10 / 01 / 2010, 40 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد المقدمة الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبيه الأمين ، ورضي الله عن آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين ، أما بعد : فقد حظيت القراءات القرآنية باهتمام المسلمين منذ نهضتهم الأولى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام إلى يومنا هذا ، فلقد تجرد عدد كبير من علماء المسلمين لخدمة هذا الكتاب ، وافنوا أعمارهم بتتبع كل صغيرة وكبيرة حول هذا العلم ، وسطروا كل ما جادت به عقولهم وأفكارهم في مؤلفات أصبحت مفخرة المسلمين ومضان الدارسين من بعدهم في الدرس والتأليف . والمتأمل في الدرس اللغوي العربي يجد أن الدرس العربي قد تأثر تأثراً واضحاً بهذه المؤلفات ، إذ لا يكاد يخلو كتابٌ في أصوات العربية وصرفها ونحوها من جملة كبيرة من القراءات وما يتصل بها من مسائل مثلت القواعد والضوابط التي أصلت ورفدت مفردات هذه العلوم التي سطرها علماء المسلمين. وكان من بين المهتمين بتأريخ القرآن والقراءات طائفة كبيرة من المستشرقين ، درسوا تأريخ القرآن والقراءات ، وكتبوا في ذلك كتباً وأبحاثاً كثيرة ، كان بعضها يتسم بالجدية والنظرة العلمية ، وكثير منها لا يخلو من الطعن والتشكيك في القرآن وقراءاته ، وكانت مسألة الاختلاف في القراءات القرآنية من المسائل التي اتخذها عدد من المستشرقين مسوغاً للطعن في القرآن الكريم ، وراحوا يصفون القرآن وقراءاته بالتناقض والاضطراب وعدم الثبات ، وحاولوا تشكيك المسلمين في ذلك ، وكان وراء ذلك كله نفي النبوة والوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنكار أن يكون القرآن بقراءاته من الله سبحانه وتعالى . من أجل هذا كله حاولت أن أبين حقيقة هذا الاختلاف ، وموقف علماء المسلمين منه ، ومفهومهم له ، ومقاصد الاختلاف في القراءات القرآنية ، وكيف ساهم الاختلاف في القراءات القرآنية في تعدد المعاني واتساعها . فجاء هذا البحث ليلقي الضوء على جزء من هذا الموضوع ، ويكشف عن شيءٍ من أسرارهِ وذلك من خلال مباحثه الثلاثة :- المبحث الأول : نشأة القراءات القرآنية والمراحل التي مرت بها . المبحث الثاني : مفهوم الاختلاف في القراءات القرآنية عند العلماء . المبحث الثالث : القراءات والمعنى . إنَّ هذا البحث هو إسهامه متواضعة لخدمة القرآن الكريم ولغته ، من خلال بيان مفهوم الاختلاف في القراءات القرآنية ومقاصد هذا الاختلاف ، والله اسأل أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه ، والله من وراء القصد . المبحث الأول نشأة القراءات القرآنية والمراحل التي مرت بها الحديث عن القراءات القرآنية يرتبط بالمراحل الأولى التي تلقى فيها النبي صلى الله عليه وسلم آيات التنزيل ، ومن ثم تبليغها للصحابة صلى الله عليه وسلم ، وكيف تلقى الصحابة الكرام آيات هذا الكتاب وجهودهم في نشر معاني هذه الآيات ومراد الله منها مع العناية بالحفاظ على نقلها للناس كافة كما تلقوها من فم النبي صلى الله عليه وسلم . وبهذه المعاني وهذا اللسان سار عدد كبير من الصحابة ومَن بعدهم من التابعين يعلمون الناس قراءة القرآن وأحكامه ، هذا المشهد يصوره لنا عطاء بن السائب فيما حدث به حماد بن زيد وغيره إنَّ أبا عبد الرحمن السلمي قال : إنا أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يتجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا مافيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به . (1) ومن هذا يترتب الحديث بشكل موجز عن مراحل نقل القرآن وجمعه قبل الحديث عن القراءات والمراحل التي مرت بها ، لان علم القراءات القرآنية ثمرة من تلكم البذور المباركة . لقد جاءت الآيات كثيرة تبين كيف كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يتلقى هذا القرآن وحاله مع هذا التلقي ، وتؤكد أمر تكفل الله المطلق بحفظ هذا القرآن وجمعه وبيانه للناس ، ومن هذه الآيات التي تشير إلى هذه المعاني والتي سنقف عندها بالدرس والتحليل ، قوله تعالى :صلى الله عليه وسلملَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ صلى الله عليه وسلم[ القيامة : 16-19 ] . فقد روي في الأثر تفسيراً لهذه الآيات في الصحيحين وغيرهما ، ولفظ الحديث للبخاري في صحيحه ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما ، وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما ، فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى:{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* قال جمعه لك في صدرك وتقرأه * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } قال فاستمع له وأنصت{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه . (2) يقول ابن حجر ( ت852 هـ ) : (( وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه شيء ، قاله الحسن وغيره ، ووقع في رواية للترمذي (يحرك به لسانه يريد أن يحفظ ) ، وللنسائي ( يعجل بقراءته ليحفظه ) ولابن أبي حاتم ( يتلقى أوله ، ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره ) ، وفي رواية الطبري عن الشعبي ( عجل يتكلم به من حبه إياه ) وكلا الأمرين مراد ، ولا تنافي بين محبته إياه والشدة التي تلحقه في ذلك ، فأمر بأن ينصت حتى يقضى إليه وحيه ، ووعد بأنه آمن من تفلته منه بالنسيان أو غيره ، ونحوه قوله تعالى :{وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ }[طه : 114 ] أي بالقراءة .)) (3) فهذه الآيات والأحاديث تؤكد أمراً هاماً ، وهو أن ليس للرسول صلى الله عليه وسلم من أمر هذا القرآن إلاَّ تبليغه للناس كما سمعه ، دون أي تغيير ، وهذا ما أشار إليه الحديث بدقة بقوله : ( فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه جبريل ) فقد تكفل الله عز وجل بحفظ آيات هذا الكتاب وجمعه وبيانه للناس ، إذاً ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ اتباع الوحي في تبليغ آيات التنزيل دون أي زيادة أو نقصان أو تغيير ، ثم تأتي مرحلة تلقي الصحابة لهذه الآيات بعدما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربه ، وقرأ القرآن الكريم على أصحابه ، فحفظه منهم من حفظ، وكتبه منهم من كتب ، قال أبو شامة ( ت 665هـ) : (( وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة ، أقلهم بالغون حد التواتر .)) (4) وكان من أشهر حُفَّاظ القرآن ومعلميه من الصحابة جماعة منهم بعد الخلفاء الراشدين : معاذ بن جبل وزيد بن ثابت ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأُبيّ بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وأبو الدرداء ، وغيرهم . (5) يقول ابن الجزري ( ت 833هـ ) : (( ولما خص الله تعالى بحفظه من شاء من أهله أقام له أئمة ثقات تجردوا لتصحيحه وبذلوا أنفسهم في إتقانه وتلقوه من النبي حرفاً حرفاً لم يهملوا منه حركة ولا سكوناً ولا إثباتاً ولا حذفاً ، ولا دخل عليهم في شيء منه شك ولا وهم وكان منهم من حفظه كله ومنهم من حفظ أكثره ومنهم من حفظ بعضه كل ذلك في زمن النبي .)) (6) وما أنتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى إلاَّ والقرآن مجموعاً ومكتوباً عند جمع من الصحابة، ولكن لم يجمع في مصحف منظم في حياته ، وذلك لأنَّ القرآن كان ينزل مفرقاً ، ثم جمع في عهد الصديق بين لوحين عقب معركة اليمامة حين استحر القتل بالمسلمين ، ولاسيما حملة القرآن ، وتفاصيل هذه المرحلة من جمع القرآن معروفة مشهورة في كتب الحديث والتأريخ وعلوم القرآن .(7).
hghojght td hgrvhxhj hgrvNkdm ,Hevi td hjshu hgluhkd >
|
| |