29 / 04 / 2009, 55 : 06 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 29 / 12 / 2008 | العضوية: | 18488 | المشاركات: | 20,729 [+] | بمعدل : | 3.56 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 2270 | نقاط التقييم: | 83 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شجرة الراعي من الأدب التركي الاستاذ جنيد السعاوي ترجمة اورخان محمد علي كان الراعي الشيخ يأخذ قطيعه للرعي ويرتاح تحت شجرة تفاح فوق التل. وعندما يكون موسم التفاح كان يقول للشجرة : - هيا يا بني! ... هيا !... أعط لهذا الشيخ تفاحته!. هنا كانت أكثر التفاحات نضجاً وجمالاً تسقط فيأخذها الشيخ ويخرج مديته المغطاة بالعاج ويقسمها إلى قطع وشرائح ثم يأكلها مع قدح من اللبن وقطع من الخبز. ثم يبدأ بقراءة قرآن ورثه عن والده. كان الشيخ قد زرع هذه الشجرة قبل أكثر من عشرين عاماً، وبدأ يسقيه في أكثر الأيام من الماء الذي يتبقي من الأبريق الذي كان يملأه لوضوئه. شربت جذور الشجرة هذا الماء فنمت وتفرعت وَبَسُقَت ، وفي وقت يعد قصيراً بدأت الشجرة تعطي ثمارها. ولكون الراعي شاباً في تلك الأيام فإنه كان يمد يده ويقطف أفضل تفاحة بكل سهولة . ولكن مرت الأيام والسنوات فأحدودب ظهره وقصر طوله ، كما ارتفعت الشجرة وسمقت نحو السماء ... ولكن مهما علت الشجرة وطالت أليست ولده ؟ كان يداعبها كما يداعب أب أبنه ويربت على جذعها قائلا : - هيا بني ... ارسل لنا نصيبنا لهذا اليوم. فلا تتدلل الشجرة بل تسقط تفاحة ناضجة ، ولم يتغير هذا الأمر طوال سنين وسنين. كان القربون يرقبون هذا من بعيد ، ويقولون ان الراعي الشيخ ولي من أولياء الله ، لذا لم يكن أحدهم يقترب من هذه الشجرة ولا يقطف أحداً التفاح منها. وينظرون شذراً لمن يحاول قطف التفاح خفيّة. في أحد الأيام ارتاح الشيخ في ظل الشجرة ثم صلى صلاته وبعدها طلب تفاحته. ولكن لم تسقط تفاحة واحدة من الشجرة التي كانت أغصانها محملة بالتفاح ... كرر الشيخ طلبه مرة ثانية ثم ثالثة ، ولكن لم يُلب هذا الطلب ... وبينما كانت دموعه تسيل على لحيته البيضاء الشبيهة بصوف الحملان الصغيرة قام من تحت الشجرة وابتعد عنها وذهب إلى قطيعه. لأول مرة كان صغيره يرد طلبه ... أحس كأن ظهره انحني في ذلك اليوم للمرة الأولي وأصبحت ساقاه الضعيفتان عاجزتين عن حمله . وبينما كان يتهيأ لجمع قطيعه للرجوع إلى القرية جفل من صوت الأذان الذي بدأ يرتفع من المنارة التي كانت تتلألأ بالأضواء للجامع الموجود في أسفل التل. أحس كأنه وُلد من جديد ... لقد تذكر شيئاً كان قد نسيه ، لذا توجه بسرعة وحبور إلى الشجرة واحتضنها بحنان قائلاً ودموعه تجري على خديه : - يا صغيري ******! ... يا حياتي! ... أما كان بإمكانك صيانة هذا الشيخ عن الألم والحزن وتخبر هذا العجوز الكثير النسيان بأن هذا هو اليوم الأول من شهر رمضان.
a[vm hgvhud
التعديل الأخير تم بواسطة ابو قاسم الكبيسي ; 03 / 05 / 2010 الساعة 46 : 10 PM |
| |