04 / 08 / 2011, 53 : 06 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف ملتقى الصوتيات والمرئيات الأسلامية | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 16 / 09 / 2010 | العضوية: | 38770 | العمر: | 45 | المشاركات: | 13,856 [+] | بمعدل : | 2.67 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1559 | نقاط التقييم: | 23 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام المعركة الرمضانية الأولى: معركة بدر الكبرى وإن قوى المقاومة والجهاد اليوم لخليقة بأن تتزين باتباع منهج سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وليتعلموا كيف يستمع القائد باهتمام إلى جندي من جنوده يعرض مشورته وكيف يتقدم الجندي بأدب جم وشجاعة في الحق فيعرض رأيه، وعلى قوى المقاومة أن تدرك أن النقص من صفات البشر لصيق بهم، ومهما كانت خبرة القائد ومكانته فلا يزال فيه نقص ولا عجب أن يكون كمال هذا النقص في مشورة جندي من أصغر جنود الجيش. إن شهر رمضان هو شهر خير وبركة ففى هذا الشهر المبارك كانت الكثير من الأحداث العظام في تاريخ أمة الإسلام، فكانت معارك كثيرة كان النصر فيها حليف المسلمين، وخير معارك هذا الشهر الكريم وأشهرها على الإطلاق معركة بدر الكبرى التى كانت معركة الفرقان فيها أعز الله الإسلام واهله وأذل الشرك وأهله. وقعت معركة بدر الكبرى يوم السابع عشر من رمضان من العام الثانى للهجرة النبوية المباركة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أبا سفيان بن حرب قادم بقافلة تجارية لقريش من الشام تحمل أموالا عظيمة، فى هذا الوقت كانت الحالة التى بين المسلمين وقريش حالة حرب وفى حالة الحرب تصبح أموال العدو ودماؤهم مباحة، وكان المسلمون من قبل ذلك قد علموا أن قريشا استولت على أموالهم بمكة، وهذا يعنى أن جزءا من هذا المال الموجود بالقافلة كان من مال المسلمين (1). لن أقوم بسرد تفاصيل غزوة بدر فى هذا المقال فقد تناولها الكثيرون بالبحث والتأليف والتصنيف وما أظننى سأضيف شيئا، ولكنى سألقى الضوء على بعض الدروس المستفادة والمستوحاة من أحداث هذه الغزوة، التى تستحق أن نقف عندها لنتأملها ولنحاول إسقاطها على واقعنا المعاصر، دونما إفراط أو تفريط. الجهد الاستخباراتي المكثف الذي قام به المسلمون بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر ذلك عدة وقائع فى غزوة بدر، منها إرساله صلى الله عليه وسلم لبسبس بن عمرو لجمع الأخبار عن القافلة قبل ندب أصحابه للخروج، ومنها خروجه صلى الله عليه وسلم وأبى بكر لإستطلاع أخبار المشركين فلقيا شيخا مسنا فسألاه عن جيش محمد وجيش قريش فأجابهما الرجل (2)، وكان الرجل قد سألهما من أين هما فلما أجابهم عما سئل قاله له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن من ماء وانصرف النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه مسرعين وفى ذلك كتمان للخبر، فلو وقف النبى يتحدث مع الرجل لاستوضح الرجل منها وعرف حقيقة الأمر، ومنها إرساله عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص فى نفر من الصحابة إلى بدر لجمع المعلومات عن قريش فأتياه بغلامين لقريش كانا يستقيان فسألهما الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أسئلة استطاع بها أن يقدر عدد جيش قريش ومن خرج منهم لملاقاة المسلمين (3)، وكثير من الجهد الإستخباراتى الذى لا يتسع المقام لذكره، لكن هذا الجهد ينبهنا إلى ضرورة اليقظة الدائمة ومعرفة وتلمس أخبار العدو، ومعرفة كل تحركاته، فرسول الله علم ابتداء باستيلاء قريش على أموال المسلمين بمكة ثم علم بأمر قافلة قريش وكذلك علم عدد أفراد قريش الذين قدموا لقتاله صلى الله عليه وسلم ومن من رؤوس الكفر كان معهم، وقوى المقاومة والجهاد الحقيقى اليوم بحاجة إلى هذا الفكر السياسى البارع المستقى من أفعال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بصفته القائد الأعلى للدولة الإسلامية بكافة أجهزتها. ضرورة الشورى: فرسول الله صلى الله عليه سلم يأتيه الوحى من السماء، لكن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام لن يكون ثمة وحى، ولهذا فنبينا صلى الله عليه وسلم قد علمنا دروسا فى الشورى عظيمة، منها أنه صلى الله عليه وسلم لما أتاه الخبر بفرار قافلة قريش وخروج قريش لقتالهم استشار أصحابه فيما عليهم فعله، أيقاتلون قريشا أم يرجعون إلى المدينة، وقد أجمع كبار المهاجرين والأنصار على مقاتلة قريش (4). ويظهر الالتزام بالشورى في غزوة أحد عندما أشار شباب الصحابة بالخروج لقتال المشركين خارج المدينة مع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كارها لهذا الرأى ولما هزم المسلمين ما عنف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ممن أشاروا بالخروج، وإن هذه لأمثلة عظيمة على ضرورة التزام الشورى ما دام كل أهل الشورى ملتزمين بكتاب الله تعالى وبسنة نبيه الكريم، ومن فعل النبى صلى الله عليه وسلم نستنتج عدم جواز احتكار القائد وحده مهام القيادة واتخاذ القرار ومخالفته وإهماله لرأى أغلبية أهل الرأى والفكر، وكذلك فعلى كل من عنده رأى يرى أنه يفيد الجماعة فعليه أن يطرحه على القيادة، ونرى ذلك فيما فعله الخباب بن المنذر رضى الله عنه وأرضاه حينما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه قبل بئر بدر فجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقال (يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة» قال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم-أي جيش المشركين- فننزله ونغور -نخرب- ما وراءه من الآبار ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار) (5)، وإن قوى المقاومة والجهاد اليوم لخليقة بأن تتزين باتباع منهج سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وليتعلموا كيف يستمع القائد باهتمام إلى جندى من جنوده يعرض مشورته وكيف يتقدم الجندى بأدب جم وشجاعة فى الحق فيعرض رأيه، وعلى قوى المقاومة أن تدرك أن النقص من صفات البشر لصيق بهم، ومهما كانت خبرة القائد ومكانته فلا يزال فيه نقص ولا عجب أن يكون كمال هذا النقص فى مشورة جندى من أصغر جنود الجيش. التخطيط المحكم للمعركة: فلقد جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للقتال بطريقة لم تكن موجودة من قبل، طريقة جديدة على العرب والعجم جميعا، تتناسب مع حال المسلمين، وهى طريقة الصفوف، وصفة هذه الصفوف كما يقول المؤرخ الدكتور على الصلابى (أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف الصلاة، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم. وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء)، وهذا الأسلوب يعطى للعدو انطباعا مخيفا عن قوة هذا الجيش، ويعطيه انطباعا كذلك عن مدى تنظيم وترتيب هذا الجيش وأهمية النظام عندهم، كما يجعل القيادة كلها بيد القائد الأعلى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعله مطلعا على كل ما يدور بالمعركة، كما أنها تجعل بيد القائد قوة احتياطية ليعالج بها المواقف المفاجئة، وإن قوى المقاومة اليوم لمطالبة بأن تنظر إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزواته نظرة سياسية وعسكرية واستيراتيجية، وإنى لأرى أن قوى المقاومة قد استفادت من هذه الرؤية النبوية بتبنيها استيراتيجية قتال الشوراع التى تنهك العدو وتصيبه بالهلع والخوف. تعظيم الجنود للقيادة وتواضع القيادة لجنودها: لقد اقترح الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنوا له عريشا يكون مقرا له صلى الله عليه وسلم ويكون العريش على مكان مرتفع مشرف على ساحة القتال فوافق النبى الكريم عليه الصلاة والسلام على الفكرة الطيبة وكان سعد بن معاذ رضى الله عنه ومجموعة من شباب الأنصار يحرسون العريش (6)، وفى هذا الفعل إظهار لمكانة القائد عند الجنود وإرسال رسالة ضمنية للعدو بأن كل أفراد الجيش مستعدون للموت دون تلك القيادة وفى ذات الوقت تواضع القيادة للجنود ومشاركتهم فى شئ، فأكرم برسول الله وصحبه من قدوة، وإنى لأرى أن قوى المقاومة والجهاد قد تعلموا هذا الدرس جيدا ووعوه، فنرى الجنود يقدمون أنفسهم بين يدى قادتهم فى ذات الوقت الذى نرى فيه تلك القيادة فى الميدان تشارك الجنود كل مهام القتال. الدور الضخم للإعلام المقاوم: لا يستطيع ذو عقل أن ينكر دور الإعلام فى أى مرحلة من مراحل الصراع مع العدو، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك دور الإعلام، وقد بدأ الإعلام الإسلامى فى الظهور فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم منذ الهجرة وبرز أكثر مع بدء حركة السرايا، وقد كان الشعر يمثل الحملات الإعلامية المؤثرة في دنيا العرب، فيرفع أقوامًا ويخفض آخرين، ويشعل الحروب ويطفئها (7)، وللأسف فقد أغفل المسلمون لفترة من الزمن فى العصر الحديث دور الإعلام المتحدث بلسان الأمة، فى حين كان أعداؤنا يخصصون الميزانيات الضخمة من أجل الإعلام لذا لا عجب أن نجد المؤيدين لهم كافة أنحاء العالم مع أنهم على باطل لكنهم بإعلامهم قلبوا الباطل حقا والحق باطلا، ولكن اليوم بدأ البعض يعى دور الإعلام، لكن حتى الآن لا يوجد منبر إعلامى إسلامى قوى يصل إلى قطاعات عريضة من الناس فى كل أنحاء العالم. أكتفى بهذه النقاط رغم أن الحديث عن الدروس المستفادة من غزوة بدر لا تنتهى، ولكن ليس الغرض كثرة الكتابة ولكن كثرة الاستفادة، وإن غزوة بدر هي أول فتح ونصر للمسلمين على أهل الشرك والكفر من قريش، وهذا النصر العظيم كان فى شهر رمضان المبارك ذلك الشهر العظيم الملئ بالإنتصارات والفتوحات التى تصنف فيها المصنفات، ذلك كله دلالة على عظمة ومكانة هذا الشهر في الإسلام. منقول
hgluv;m hgvlqhkdm hgH,gn: luv;m f]v hg;fvn
|
| |