01 / 04 / 2010, 12 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد لله سبحانه وتعالى نواميس كونية لا تتبدل ولا تتغير إلا بمعجزات الأنبياء والمرسلين , وقد جعل الله تعالى التمكين المادي في الأرض للمسلم والكافر على حد سواء إذا أتخذ كل منهما الأسباب الموصلة للتمكين قال تعالى: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً{20}) (الإسراء/20) . وجعل الله للتمكين العلمي الإيماني أسبابه التي بين الله تعالى بعضها في سورة يوسف عليه السلام. والتمكين كما قال فتحي يكن: (بلوغ حال النصر، وإمتلاك قدر من القوة وحيازة شيء من السلطة والسلطان، وتأييد الجماهير والأنصار والأتباع وهو لون من ألوان الترسيخ في الأرض وعلو الشأن) أنظر فقه التمكين في القرآن الكريم علي محمد الصلابي ص17). وقال: إن مادة التمكين في القرآن غزيرة جدا حيث نجد أن القرآن الكريم تكلم عن أنواع التمكين فقال تعالى: (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{21}) (يوسف/21) وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{56}) (يوسف/56). في الآية الأولى إشارة للتمكين الجزئي ليوسف عليه السلام والآية الثانية للتمكين الكلي. وفي التمكين المادي قال الله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ{60}) (الأنفال/60) . وأشار القرآن إلى شروط التمكين الخُلقي فقال: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{55}) (النور/55). وأشار الله تعالى إلى تمكين ذي القرنين العلمي والخُلقي، فقال تعالى: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84}) (الكهف/84). و قال تعالى: (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً{95}) (الكهف/95). وفي قصة سيدنا يوسف عليه السلام الأسباب العلمية والخلقية للتمكين التي يجب على أبنائنا وشبابنا تعلمها لكي يمكنهم الله في الأرض ويعيدوا للمسلمين دولتهم وهيبتهم وقوتهم وعزتهم فبدأ اولا بالابتعاد عن الكبائر فعندما راودته زوجة العزيز عن نفسه (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{51}) (يوسف/51)، وقالت من قبل: (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ{32} قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ{33} فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{34}) (يوسف/32-34). وهذا درس عملي للشباب الذين يخلقون لأنفسهم الأعذار للعمل في المنتجعات العارية، وفي الخمارات، والبنوك الربوية، ويأكلون اللحوم المحرمة ويزنون في أوروبا وغيرها. هذا درس عملي من شاب مفعم بالشباب والقوة والحيوية، لا يملك أمر نفسه، فهو عبد عند هذه المرأة وكل الأسباب مهيأة لقبول الأعذار، ولكنه استعصم بالله وطلب من الله بصدق النجاة فنجاه الله، وقد مَن الله عليه بالتمكين الجزئي (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{21}) (يوسف/21). فقد مَن الله عليه بالعلم النافع لتمكينه في الأرض، إذا العلم والتدريب والإتقان من عوامل توفيق الله والتمكين له في الأرض، وعندما نجح بامتياز في التمكين الجزئي، وفقه الله تعالى للتمكين الكلي (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ{54}) (يوسف/54). وعندما أنس الملك ليوسف وتأكد من قدراته المادية وأخلاقه العملية البعيدة عن الجعجعة والديماجوجية والغرور والإدعاء والفهلوة التي يتبعها بعض شباب المسلمين هذه الأيام، ويركبون البحر هروبا من مشكلاتهم ويهاجرون هجرة غير شرعية، أو يركبون في غرف عجلات الطائرات تعويضا عن فشلهم في الحياة وطمعا في التمكين المادي غير الخلقي . عندما أنس الملك لقدرات سيدنا يوسف هنا تحرك سيدنا يوسف (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ{55}) (يوسف/55) فقدم مؤهلاته الخلقية مقرونة بمؤهلاته العلمية (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) وهنا يوفقه الله تعالى (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{56}) (يوسف/56) ، وهذا هو التمكين الكلي وفقه الله إليه في الدنيا وجعل له الأجر العظيم في الآخر، (وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف/56)، وله الأجر الأعظم والأوفر والأدوم في الآخرة (وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{57}) (يوسف/57). هذه ثمرة التقوى التمكين في الحياة الدنيا والأجر العظيم في الآخرة. وعندما قال سيدنا يوسف عليه السلام (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ) قالها حرصا على المصلحة العامة للمجتمع، فهو يرى أهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بالطريقة الشرعية الشريفة المناسبة وقال: (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) فهذه الوظيفة تحتاج إلى الحفيظ لما يتولاه، فلا يضع شيئا في غير محله ولا يهدر شيئا، ولا يفرط في الأمانة ولا يرتشي ولا يفسد فهو ضابط للصادر والوارد وفق الأسلوب العلمي في ذلك وعليم بكيفية ضبط ذلك على أسس علمية صحيحة، وعليم بكيفية التخزين والحفظ والإشراف. فالعسكري يصلح للجيش والدفاع عن البلاد , والسياسي يصلح للسياسة والعلاقات الدولية والمحلية , والمهندس يصلح للتشييد والبناء , والمعلم يصلح للتربية والتعليم، والطبيب يصلح للتطبيب ووصف الدواء والإشراف عليه، والاقتصادي يصلح للمهام الإقتصادية وهكذا. الأخلاق هي القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا (حَفِيظٌ عَلِيمٌ)، فالحفيظ من دون علم لا يصلح , والعليم من دون أخلاق لا يصلح، مكن الله تعالى لسيدنا يوسف بأخلاقه وعلمه وإجتهاده وأمانته. فإذا أراد شبابنا التمكين في الأرض فعليه بالعلم النافع والعمل الصالح وتقوى الله وطاعته ومن دون ذلك فسنكون كالأيتام على موائد اللئام والعياذ بالله. (أنصح لكم بدراسة كتاب فقه التمكين للدكتور علي الصلابي وهو رسالة جامعية متميزة). أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى. أخبار الخليج – مع الصائمين – العدد (11127) الثلاثاء 9 رمضان 1429هـ - 9 سبتمبر 2008م.
jQuQgEl tri hgjl;dk hgugld hgYdlhkd lk s,vm d,st>
|
| |