متى سيزول الملك الجبري الذي يهيمن على بلاد المسلمين ؟ "

[طويلب علم مبتدئ]

متى سيزول الملك الجبري الذي يهيمن على بلاد المسلمين ؟ "
وما هي علامات زواله بظهور الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة ؟
إنّ الملك الجبري هو ملك القهر والقوة والإستبداد بالباطل ، وهو قيام مماليك أو دول على أساس القوة والقهر على الظلم والباطل لا على الهدى والحق ، وتكون مرحلة الملك الجبري بين مرحلتين من مراحل عمر الأمة الإسلامية ، بين مرحلتي الملك العاض والعضوض وقيام الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة الثانية ، التي تكون على الهدى والحق والسنة
وقد كانت الخلافة الإسلامية الأولى على منهاج النبوة زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، فكانت خلافتهم على هدي النبوة لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ربط هديهم بهديه الشريف ، وكانوا خلفاء حق انتصر الإسلام بهم وحقق الله للأمة في زمنهم انتصار التوحيد وجمع الكلمة وتحقيق حدود الله ، وتوسع الإسلام في الأرض ودخول أمم في دين الإسلام أفواجا ، وغير ذلك من الإنتصارات والفتوح والعلوم التي تحققت على أيدي الصحابة والفاتحين رضي الله عنهم
فعن سفينة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ، ثم ملك بعد ذلك . ثم قال سفينة : امسك عليك خلافة أبي بكر ، ثمّ قال: وخلافة عمر وخلافة عثمان ، ثمّ قال لي : امسك خلافة عليّ ، قال : فوجدناها ثلاثين سنة ] رواه أحمد وحسنه العلامة الأرناؤوط
وقد روى الإمام أحمد عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : [ ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة ] صححه العلامة الأرناؤوط
وروى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : كنا جلوسا في المسجد ، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال : يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء ؟ فقال حذيفة : أنا أحفظ خطبته ، فجلس أبو ثعلبة : فقال حذيفة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت ] ، قال حبيب : فلما قام عمر بن عبد العزيز ، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته ، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه ، فقلت له : إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين - يعني عمر - بعد الملك العاض والجبرية ، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسرَّ به وأعجبه ، وروى الحديث أيضا الطيالسي والبيهقي في منهاج النبوة ، والطبري ، والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ، وحسنه الأرناؤوط
فتحديد مراحل الأمة على خمسة مراحل قبل الساعة :
01 / مرحلة النبوة :
ابتدأت بنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطاعها بموته صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت الأمة تعيش بالوحي وكان القائد الآمر والناهي بأمر الله هو النبي صلى الله عليه وسلم
02 / مرحلة الخلافة الراشدة :
هي المرحلة التي كان فيها حكم الأمة على منهاج النبوة ، فقد كانت الأمة الإسلامية تعيش في ظل حكم الخلائف الإسلاميين الأربعة المتعاقبين على خلافة حكم النبوة : خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وخلافة عثمان رضي الله عنه ، وخلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فكانت الأمة الإسلامية تقيم شرع ربها وتعبد الله وتوحده وتتعامل بالحق والحلال والحكم بما أنزل الله ، وتنصر الإسلام وتنعم بالأمان الإسلامي
03 / مرحلة الملك العاض أو العضوض :
هي مرحلة التعسف والظلم ، وإن كانت مرحلة الملك العاض خير من مرحلة الملك الجبري الذي يحارب فيها الإسلام علانية ، فقد شهدت الأمة ظهور الشهوات والشبهات في زمن الملك العاض بالإستئثار بالملك العائلي والعصبية القبلية وظهور البدع والمعاصي والمخالفات والبدع والضلالات ، فالمراد بالملك العاض هو التعسف والظلم كما قال العلامة ابن الأثير في النهاية : [ ثم يكون ملك عضوض ] أي يصيب الرعية فيه عسْفٌ وظلم ، كأنهم يُعَضّون فيه عضّا ، والعَضُوض من أبنية المبالغة ، وفي رواية : [ ثم يكون ملك عُضوض ] وهو جمع عِضٍّ بالكسر ، وهو الخبيث الشَّرس ، ومن الأول حديث أبي بكر [ وسترون بعدي ملكا عَضُوضا ] اهـ
وقد عاشت الأمة مرحلة من مراحلها تحت حكم الملوك الذي ألغوا البيعة الشرعية وقيام الدولة والخلافة على قاعدة الشورى في حكم الإسلام ، واستبدلوا السنة بالملك ، فكان الملك يقوم على السيف ومن دنا منهم عضوه عضا ولم يرعوا فيه ذمة ولا رحما ، فعاشت الأمة تحت سيفهم وجورهم وظلمهم وتعسفهم واستبدادهم واستئثارهم بالمنافع
04 / مرحلة الملك الجبري :
وأما الملك الجبري في الحديث ، فالمراد به الملك بالقهر والجبر والقتل والتعذيب والبطش وبروز القوة الظالمة الإجرامية التي تستأصل الإسلام ، وقد ظهر الكفر الصراح في زمن الملك الجبري بتعطيل الحكم بالإسلام ومحاربة شريعة الله وحكمه ، وبروز أنواع العقائد الكفرية والقناعات الإلحادية والأفكار الشركية والتنظيمات الشيطانية التي لا تكتفي بتنحية الدين والملة والتوحيد ، وإنما تذهب إلى أبعد من ذلك بمحاربة التوحيد والسخرية من السنة واستبدال الإسلام بما عند اليهود والنصارى ، والسماح للكفر بالإنتشار في ربوع بلاد الإسلام مع إذلال الموحدين وقمع العلماء والدعاة والمصلحين ، ويكون ذلك كله طبعا بالقمع والقهر والقوة ، كما قال العلامة ابن الأثير في النهاية : " [ ثم يكون ملك وجبروت] أي عتوّ وقهر ، يقال : جبار بيّن الجبروة والجَبريَّة والجبروت ".
وسوف تعيش الأمة الإسلامية مرحلتين حرجتين ، وهي مرحلة عمرها بين الملك العاض والملك الجبري ، ولكن سوف تزول مرحلة الملك الجبري القهري بإذن الله ، كما زالت مرحلة الملك العاض ، فقد كانت الملوك في المرحلتين تستأثر بالملك والمنافع والحكم والسلطة والتسيير والمآثر الدنيوية ، زيادة على الظلم والأذى والبطش الذي كانت تلحقه بالمعارضين ، زيادة على منع المستحقات عن مستحقيها وتعطيل الحق
05 / خلافة على منهاج النبوة :
وأما المرحلة الخامسة سيعقبها انتصار للإسلام وظهور الحكم بما أنزل الله في الأرض واستئناف الجهاد والفتوحات وإقامة الحدود وإقامة علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر منهج النبوة ومحاربة الشرك والكفر والإلحاد والردة ، وبروز العلم في الأرض الذي يحميه الحكم والسلطان في إقامة العدل والحق والقسط بمحاربة الظلم والباطل والفساد والمنكر
ثم سيظهر الإمام المهدي بفضل الله ناصرا منتصرا لدين التوحيد جمعا لكلمة المسلمين ، ثم بعد سنوات من ظهوره سيخرج الدجال الأعور الكذاب ، ثم سينزل رسول الله عيسى عليه السلام

---

ljn sd.,g hglg; hg[fvd hg`d didlk ugn fgh] hglsgldk ? "