15 / 05 / 2010, 29 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد نعيش اليوم مع جانب من التفسير والإعجاز العلمي في قوله تعالى : "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{261}" [البقرة: 261] . قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان قال : (هذا حث عظيم من الله تعالى لعباده على إنفاق أموالهم في سبيله ، وهو الطريق الموصلة إليه ، فيدخل في هذا إنفاقه في ترقية العلوم النافعة . وفي الاستعداد للجهاد في سبيله ، وفي تجهز المجاهدين وتجهيزهم ، وفي جميع المشاريع الخيرية النافعة للمسلمين ، ويلي ذلك الإنفاق على المحتاجين والفقراء والمساكين ، وقد يجتمع الأمران فيكون في النفقة في دفع الحاجات والإعانات على الخير والطاعات ، فهذه النفقات مضاعفة ، هذه المضاعفة بسبعمائة إلى أضعاف أكثر من ذلك ولهذا قال تعالى : ((وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ)) وذلك بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان والإخلاص التام وفي ثمرات نفقته ونفعها ، فإن بعض طرق الخيرات يترتب على الإنفاق فيها منافع متسلسلة ومصالح متنوعة فكان الجزاء من جنس العمل . وجاء في التفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله في سبب نزول هذه الآيات أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال في غزوة تبوك " ساعة العسرة " : عليّ جهاز من لا جهاز له ، فجهز المسلمين بألف بعير بأقتابها وأحلاسها ، وفي رواية وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف دينار فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبه ويقول : " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم " ، وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعًا يده يدعو لعثمان ويقول :"يا رب إن عثمان بن عفان رضيت عنه فارض عنه" ، فمازال رافعًا يده حتى طلع الفجر فأنزل الله تعالى : "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{261}" [البقرة: 261] ، وقال الدكتور الزحيلي : وهذا المثل أبلغ في النفوس من ذكر عدد السبعمائة لأن التحديد يظل فيه قصور ، وأما عدم التحديد بحد فيشير إلى احتمال النمو والبركة والزيادة ، وفيه إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى ينمي الأعمال الصالحة لأصحابها كما ينمي الزرع لمن بذره في الأرض الطيبة . انتهى. من أوجه الإعجاز العلمي في الآية السابقة : تضمنت الآية السابقة العديد من أوجه الإعجاز العلمي منها : - ربط الآية الكريمة بين الحبة والسنبلة وهذا سبق قرآني علمي معجز ، ففي قول الله تعالى : "إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ{95}"[ الأنعام: 95] ، تفريق واضح بين الحب والنوى أي بين الحبوب والبذور ، والحبة تقال للحنطة والشعير من المطعومات كما قال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن . - وعندما تنبت الحبة فإنها تعطي النبات الأول والفرع الرئيس للنبات ، وبعد مدة تظهر بجواره من أسفل فروع أخرى تسمى الخلفة أو الشطء ، ويصل عدد هذه الفروع مع الفرع الرئيس إلى أكثر من سبعة فروع ((وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ)) ، وبعد تمام فترة النمو الخضري للنبات ينتهي كل فرع من فروعه ويتجمع عدد من الأزهار على محور واحد يسمى النورة وظهور هذا العدد من الفروع غير الرئيسة أو الشطوء يعطي الأمل للمنفق بزيادة الثواب , ويعطي الأمل للباحث في علوم النبات والزراعة في إمكانية تطوير واستنباط سلالات متميزة من الحبوب والنبات ، ويعطي الأمل للزراع في إمكانية زيادة محصوله بالخدمة الزراعية الجيدة . والسنبلة (Spike) نورة (Inflorescences) تتكون من تجمع عدد من الأزهار على محور النورة المعروف بالشمراخ (Peduncle) , والنورة في الفصيلة النجيلية سنبلة مركبة تتركب من عدد من السنيبلات تحمل كل منها زهرة واحدة كما في الأرز والشعير أو زهرتين كما في الذرة أو بضع أزهار كما في القمح وتتميز هذه السنبلة بأنها نورة غير محدودة النمو ، وهذا النوع من النورات لا ينتهي محوره بزهرة ولذلك فقمته قابلة للنمو مما يؤدي لاستطالة المحور وزيادة عدد الأزهار عليه ، وترتب الأزهار وبالتالي الحبوب على محور السنبلة في صفوف مزدوجة العدد وهذا يرتبط بقول الله تعالى : ((وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ)) فهناك قابلية للزيادة في عدد الحبوب وهذه الزيادة مزدوجة ( مائة حبة ) وغير محدودة , وهنا يتبين الإعجاز في قوله تعالى ((فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) ، وهذا أيضًا يعطي الأمل للمنفق في الزيادة في الثواب غير المحدود ، ويعطي الأمل للباحث العلمي في أن التركيب الجيني والتركيب النباتي الزهري قابل للزيادة بالبحث العلمي , ويعطي الأمل للزراع في إمكانية الزيادة بزراعة الأصناف المطورة والمحسنة علميًا ، وإمكانية الزيادة بزيادة الخدمة الزراعية وفلاحة النبات. كما أن الأزهار على السنبلة جالسة Sessile غير معنقة Nonpetiolate , أو ذات عنق قصير جداً , وبالتالي فالحبوب شبه ملتصقة أو شبه جالسة على محور السنبلة , وهذا التركيب المعجز يحول دون سهولة سقوط الحبوب بعد نضجها وسقوطها على أرض الزراعة أو أثناء حصادها ونقلها . وكما قلنا سابقًا أن في كل سنبلة عددًا مزدوجًا من الحبوب وهنا يتضح الإعجاز في قوله تعالى (( مائة حبة )) فهو عدد مزدوج ، وفي قوله تعالى (( والله يضاعف لمن يشاء )) فالزيادة هنا بالتضاعف لهذا العدد الزوجي ( مائة ) . وقد ضرب الله تعالى المثل بالحبة والسنبلة ((كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ)) وكما في قوله تعالى : ((وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ{9}))[ق: 9] ، أي كالحنطة وما يجري مجراها مما يحصد ، كما قال الراغب الأصفهاني : والحبوب هي أصل الغذاء على الأرض فمنها القمح ، والشعير ، والأرز ، والذرة ومن لا يمتلك إنتاج قوته من الحبوب لا يمتلك قراره ولا يتحكم فيه ، ويسهل حصاره وتجويعه . وللسنبلة مميزات أخرى بيناها عند شرحنا قوله تعالى : ((قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ{47} )) [يوسف: 47]. فالحبة في السنبلة محاطة بالعديد من الأغلفة هي : - القنابع . - العصيفة العليا . - العصيفة السفلى . كما قال تعالى : ((وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ{12})) [الرحمن: 12] ، والعصف هو القشر أو التبن أو الورق اليابس ، كما قال الشيخ حسنين مخلوف رحمه الله في كلمات القرآن تفسير وبيان . وللحبة أغلفة أخرى ملتصقة بها التصاقًا تامًا ، ولا تنفصل عنها إلا بالطحن ثم النخل وتلك الأغلفة هي النخالة أو الردة . ووجود هذه الأغلفة ميزة كبرى للحبوب على سنابلها فلها العديد من الفوائد منها : - بها مواد مثبطة للنمو النباتي تحول دون إنبات الحبوب على النبات في الحقل وأثناء الدراس والتذرية في الأجران وأثناء النقل من الأجران , وأثناء التخزين , ولو غابت هذه الخاصية لأنبتت الحبوب وتعثرت الاستفادة الطويلة الأمد منها . - الأغلفة تحمي الحبوب من الجفاف والرطوبة الزائدة ، وتحفظ درجة الرطوبة اللازمة لحيوية الجنين في الحبة . - الأغلفة تحمي الحبوب من الارتفاع والانخفاض الشديدين في درجة الحرارة لأنها مادة عازلة . - الأغلفة مواد ملجننة الجدر تمنع تشرب المياه ولذلك فهي تحمي الحبوب من البلل . الأغلفة تحمي الحبوب من الفطريات والبكتيريا ومن الأكسدة الضوئية والهوائية ، ومن تزنخ الدهن الموجود في الحبوب . فسبحان الله تعالى القائل : "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{261}" [البقرة: 261] . هذا والله أعلم . أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى www.nazme.net جريدة أخبار الخليج (العدد 10969) – الإسلامي الجمعة 27 ربيع الأول 1429هـ الموافق 4 إبريل 2008م.
(( td ;g skfgm lhzm pfm )) lu[.m ugldm>
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عادل ; 15 / 05 / 2010 الساعة 40 : 05 PM |
| |