الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 2 | المشاهدات | 765 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
06 / 02 / 2012, 36 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب خـامسـاً: منهجـه فـي التـدريـس: التدريس أحد مجالات الدعوة التي يقوم بها فضيلته، فقد بدأ الدعوة بالتدريس، وقد مر معنا كيف كان منذ نشأته (17-18) سنة يجمع التلاميذَ والعمّال ويدرّسهم ما حفظ من دروس الشيوخ، وبما فتح الله عليه، فالعلم يزكو بالإنفاق، ولا بد لمن يتعلَّم أن يعلِّم إذ لا يجوز كتمان العلم. ولقد كان فضيلة الشيخ رجب حفظه الله يتعلمُ ويعملُ ويُعَلِّم. ولقد كان لفضيلته في التدريس مسلكان: المسلك الأول: المجالس العامة، ويحضرها الآلاف من الناس، من كافة الفئات، يجتمعون من كل النواحي حتى يَغُصَّ بهم أكبر المساجد مثل جامع أبي النور وجامع (تنكز)، يتوافدون ليملؤوا قلوبهم بالحب والإيمان، وعقولهم بالعلم والحكمة، ويَصْدُرُ كَلًّ منهم وقد نال بُغْيَتَهُ. والمجالس العامة تكون في تفسير القرآن الكريم، بالأسلوب الذي يعالج قضايا المجتمع بكل ما يستجد فيه مِن أَحْداثٍ، فالشيخ يعيش مع الناس همومَهم ومشاكِلَهم. ولذا كان تفسيره التفسير الحيّ، يجد فيه كل من يحضر المجلس حَلّاً لمشكلته الخاصة، وتنويراً له في سلوك الحياة وكيفية التعامل بما يحقق سعادته في الحياة في أخلاقه وتعامله متفقاً مع سماحة الإسلام وكأنه المخاطَبُ الوحيد. وفضيلته يتناول دقائقَ الحياة وأساليبَ المعيشة التي يحياها المجتمع، فينبهُ الغافلَ إلى ما يمكن أن يقع فيه، ويُخَلِّصُ من زَلَّ وينير له طريق الصواب، ويؤيد المستقيم ويدعوه إلى الكمال. المسلك الثاني: المجالس الخاصة مع طلاب العلم والمعرفة، يشرح لهم كتب العلم النافع، ولعل أَجَلََّ الكتب التي نالت عنايةً وجهداً خاصاً منه صحيح الإمام البخاري، وكان يشرحه في دروس الفجر، واستمر شرحُه تسعة عشر عاماً، وهو شرحٌ غزيرٌ، جمع دقائق العلم ونفائسه، والفوائد المتعلقة بكل حديثٍ مُدَعَّمَاً بتجاربه الحكيمة، ورَبَطَهُ بالواقع، وحبذا لو وجد من الباحثين من يقوم بجمعه ونشره لِتَعُمَّ به الفائدة، وكذلك كتب الحديث الأخرى، مثل: الترغيب والترهيب والتاج الجامع للأصول. ومِن عُلُوِّ هِمَّتِهِبارك الله لنا في حياته ونفع به المسلمينوحرصه على تبليغ دعوة الله تعالى أنه درَّسَ في معظم مساجد دمشق والقرى المحيطة بها، دونما كَلَلٍ أو مَلَلٍ، وبِهِمَّةٍ مُتَّقِدَةٍ، وروحٍ تحملُ أسمى الآمال، وتسعى لتحقيق أغلى الغايات، وهي الدلالة على الله من طريق الحب، والقيامُ بالعبادة في كل مجالات الحياة، وفهمُ الدين الفهم الواسع السمح. وفضيلة الشيخ ينتقل من مجلسٍ إلى مجلسٍ، ويلتقي بالناس الذين يلجؤون إليه مسترشدين برأيه السديد، وفراسته الثاقبة لحلّ مشاكلهم، ولإرشادهم لما فيه خيرهم وسعادتهم في دنياهم وآخرتهم، ومستفتين لأمور دينهم. وهو يبذل لهم النصح والهداية والوقت والجهد والمال. والهدف رضا الحق سبحانه، وإدخالُ السرور والسعادةِ والْبِشْرِ على قلوب العباد، وإنه ليفرح لفرحهم ويحزن ويتأثر لِمُصابهم، متمثلاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ((الخلق كُلُهم عيالُ الله فأَحَبُّ الخلق إلى الله أنفَعُهُمْ لِعِيالِه)) [1]. ولم يهمل فضيلتُه النساء فجعل لهن يوماً خاصاً اتباعاً للهدي النبوي، إضافةً لحضورهنّ المجالس العامة، فمساجد دمشق مُصَمَّمَةٌ ومُعَدَّةٌ لحُضُورِ النّساء مجالس العلم. وفي مجلس النساء يَحُثُّهُنَّ ويُعَلِّمُهُنَّ ويرشِدُهُنَّ لبناء الأسرة الكريمة الفاضلة، كل واحدة على حسب موقعها في الأسرة؛ إن كانت أماً أو أختاً أو زوجةً أو زوجةَ ابنٍ أو والدةَ زوجٍ، والغالب أن المرأةَ أسرعُ استجابةً من الرجال في مجال التطبيق، ولذا كانت دعوتُهُنَّ واسعة الانتشار، كثيرة الحماس، توازي دعوةَ الرّجال، وربّما تفوقُها أحياناً. ودروس فضيلته علاوةً على ما تحويه من نفائس العلم والمعرفة والإرشاد لا تخلو من دعابة ظريفة مُحَبَّبَةٍ، تفتح مغاليق القلوب ببسمةٍ رقيقةٍ مستطابةٍ، تكسر جمود العلم، فتنشرح الصدور لتقبل على الدين بعيداً عن الجفاء والجمود. ولعل أبرز ما يميز دعوة فضيلته إقبال الشباب على دعوته بصورة ملفتةٍ للنظر، فهو مع تقدمه في السن إلا أن همته تفوق همة الشباب ونشاطه وحركته الدائبة. إضافةً إلى قربه من قلوبهم وإحساسه بمشاعرهم، وما يبذله لهم من الحب والعطف والحنان فيما لا يجدونه في آبائهم وأمهاتهم، تجعلهم يفدونه بأرواحهم ويسارعون في خدمته. ولذا نجد كثيراً ممن تركوا أهليهم ولاذوا به، وفضّلوه على قرابتهم القريبة، لِمَا وجدوا في كنفه ما فقدوه في أسرهم، فأحاطوا به إحاطة السّوار بالمِعْصَم. وإن الشباب ليحتاج إلى عنايةٍ فائقةٍ وتربيةٍ سلوكيةٍ فريدةٍ متميزةٍ، لا يجيدها كثيرٌ من الدعاة لحساسية هذه المرحلة ودقتها. نشاطه التدريسي: بدأ فضيلته نشاطَه التدريسيّ في سِنٍّ مبكّرةٍ ولعدة موادّ، فإذا شئنا أن ننظر إلى اجتهاده وتفوّقه في دراسته الابتدائّية ثم في دراسته الليليّة لنيل الشهادة الابتدائية، لوجدنا أنّ ذلك كان دافعاً لبعض أساتذته أن يُنِيبَه عنه في التدريس لمادّتَي الأخلاق والجغرافيا، لكِنَّهُ شَدّ اهتمامَ المدرسين والإدارة؛ إذ لاحظوا انضباطَ الصفّ بشكلٍ غيرِ معهودٍ لدى كثيرٍ من الأساتذة، وتبيّنَ لهم أنه يمتاز بشخصيةٍ جاذبةٍ، وبديهةٍ حاضرةٍ، ومادةٍ علميّةٍ غزيرةٍ، وروحٍ نقيّةٍ تخرق القلوب قبل أن تخرق الأسماع. يمكننا أن نعتبرَ هذا النشاط التدريسيّ الأول في حياة فضيلته. وأما النشاط الثاني فكان في أوائل الستينات حيث افتتح سماحةُ الشيخ أحمد كفتارو- ولم يكن قد استلم الإفتاء بعد- معهدَ بدر الإعدادي، في منطقة (البَحْصَة)، وكلّف فضيلةَ الشيخ رجب أن يدرّس في المعهد مادّتَي الفقه والتجويد، وكان يدرِّس بزيِّه الدينّي، ذلك الزيّ الذي كاد أن يفقد هيبتَه واحترامَه من نفوس الطلاب، لكنه أثبت لذلك الزيّ الاحترامَ اللائقَ، والهيبةَ المفروضة، ناهيك عن إيصال المعلومة إلى نفوس الطلاب بأسلوبٍ سلسٍ وجذّابٍ، وإن بعض الذين تتلمذوا عليه في الستينات في معهد بدر سعوا إلى مجالسة في المساجد، ولا يزالون ملتزمين معه حتى الآن التزامَ المريد بالشيخ. ولما افتتح المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد بقسميه (الذكور والإناث) تعيّن فضيلتُه وبإيعازٍ من سماحة شيخه مدرّساً في المعهد الشرعي ردحاً جيّداً من أواسط السبعينات، ليدّرس الذّكورَ موادّ الفقه والأصولِ والفرائضِ، وخاصَةً للمرحلة الثانوية. يقول طلابُه يومئذٍ ومريدوه اليوم: لقد كانت مادة الفقه من أحبِّ الموادِّ الشرعيّة لنا، لأن فضيلةَ الشيخ رجب كان يقدمها لنا مائدةً شهيّةً لذيذةً، سريعةَ الوُصول إلى الأفهام، شديدةَ الثبات في الذهان. وهذا يُعتبر النشاط التدريسيّ الثالث في حياة فضيلته. وأما النشاط التدريسيّ الرابع لفضيلته فهو تدريسه في كُلِّيَتَي الدعوة الإسلامية وأصول الدين، فقد درّس في كلّيّة الدعوة مادّة الدعوة والدعاة، برع فيها براعةً استقطبتْ طلاب جميع السنوات، إذ كان معظمهم يتركون محاضراتهم لحضورِ محاضرة الدعوة الإسلاميّة لفضيلته، والوقوف منهم أكثر من الجالسين، وهذا ليس بِدْعَاً مِن إنسانٍ أفنى حياتَه في الدعوة إلى الله تعالى، فهو لا يعرفها نظريّاً من صفحات الكتب بقدر ما أدرك أسرارها بسلوكه وعمله وتطبيقه وروحه وقلبه، ولذا كان شديدَ التأثير في طلاّبه الذين غدا بعضهم اليوم من العلماء الأعلام والدعاة المنتجين. ثم أُسند إليه تدريس مادة القرآن الكريم إقراءً وحفظاً. ثم أُسند إليه في كليّة الأصولِ تدريس مادّة التصوّفِ الإسلاميّ؛ تربيةً وتزكيةً وحكمةً قرآنيّةً، يدرّسها للذّكور والإناث، وهو الصوفي الحقّ الذي نهل نُسُغَ التصوف من قلبِ شيخهِ وروحِه الذي جدَّد في الفكر الصوفيَّ حسب النهجِ القرآنّي والمسلك النبويّ الرشيد، نافياً عنه كلّ الشوائب والدخائل. لقد كانت محاضراته في التصوّفولا تزال موئل معظم الطلاب والطالبات على اختلاف المشارب، فصاحب الميل الصوفيّ يجد بُغْيَتَهُ على أكمل وجهٍ وأتَمّ حالٍ، وأمّا الذي يجد في نفسه نقداً أو اعتراضاً؛ أو ربما رفضاً للفكر الصوفي؛ فإنه يفاجأ عندما يرى أن التصوّف الحق إنما هو ما وافق الكتاب والسنة، ويستدلّ فضيلته لذلك بشواهد القرآن الكريم والسنة الشريفة والسيرة النبوية المطهّرة. ولا أنسى أن أشير هنا إلى أن من أوائل المحاضرات التلفزيونّية التي عرضها التلفزيون السّوريّ في أوائل الستّينات محاضرةً في التصوّف ألقاها فضيلتُه؛ نالت استحسان الجميع. ويمكننا فيما يلي أن نُبرزَ أهمّ الصفات التدريسيّة التي امتاز بها فضيلته: 1- التحضير العلمي الجيد لأيّ درسٍ يقوم بتدريسه مع المخطَّطات اللازمة للإيضاح؛ مدعّمةً بالشواهد والأدلة، مما يُضْفِي على دروسه غزارةً في المادّة العلميّة. وتحضيره لدروسه أمرٌ مُتَّبَعٌ حتى في محاضرات التفسير والحديث التي يلقيها في المساجد. 2- حضور روحه وقلبه مع الله تعالى قبل دخول الصف أو القاعة؛ لاعتقاده أن ((قلوب العبد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء)) [2]، فيقومُ بربطِ قلبه بالله عز وجل، فيربط اللهُ تعالى قلوبَ الطلاب به، فتراهم في حالٍ من الانتباه والإصغاء قلّما يكون عند الطلاب مع مدرّسيهم. 3- قوة شخصيّته مع لين جانبه، وسلوكّيته الإسلاميّة الراقية، كل ذلك يمنحه الدخول السريع إلى قلوب كُلّ مجالسيه من الطلاب في المدارس أو الجامعات، أو في بيوت الله تعالى. 4- أداؤه للدرس وشروحه المستفيضة التي تأتي على كلّ شاردةٍ وواردةٍ تجعل مادّته مُحَبَّبَةً للنفوس، محفوظةً في الأذهان. 5- إن نسبة النجاح في الامتحانات العامّة لطلابه تكون دائماً في أعلى مستوىً، فلا يكاد يرسب عنده أحدٌ إلا طالباً منتسباً لم يداوم، وهذا نسبته واحد بالمائة. لكن هذا إن دَلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على عميق تأثير المدرس في تلاميذه. وأخيراً: إن فضيلته لم يكن كذلك فحسب؛ بل جعل من أيّ مسجدٍ يدرّس فيه في دمشق أو سواها من المحافظات أو في بيروت مدرسةً، يقيم فيه الدورات التعليميّة، من لغةٍ عربيةٍ وفقهٍ وفرائض وتجويدٍ وتوحيدٍ وغير ذلك، كلّها يقوم على تدرسيها لإخوانه بمفرده، ثم يمنحهم بين الفترة والفترة؛ ليكون ذلك أدعى للاهتمام بطلب العلم، وأشدّ تأثيراً في نفس طالب العلم، وينتسب إلى هذه الدورات الذكور والإناث، مع العزل بينهم، وهم من كلّ المستويات، ما بين طبيبٍ ومهندسٍ ومحامٍ وعاملٍ وطالبٍ وغير ذلك. ومما سبق يمكننا القول: إنّ هذه الأسلوبيّة المتميزة جعلت الطلاب لا يتخذونه مدرّساً أو محاضراً كغيره مِنَ المدرسين، بل اتخذوه شيخاً ومعلّماً ومربيّاً ومرشداً، فغدا الكثير منهم من أهل العلم والدعوة والهداية والإرشاد، ورحم الله القائل: هذه آثارُنا تدلُّ علينا والآن إلى الحوار:فانظروا بعدَنا إلى الآثارِ س1: متى بدأ التدريس؟ لقد ذكرت لكم أني بدأت التعليم في سن الثامنة عشر، حيث كنت أنقل ما أتعلمه إلى رفاقي في الحي، وفي أي مجلس جلسته، وبدأت التدريس الرسمي بعد أداء الفحص أمام مجلس الإفتاء العام الذي ضم مفتي المحافظات في سورية، وكان برئاسة المفتي العام الشيخ أبو اليسر عابدين رحمه الله تعالى ولما اجتزت الامتحان بتوفيق الله بنجاح عُيِّنْتُ مُدَرِّسَاً عاماً في الجمهورية العربية السورية، وكان ذلك بتاريخ 28/2/1965م. س2: كيف كانت بداية تدريسكم، وما الصعوبات التي واجهتكم؟ لقد كانت بداية التدريس مما لا أخفي عليكم صعبةً وشاقةً، وذلك لأني لم أكن متفقهاً بالشريعة ولا متمكناً من اللغة، ولا أَرْضِيَّةَ لي من العلوم، غير أني كنت أستمع للشيوخ ثم أقوم فأعلم ما استمعت، ولا أبالغ عندما أقول: كنت أحفظ الدرس الذي كنت أسمعه بآياته وأحاديثه وحِكَمِهِ، وكنت أنقل ذلك بأمانةٍ من غير زيادةٍ ولا نقصان، مما جعل الكثير يتعلق بي يظنون أني أعلم ذلك من نفسي، هذا مع ما كان لي من خلوةٍ مع الله، مع الذكر الدائم الذي اكتسبت منه روحاً أَمَدَّنِي بقوةٍ، ما كنت أشعر كيف أتكلم، غير أني أرى العيون تنهمر بالدموع والصدور تتنهد، فإذا انتهيت من المجلس قام الناس يعتنقونني ويبكون وهم يدعون لي. مع ذلك لم أكن أخلو من قيام بعض العلماء الذين دفعوا بكل كيانهم ووجودهم باتهامي والطعن بي وتحريض المجتمع عليَّ، فكان جواب المجتمع: إن كان هذا الطالب يخطئ وقد جمع الناس وأثَّر فيهم وهدى العصاةَ ورَدَّ الشاردين، وأنتم العلماء ما سمعنا منكم كلمة نصحٍ ولا إِرْشَادٍ ولا هِدَايَةٍ، فنحن نرضى بخطئه مع الهداية ولا نرضى بعلم بلا إرشادٍ ولا نصيحةٍ ولا هدايةٍ. س3: ما المساجد التي درستم فيها؟ لعلكم لو سألتم مساجد دمشق وغوطتيها لأُجبتم بأنه قلَّ أن يوجد مسجد لم أُدَرِّسْ فيه، بدءاً مع جامع (يلبغا) الكبير إلى جامع (تنكز) فالمغربية، فالحاجبية والزهراء والصلخدية والشيخ محيي الدين وسعيد باشا، وغيرها كثير، وكذلك مسجد بني أمية الكبير؛ فقد دَرَّسْتُ فيه ثلاث سنين متوالية في رمضان، وهناك في القرى من جوبر إلى حرستا وكفر بطنا وغيرها من القرى؛ شرق دمشق وغربها وجنوبها، وذلك بفضل الله وإحسانه عليَّ. 4: هل هناك برنامجٌ خاصٌّ مُوَزَّعٌ على أيام الأسبوع؟ برامجي في التدريس كثيرة، وحسب الأماكن التي أدرس فيها، فمثلاً: في المسجد الذي أنا فيه (المغربية-الجسر الأبيض) أقيم فجرَ كلِّ يومٍ درساً في الحديث، قرأت فيه الترغيب والترهيب وكتاب التاج الجامع للأصول والجامع الصغير للسيوطي، ثم جمعت الأحباب على شرح صحيح البخاري الذي امتدّ شرحُه تسعَ عَشْرَةَ سنةً، وغيرها كثير، عدا عن تدريس الفقه الحنفي والشافعي، والفرائض والتجويد والتوحيد والأصول، وكان هناك برنامجٌ خاصٌّ بجلسةٍ أسبوعيَّةٍ للنِّسَاءِ، ومن ضمن البرنامج اليومي أني أعقد كُلَّ يومٍ بين خمسةِ دروسٍ أو ستةٍ من غير انقطاعٍ، عدا المجالس العامّة، واستقر الحال الآن على المجالس العامة على النحو التالي: 1- فجر الجمعة: في جامع الحاجبية، مجلس في الحديث النبوي الشريف. 2- مساء الإثنين في جامع الحاجبية. 3- مساء الثلاثاء: في جامع (تنكز). 4- مساء الأربعاء: في جامع الزهراء بالمزة. 5- مساء الخميس: في جامع أبي النور. والأربعة الأخيرة كلها في تفسير القرآن الكريم. 6- وخصصت يوم السبت لأخوات بيروت والمسافرات من الأقطار والمحافظات. 7- وخصصت يوم الأحد لشباب بيروت والوافدين المسافرين من الأقطار والمحافظات. 8- وخصصت في كل يوم ساعتين لقضاء حوائج الأحباب، والإجابة على أسئلتهم، من الساعة الحادية عشرة إلى الواحدة ظهراً. وهذا البرنامج ثابتٌ منذ أكثر من عشر سنينبفضل الله تعالى . س5:ما مصادركم في تحضير الدروس؟ هذا أمر يصعب حصره الآن، لأني أراجع أمهات كتب التفسير، مثل الطبري والبحر المحيط والرازي والزمخشري وابن كثير وروح البيان والقرطبي وغيرها، وأما الأحاديث فالمراجع الصِّحاح والسنن الستُّ أولاً، ثم جامع السيوطي والمسند للإمام أحمد، والإمام الطبراني بكتبه الثلاث، ومجمع الزوائد والحلية لأبي نعيم، وابن حبان، والبراز، وغيرهم كثير. وأرجع في الأحكام الشرعية إلى كتاب السرخسي وحاشية ابن عابدين في الفقه الحنفي، وإلى أمهات الكتب عند الشافعية كالأم والبا جوري وغيرها، وإلى أمهات الكتب في الفقه الحنبلي والمالكي والجعفري. وإلى كتب الآداب والأخلاق وحياة الصحابة للقصص والآثار، وهناك مكتبةٌ عامرةٌ بكتب الطب والفلك والعلوم العصرية كالفيزياء والكيمياء والزراعية والطيران والاقتصاد والاجتماع وغيرها. س6: ما مصادر التشويق التي تجذب الناس في دروسكم؟ أهم مصادر التشويق في مجالسي تذكير الخلق بحب الله، وبحث نعم الله على العبد من كل أطرافها، وحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر سنته، وطرفاً من سيرته الشريفة بما يتناسب مع البحث والحديث، وأميل إلى قصص الصحابة رضوان الله عليهم في اجتماعهم مع بعضهم، وفي صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا استقيت قصةً فيها عظةٌ وعبرةٌ ألقيتها، وإذا كان هناك فكاهةٌ تحمل عِبْرَةً ذكرتُها، عندما أرى بعض الوجوه أصابها بعض الملل فأذكر طرفة لتصحو النفوس وتَتَنَبَّهَ، فعندها ألقي العبرة من الطرفة فأحيي بها اليقظة النفسية لتتلقى العلم بشغف وعشق. ولا يخلو البحث من ترغيبٍ بفضل الله ورحمته، والطمع بسعة عفوه ومغفرته، والترغيب لمن عصى وأذنب عمداً وهو يعرف عذاب الله ونقمته، متبعاً بذلك أسلوب القرآن الكريم، حيث يكون في ترهيبه إذا بك تستنشق الترغيب فيه، لتصحو النفوس وتنتبه وتشحذ الروح بقوة الرجاء. س7: ما الفرق بين درس الرجال ودرس النساء من حيث التحضير والإلقاء والاستجابة؟ ليس هناك فرقٌ بين درس الرجال ودرس النساء في التحضير لأن العمل المقصود به الله وحده، وهو أمانةٌ إلهيةٌ في عنقي وواجبٌ شرعيٌّ وجَبَ عَلَيَّ، فمجلس الرجال يجمع كل شرائح المجتمع من عاملٍ إلى طبيبٍ، ومهندسٍ ومسؤولٍ، فالمفروض أن أعطِيَ كُلَّ واحدٍ حسب استعداده ومعرفته ومكانته، فأهيئ البحث معتمداً على الله، وإذا جلست للتدريس تَبَرَّأْتُ من حولي وقوّتي ومطالعتي، والتجأت إلى حول الله وقوته وعلمه، متذللاً بين يديه أن يُغذي قلوب العباد بما يفتح عَلَيَّ من جوده. وأما مجلس النساء فهو مجلسٌ يأخذ مني الكثير من الجهد والتعب لكونِ الكلامِ مع النساء يجب أن يكون محاطاً بهالة من الهيبة والجلال، من غير نُكَاتٍ ولا مَرَحٍ، بل كله مواعظ وعِبَر، مذكِّراً النساء بحقوق الله عليهن، وحقوق أزواجهن وأولادهن وبيوتهن، شارحاً كلًّ من الحقوق على حدة، حتى تعود المرأة إلى بيتها وليس أغلى عليها من أداء الحق لزوجها، لتنال رضاء الله برضاه، ثم لا أنسى أن في المجلس الأم الغيورة، والأخت المتكبرة والبنت المدلَّلَة والزوجة المستأثرة والكَنَّةَ المقصرة. فأرى من واجبي الشرعي أن أخفف من غيرة الأم على ولدها، وأُبِلغَهَا كيف تعامل زوجة ابنها بالتكريم والحنان، وكذلك كيف تكون الزوجة مع أم زوجها بالتقدير والاحترام، وهكذا الأخت والبنت والكنَّة، لأجعل من بيت المسلم جنةً تَرْفُلُ بالرفاهية والسعادة التي تخيم عليهم، مع توجيه العازبات إلى خشية الله ومراقبته والتوبة إلى الله، والإنابة إليه، مما حدا بفضل الله بالكثيرات ترك ما كُنَّ عليه من التفلُّت والعودة إلى دين الله ومراقبته. س8: هل لكم أسلوبٌ خاصّ في تدريس النساء؟ أسلوب تعليم النساء يقوم على الترغيب والترهيب، وشحذ الهِمَّة للعمل بالإسلام وحفظ القرآن والحديث الشريف، ولقد حفظ القرآن الكريم قريبٌ من مائة فتاةٍ مع التجويد، وقدَّمتُ لهن شهادة في تعليم القرآن وإقرائه، ومنهن من حفظت مع القرآن ثلاثين ألف حديثٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعمل في الحقل النسائي أوسع انتشاراً منه في حقل الرجال. س9: ما الأثر الروحي للدرس، أو كيف يتعامل الشيخ روحياً مع حاضري الدرس؟ هذا بحثُ يصعب الكتابة فيه أو القول، فالأمور الروحية يعجز القلم عن كتابتها، لكن لا بد من إبداء بعض التعابير، فمثُل الروح كمثل الشمس تسطع على الدنيا، وكلٌّ من الناس يأخذ منها على قدرٍ، فمن افتتح طاقةً أخذ من نور الشمس بقدرها، ومن فتح نافذةً نال أكثر، ومن أزال الجدار نال أكثر فأكثر، ومن خرج إلى السطح أو الصحراء نال الشمس كُلَّها، وكذلك من كان معه مرآةٌ ووجَّهها إلى الشمس انعكس من الشمس في مرآته بقدرها، فروح المربي هي الروح التي استمدتْ نورَها من اسم الله العظيم، وارتبط صفاؤها بروح رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان له إمدادان: مددٌ من نور الله، ومن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو بتلك الروح يتوجَّه إلى قلوب الخلق بمرآته المتوجِّهة إلى نورِ الله وروح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَيَعْكِسُ أنوارها في قلوبِهم، لذلك تجدهم يشعرون بلذة المجالسة وأنس المحادثة، فأنت تجد الناس يجلسون على الأرض ساعةً ونصف الساعة، أو ساعتين من غير أن يتحرك أحدُهم مرةً، كل ذلك لاستغراقهم بتلك الروح النبوية والأنوار الربانية، وإنْ نظرتَ إليهم لرأيتهم مشدودين مجذوبين بالنظر إلى مُؤَدِّبِهم ومعلِّمهم، ناسين لأتعابهم وأجسامهم، وهكذا الحب إذا سيطر على الروح أنساها الآلام والأتعاب، ومن ذاق عرف. س10: ما السر أن معظم تلاميذكم من الشباب، وإلى أي شيء تُرجعون محبة تلاميذكم لكم وتفانيهم في خدمتكم وطلب رضاكم؟ السر في ذلك أني أخاطب الشباب بلغتهم، وأشعر بأحوالهم، وأستقرئ نفوسهم، فأخاطبهم بما تنطوي عليه نفوسهم، ثم أوجههم إلى ما فيه سعادتهم وصلاحهم، وأشعرهم بحناني وعطفي عليهم، وإن كثيراً منهم يتيقن أن رحمة الشيخ به أعظم من رحمة والدته عليه، وأن حنان الشيخ عليه أكبر من حنان أبيه، لأنه على يقينٍ أني أريد إنقاذ هذا الشاب من عذاب الله وسخطه في الآخرة، ومن الفقر والحاجة والأمراض في الدنيا، لذلك أبذل لكل شابٍّ من وقتي ومالي وحناني وعلمي ما ينقذه إلى المحجة البيضاء والشريعة السمحاء، وأجعله محبوباً لدى الخلق، مقبولاً لدى الخالق، هذا مع أني لم أنس إكرام الشيوخ وتوقيري لهم واحترامي، ولم أرض في مجلس أن يجلس رجلٌ مُسِنٌّ خَلْفَ شَابٍّ، بل آمر الشباب أن يحترموا المسنين، ويوقروهم ويفضلوهم على أنفسهم في المجالس المريحة لهم، لذلك أجد الجميع يقابلونني بمثل ذلك التقدير والاحترام، ويقدمون الخدمة التي يستطيعون القيام بها، تقرباً إلى معلمهم وأداء حق العلم، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! [1] ) أخرجه البزار وأبو يعلى في مسنده عن أنس t، والطبراني في الكبير عن ابن مسعود، وانظره في مشكاة المصابيح للخطيب االتبريزي: 3/72 رقم /2230/ ومجمع الزوائد للهيثمي: 8/191. [2] ) أخرجه مسلم في القدر: 16/155 رقم /2654/، والترمذي في القدر: 6/ 314 رقم /2141/ وابن ماجه في المقدمة: 1/72 رقم /199/، والإمام أحمد: 2/ 168. hgughlm hgvfhkd hgado v[f ]df ( hgpgrm hgshfum) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 02 / 2012, 51 : 10 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 02 / 2012, 23 : 03 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحلقة, الرباني, السابعة), الشيخ, العلامة, يجب, رجب |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018