أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ملتقى خاص بالموضوعات التي تخص الدعوة بكافه الأشكال كالاشرطة والفيديو .. ومواضيع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الحسبة وانجازاتهم .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني 24 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ صلاح البدير 24 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ علي الحذيفي 23 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالله القرافي 23 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 23 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ فيصل غزاوي 23 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني 23 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ صلاح البدير 23 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ماهر المعيقلي 22 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ فيصل غزاوي 22 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 2 المشاهدات 1631  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 05 / 02 / 2010, 56 : 05 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
(عثرة القاضي)

الحمدلله حمدا طيبا كثيرا ، والصلاة والسلام على من بعثه الله للناس بشيرا ونذيرا ، وأمرهم بطاعته ، وحذرهم من مخالفته ، ولم يستثن من ذلك كبيرا ولا صغيرا ، ولا أميرا ولا حقيرا .
أما بعد ، فقد اطلعت على ما جاء على لسان أحد القضاة ، في مقابلة تلفزيونية ، عن " الاختلاط " ، حيث ذكر أنه مصطلح حادث ، وأنه لم يرد فيه نص ، ودافع عن الذين أباحوه ، ومنهم وزير العدل ، وانتقد الذين ردوا عليه ، ووصفهم بأنهم منظرون للإرهاب ، وغير ذلك من الألقاب .
وعجبت كيف يحكم قاض مؤتمن على الحكم في دماء الناس وأعراضهم و أموالهم ، بمثل ذلك الحكم الجائر ، ويرمي مخالفيه بمثل تلك التهم ، دون وجه حق ، وكأنهم أجرموا في حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم وحق الإسلام ؟
ولن أرد على كلامه في مسألة الاختلاط ، فحسبنا ما أوردناه من قبل من أدلة ، ومن نصوص كلام الأئمة في هذه المسألة .
وسأختصر رسالتي هذه في الرد على بعض ما قاله في تلك المقابلة :
@ أولا : قد أفتى في مسألة الاختلاط جماهير أهل العلم من السلف والخلف ، واتفقت كلمتهم ، على اختلاف مذاهبهم وعصورهم ، على منع الاختلاط ، إلا ما دعت إليه الحاجة ، في عادة أو عبادة ، فهل هؤلاء كلهم كانوا على خطأ ، والقاضي والوزير على صواب ؟
و لقد عاصر هذا القاضي شيوخ الإسلام ، في هذا الزمان ، وعلى رأسهم : " ابن إبراهيم " و " ابن حميد" و " ابن باز" و " العثيمين " ،
و غيرهم من العلماء والقضاة والمفتين ، وكلهم قد اتفقوا على تحريم الاختلاط ، خاصة في ميادين التعليم ، في المدارس والجامعات ، وقد وافقهم عليه الملوك والأمراء ، عقودا من الزمان ، فهل هؤلاء ، في نظر القاضي ، متشددون ، أو جهلة ، لا يفرقون بين المصطلحات الشرعية والحادثة ؟
@ ثانيا : ونسأل القاضي : هل ترى أن الرجال و النساء ، قد تغير حالهم في هذا الزمان ، إلى أفضل ما كانوا عليه في زمن أولئك الأعلام ، حتى يباح ما اتفقوا على تحريمه ومنعه ؟
و هل تزعم أن الرجال _ خاصة الشباب _ قد صاروا من التقوى والصلاح بمكان ، وأن النساء _ خاصة الفتيات _ قد بالغن ( جدا ) في التستر والحجاب ، وصرن أكثر تعقلا وأشد (حرصا ) مما كن عليه من قبل ، بحيث يؤمن اختلاطهم في المدارس والجامعات ؟
كنا نرجوا أن يكون الحال أفضل من هذا الحال ، ولو فرض حصول ما نرجوه ، وليس ذلك على الله بعزيز ، فإن الاحتياط يوجب منع الاختلاط ، بموجب ما تقرر في عمومات النصوص ، وما اتفق عليه علماء السلف والخلف ، حتى في خير قرون الزمان .
لكن الواقع يشهد بعكس ذلك ، ولا يحتاج تقريره إلى دليل أو برهان .
فكان الأجدر ، أن نحتاط في أمر الاختلاط أكثر ، خاصة وأنه لا توجد أي مصلحة في التساهل فيه ، لا سيما في ميادين التعليم ، فإن المفاسد فيه راجحة أو متحققة ، وآثارها وتبعاتها ظاهرة ، في المدارس والجامعات المختلطة ، في البلدان الأخرى .
وقد عجز كل من دعا إلى الاختلاط ، على اختلاف مشاربهم وأغراضهم ، أن يأتوا ببرهان واحد ، على وجود أدنى مصلحة ترجى في الاختلاط ، ولهذا يعمدون دائما إلى التشغيب بمسائل أخرى ، لا علاقة لها بأصل القضية .
************
@ ثالثا : وصف القاضي من خالفه وانتقده ، في مسألة الاختلاط أنهم " شباب أغرار " و " خفافيش " ! الإنترنت .
ووصفهم كذلك بأنهم " أقلية ، تطرفوا في المسألة فكفروا من خالفهم في جزئيات معينة دون أن يعرفوا مدلولات كلام الآخر " !
واستعدى عليهم السلطة بصريح العبارة ، حيث ذكر أن ثالوث الإرهاب ، وهو " التنظير " ، لا يقل خطرا ولا جرما عن قسميه : " التكفير" و " التفجير " .
وذكر أن أصحاب القسمين الأخيرين ، قد أوقفوا وعوقبوا ، بخلاف القسم الثالث ، أصحاب "التنظير" !
* قلت : هذا هو مبلغ علم القاضي و أدبه مع من خالفه ، وهذا هو حكمه فيهم ، فكيف يؤتمن مثل هذا على القضاء والحكم بين الناس ؟
وقد تقرر أن علماء المسلمين وقضاته الثقات ، كلهم قد أفتوا بتحريم الاختلاط ، قبل أن يخرج من يخالفهم من" خفافيش " القنوات و" أغرار " الفضائيات ، ممن لم يجترئ على المجاهرة بمخالفتهم إلا بعد وفاتهم .
& خلا لك الجو فبيضي واصفري &
& ونقري ما شئت أن تنقري & .
* لقد كان أولئك الأئمة ، أمنة لهذه الأمة ، وحراسا للفضيلة ، وسيوفا للحق مسلولة ، على كل من أراد إشاعة الفساد و الفتنة ، حتى إذا ما ماتوا خرج أدعياء العلم والمعرفة ، بمثل تلك المقالات الفجة ، والفتاوى الشاذة ، يلبسون على العامة أمر دينهم ، بدعوى الإصلاح والتجديد ، وتخليص الأمة من إصر الجمود وأغلال التقليد !
ذهب الذين يعاش في أكنافهم &
وبقيت في " خلف " كجلد الأجرب .
*ومعلوم أن هؤلاء الخلوف ، كانوا في حياة أولئك الأخيار _ ولازالوا _ نكرة من النكرات ، و لولا المخالفة لما عرفوا .
وهم ، من قبل ومن بعد ، ولله الحمد ، يعدون " أقلية تطرفوا في المسألة ، مع علمهم بمدلولات كلام من سبقهم من الأئمة " .
قال ابن مسعود " من كان مستنا ، فليستن بمن قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة " .
* وأما استعداء القاضي للسلطة على مخالفيه ، فهذا من عجائب ما أتى به ، لأن مقام القاضي يستوجب الحكم بالعدل ، حتى على المتهم بأبشع الجرم ، فلا يصح أن يستعدي عليه السلطة ، إلا بعد محاكمة عادلة ، ولا يصلح هو أن يحكم فيها ، لأنه طرف في الخصومة ، هذا لو فرض أنه أهل للحكم في القضية .
* وقد بدأ القاضي حديثه عن مصطلح " الاختلاط " ، وذكر أنه محدث ، وأنه لم ينص عليه في شيئ من النصوص الشرعية . . الخ ، ثم ذكر مصطلحات محدثة وحكم عليها ، وعلى أصحابها بالتحريم والتجريم ، ومنها " التنظير " و "التكفير " و " التفجير " !
وقد بينا في الردود السابقة ، على الوزير وغيره ، أن لفظ " الاختلاط " قد تواترت على ذكره نصوص الأئمة ، من القرون الأولى ، بهذا اللفظ ، وبما هو في معناه .
وأما المصطلحات التي ذكرها القاضي ، فلا شك أنها محدثة .
* ولفظ " التنظير " ، أقرب إلى عبارات الصحفيين ، أو المتكلمين ، وليس من مصطلحات الدين .
وأما " التكفير " ، فحكمه يختلف ، ولهذا لم يرد نص بمنعه ، ولا بجوازه على الإطلاق ، فكما يحرم تكفير من لا يستحق التكفير ، فإنه يجب تكفير من كفره الله و رسوله ، من الكفار الأصليين ، أو ممن تحققت ردته عن الدين .
وأما " التفجير " ، فإن القاضي قد عكس القضية ، فإن إشاعة القول بإباحة الاختلاط ، ومخالفة فتاوى الأئمة الثقات ، هو الذي ( ينظر ) للتكفير والتفجير ، و يشعل الفتنة ، و يثير الحفيظة والغيرة ، وربما يقود ذلك إلى ما لا تحمد عقباه ، بخلاف من أفتى بفتوى الراسخين من العلماء والقضاة .
* ثم نقول : إذا وجد من تطرف في الإنكار ، وأطلق العنان للسانه وقلمه ، وربما يده ، في التطاول على المخالف بالباطل ، فإن هذا لا يقتضي منع الإنكار على المخالف ، بالحق و العدل .
وقد وجد الخوارج من عصر الصحابة وحدثت بسببهم فتن وحروب ، وأريقت دماء كثير من الصالحين ، ولم يمنع ذلك أهل العلم ، من الصحابة و التابعين ، من الإنكار على المخالفين .
* و كان من هدي السلف ، الإنكار على الخلفاء الراشدين ، وعلى من بعدهم من ولاة أمور المسلمين ، فيما خالفوا فيه الحق ، وجانبوا فيه الصواب .
@ فقد أنكرت امرأة على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، على الملأ ، حينما أراد أن يحدد المهور ، فصعد المنبر ورجع عن قوله .
قال ابن كثير في تفسيره لآية 20 من سورة النساء " إسناده جيد قوي " .
@ وأنكر علي وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وعمران بن حصين، على عمر و عثمان ، في مسألة التمتع في الحج . انظر جامع الأصول
[ 3 / 110 _ 120 ] .
@ وأنكر ابن عباس على علي ، لما أحرق الزنادقة الغلاة . انظر البخاري
[ 12 / 237 ] .
@ وأنكر أبو سعيد الخدري وعمارة بن رويبة ، على بعض أمراء بني أمية ، في مسائل متعلقة بخطبة العيد والجمعة . انظر البخاري [ 2 / 374 ] ومسلم [ 889 ، 874 ] .
والحوادث كثيرة ، تجل عن الحصر .
* ثم إن التطرف في أمر لا يبيح التطرف في نقيضه .
& كلا طرفي قصد الأمور ذميم &
فالخوارج قد تطرفوا في الإنكار والتكفير ، وقابلهم الرافضة ، الذين تطرفوا في ادعاء العصمة للأئمة ، وقابلهم أيضا كثير من مرجئة العصر ، في ترك إنكار المنكر .
و مذهب سلف الأمة وخيارها ، هو العدل والتوسط ، لا إفراط ولا تفريط .
************
@ رابعا : وزعم القاضي أن اختيار الإمام يرفع الخلاف ، كذا أطلق القول ، دون أن يذكر دليلا واحدا من كتاب أو سنة ، أو يذكر مرجعا واحدا معتمدا ، من كتب أهل العلم ، ثم ينعي على غيره ، في إطلاق حكم الاختلاط ، مع تواتر نصوص الأئمة على ذكره في مصنفات الفقه والتفسير وشروح الأحاديث .
ومعلوم أن النصوص قد صرحت بأن المفزع عند أي خلاف أو تنازع ، هو الكتاب والسنة ، لا غير .
@ قال الله تعالى { وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه إلى الله } . [الشورى 10] .
قال ابن كثير " وهذا عام في جميع الأشياء " .
@ وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } . [ النساء 59 ] .
وهذه الآية قد نصت على أن المفزع عند التنازع ، هو الكتاب والسنة .
والتنازع هنا يشمل حتى تنازع الأمة مع ولاة أمورها ، كما يدل عليه سبب نزول الآية .
فلو كان اجتهاد الإمام يرفع الخلاف ، لما أوجب الله الرد إلى كتابه وسنة رسوله ، عند تنازع الرعية معه .
قال القرطبي " وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرد إلى الكتاب والسنة " . [ 5 / 260 ] .
والآية قد نصت على وجوب طاعة الله ورسوله مطلقا ، وأما طاعة ولاة الأمور ، من الأمراء والعلماء ، فإنها مقيدة بالمعروف .
* قال الشيخ سليمان في تيسير العزيز الحميد [ ص 544 ] " قيل : إنما تجب طاعتهم إذا أمروا بطاعة الله وطاعة رسوله ، فكان العلماء مبلغين لأمر الله وأمر رسوله ، والأمراء منفذين له ، فحينئذ تجب طاعتهم تبعا لطاعة الله ورسوله " .
ثم استدل _ رحمه الله _ بحديث " لا طاعة في معصية ، إنما الطاعة في المعروف " . انظر البخاري [ 7257 ]
ومسلم [ 1840 ] .
ومعلوم أن الولاة العدول ، يبعد أن يأمروا بمعصية ، أو ينهوا عن فعل طاعة ، إلا عن اجتهاد في أمر مختلف فيه ، فلا يصح متابعتهم ، ولا طاعتهم فيه ، فكيف يقال إن اجتهادهم يرفع الخلاف .
@ وقد توقف زيد بن ثابت ، أولا ، عن طاعة أبي بكر في مسألة جمع
القرآن ، حتى استبان له الأمر .
انظر البخاري [ 9 / 9 ] .
@ كما توقف عمر عن متابعة أبي بكر ، في قتال مانعي الزكاة حتى شرح الله صدره للحق . متفق عليه .
انظر جامع الأصول [ 4 / 552 ] .
@ وامتنع بعض الصحابة عن القتال مع علي بن أبي طالب ، في الفتنة ، لعدم ظهور الحق لديهم فيه .
واعتذر إليه أسامة بن زيد بقوله " لو كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أكون معك فيه ، ولكن هذا أمر لم أره " . انظر البخاري [ 7110 ] .
@ وقد جاء في حديث " البيعة " المشهور < وعلى أن نقول بالحق أينما كنا ، لا نخاف في الله لومة
لائم > . رواه البخاري [ 7199 ] ومسلم [ 1709 ] .
قال النووي " معناه نأمر بالمعروف ، وننهى عن المنكر في كل زمان ومكان ، الكبار والصغار ، لا نداهن فيه أحدا ، ولا نخافه ، ولا نلتفت إلى اللائمة " . [ ص 1192 ] .
@وفي صحيح مسلم [ 1853 ] " إنه يستعمل عليكم أمراء ، فتعرفون وتنكرون ، فمن كره فقد برئ ، ومن أنكر فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع .." .
@ ويؤيد ذلك ، أن الصحابة وأئمة السلف لم يتابعوا الخلفاء في اجتهاداتهم في مسائل الخلاف ، في العبادات والمعاملات ، ولا في الحلال والحرام ، ولهذا يذكر الفقهاء مذاهب الخلفاء الراشدين ، في جملة الأقوال والمذاهب المختلفة ، ولم يقل أحد إن مذاهبهم ملزمة لأحد من الناس ،
أو رافعة للخلاف .
@ وقد شنع شيخ الإسلام ابن تيمية على الرافضة الإمامية الذين أوجبوا طاعة أئمتهم مطلقا ، زعما منهم أنهم معصومون عن الخطأ ، ثم قال
" وكذلك من أمر بطاعة الملوك والأمراء والقضاة ، في كل ما يأمرون وينهون عنه ، من غير تخصيص ولا استثناء . . " . انظر مجموع الفتاوى [ 19 / 70 ] .
@ وقال إن الأنبياء " معصومون عن الإقرار على الخطأ ، بخلاف الواحد من العلماء والأمراء ، فإنه ليس معصوما من ذلك ، ولهذا يسوغ ، بل يجب ، أن نبين الحق الذي يجب
اتباعه ، وإن كان فيه بيان خطأ من أخطأ من العلماء والأمراء " . انظر مجموع الفتاوى [ 19 / 123 ] .
@ وقال " والذي على السلطان في مسائل النزاع بين الأمة أحد أمرين ،
إما أن يحملهم كلهم على ما جاء به الكتاب والسنة ، واتفق عليه سلف الأمة ، لقوله تعالى { فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول } .
وإذا تنازعوا فهم كلامهم ، إن كان ممن يمكنه فهم الحق ، فإذا تبين له ما جاء به الكتاب والسنة ، دعا الناس إليه . . " الخ . انظر مجموع الفتاوى [ 3 / 239 ] .
@ وذكر شيخ الإسلام أن الحاكم إذا "حكم في مسألة اجتهادية قد تنازع فيها الصحابة والتابعون ، فحكم الحاكم بقول بعضهم ، وعند بعضهم
سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
تخالف ما حكم به ، فعلى هذا أن يتبع ما علم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويأمر بذلك ويفتي به ويدعو إليه ، ولا يقلد الحاكم . هذا كله باتفاق المسلمين . . " إلى أن قال " وقد فرض الله على ولاة أمر المسلمين اتباع الشرع ، الذي هو : الكتاب والسنة .
وإذا تنازع بعض المسلمين في شيئ من مسائل الدين ، ولو كان المنازع من آحاد طلبة العلم ، لم يكن لولاة الأمور أن يلزموه باتباع حكم حاكم . . " انظر المجموع
[ 35 / 373 _ 378 ] .
@ وسئل شيخ الإسلام : عمن ولي أمرا من أمور المسلمين ، ومذهبه : لا يجوز شركة الأبدان ، فهل يجوز له منع الناس ؟
فأجاب " ليس له منع الناس من مثل ذلك ، ولا من نظائره مما يسوغ فيه الاجتهاد . . ". المجموع [ 30 / 79 ] .
@ وقال أيضا " إن قبول قول الحاكم وغيره ، بلا حجة ، مع مخالفته للسنة ،
مخالف لإجماع المسلمين ، وإنما هو دين النصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . . قال النبي صلى الله عليه وسلم < أحلوا لهم الحرام ، وحرموا عليهم الحلال ، فأطاعوهم ، فتلك عبادتهم إياهم > . والمسلمون متفقون على أن ما تنازعوا فيه يجب رده إلى الله والرسول . . " . [ 27 / 306 ] .
* قلت : والكلام في تحرير هذه المسألة يطول جدا ، وفيه تفصيل كثير ، ليس هذا موضعه .
وقد خص بعض أهل العلم طاعة الأمراء في مسائل معينة ، كالغزوات والسرايا وإقامة الحدود ، ونحوها .
انظر " التمهيد " في أصول الفقه ، لأبي الخطاب [ 4 / 414 ] .
* و مباحث " الاجتهاد والتقليد " في كتب الأصول ، فيها تفصيل كثير في اختلاف المجتهدين ، واختيار الأقوال والمذاهب ، ولم يذكروا فيها أن قول السلطان يرجح قولا على قول ، أو أن اختياره يرفع الخلاف ، ويوجب على المجتهدين أن يوافقوه ، ويتركوا ما علموه من الحق .
وحتى العامي " المقلد " ، لم يوجبوا عليه اختيار مذهب السلطان على غيره من المذاهب ، بل قالوا : إن المقلد يختار قول الأعلم والأتقى من المجتهدين ، ومنهم من قال : بل يأخذ بالأشد ، والعكس . . الخ .
* و لو فرض وجود من قال : إن اجتهاد ولي الأمر ، أو اختياره ، لقول من الأقوال ( حتى في مسائل الحلال والحرام ) ، يرفع الخلاف ، فإن ذلك القول لا يصيره حجة في دين الله يمنع مخالفتها ، بل غايته أن يكون هذا القول أيضا ، من مسائل النزاع والخلاف ، التي يجب ردها إلى الله ورسوله كما نص على ذلك القرآن .
والقاضي قد أنكر على مخالفيه منع الاختلاط ، لعدم وروده في نصوص الكتاب والسنة بهذا اللفظ ، مع أنهم استدلوا عليه بالعمومات ، وبالقياس ، وبآثار السلف ، وبما استفاض من كلام علماء السلف والخلف . ورضي لنفسه أن يطلق ما يشاء من أحكام ، دون أن يذكر عليها دليلا واحدا من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس أو أثر !
لا تنه عن خلق وتأتي مثله &
عار عليك إذا فعلت عظيم .
************
@ خامسا : ذكر القاضي أنه كتب مقاله السابق في الاختلاط دفاعا عن وزير العدل ، وأنه رأى ذلك واجبا عليه ، ثم كان اللقاء التلفزيوني دفاعا عن نفسه وتعقيبا على من خالفه ورد عليه .
وأنا أسأل هذا " المحتسب " : أين أنت من إنكار تلك المنكرات العظيمة المعلنة ، التي تراها وتسمعها ، وبعضها مما يناقض أصول الإسلام ومبانيه العظام ؟
وأين دفاعك عن حرمات الإسلام والمسلمين ، التي تنتهك من قبل بعض المفسدين ؟ أليست هي أولى أن تحتسب في الدفاع عنها ، من فتوى المختلطين ؟
و أين أنت من عشرات ، بل مئات المقالات ، التي يلمز فيها الإسلام علانية ، ويسخر فيها بأحكامه وشرائعه ، ويستهزأ فيها بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبعلماء الأمة ودعاتها المصلحين ؟
ثم أين أنت مما أثاره بعض الجهلة "المختلطين " ، من إباحة الخلوة والمصافحة والملامسة ... بين الجنسين ؟
أين دفاعك ونصرتك للحق في كل ذلك ؟
أم ترى أن فتوى " الوزير " أحق بالنصرة من شريعة سيد المرسلين ؟
{ والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } .
ذهب " الرجال " المقتدى بفعالهم &
والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في " خلف " يزكي بعضهم &
بعضا ليدفع معور عن معور
************
@ سادسا : إننا لو فرضنا ، تنزلا ، أن الاختلاط في المدارس والجامعات ،جائز ، وأن القائلين بالتحريم والمنع قد تشددوا فيه ، فإن الحكمة تقتضي السكوت عن إشاعة الخلاف ، مراعاة للحال ، وللزمان والمكان ، وسدا لذريعة الفتنة والفساد .
وقد علم من قواعد الدين ، أن المفتي يلزمه مراعاة أحوال الناس في فتواه ، والنظر في عواقب الأمور ومآلاتها ، حتى لو اضطر إلى السكوت عن الإفتاء ببعض السنن ، فكيف بما كان دون ذلك ، مما غايته أن يكون مباحا على البراءة الأصلية ، كما في مسألة الاختلاط ؟
* ومعلوم أن القول بمنع الاختلاط ، قد اتفقت عليه فتاوى العلماء والقضاة ، ودرج عليه العامة ، في هذه البلاد ، وأكثرهم قد قبلوه وارتضوه ، وانشرحت له صدورهم ، لما رأوه من مصالح متعددة ، ولما في نقيضه من مفاسد مترجحة ، أو متحققة .
فإشاعة الخلاف في مثل هذه الحال ، يؤدي إلى مفاسد كثيرة ، ولا مصلحة فيها البتة ، هذا فضلا عن مفاسد الاختلاط نفسه .
* فمن تلك المفاسد : إثارة البلبلة والحيرة بين العامة ، وإساءة الظن بعلماء الأمة ، وانعدام الثقة بحملة العلم الشرعي ، وأكبر من ذلك انفراط عقد الورع والتقوى ، عند أكثر العوام ، فإنهم سيتساهلون بعد ذلك ،حتى في المحرمات المنصوص عليها ، لأنهم سيقيسونها على مسألة الاختلاط .
وقد رأينا جميعا ، وأظن أن القاضي قد رأى أيضا ، ما كتبه بعض الناعقين ، من دعاة السوء ، بعد نشر فتوى الوزير ، وكيف اتخذوها ذريعة للتشكيك في فتاوى العلماء الراسخين ، مما هو ذريعة إلى التشكيك في الدين ، لأن العوام لا قدرة لديهم على تمحيص الأمور ، ولا بد لهم من التقليد ، فإذا زعزعت الثقة بعلمائهم ، فإنهم سيصبحون فريسة لأهل الأهواء ، يقودونهم إلى ما يشاؤون من أهوائهم وشهواتهم وشبهاتهم .
** فائدة **
كان مذهب علي موافقا لمذهب عمر في منع بيع أمهات الأولاد ، ثم رجع علي بعد موت عمر إلى أنهن يبعن ، فقال له عبيدة السلماني " رأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك في الفرقة "، فقال علي
< اقضوا كما كنتم تقضون ، فإني أكره الاختلاف ، حتى يكون الناس جماعة . . > البخاري [ 3707 ] .
وانظر الفتح [ 7 / 73 ] .
فقد رجع خليفة المسلمين ، علي بن أبي طالب ، إلى الرأي الأول ، حرصا منه على جمع الكلمة ، ونبذ الفرقة والخلاف .
************
@ سابعا : إن القول بجواز الاختلاط ، لو اقتصر على " جامعة معينة " ، لكان أهون من إشاعة القول بجوازه مطلقا ، لأننا لو قدرنا أن هناك مصلحة راجحة في الاختلاط في تلك "الجامعة " ، فإن هذا لا يقتضي وجودها في الجامعات الأخرى ، فضلا عن المدارس وغيرها .
ومعلوم أن هناك مئات ، ممن يلتحقن بالجامعات الأخرى في كل عام ، فلو سمح بالاختلاط فيها أيضا ، فإنه سيحرم أكثرهن من الدراسة فيها ( وأظن هذا مما يوافقنا عليه حتى القاضي والوزير ، فلا أظنهما سيسمحان لكرائمهما بالاختلاط ) .
هذا وقد بلغنا أن نسبة قبول المواطنين في تلك " الجامعة " أقل من الخمس ( ! ) وهذا يقتضي أن تكون نسبة المواطنات فيها لا تتجاوز العشر ( ! ) في أحسن الأحوال .
فهل يصلح أن يحرم مئات ، بل ألوف الطالبات ، من الالتحاق بالجامعات ، إذا عمم فيها الاختلاط ( تبعا لفتوى المختلطين ) ، من أجل خاطر ذلك العدد القليل ( جدا ) من فتيات تلك "الجامعة " !
ومعلوم _ قطعا _ أنك لن تجد أحدا قط ، سيمنع كرائمه من الفتيات من دخول أي جامعة خاصة بالبنات ، حتى لو كان ممن يبيح الاختلاط ، بل حتى لو كان من دعاة الشهوات ، بينما ستجد في المقابل كثيرا ممن سيمنع بناته وأخواته من دخول تلك الجامعات المختلطة .
فمصلحة الأكثر تغلب جانب المنع من إشاعة تلك الفتوى ، حتى لو فرض أنها صحيحة ، فكيف وهي مخالفة ؟
* * * * * * * * * * *
وبعد ، فقد اختصرت هذا الرد ، ولا يزال في الكلام بقية ، لأن قذف الشبهة وإثارتها ، يحصل بكلمة ، أو بعبارة مختصرة ، وأما الجواب عليها فقد يحتاج إلى كلام كثير .
وليس ذلك لقوة الباطل و الشبهة ، بل لجهل أكثر الناس بالحق ، وبمقاصد الشرع ، وانصرافهم عن التفقه في الدين ، واتباع سنن السلف الصالحين .
وإني لا أعجب مما يقذفه بعض الثرثارين من " دعاة التغريب " ، ونحوهم ، من شبهات حول كل ما له صلة بالعفة والدين ، فإنهم لا يحسنون إلا ذلك ، ولهذا ترى الواحد منهم لا ينفك عن لمز شعائر الإسلام والسخرية بالصالحين ، في كل حين .
لكن عجبي لا ينقضي ، ممن انتسب إلى العلم والمشيخة ، كيف يهوي به حب الدنيا إلى هوة سحيقة من الجهل والعمى ، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، ويبيع دينه بعرض من الدنيا قليل .
هذا ، وأسأل الله العظيم الكريم أن يهدينا ويهدي عامة المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه ، من الأقوال والأفعال ،
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
كتب : سمير بن خليل المالكي
2 / 2 / 1431

"uevm hgrhqd" v] ugn hgrhqd td fvkhl[ "Yqhxhj" td hghojgh' ggado sldv hglhg;d










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 06 / 02 / 2010, 25 : 10 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.57 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2270
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
أللـهـم اغـفـر لـهم ولـوالـديـهم مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 07 / 02 / 2010, 31 : 06 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1262
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ووضع عنك وزرك ، ورفع لك ذكرك ...









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018