الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 0 | المشاهدات | 576 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
02 / 06 / 2015, 04 : 01 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ومن فضل الله ـ عزّ وجل ـ ورحمته بعباده أن شرع لهم عبادات تتكرر بتكرر الأوقات، ومواسم يستكثرون فيها من الخيرات والبركات، وقد جعل الله ـ سبحانه ـ فيما شرع كفاية المتعبد، وبلغة المتزهد "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" [يونس : 58]، ومع هذا لم تطمئن قلوب المحسِّنين للبدع لاختيارات وتفضيلات الشرع، فعمدوا على إحداث مواسم يعبدون الله فيها من عنديّاتهم، ضاهوا فيها المواسم الشرعية التي لم ترو غليلهم، ولم تشف عليلهم، ومن هذه المواسم التي حظيت بكثير من البدع والمحدثات؛ ـ والتي ربا فيها الصغير، وهرم فيها الكبير، واتخذها الناس سنة ـ شهرا رجب وشعبان؛ ففيهما يقع الناس في كثير من المحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولزاماً علينا ونحن على أعتاب هذين الشهرين أن نُبيّن للناس ما أُحدث فيهما من البدع المحدثات "وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ" [آل عمران : 187]، فدونك هذا البيان. * بدع شهر رجب: أولاً: تخصيص شهر رجب بدعاء دخول دون غيره من الأشهر:وذلك اعتماداً على حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل شهر رجب قال: "اللّهم بارك لنا في رجب، وشعبان، وبلِّغنا رمضان" رواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(2346)، وابن السّني في "عمل اليوم والليلة"(660)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3815)، وغيرهم؛ إلا أن الحديث ضعيف عند أهل الصنعة الحديثية؛ فقد ضعفه جملة من أهل العلم: كالحافظ ابن حجر العسقلاني في "تبيين العجب"(ص19)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3/375)، والنووي في "الأذكار"(1/491)، والهيثمي في "المجمع"(2/165)، وأحمد شاكر في تخريجه للمسند(3/70)، والألباني في "ضعيف الجامع الصغير(1369و4395). ثانيًا:تخصيص شهر رجب بصلوات خاصة:أ)صلاة الرغائب؛ وهي اثنتا عشرة ركعة بست تسليمات، تصلى بين المغرب والعشاء ليلةَ أولِ جمعة من رجب!! يسبقها صيام يوم الخميس!! وهذه الصلاة مما أحدث بعد المئة الرابعة!! فأصل هذه الصلاة وارد في حديث موضوع عند أهل العلم ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/124)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة(1/74). قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في "لطائف المعارف"(ص228): "فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب و باطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، ومن ذكر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفاظ: أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو بكر بن السمعاني، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو الفرج بن الجوزي، وغيرهم، إنما لم يذكرها المتقدمون لأنها أحدثت بعدهم، وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة؛ فلذلك لم يعرفها المتقدمون، ولم يتكلموا فيها". وقد أنكر هذه الصلاة وقال ببدعيتها جمع من الأئمة المهديين، والسادة المتقين؛فمنهم: أبو شامة المقدسي، وأبو بكر الطرطوشي، والنووي، والعز بن عبد السلام، وابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والألباني، وابن باز، وابن عثيمين، وغيرهم كثير، وكثير جدًّا.ب) صلاة "أم داود"؛ وهي صلاة مبتدعة تصلى في وسط رجب، وقد ذكر هذه الصلاة شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم"(ص403).ج) صلاة ليلة المعراج؛ وهي صلاة لا أصل لها في دواوين السنة، وقد ذكر هذه الصلاة العلامة علي القاري ـ رحمه الله ـ في "الأدب في رجب"(ص47). ثالثًا: تخصيص شهر رجب بالصيام لأيامه، أو لبعضها:فمن الناس من يحرصعلى صيام اليوم الأول والثاني والثالث منه، ومنهم من يصوم اليوم السابع منه فقط، ومنهم من يصوم الشهر كلَّه، وهذا كله اعتمادا على أحاديث لاتصح إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وشهر رجب كغيره من الشهور يُشرع أن يصام منه الإثنين، والخميس، والأيام البيض، لمن عادته الصيام كغيره من الأشهر؛ أما إفراده بذلك فلا. ومما ينبغي أن يعلم في هذا المقام أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان ينكر أشد الإنكار على صوّام رجب؛ وذلك فيما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(9846) بسند صحيح إلى خَرَشة الحُرّ قال: رأيت عمر يضرب أكُفَّ الناس في رجب حتى يضعوها في الجفان[الأوعية التي يوضع فيها الطعام]، ويقول: كلوا فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية. وانظر "إرواء الغليل"(957) للعلامة الألباني ـ رحمه الله ـ. قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في "تبيين العجب بما ورد في فضل رجب"(ص6): "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة".رابعًا: تخصيص شهر رجب بالعمرة؛ وهي ما يسمى بـ "العمرة الرجبية":وهذا ممّا يحرص عليه كثير من الناس مع مخالفته للسنة؛ فقد روى البخاري(1775)، ومسلم(1255) عن عروة بن الزبير قال: كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة، وإنا لنسمع ضربها بالسواك تسْتَنّ[تَسْتَاك]، قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن أَعْتَمَرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رجب؟ قال: نعم. فقلت لعائشة: أي أمّتاه! ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قلت: يقول: اعتمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رجب. فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لَمَعَه. قال: وابن عمر يسمع، فما قال: لا، ولا نعم. سكت.قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرحه على مسلم"(8/232): "وأما قول ابن عمر: إن إحداهن في رجب، فقد أنكرته عائشة، وسكت ابن عمر حين أنكرته. قال العلماء: هذا يدل على أنه اشتبه عليه، أو نسي، أو شك؛ ولهذا سكت عن الإنكار على عائشة ومراجعتها بالكلام؛ فهذا الذي ذكرته هو الصواب الذي يتعين المصير إليه".وممّا يؤيد ما ذهبت إليه أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما رواه البخاري(1778)، ومسلم(1253) من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة؛ إلا التي مع حجته: عمرة من الحديبية ـ أو من زمن الحديبية ـ في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من جِعْرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته.قال ابن العطّار ـ رحمه الله ـ كما نقل ذلك عنه الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في كتاب "مساجلة علمية"(ص56): "ومما بلغني عن أهل مكة ـ زادها الله شرفاً ـ اعتياد كثرة الاعتمار في رجب؛ وهذا مما لا أعلم له أصلا، بل ثبت في حديث أن الرسول ـ صلى الله عليه ـ قال : عمرة في رمضان تعدل حجة". خامسًا: تخصيص شهر رجب بذبيحة؛ وهي ما يسمى بـ "العتيرة":وهذه الذبيحة "العتيرة" مما كان يتقرب به المشركون في الجاهلية، وأقرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زمناً، ثم نُسخ حكمُها ـ بما قرره جماهير أهل العلم ـ بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا فرع، ولا عتيرة" متفق عليه، أو نسخ تخصيصها بشهر رجب فقط بما رواه أحمد، وأصحاب السنن إلا الترمذي من حديث نبيشة ـ رضي الله عنه ـ قال:نادى رجل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا؟ قال: "اذبحوا لله في أي شهر كان، وبروا الله ـ عزّ وجل ـ وأطعموا". فانظر "صحيح سنن أبي داود"(2830). قال الشيخ العلامة الإمام محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ في "الفتاوى"(6/165 ـ 166): "المراد بـ "لا فرع، ولا عتيرة" نفي كونهما سنة، أي: خلافاً لما يراه بعض أهل الجاهلية من أن ذلكسنة, لكن النفي يفيد البطلان كـ "لا عدوى، ولا طيرة"؛ أفلا يكون "لا فرع، ولا عتيرة" إبطال لذلك؟! فالأصل سقوط ذلك, ولا حاجة إلى تأويل, بل هو ساقطبالإسقاط النبوي, سقط سنة وفعلاً. هذا مع دلالة: "من تشبه بقوم فهو منهم"،مع دلالة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ منع من مشابهة الجاهلية. ثم إن هذا منباب العبادات, والعبادات توقيفية, فلو لم ينفها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانتمنتفية, فإن أمور الجاهلية كلها منتفية, لا يحتاج إلى أن ينصص على كل واحد منها". سادسًا: تخصيص شهر رجب دون غيره بإخراج الزكاة، والإكثار من الصدقات، والإطعام:قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في "لطائف المعارف"(ص231 ـ 232): "اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب، ولا أصل لذلك في السنة، ولا عُرِف عن أحد من السلف.... وبكل حال: فإنما تجب الزكاة إذا تم الحول على النصاب، فكل أحدٍ له حول يخصه بحسب وقت ملكه للنصاب، فإذا تم حوله، وجب عليه إخراج زكاته في أي شهر كان". وقال ابن العطّار ـ رحمه الله ـ: "وما يفعله الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له، بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه، سواء كان رجباً أو غيره". فانظر"مساجلة علمية"(ص55 ـ 56). سابعًا: الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب، واعتقاد أنها ليلة "الإسراء والمعراج":وهذه البدعة مما ينبغي إخراجه في بحث مستقل، فلعلي ـ إن كان في العمر بقية ـ أن أتناولها، وألمّ ما تفرق في بطون الكتب من كلام جهابذة أهل العلم حولها، فتكفينا في هذا المقام الإشارة إلى بدعية هذا الاحتفال وعدم مشروعيته؛ فإن صاحب الحق يكفيه دليل، وصاحب الباطل ليس لنا عليه سبيل.إن مما ينبغي أن يُعرف أن العلماء اختلفوا اختلافاً كبيراً ـ يزيد على عشرة أقوال، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في "الفتح"(7/286) ـ في تحديد ليلة الإسراء والمعراج؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما نقل ذلك عنه تلميذه ابن القيم ـ رحمه الله ـ في "زاد المعاد"(1/57 ـ 58):".... هذا إذا كانت ليلة الإسراء تعرف عينها؛ فكيف ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به، ولا شُرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره، بخلاف ليلة القدر". قلت: لا شك أن حادثة الإسراء والمعراج من أعظم فضائله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ بل إنها من الآيات الباهرات العظيمات التي أيّد الله ـ سبحانه ـ بها نبيّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعظم تأييد، ومع هذا لم يحتفل بها أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا التابعون، ولا أتباع التابعين؛ لا لعدم علمهم بتأريخها، ولكن لتعظيمهم هدي نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي حذر من البدع والمحدثات في الدين، قال الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ: "وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعُرف واشتهر، ولنقله الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ إلينا؛ فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين". "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"(1/183 ـ 184). فهذه ـ أخي القارئ الكريم ـ كبريات البدع المقامة في شهر رجب، وهناك بعض البدع الأخرى نكتفي بالإشارة إليها؛ لتحذرها وتتجنبها؛ فاللبيب تكفيه الإشارة؛ فمن هذه البدع:زيارة قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والبقيع، وشهداء أحد، والصمت عن الكلام، واعتقاد أن شهر رجب حدثت فيه حوادث عظيمة، واختراع أدعية مخصوصة يلهج بها كثير من الناس في هذا الشهر. *بدع شهر شعبان: اعلم ـ رحمني الله وإياك ـ أن شهر شعبان لم يَسلم كغيره من الشهور من الابتداع فيه، مع ما فيه من الفضائل الحميدة، فمن فضائله:1) أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يكثر الصيام فيه؛ لأنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ وذلك لما جاء عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال:قلت يا رسول الله! لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذلك شهر يغفُل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". "صحيح سنن النسائي"(2221). 2) أن الله ـ عزّ وجل ـ يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان؛ فيغفر لجميع خلقه، إلا المشرك والمشاحن؛ كما ثبت ذلك عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً. فانظر غير مأمور "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(1144و1563)، و"حسن البيان فيما ورد في ليلة النصف من شعبان" لشيخنا أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان ـ حفظه الله ـ.فهذا أعلى ما ورد في فضائل شهر شعبان، وبالرغم من ذا كله، لم يكتف أهل البدع عن بدعهم وضلالاتهم؛ فأحدثوا وغيروا وبدلوا؛ فمما أحدث في شهر شعبان، وبخاصة في ليلة النصف منه: أولاً:اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي يبرم ويقدّر فيها ما يكون في العام؛ وأنها الليلة التي ذكرها الله ـ تعالى ـ في كتابه بقوله: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" [الدخان : 3 ـ 4]؛ وهذا من الخطأ الجسيم؛ إذ أن المقصود بهذه الآية ليلة القدر، كما قرر ذلك فحول أهل العلم. ثانيًا: تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة مبتدعة تُعرف بـ "الصلاة الألفية":قال الإمام أبو شامة المقدسي في "الباعث على إنكار البدع والحوادث"(ص124): " وأما الألفية فـصلاة ليلة الـنصف من شعبان، سمّيت بذلك: لأنها يقرأ فـيها ألف مرة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "؛ لأنـها مئة ركعة، في كـلِّ ركعة يقرأ الفاتحة مرة، وسورة الإخلاص عشر مرات؛ وهي صلاة طويلة مُستثقلة، لم يأت فـيها خبر ولا أثـر؛ إلا ضعيـف أو موضوع". ثالثًا: تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام:قال الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ: "ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم، يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ. "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"(1/191). رابعًا: صلاة الست ركعات في ليلة الـنصف بنية دفع الـبلاء، وطول العمر، والاستغناء عن الـناس، وقـراءة "يس" والدعاء بين ذلك: "السنن والمبتدعات"(145). خامسًا: تخصيص ليلة النصف من شعبان بأدعية مخترعة لا أصل لها ـ ألبتة ـ: "الإبداع"(268). سادسًا: اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الأجر والفضل: وقد قيل لابن أبي مُليكة: أن زيادا المنقري ـ وكان قاصًّا ـ يـقول: إن أجر ليلة النصف مـن شعبان مثل أجر لـيلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصا لضربته بها. "المصنف"(7928). وصلوات الله وسلامه على عبده ونبيّه محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين كتبه فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله الطيبي hgjkfdihj hgpshk ugn f]u aivd v[f ,aufhk | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018