا ليس محفوظا عمن قوله حجة ، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و لا عن أحد من سلف الأمة و أئمتها و إنما هو كلام لبعض الناس و له معنى صحيح و قد يحمل على معنى فاسد ، ثم أفاض في بيان ذلك فمن شاء الإطلاع عليه فليراجعه في رسالته في التوبة ( ص 251 - ص 255 ) من " جامع الرسائل " تحقيق صديقنا الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله تعالى . (1/177) 101 - " أما إني لا أنسى ، و لكن أنسى لأشرع " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 218 ) : باطل لا أصل له . و قد أورده بهذا اللفظ الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 38 ) مجزوما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم فقال العراقي في " تخريجه " : ذكره مالك بلاغا بغير إسناد ، و قال ابن عبد البر : لا يوجد في " الموطأ " إلا مرسلا لا إسناد له ، و كذا قال حمزة الكناني : إنه لم يرد من غير طريق مالك ، و قال أبو طاهر الأنماطي : و قد طال بحثي عنه و سؤالي عنه للأئمة و الحفاظ فلم أظفر به و لا سمعت عن أحد أنه ظفر به ، قال : و ادعى بعض طلبة الحديث أنه وقع له مسندا . قلت : فالعجب من ابن عبد البر كيف يورد الحديث في " التمهيد " جازما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع منه ، فانظر ( 1 / 100 و 5 / 108 و 10 / 184 ) ؟ ! . قلت : الحديث في " الموطأ " ( 1 / 161 ) عن مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إني لأنسى أو أنسى لأسن " . فقول المعلق على " زاد المعاد " ( 1 / 286 ) ، و إسناده منقطع ليس بصحيح بداهة لأنه كما ترى بلاغ لا إسناد له ، و لذلك قال الحافظ فيما نقل الزرقاني في " شرح الموطأ " ( 1 / 205 ) : لا أصل له . و ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لا ينسى بباعث البشرية و إنما ينسيه الله ليشرع ، و على هذا فهو مخالف لما ثبت في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن مسعود مرفوعا : " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني " ، و لا ينافي هذا أن يترتب على نسيانه صلى الله عليه وسلم حكم و فوائد من البيان و التعليم ، و القصد أنه لا يجوز نفي النسيان الذي هو من طبيعة البشر عنه صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث الباطل ! لمعارضته لهذا الحديث الصحيح . (1/178) 102 - " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 219 ) : لا أصل له . أورده الغزالي ( 4 / 20 ) مرفوعا إليه صلى الله عليه وسلم ! فقال الحافظ العراقي و تبعه السبكي ( 4 / 170 - 171 ) : لم أجده مرفوعا ، و إنما يعزي إلى علي بن أبي طالب ، و نحوه في " الكشف " ( 2 / 312 ) . (1/179) 103 - " جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 219 ) : لا أصل له . أورده الغزالي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال مخرجه العراقي ( 4 / 31 ) و تبعه السبكي ( 4 / 171 ) : لم أجده مرفوعا ، قال العراقي : و هو من قول عون بن عبد الله رواه ابن أبي الدنيا في التوبة . (1/180) 104 - " من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 219 ) : موضوع . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 270 / 14 ) من طريق علي بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا ( يعني ابن معين ) يعقوب بن محمد الزهري صدوق ، و لكن لا يبالي عمن حدث ، حدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به ، قال ابن معين : هذا كذب و باطل لا يحدث بهذا أحد يعقل ، و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 157 ) من طريق الخطيب ثم قال ابن الجوزي : يعقوب ، قال أحمد بن حنبل : لا يساوي شيئا . و تعقبه السيوطي ( 2 / 76 ) بنقول أوردها ، فيها توثيق ليعقوب هذا ، ثم لم يكشف القناع عن علة هذا الحديث الباطل و هي الانقطاع ، فقد قال الذهبي في ترجمة يعقوب : و أخطأ من قال : إنه روى عن هشام بن عروة ، لم يلحقه و لا كأنه ولد إلا بعد موت هشام ، ثم قال : و أردأ ما روى : عن رجل عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا هذا الحديث . قلت : و لعل هذا الرجل الذي لم يسم هو عبد الله بن محمد بن زاذان المدني و هو هالك كما يأتي ، فقد أخرج الحديث ابن عدي و من طريقه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 282 ) و كذا الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 33 / 2 ) من طريق عبد الله هذا عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به ، أورده ابن الجوزي من هذا الوجه أيضا و أعله بقوله : قال ابن عدي : عبد الله بن محمد بن زاذان له أحاديث غير محفوظة ، و قال الذهبي في " الميزان " : هالك ثم ساق له هذا الحديث من طريق ابن عدي ، قال الذهبي : هذا كذب ، و أقره الحافظ في " اللسان " . و للحديث طريق أخرى رواه الخطيب أيضا ( 1 / 258 ) من طريق إسماعيل بن محمد الطلحي عن سليم يعني المكي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به و أعله ابن الجوزي بقوله : لا يصح ، طلحة ، و سليم ، و الطلحي متروك . فتعقبه السيوطي ( 2 / 85 ) بقوله : قلت : الطلحي روى عنه ابن ماجه و وثقه مطين و ذكره ابن حبان في الثقات . قلت : كأن السيوطي يشير بهذا إلى أن علة الحديث ممن فوق الطلحي هذا ، و هو الصواب ، فإن سليما هذا هو ابن مسلم الخشاب ، قال النسائي : متروك الحديث ، و قال أحمد : لا يساوي حديثه شيئا ، و طلحة بن عمرو قال النسائي : متروك الحديث و قد أنكر عليه عبد الرحمن بن مهدي أحاديث حدث بها الناس على مصطبة فقال : أستغفر الله العظيم و أتوب إليه منها ! فقال له : اقعد على مصطبة و أخبر الناس فقال : أخبروهم عني ! ثم قال السيوطي : و قد سرق هذا الحديث أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهل الباهلي فرواه عن وهب بن بقية عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبيه عن عائشة ، أخرجه ابن عدي ( 318 / 1 ) و قال : الزهري لم يرو عن أبيه حرفا و الحديث باطل ، و الحمل فيه على أبي الحسن هذا فإنه كان ممن يضع الحديث إسنادا و متنا ، و يسرق من حديث الضعاف و يلزقها على قوم ثقات . تنبيه : أورد هذا الحديث الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 2 / 277 ) و لم يتكلم عليه بشيء هو و لا من نقله عنه و هو ابن حجر الهيتمي ! و هذا مما يدل على أن الشيخ العجلوني ليس من النقاد و إلا كيف يخفى عليه حال هذا الحديث الباطل . و قد قال الشيخ علي القاري في هذا الحديث ( ص 85 ) : لا يصح ، يعني أنه موضوع . و نقل ( ص 109 ) عن ابن القيم أن من علامات الحديث الموضوع أن يكون باطلا في نفسه فيدل بطلانه على أنه ليس من كلامه عليه الصلاة و السلام ، ثم ساق أحاديث هذا منها ، و قال : فإن اللعنة لا تقوم مقام الصدقة أبدا . (1/181) 105 - " من وافق من أخيه شهوة غفر الله له " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 222 ) : موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 436 ، 437 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 66 ) من طريق نصر بن نجيح الباهلي قال حدثنا عمر أبو حفص عن زياد النميري عن أنس بن مالك عن أبي الدرداء مرفوعا ، قال العقيلي : و نصر و عمر مجهولان بالنقل ، و الحديث غير محفوظ ، و من طريق العقيلي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 171 ) و قال : موضوع ، عمر متروك ، و أقره الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 11 ) و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 87 ) بقوله : قلت : أخرجه البزار و الطبراني و قال : أبو حفص لم يكن بالقوي . قلت : هذا القول فيه تساهل كثير فالرجل شديد الضعف حتى قال ابن خراش : كذاب يضع الحديث ، ثم ذكر له السيوطي شاهدا و هو الحديث الآتي ، و فيه متهم كما يأتي فلا قيمة لهذا التعقيب !. (1/182) 106 - " من أطعم أخاه المسلم شهوته حرمه الله النار " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 223 ) : موضوع . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " بإسناده إلى محمد بن عبد السلام حدثنا عبد الله بن مخلد بن خالد التميمي صاحب أبي عبيد حدثنا عبد الله بن المبارك عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به ، و قال البيهقي : هو بهذا الإسناد منكر . قلت : و علته محمد بن عبد السلام و هو ابن النعمان ، و قال ابن عدي : كان ممن يستحل الكذب . قلت : و هذا الحديث ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 87 ) شاهدا للحديث الذي قبله ، و قد تبين أنه موضوع أيضا ، و كلا الحديثين أوردهما في " الجامع الصغير " ! . (1/183) 107 - " من لذذ أخاه بما يشتهي كتب الله له ألف ألف حسنة ، و محى عنه ألف ألف سيئة ، و رفع له ألف ألف درجة و أطعمه الله من ثلاث جنات : جنة الفردوس ، و جنة عدن ، و جنة الخلد " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 224 ) : موضوع . أورده الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 11 ) جازما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! و قال السبكي في " الطبقات " : إنه لم يجد له إسنادا ، و أما العراقي فقال في " تخريج الإحياء " : و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية محمد ابن نعيم عن أبي الزبير عن جابر ، و قال أحمد بن حنبل : هذا باطل كذب ، و كذا في " الميزان " و " اللسان " . قلت : لكن ابن الجوزي إنما أورد الحديث ( 2 / 172 ) إلى قوله : ( ألف ألف حسنة ) دون باقيه ، و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 87 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 262 / 2 ) و أورده موفق الدين بن قدامة في " المنتخب " ( 10 / 196 / 1 ) و نقل عن أحمد أنه قال : هذا كذب هذا باطل . (1/184) 108 - " كان يأكل العنب خرطا " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 224 ) : موضوع . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 280 / 1 ) ، و من طريق البيهقي في " الشعب " ( 2 / 201 / 1 ) بسنده عن سليمان بن الربيع عن كادح بن رحمة حدثنا حصين بن نمير عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس عن العباس مرفوعا ، و قال ابن عدي : و كادح عامة ما يرويه غير محفوظ و لا يتابع عليه في أسانيده و لا في متونه ، و من طريق ابن عدي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 287 ) و قال : حسين ليس بشيء و كادح كذاب ، و سليمان ضعفه الدارقطني ، ثم ساقه البيهقي و ابن الجوزي من طريق العقيلي بسنده عن داود بن عبد الجبار أبي سليمان الكوفي حدثنا الجارود عن حبيب بن يسار عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل العنب خرطا ، قال العقيلي ( 2 / 34 ) : لا أصل له ، و داود ليس بثقة و لا يتابع عليه . قلت : و من طريقه رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 110 / 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 174 / 2 ) و به تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 211 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني من هذا الطريق و أخرجه البيهقي في " الشعب " من الطريقين ثم قال : ليس فيه إسناد قوي ، و اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء " على تضعيفه . قلت : و هذا تعقيب لا طائل تحته ، فإن تضعيف العراقي و البيهقي إجمالي لا تفصيل فيه و إعلال الذين قبلهما مفصل ، فهو يقضي على المجمل ، و داود المذكور قال فيه ابن معين : ليس بثقة ، و قال مرة : يكذب ، فمثله لا يصلح شاهدا لحديث كادح الكذاب . و لهذا أقر الذهبي ثم العسقلاني العقيلي على قوله : لا أصل له ، فإيراد السيوطي لحديث ابن عباس في " الجامع الصغير " مما لا يتفق مع شرطه ! . (1/185) 109 - " عمل الأبرار من الرجال من أمتي الخياطة ، و عمل الأبرار من أمتي من النساء المغزل " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 226 ) : موضوع . رواه ابن عدي ( 153 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 303 ) و ابن عساكر ( 15 / 261 / 1 ) عن أبي داود النخعي سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا ، و قال ابن عدي : هذا مما وضعه سليمان بن عمرو على أبي حازم ، و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لرواية تمام و الخطيب و ابن عساكر عن سهل بن سعد و هو في " تاريخ بغداد " ( 9 / 15 ) من طريق أبي داود النخعي هذه ، و قال المناوي في شرحه على " الجامع الصغير " : و ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه الخطيب خرجه و أقره ، و الأمر بخلافه ، بل قدح في سنده فتعقبه بأن أبا داود النخعي أحد رواته كذاب وضاع دجال ، و بسط ذلك بما يجيء منه أنه أكذب الناس ، و جزم الذهبي في " الضعفاء " بأنه كذاب دجال ، و في " الميزان " عن أحمد : كان يضع الحديث ، و عن يحيى : كان أكذب الناس ، ثم سرد له أحاديث هذا منها ، و وافقه في " اللسان " و حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يتعقبه المؤلف إلا بإيراد حديث تمام و قال : موسى متروك ، و لم يزد على ذلك . قلت : ذكر السيوطي هذا في " اللآليء " ( 2 / 154 ) و كذا في " الفتاوى " له ( 2 / 107 ) من رواية تمام بإسناده عن موسى بن إبراهيم المروزي حدثنا مالك بن أنس عن أبي حازم به ، و موسى بن إبراهيم المروزي قد كذبه يحيى فلا يفرح بمتابعته ، و لهذا أورد الحديث ابن عراق في الفصل الأول من المعاملات من كتابه " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 294 / 2 ) ، و هذا الفصل قد نص في مقدمة الكتاب أنه يورد فيه ما حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يخالف فيه ، و قد قال الذهبي في هذا الحديث : قبح الله من وضعه ! ذكره في ترجمة أبي داود هذا الكذاب ، و من أحاديثه : (1/186) 110 - " لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 227 ) : موضوع . عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لرواية الحكيم عن أبي هريرة . قلت : و صرح الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوى " ( 202 / 2 ) بأن سنده ضعيف ، و هو أشد من ذلك فقد قال الشارح المناوي : رواه في " النوادر " عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته و هو في الصلاة ، فذكره ، قال الزين العراقي في " شرح الترمذي " : و سليمان بن عمرو هو أبو داود النخعي متفق على ضعفه ، و إنما يعرف هذا عن ابن المسيب ، و قال في " المغني " ( 1 / 151 ) : سنده ضعيف ، و المعروف أنه من قول سعيد ، رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " ، و فيه رجل لم يسم ، و قال ولده : فيه سليمان بن عمرو مجمع على ضعفه ، و قال الزيلعي : قال ابن عدي أجمعوا على أنه يضع الحديث . قلت : رواه موقوفا على سعيد عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 213 / 1 ) : أنا معمر عن رجل عنه به و هذا سند ضعيف لجهالة الرجل . و صرح عبد الرزاق في " المصنف " ( 2 / 226 ) باسمه فقال : ... عن أبان ... و هو ضعيف أيضا . قلت : فالحديث موضوع مرفوعا ، ضعيف موقوفا بل مقطوعا ، ثم وجدت للموقوف طريقا آخر فقال أحمد في " مسائل ابنه صالح " ( ص 83 ) : حدثنا سعيد بن خثيم قال حدثنا محمد بن خالد عن سعيد بن جبير قال : نظر سعيد إلى رجل و هو قائم يصلي . . إلخ . قلت : و هذا إسناد جيد ، يشهد لما تقدم عن العراقي أن الحديث معروف عن ابن المسيب . (1/187) 111 - " كذب النسابون ، قال الله تعالى : و قرونا بين ذلك كثيرا " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 228 ) : موضوع . أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن سعد و ابن عساكر عن ابن عباس و أورده فيما بعد بلفظ : " كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبته معد بن عدنان بن أد ثم يمسك و يقول : كذب النسابون ... " و قال : رواه ابن سعد عن ابن عباس . و سكت عليه شارحه المناوي في الموضعين ، و كأنه لم يطلع على سنده ، و إلا لما جاز له ذلك ، و قد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 1 / 28 ) قال : أخبرنا هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا بتمامه . قلت : و هشام هذا هو ابن محمد بن السائب الكلبي النسابة المفسر و هو متروك كما قال الدارقطني و غيره و ولده محمد بن السائب شر منه قال الجوزجاني و غيره : كذاب ، و قد اعترف هو نفسه بأنه يكذب ، فروى البخاري بسند صحيح عن سفيان الثوري قال : قال لي الكلبي : كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب ! . قلت : كذا في " الميزان " و فيه سقط أو اختصار يمنع نسبة الاعتراف بالكذب إلى الكلبي ، كما سيأتي بيانه في الحديث ( 5449 ) . و قال ابن حبان : مذهبه في الدين و وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير ، و أبو صالح لم ير ابن عباس ، و لا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف ، لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به ؟ ! ، و من هذه الطريق أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 197 / 1 ، 198 / 2 ) من مخطوطة ظاهرية دمشق . (1/188) 112 - " الجراد نثرة حوت في البحر " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 229 ) : موضوع . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 292 ) من طريق زياد بن عبد الله بن علاثة عن موسى بن محمد ابن إبراهيم عن أبيه عن جابر و أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على الجراد قال : " اللهم أهلك كباره و اقتل صغاره ، و أفسد بيضه و اقطع دابره ، و خذ بأفواهها عن معايشنا و أرزاقنا إنك سميع الدعاء " ، فقال رجل : يا رسول الله كيف تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره ؟ فقال : " إن الجراد .. " . قلت : و هذا سند ضعيف جدا موسى بن محمد هذا هو التيمي المدني و هو منكر الحديث كما قال النسائي و غيره و قد ساق له الذهبي من مناكيره هذا الحديث ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 14 ) من رواية موسى هذا ، ثم قال : لا يصح ، موسى متروك و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 333 ) فلم يتعقبه بشيء إلا قوله : قلت : أخرجه ابن ماجه ، و مع هذا فقد أورده في " الجامع الصغير " ! ، ثم رأيت ابن قتيبة أخرجه في " غريب الحديث " ( 3 / 114 ) من رواية أبي خالد الواسطي عن رجل عن ابن عباس موقوفا عليه ، و هذا مع أنه موقوف و هو به أشبه فإن سنده واه جدا ، لأن أبا خالد هذا و هو عمرو بن خالد متروك و رماه وكيع بالكذب . قلت : و يشبه أن يكون هذا الحديث من الإسرائيليات . (1/189) 113 - " اتقوا مواضع التهم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 230 ) : لا أصل له . أورده الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 31 ) و قال مخرجه الحافظ العراقي ، لم أجد له أصلا ، و كذا قال السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) ، و قد روي موقوفا نحوه فانظر " شرح الإحياء " للزبيدي ( 7 / 283 ) . (1/190) 114 - " من ربى صبيا حتى يقول : لا إله إلا الله لم يحاسبه الله عز وجل " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 231 ) : موضوع . أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 75 ) و ابن عدي ( 162 / 2 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 163 / 2 ) من طريق أبي عمير عبد الكبير ابن محمد بن عبد الله من ولد أنس عن سليمان الشاذكوني حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع عبد الكريم هذا و شيخه الشاذكوني كلاهما متهم بالكذب و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 178 ) من طريق ابن عدي بسنده عن عبد الكبير به و قال : لا يصح ، قال ابن عدي : لعل البلاء فيه من أبي عمير ، قال : و قد رواه إبراهيم بن البراء عن الشاذكوني ، و إبراهيم حدث بالبواطيل ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 90 / 91 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني في " الأوسط " عن عبد الكبير به ، و له طريق آخر . قلت : ثم ساقه من رواية الخلعي بسنده إلى أبي على الحسن بن علي بن الحسن السريرى الأعسم حدثني أشعث بن محمد الكلاعي حدثنا عيسى بن يونس به ثم قال : و أشعث في الأصل : أشعب في الموضعين و هو خطأ ضعيف . قلت : و هذا تعقب لا طائل تحته فإن أشعث هذا لا يعرف إلا في هذا السند و من أجله أورده في " الميزان " ثم قال : أتى بخبر موضوع يشير إلى هذا ، و أقره الحافظ في " اللسان " ، و في ترجمة إبراهيم بن البراء من " الميزان " : قال العقيلي : يحدث عن الثقات بالبواطيل ، و قال ابن حبان : يحدث عن الثقات بالموضوعات ، لا يجوز ذكره إلا على سبيل القدح فيه ، ثم قال : هو الذي روى عن الشاذكوني عن الدراوردي كذا عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا : " من ربي صبيا حتى يتشهد وجبت له الجنة " ، و هذا باطل . قال الذهبي : قلت : أحسب أن إبراهيم بن البراء هذا الراوي عن الشاذكوني آخر صغير ، و قال الحافظ في " اللسان " : إبراهيم بن البراء عن سليمان الشاذكوني بخبر باطل عن الدراوردي ... الظاهر أنه غير الأول ، و الشاذكوني هالك ، و أما ابن حبان فجعلهما واحدا . قلت : فقد اتفقت كلمات هؤلاء الحفاظ ابن حبان و ابن عدي و الذهبي و العسقلاني على أن هذا الحديث باطل ، و جعلوا بطلانه دليلا على اتهام كل من رواه من الضعفاء و المجهولين ، بعكس ما صنع السيوطي من محاولته تقوية الحديث بوروده من الطريق الأخرى التي فيها أشعث الذي أشار الذهبي إلى اتهامه بهذا الحديث فتأمل الفرق بين من ينقد و من يجمع ! . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني و ابن عدي و تعقبه شارحه المناوي بمختصر ما ذكرناه عن الذهبي و العسقلاني من أنه حديث باطل ثم تناقض المناوي فاقتصر في " التيسير " على تضعيف إسناده ! . (1/191) 115 - " أذيبوا طعامكم بذكر الله و الصلاة ، و لا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 233 ) : موضوع . أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 19 - 20 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 57 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 40 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 96 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( ص 156 رقم 482 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 211 / 1 ) من طريق بزيع أبي الخليل : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، قال العقيلي : بزيع لا يتابع عليه ، و قال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى : و هذه الأحاديث مناكير كلها لا يتابعه عليها أحد ، و قال البيهقي : هذا منكر تفرد به بزيع و كان ضعيفا . و قال الذهبي في " الميزان " : متهم ، قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات كأنه المتعمد لها ، روى عن هشام عن أبيه عن عائشة هذا الحديث و في " اللسان " : قال البرقاني عن الدارقطني : متروك . قلت : له عن هشام عجائب ، قال : هي بواطيل ، ثم قال : كل شيء له باطل . و قال الحاكم : يروي أحاديث موضوعة ، و يرويها عن الثقات ، و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 69 ) من هذا الوجه برواية ابن عدي و من روايته أيضا ( 37 / 2 ) من طريق أصرم بن حوشب حدثنا عبد الله بن إبراهيم الشيباني عن هشام بن عروة به ، و قال ابن الجوزي : موضوع ، بزيع متروك و أصرم كذاب ، قال ابن عدي : هو معروف ببزيع ، فلعل أصرم سرقه منه ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 3 / 254 ) بقوله : أخرجه من الطريق الأول الطبراني في " الأوسط " و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " و أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في " الشعب " و قال : تفرد به بزيع و كان ضعيفا ، و أخرجه من الطريق الثاني ابن السني في " الطب " و اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء " على تضعيفه ، قال المناوي في " شرح الجامع " : و أنت خبير بأن هذا التعقب أوهى من بيت العنكبوت و صدق رحمه الله . و اعلم أن أسعد الناس بهذا الحديث المكذوب هم أولئك الأكلة الرقصة الذين يملؤون بطونهم بمختلف الطعام و الشراب ، ثم يقومون آخذا بعضهم بيد بعض يذكرون الله تعالى - زعموا - يميلون يمنة و يسرة و أماما و خلفا ، و ينشدون الأشعار الجميلة بالأصوات المطربة حتى يذوب ما في بطونهم ؟ و مع ذلك فهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ! و صدق من قال : متى علم الناس في ديننا بأن الغنا سنة تتبع و أن يأكل المرء أكل الحمار و يرقص في الجمع حتى يقع و قالوا : سكرنا بحب الإله و ما أسكر القوم إلا القصع كذاك البهائم إن أشبعت يرقصها ريها و الشبع فيا للعقول و يا للنهى ألا منكر منكم للبدع تهان مساجدنا بالسماع و تكرم عن مثل ذاك البيع (1/192) 116 - " تعشوا و لو بكف من حشف ، فإن ترك العشاء مهرمة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 235 ) : ضعيف جدا . أخرجه الترمذي ( 3 / 100 ) و القضاعي ( 63 / 1 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن عبد الملك بن علاق عن أنس مرفوعا ، و قال الترمذي : هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه عنبسة يضعف في الحديث ، و عبد الملك ابن علاق مجهول . قلت : و عنبسة هذا ، قال أبو حاتم : كان يضع الحديث كما في " الميزان " للذهبي و ساق له أحاديث هذا أحدها ، و الحديث رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 214 - 215 ) و الخطيب ( 3 / 396 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن مسلم كذا عن أنس به . و قال أبو محمد بن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 11 ) : قرأ علينا أبو زرعة كتاب الأطعمة فانتهى إلى حديث كان حدثهم قديما إسماعيل بن أبان الوراق عن عنبسة بن عبد الرحمن عن علاق بن مسلم كذا عن أنس بن مالك به ، قال أبو زرعة : ضعيف ، و لم يقرأ علينا . ثم رأيته في " الكامل " لابن عدي ( 232 / 2 ) رواه على وجه آخر من طريق عبد الرحمن بن مسهر البغدادي عن عنبسة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن ابن أنس بن مالك عن أبيه مرفوعا و قال : ابن مسهر هذا مقدار ما يرويه لا يتابع عليه و هذا الحديث لعله لم يؤت من قبله ، و إنما أتي من قبل عنبسة لأنه ضعيف ، و الحديث عن موسى غير محفوظ . قلت : فتبين من الروايات أن عنبسة كان يضطرب في إسناده ، فمرة يقول : عبد الملك بن علاق و مرة مسلم و لا ينسبه ، و أخرى علاق بن مسلم و تارة عن موسى بن عقبة عن ابن أنس و هذا ضعف آخر في الحديث و هو الاضطراب في سنده . و أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 12 ) و من قبله ابن الجوزي ( 3 / 36 ) و ذكره من طريق الترمذي و نقل كلامه عليه و لم يزد فتعقبه السيوطي ( 2 / 255 ) بقوله : قلت : ورد من حديث جابر ، قال ابن ماجه : حدثنا محمد بن عبد الله الرقي حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن عبد الله بن باباه المخزومي حدثنا عبد الله بن ميمون عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدعوا العشاء و لو بكف من تمر فإن تركه يهرم " ، و وجدت لحديث أنس طريقا آخر قال ابن النجار في تاريخه " . قلت : ثم ساق إسناده من طريق أبي الهيثم القرشي عن موسى بن عقبة عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد لا يفرح به ! قال الذهبي في " الميزان " : أبو الهيثم القرشي عن موسى بن عقبة ، قال أبو الفتح الأزدي : كذاب ، و كذا في " اللسان " ، و أما حديث جابر فهو عند ابن ماجه ( 2 / 322 ) بالسند المذكور و هو ضعيف جدا إبراهيم ابن عبد السلام أحد المتروكين كما في " تهذيب التهذيب " و في " الميزان " : ضعفه ابن عدي و قال عندي أنه يسرق الحديث ، و عبد الله بن ميمون إن كان هو القداح فهو متروك ، و إن كان غيره فهو مجهول ، و قد رجح الأول الحافظ ابن حجر في " التقريب " و رجح الآخر المزي في " التهذيب " قال : لأن القداح لم يدرك ابن المنكدر إن كان إبراهيم بن عبد السلام في روايته عنه صادقا ! . (1/193) 117 - " من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه و إذا رفع " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 237 ) : منكر . رواه ابن ماجه ( 3260 ) و أبو الشيخ في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم و آدابه " ( ص 235 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 275 / 1 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 153 / 2 ) من طرق عن كثير بن سليم عن أنس مرفوعا . أورده ابن عدي في ترجمة كثير هذا ، و قال بعد أن ساق له أحاديث أخرى عن أنس : و هذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة . قلت : و قد اتفقوا على تضعيف كثير هذا ، بل قال فيه النسائي : متروك و قد أعله البوصيري في " الزوائد " بعلة أخرى فقال : جبارة و كثير ضعيفان ، و فاته أن جبارة لم يتفرد به ، فقد توبع عليه كما أشرنا إليه ، بقولنا من طرق ، و في " العلل " لابن أبي حاتم ( 2 / 11 ) قال أبو زرعة : هذا حديث منكر ، و امتنع عن قراءته فلم يسمع منه . و المشهور في هذا الباب - على ضعفه ! - الحديث الآتي رقم ( 168 ) ، " بركة الطعام الوضوء قبله و بعده " ، فراجعه . (1/194) 118 - " لا تنتفعوا من الميتة بشيء " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 238 ) : ضعيف . رواه ابن وهب في مسنده عن زمعة بن صالح عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا ، و زمعة فيه مقال ، كذا في " نصب الراية " ( 1 / 122 ) . قلت : و من طريق ابن وهب أخرجه الطحاوى في " شرح معاني الآثار " ( 1 / 271 ) بهذا السند عن جابر قال : بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه ناس فقالوا : يا رسول الله إن سفينة لنا انكسرت ، و إنا وجدنا ناقة سمينة ميتة فأردنا أن ندهن بها سفينتنا و إنما هي عود و هي على الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ، و هذا إسناد ضعيف و له علتان : الأولى : زمعة هذا قال الحافظ في " التقريب " و في " التلخيص " ( 1 / 297 ) : ضعيف . الأخرى : عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسا . و مما سبق تعلم أن قول الشيخ سليمان حفيد محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في حاشيته على " المقنع " ( 1 / 20 ) : رواه الدارقطني بإسناد جيد ، غير جيد ، على أنني في شك كبير من عزوه للدارقطني فإني لم أره في " سننه " ، و هو المراد عند إطلاق العزو إليه و لم أجد من عزاه إليه غير الشيخ هذا ، و ابن الجوزي لما أورده في " التحقيق " ( 15 / 1 ) لم يعزه لأحد مطلقا بل قال : رواه أصحابنا من حديث جابر ، و لو كان عند الدارقطني لعزاه إليه كما هي عادته ، و إنما عزاه الموفق بن قدامة في " المغني " ( 1 / 67 ) لأبي بكر الشافعي بإسناده عن أبي الزبير عن جابر ، قال : و إسناده حسن . و قال الحافظ في " التلخيص " ( 1 / 297 ) بعد أن ذكره من طريق زمعة : رواه أبو بكر الشافعي في " فوائده " من طريق أخرى ، قال الشيخ الموفق : إسناده حسن . قلت : قد علمت مما نقلته عن الموفق أنه من طريق أبي الزبير أيضا عن جابر و علمت علته مما بينا ، فالإسناد ضعيف على كل حال ، و قد راجعت فوائد أبي بكر الشافعي رواية ابن غيلان عنه ، فلم أجد الحديث فيه ، لكن في النسخة نقص هو الجزء الأول و أوراق من أجزاء أخرى ، كما راجعت من حديثه أجزاء أخرى فلم أعثر عليه و الله أعلم . و إنما صح الحديث بلفظ : " لا تنتفعوا من الميتة بإهاب و لا عصب " ، و في ثبوته خلاف كبير بين العلماء ، لكن الراجح عندنا صحته كما حققناه في كتابنا " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " ( رقم 38 ) . و الفرق بينه و بين هذا الحديث الضعيف واضح ، و هو أنه خاص بالإهاب ( و هو الجلد قبل الدبغ ) و العصب فلا يصح الانتفاع بهما إلا بعد دبغهما لقوله صلى الله عليه وسلم : " كل إهاب دبغ فقد طهر " ، و هذا عام يشمل الشعر و الصوف و العظم و القرن و نحو ذلك ، و ليس هناك ما يدل على عدم الانتفاع بها إلا هذا الحديث الضعيف ، و لا تقوم به حجة و الأصل الإباحة ، فلا ينقل منها إلا بنقل صحيح و هو معدوم . ( تنبيه ) : كنت قد أعللت الحديث بضعف زمعة بن صالح و عنعنة أبي الزبير و بأنه مخالف للحديث الصحيح المخرج في " الإرواء " ثم وجدت تصريح أبي الزبير بالسماع في مطبوعة جديدة قيمة من آثار السلف و وجدت له شاهدا قويا من حديث عبد الله بن عكيم بهذا اللفظ كنت خرجته في " الإرواء " فأعدت النظر في إسناده فتأكدت من صحته فأخرجته مع حديث أبي الزبير في " الصحيحة " ( 3133 ) . ( تنبيه ) : كان هنا بهذا الرقم حديث " يا نساء المؤمنات عليكن بالتهليل و التكبير ، و لا تغفلن فتنسين الرحمة " الحديث ، ثم وجدت له شاهدا موقوفا على عائشة له حكم المرفوع فبدا لي أنه لا يليق إيراده هنا مع هذا الشاهد و قد ذكرته في رسالة " الرد على التعقب الحثيث " و ليت الذين يردون علينا يفيدوننا مثل هذه الفائدة حتى نبادر إلى الرجوع إلى الصواب ، مع الاعتراف لهم بالشكر و الفضل ، و المعصوم من عصمه الله عز وجل . (1/195) 119 - " عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله بهلاك القرى " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 240 ) : موضوع . رواه ابن ماجه ( 2 / 48 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 176 / 1 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 12 / 238 / 1 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن زاد ابن الأعرابي : الحراني ، حدثنا علي بن عروة عن المقبري عن أبي هريرة قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم ، و أمر الفقراء باتخاذ الدجاج و قال : فذكره ، قال السندي في " حاشيته على ابن ماجه " : و في " الزوائد " : في إسناده علي بن عروة تركوه ، و قال ابن حبان : يضع الحديث و عثمان بن عبد الرحمن مجهول ، و المتن ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال الذهبي في " الميزان " : و كذبه صالح جزرة و غيره لأنه روى هذا الحديث . قلت : و قول البوصيري في " الزوائد " : إن عثمان بن عبد الرحمن مجهول ، ليس كذلك ، بل هو معروف و هو الحراني كما صرح به ابن الأعرابي في روايته ، و قد قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء و المجاهيل ، و ضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب ، و قد وثقه ابن معين . قلت : و ابن الجوزي أورده ( 2 / 304 ) من طريق ابن عدي ( 5 / 1851 ) بسنده إلى علي بن عروة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا به دون قوله " عند اتخاذ ... " ثم رواه ابن الجوزي من طريق العقيلي بسنده إلى غياث بن إبراهيم عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس به ، ثم قال : لا يصح ، علي بن عروة و غياث يضعان الحديث ! و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 227 ) بقوله ، قلت : له طريق آخر ، ثم ساق طريق ابن ماجه المذكور الذي فيه علي بن عروة الوضاع ! ، و لذلك صرح ابن عراق ( 325 / 1 ) بضعف هذا التعقب ، و الحديث في " الضعفاء " للعقيلى ( 351 ) مثل رواية ابن عدي و قال : غياث قال ابن معين : كذاب ليس بثقة و لا مأمون و قال البخاري : تركوه ، و قد تابعه من هو دونه أو مثله . (1/196) 120 - " يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما نضجت تلك النار ، و من أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح ، و من سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة ، و من سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد ، فكأنما أحياها " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 242 ) : ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 92 ) من طريق علي بن غراب عن زهير بن مرزوق عن على بن زيد ابن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : " الماء و الملح و النار " ، قالت : قلت : يا رسول الله هذا الماء قد عرفناه فما بال الملح و النار ؟ قال : " يا حميراء ... " و هذا سند ضعيف ، علي بن غراب مدلس ، و قد عنعنه ، و زهير بن مرزوق قال ابن معين : لا أعرفه ، و قال البخاري : منكر الحديث ، مجهول ، و ساق له الذهبي هذا الحديث ، و علي بن زيد بن جدعان فيه ضعف ، و الحديث رواه الطبراني في " الأوسط " من طريق ابن زهير هذا كما في " المجمع " ( 3 / 133 ) ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 170 ) الشطر الثاني منه من طريق أخرى عن عائشة و قال : قال ابن عدي : موضوع آفته أحمد بن محمد بن علي بن الحسين بن شفيق ، فتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 85 ) بطريق ابن ماجه هذه و ليس فيها أحمد هذا و أورده من حديث أنس و أعله بصالح بن بيان ، قال الدارقطني : متروك و أقره السيوطي . قلت : و قد وجدت للحديث طريقا ثالثا أخرجه الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 153 ) من طريق عبيد بن واقد عن عرضي بن زياد السدوسي عن شيخ من عبد قيس عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف أيضا ، عبيد ضعيف و عرضي بن زياد لم أجد من ترجمه ، و شيخه مجهول لم يسم . (1/197) 121 - " قل ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال ، أو أخ يوثق به " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 243 ) : ضعيف جدا أو موضوع . أخرجه أبو نعيم ( 4 / 94 ) من طريق محمد بن سعيد الحراني حدثنا أبو فروة الرهاوي حدثنا أبي حدثنا محمد بن أيوب الرقى عن ميمون بن مهران عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا محمد بن سعيد الحراني قال النسائي : لا أدري ما هو و أبو فروة الرهاوي اسمه يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد ، ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 288 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أبوه محمد بن يزيد قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 128 ) : سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بالمتين ، هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلا صالحا لم يكن من أحلاس الحديث ، صدوق ، و كان يرجع إلى ستر و صلاح ، و كان النفيلي يرضاه ، و قال البخاري : يروي عن أبيه مناكير ، و قال النسائي : ليس بالقوي ، و محمد بن أيوب الرقي ، قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 197 ) : سألت أبي عنه ؟ فقال : ضعيف الحديث . قلت : و بهذا ترجمه الذهبي في " الميزان " ، ثم قال عقبه : محمد بن أيوب الرقي آخر ، عن مالك بخبر باطل ، و عنه زهير بن عباد ، ثم أعاده بعد خمس تراجم فقال : محمد بن أيوب عن مالك بن أنس ، قال ابن حبان : يضع الحديث ، ثم ساق ابن حبان له خبرا باطلا في فضل أويس ، و قال الحافظ في " اللسان " عقب هذه الترجمة : محمد ابن أيوب الرقي عن ميمون بن مهران و عنه محمد بن يزيد بن سنان ، قال أبو حاتم ضعيف الحديث ، و فرق النباتي بينه و بين الراوي عن مالك ، و الذي يظهر لي أنهما واحد . (1/198) 122 - " نهى عن الغناء ، و الاستماع إلى الغناء ، و نهى عن الغيبة ، و عن الاستماع إلى الغيبة ، و عن النميمة ، و عن الاستماع إلى النميمة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 245 ) : ضعيف جدا . أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 8 / 226 ) و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " مفرقا كما في " المجمع " ( 8 / 91 ) و أبو نعيم ( 4 / 93 ) دون ذكر الغناء ، كلهم من طريق فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و الفرات هذا قال النسائي و الدارقطني : متروك ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال أحمد : هو قريب من محمد بن الطحان في ميمون يتهم بما يتهم به ذاك . قلت : و الطحان هذا هو ابن زياد اليشكري و قد كذبه أحمد و غيره ، و قد تقدم له بعض الأحاديث فانظر الأحاديث ( 16 - 19 ) ، و عليه فالفرات هذا متهم عند أحمد . و الحديث عزاه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 127 ) للطبراني ثم قال : و هو ضعيف ، و قال الهيثمي : و فيه فرات بن السائب و هو متروك ، و في تحريم النميمة و الغيبة أحاديث صحيحة تغني عن هذا الحديث الضعيف فراجع إن شئت " الترغيب " ( 3 / 296 - 303 ) . و أما الغناء فليس كله حراما بل ما كان منه في وصف الخدود و الخصور و الخمور و نحو ذلك فحرام قطعا ، و ما خلا من ذلك فالإكثار منه مكروه ، و أما آلات الطرب فهي محرمة لقوله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " .. الحديث ، أخرجه البخاري تعليقا و وصله أبو داود ( 2 / 174 ) و غيره بسند صحيح ، و قد ضعفه ابن حزم بدون حجة ، و لي رسالة في الرد عليه ، أسأل الله تيسير نشرها ، ثم نشرت الحديث و تكلمت على تضعيف ابن حزم له ، و بينت صحته في " سلسلة الأحاديث " فراجعها برقم ( 91 ) . (1/199) 123 - " إن الله يسأل عن صحبة ساعة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 246 ) : اشتهر هكذا على الألسنة و لا أعرفه بهذا اللفظ . و هو بمعنى الحديث الآتي و هو : (1/200) 124 - " ما من صاحب يصحب صاحبا و لو ساعة من نهار إلا سئل عن صحبته هل أقام فيها حق الله أم أضاعه ؟ " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 247 ) : موضوع . أورده الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 154 ) جازما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم بلفظ : " إنه دخل غيضة مع بعض أصحابه فاجتنى منه سواكين أحدهما معوج و الآخر مستقيم فدفع المستقيم إلى صاحبه فقال له : يا رسول الله كنت والله أحق بالمستقيم مني فقال : ..." فذكره ، قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " :لم أقف له على أصل ، و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 156 ) . و أقول : قد وجدت له أصلا و لكنه موضوع لأنه من رواية أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي ، قال ابن أبي حاتم في ترجمته ( 1 / 1 / 71 ) : سألت أبي عنه فقال : قدم علينا ، و كان كذابا ، و كتبت عنه ، و لا أحدث عنه ، فقال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : روى عن عمر بن يونس - يعني جده - عن أبيه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل غيضة فاجتنى سواكين أحدهما مستقيم ، قلت : فذكر الحديث بتمامه إلا أنه قال : " إنه ليس من صاحب يصاحب صاحبا و لو ساعة إلا سأله الله عن مصاحبته إياه " . قلت : أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 143 ـ 144 ) ، و رواه الطبري ( 5 / 53 ) عن فلان عن الثقة عنده مرفوعا نحوه ، و هذا مرسل ضعيف . (1/201) 125 - " سوء الخلق ذنب لا يغفر ، و سوء الظن خطيئة تفوح " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 / 247 ) : باطل لا أصل له . و قد أورده الغزالي ( 3 / 45 ) جازما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم و إذا جاز أن يخفى عليه بطلانه من الناحية الحديثية فلست أدري كيف خفي عليه بطلانه من الناحية الفقهية ! فإن الحديث معارض تمام المعارضة لقوله تعالى : *( إن الله لا يغفر أن يشرك به ، و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )* ، و لعل في هذا عبرة لمن يتساهلون برواية الأحاديث و نسبتها إليه صلى الله عليه وسلم دون أن يتثبتوا من صحتها على طريقة المحدثين جزاهم الله عن المسلمين خيرا . و هذا الحديث أورده السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) في فصل الأحاديث التي لم يجد لها إسنادا مما وقع في كتاب " الإحياء " ، و أما الحافظ العراقي فإنه استشهد له في تخريجه إياه بالحديث الآتي و هو : (1/202) 126 - " ما من شيء إلا له توبة ، إلا صاحب سوء الخلق ، فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 248 ) : موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 114 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 151 / 1 ) من طريق عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال الطبراني : لم يروه عن يحيى إلا عمرو ، و لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد . قلت : و هو موضوع ، فإن عمرا هذا قال النقاش : أحاديثه موضوعة و كذبه يحيى بن معين و قال ابن عدي : كان يتهم بالوضع ، و منه تعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 45 ) بعد أن عزاه للطبراني : و إسناده ضعيف ، قصور إلا أن يلاحظ أن الموضوع من أنواع الضعيف كما هو مقرر في المصطلح . و قال الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 25 ) : رواه الطبراني في " الصغير " ، و فيه عمرو بن جميع و هو كذاب . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " برواية أبي الفتح الصابوني في " الأربعين " عن عائشة و يعترض عليه من وجهين . الأول : إيراده فيه مع أنه ليس على شرطه لتفرد الكذاب به ! الآخر : اقتصاره في العزو على الصابوني فأوهم أنه ليس عند من هو أشهر منه ! ثم إن الحديث أورده العراقي شاهدا للحديث الذي قبله و ليس بصواب لأمرين . الأول : أنه ليس فيه " أن سوء الخلق ذنب لا يغفر " . الآخر : أنه ليس فيه : " و سوء الظن خطيئة تفوح " و هو تمام الحديث قبله . (1/203) 127 - " صلاة بعمامة تعدل خمسا و عشرين صلاة بغير عمامة ، و جمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة بغير عمامة ، إن الملائكة ليشهدون الجمعة معتمين ، و لا يزالون يصلون على أصحاب العمائم حتى تغرب الشمس " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 249 ) : موضوع . أخرجه ابن النجار بسنده إلى محمد بن مهدي المروزي أنبأنا أبو بشر بن سيار الرقي حدثنا العباس بن كثير الرقي عن يزيد بن أبي حبيب قال : قال لي مهدي بن ميمون : دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر و هو يعتم ، فقال لي : يا أبا أيوب ألا أحدثك بحديث تحبه و تحمله و ترويه ؟ قلت : بلى ، قال : دخلت على عبد الله بن عمر و هو يعتم فقال : يا بني أحب العمامة ، يا بني اعتم تجل و تكرم و توقر ، و لا يراك الشيطان إلا ولى هاربا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره ، قال الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان " ( 3 / 244 ) : هذا حديث موضوع و لم أر للعباس بن كثير في " الغرباء " لابن يونس و لا في " ذيله " لابن الطحان ذكرا ، و أما أبو بشر بن سيار فلم يذكره أبو أحمد الحاكم في " الكنى " و ما عرفت محمد بن مهدي المروزي ، و لا مهدي بن ميمون الراوي للحديث المذكور عن سالم و ليس هو البصري المخرج في " الصحيحين " و لا أدري ممن الآفة . و نقله السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 110 ) و أقره و تبعه ابن عراق ( 159 / 2 ) . ثم ذكر السيوطي أنه أخرجه ابن عساكر في " تاريخه " من طريق عيسى بن يونس و الديلمي من طريق سفيان بن زياد المخرمي كلاهما عن العباس بن كثير به . قلت : ثم ذهل عن هذا السيوطي فأورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن ابن عمر ، و تعقبه المناوي في شرحه بأن ابن حجر قال : إنه موضوع و نقله عنه السخاوي و ارتضاه . قلت : و لو تعقبه بما نقله السيوطي نفسه في " الذيل " عن ابن حجر كان أولى كما لا يخفى ، و كلام السخاوي المشار إليه في " المقاصد " ( ص 124 ) . و نقل الشيخ على القاري في " موضوعاته " ( ص 51 ) عن المنوفي أنه قال : هذا حديث باطل . ثم تعقبه القاري بأن السيوطي أورده في " الجامع الصغير " مع التزامه بأنه لم يذكر فيه الموضوع و نقل العجلوني نحوه عن النجم . قلت : و هذا تعقب باطل تغني حكايته عن إطالة الرد عليه ، و ما جاءهم ذلك إلا من حسن ظنهم بعلم السيوطي ، و عدم معرفتهم بما في " الجامع الصغير " من الأحاديث الموضوعة التي نص هو نفسه في غير " الجامع " على وضع بعضها كهذا الحديث و غيره مما سبق و يأتي ، فكن امرءا لا يعرف الحق بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف الرجال . و قد علمت مما سبق أن الحافظ ابن حجر إنما حكم بوضع هذا الحديث من قبل ما فيه من مبالغة في الفضل لأمر لا يشهد له العقل السليم بمثل هذا الأجر ، و لولا هذا لاكتفى بتضعيفه لأنه ليس في سنده من يتهم ، فإذا عرفت هذا أمكنك أن تعلم حكم الحديث الذي بعده من باب أولى ، و هو : (1/204) 128 - " ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 / 251 ) : موضوع . أورده السيوطي في " الجامع الصغير " برواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن جابر ! و كان حقه أن يورده في " ذيل الأحاديث الموضوعة " كما صنع بالحديث الذي قبله ، لأنه أشد مبالغة في فضل الصلاة بالعمامة من ذاك فكان الحكم عليه بالوضع أولى و أحرى . هذا و قال المناوي في " شرح الجامع " : و رواه عن جابر أيضا أبو نعيم و من طريقه و عنه تلقاه الديلمي ، فلو عزاه إلى الأصل لكان أولى ، ثم إن فيه طارق بن عبد الرحمن ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال النسائي : ليس بقوى عن محمد بن عجلان ذكره البخاري " في الضعفاء " ، و قال الحاكم : سيء الحفظ و من ثم قال السخاوي : هذا الحديث لا يثبت . قلت : محمد بن عجلان ثقة حسن الحديث ، فلا يعل بمثله هذا الحديث ، و طارق بن عبد الرحمن اثنان أحدهما البجلي الكوفي روى عن سعيد بن المسيب و نحوه ، و هو ثقة من رجال الشيخين و الآخر القرشي الحجازي يروي عن العلاء بن عبد الرحمن و نحوه قال الذهبي : لا يكاد يعرف ، قال النسائي : ليس بالقوي ، فالظاهر أن هذا هو المراد و ليس الأول لأنه في طبقته و ذكره ابن حبان في " الثقات " فلعله هو علة الحديث و إلا فمن دونه . و يؤسفني أنني لم أقف على سند الحديث لأنظر فيه مع أن المناوي ذكر فيما تقدم أن أبا نعيم رواه أيضا ، و لم أجده في " البغية في ترتيب أحاديث الحلية " للشيخ عبد العزيز بن محمد بن الصديق الغماري فالله أعلم . ثم رأيت بخط الحافظ ابن رجب الحنبلى في قطعة من شرحه على الترمذي ( 83 / 2 ) ما نصه : سئل أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل عن شيخ نصيبي يقال : محمد بن نعيم قيل له : روى شيئا عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " صلاة بعمامة أفضل من سبعين صلاة بغير عمامة " ، قال : هذا كذاب ، هذا باطل . ثم رأيت رواية أبي نعيم ، فتأكدت أن آفة الحديث ممن دون طارق بن عبد الرحمن ، فخرجته فيما سيأتي ( برقم 5699 ) . (1/205) 129 - " الصلاة في العمامة تعدل بعشرة آلاف حسنة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 253 ) : موضوع . أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 111 ) من رواية الديلمي ( 2 / 256 ) بسنده إلى أبان عن أنس مرفوعا . و قال : أبان متهم و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 257 / 2 ) . قلت : و قال الحافظ السخاوي في " المقاصد " ( ص 124 ) تبعا لشيخه الحافظ ابن حجر : إنه موضوع و قال المنوفي : إنه حديث باطل كما في " موضوعات " الشيخ القاري ( ص 51 ) . و لا شك عندي في بطلان هذا الحديث و كذا الحديثين قبله ، لأن الشارع الحكيم يزن الأمور بالقسطاص المستقيم ، فغير معقول أن يجعل أجر الصلاة في العمامة مثل أجر صلاة الجماعة بل أضعاف أضعافها ! مع الفارق الكبير بين حكم العمامة و صلاة الجماعة ، فإن العمامة غاية ما يمكن أن يقال فيها : إنها مستحبة ، و الراجح أنها من سنن العادة لا من سنن العبادة ، أما صلاة الجماعة فأقل ما قيل فيها : إنها سنة مؤكدة ، و قيل : إنها ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا بها ، و الصواب أنها فريضة تصح الصلاة بتركها مع الإثم الشديد ، فكيف يليق بالحكيم العليم أن يجعل ثوابها مساويا لثواب الصلاة في العمامة بل دونها بدرجات ! و لعل الحافظ ابن حجر لاحظ هذا المعنى حين حكم على الحديث بالوضع . و من آثار هذه الأحاديث السيئة و توجيهاتها الخاطئة أننا نرى بعض الناس حين يريد الدخول في الصلاة يكور على رأسه أو طربوشه منديلا لكي يحصل بزعمه على هذا الأجر المذكور مع أنه لم يأت عملا يطهر به نفسه و يزكيها ! و من العجائب أن ترى بعض هؤلاء يرتكبون إثم حلق اللحية فإذا قاموا إلى الصلاة لم يشعروا بأي نقص يلحقهم بسبب تساهلهم هذا و لا يهمهم ذلك أبدا ، أما الصلاة في العمامة فأمر لا يستهان به عندهم ! و من الدليل على هذا أنه إذا تقدم رجل ملتح يصلي بهم لم يرضوه حتى يتعمم ، و إذا تقدم متعمم و لو كان عاصيا بحلقه للحيته لم يزعجهم ذلك و لم يهتموا له فعكسوا شريعة الله حيث استباحوا ما حرمه ، و أوجبوا ، أو كادوا أن يوجبوا ما أباحه ، و العمامة إن ثبت لها فضيلة فإنما يراد بها العمامة التي يتزين بها المسلم في أحواله العادية ! و يتميز بها عن غيره من المواطنين ، و ليس يراد بها العمامة المستعارة التي يؤدي بها عبادة في دقائق معدودة ، فما يكاد يفرغ منها حتى يسجنها في جيبه ! و المسلم بحاجة إلى عمامة خارج الصلاة أكثر من حاجته إليها داخلها بحكم أنها شعار للمسلم تميزه عن الكافر و لا سيما في هذا العصر الذي اختلطت فيه أزياء المؤمن بالكافر حتى صار من العسير أن يفشي المسلم السلام على من عرف و من لم يعرف ، فانظر كيف صرفهم الشيطان عن العمامة النافعة إلى العمامة المبتدعة ، و سول لهم أن هذه تكفي و تغني عن تلك و عن إعفاء اللحية التي تميز المسلم من الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم : " خالفوا المشركين احفوا و في رواية قصوا الشوارب و أوفوا اللحى " ، رواه الشيخان و غيرهما عن ابن عمر و غيره و هو مخرج في " حجاب المرأة المسلمة " ( ص 93 ـ 95 ) . و ما مثل من يضع هذه العمامة المستعارة عند الصلاة إلا كمثل من يضع لحية مستعارة عند القيام إليها ! و لئن كنا لم نشاهد هذه اللحى المستعارة في بلادنا فإني لا أستبعد أن أراها يوما ما بحكم تقليد كثير من المسلمين للأوربيين . فقد قرأت في " جريدة العلم الدمشقية " عدد ( 2485 ) بتاريخ 25 ذي القعدة سنة 1364 هـ ما نصه : لندن ـ عندما اشتدت وطأة الحر ، و انعقدت جلسة مجلس اللوردات سمح لهم الرئيس بأن يخلعوا لحاهم المستعارة ! فهل من معتبر ؟ . (1/206) 130 - " إن الله تعالى لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 255 ) : موضوع . أخرجه الديلمي ، أنبأنا بنجير بن منصور عن جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري و عن علي بن أحمد الحروري عن جعفر بن أحمد الدقاق عن عبد الملك بن محمد الرقاشي عن عمرو بن مرزوق عن شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعا . أورده السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 113 ـ 114 ) ، عند كلامه على الحديث الآتي بعد هذا ، كأنه ساقه شاهدا له ، و سكت عنه ، فرأيت أن أتكلم عنه و أكشف عن علته و لا سيما و قد سألني عنه أقرب الناس إلي و هو والدي رحمه الله و جزاه الله عني خير الجزاء ، فأقول : علة هذا الحديث من الرقاشي فمن دونه ، و كلهم مجهولون لم أجد لهم ذكرا في شيء من كتب الرجال التي تحت يدي إلا الرقاشي فإنه من رجال ابن ماجه و له ترجمة واسعة في " تهذيب التهذيب " ( 6 / 419 - 421 ) و " تاريخ بغداد " ( 10 / 425 ـ 427 ) و يتلخص مما جاء فيها أنه في نفسه صدوق ، لكنه اختلط حين جاء بغداد فكثر خطؤه في الأسانيد و المتون ، فلعل هذا الحديث من تخاليطه ! و إلا فهو من وضع أحد أولئك المجهولين ، و قال ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1 / 174 ) : في سنده جعفر بن أحمد الدقاق ، و هو آفته فيما أظن ، والله أعلم . قلت : و لست أشك في بطلان هذا الحديث لأنه يتعارض مع ما ورد في الشريعة ، من أن الجزاء إنما يكون على الكسب و العمل *( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، و من يعمل مثقال ذرة شرا يره )* لا على ما لا صنع و لا يد للإنسان فيه كالحسن أو القبح ، و إلى هذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم و لا إلى صوركم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم ( 8 / 11 ) ، و غيره و هو مخرج في " غاية المرام " ( 415 ) ، و راجع التعليق عليه في مقدمتي على " رياض الصالحين " للنووي ( ص : ل ـ ن ) ، فإنه مهم جدا ، و مثل هذا الحديث الموضوع في البطلان الحديث الآتي و هو : (1/207) 131 - " عليكم بالوجوه الملاح و الحدق السود فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا بالنار " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 256 ) : موضوع . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 282 ـ 283 ) في ترجمة الحسن بن علي بن زكريا بإسناده عن شعبة عن توبة العنبري عن أنس رفعه و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، و قال : آفته الحسن بن علي بن زكريا العدوي يضع الحديث ، قال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 113 ) : هو أحد المعروفين بالوضع ، و قال الشيخ القاري ( ص 110 ) : فلعنة الله على واضعه الخبيث ، ثم وجدت له طريقا أخرى فقال لاحق بن محمد في " شيوخه " ، ( 114 / 1 / 2 ) : أخبرنا أبو مسعود حدثنا لاحق بن الحسين المقدسي حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي درة القاضي حدثنا محمد بن طلحة العروقي حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن أنس بن مالك مرفوعا به . قلت : و هذا كالذي قبله أو شر منه ، و فيه علل : 1 - الزيات هذا قال ابن عدي : ليس بالقوي . 2 - و العروقي ، و الراوي عنه محمد القاضي لم أعرفهما . 3 - لاحق هذا و هو آفة الحديث فإنه كذاب وضاع ، و قال الإدريسى الحافظ : كان كذابا أفاكا يضع الحديث على الثقات ، لا نعلم له ثانيا في عصرنا مثله في الكذب و الوقاحة . و قال الشيرازي في " الألقاب " : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن أبي الورد فذكر خبرا موضوعا ظاهر الكذب ، متنه : " عليكم بالوجوه الملاح ... " فذكره . قلت : و من أحاديث هذا العدوي الكذاب الحديث الآتي . (1/208) 132 - " النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر ، و النظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 257 ) : موضوع . أخرجه الخطيب ( 3 / 226 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 162 ـ 163 ) من طريق الحسن بن علي بن زكريا البصري حدثنا بشر بن معاذ حدثنا بشر بن الفضل عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا . و رواه محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي عن الحسن بن علي بن زكريا بإسناد آخر عن أنس مرفوعا ، لكنها رواية أخطأ فيها الطرازي هذا و قد روى مناكير و أباطيل ، و الصواب عن الحسن بن زكريا الرواية الأولى كما قال الخطيب ، و الحسن هذا قال ابن عدي : عامة ما حدث به إلا القليل موضوعات و كنا نتهمه بل نتيقن أنه هو الذي وضعها ، و قال ابن حبان : لعله حدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات ما يزيد على ألف حديث ، و قال ابن الجوزى : لا نشك أن أبا سعيد هو الذي وضعه و مثله : (1/209) 133 - " النظر إلى وجه المرأة الحسناء و الخضرة يزيدان في البصر " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 258 ) : موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 201 - 202 ) و عنه الديلمي ( 4 / 106 ) من طريق أحمد بن الحسين الأنصاري حدثنا إبراهيم بن حبيب بن سلام المكي حدثنا ابن أبي فديك حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا . إبراهيم هذا لم أجد من ترجمه و كذا الراوي عنه أحمد بن الحسين ، لكن تابعه محمد ابن يعقوب عن أبي الشيخ في " التاريخ " ( 236 ) إلا أنه قال : حدثنا إبراهيم بن سلام المكي و تابعه أيضا محمد بن أحمد القاضي البوراني قال : حدثنا إبراهيم بن حبيب بن سلام به ، رواه أبو نعيم أيضا كما ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 116 ) و البوراني هذا ترجمه الخطيب ( 1 / 295 ) و روي عن الدارقطني أنه قال فيه : لا بأس به ، و لكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء . قلت : فالظاهر أن إبراهيم شيخ البوراني في هذا الحديث من أولئك الشيوخ الضعفاء فهو آفة هذا الحديث و قد ذكره الذهبي في " الميزان " في ترجمة محمد بن عبد الرحمن أبي الفضل بسنده عن ابن أبي فديك به ، و قال : خبر باطل . قلت : و أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 7 ) ، و قال ابن القيم : هذا الحديث و نحوه من وضع الزنادقة . قلت : و هو و ما بعده مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و لكن بلفظ آخر و هو . (1/210) 134 - " ثلاثة يزدن في قوة البصر : النظر إلى الخضرة ، و إلى الماء الجاري ، و إلى الوجه الحسن " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 259 ) : موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 163 ) من طريق وهب بن وهب القرشي عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين عن جده علي بن أبي طالب مرفوعا . و قال ابن الجوزي : باطل ، وهب كذاب . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 115 - 117 ) بأن له طرقا أخرى يرقي الحديث بها عن درجة الوضع ، ثم ساقها من حديث ابن عمرو و بريدة و عائشة و جابر و قد تقدم قبل هذا و أبي سعيد الخدري و ابن عباس موقوفا عليه . قلت : و كل من هذه الطرق فيها ضعيف أو مجهول أو متهم ، و بيان ذلك مما يطول به الكلام جدا فاكتفيت بالإشارة ، و الحكم على هذا الحديث و ما في معناه بالوضع من قبل معناه أقوى من الحكم عليه به من جهة الإسناد ، فقد قال ابن القيم رحمه الله في رسالته " المنار " : فصل : و نحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا ، ثم ذكر في بيان ذلك فصولا قيمة جدا نقلها عنه الشيخ على القاري في " خاتمة الموضوعات " قال ( ص 109 ) : فصل : و منها أن يكون الحديث لا يشبه كلام الأنبياء بل لا يشبه كلام الصحابة كحديث : " ثلاثة يزدن في البصر : النظر إلى الخضرة ، و الوجه الحسن " ، و هذا الكلام مما يجل عنه أبو هريرة و ابن عباس بل سعيد بن المسيب و الحسن ، بل أحمد و مالك . و تعقبه الشيخ القاري بأنه ضعيف لا موضوع . قلت : لا تعارض بين قوليهما فهو ضعيف سندا موضوع متنا ، و قد سبق لهذا بعض الأمثلة . (1/211) 135 - " إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا ، و إذا سمعتم برجل تغير عن خلقه فلا تصدقوا به ، و إنه يصير إلى ما جبل عليه " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 260 ) : ضعيف . أخرجه أحمد ( 6 / 443 ) من طريق الزهري أن أبا الدرداء قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحديث . و هذا إسناد منقطع ، و به أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 696 ) و تبعه المناوي في " شرح الجامع الصغير " فقال : قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء ، و قال السخاوي : حديث منقطع ، و به يعرف ما في رمز المؤلف لصحته . قلت : و كأن الشيخ العجلوني اغتر بالرمز المشار إليه فإنه قال في " الكشف " ( 1 / 87 ) ، رواه أحمد بسند صحيح " ! و من عجيب أمره أنه ذكره في موضع آخر ( 1 / 82 ) برواية أحمد و سكت عليه فلم يصححه ، ثم أورده في مكان ثالث ( 1 / 259 ) و نقل عن " المقاصد " أنه منقطع ! ، و هذا من الأدلة الكثيرة على أن العجلوني مقلد ناقل ، و هذا الحديث يستشم منه رائحة الجبر و أن المسلم لا يملك تحسين خلقه لأنه لا يملك تغييره ! ، و حينئذ فما معنى الأحاديث الثابتة في الحض على تحسين الخلق كقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه " رواه أبو داود ( 2 / 288 ) و غيره في حديث . و سنده صحيح ، فهذا يدل على أن حديث الباب منكر ، والله أعلم . (1/212) 136 - " من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 261 ) : باطل . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 148 / 2 ) و كذا الترمذي الحكيم و أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و ابن شاهين من طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 77 ) من طريق ابن شاهين ثم قال : باطل تفرد به معاوية و ليس بشيء ، و تابعه عبد الله بن جعفر المديني أبو علي عن أبي الزناد ، و عبد الله متروك . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 286 ) بأحاديث أوردها ، بعضها مرفوعة و بعضها موقوفة ، ثم إن بعضها في فضل العطاس مطلقا فلا يصلح شاهدا لو صح . و أما قول النووي رحمه الله في فتاويه ( ص 36 - 37 ) بعد أن عزاه لأبي يعلى : إسناده جيد حسن ، كل رجاله ثقات متقنون إلا بقية بن الوليد فمختلف فيه ، و أكثر الحفاظ و الأئمة يحتجون بروايته عن الشاميين ، و هو يروي هذا الحديث عن معاوية ابن يحيى الشامي . قلت : فهذا من أوهامه رحمه الله فإن بقية معروف بالتدليس و قد رواه عن معاوية معنعنا و قد قال النسائي و غيره : إذا قال :حدثنا و أخبرنا فهو ثقة ، و قال غير واحد : كان مدلسا فإذا قال : عن فليس حجة ، و لهذا قال أبو مسهر : أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية ، ذكره الذهبي ثم قال : و بقية ذو غرائب و مناكير ، أقول هذا لبيان حال بقية و إلا فالظاهر من كلام السيوطي في " اللآليء " أنه لم يتفرد به عن معاوية ، فعلة الحديث هو معاوية هذا فإنه ضعيف جدا قال ابن معين : هالك ليس بشيء ، و قال أبو حاتم : ضعيف في حديثه إنكار ، و قال النسائي : ليس بثقة ، و قال الحاكم أبو أحمد : يروي عنه الهقل بن زياد عن الزهري أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة ، و قال الساجي : ضعيف الحديث جدا ، و هكذا باقي أقوال الأئمة كلها متفقة على تضعيفه ليس فيهم من وثقه ، فانظر كيف انصرف النووي عن علة الحديث الحقيقية ، و أخذ يدافع عن بقية مع أنه لم يحمل عليه في هذا الحديث أحد ! فلولا أن النووي رحمه الله وهم لما جاز له أن يصف يحيى هذا بالثقة و الإتقان ، و قد علم أنه متفق على تضعيفه ! و الحديث رواه البيهقي أيضا و قال : إنه منكر ، كما في " شرح المناوي " و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 59 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و قال : لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد و أبو يعلى ، و فيه معاوية بن يحيى الصدفي و هو ضعيف ، و قد قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 342 ) : سألت أبي عن حديث رواه داود بن رشيد عن بقية عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد .. عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من حدث بحديث فعطس عنده فهو حق " ؟ قال أبي : هذا حديث كذب ، فبعد شهادة مثل هذا الإمام النقاد أنه حديث كذب ، فما يفيد المتساهلين محاولتهم إنقاذ إسناد هذا الحديث من الوضع إلى الضعف أو الحسن لأنها محاولات لا تتفق مع قواعد الحديث في شيء ، و ما أحسن ما قاله المحقق ابن القيم رحمه الله فيما نقله عنه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 106 ـ 107 ) : و هذا الحديث و إن صحح بعض الناس سنده فالحس يشهد بوضعه ، لأنا نشاهد العطاس و الكذب يعمل عمله ، و لو عطس مئة ألف رجل عند حديث يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحكم بصحته بالعطاس ، و لو عطسوا عنده بشهادة رجل لم يحكم بصدقه ، و تعقبه هو و الزركشي من قبل و غيرهما بقولهم : إن إسناده إذا صح و لم يكن في العقل ما يأباه وجب تلقيه بالقبول . قلت : أنى لإسناده الصحة و فيه من اتفقوا على ضعفه و يشهد الإمام أبو حاتم بأن حديثه هذا كذب ؟ ! ثم العقل يأباه كما بينه ابن القيم فيما سبق و لو صح هذا الحديث لكان يمكن الحكم على كل حديث نبوي عطس عنده بأنه حق و صدق ، و لو كان عند أئمة الحديث زورا و كذبا ؟ و هذا ما لا يقوله فيما أظن أحد . (1/213) 137 - " أصدق الحديث ما عطس عنده " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 264 ) : باطل . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 191 / 2 / 3502 ـ بترقيمي ) من طريق عمارة ابن زاذان عن ثابت عن أنس مرفوعا ، و قال : لم يروه عن ثابت إلا عمارة . قلت : و عمارة هذا ، قال أحمد : يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير . قلت : و هذا الحديث من روايته عن ثابت عن أنس ، فهو علة الحديث ، و إلى ذلك أشار الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 8 / 59 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " عن شيخه جعفر بن محمد بن ماجد و لم أعرفه ، و عمارة بن زاذان وثقه أبو زرعة و جماعة و فيه ضعف ، و بقية رجاله ثقات . و ابن ماجد وثقه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 196 ) فلا يعل به الحديث ، و الله أعلم . و قد تقدم الكلام على بطلان الحديث من حيث معناه في الحديث الذي قبله فأغنى عن الإعادة . (1/214) 138 - " ثلاث يفرح بهن البدن و يربو عليها : الطيب ، و الثوب اللين ، و شرب العسل " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 265 ) : موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3 / 141 ) و أبو نعيم ( 6 / 340 ) من طريق الطبراني عن محمد بن روح القتيري حدثنا يونس بن هارون الأزدي عن مالك ابن أنس عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب مرفوعا ، و قال أبو نعيم : غريب من حديث مالك عن أبيه تفرد به القتيري في الأصل القشيري في الموضعين و هو تصحيف . قلت : و القتيرى هذا بفتح القاف و بعدها مثناة ضبطه ابن ماكولا و غيره ، و تصحف على ابن السمعاني فذكره في القنبري ، و قال : نسبة إلى قنبر مولى علي رضي الله عنه ، منكر الحديث . قلت : قال فيه ابن يونس أيضا : منكر الحديث ، و قال الدارقطني فيه و في شيخه يونس بن هارون ضعيفان ، و قال في " غرائب مالك " : لا يصح هذا الحديث عن مالك و قال ابن حبان في ترجمة يونس بن هارون : روى عجائب لا تحل الرواية عنه ، ما روى مالك عن أبيه و لا جده شيئا . (1/215) 139 - " أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا و الآخرة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 266 ) : موضوع . أخرجه الحاكم ( 4 / 322 ) و البيهقي في " السنن " ( 7 / 13 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 294 / 1 9423 ) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعا . و قال الطبراني : لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به خالد . قلت : و هو ضعيف متهم و لكنه لم يتفرد به كما يأتي قريبا . و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي . قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة ، فإن خالدا هذا قال أحمد : ليس بشيء ، و قال ابن أبي الحواري : سمعت ابن معين يقول : بالشام كتاب ينبغي أن يدفن كتاب الديات لخالد بن يزيد بن أبي مالك ، لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على الصحابة قال أحمد بن أبي الحواري : سمعت هذا الكتاب عن خالد ثم أعطيته للعطار ، فأعطى للناس فيه حوائج ! ذكره الذهبي في " الميزان " ، و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 359 ) : سئل أبي عن خالد هذا ؟ فقال : يروي أحاديث مناكير . و للحديث طريق ثان ، فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278 ) : و سمعت أبي و حدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد الغافقي أبي مسعود عن هشام عن الحسن عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به ، قال أبي : هذا حديث باطل ، و ماضى لا أعرفه ، و ذكر نحوه في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 242 ) و أقره الذهبي في " الميزان " و قال : لم يرو عنه غير ابن وهب ، قال ابن عدي : منكر الحديث ، و رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 99 / 1 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 102 / 2 / 2085 ) من طريقين آخرين عن ابن وهب قال : أخبرني الماضي بن محمد عن هشام بن حسام عن الحسن عن أبي سلمة عن أبي سعيد به . و أعله الهيثمي ( 10 / 267 ) بشيخ الطبراني أحمد بن طاهر ، و هو كذاب و قلده المعلق على " الأوسط " ( 2 / 528 ) و هو متابع كما ترى و إنما علته الماضي كما عرفت ، و قد أخرجه ابن عدي أيضا عنه ( 6 / 432 ) و أعله به .و له طريق ثالث سوف يأتي بلفظ : " اللهم توفني إليك فقيرا ... " ، و رابع أخرجه القضاعي ( 94 / 1 ) عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن عطاء به . و هذا سند واه من أجل يزيد بن سنان ، و ابنه محمد ، و هو أشد ضعفا من أبيه . ثم وجدت له شاهدا لكنه مما لا يفرح به ، يرويه أحمد بن إبراهيم المزني : حدثنا محمد بن كثير حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " ألا أخبركم بأشقى الأشقياء .... " الحديث ، و هو لفظ ابن عدي عن الماضي . أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 144 ) و من طريقه ابن الجوزي في " العلل " ( 2 / 325 ) و قال : لا يصح ، قال ابن حبان : كان المزني يضع الحديث على الثقات وضعا . قلت : فهو بكتاب ابن الجوزي الآخر " الموضوعات " أولى ، و له من مثله الشيء الكثير ، كما أنه يورد في هذا ما هو بـ " العلل " أولى ، كما هو معروف عند العلماء . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني ، ثم تكلم عليه المناوي بما نقله عن الهيثمي ، و ذكرت بعض كلامه آنفا ، ثم قال المناوي : و من العجب العجاب أنه رمز لصحته لكن الحديث كله مضروب عليه في مسودة المصنف ، و أما قوله في " التيسير " و هو حسن لا صحيح خلافا للمؤلف و لا ضعيف خلافا لبعضهم فهو مما لا يساعد عليه شدة ضعف طرقه مع إبطال أبي حاتم إياه ، و من أحاديث هذا الماضي . (1/216) 140 - " الزنا يورث الفقر " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 268 ) : باطل . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 7 / 2 ) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب قال أخبرنا عمي قال أنبأنا الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند واه ، و له علتان : الأولى ضعف ليث بن أبي سليم ، و الأخرى الماضي بن محمد و هو مجهول ، منكر الحديث كما تقدم ، و عزاه السيوطي في " الجامع " لرواية القضاعي و البيهقي عن ابن عمر ، و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 190 ) : رواه البيهقي ، و في إسناده الماضي بن محمد . قلت : هو عنده في " الشعب " ( 4 / 363 ) من طريق ابن عدي و هذا في " الكامل " ( 6 / 432 ) و قال الذهبي : له أحاديث منكرة منها هذا الحديث . قلت : و الحديث رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 410 - 411 ) : سمعت أبي و حدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد عن هشام عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، قال أبي : هذا حديث باطل ، و ماضي لا أعرفه . قلت : ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 359 / 2 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا القاسم بن عباد حدثنا عباد حدثنا أحمد بن حرب عن حسان عن إسماعيل عن ليث به . قلت : فانحصرت علة الحديث في الليث و لعل أصله موقوف وهم فيه الليث فرفعه ، فقد رواه ابن حبان في " الثقات ، ( 2 / 295 ) من طريق مكحول الشامي قال لي ابن عمر يا مكحول إياك و الزنا فإنه يورث الفقر . ثم وجدت له طريقا آخر أخرجه البيهقي في " الشعب " و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 99 / 2 ـ الغرائب ) كلاهما من طريق الحاكم عن شيخه محمد ابن صالح بن هانيء و هو ثقة قال حدثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا الحسن بن علي الصفار حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا محمد ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به . قلت : و هذا إسناد حسن لولا أنني لم أعرف الحسن بن علي بن صفار و أحمد بن سهل ابن مالك ، فمن كان عنده علم عنهما فليتفضل بإعلامي مشكورا و جزاه الله خيرا . و للحديث شاهد و لكنه واه و هو : (1/217) 141 - " إياكم و الزنا فإنه فيه ست خصال : ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة ، فأما اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ، و يورث الفقر ، و ينقص الرزق ، و أما اللواتي في الآخرة : فإنه يورث سخط الرب ، و سوء الحساب و الخلود في النار " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 270 ) : موضوع . أخرجه ابن عدي ( 20 / 23 ) و أبو نعيم ( 4 / 111 ) من طريق مسلمة بن علي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ، و قال ابن عدي : و هذا عن الأعمش غير محفوظ و هو منكر ، و قال أبو نعيم : غريب من حديث الأعمش ، تفرد به مسلمة و هو ضعيف الحديث . قلت : و هو مجمع على تركه ، بل قال الحاكم : روى عن الأوزاعي و الزبيدي المناكير و الموضوعات و قد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث كثيرة منها هذا ، و آخر قال فيه أبو حاتم : باطل موضوع و سيأتي إن شاء الله برقم ( 145 ) . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق أبي نعيم ثم قال : مسلمة متروك ، و تابعه أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش به و أبان منكر الحديث جدا ، قال ابن حبان : و لا أصل لهذا الحديث ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بما نقله عن أبي نعيم من اقتصاره على تضعيف مسلمة ، و بأن البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " و قال : هذا إسناد ضعيف ، مسلمة متروك و أبو عبد الرحمن الكوفي مجهول . قلت : أبو عبد الرحمن هذا وقع في رواية ابن الجوزي بين مسلمة و الأعمش ، و ليس هو في سند " الحلية " و لا في سند الحديث في " الميزان " فالله أعلم . ثم رأيت الحديث في جزء من " أمالي الشريف أبي القاسم الحسيني " ( 55 / 1 ) و فيه أبو عبد الرحمن الكوفي هذا ، و كذا هو في " الشعب " ( 4 / 379 / 5475 ) .ثم وجدت له طريقا آخر عن الأعمش أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 100 / 1 ) من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان عن الأعمش . قلت : و معاوية هذا هو الصدفي و هو ضعيف جدا ، قال النسائي : ليس بثقة و ضعفه هو في رواية و غيره ، و لا يخفى أن تعقب السيوطي المذكور لا فائدة منه لأن كلام البيهقي و كذا أبي نعيم ليس نصا في أن الحديث غير موضوع حتى يعارض به حكم ابن الجوزي بوضعه لما أخبرناك غير مرة أن الموضوع من أنواع الحديث الضعيف . فتنبه ، و قد روي هذا الحديث بلفظ آخر و هو : (1/218) 142 - " إياكم و الزنا فإن في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا و ثلاث في الآخرة ، فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه ، و انقطاع الرزق ، و سرعة الفناء و أما اللواتي في الآخرة فغضب الرب ، و سوء الحساب ، و الخلود في النار إلا أن يشاء الله " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 271 ) : موضوع . أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاء ، حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا ، و قال الخطيب و تبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات سوى كعب و كان غير ثقة ، ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء الحال في الحديث ، و عن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث . و الحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) ، و تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : و له طريق آخر واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن أبي طالب رفعه ، والله أعلم . قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا و عنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي ، فقد ترجمه الذهبي في " الميزان " فقال : كذاب طرقي ، كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن أبي طالب و اسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث و أكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... و ما يعني برواية هذا الضرب و يفرح بعلوها إلا الجهلة ، و قال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل بغداد ، و حدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك و كذبه النقادون . فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه ، فهو دليل واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث ، فاعلم هذا و لا تنسه يفدك ذكرك إياه في مواطن النزاع . و روي هذا الحديث على لفظ آخر و هو : (1/219) 143 - " إياكم و الزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه ، و يقطع الرزق ، و يسخط الرحمن ، و الخلود في النار " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 273 ) : موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 ـ بترقيمي ) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال الطبراني : لم يروه ، عن ابن جريج إلا عمرو ، و قال ابن الجوزي : عمرو كذاب ، و هو كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن جميع و هو متروك ، و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني في " الأوسط " ، و بناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن و لا يغني من جوع أورد السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني و ابن عدي فتعقبه الشارح المناوي بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : و هو تعقب أوهى من بيت العنكبوت لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ؟ ! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد ، أنبأنا مختار بن غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به . قلت : و من طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 34 / 2 ) ، و هذا السند خير من الذي قبله ، و لكنه معلول من وجوه ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف . الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد . الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات ) (80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج و قد عنعنه ! (1/220) 144 - " أكذب الناس الصباغون و الصواغون " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 274 ) : موضوع . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 262 من ترتيب المسند ) قال : حدثنا همام عن فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله الشخير عن أبي هريرة مرفوعا ، و كذا أخرجه ابن ماجه ( 2 / 6 ) و أحمد ( 2 / 292 ، 324 ، 345 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 78 / 2 ) من طرق عن همام به ، و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير فرقد هذا و هو أحد زهاد البصرة ، قال أبو حاتم : ليس بقوي في الحديث ، و قال النسائي : ليس بثقة ، و قال البخاري : في حديثه مناكير كذا في " الميزان " ثم ساق له من مناكيره أحاديث هذا أولها ! و لهذا أورده ابن الجوزي في " العلل " و قال : لا يصح ، و للحديث طريق أخرى رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278 ) من طريق يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن نعيم بن المجمر عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أكذب الكاذبين الصياغ " ، ثم قال : قال أبي هذا حديث كذب ، و عثمان هو البري و يحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم بصرى وقع إلى مصر . قلت : زاد في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 155 ) : و هو صدوق . و أما الدارقطني فضعفه ، و قال ابن عدي : يكتب حديثه مع ضعفه ، و أما عثمان البري فقد كذبه ابن المعين و الجوزجاني ، فهو علة هذه الطريق ، و قد ساق الذهبي في ترجمته هذا الحديث . و له طريق ثالث عن أبي هريرة ، رواه ابن عدي ( 316 / 2 ) عن محمد بن يونس الكديمي حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به و قال : و الكديمي أظهر أمرا من أن يحتاج أن يبين ضعفه . قلت : يشير بذلك إلى أنه كذاب وضاع . و للحديث شاهد أخرجه ابن عدي ( 315 / 2 ) عن محمد بن الوليد بن أبان حدثنا هدبة قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعا ، و قال : و هذا عن أنس بهذا الإسناد باطل ، و ابن الوليد القلانسي يضع الحديث ، و الحديث أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 15 ) من الطريقين الأولين ، و قال ابن القيم رحمه الله : الحس يرد هذا الحديث ، فإن الكذب في غيرهم أضعافه فيهم ، كالرافضة فإنهم أكذب خلق الله و الكهان و الطرقية و المنجمون ، و قد تأوله بعضهم على أن المراد بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا تزينه ، و الصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له أصل ، و هذا تكلف بارد لحديث باطل ، و تعقبه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 107 ) بقوله : و هذا غريب منه فإن الحديث بعينه رواه أحمد و ابن ماجه عن أبي هريرة كما في " الجامع الصغير " . قلت : و هذا لا شيء فبعد ثبوت ضعف سند الحديث لا مجال للرد به على من انتقده من حيث معناه ، و إنما يصح مثل هذا التعقيب فيما لو صح سند الحديث و هيهات هيهات ! (1/221) 145 - " كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) : موضوع . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 439 ) و أبو الشيخ في " الأخلاق " ( 255 ) و ابن عساكر ( 16 / 226 / 2 / 19 / 131 / 1 ) من طريق مسلمة بن علي حدثنا ابن جريج عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا . قلت : ابن جريج مدلس و قد عنعنه ، و هو إنما يدلس عن الضعفاء ! و مسلمة متهم كما سبق بيانه في الحديث ( 141 ) و هو آفة هذا الحديث فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 315 ) : سألت أبي عن هذا الحديث فقال : هذا حديث باطل موضوع ، قلت : ممن هو ؟ قال : مسلمة ضعيف ، و أقره الذهبي في " الميزان " و مع ذلك فقد سود به السيوطي " جامعه " . و أخرجه البيهقي في " الشعب " و قال : إسناده غير قوي ، و ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب " من منكرات مسلمة ، و قد حاول بعضهم أن يشد من عضد الحديث بحديث آخر بمعناه و لكنه لم ينجح لأنه موضوع كهذا ، و هو : (1/222) 146 - " لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) : موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 200 / 1 / 3647 ـ بترقيمي ) عن نصر بن حماد أبي الحارث الوراق عن روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الطبراني : تفرد به أبو الحارث الوراق . قلت : و هذا سند لا يساوي شيئا ، أبو الحارث هذا قال ابن معين : كذاب ، و قال البخاري : يتكلمون فيه . و روح متهم و يأتي له حديث آخر قريبا . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي بسنده عن نصر به إلا أنه قال : روح بن غطيف ، بدل روح بن جناح ، ثم قال ابن الجوزي ما ملخصه : لا يصح ، روح متروك و كذا نصر . و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 403 ) فقال : قلت له شاهد ، ثم ساق الحديث الذي قبله فلم يصنع شيئا لأنه حديث موضوع كما تقدم . ثم ذكر له شاهدا آخر من طريق نوح بن أبي مريم حدثنا أبان عن أنس مرفوعا . و نوح هذا متهم بالكذب و قد مضى ، و كذا أبان و هو ابن أبي عياش . (1/223) 147 - " تزوجوا و لا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 278 ) : موضوع . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 12 / 191 ) و من طريقه ابن الجوزي ( 2 / 277 ) في ترجمة عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب مرفوعا ، و قال : عمرو كان يروي المناكير عن المشاهير و الموضوعات عن الأثبات . قلت : و هو كذاب و قد تقدم له أحاديث ، و جويبر ضعيف جدا و تقدم له شيء ، و بهذا أعله ابن الجوزي و قال : لا يصح . و الحديث أورده الصغاني في " الموضوعات " ( ص 8 ) . و أقر ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 179 ) فالعجب منه كيف أورده من رواية ابن عدي في " الجامع الصغير " الذي اشترط في مقدمته أن يصونه مما تفرد به كذاب أو وضاع ! و أعجب من هذا استدراك الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 304 ) على حكم الصغاني عليه بالوضع بقوله : لكن عزاه في " الجامع الصغير " لابن عدي بسند ضعيف عن علي ! و كيف لا يكون هذا الحديث موضوعا ، و قد طلق جماعة من السلف بل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق زوجته حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ؟ ! . (1/224) 148 - " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم " ، و في لفظ : " إذا كان في الثوب قدر الدرهم من الدم غسل الثوب و أعيدت الصلاة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 279 ) : موضوع . أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 298 ) ، و الدارقطني في " سننه " ( ص 154 ) و البيهقي ( 2 / 404 ) عن روح بن غطيف عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال ابن حبان : هذا خبر موضوع لا شك فيه ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما اخترعه أهل الكوفة ، و روح يروي الموضوعات عن الثقات و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و ابن الملقن في " الخلاصة " ( ق 30 / 1 ) ، و قال الدارقطني : لم يروه عن الزهري غير روح بن غطيف و هو متروك الحديث ، و قال البخاري في " التاريخ الصغير " ( ص 138 ) : و لا يتابع عليه ، و روى البيهقي من طريق الحافظ ابن عدي بسنده إلى أحمد بن العباس قال : قلت لابن معين : تحفظ عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ؟ فقال : لا والله ، ثم قال : ممن ؟ قلت : حدثنا محرز بن عون ، قال : ثقة ، عمن ؟ قلت : عن القاسم بن مالك المزني قال : ثقة ، عمن ؟ قلت : عن روح بن غطيف ، قال : ها ، قلت : يا أبا زكريا ما أرى أتينا إلا من روح بن غطيف ؟ قال : أجل ، قال ابن عدي : هذا لا يرويه عن الزهري فيما أعلمه غير روح بن غطيف و هو منكر بهذا الإسناد ، و فيما بلغني عن يحيى الذهلي قال : أخاف أن يكون هذا موضوعا . و الحديث رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 133 ) من هذا الوجه ثم قال : حدثني آدم قال : سمعت البخاري يقول : هذا الحديث باطل ، و روح هذا منكر الحديث ، و من طريق العقيلي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 76 ) ، و أقره السيوطي في " اللآلىء " ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 428 / 2 ) فالعجب من السيوطي كيف أورده في " الجامع الصغير " ! و للحديث طريق أخرى بلفظ آخر و هو : (1/225) 149 - " الدم مقدار الدرهم يغسل و تعاد منه الصلاة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) : موضوع . أخرجه الخطيب ( 9 / 330 ) ، و عنه ابن الجوزي أيضا ( 2 / 75 ) من طريق نوح بن أبي مريم عن يزيد الهاشمي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا سند موضوع نوح بن أبي مريم متهم ، و قال ابن الجوزي : نوح كذاب ، و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 3 ) ، و مع ذلك ذكره في " الجامع " . و اعلم أن هذا الحديث هو حجة الحنفية في تقدير النجاسة المغلظة بالدرهم ، و إذا علمت أنه حديث موضوع يظهر لك بطلان التقييد به ، و أن الواجب اجتناب النجاسة و لو كانت أقل من الدرهم لعموم الأحاديث الآمرة بالتطهير . (1/226) 150 - " ثلاث لا يعاد صاحبهن : الرمد ، و صاحب الضرس ، و صاحب الدملة " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) : موضوع . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 11 / 1 / 150 ـ بترقيمي ) و العقيلي ( 421 ) و ابن عدي ( 319 / 2 ) من طريق مسلمة بن علي الخشني حدثني الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الطبراني و ابن عدي : لم يروه عن الأوزاعي إلا مسلمة . قلت : و هو متهم ، كما يأتي و قال العقيلي : قال ابن معين : ليس بشيء . و قال البخاري : منكر الحديث . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 208 ) من طريق العقيلي و قال : موضوع ، و الحمل فيه على مسلمة و إنما يروى من كلام يحيى بن أبي كثير . قلت : و قال العقيلي عقبه : هذا أولى ، يعني أنه من كلام يحيى ، و كذا قال البيهقي كما يأتي ، و ذكره الحافظ في " التهذيب " من منكرات الخشني و قال : قال أبو حاتم : هذا باطل منكر ، و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 406 ) بقوله : قلت : مسلمة لم يتهم بالكذب ، و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " و البيهقي في " الشعب " و ضعفه . قلت : الحق مع ابن الجوزي فإن مسلمة قد روى أحاديث موضوعة تقدم بعضها فانظر الحديث ( 141 و 145 ) ، و لذلك لم يصب السيوطي بذكره في " الجامع " ، و قد جزم البيهقي في " الشعب " ( 6 / 535 / 9190 ) بأن الصحيح أنه من قول يحيى . و مما يدل على وضعه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود صاحب الرمد ، قال أنس : عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم من رمد كان به . أخرجه علي بن الجعد في " مسنده " ( 2 / 844 / 2335 ) و الحاكم ( 1 / 342 ) من طريق آخر و صححه و وافقه الذهبي و هو كما قالا و له شاهد من حديث زيد نفسه صححه الحاكم أيضا و الذهبي ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2716 ) و من موضوعات الخشني : (1/227) 151 - " العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) : موضوع . أخرجه ابن عدي ( 320 / 1 ) في ترجمة مسلمة بن علي الخشني حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن عمر مرفوعا ، و قال ابن عدي : مسلمة كل أحاديثه أو عامتها غير محفوظة . و مما يدل على بطلان هذا الحديث أنه مخالف لما ثبت في " الصحيح " مرفوعا : " إن الله لم يجعل لمسخ نسلا و لا عقبا " ، رواه مسلم ( 8 / 55 ) . و قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 / 430 ) : و كل ما جاء في المسوخ في غير القرد و الخنزير فباطل و كذب موضوع . و خالف السيوطي كعادته فذكره في " جامعه " . hg[.x hgvhfu lk hgsgsgi hgqudti gghlhl hghgfhkd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23 / 03 / 2016, 12 : 08 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للامام, من, الالباني, الجزء, الرابع, السلسله, الضعيفه |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018