الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 8 | المشاهدات | 3198 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
18 / 03 / 2008, 23 : 04 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد... يشرفني أن أنقل إلى منلتقانا المحترم سلسلة للتعريف بأعلام الجزائر ، و لن التزم فيها بالترتيب الزمني بل ارفع كل ما انتهى من اعداده من تراجم حسب توفر المصادر و المراجع و الله ولي التوفيق : الإمام المحدث الحافظ : ابن قرقول اسمه و كنيته: الامام العلامة، أبو إسحاق، إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن باديس بن القائد، الحمزي المعروف بابن قرقول (1) أما تلميذه الحافظ ابن دحية فقد ذكر ان اسم جده أدهم بدلا من ابراهيم و هو ما ذهب اليه ايضا الزركلي حيث نسبه هكذا :إبراهيم بن يوسف بن أدهم الوهراني الحمزي، أبو إسحاق ابن قرقول - بضم القافين وسكون الراء المهملة بينهما، وبعد الواو لام - (2). و النسبة الثانية هي الأقرب الى الصحة لأنها بقلم أقرب تلاميذته و اكثرهم صحبة له. ولادته: ولد بمدينة المرية Almeria بالأندلس سنة 505 هـ / 1111 م ، و فيها حفظ القرآن الكريم و تعلم علوم العربية و آدابها من نحو وصرف وبيان و شعر ، كما درس بعض كتب الفقه المتعارف على تدريسها وتلقينها للناشئين حسبما جرت به عادة أهل ذلك العصر. شيوخه و رحلاته في طلب العلم: يذكر الإمام الذهبي أن أول شيوخه هو جده لأمه أبو القاسم بن ورد الذي تعلم على يديه مبادئ العربية ، و حفظه القرآن الكريم ، و سمع منه الحديث الشريف و روي عنه ، كما سمع من أبي الحسن بن نافع، وروى عنه، وعن أبي الحسن بن اللواز، وأبي العباس بن العريف الزاهد، وأبي عبد الله بن الحاج الشهيد. كما حمل عن أبي إسحاق الخفاجي " ديوانه الشعري ". و من شيوخه ايضا : محمد بن حكيم بن محمد بن أحمد بن باق الجزامي (ت 538 هـ بفاس وقيل: بتلمسان)، من أهل سرقسطة سكن غرناطة ثم مدينة فاس يكنى أبا جعفر. (3). - محمد بن خلف بن موسى الأوسي، أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، الألبيري، نزيل قرطبة قرأ عليه كتابه " النكت والأمالي في النقض على الغزالي " ، ورسالة " الانتصار " على مذهب أئمة الأخبار، و ورسالة "البيان في حقيقة الإيمان " ورسالة " الرد على أبي الوليد بن رشد في مسألة الاستواء " وأخذ عنه كتاب " شرح مشكل ما في الموطأ وصحيح البخاري ".(4). - أما تلميذه الحافظ ابن دحية فقد ذكر جملة من شيوخ ابن قرقول في كتابه ( المطرب من أشعار المغرب ص 64 ) فقال انه " قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتقنه على أبي جعفر بن عزلون صاحب القاضي أبي الوليد الباجي، وعلى القاضي الإمام أبي القاسم ابن ورد، وروى صحيح مسلم عن أبي عبد الله بن زغيبة الكلابي يرويه، عن العذري. ورحل إلى شرق الأندلس للقاء الأستاذ العالم إمام النحو والآداب، والشارح للحديث والفقيه والأصول والأنساب، أبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسى، فقرأ عليه كتاب التنبيه على الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة، وهو كتاب حسن.... وشيوخ شيخنا جملة عديدة، وتصانيفه متقنة مفيدة "أ.هـ. وقد وهم محمد بن جعفر الكتاني فأضاف الى شيوخه القاضي عياض - و لم أجد في المصادر التي طالعتها من ذكر القاضي عياض من شيوخه - قال الكتاني : " الحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي المعروف بابن قرقول كعصفور المتوفى بفاس سنة تسع وستين وخمسمائة وهو من تلاميذ عياض "( الرسالة المستطرفة ص 106 ). و قد اشتهر ابن قرقول بكثرة رحلاته في طلب العلم و الحديث الشريف على عادة الائمة الحفاظ ، فقد وصفه ابن الأبار بأنه :" كان رحالاً في العلم فقيهاً نظاراً، أديباً، حافظاً، يبصر الحديث ورجاله " و لذلك فقد تعددت رحلاته من مالقة إلى سرقسطة ، الى سبتة، ثم إلى سلا، ثم إلى فاس التي توفي بها. كما اشتهر بحسن الخط و جودته فيه ، فقد وصفه جميع من ترجموا له :" صنف وألف مع براعة الخط وحسن الوراقة ، بديع الكتابة ". علمه و مجالسه تذكر المصادر التي ترجمت له رغم قلة المعلومات انه تصدى لرواية و تدريس الحديث الشريف ، بل ان بعض الاخبار الموجودة في شذرات الكتب تتحدث عن شروح و تفسير للقرآن الكريم ، فها هو الامام أبى زكريا محيى الدين بن شرف النووى (ت 676 هـ) يستشهد باقوال ابن قرقول في شرحه لكلمة آمين ، يقول النووي : " ...وقال ابن قرقول - بضم القافين - وهو أبو إسحاق صاحب "مطالع الأنوار": آمين مطولة ومقصورة ومخففة، وأنكر أكثر العلماء تشديد الميم، وأنكر ثعلب قصر الهمزة إلا في الشعر، وصححه يعقوب في الشعر وغيره، والنون مفتوحة أبدًا مثل: أين، وكيف، واختلف في معناه، قيل: كذلك يكون، وقيل: هو اسم من أسماء الله تعالى أصله القصر، فأدخلت عليه همزة النداء، قال: وهذا لا يصح؛ لأنه ليس في أسماء الله تعالى اسم مبني ولاغير معرب، مع أن أسماء الله تعالى لا تثبت إلا بقرآن أو سنة متواترة، وقد عدم الطريقان في آمين، وقيل: آمين درجة في الجنة تجب لقائلها، وقيل: هو طابع الله على عباده يدفع به عنهم الآفات، وقيل: معناه اللهم أمنا بخير، هذا ما ذكره صاحب "المطالع"". (تهذيب الأسماء واللغات: 3 / 288). الى جانب تدريسه للفقه و تصدره للفتيا على مذهب الامام مالك رحمه الله ، و كانت مجالسه تتخللها المدارسات النحوية و الأدبية ، اذ ان ابن قرقول رغم شهرته في الحديث الشريف رواية و درايه ، فانه عرف ايضا بانه نحوي و لغوي لا يشق له غبار ، كما كان يخطب في الناس الجمعة و يهتم بالدعوة و الارشاد. وتذكر نفس المصادر انه عقد له بمدينة مالقة بجامعها الاعظم مجلس عام لرواية و قراءة و شرح الصحيحين و الموطأ و كان يحضر مجلسه خلق كثير استفادوا منه و من علمه: " كان لابن قرقول بجامع مالقة الأعظم، مجلس عام، سوى مجلس تدريسه، يتكلم فيه على الحديث، إسناداً ومتناً، بطريقة عجز عنها الكثير من أكابر أهل زمانه". كما ان الناس اجتمعوا به و طلبوا الاستفادة مما عنده من علوم و خاصة رواية الحديث لما انتقل الى فاس وقد نهل من منهله الصافي وتضلع به خلقٌ كثير، ومن أشهرهم: - عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الأنصاري المالقى، القرطبي الأصل، يكنى أبا محمد، ويعرف بالقرطبي: " كان في وقته ببلده، كامل المعارف، صدرا في المقرئين والمجودين، رئيس المحدثين وإمامهم، واسع المعرفة، مكثراً، ثقة، عدلاً، أمينا، مكين الرواية، رايق الخط، نبيل التقييد والضبط، ناقداً، ذاكراً أسماء رجال الحديث وطبقاتهم وتواريخهم، وما حلوا به من جرح وتعديل، لا يدانيه أحد في ذلك، عزيز النظر، متيقظاً، متوقد الذهن، كريم الخلال، حميد العشرة، دمثاً، متواضعاً، حسن الخلق، محبباً إلى الناس، نزيه النفس، جميل الهيئة، وقوراً، معظماً عند الخاصة والعامة، ديناً، زاهداً، ورعاً، فاضلا، نحوياً ماهراً، ريان من الأدب، قائلاً الجيد من الشعر، مقصدا ومقطعاً.... تلا بمالقة على أبيه، وأبي زيد السهيلى، والقاسم بن دحمان، وروى عنهم، وعن أبي الحجاج بن الشيخ، وأبوي عبد الله بن الفخار، وابن نوح، وابن كامل، وابن جابر، وابن بونة. وبالمنكب عن عبد الوهاب الصدفي. وحضر بمالقة مجلس أبي إسحق بن قرقول. ألف في العروض مجموعات نبيلة، وفي قراءة نافع. ولخص أسانيد الموطأ. وله المبدي لخطإ الرندي". ( الاحاطة في اخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب : 1 / 487 ). - عمر بن عبد المجيد بن عمر الأزدي المعروف بالرندي، من أهل رندة يكنى أبا علي: " كان من جملة المقريين، جهابذة الأستاذين، مشاركاً في فنون، نقاداً ،... روى عن أبي زيد السهيلي، وعنه أخذ العربية والأدب، وبه تفقه، وإياه اعتمد. وتلا القراءات، بقراءات السبعة، وعن أبي إسحق بن قرقول .... شرح جمل أبي القاسم الزجاجي، وألف برنامجاً جامعاً. روي عنه أبو عبد الله بن تسكر القاضي، والشيخ أبو عبد الله بن عبيد الأوسي، وأبو عبد الله الطنجالي، والخطيب ابن أبي ريحانة". ( الاحاطة في اخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب:2 / 86 ). - محمد بن مسعود الخشني الأندلسي الجياني المعروف بمصعب الخشني: " كان أحد الأئمة المتقنين، وأحد المعتمدين في الفقه والأدب، إماماً في العربية؛ جال الأندلس في طلب العلم. وروى عن ابن قرقول وابن بشكوال، وعبد الحق الإشبيلي، وأجاز له السلفي، وولي قضاء بلده ". ( خزانة الادب لعبد القادر بن عمر البغدادي : 2 / 293). - الكريم التميمي : " الكريم التميمي الفاسي من رجال المائة السادسة وهو صاحب كتاب المستفاد يروي عن ابن قرقول" ( فهرس الفهارس لعبد الحي الكتاني : 2/ 686 ). - الحافظ الاديب ابن دحية مؤلف كتاب " المطرب من أشعار المغرب": "ابن دحية الشيخ العلامة المحدث الرحال المتفنن مجد الدين أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن الجميل ...سمع أبا بكر بن الجد وأبا القاسم بن بشكوال وحدث بتونس ب صحيح مسلم عن طائفة وروى عن آخرين منهم ابو عبد الله بن بشكوال وقال سمعت منه كتاب الصلة .... وأبو إسحاق بن قرقول ،وكان بصيرا بالحديث معتنيا بتقييده مكبا على سماعه حسن الخط معروفا بالضبط له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها ولي قضاء دانية مرتين وصرف لسيرة نعتت عليه". سير اعلام النبلاء للذهبي : 22/ 389 - الترجمة رقم 248) ثناء العلماء عليه: وصفه مؤرخ الاسلام الإمام الذهبي بأنه: - " الامام العلامة المحدث" ، و بأنه : " الامام الحافظ ... وكان رحالا في العلم نقالا فقيها، نظارا أديبا نحويا، عارفا بالحديث ورجاله ،وكان من أوعية العلم، له كتاب " المطالع على الصحيح " غزير الفوائد ". ( سير أعلام النبلاء للامام الذهبي 20/520). - وقال عنه ابن فرحون: " كان فاضلاً وصحب جماعة من العلماء بالأندلس". ( الديباج المذهب في اعيان المذهب 3 /413). - و قال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني :" صاحبُ التواليف أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن قَرقُول الحَمْزي". (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ( 1 / 182 ). - ووصفه تلميذه الحافظ المحدث ابن دحية مجد الدين أبو الخطاب بأنه : " الفقيه الإمام المحدث الأصولي النحوي اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف " ( المطرب من أشعار المغرب: ص 64 ). صداقته لأبي زيد السهيلي: وكان رفيقا لابي زيد السهيلي وصديقا له [وأبو زيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الاندلسي المالقي، صاحب " الروض الانف " في شرح السيرة النبوية لابن هشام المتوفى سنة 581 هـ ]، فلما فارقه وتحول إلى مدينة سلا [مدينة بأقصى المغرب الشقيق]، نظم فيه أبو زيد أبياتا، وبعث بها إليه، وهي: سلا عن سلا إن المعارف والنهى * * بها ودعا أم الرباب ومأسلا بكيت أسى أيام كان بسبتة *** فكيف التأسي حين منزله ســلا وقال أناس إن في البعد سلوة ** وقد طال هذا البعد والقلب ما سلا فليت أبا إسحاق إذ شطت النوى ** تحيته الحسنى مع الريح أرسلا فعادت دبور الريح عندي كالصبا ** بذي غمر إذ أمر زيد تبسلا فقد كان يهديني الحديث موصلا ** فأصبح موصول الاحاديث مرسلا وقد كان يحيي العلم والذكر عندنا ** أوان دنا فالآن بالنأي كسلا فلله أم بالمريـة أنجبت *** بـه وأب ماذا من الخير أنســلا وفاته: توفي ابن قرقول بمدينة فاس يوم الجمعة أول وقت العصر سادس شوال [وقيل في شعبان] سنة تسع وستين وخمسمائة.( 569 هـ/ 1174 م) وقد ذكرت هذه المصادر (تكملة الصلة: 151، وفيات الاعيان 1 / 62، 63، الوافي بالوفيات 6 / 171)، أنه توفي يوم الجمعة : "وكان قد صلى الجمعة في الجامع، فلما ضرته الوفاة تلا سورة الإخلاص، وجعل يكررها بسرعة، ثم تشهد ثلاث مرات، وسقط على وجهه ساجداً فوقع ميتاً، رحمة الله تعالى". مؤلفاته لقد ألف مترجمنا الكثير من المصنفات ، يدل على ذلك قول ابن الآبار السابق ذكره :" و قد صنف و ألف"، ولكن مع الأسف فاننا لا نعرف الا كتابه : " مطالع الأنوار على صحاح الآثار " الذي صنفه على مثال مشارق الأنوار للقاضي عياض [ و قد ادعى حاجي خليفة صاحب " كشف الظنون " في المجلد 2 صفحة 1715 أن مطالع الأنوار هو مختصر لمشارق الأنوار و هذا غير صحيح ] ، وهو كتاب في تفسير غريب الحديث وضبط ألفاظه، رتب فيه الكلمات على ترتيب حروف المعجم المعروف بالمغرب بحسب حرفها الأول ثم الثاني ثم الثالث، وقد جمع فيه بين ضبط الألفاظ واختلاف الروايات وبيان المعنى, وخصه بالموطأ وصحيحي البخاري ومسلم. منه نسخ في جامعة القرويين بفاس رقم: 594، 624، 1641 والقاهرة ثاني 1/149 كما توجد منه نسخ في المكتبات التركية. انظر نسخه الخطية في " تاريخ بروكلمان 6 / 277. و قد اهتم العلماء بهذا الكتاب فاقتبسوا منه ، و لخصوه ، و صنفوا على منواله وقد قمت باحصائية بسيطة حسبت فيها عدد الاستشهادات التي اخذت من اقوال ابن قرقول من كتابين في شرح صحيح البخاري فوجدت التالي: - فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر: 33 استشهادا. - عمدة القاري شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني: 138 استشهادا. مما يدل على رسوخ كعب هذا العالم الجزائري ، و معرفته و اطلاعه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. - و قد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الكريم أنه نظم كتاب مطالع الأنوار ، قال رحمه الله :" محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان بن عبد العزيز الموصلي الأصل البعلي المولد نزيل طرابلس ...مهر في الفنون وقال الشعر وصنف التصانيف ونظم مطالع الأنوار لابن قرقول".( الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة:3/ 583). كما ذكر الامام السخاوي في ترجمة أبو الثناء بن الشهاب ، الترجمة رقم 544 أنه ممن لخص كتاب مطالع الأنوار و هذبه قال رحمه الله :" محمود بن أحمد بن محمد النور أبو الثناء بن الشهاب الهمذاني الفيومي الأصل الحموي الشافعي .....تفقه على علمائها في ذلك العصر وارتحل لمصر والشام فأخذ عن أئمتها أيضاً إلى أن تقدم في الفقه وأصوله والعربية واللغة وغيرها، .....وصنف الكثير كمختصر القوت للأذرعي وهو في أربعة أجزاء سماه إغاثة المحتاج إلى شرح المنهاج وقيل إنه سماه لباب القوت وتكملة شرح المنهاج للسبكي وهو في ثلاثة عشر مجلداً والتحفة في المبهمات وشرح ألفية ابن مالك وتحرير الحاشية في شرح الكافية الشافية في النحو له أيضاً ثلاث مجلدات وتهذيب المطالع لابن قرقول في ست مجلدات واختصره فسماه التقريب في الغريب في جزءين جوده" ( الضوء اللامع: 5 / 61 مكتبة الحياة – بيروت). الهوامش: (1) - سير أعلام النبلاء – الذهبي : 20/520 الترجمة رقم: 334. (2) - (الاعلام للزركلي 1 / 81 ). (3) و (4) - (الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون: 1 / 352- 353). المصادر و المراجع: - سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي - مؤسسة الرسالة بيروت ط 9. - وفيات الاعيان: لابن خلكان ، تحقيق إحسان عباس، دار صادر – بيروت. - مقدمة العلامة ابن خلدون دار احياء التراث العربي بيروت – لبنان - ط 4. - الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي - دار الكتب العلمية بيروت لبنان. - كشف الظنون لحاجي خليفة - دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان. - شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي - دار الفكر . بيروت . - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون – الشركة الوطنية للنشر و التوزيع – الجزائر. - الإحاطة فى أخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب. تحقيق : محمد عبد الله عنان - مكتبة الخانجى بالقاهرة ـ ط 2. sgsgm ggjuvdt fHughl hg[.hzv | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 23 : 04 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مصطفى بن قارة المستغانمي اسمه و كنيته : هو عبد القادر بن عودة بن الحاج محمد بن قارة مصطفى الشريف الحسني من سلالة سيدي عنيف بمستغانم . مولده و طلبه للعلم: ولد بمستغانم مسقط رأسه سنة 1862م كما جاء في " الكتاب الذهبي " (le livre d’or de l’algerie) و قيل سنة 1859 م ، و الأول هي الأصح لأنها من رواية تلميذه ابن شهيدة . و لذا كان محل عناية أبيه مصطفى أحد أشهر حفظة القرآن الكريم في وقته ، حيث اشرف شخصيا على تحفيظه القرآن الكريم منذ صغره ، و بعد وفاة الوالد انتقل إلى كفاله عمه " الشيخ سيدي بن عودة " بمدينة غيلزان حيث يقيم العم الذي رباه أحسن تربية و علمه ما يحسنه من العلوم الدينية كالتفسير و الحديث و الفقه ، كما تعلم النحو و الصرف على يد علماء مدينة غليزان. وعاد بعد ثلاث سنوات إلى مدينة مستغانم ليواصل طلبه للعلم. رحلاته لطلب العلم و شيوخه: قام مترجمنا برحلات متعددة لطلب العلم إلى كل من قصر البخاري وتلمسان ووهران ، و تعلم على علماء و شيوخ نذكر منهم : - الشيوخ العربي بلقاسم و المدني و العكرمي – بزاوية الموسوم – بقصر البخاري . - الشيوخ سيدي أحمد المختار و الطاهر بن عمار و الأخضر بن ميموني . - الشيخ العربي الفجيجي الذي تلقى عنه علوم النحو و الصرف و العروض. - العلامة أبو الحسن سيدي علي بن عبد الرحمن ، مفتي الديار الوهرانية ( ت 1324 هـ ). - الشيخ ابن عبد الله شيخ زاوية غليزان. - القاضي أبو بكر بن شعيب بن علي الجليلي التلمساني ( ت 1347 هـ / 1927م ). - الشيخ قدور بن سليمان المستغانمي - الشيخ محمد بن أبي القاسم الحفناوي - بزاوية الهامل ببوسعادة. أما ابرز تلاميذه فهم: - ابنه البكر ولد البشير. - الشيخ الطاهر بن شهيدة اليحياوي . - القاضي و الشاعر عبد الحميد رئيس محكمة وهران. - الشيخ الفقيه يوسف المجاهري ( ت 1944هـ ). - الشيخ الصوفي احمد بن مصطفى العلوي . نشاطه و أعماله : عمر الشيخ بن قارة المسجد الأعظم بمستغانم كأستاذ لحلقاته ابتدءا من سنة 1885 م حيث كان يحفِظَ القرآن الكريم و يدرس الحديث و الفقه المالكي و التوحيد و النحو و الصرف ، و يقول تلميذه ابن شهيدة بان شيخه ابن قارة كان محل اهتمام أهل المنطقة ، و أن أول درس شرع فيه الشيخ حضره عالم من علماء المدينة المنورة و قال لهم بعد أن استمع لدرس الشيخ : " يا أهل مستغانم لقد فتح الله عليكم عينا من عيون العلم و المعرفة فاشكروه على نعمه، و اغتبطوا في ذلك و اغتنموا تسعدوا ". كما كان الشيخ يلقى دروسا في مساجد المدن التي كان ينتقل الى زيارتها . الإجازات المتحصل عليها : من بين الإجازات التي كان الشيخ يعتز بها إجازة القاضي أبو بكر بن شعيب بن علي الجليلي التلمساني، فقد قال عنه : " و قد أجازني إجازة عامة مفصلة و سند القاضي شعيب في إجازته عموما موجود عند الشيخ عبد الكبير الكتاني و جعفر الكتاني و الشيخ القادري و القهري و العمراني و العنادي و علي بن عبد الرحمن شويوش ، و يعبر عنه بالوهراني والطالي و المهدي و الفقيه ابن حمزة و القاسمي و الفحلي و ابن غزة ....الخ " . ميزاته العلمية : كان الشيخ ابن قارة محدثا فقيها و مفتيا و ناظما ، و يغلب إليه الميل القليل إلى المتصوفة في غير إفراط ، فقد وصفه معاصروه بأنه عالم جليل متواضع قليل النضير ، عالم مصلح بارز و معلم من معالم مدينة مستغانم الذي تمتع فيها بسمعة و مكانه رفيعة. آثاره : 1 ) - منظومة " قرة الأعيان في أدب تلاوة القرآن " و هي منظومة من 124 بيتا قسمها إلى مقدمة و فصول أشار إلى اسمها في مقدمتها فقال: سْميتها بقرة الأعيان....في آداب تلاوة القرآن و قد قام العلامة الشيخ محمد بن طكوك بتقريظ هذه المنظومة قائلا: أيا من تسامت له همــة .... ترغبه أبدا في الكتاب مرتل آياتـــه خاشعـــــا ..... فديتك عرج على ذا الآداب على نسج ذاك البليغ الفصيح ....كنز العلوم حليف الصواب. 2 ) – " حتمية الأنوار المحمدية النبهانية مختصر المواهب اللدنية السلطانية " و هو نظم مختصر " الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية " للشيخ القاضي يوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفي سنة 1922 م ، و هو مجموع أبيات، منظومة في 92 بيتا. 3 ) – " نيل الأمان في شرح عقد الجمان لنظم فتح الرحمن " و هو شرح لأصل " عقد الجمان النفيس في تراجم علماء غريس " لمؤلفه سيدي عبد الرحمن التوجيني الذي قام بنظمه القاضي شعيب التلمساني ، و قد شرحه نظما تلبيه لطلب القاضي شعيب ، حيث يقول في هذا الصدد: '' فأجبته بعد الاستخارة و شرحته بفضل الله امتثالا لأمره و إسعافا لرغبته على ما اعلمه من نفسي من القصور عن ذلك الشأن ، و سميته بنيل الأمان في شرح عقد الجمان لنظم فتح الرحمن .....''. و عقد الجمان سبق للشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الراشدي المزيلي أن قام بشرحه في منظومة سماها : '' فتح الرحمن في عقد الجمان ''. 4 ) – رسالة مطولة في صفحات أربع كبيرة كتبها كرد على جواب العالم الأمثل سيدي بن عودة ابن إسماعيل إمام مسجد زاوية الشيخ بن عبد الله بغليزان فيما يتعلق بفتاوى شيخه العلامة علي بن عبد الرحمن مفتي الديار الوهرانية ساق فيها الأدلة الشرعية و البراهين العقلية التي لا تقبل الجدال في صحة ما أفتى به شيخه. 5) – مخطوط : رسالة في جواز إعطاء الزكاة لآل البيت. 6) – مخطوط : إرشاد الخلق إلى الحق . 7 ) - رسائل في فنون متنوعة من توحيد وفقه و إرشاد و نحو و صرف ( توجد عند بعض الخواص ). المناصب التي تولاها : عين مدرسا بالجامع الأعظم بمستغانم خلفا للشيخ محمد الحاج بن عمر بعد تعيين هذا الأخير سنة 1885 م مفتيا للمدينة، حيث كان يحفظ و يشرح القرآن الكريم ودرس متن خليل و بن عاشر ، و الحديث الشريف فدرس صحيح البخاري و الموطأ و الأربعين النووية ، و التوحيد و السيرة الشريفة و الأخلاق و غيرها من الآداب . في سنة 1898 م عين مفتيا لمدينة مستغانم بعد وفاة الشيخ محمد الحاج بن عمر ، و قد احدث تعيينه في هذا المنصب ضجة داخل المدينة نظرا لصغر سنه ، حيث كانت هذه الوظيفة لا تسند إلا للكهول و كبار السن ، و لكن هذه الضجة سرعان ما خمدت بعد ان شاهد المواطنون من فقه و حكمة الشيخ و عمق معارفه و غزارة علنه حيث بقي الشيخ في هذا المنصب حتى بدأت أيادي الاستعمار الفرنسي تتدخل في تعيين رجال الدين الذين يهادوننها و لا يحرضون المواطنين عليها ، و لما كان الشيخ ممن لم يسكتوا عن مظالم الاستعمار و لم يكن يفوت أي فرصة أو درس الا و حرض المواطنين على عدم الرضوخ للاستعمار ، فقام الحاكم الفرنسي بعزله من منصب المفتي. وفاته : توفي الشيخ رحمه الله يوم الاثنين 1375 هـ / 14 فبراير 1956 م بمدينة مستغانم ، و قد حضر تأبين جنازته و صلى عليه الشيخ محمد بن طكوك و الشيخ الطيب المهاجي عالم وهران و مسندها و الشيخ المهدي بوعبدلي مفتي الشلف و غيرهم ، و دفن بتربة سيدي قدور بن سليمان . المصادر : - أعلام الجزائر : منشورات وزارة المجاهدين سنة 2008. - تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي - مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية 1985. - بن سكيرج أحمد الرحلة الحبيبية الوهرانية – طبعة حجرية – فاس ( د.ت. ط ). - المستغانمي ( عبد القادر بن عيسى ) مستغانم و احوازها عبر العصور تاريخيا و ثقافيا و فنيا ، المطبعة العليوية ، مستغانم ، الطبعة الأولى ( د. ت . ط ). - مقال لأحد تلاميذ الشيخ بعنوان " وفاة المفتر الشيخ عبد القادر بن قارة مصطفى " منشور بجريدة النجاح السنة 35 ، العدد 4378 ، سنة 1956 م . - ابو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائري الثقافي ج4. -Brochien jean André (le livre d’or de l’algerie) baconnier frères . Édition Alger 1937 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 24 : 04 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح حمزة بن الحاج احمد بن محمد بن مالك القبلاوي التعريف بالشيخ و ذكر مولده : هو العلامة الكبير ، شيخ المشايخ السيد حمزة بن الحاج احمد بن محمد بن مالك القبلاوي المالكي الساهلي ، كان رحمه الله عالما جليلا ، و قدوة نبيلا ، شيخ توات و الصحراء و لد رحمه الله عام 1256هـ / 1840م بساهل . طلبه للعلم : اشتغل في سن مبكرة بطلب العلم ، و بعد ان حفظ القرآن الكريم و اتقن ضيطه و تجويده، تلقى العلوم الشرعية و علوم اللغة و الآداب على عدة مشايخ مثل والده الحاج احمد ، و اخيه الكبير محمد ، و الشيخ محمود الشنقيطي ، و الشيخ عبد الكريم التنلالي ، و عنده اجازات متصلة الاسانيد, و بالجملة فقد كانت له اليد الطولى في علوم الشريعة و اللغة و النحو و العروض. كما كان يمتاز بذاكرة نادرة بارعة ، و له محفوظات عدبدة ، كان يقول في آخر حياته : '' كنت في السابق احفظ متن خليل كما تحفظ الفاتحة ''. المناصب التي تولاها : تولى القضاء بناحية توات و الفتوى ، و كانت كثيرا ما ترد عليه المعضلات من توات و من أزواد و من مختلف المدن الجزائرية ، فكان يفتي فيها بما فتح الله عليه ، و كثيرا من فتاويه و احكامه وافقه عليها علماء وقته لما اعطي من فقه و استنباط و حسن التعبير و الاصابة في المسائل ، حت اصبح مضرب المثل في الفتوى و حل النوازل. تلامذته: تتلمذ علي يديه خلق كثير من اشهرهم : العلامة الجليل محمد الحسن بن محمد ، و العلامة عبد الرحمن السكوتي بن محمد و الفقيه الحاج محمد عبد القادر ، و الفقيه السيد احمد بن محمد بن الحاج عبد القادر ، و الفقيه الحاج محمد علي بن الحاج جلول ، و الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي ، و الطالب الحاج محمد الخليفة بن احمد ، و صنوه محمد عبد الرحمن ، و الطالب عمار ، و ابن اخيه المختار بن الطالب احمد ، و الطالب محمد عبد القادر الانصاري ، و مولاي احمد بن مولاي عبد الله ، و الفقيه الحافظ لكتاب الله البارع في شكله و رسمه الحاج محمد التهامي بن عبد القادر ، و عدة من الطلبة من أقبلي ، و أولف ، و توات ، و إنغر و عين صالح. و بلغ من الشهرة في العلم و طول الباع ، ما جعل العلامة الكبير الشيخ محمد باي بن عمر يتمنى ان لو كانت له فرصة لأسند ركبتيه الى ركبتيه يطلب منع ان يعلمه ، و هذا بعد ان طلب منه الاجازة في الحديث و العلوم. و بالجملة فانه قد بث العلم باوضح طريقة ، و قام بمجهودات كبيرة في مجال النصح و الاصلاح ، و له رسائل بعث بها الى الامراء ، و القضاة ، و الاعيان و الخواص و العوام ، و كان خبيرا بعلم العروض ، و اتى فيها باسلوب غريب في نوعه ، و عند حلول القوات الفرنسية لاحتلال ناحية عين صالح عام 1317 هـ واجهم المجاهدين الجزائريين بكل بطولة و بسالة ، و كان للشيخ دور كبير في تحريضهم على الجهاد و الثبات في وجه العدو المغتصب ، و قد نظم الشيخ قصيدة يذكر فيها بطولة أهل إنغر ، انقل لكم منها هذه الابيات: يا أثبت الناس اسلاما و ايمانا ....... وأرجح الناس في الفخر ميدانا أني بهم حي إنغر العلى المدى ...... طرا و لست أحاشي منه إنسانا قوم ذوو همم في الفضل عاليه...... و فخرهم صار فوق الهام تيجانا و القصيدة من بحر البسيط و تشتمل على 41 بيتا ، و قد ترك ديوان شعري يشمل اغراضا مختلفة من قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم و مواعظ و حكم و غيرها من الاغراض الآخرى. وفاته : توفي رحمه الله عام 1335 هـ / 1916م بتوات و دفن هناك و حضر جنازته خلق كثير . المصادر : - اعلام الجزائر من منشورات وزارة المجاهدين 2008. - مخطوط بعنوان: تراجم علماء ساهل بأقبلي ، كاتبه مجهول ، وهو محفوظ بحوزة فيلي موسى وسط مدينة تمنراست ، ناسخه الحاج محمد ناجم. - بالعالم محمد باي ، الرحلة العلية. - بالعالم محمد باي ، قبيلة فلان. - وثيقة تترجم له مجهول كاتبها ، بحوزة الحاج محمد برمكي. - بالعالم محمد باي ، مقال بعنوان : '' بعض علماء توات و محاوراتهم '' صادر بمجلة القبس ، مجلة تصدر عن مديرية الثقافة بأدرار ، العدد 15 ، سنة 1985. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 24 : 04 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح العلامة الفقيه الاصولي النظار المجتهد اللغوي الحجة المتصوف الامام الطاهر العبيدي السوفي مولدا ، التوقرتي إقامة و مستقرا ، ينحدر من اولاد سيدي عبيد ببئر العاتر ( ولاية تبسة بأقصى الشرق الجزائري). نسبه : هو الطاهر بن العبيدي بن علي بن بلقاسم بن عمارة بن بلقاسم بن سليمان بن عبد الملك بن الهادي بن احمد خذير بن عبد العزيز بن سليمان بن سالم بت ابراهيم عبد الحليم بن عبد الكريم بن عيسى بن موسى بن عبد السلام بن محمد بن جابر بن جعفر بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن ادريس الاصغر ابن ادريس الاكبر ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن الامام علي ( رضي الله عنهم). مولده و نشأته : ولد الاستاذ الطاهر العبيدي في مدينة الوادي عاصمة سوف سنة 1304 هـ ، الموافق لسنة 1886 م ، والده كان يحترف الحدادة ، ارسله منذ صغره الى الكتاب لتعلم الحروف العربية و لحفظ القرآن الكريم، و قد تميزت منطقة وادي سوف و بعض المناطق الجزائرية ( غرداية – المسيلة و غيرها ...) بلسانها العربي الفصيح المبين الذي لا عجمة فيه و لا لوثة تختلط بصفاء اللسان مما كان له تأثير كبير على اللغة اليومية المعتادة فيما بينهم ، و هو ما ساعد القوم على قراءة القرآن الكريم الذي شاع حفظه في تلك الربوع حتى بين النساء ، و لم يشذ – مترجمنا – عن اترابه و لداته فقد تمكن من حفظ القرآن الكريم حفظ تمكن و إتقان و لما يتجاوز الثانية عشر من العمر ، بينما يذهب الأستاذ محمد محدة في تحقيقه لرسالة الستر و تعليقه عليها في معرض ترجمته للشيخ العبيدي الى انه حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة ، يقول : " و ظهر عليه بوادر النجابة و الذكاء في سن مبكرة ، حيث حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة من العمر " ثم انكب الفتى على دراسة العلوم الشرعية و اللغوية ، فحفظ المتون المعروفة في التفسير و الفقه و الحديث و الأصول .... و تفتقت عنده الملكة الفقهية و هي بمثابة الرصيد المخزون الذي راح ينمو باضطراد عجيب ، و يتصاعد وفق خط بياني واضح في حياته العلمية. تحصيله العلمي و شيوخه: اجمع كل الذين ترجموا للشيخ العبيدي انه اخذ علوم الشريعة و اللغة عن الشيخين عبد الرحمن العبيدي و محمد العربي بن موسى ، و لكنهم لم يشيروا الى انه تتلمذ على الشيخ القاضي عمارة من قرية " تاغروت " و لم يذكروا انه كان يحضر إلى دروس الشيخ الصادق بلهادي العقبي ( 1869 / 1939 ) مع صديق طفولته الشيخ إبراهيم بن محمد الساسي العوامر ( 1881 / 1934 ) '' صاحب الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' و غيره من التواليف ، و حسب ما ذكره الشيخ إبراهيم العوامر نفسه في كتابه '' البحر الطافح في فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح " أن الشيخ الصادق العقبي كان يتبرع بدروس في زاوية سيدي سالم - او الزاوية السالمية - بالوادي ، و من هنا نفهم ان تلمذة الشيخ العبيدي عل الشيخ الصادق بلهادي كانت من تلك الدروس في تلك الزاوية .... و يذكر الدكتور سعد الله في " تجارب في الأدب و الرحلة '' ( ص 100 ) : ''... أنه أخذ العلم إجازة بالمراسلة من الشيخ المكي بن عزوز الذي راسله بها من الأستانة '' أ.هـ هجرته و أساتذته: في سنة 1904 م هاجر الشيخ العبيدي الى تونس للتحصيل على مزيد من العلم بجامع الزيتونة ، و من ابرز العلماء الذين اخذ عنهم من الجامع الأعظم الإمام محمد بن الطاهر بن عاشور ، و العلامة محمد الخضر حسين ، و الشيخ احمد بن مراد و الشيخ حسن بن يوسف ، و فضيلة الأستاذ محمد النجار ، و الشيخ احمد البنزرتي و الأستاذ الكبير صالح الهواري ، و الشيخ خليفة بن عروس ، و الشيخ بن محمود ، و الشيخ النخلي و غيرهم مكن الشيوخ . و يبدو من خلال بعض الكتابات انه صاحب زعيم النهضة الإصلاحية الامام عبد الحميد بن باديس أيام طلبه للعلم بالزيتونة ، و تبقى هذه المعلومة غير مؤكدة ، و إن كان الدكتور سعد الله يستنتج تخمينا بعد استقراء يقوده الى افتراض الصحبة بين الشيخين من خلال لفظة لابن بادي " قديم التذكار " جاءت في سياق مراسلة بين الرجلين بتاريخ جمادى الثانية 1337 هـ ، و يغلق الدكتور سعد الله على ذلك بقوله : " و هناك أوجه شبه و اختلاف بين ابن باديس و الشيخ العبيدي ، من ذلك صداقتهما ايم الطلب في تونس ، و هو ما يشير اليه ابن باديس في رسالته بعبارة [ قديم التذكار ] رغم انها عبارة غير صريحة في هذا المعنى " أ,هـ (تجارب في الأدب و الرحلة '' ( ص 101 ). و لا نعلم - على وجه الدقة - المدة التي مكثها شيخنا بحاضرة تونس ، فقد سكت الذين ترجموا له عن هذه النقطة باستثناء الأستاذ محمد محدة الذي حددها بثلاث سنوات. العودة الى الوطن و جهوده في التعليم و الاصلاح: بعد تلك الفترة التي قضاها طالبا بالزيتونة عاد الشاب الطاهر العبيدي الى ارض الوطن يتدفق حيوية ، و يزخر بالعلم و بما انعم الله عليه ، عاد و على كاهله أمانة ثقيلة و رسالة شاقة آل على نفسه الاضطلاع بها ، عاد إلى مدينة الوادي ليتصدى لنشر الثقافة الإسلامية و تعليم الناشئة .. و لم يطل به المقام في البلد الذي درج فيه طفلا و ترعرع فيه شابا و تقلب بين جوانحه يافعا ، حتى وجد نفسه مضطرا الى مغادرة الأسرة و القبيلة تاركا العشيرة و البيئة متجها نحو مدينة توقرت لتصبح هذه الأخيرة فيما بعد هي موطنه و محل إقامته و يستقر فيها استقراره النهائي الذي دام نصف قرن و زيادة .... و السبب الرئيس الذي جعل مترجمنا ينتقل من سوف الى مدينة ورقلة كان تنفيذا وفيا و مخلصا لوصية أستاذه محمد العربي بن موسى الذي أشار عليه أن يخلفه في الإمامة و التدريس بالمسجد الكبير بتقرت ... و كان ذلك الانتقال بداية عهد جديد .... و كان أيضا بداية للاضطلاع بمهمة جليلة مثقلة بالمسؤوليات ، و كان كذلك بداية لرحلة في مجال الخطابة و التأليف و الإفتاء و الاطلاع الواسع الذي لا يعرف التوقف و الانقطاع ... رحلة مليئة بالعطاء و التبليغ و هداية الخلق ... و منح الأستاذ الإمام الطاهر العبيدي للرسالة التي أنيطت به كل ما يمتلك من مجهود علمي ، و لم يبخل بكفاءته التي راحت تتنامى و تزيد مع الأيام .. و كانت تجربة دسمة بالثراء الفكري و الرؤية النيرة التي تدفع عن هذا الدين الشبه التي يثيرها المبطلون و يروج لها المرجفون الذين يتربصون بالإسلام و يتابعون مسار رسالته ، و من اجل ذلك لم يتخل الشيخ الطاهر العبيدي - يوما واحدا - عن أداء هذه الأمانة منذ ان تحملها سنة 1907 م ، و قام بها أحسن قيام ، و أدى ما عليه نحو ربه و دينه و أمته - رغم الظروف غير الملائمة في كثير من الاحايين - وافيا غير منقوص الى آخر يوم في حياته. و كان الشيخ العبيدي - وحده- عالم منطقة ورقلة و فقيهها المجتهد و مثقفها الأكبر لا يشاركه في ذلك مشاركة طيلة ستين سنة ... و في خلال هذه المدة استطاع - بتوفيق من الله - ان يفسر القرآن الكريم حسب رواية الأستاذ عبد السلام سليماني : " ....و في العاشر من محرم سنة 1353 هـ الموافق ل 17 ابريل 1934 هـ ختم العبيدي تفسيره للقرآن الكريم ، و عاشت تقرت مهرجانا عظيما لم تعرف مثله من قبل و من بعد ، و لا احد اليوم من أبنائها يذكر ذلك الحدث العظيم " أ.هـ . وفاته: توفي الشيخ بعد حياة مليئة بالجهاد في سبيل نشر العلم و اصلاح الامة و تبصيرها بتراث الاسلام العظيم يوم 28/01/1968م بمدينة تقرت ، و كان يوما مشهودا خرجت فيه مدينة تقرت عن بكرة ابيها لتوديعه ، و حضر جنازته الكثير من بقايا جمعية العلماء المسلمين . آثاره: ترك الشيخ اثارا كثيره منها تفسيره للقرآن الكريم الذي كتب منه بعض تلامذته اجزاء منه لا تزال مخطوطة في كراريس ، و الكثير من الفتاوي و البحوث الاصولية لكنها مع الاسف مبعثرة عند تلامذته و حفدته و الكثير منها ضاع . - منظومة بعنوان : " النصيحة العزوزية في نصرة الاولياء و الصوفية ". - منظومة بعنوان : " نصيحة الشباب المريحة للسحب و الضباب ". المراجع: - معظم المعلومات عن هذه الترجمة مأخوذة من مقالة بعنوان : " العلامة الشيخ الطاهر العبيدي الفقيه الصوفي" منشورة بجريدة العقيدة عدد 76 : الأربعاء 1 شعبان 1412 هـ / الموافق ل 8 فيفري 1992 م بقلم الاستاذ أحمد بن السائح. - محاضرة مطبوعة بعنوان : " الشيخ العبيدي بمناسبة يوم العلم " ألقيت يوم الجمعة 14 افريل 1983 م بالمسجد الكبير بتقرت، من إعداد حفيده ( ابن بنته) الأستاذ سليماني عبد السلام. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 25 : 04 AM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الحسن بن ابراهيم ( بريهمات ) هو الحسن بن إبراهيم بن الحاج حسين الملقب ب: " بريهمات " لاشتهاره ببذل الدنانير و الدريهمات في سبيل الله ، و قد تريد العرب بالتصغير التعظيم لكناية خفية ، ولد بالعاصمة في تاريخ مجهول ، غير أن أبو القاسم سعد الله يذكر انه ولد في حوالي 1821 م ، و قد شهد الحسن بن بريهمات في صباه الحملة الفرنسية على الجزائر و استبدال الإدارة التركية بالإدارة الفرنسية عن طريق العنف و التقتيل ، فنشأ داخله إحساس بالكراهية اتجاه الفرنسيين فرأى ضرورة مجاملتهم و تحاشي ظلمهم. أصل أسرته: يرجع أصل أسرته إلى الأندلس فبعد سقوط الأندلس لجأت أسرته إلى المغرب الأقصى حيث حظيت من ملوك المغرب بما تستحقه من حفاوة و تكريم و تقلدت مناصب عليا إلى أن تغيرت الظروف السياسية فانتقلت الى تونس فكان لها من الإقبال بها مثل ما كان بالمغرب لغاية سنة 1740 حيث استدعيت من طرف دايات الجزائر فانتقلت إلى العاصمة و أقامت بها. أقام والده إبراهيم بمدينة طولقة المجاورة لبسكرة ، أين كان يعمل كرئيس على العمال البسكريين الذين كان يستخدمهم وكيل الخرج الترك ، و كان يزور الجزائر العاصمة في كل شهر رمضان، و كان يتصل بالطبقة المثقفة و العلماء إلى نهاية الشهر ، و نظرا لحفظه القران الكريم مع حسن التجويد و ترتيله كانت تقدمه ما يمكن تسميته بالنخبة العلمية ليصلي بها التراويح ، و بعد نهاية شهر رمضان يعود الى طولقة ، و نظرا لهذه العلاقات عاد الى العاصمة حيث أقام بها و تزوج و أنجب ولدا سماه الحسن. صفاته : يصفه الشيخ الحفناوي في كتابه تعريف الخلف برجال السلف : " بأنه كان لطيف الطبع سليم الذوق جميل الصورة فاخر الهيئة عذب المنطق متواضعا للمتصاغرين متطاولا على المتكبرين ، محسنا للفقراء محبا للعلماء ، مذلا لأهل الرياء ، له خيرة بمجريات الأحوال و علم عجيب بالتاريخ و طبقات الأدباء ، كان محبا للنزيل و الزائر و هو الرجل الوحيد الذي يمثل لك في الجزائر أديبها ، المترف، و عالمها الحكيم، و موظفها الصالح، و كريمها البشوش" يقول عنه أبو حامد المشرفي أنه كان فهرست المنطوق و المفهوم. دراسته و شيوخه: دخل الحسن بن إبراهيم المدرسة الابتدائية الفرنسية المؤسسة سنة 1836 م ، و كان في من لازمه و اخذ عنه من علماء الجزائر الشيخ مصطفى الحاج احمد الحرار ، المعروف بالقاضي الحرار ، تلقى عليه علوما كثيرة و معارف جمة و تزوج ابنته ، و أنجب أولادا ثلاثة هم إبراهيم ، و احمد و عمر . و بعد ان استكمل دراسته على يده أجازه إجازة عامة مطلقة مؤرخة في 1855 م. المناصب التي تولاها : ينتمي بريهمات الى العائلات الجزائرية الحضرية التي توارثت العلم و الجاه ، و التي استطاعت السلطات الفرنسية ان تقنعها بادخال ابنائها الى المدارس الفرنسية لتعلم اللغة الفرنسية و الاطلاع على الحضارة الغربية ، وكان بريهمات ممن اطلعوا و تعلموا بالمدارس الفرنسية و لهذا فقد تولى من الوضائف الرسمية ادارة المدرسة العربية الفرنسية لمدينة الجزائر، و لما عينت حكومة الإمبراطور نابليون الثالث لجنة الكونت ( لوهون comte lehoun) و ( راندونrandan ) للبحث في اسباب حوادث المجاعة و النكبات الطبيعية التي كان يعاني منها الشعب الجزائري خلال السنوات 1866- 1868 م ، كان حسن بن ابراهيم من ضمن الأعيان الثلاثة الذين استجوبتهم اللجنة المذكورة ، حيث سأل عن منطقة الجزائر ، في حين سئل المكي بن باديس عن منطقة قسنطينة و أحمد ولد القاضي عن منطقة وهران. تولى القضاء في البليدة بتاريخ 15 ابريل 1853 م بتعيين من الحاكم العام للجزائر ( راندون)، و عين في سنة 1855م باقتراح من رئيس القطاع العسكري مديرا لمدرسة الجزائر الشرعية الفرنسية ، كما كان قد عين قبلها في سنة 1854 م عضوا في المجلس الفقهي. في سنة 1860 م عهد إليه مع مجموعة من زملائه منهم المفتي حميدة العمالي ، و الصحفي السياسي أحمد البدوي و محمد بن مصطفى بترجمة القانون الخاص بالمحاكم الإسلامية في الجزائر و هو القانون الذي أصدره نابليون الثالث في سنة 1859 م. عين عضوا بالمجلس الاستشاري بالحكومة العامة سنة 1865 م ، و هو منصب خاص ببعض الجزائريين الذين تعينهم السلطة لتمثيل الأهالي. بريهمات الشاعر: رغم ان ابن بريهمات ليس من الشعراء المشاهير فقد عبر عن اعجابه بكتاب " أقوم المسالك " للمصلح الشهير خير الدين التونسي شعرا ، و ذلك في ابيات بعث بها الى خير الدين سنة 1284 هـ/ 1867م ، وليس قوة التعبير و لا قوة الشاعرية هي التي تهمنا هنا و لكن روح القائل و محتوى قوله ، فقد نوه ابن بريهمات بشخصية خير الدين و باختياره منهج الإصلاح في السياسة و الانتصار للدين و الوطن ، و قد امتدحه على أن ما جاء به من أفكار في الإصلاح إنما هو طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية مع مراعاة حال الناس و العصر ، و لذلك استوجب الشكر من الجميع يقول ابن بريهمات في ذلك (1]: لله درك خير الدين من علم ....ابدى منارَ الهدى للناس في القُنَنِ نهجت نهجا قويما قلَ سالكه .... الى السياسة كي ينجو من الفتن وقد اعتبر ما جاء في " اقوم المسالك " عبارة عن نصيحة توجه بها خير الدين للمسلمين كافة و لذلك خاطبه قائلا: نعمُ ُ على الشرع قد بينت ضابطها ..... مراعيا فيه حال الناس و الزمن حق على أمة الاسلام شكركمُ .... و رعيٌٌ تأليفكم بالقلب و الأذن ( هذه القطعة مذكورة في ''تعريف الخلف برجال السلف 2/ 119 و هي في 14 بيتا). و فاته: توفي الحسن بن ابراهيم بتاريخ 8 مارس 1884 في القصبة بالجزائر العاصمة ، و دفن بتربة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي. المصادر: - أعلام الجزائر – منشورات وزارة المجاهدين (2007 م ). - عبد الرحمن الجيلالي - تاريخ الجزائر العام ج4 - ابو القاسم سعد الله - تاريخ الجزائر الثقافي ج 4 - الحفناوي - تعريف الخلف – مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية 1985. - آلان كريستو ، محاكم الشريعة الاسلامية ، برنستون 1985م. - ابو حامد العربي بن علي المشرفي ، ذخيرة الاواخر و الاول فيما ينتظم من اخبار الدول ( خطوط | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 25 : 04 AM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح "صوت من مزامير آل داود": أبو العباس الزواوي أحمد بن محمد بن علي أبو العباس الزواوي مقرئ قسنطينة بالجزائر في عصره فارس القراءات و التجويد بلا منازع، صناجة عصره ومقرئ السلطان أبي الحسن المريني. مولده و نشأته: لم اعثر في جميع المصادر التي طالعتها والتي ترجمت له على تاريخ مولده، ولم تذكر الا انه ولد في بلاد زواوة من بجاية ، حيث حفظ القرآن الكريم و القراءات و التجويد ، كما تعلم العربية و علومها من نحو و صرف و بلاغة، ثم هاجر الى فاس اين تعلم على مشايخها وعلمائها. شيوخه: "أخذ عن أبي الحسن بن سليمان القرطبي وأبي مروان الشريشي[ هو العلامة المحدث المقرئ أبو مروان عبد الملك بن موسى بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشريشي( ت 724 هـ) صاحب "التبيان" في رسم المصحف وضبطه ]، وأبي جعفر بن الزبير [أبي جعفر بن الزبير بن ابراهيم العاصمي الثقفي (ت 708) مؤلف كتاب صلة الصلة وغيرهم"( درة الحجال 1/94-95، ترجمة 136 و 139.). كما روى عن الرحالة أبي عبد الله بن رشيد وأجاز له. [الإمام الخطيب المحدث أبو عبد الله بن رشيد السبتي (721هـ) ] ( تاريخ ابن خلدون 7/394.] و قرئ على الامام ابن المرحل (ت 699 هـ)، و الامام أبو الحسن بن سليمان القرطبي (ت 730هـ) "شيخ الجماعة" وأستاذ العصر مؤلف "تهذيب المنافع". تلامذته: تعلم و تخرج جيل من العلماء و المقرئين على يد الامام أبو العباس الزواوي بعد ان سارت بذكره الركبان في كل مكان، وغدت طريقته في التجويد والأداء مضرب الأمثال. ومن تلامذته المؤرخ المشهور ابن خلدون الذي ذكره في تاريخه قائلا : "ومنهم أبو العباس أحمد الزواوي إمام المقرئين بالمغرب، قرأت عليه القرءان العظيم بالجمع الكبير بين القراءات السبع من طريق أبي عمرو الداني وابن شريح في ختمة لم أكملها، وسمعت عليه عدة كتب وأجازني بالإجازة العامة"( تاريخ ابن خلدون 7/385 والتعريف بابن خلدون 20-21). علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق أبو الحسن السلطان المريني، كان مختصا به ملازما له ، وقد ذكره ابن خلدون في تاريخه قائلا : "كان يصلي بالسلطان التراويح ويقرأ عليه في بعض الأحيان حزبه"( تاريخ ابن خلدون 7/394). كما أن من تلامذته و المتخرجين على يديه في فن التجويد القارئ كبير، و خليفته في مجالس الأمراء ومساجدهم أبو عبد الله محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم الأنصاري جياني الأصل مالقيه، يكنى أبا عبد الله الانصاري ويعرف بالشديد على بنية التصغير، قال ابن الخطيب في ترجمته [الإحاطة في أخبار غرناطة 3/196-197] : : "من أهل الطلب والذكاء والظرف والخصوصية، مجموع خلال، من خط حسن واضطلاع بحمل كتاب الله، بلبل دوح السبع المثاني، وآية صقعه في الصوت وطيب النغمة… ثم ذكر من مشيخته أنه "قرأ على المقرئ الفذ الشهير في الترنم بألحان القرءان أبي العباس الزواوي سبع ختمات وجمع عليه السبع ". و منهم أبو عبد الله الفخار محمد بن عبد الله السماتي شيخ صاحب " التحفة في قراءة نافع". و الامام أحمد بن مسعود بن غالب أبو العباس البلنسي المعروف بابن الحاجة ذكره ابن الجزري في الآخذين عنه في ترجمته رقم 555 ، حيث قال: " أحمد بن محمد بن علي أبو العباس الزواوي مقري بقسنطينة، قرأ على إبراهيم بن أحمد الغافقي وعلى بن سليمان بن أحمد ومالك بن المرحل، روى القراءة عنه أحمد بن مسعود بن الحاجة التونسي لقيه سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بقسنطينة" ( غاية النهاية في طبقات القراء: 1/124). وفاته: توفي رحمه الله غريقا في نكبة اسطول الامير ابي الحسن المريني وهو على مشارف السبعين من العمر ، بتاريخ ثامن ذي القعدة الحرام سنة 749هـ كما ذكر صاحب درة الحجال 1/94 ترجمة 136. بعد ان قضي في مشيخة الإقراء عدة عقود من الزمان، " ولقد انهد بذهابه ركن عظيم في هذا المجال، وإن كان بعض المتأثرين به قد حاولوا السير في هذا المنهاج، تلك أثارة مما بلغنا عن البلبل الصداح الذي بقي صداه فيمن سيخلفه من أصحابه إتقانا وتحريرا وحذقا وإحسانا ". مؤلفاته: ذكر الدكتور حميتو حفظه الله في رسالة الدكتوراه (قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 4/ 56 ) بأنه لم يقف على تسمية شيء من مؤلفاته في المصادر ولا في كتب القراءات على الرغم مما ذكره له أبو عبد الله بن مرزوق [ في المسند الصحيح الحسن لابن مرزوق ص 136 ] من قوله : "وله تصانيف في علم القراءات والعربية نظما ونثرا". ولعل تصانيفه هذه ضاعت أو غرقت معه في النكبة التي ذهب فيها ومن معه من جلة العلماء والقراء، والإشارة الوحيدة التي وقفت عليها ويمكن أن يكون هو المراد بها، قد ساقها كل من أبي زيد ابن القاضي وتلميذه مسعود جموع في شرحيهما على "الدرر اللوامع" لابن بري عند ذكر تسهيل الثانية من الهمزتين المفتوحتين من كلمة لورش فقالا : "وقال سيدي الحسن الدرعي[من شراح أرجوزة "تفصيل عقد الدرر" لابن غازي] في شرحه : "وروي عن أبي يعقوب البدل كما روي عنه التسهيل، قال أبو العباس أحمد الزواوي : وافق أبو يعقوب صاحبيه وزاد البدل، انتهى"( الفجر الساطع وكذا في الروض الجامع لمسعود جموع في باب الهمز). طريقه في القراءات: يعتبر طريق أبي العباس الزواوي عن شيخه أبي الحسن بن سليمان عن شيخه أبي جعفر بن الزبير أشهر طريق عند المغاربة في قراءة نافع... فإن الإسناد من طريقه أكثر، وأئمة الإقراء من زمنه لا يكادون يسندون إلا من هذه الطريق، وعلى الأخص في روايتي ورش وقالون، كما نجد ذلك في فهرسة ابن غازي، ثم في إجازة ابن القاضي وأبي عبد الله البوعناني وفهرسة أبي العلاء المنجرة وابنه أبي زيد وغيره.[ "قراءة الإمام نافع عند المغاربة" 4/57 د. عبد الهادي حميتو ]. وقد أسند منها الإمام ابن غازي رواية ورش في فهرسته (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37.فقال : "حدثنا بها- يعني شيخه أبا عبد الله الصغير النيجي- عن أبي العباس الفيلالي، عن أبي عبد الله الفخار السماتي، عن أبي العباس الزواوي، عن أبي الحسن بن سليمان عن أبي جعفر بن الزبير، عن أبي الوليد إسماعيل العطار، عن أبي بكر بن حسنون، عن أبي محمد عبد الله بن بقي، عن أبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء، عن أبي معشر الطبري وأبي العباس بن نفيس، عن أبي عدي، عن أبي بكر بن سيف، عن أبي يعقوب الأزرق، عن ورش عن نافع، عن ابن هرمز عن أبي هريرة عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن اللوح عن القلم عن رب العزة سبحانه". صلته بالأمير أبي الحسن علي بن عثمان: لعل مما أسهم في شهرة أبي العباس الزواوي وذيوع صيته، تلك الصلة العلمية الوثيقة التي كانت له بالسلطان أبي الحسن المريني يعسوب الدولة المرينية وعالمها ، " وهي صلة لم تكن تقف عند حدود الإعجاب به أو انتدابه للتعليم والتدريس بحضرته، بل إنها تجاوزت ذلك إلى الصحبة الطويلة الدائمة، ولا سيما بعد موت الشيخ أبي الحسن القرطبي ونظرائه من الأئمة الذين كانت تزدان بهم مجالس السلطان في المناسبات الرسمية. ولعل صحبة الإمام الزواوي لهذا الأمير كانت منذ عهود التلمذة والأخذ عن المشايخ، لأننا نلاحظ أن عامة من أخذ عنهم كانوا من المتصدرين بفاس أو ممن كانوا يترددون عليها من سبتة وغيرها كابن المرحل وابن رشيد، إلا أنه أدرك من المشايخ من لم يدركهم أبو الحسن ، ومنهم الامام ابن المرحل (ت 699) وأبو جعفر بن الزبير (ت 708)، ولهذا نجد أبا الحسن المريني المذكور يختاره ليعرض القراءة عليه، كما يختاره لصلاة التراويح، و يجعله ملازما له يقرأ له ورده اليومي ، و يرافقه في جميع اسفاره و رحلاته وقد رافقه في رحلته الى تونس حيث مات غريقا رحمه الله في نكبة أسطول أبي الحسن، و قد ذكر ابن خلدون ان السب في ترشيحه لهذه المهمة هما: ما أوتيه من الحدق في القراءات وما وهبه من ملكة فيها، ما وهبه الله إياه من طيب النغمة بالقراءة، وهما أمران نادرا ما يجتمعان. ولقد نوه كل من ترجموا له بهاتين الخاصيتين، وعبروا بالمخالطة والسماع عن مبلغ انبهارهم بما أعطيه من ذلك، ولا سيما ما ذكروا عنه من حسن الأداء الذي أعانه عليه - كما عبر ابن خلدون - "صوت من مزامير آل داود". ولقد نبه على ما أوتيه من ذلك أيضا خلفه في مجالس المرينيين ابن بلده الجزائري أبو عبد الله محمد بن مرزوق الخطيب(الجد) الذي ألف عن حياة أبي الحسن المريني كتابه المشهور "المسند الصحيح الحسن في مآثر مولانا أبي الحسن" ، فكان مما قال فيه عن المترجم في الصفحات 121 – 136: "ثم لزم الحضرة أخيرا الأستاذ العلامة أبو العباس الزواوي الشهير، الذي لم ير في عصره أطيب منه نغمة ولا أحسن منه صوتا ولا أنداه، لا تملك النفوس ولا الشؤون عند سماعه، هذا مع إتقان الضبط وإحكام الروايات وعلو السند، يسرد القرءان مع الغاية في إخراج الحروف من مخارجها، وتوفية أدوات القراءة". المصادر و المراجع: - تاريخ ابن خلدون المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر - طبعة سنة :1391هـ -1971م. - المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن لابن مرزوق التلمساني -الجزائر 1981م. - غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابن الجزري نشر برجستراسر ـ ط1-1351-ط2-1400-1980 دار الكتب العلمية بيروت لبنان. - درة الحجال في أسماء الرجال لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي تحقيق محمد الأحمدي أبو النور نشر دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس ط1- 1390-1970. - فهرسة ابن غازي (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37. تحقيق محمد الزاهي، مطبوعات دار المغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ. - رسالة دكتوراه بعنوان: " قراءة الامام نافع عند المغاربة " للدكتور عبد الهادي حميتو. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 26 : 04 AM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ،و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا و نبينا محمد النبي الكريم صلى الله عليه و على آله وسلم تسليما و بعد: أيها الإخوة الأفاضل إذا قرأ أحدكم في المصحف الشريف فلينظر بعد الانتهاء من القراءة المعلومات المتعلقة بهذا المصحف الشريف - و ليكن المصحف المطبوع "بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة" أو من المصاحف المطبوعة بمصر أو سوريا ، لأن المصاحف المطبوعة في الجزائر – مع الأسف الشديد لا تذكر المعلومة التي سأشرحها لك - و ليطالعوا المعلومات الخاصة بالجهة التي طبعت المصحف و هي مذكورة في الصفحات الأخيرة ، و التعريف به ، فسيطالعون من بين المعلومات هذه الجملة : '' وأخذت طريقة ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب الطراز على ضبط الخراز للإمام التنسي ''. و الكثير من الجزائريين يجهلون أن الإمام التنسي هذا هو ابن مدينة تنس ( ولاية الشلف)، فمن هو هذا الامام؟ اسمه و نسبه: الإمام، المحدث، الحافظ، المقرئ، الفقيه، الأديب، المؤرخ ، الناظم : أبو عبد الله محمد بن عبد الجليل بن عبد الله التنسي التلمساني ، ولد بمدينة تنس ، ولم أقف على سنة مولده في جميع الكتب التي ترجمت له و هذا امر غريب في حق عالم مشهور كالتنسي ؟ لكنني وجدت الامام السخاوي ذكر في ترجمته رقم 274 قال : '' بلغني في سنة ثلاث وتسعين بأنه حي مقيم بتلمسان جاز الستين '' ولما كان السخاوي قد فرغ من تبييض كتابه في ربيع الآخر من سنة (896هـ) كما هو معروف، يمكنني القول – والله اعلم- انه ولد بين سنوات 832 الى 834 هـ . شيوخه و طلبه للعلم : أول شيوخه هو والده عبد الجليل الذي حفظ على يديه القرآن الكريم و علوم العربية و آدابها ، و الحديث الشريف ، انتقل بعدها الى حاضرة الزيانيين مدينة تلمسان حيث قرأ التفسير و القراءات و الحديث و الفقه عن علماء أجلاء منهم ابن مرزوق الحفيد [الامام الحبر أبي الفضل محمد بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن مرزوق الحفيد (قطف الثمر ج1/ص111)]، والولي أبي إسحاق إبراهيم التازي، وأبي الفضل بن الإمام، وأحمد ابن زاغو، وقاسم بن سعيد العقباني، ممن كانت لهم "مشاركة في العلوم العقلية والنقلية" ( البستان في ذكر أولياء تلمسان لابن مريم ص 248، 249 )، و قد انتقل الى مدينة فاس حيث أخذ عن علمائها ، و سافر ايضا الى المشرق ليستفيد مما يرويه محدثيه و علمائه. تلامذته و سعة علمه : لقد تخرج على يد الامام التنسي تلامذة كثيرين ، كما حضر دروسه التي كان يلقيها لسنين طويلة في مساجد تلمسان خلق لا يعد و لا يحصى يدل على ذلك قول تلميذه العالم أبو عبد الله ابن الامام ابن العباس [شيخ شيوخ وقته في تلمسان، من كتبه (شرح لامية الافعال) لابن مالك، في الصرف، و (شرح جمل الخونجي) في المنطق، و (العروة الوثقى في تنزيه الانبياء عن فرية الالقا) و (فتاوي) توفي سنة 871هـ ] . "لازمت مجلس الفقية العالم الشهير، سيدي التنسي عشرة أعوام، وحضرت إقراءه تفسيرا، وحديثا، وفقها وعربية، وغيرها". و تتلمذ عليه الشيخ العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن سعيد بن سعد الانصاري ،ابن صعد مؤلف "النجم الثاقب فيما لأولياء الله من المناقب"، ومؤلف "روضة النسرين في مناقب الأربعة المتأخرين". و " مفاخر الاسلام " و " في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم" توفي سنة 901 هـ ] و من تلامذته أيضا حفيد الحفيد ابن مرزوق [ محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر من مرزوق العجيسي (766 - 842 هـ = 1364 - 1438 م) : عالم بالفقه والاصول والحديث والادب، له كتب وشروح كثيرة، منها " المفاتيح المرزوقية لحل الاقفال واستخراج خبايا الخزرجية "و " أنواع الذراري في مكررات البخاري " و " نور اليقين في شرح أولياء الله المتقين " و " تفسير سورة الاخلاص " وثلاثة شروح على " البردة " و " المتجر الربيح " في شرح صحيح و غيرها ] و من بين تلاميذته ، المتصوف الشهير أحمد زروق و غيرهم ، أن هذه الاسماء الاعلام تدل على علو كعب هذا الامام و سعة علمه. كما عرف الامام التنسي باهتمامه الكبير بالأدب شعرا ونثرا، وكثير اهتمامه بالتاريخ. وإذا كان معاصروه والمترجمون له، قد انتبهوا لقوة حافظته، ولسعة اطلاعه، ولتبحره في علم الحديث النبوي الشريف، وفي الفقة فإننا نلاحظ أنهم حرصوا كل الحرص، على إظهار ميله إلى التاريخ والأدب، مع أن الاهتمام بالمادتين كما هو معروف، كان قليلا في ذلك العصر الذي تغلبت فيه العلوم الدينية والتصوف على الحياة العلمية، فوصف أحمد الونشريسي صاحب "المعيار المعرب، والجامع المغرب عن فتاوي علماء إفريقية والأندلس والمغرب" الامام التنسي: "بالفقيه، الحافظ، التاريخي، والأديب الشاعر". و قد أورد المقري أبو العباس أحمد في كتابه :" أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض: 1/ 85 " كيف انه كان بنتقد و يعلق على قصائد الشعراء و منهم الشاعر الاديب ابن الخطيب ، قال المقري : (...و كان الفقيه ذو الوزارتين أبو عبد الله بن الخطيب المذكور آنفا كثيرا ما يوجه إليه بالأمداح [السلطان أبو حمو الزياني ] ومن أحسن ما وجه له قصيدة سينية فائقة وذلك عندما أحس بتغير سلطانه عليه فجعلها مقدمة بين يدي نجواه لتمهد له مثواه وتحصل له المستقرة إذا ألجأه إلى الأمر إلى المفر فلم تساعده الأيام كما هو شأنها في أكثر الأعلام وهي هذه: أطلعن في سدف الفروع شموسها ... ضحك الظلام لها وكان عبوسا و عطف قضبا للقدود نواعما ........ بوئن أدواح النعيم غروسا قال الحافظ أبو عبد الله التنسي رحمه الله ورضى عنه : حذا أبن الخطيب في هذه السينية حذو أبي تمام في قصيدته التي أولها: أقشيب ربعهم أراك دريسا ... تقري ضيوفك لوعة ورسيسا و أختلس كثيرا من ألفاظها ومعانيها) انتهى. وقد اشتهر الإمام التنسي أيضا بالإفتاء كباقي كبار العلماء. ومما يثبت اهتمامه بالافتاء، جوابه الطويل في "قضية يهود توات"، وقد بسط هذه النازلة الإمام أحمد بن يحي الونشريسي في موسوعته الفقهية: "المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والأندلس والمغرب". و ملخصها : '' ....وأصل المشكلة هو أن بعض المسلمين من "توات"، تلك الناحية المتواجدة على ضفاف نهر "الساورة" في وسط الصحراء الجزائرية، والتي تضم عددا من الواحات أو القصور كما يسميها سكان الجنوب، قد أنكروا على اليهود القاطنين في المنطقة، سلوكهم، ومخالفتهم للقوانين، وللتراتيب التي حددها لهم الفقهاء المسلمون، على مر العصور. وتفاقمت الأزمة بعد أن شيد أولئك السكان من اليهود، كنيسة جديدة لهم في "تمنطيط". وقد أثار هذا الخبر ثائرة المتشددين، الذين اعتبروا تشييد معبد جديد، مخالفة صريحة للشريعة التي تسمح للذميين بإصلاح معابدهم القديمة فقط، وتحظر عليهم بناء معابد جديدة، غير أن بعض العلماء المحليين، وعلى رأسهم قاضي المدينة، خالفوا أولئك المتشددين وقالوا: إن اليهود ذميون، لهم ما لأهل الذمة من الحقوق المنصوص عليها في كتب الفقه. وقد احتج كل فريق بأحاديث نبوية، وبأقوال السلف من الأئمة والفقهاء. غير أن كلا الفريقين لم يقو على فرض آرائه، وعلى استمالة عامة الناس إليه. وكان في مقدمة الناقمين على اليهود، العالم الكبير محمد بن عبد الكريم المغيلي. وقد اشتهر هذا الفقيه بنشاطه، وبحيويته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي نشر تعاليم الإسلام ببلاد الزنوج، فأصدر فتوى في حق اليهود القاطنين في مدينة توات وفي بعض مدن الشمال الإفريقي، أكد من خلالها أن سيطرة اليهود على عموم نواحي الحياة في تلك الديار، وبخاصة النواحي الاقتصادية، يتنافى مع مبدأ الذلة والصغار التي اشترطها الإسلام مقابل حمايتهم وعيشهم بين ظهراني المسلمين. وعليه فإن هذا التفوق لليهود وإمساكهم بزمام السلطة من خلال سيطرتهم على التجارة، يستوجب - في نظر هذا العالم - محاربتهم وهدم كنائسهم وكسر شوكتهم ليعودوا إلى الذل والصغار. وقد أثارت هذه الفتوى، من قبل الإمام المغيلي، ردود فعل كثيرة في أوساط معاصريه من العلماء بين مؤيد ومعارض. ولما حمي الوطيس بين الفريق المناصر لمحمد بن عبد الكريم المغيلي، والفريق المعارض له، واشتد الخلاف بين المسلمين، راسل كلا الفريقين أكبر علماء العصر في تلمسان، وفي فاس، وفي تونس، [وكانت المدن الثلاث العواصم السياسية، والدينية، والثقافية للأجزاء الثلاثة من المغرب الإسلامي. يستفتيانهم في القضية، وكان كل فريق يأمل تأييد موقفه ضد موقف الفريق الآخر، المتهم بمخالفة تعاليم الشريعة. وقد كان مترجمنا الإمام التنسي في تعداد العلماء الأجلاء الذين قصدهم الفريقان. ومما لا شك فيه، أن تحاكم الفريقين بتوات إلى الحافظ التنسي، لدليل على رفعة مكانته في عيون معاصريه، كما قدمنا. وذكر أحمد الونشريسي في المعيار، مختلف الفتاوى التي تلقاها الفريقان، وقد انقسم أصحاب الأجوبة من الفقهاء إلى مؤيدين للمغيلي، وإلى مخالفين لموقفه. وكان محمد التنسي من جملة من وافق المغيلي الموافقة الحاسمة، وأيد موقفه المناهض لليهود ولأنصارهم. ويقول المؤرخون: إنه فور وصول جواب الإمام التنسي لواحة تمنطيط بتوات ، حمل المغيلي وأنصاره السلاح و الفؤوس و الآلات ، وانقضوا على كنائس اليهود، فهدموها.'' [ لمن أراد الاطلاع على جواب التنسي في هذه النازلة عليه عليه بمراجعتها في كتاب الونشريسي "المعيار المعرب، والجامع المغرب عن فتاوي علماء إفريقية والأندلس والمغرب" تحت العنوان التالي "نازلة يهود توات من قصور صحراء المغرب الأوسط"، وذلك في 16 صفحة من الطبعة التي قام بتحقيقها الباحث المغربي محمد حجي]. ثناء العلماء عليه: لقد احتل الامام التنسي منزلة رفيعة بين العلماء ، تدل على ذلك تلك الألقاب والنعوت التي اطلقها عليه معاصروه و تلامذته و العلماء الذي ترجموا له ، فقد سموه بالحافظ، وأصبحت الكلمة التي تدل على إتقانه لعلوم الحديث النبوي الشريف وحفظه، مقرونة باسمه. فلم يدع في كتب التراجم، إلا باسم الحافظ التنسي أو بالإمام. كما اختص التنسي بالوصف بالأديب، وبالمؤرخ. وقد سماه تلميذه أحمد ابن داوود البلوي الأندلسي "بقية الحفاظ، وقدوة الأدباء"، وذكر عن البلوي المذكور أنه لما خرج من تلمسان سئل عن علمائها فقال:" العلم مع التنسي والصلاح مع السنوسي والرياسة مع ابن زكري"، ووصفه الونشريسي في المعيار المعرب: " بالحافظ ، المحدث ،الفقيه". ووصفه الامام السخاوي – بالعالم ، المصنف - لما ترجم له في الضوء اللامع : " محمد بن عبد الله التنسي - نسبة لتنس من أعمال تلمسان - المغربي المالكي.....مشار إليه بالعلم، وله تصانيف ". وقال ابن مريم في ترجمته :" الفقيه الجليل الحافظ الاديب المطلع كان من اكابر علماء تلمسان الجلة و محققيها " آثاره : ان آثار الامام محمد التنسي تدل على المنزلة المرموقة التي اكتسبها بين معاصريه، في القرن التاسع الهجري -الخامس عشر الميلادي - الذي زخر بالعلماء، وبرز فيه عدد كبير منهم في المغرب الأوسط، وذلك رغم الفت ترك الامام التنسي مؤلفات في علوم متعددة تدل على تبحره و سعة علمه منها : - "الطراز في شرح ضبط الخراز "، و هو من أشهر مؤلفاته ،وقد أصدر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف طبعة لهذا الكتاب دراسة وتحقيق الدكتور / أحمد بن أحمد شرشال – جزائري من مدينة شرشال - . ( في فن الضبط وهو علم يعرف به ما يدل على عوارض الحرف، التي هي الفتح والضم والسكون والكسر والشدّ والمدّ ونحو ذلك، ويرادف الضبط الشكل ). - فهرسته ( و فيها ذكر لشيوخه و مروياته ، و أثباته و قد ذكرها عبد الحي الكتاني في "فهرس الفهارس" ) - "تعليق على مختصر ابن الحاجب "( وهو كتاب في الفقه من تأليف عثمان بن الحاجب الذي يعتبر من أشهر فقهاء المالكية، والعلماء المختصين في دراسة اللغة ). وهو في حكم المفقود. - " راح الأرواح، فيما قاله المولى أبو حمو من الشعر وقيل فيه من الأمداح، وما يوافق ذلك على حسب الاقتراح" (جمع فيه القصائد، التي قالها الملك الأديب أبو حمو موسى الثاني، من أسرة بني عبد الواد الذي تربع على عرش المغرب الأوسط من سنة 760 هـ إلى سنة 791 هـ (1359/1389م). كما يضم الكتاب القصائد التي مدح بها هذا الملك، بعض معاصريه من شعراء تلمسان. وقد اشتهر من بينهم محمد بن يوسف القيسي الثغري، ومحمد بن أبي جمعة لشهير بالتلالسي) و هذا الكتاب في حكم المفقود أيضا ، لكن أحمد المقري نقل منه نقولا و فقرات طويلة في موسوعته الأدبية "نفح الطيب في غصن الاندلس الرطيب " وفي كتابه الثاني "أزهار الرياض". - "نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان، وذكر ملوكهم الأعيان، ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان" ( و هو موسوعة تاريخية و أدبية عن تاريخ بني زيان، وتاريخ المغرب الأوسط و يعتبر المصدر العربي الوحيد، لفترة من تاريخ هذه الدولة، تزيد على سبعين سنة كما و صفه محققه الدكتور محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية الجزائرية والمستشار الثقافي برئاسة الجمهورية حيث قال: " وفيما عدا "نظم الدر" لا يتوفر للمؤرخ، مصدر تاريخي عربي آخر شامل الأخبار، لدراسة تلك الفترة الطويلة نسبيا، من تاريخ دولة بني عبد الواد التي أسسها يغمراسان بن زيان في المغرب الأوسط، على أنقاض دولة الموحدين. وذلك رغم تأخر تلك الحقبة من التاريخ، ورغم قربها من عصرنا"). - الطراز في شرح ضبط الخراز: و الآن أيها الأخوة الأفاضل اسمحوا لي ان أنقل لكم جزءا مختصرا مما جمعته من التعاليق عن الكتاب التحفة: " الطراز في شرح ضبط الخراز " وذلك من الدراسة التي نشرها المحقق الجزائري المهدي البوعبدلي – رحمه الله – تحت عنوان " الاقراء و القراء في الجزائر " و كذلك ما اورده الدكتور عبد الهادي حميتو – حفظه الله – في رسالته للدكتوراه المعنونة : "قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش" 2 / 469 – 472 ): (كتاب الطراز في شرح ضبط الخراز لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الجليل المغراوي التنسي (ت 899 هـ). يعتبر أشهر شروح الضبط للخراز، وأسيرها شرقا وغربا، ولذلك كانت نسخه الخطية متوافرة ، وصفه أبو جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي تلميذ مؤلفه بقوله: "أجاد فيه وأفاد، وأحسن ما شاء وأراد" شرح به منظومة"مورد الضمآن في رسم أحرف القرآن "، وهو أرجوزة في ضبط رسم القرآن الكريم، وما قام بشرحه محمد التنسي هو قسم من أرجوزة طويلة خصص منها صاحبها الخراز 454 بيتا للرسم، والباقي وهو 154 بيتا للضبط، ومنظومة أبي عبد الله الشريشي استهلها بقوله: هذا تمام نظم رسم الخط ........وها أنا اتبعه بالضبط كي ما يكون جامعا مفيداً.....على الذي ألفيته معهوداً وقد شرح الامام التنسي هذا النظم مستهلا اياه بقوله: "الحمد لله الذي لا ينبغي الحمد إلا له، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث بختم الرسالة صلاة وسلاما يخصان ويعمان أصحابه وآله. "وبعد فإني لما رأيت من تكلم على ضبط الأستاذ أبي عبد الله الشريشي الشهير بالخراز، وجدتهم بين مختصر اختصارا مخلا، ومطول تطويلا مملا، فتاقت(في بعض النسخ "فاشتاقت" مع إسقاط حرف الجر "إلى") نفسي إلى أن أضع عليه شرحا متوسطا يكون أنشط لقارئه، وأقرب لفهم طالبه، فشرعت فيه مستعينا بالله تعالى، وسميته ب "الطراز، في شرح ضبط الخراز"، نسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به النفع العميم، إنه رحمان رحيم، قال رحمه الله: ذا تمام نظم رسم الخط....وهاأنا أتبعه بالضب ... ثم أخذ في شرح مفردات البيت إلى أن قال: "والنظم الذي أراد هو ما نظمه أولا، وجعل هذا الضبط موصولا به، فعيب عليه إذ لم يعين فيه ما للمقنع ولا ما للمنصف ولا ما للتنزيل ولا ما للعقيلة، فبدل أكثره حتى يعين ما لكل كتاب منها من الأحكام، وترك الضبط على حاله، لأن أحكامه متفق عليها في الأكثر..." وعلى العموم فإن كتاب الطراز مطابق لاسمه في كونه طرازا عاليا في مباحث فن النقط والضبط، وقد ناقش مؤلفه أهم مسائله المعتبرة وقارن فيها بين مذاهب أئمة الفن ونبه على القوي والضعيف منها وما تقوم عليه من علة، ولهذا كان عمدة المتأخرين في هذا الشأن، كما اعتمدته اللجان والهيئات المشرفة على طبع المصاحف كما نجد التنبيه عليه في كثير من الملاحق التي ذيلت بها مختلف الطبعات في البلدان الإسلامية. وقد كتب على الطراز غير واحد من الأئمة وتعددت الحواشي عليه، فمنها: - حاشية على الطراز لأبي علي الحسن بن يوسف بن مهدي الزياتي (ت 1023 هـ) توجد مخطوطة في بعض الخزائن الرسمية، ومنها أربع نسخ بالخزانة الحسنية بالرباط. والمؤلف من أعلام المدرسة المغربية في المائة العاشرة وما يليها، درس بفاس وقرأ القراءات وغيرها على أبي العباس أحمد بن قاسم القدومي (ت 992 هـ) ونزل جبل "كورت" من بلاد عوف بشمال المغرب، وتوفي هناك. - حاشية على الطراز لأبي العلاء إدريس المنجرة وولده أبي زيد عبد الرحمن أو تعاليق أبي العلاء المنجرة وولده" ذكرها له بعض الباحثين، وقد قام بجمعها تلميذ الثاني منهما: إبراهيم بن محمد المخلوفي. - حاشية على الطراز أيضا لأبي زيد عبد الرحمان المنجرة المذكور، وهي مخطوطة في نسختين بالخزانة الحسنية. - طرر على الطراز لعبد الواحد بن عاشر صاحب فتح المنان المروي بمورد الظمآن. أثنى عليه فيها القادري في نشر المثاني فقال: وله طرر عجيبة على شرح الإمام أبي عبد الله محمد التنسي لذيل مورد الظمآن في الضبط. وفاته : توفي الامام التنسي سنة ( 899 هـ - 1494 م) بمدينة تلمسان ،بعد أن عاش حياة كرسها لنشر العلم و التأليف و التدريس ، فهو بحق مفخرة من مفاخر الجزائر و العالم الاسلامي، فرحمة الله عليه رحمة واسعة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 26 : 04 AM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ابراهيم بن محمد الساسي العوامر نسبه و مولده : هو إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر الملقب بالعوامر ، من مواليد وادي سوف سنة 1881م ، و هي السنة التي احتلت فيها تونس ، و كانت الجزائر يومئذ تحت حكم الحاكم لويس تيرمان Louis Termain الذي زار وادي سوف ، و كانت رئاسة المكتب العربي في المدينة للضابط كوفييه . و اما نسبه فقد ذكره هو بنفسه في كتابه '' الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' في القسم الثاني الخاص بأنساب وادي سوف الذي قسمهم الى قبائل و فصائل و عمائر و بطون و أفخاذ . و من بين تلك القبائل قبيلة الشبابطة العربية التي قسمها الى اثني عشرة عميرة ، و تسمى الثانية منها أولاد بوجديد و تنقسم الى ست فصائل، اثنتان اصليتان ، و اربع ملحقات ، و تعرف الرابعة منها بالعوامر و هي التي ينتمي اليها صاحب الترجمة ، و العوامر حسب رأيه هم أصحاب سيدي عامر بن صالح بن محمد بن أحمد ....بن إدريس الأكبر مؤسس الدولة الادريسية ، و ينحصر نسل بني عامر الواديين في احد أبنائه و هو محمد بن عامر الذي قدم من ناحية سوسة التونسية و تناسلت منه ذرية كثيرة مات بعضها من غير عقب ، و البعض عقب و هم أولاد عامر و إبراهيم و احمد و علي ، و الثاني هو جد إبراهيم العوامر ، و قد أنظمت فصيلة العوامر إلى أولاد بوجديد بالمصاهرة. لقد نشأ العوامر في مدينة وادي سوف حيث قرا و درس على شيوخها و منهم عبد الرحمن العمودي و محمد العربي بن موسى ، و في شبابه كان الفرنسيون قد سمحوا بالدروس المسجدية ، ثم رحل الى تونس و دخل الى الزيتونة لاستكمال دراسته ، و هناك درس على الشيخين المتنورين وكلاهما كان من شيوخ ابن باديس أيضا ، يتعلق الأمر بالشيخ محمد النخلي و محمد الخضر حسين ، و كان الأول نقادا خبيرا، و أستاذا كبيرا ، ميالا لتحقيق المباحث ، نابغة و شعلة في الذكاء و المحاضرة ، ذا همة عصامية و نفس أبية ، تصدر للتدريس و تخرج عليه الكثير من الفحول و قضى جل عمره قراءة و اقراءا و ختم الكتب العالية في فنون شتى فشاع ذكره و ارتفع قدره ، توفي سنة 1342 هـ. بعد أن أتم العوامر دراسته بتونس خرج إلى دنيا العمل حيث توظف في القضاء بمحكمة الوادي التي كان يشرف عليها المكتب العربي العسكري ، و قد طال عهده في القضاء ، و لم يمارسه في سوف فقط ، بل عين في أولاد جلال أيضا و في توقرت أيضا، و كان عمله في المحكمة نضالا و جهادا ، اذ البس المحكمة لباسها الحقيقي ، فنظم الأحكام و طبقها حسب الفقه الاسلامي المالكي كما يقول أحد تلامذته ، و في حادثة الأرامل اللواتي قتل أزواجهن و أغير على ابلهن في حدود صحراء طرابلس ( ليبيا )، و تآمر الحكام الفرنسيين على الاستئثار بجزء كبير من الدية المالية التي أرسلتها الحكومة الايطالية لهؤلاء الأرامل ، وقف الشيخ القاضي في وجه المتآمرين و كشف ألاعيبهم ، بكل صرامة ، حيث أعاد لهن حقوقهن مما يدل على نصرته للحق و العدالة و دفاعه عن مصالح الضعفاء و عدم مبالاته بالحكام الفرنسيين عندما تمس المصالح الدينية للأمة. و لم تشغل وظيفة القضاء و مشاكلها و تبعاتها الشيخ العوامر عن التدريس متطوعا في مساجد الوادي حيث كان يدرس العلوم الدينية و اللغوية ، و كان يلقي درسا صباحيا لطلبة العلم ، و بعد صلاة المغرب يلقي درسا في مختصر خليل يحضره الطلبة و غيرهم ثلاث ليالي في الاسبوع ، و يلقي أيضا درسا في التفسير ، و لم تتعطل الدروس سوى ليلة الجمعة و صباحها حسب احد تلامذته و هو حمزة بوكوشة ، وقد قرأ عليه مقدمة ابن آجروم في النحو ، و مختصر خليل في الفقه المالكي ، و كان يذكر بعد قراءة المتن أقوال الشيوخ و يقارن بينها و يوجهها ثم يرجح بينها و ينقد بعضها ، و قد يخالف صاحب المتن أحيانا ، و يخرج عن المذهب المالكي إلى غيره ، و كان سهل العبارة في درسه ، و يفهمه الجميع على مختلف مستوياتهم و درجاتهم ، كثير الاطلاع ، جماعة للكتب مغرما بها. و مثل الكثير من علماء عصره ، ارتبط العوامر بالطرق الصوفية التي كانت متنفذة في وادي سوف و اهتم بها و انظم إليها و هي التيجانية القادرية الرحمانية ، و كانت التيجانية هي طريقة والده محمد الساسي ، و القادرية هي طريقة والدته. آثاره : و الى جانب العمل في سلك القضاء والتدريس و الفتوى و الاهتمام بالطرق الصوفية و خدمتها ، شارك العوامر في النشاط الثقافي بتأليفه في العروض و المواريث و التاريخ و التصوف ، و فيما يلي قائمة الكتب و الرسائل التي وضعها : 1 – '' الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' و هو من كتب التاريخ المحلي الخاصة بالجنوب الجزائري ، و قد ألفه سنة 1331 هـ / 1931 م ، بطلب من أحد الفرنسيين الذي لم يذكر اسمه و عبر عنه بولاة الامور ، و ينقسم الكتاب الذي هو عبارة عن مسائل و حوادث متفرقة و ليس تاريخا مترابطا الى قسمين متميزين ، الاول في المسائل النبذ التاريخية ، و الثاني في الأنساب و هو اقل حجما ، و من موضوعات القسم الاول مسائل عامة في الجغرافية و صفة المنطقة و نباتها و عمرانها ، و الشعوب القديمة السابقة للفتح الإسلامي ثم الفتح نفسه ، و الهجرة الهلالية خصوصا قبيلة طرود و عدوان و ما جرى في عهدهم من وقائع ، و كذلك مسائل و احداث جرت في القرن التاسع عشر بما فيه العلاقات مع الفرنسيين. أما قسم الأنساب فان كل قبائل سوف عربية حسب العوامر ، و قد ذكر القبائل بالتفصيل في مناطق الوادي و هي كوينين و قمار و تاغزوت و الدبيلة و سيدي عون و الزقم و البهيمة و غيرها ، و من مصادره ابن خلدون و ابن أبي دينار ، و الزركشي و العدواني ، و مخدرة الشيخ العروسي ، كما اعتمد على الرواية الشفوية و أقوال العلماء ، قام بنشر الكتاب ابنه الجيلالي و طبع بالدار التونسية للنشر سنة 1977م . 2 – البحر الطافح في بعض فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح ، و هي رسالة ألفها العوامر في هذا الشيخ إعجابا به و بطريقته الرحمانية في وادي سوف ، و كذلك وفاءا لوصية جده الذي أوصاهم بخدمة أولاد شيخه حسبما ورد في الرسالة. 3 – منظومة العوامر في العقائد ، و هي رجز قصير نظمه سنة 1322 هـ 4 – مواهب الكافي على التبر الصافي '' و هو شرح للكتاب الذي وضعه الشيخ المولود بن الموهوب مفتى قسنطينة بعنوان : '' التبر الصافي في نظم الكتاب المسمى بالكافي في الشعر و القوافي '' ، أي ان ابن الموهوب قد نظم كتاب الكافي في العروض و القوافي ، و قد طبع شرح العوامر هذا بتونس سنة 1323هـ . و يبدو من خلال الوثائق و تلامذة ابن العوامر انه قد ربط علاقة وطيدة بالشيخ ابن الموهوب ، و مال اليه و أعجب بأفكاره فتخلى عن الكثير من معتقداته الصوفية ، و قام بالإضافة إلى النظم المذكور بتشطير القصيدة المعروفة لابن الموهوب المعروفة بالمنصفة و سماه '' مطالع السعود في تشطير أدبية الشيخ المولود '' و نشر التشطير في جريدة الفاروق العدد 56 السنة الثالثة 1914 م ، و هذه القصيدة في ذم البدع و الطرق الصوفية التي تدعو الى الشعوذة و التخاذل ، و هي صيحة إصلاح اجتماعي و أخلاقي في ذلك العصر ، و قد قام بشرحها أيضا شيخ ابن الموهوب الشيخ عبد القادر المجاوي و سمي شرحه : '' اللمع في نظم البدع ''. 5 – المسائل العامرية على مختصر الرحبية '' و الرحبية نسبة الى محمد بن علي الرحبي و هو عالم فقيه ، و هي من المتون الأساسية التي كان يحفظها التلاميذ في علم الفرائض ، و قد شرحها العوامر و تناول فيها آيات الميراث ، و عدد أسباب الميراث ، و باب الوارثين من الذكور و الوارثات من الإناث و غير ذلك ، و الكتاب مطبوع بتونس سنة 1325 هـ و عليه تقريظ لأحد تلامذة اسمه الهاشمي بن الحاج أحمد. 6 – '' النفحات الربانية على القصيدة المدنية '' 7 – '' النونية على الآجرومية '' و هو نظم وضعه على الآجرومية في النحو. وفاته: و على العموم فقد اثرى العوامر المكتبة الإسلامية و العربية بمؤلفات علمية لها قيمتها منها ما طيع و منها ما يزال مخطوطا ، و قد اصيب في اواخر حياته بمرض اعقده في الفراش حتى وفاته سنة 1934 م بمدينة تقرت .( ص 22 حتى 28 ) المصادر: - أعلام الجزائر منشورات وزارة المجاهدين 2007 م. .(ص 22 - 28 ) - ابراهيم العوامر '' الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' تونس ، الدار التونسية للنشر ، 1977. - تعريف الخلف برجال السلف ، الحفناوي ج2. جريدة صدى الصحراء العدد 13 و 29 ، مارس 1926 م . - ابو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائري الثقافي ج4. - اعلام الجزائر ,عادل نويهض ، بيروت . ط 1980م. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 03 / 2008, 27 : 04 AM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018