الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1873 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
13 / 12 / 2009, 06 : 06 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام سويسرا ... صحوة النصارى ...لحرب المآذن أم لحرب الإسلام الحمد لله القائل : " وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" , والصلاة والسلام على من بعثه بالهدى والدين فكان للبشرية رحمة وهداية , حتى قال ربه له " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ". أثار استغراب الناس تصويت شعب سويسرا في عام 1430 الموافق نهاية عام 2009 ميلادي بمنع المسلمين في بلاد سويسرا من بناء المآذن في مساجدهم , مع انه يبلغ تعداد المسلمين في سويسرا أكثر من ثلاثمائة ألف من أصل ثمانية ملايين من السكان , وليس في سويسرا أصلاً إلا أربعة مآذن فقط !!. كانت نتيجة التصويت الذي طالب به الشعب قوية , فقد عارض ( 57 % ) من السكان بناء المآذن , وهذا مبني على خلفية مسبقة عندهم عن الإسلام وأهله , ورغم أن الحكومة عارضت التصويت وكثير من السياسيين لمعرفتهم بابعادها الإقتصادية والثقافية على سويسرا , لكن الشعب قال كلمته وأبدى رأيه بكل وضوح . وقد قابل العالم الإسلامي هذا التصويت بكثير من الاستهجان والتنقيص والاستغراب , خاصة مع ما يشاهدونه من نداءات ومؤتمرات من الغرب لتقبل الآخر , ونداءات محمومة من هيئة الأمم في العالم لنبذ التعصب الديني , ولم يتحدث الإعلام الغربي كعادته بحقد وغيض عن الشعب السويسري ونصرانيته المتعصبة , وأعتبر الإعلام الغربي الأمر لالتصويت شأناً داخلياً لاعلاقة له بالدين , وأنه تصويت نزيه وحرّ . وقد صدق الله تعالى في وصف أعدائه : " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر ". والحق الذي لا مرية فيه , أنّ هذا التصويت لو صدر من دولة إسلامية أو عربية بمنع بناء الكنائس , أو التحكم في شأنها وطريقة بنائها , لقامت قيامة الإعلام النصراني واليهودي في العالم , ولحركوا جمعيات الحقوق المدنية والدينية , ولهددت بعض دول النصارى بقطع العلاقات , أو تخفيف التبادل الدبلوماسي . وليس حديثنا عما حصل يعتبر تدخلاً في شأن داخلي في أراضي الغير , ولكنه واجب شرعي , لأن وجود الأقليات هناك لم يكن أمراً عارضاً , فهناك الألوف المؤلفة من المسلمين من السويسريين الأصلين , وفيهم عشرات الألوف ممن اكتسبوا جنسيتها من عهد آبائهم وهم من يسمون بالجيل الثاني أو الثالث , وفيهم من أقام عشرات السنين , وقد ساهموا في عمارة البلد الذي يتشدق أهله باحترام الحريات الدينية , ثم إن السكوت عن هذا سيجر الدول الأخرى للعمل على خطوات مشابهة لهذا , ولعل أوروبا ستشهد عصراً جديداً من التضييق والحرب على الإسلام . والمسلمون لا يعتبرون المآذن قضيتهم الرئيسية , ولا يتكلمون عن حكم المآذن في المساجد , فهي في تاريخ الإسلام ليست إلا رمزاً للمسجد , وقد جاء ظهورها متأخراً , وأما في عصر الإسلام الأول وهو عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان بلال رضي الله عنه يصعد لسطح المسجد ويؤذن بدون أن يكون هناك مئذنة , وبقي الأمر على ذلك حتى أنقضى عصر الخلفاء الراشدين وانعقد الاتفاق على أنها لم تظهر إلا بعد عصرهم , ولم تبن المآذن إلا بعد الخمسين من الهجرة , وقيل قبل ذلك , والخلاف في تحديد وقت ظهورها مبسوط في كتب أهل العلم . ونحن نرى أقليات النصارى تعيش في بلاد العرب منذ أن أشرق نور الإسلام على أراضي قومها , وهي تزداد قوة ومنعة في ظل حكومات المسلمين على مر العصور والقرون . ولعمر الحق لو أنه تخلى المسلمون عن بعض أتباع الكنائس النصرانية التي تعيش في أراضيهم وتحت حمايتهم ( أثناء الفتوح الأولى أو في القرون الوسطى ) , لهجم عليها خصومهم من أتباع الكنائس المخالفين , ولأبادوا منهم الأخضر واليابس , ومع ذلك حمى المسلمون النصارى مما يحمون أهليهم وأبنائهم منه , ووفروا لهم الرعاية والاهتمام , ولكن بعض المؤرخين يصر على المكابرة والمغالطة ولسنا في مقام تعداد فضائل المسلمين عليهم , والعقلاء من المؤرخين والباحثين يعلمون الخلاف المستعر والمشتط بين الكنائس الغربية والشرقية , وكيف حافظ الشرقيون على كتبهم وتراثهم ومؤلفاتهم وتواريخهم وصوامعهم في كنف حكومات الإسلام العادلة . ******************** الشعارات النصرانية وسويسرا ولما كانت الكنائس الغربية تئن من الحروب الدينية , والصراع المميت بين الكنائس أصبح هو المادة الدسمة للتاريخ الأوربي , أحببت أن أقدم كلمة يسيرة يتضح منها أن سويسرا ليست كما يتصورها البعض منا بفعل الإعلام العربي البعيد عن مثل هذه القضايا . تعد سويسرا معقلاً مهماً من معاقل النصرانية اليوم , وليست كما يعتقد بعض الشباب والعامة أنها مجرد جبال مكسوة بالخضرة والثلج , ومزارع منتشرة , ويسكنها أناس بسطاء ومساكين لا همّ لهم من الحياة إلا المحبة والتسامح . ليست تلك حقيقة سويسرا فتاريخها الدموي والقاسي في التعامل مع المخالفين لديانتها جعل تاريخها من أكثر تواريخ الكنيسة دموية وقسوة , ويمثل التاريخ السويسري إحراجاً للكنائس الكاثوليكية و البروتستانتية على السواء , وإذا كان يوجد فيها قلة من الأخيار ففيها كثير من ألمتعصبين للكنيسة بنوعيها الكاثوليكي والبروتستانتي . ولعلي لا أطيل على القاري النبيل لأن الخروج للتاريخ بتفاصيله يحتاج لمجلدات لسرد الوقائع والأحداث المأساوية , ولكني أتنقل بين بعض الحقائق التي تعين على معرفة الخلفيات الدينية للبلد . أولاً : مما يعلمه الناس جميعاً أن سويسرا تتمسك بديانتها النصرانية , وتفخر بأنها تحمل الصليب شعاراً لها في علم الدولة , وهي بذلك تشابه أكثر من خمسة عشر دولة من دول العالم أغلبها من أوروبا , تفخر بكون شعارها صليباً يرمز لعقيدتهم المحرفة ( وللفائدة , فليس كل النصارى اليوم يؤمنون بالصليب , بل هناك ملايين من النصارى اليوم ينكرون الصليب بشكله الحالي ولهم أقول مختلفة في طريقة صلب المسيح , ويعدونه عبادة وثنية , ويأمرون بطمسه وطمس الصور والتماثيل من الكنائس , ولهم كنائس وتجمعات وأحزاب كبرى تعد بعشرات الملايين اليوم العالم النصراني نفسه ) , ولك أن تتخيل الملايين منهم ومن غيرهم مثل الدنمرك والسويد وهم يحيون شعار الصليب وبعد ذلك يريدوننا نتخلى عن رموزنا الدينية لأنها تربي على التميز و تدعوا لعدم الاندماج الكامل . ثانياً : ولعراقة سويسرا في النصرانية فإن حراسة بابا الفاتيكان لا تكون إلا من الحرس السويسري , وهذا من المسلمات في حياة الكنائس الكاثوليكية اليوم , ويعتبر من الطقوس المهمة التي تراعى وتدرس في الجامعات والمدارس , فالحرس السويسري هو المكلف منذ خمس مئة سنة بحراسة البابا في روما , , وكل من يبحث عن كلمة ( الحرس السويسري ) في المعاجم أو القواميس أو محركات البحث فإن المدلول لهذه الكلمة هم حراس الفاتيكان . ويتميز هذا الحرس بلباسه الشهير ذي الألوان المميزة , وإلى اليوم لابد أن يكون حراس البابا الشخصيين وحراس الفاتيكان عموماً وحراس ممتلكات كنيسة القديس بطرس من السويسريين الأصليين القادمين عبر جبال الألب إلى روما , والعجيب أنه لا يحرس الفاتيكان الحرس الإيطالي كما هو المفترض لأنه يسكن في روما وليس في سويسرا , والسبب أن الفاتيكان كان وربما لا يزال لا يثق في ولاء الجنود الإيطاليين للنصرانية والبابا , ولازال شعب سويسرا بكافة أطيافه يعتز بذلك ويعدونه شرف لهم أن يحموا الكرسي الرسولي كما يزعمون , وأكثر الأسر الكاثوليكية تفخر بأن أحد أبنائها أو أحد أجداها كان ضمن هؤلاء الحراس . ******************** البروتستانت وخداع الكلمات ثالثاً : تقول العرب : " ليس كل ما يلمع ذهباً " , وسبب إيراد هذا المثل هو أن بعض المسلمين عندما يسمع عن الكنائس الإصلاحية يظنها أكثر تسامحاً وانفتاحاً مع الآخر , فكلمة الإصلاح لها رنين في الأذن ووقع في القلب , حتى أن المرء لينخدع باسمها , وظن البعيد عنهم أنهم أفضل وأرحم من النصارى الذين قادوا الحروب الصليبية ومع تعصب الكنيستين , وكرههم جميعاً للإسلام ورسوله العظيم , إلا أن كنيسة روما حاولت أن تعترف بالحوار والتقارب مع الإسلام في بداية الستينات الميلادية , وهو مالم يفعله البروتستانت من خلال الكنائس الرسمية . ومع أن البروتستانت تعني في أصلها كلمة ( المحتجون ) إلا أنههم جعلوها بمعنى الإصلاح ..وكثير من الناس تعود على أن حركة ( مارتن لوثر ) الألماني إصلاحية أفضل من الكاثوليك , وحاولت أن تتجنب مساوئ الكنيسة التي نعرف , وجعلت من النصرانية نموذجاً منفتحاً أو متسامحاً على الأقل . وهذا القول ينقصه كثير من الدقة والتحرير , بل إننا يكمن أن نقول إن أكثر النصارى تعصباً اليوم وتمسكاً بحذافير الدين النصراني المحرف همّ أتباع البروتستانت . والسبب في ذلك , هو أن البروتستانت عندما ظهروا في القرن السادس عشر الميلادي كانوا يحاربون تقديس الفاتيكان لباباواته وسرقة أموال الناس, ويحاربون فساد الباباوات والأساقفة الكبار الذين يبيعون صكوك الغفران , وينادون بالعودة للتمسك بحذافير الكتاب المقدس , وعدم اختراع عبادة أو طقس لم يرد في الكتاب المقدس , وكانوا يرون ضرورة حرمان تبديع كل من يخالف الكتاب المقدس وعدم محاباته مها كان منصبه أو مكانته , و ينادون بضرورة الإيمان ببشارات الكتاب المقدس , ويسعون لإعادة علاقة الناس بربهم المخلص كما يزعمون . ولذلك لا يعجب المرء عندما يرى دولة وحشية ودموية مثل أمريكا تعتبر دينها الرسمي هو المذهب البروتستانتي , ولن يؤثر فيهم صراخ المسلمين وهم يذكرونهم بعبارات عيسى المشهورة في الإنجيل : " أحبوا أعدائكم , باركوا لاعنيكم, أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " وذلك بسبب أنهم يعتقدون التكفير والحرمان من شركة الإيمان لمن يخالفهم من النصارى ولو كان يؤمن ويتفق معهم في كثير من الأصول , فكيف بديانة مثل الإسلام لا يؤمنون بها أصلاً ولا يعترفون بأن لأصحابها فضلاً عليهم ولا على تاريخهم . وأكثر الفرق المتدينة المتعصبة لدرجة الجنون اليوم في العالم من النصرانية هم طائفة من البروتستانت يتبعون الأنابابست وهم طائفة الأميش ( Amish ) , ومن رأى صورهم في الإنترنت أو المجلات يظن أنهم أبطال أحد الأفلام من القرون الغابرة , فهم يحرمون الكهرباء والسيارات وركوب الطائرات , ولازالوا يتنقلون بالعربات والأحصنة إلى اليوم , ويحرمون التعليم النظامي والضرائب والتأمين , ويحرمون الصور بأنواعها وخاصة ألعاب الأطفال والبنات , ويمنعون التدخين والمسكرات ويلزمون نسائهم بالحجاب والحشمة , وغير ذلك مما يعجب المرء عن سكوت الإعلام الغربي عليهم وهجومه فقط على المسلمين وحدهم , وتعدادهم بمئات الألوف وأغلب تواجدهم اليوم في أمريكا بولاية بنسلفينيا وقد هربوا إليه بعد أن لاقوا العذاب في وطنهم الأصلي ألمانيا , ولهم تواجد قليل في ألمانيا وأوروبا . هؤلاء ( الأميش ) لم يجبروا على الاندماج في المجتمع والذوبان فيه , ولم تفرض السلطات عليهم بطشها , ولم يسلط الإعلام عليهم سفهائه ورغم ذلك تم إعفائهم من الضرائب وهي من الكبائر في دول العالم التي توجب الحرب والسجن على المتهرب منها , وكل ذلك بزعم ترك حرية التدين لهم لأنهم من النصارى فقط !! . يعتبر منبع فكرة البروتستانت من دولتين كما يعلم العارفون بتاريخ الكنيسة , الظهور الأول كان في ألمانيا على يد ( مارتن لوثر ) , والثاني كان في عصره تماماً وهو في سويسرا على يد ( زونجلي ) ومن ثم ظهر بعد في سويسرا مرة أخرى المصلح الأكثر شهرة اليوم على مستوى العالم ( جون كالفن ). يكتسب ( زونجلي ) أهمية خاصة في التاريخ البروتستانتي , لأنه أباح الزواج للكهنة والرهبان , ويشاركه أيضاً لوثر في ذلك , وأيضاً قام بعدد كبير من الإصلاحات داخل الكنيسة , ولكنه في آخر حياته حرر الكنيسة السويسرية من ظلم الفاتيكان وإقطاعهم , وقد ألزم على الناس في حياتهم أموراً تتساهل فيها كنيسة الفاتيكان , فمنها أنه ألزم النساء باللباس المحتشم , وحرم الموسيقى والملاهي في البلد , وأمر بكسر الأصنام والتماثيل في المدن والقرى السويسرية لأنها من بقايا الوثنية , وكان يقول للناس إنكم تقدسون الصورة وتعبدونها ولا تقدسون يسوع , وبسرعة بدأت الكنائس التي تتبعه في إخراج الصور وتحطيم الصور والإيقونات , وكان متحمساً جداً لفكرته , واتبعه ألاف الناس وعدد من الكاونتنات ( أي المقاطعات السويسرية ) , وكان في بداية أمرة يتوافق مع لوثر , ولكنهم اختلفوا في قضية العشاء المقدس وحقيقته , في أمور تفصيلية كثيرة أدت للقطيعة والهجران بينهما مع أن زونجلي أقرب للعقل منه للوثر . ثم تحالفت عليه القوى الكاثوليكية , وبدا في اتخاذ الجيوش , و دخل معركة حامية مع جيوش الفاتيكان في سويسرا , فسقط صريعاً عام (1531) في معركة تعرف باسم معركة ( كابل ) وهي مدينة في سويسرا. ولما توفي قال مارتن لوثر الألماني عن زونجلي " إن موت زونجلي هو العقاب المستحق على كبريائه التي لا تقاس " , وهذا من لوثر إجحاف وتمادي وهو يبين مدى تسامح البروتستانت مع بعضهم البعض , وقد بقيت أراء وحياة وتقشف زونجلي إلى اليوم تضخ في الشباب النصراني السويسري الحماس , مع قصص الشهداء المعاصرين له , أو الذين يعتبرون من طلائع الحركة الإصلاحية العامة . يقول المؤرخ البروتستانتي الشهير ( أندري ملر ) في مختصر تاريخ الكنيسة وهو يتحدث في فصل طويل جداً عن استشهاد روتمان وآل رث في عهد ( زونجلي ) وغيرهم من السويسريين ممن أثر على حركة السويسريين الطويلة : " ألان يمكن القول أن حركة الإصلاح في سويسرا قد تعمدت بالدم " ص539. وإذا تركنا زونجلي قليلاً , فلابد أن نذكر الشخصية الشهيرة التي تعتبر هي من أركان البروتستانت اليوم في العالم ويتبعها أكثر من خمسة عشر مليون شخص , وقد دخلت سويسرا وعاشت بقية عمرها هناك , وغيرت في مفاهيم النصرانية إلى اليوم , وهو ( جون كالفن ) ( 1509-1564) . ويتميز كالفن بوحشية فضيعة ( وسيأتي ذكر بعضها) , ورغم أن أتباعه يحاولون أن يظهروه بمظهر المتسامح اللين مع أنهم يثبتون القصص والمذابح التي فعلها , ويبررون له ذلك بحجة أنه لم يكن لديه خيار آخر كما يزعمون في ذلك العصر !!. كالفن ولد في فرنسا , ولكن عرفت دعوته وبدأ نشاطه من سويسرا , وكانت أرض وأهل سويسرا بالنسبة له أفضل من أي مكان آخر , وعاش أغلب عمره في سويسرا حتى مات هناك , ولذلك أقترن تاريخه بتاريخ سويسرا وأثرّ على الفكر الإنساني والفلاسفة الذين جاءوا من بعده . أراد كالفن بعد مقتل زونجلي أن يرتب الكنيسة ويصلح النظام الكنسي , وفعلاً بدأ بتأليف الكتب , وبدأ بنشر أتباعه , وأخذ يخالف الكرسي البابوي وينتقد تصرفاته , مما جعل كثيراً من السويسريين ينضم إليه , , وهذا انشقت سويسرا إلى قسمين , قسم كاثوليكي يتبع البابا وفكره وطريقته , وفكر بروتستانتي يتبع كالفن أو لوثر ومن على شاكلتهم , ولكن كالفن لأجل نشر أفكاره كان عنيفاً لدرجة الجنون في قمع كل من يخالفه , وهي عادة أصبحت سجية عند كثير من البروتستانت تتحدث في العقل الباطن الذي لا يشاهده كثير من الناس. ولازال جميع مؤرخي النصرانية في العالم من منتصف القرن السادس عشر إلى اليوم يذكرون قصة الطبيب الأسباني الشهير سرفيتيوس , فقد كان سرفيتوس طبيباً ماهراً , وله شهرة واسعة في علم التشريح وله اكتشافات مهمة مذكورة في كتب الطب , جاء إلى سويسرا , وهناك تأثر بالبروتستانتية , ولكنه خطا في الإصلاح خطوات جذرية وجريئة , فنادى ببطلان عقيدة التثليث , واخذ يعارض وينكر إلوهية المسيح عليه السلام , وأصبح يكرر للناس أن الثالوث هو " الوحش الشيطاني ذي الرؤوس الثلاثة ", وأنكر عليهم قضية تعميد الأطفال . وقف كالفن في وجه هذا الموحد , واتهم سرفيتيوس بالتوحيد ونفي التثليث , وهذه التهمة تعني الهرقطة والتجديف , وهي الألفاظ التي تعني الزندقة والإلحاد , وأقيمت المحكمة بطلب من كالفن , وقد بذل كالفن كل ما يستطيع من قوة وكتب الرسائل للأقطار يحذر من بدعة سرفيتيوس , ووصفه بكلمات كثيرة ومنها : "مسح الكلب القذر أنفه" و "السافل الغادر" يلوث كل صفحة و "تخريفات منافية للتقوى", وكان يبذل جهده لإدانة هذا الرجل الذي ينادي بالتوحيد , وثبتت عليه تهمتان هما التوحيد وإنكار المعمودية . وسيق للسجن وبدأ تعذيبه , وأخيراً ونفذ الحكم في صباح اليوم التالي يوم 27 أكتوبر سنة 1553, كان الحكم أن يحرق بالنار حياً !! , على تل تشامبل الذي يقع مباشرة جنوبي مدينة جنيف , كان الطبيب الماهر يرجوهم أن يقتلوه بالسيف , ولكن الوحوش لا تريد إلا أن تتلذذ برائحة جسده المشوي . وفي الطريق ألح بعض الوجهاء على سرفيتوس أن يتراجع عن قوله بالاعتراف بجريمة الهرطقة ، فأجابهم : "أنا لست مذنباً ولم أكن أستحق الموت" , وأوثق إلى سارية بسلاسل حديدية وربط إلى جانبه كتابه الأخير , وعندما بلغت ألسنة اللهب وجهه صرخ من الألم, ومات بعد حرقه بنصف ساعة. وقد قام بعدها كالفن بملاحقة كل من يتبع أراء هذا الطبيب , وتم إعدامهم على أبواب المدينة , وسبق لكالفن أن قطع رأس رجل يدعى ( جاك جروت )لأنه خالف أراء كالفن فقط , وكان يأمر أحياناً أن يسلخ جلد الشخص المهرطق ثم يصب عليه الزيت الحار حتى يشوى جسده ويموت حرقاً !! وبعضهم كان يسلخ جلده ثم يصب الملح عليه بعد ذلك ويقذف في الزيت !!. ************************ رابعاً : تلك بعض فضائع الكنائس هناك , ولابد لنا ونحن ندرس حال أمة ألا نغفل تاريخها , فكثير من الدارسين اليوم يجعل التاريخ خلف ظهره , والحق أن الأمم والشعوب تمتلك حساً قوياً وإن كانت لا تظهره , وهذا الإحساس سينطق يوماً وتعود إليه الحياة , وكثير من المسلمين اليوم التجأ إلى تاريخ الحضارة الإسلامية وأمجاد الممالك الإسلامية وأخذ يداعب أوتاره ليجعل الأمة تصحوا أو تحافظ على أمجادها , وهكذا النصارى أو اليهود والهندوس والبوذيون يسعون لتعليم أطفالهم وشبابهم مآثر أجداهم وتاريخهم وبطولاتهم . ولسنا نحن وحدنا الذين نتجانس مع التاريخ ونفر إليه عند حدوث المصائب والنكبات , ولكنه شعور بشري عام أن يذكر الإنسان تاريخ وبطولات أبائه وأجداده , وإنك اليوم لتجد رئيس الدولة يفتخر أحياناً بعائلته وتاريخها ويحرص أن ينقل ذلك التاريخ في مذكراته ليتعلم أبنائه من بعده ولا يعد الناس ذلك عيبًا أو تعصباً لماضي قديم , وهكذا شأن العامة والشعوب يتعصبون لأعراقهم وتواريخهم , ويقولون بصوت واحد ( كذلك وجدنا آبائنا يفعلون ) . خامساً : هذه الكلمات لبيان جزء من تاريخهم وتعصبهم فقط , ولعل القارئ يدهش عندما يعلم أن سويسرا ذلك البلد المنفتح أما الإعلام والحضارة كما نظن , الذي يأتيه السياح من أقطار الأرض ليتنعموا بجبال الألب في قلب أوروبا , هذه الدولة ورثت تعصبها وانغلاقها إلى وقت قريب , وربما إلا الآن , ولذلك لم تعترف بحق النساء في التصويت والمشاركة في البرلمانات إلا في عام 1972 , بعد حوارات ومخاصمات ومهاترات طويلة , محاولات مضنية لجعل السويسريون يلحقون بركب الحضارة العالمية التي يزعمون , بينما كثير من دول العالم الثالث كما يسمونها سلّمت قيادها لركب الحضارة الأوربية قبل هذا التاريخ بخمسين سنة . سادساً : وبسبب انغلاق الشعب وتعصبه لم تنظم سويسرا للأمم المتحدة إلا في عام 2002, بعد أن كانت نتيجة الاستفتاء الذي أقيم في عام 1986تعارض انضمامها بأغلبية عظمى تجاوزت 75% . **************** والآن ما هي المشكلة : تكمن المشكلة أن أغلب مسلمي سويسرا من الأوربيين الأصلين أي من سويسرا أو دول البلقان الأوربية , ومع ذلك يجري استفتاء في تحديد طريقة بناء مساجدهم , وتتضاعف المشكلة في أن الاستفتاء شعبي وصادر من الشعب , وهذا بحد ذاته يعتبر مؤشر الخطر , فليست الحكومة هي التي اتخذت قرارها وهذا يعني أنّ هناك احتقان وتجييش للعامة والشعب ضد المسلمين وحدهم , فالقرار والتصويت لم يمس ويشمل المعابد اليهودية ولا البوذية . والنصارى اليوم في العالم يشهدون صحوة دينية لا مثيل لها , وقد بدأت الدعوة للعودة للنصرانية , وبدأت الكنائس تتنافس على تقديم الخدمات العصرية للناس لمواجهة ضغط الحياة المادية القاسية على البشر , وأما العلمانية والحداثة فقد بدأت تتراجع شعبيتها حتى في فرنسا نفسها , وأصبحت فرنسا تشكوا من المدّ الديني النصراني , وأصبحت الدنمارك والنرويج والمانيا ناهيك عن إيطاليا تفاخر بنصرانيتها وجذورها النصرانية , وإذا كانت المدن الكبار مثل باريس وجنيف أقل شكوى من ظهور المدّ الإسلامي , فإن المدن الأخرى التي تقع في الضواحي أو البعيدة عن التعددية السكانية قد بدأت تتنامى فيها ظاهرة العداء للإسلام وأهله . والحق إن الناس في أوروبا سئموا من دعاوى الرأسمالية والاشتراكية الساقطة , وذاقوا ويلات الجوع والحرب بسببها , ولذلك بدئوا يبحثون عن المخرج ...والمخرج سيكون في العودة للدين أياً كان . وعادت أوروبا لتاريخها وتاريخ المسلمين تقرأه , فوجدت أن أعظم الصراعات في تاريخهم الطويل كانت بين المسلمين والنصارى , وكلما التفتوا للقدس تذكروا تاريخهم حيث موطن عيسى عليه السلام , وكلما ااتجهوا شمالاً تذكروا بيزنطة المدينة العظيمة التي عاشت في تاريخهم وحضارته إلى اليوم والتي عاش فيها الإمبراطور قسطنطين , وهاهي أضحت مدينة إسلامية , وأصبحت تسمى ( القسطنطينية ) وغدت مساجدها أشهر من علم على نار . وليس غريباً أن يسمع العالم اليوم تصريحات الإتحاد الأوربي بمعارضة انضمام تركيا للإتحاد , ومع أن ظاهر التكتل الذي تشارك فيه جميع دول أوروبا تقريباً اقتصادي بحت , إلا أن التصريحات كانت غريبة على الرأي العالمي , فقد صرح رئيس الإتحاد الأوربي بمعارضته ومعارضة أغلب الدول لانضمام تركيا بسبب أن الإتحاد بين دول مسيحية , وتركيا دولة ذات جذور إسلامية عريقة . هكذا يصرح قادتهم : ( الإتحاد للمسيحيين ) ولا يمكن قبول دولة قوية فيه تمثل الإسلام , هذا خطاب أرباب السياسية الذي يفترض أن يكون مغلّفاً وغير مباشر , وفكيف بخطاب وشعور دهماء القوم ومرتادي الكنائس الذين يملئون جيوب المنصرين بمليارات اليوروات يومياً , فهم رغم الحروب الطاحنة بين الكنائس , ورغم ملايين القتلى بسبب الصراع بين الكنائس يعترفون بأنهم قادرون على جمع كلمتهم إذا كانت ضد عدوهم , والعدو الأكبر لهم حالياً هو الإسلام . كلما تذكروا الحروب الصليبية تذكروا شهدائهم وقتلاهم فيضخون في نفوسهم الحياة بذكرى موتهم , ويصر الأوربيون أنهم الوحيدون القادرون على إدارة العالم , ويرون أن صراع الديانات أو الحضارات لابد أن يكونوا هم المنتصرون فيه . ليست هذه مغالطات ولكنه واقع لانعيشه نحن لكن يعيشه أغلب نصارى أوروبا , فكثير منهم يعلِّمون أطفالهم كره المسلمين , ويبثون الحقد الدفين في نفوسهم , وتساعد القنوات المتلفزة والأخبار المشاهدة والكتب المطبوعة في ذلك , فينشأ الطفل وقد تشبع ببغض هذا الدين وأهله . وهذا الاستفتاء نتيجة احتقان قديم بدأ يسفر عن وجهه القبيح . ولن يقف النصارى عند هذا الحدّ , فليست القضية المآذن , بل سيمتد الطوفان الجارف لعداوة المسلمين لدول أخرى تنتظر انتفاضة حاسمة ضد الإسلام , وستعلو المطالبات في عدد من الدول بالتضييق على المسلمين وحدهم , وستبدأ الحكومات المجاورة أو الشعوب بمحاولات الضغط على المسلمين وعلى شعائرهم مثل الحجاب والصلاة والصيام والمقابر وغير ذلك . يجب علينا ونحن نشاهد مثل ذلك أن نتذكر قوله تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) ويجب علينا أن نعلم أن الحرب على الرموز والشعائر الإسلامية قديمة , وأن الصراع بين الإسلام وخصومه قائم إلى قيام الساعة . إنهم يتجهون للإسلام وحده , فالعامل الهندي مرحب به في مجالات التخصصات الدقيقة , لكنه إذا كان مسلماً فسيختلف الوضع في التعامل معه , وهكذا الإفريقي يرحبون به حتى يعلموا أنه مسلم فتختلف الطريقة والمعاملة معه . لقد ملئوا الدنيا ضجيجاً يوم سقطت الشيوعية بقولهم العدو القادم اليوم هم المسلمون , وسوف يشهد العقد الجديد حلقات مثيرة من الصراع مع المسلمين , الذين كان دخولهم إلى قلب أوروبا النصرانية ضرورة ملحة بعد الحربين الضروستين التي فقدت فيها دول العالم المتحضر الملايين من أبنائها بسبب التعصب المقيت والوحشي , وبعد تنامي عدد المسلمين أصبح الوضع صاعقة كبيرة , فكثير منهم ظن أن وجودهم سينتهي بمجرد انتهاء عملهم , ولكنهم وجدوا كثرة الأتباع من أبناء بلدهم , ووجدوا تمسك المسلمين بدينهم , فأصبحوا يولولون ويطالبون بذوبان الهوية والاندماج الكلي , وهو شيء لا يمكن أن يطالبوا به اليهود المنعزلين ولا النصارى المتشددين , بل ولا يمكن أن يمسوا سيادة الأساقفة ويتدخلوا في عملهم الكنسي الخاص . لقد أصبح الاعتراف بالإسلام قَدَر أوروبا المحتوم , وأصبح المسلمون يمثلون أعداداً ضخمة لا يمكن القضاء عليهم , وأصبح عليهم لزاماً أن يستشيروا عقلائهم وليس الأحزاب المتطرفة التي تجر المنطقة للهاوية , لقد عانت أوروبا من ظلم الكنائس المتسلطة , في حين عاش النصارى في كنف المسلمين مئات السنين . عليهم أن يستفيدوا من التجربة الإسلامية العادلة , وألا يحاولوا أن يعيدوا لأنفسهم ذكريات محاكم التفتيش و فضائع المحاكمات , فإذا نمت بوادر الشعور بالعودة للكنيسة , فإن الخلافات الكنيسة الداخلية ستنفجر ولاشك مرة أخرى وستجني الشعوب الأوربية مرارة العنف الكنسي بين الكنائس المتناحرة , بأسلوب أفضع في طريق مملوء بالحفر العميقة والاختلافات التي لا يمكن أن تردم أو تطوى , ولتعلم أوروبا جيداً أنهم إن نجحوا في القضاء على المسلمين بواسطة الحق المسيحي , فحينئذ بمقتضى طبيعة الشر في النفس البشرية سيعود النصارى على بعضهم , وستعود الأيدي المتصافحة المتحدة اليوم تأكل وتنهش جسد الأخرى , وسيلهكون الحرث والنسل في حروب دينينة عنيفة . لا يمكن أن تفعل أوربا حالياً مثل الصرب قبل خمس عشرة سنة , فوضعها المالي والصناعي لا يسمح بدخول حرب سافرة وقذرة حالياً , ولا يمكن لها أن تخرج وتطرد المسلمين من أراضيها لأنهم أبناء البلد الأصليين أو أصحاب جنسيات رسمية , وهذا سيقضي على النظام الديموقراطي برمته وسيهدد اقتصاد وأمن أوروبا بكاملها , ولذلك وجب عليها ألا تسير خلف الأحزاب المتطرفة , وأن تكون حازمة في قراراتها المصيرية وأن تساير القضية بعقل وتسامح حتى لا تغرق حضارتها في أوحال التطرف المقيت . سيغدو الإسلام للبشرية الوردة المتفتحة ذات الرائحة الجميلة , وسيكون المسلمون هناك وفي شتى بقاع العالم مثل الشجرة الباسقة التي يرجمها الأشقياء بالحجارة فتسقط لهم الثمار الناضجة , وسيحمل المسلمون مصابيح الدجى في زمن التيه والضياع الروحي في عالم الماديات المعاصرة , الذي حول البشر لألات تعمل وتكدح لخدمة أرباب الإقتصاد والمال فقط , حتى فضّل كثير من الأوربيين الإنتحار على هذه الحياة البئيسة الكئيبة ربما كان المسلمون في بلاد الإسلام تظهر منهم سلوكيات خاطئة , ولكنهم هناك في بلاد النصارى يتمسكون بدينهم رغم محاربة الناس لهم , وتتمسك المرأة بحجابها رغم انتقاد المجتمع لها , إنهم يصلون رغم قلة المساجد , ويجتمعون رغم ضيق الأوقات , ويتعلمون رغم قلة المرشدين والمعلمين , إننا نراهم فنشعر بضعفنا أمام همتهم ونشاطهم , فهم مسلمون يسبحون ضد التيار والجرتمع , هناك يمتحن المسلمون فيصمدون ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام قوي في نفسه وذاته , وأن الإعلام أو القوة العسكرية ليست إلا قوة ضعيفة أمام قوة الإيمان وصدق العزيمة والتوكل . إننا على ثقة بإذن الهت أن إخواننا المسلمين هناك أكثر وعياً وإدراكاً لأبعاد القضية , فوجود المآذن و المنارات أو عدم وجودها لا يمثل حرجاً للمسلمين هناك , فكثير من مساجدهم بدونها أصلاً , وهكذا وجود الدعم المادي أو قلته مشكلة يستطيع المسلمون أن يتجاوزها . ولانقول ذلك عبثاً أو مجازفة فحكمتهم في معالجة الأمور يضرب بها المثل , فهم من أكثر الناس قدرة على التعامل مع الأحداث , قد صقلتهم التجارب في عدم اللجوء للعنف وخاصة في بلاد يغلب على أهلها النصارى أو التطرف , وقد أضحت أعمالهم وطريقة سيرهم أموراً مقتبسة ومحاكاة عند كثير من التجمعات الإسلامية خارج أوروربا , لقد أصبحت المراكز الإسلامية أنموذجاً للمسجد المتكامل والمؤسسة الدينية الناضجة, وأصبحت حياة المسلمين هناك في وسط مجتمع منحل أو شارد عن الدين مجالاً للبحث والدراسة والتمحيص , ولذلك يعجب الإنسان من كثرة الداخلين الجدد في الإسلام من أبناء تلك الدول على أيديهم , مع انّ أغلبهم دعاة غير متفرغون , ويعملون في مهن تستهلك غالب ساعات النهار , لن تعجب وأنت ترى هناك انتشار الإسلام بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة , بدون أن يكون هناك جمعيات تمتلك عشرات الملايين كما يفعل النصارى للتنصير , ومع ذلك مع مرّ الأيام يتقدم المسلمون ويتراجع التنصير والنصرانية حتى في عقر دارها . إنّ واجبنا أن نقف مع إخوانا المسلمين حيثما كانوا , وأن نمد لهم يد العون بالكلمة الصادقة والوقفة الجادة وبالمال وبمشاركتهم في هموهم وقضاياهم , أن نقف معهم بالتعليم والإرشاد وبذل ما نستطيع للمراكز الإسلامية , وأن نسارع إلى محاولات ابتعاث أبنائهم للدراسة في جامعات المسلمين النقية , وأن يكون لنا دور في تعريف بقية المسلمين بأحوال إخوانهم هناك , إن على إعلامنا وكتابنا ووجهائنا مسئولية جسيمة أمام الها تعالى , ولنتذكر أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص , وأنّ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . وهانحن من جوار المسجد الحرام نتألم ونحزن لإخوة لم نرهم ولانعرف عنهم إلا القليل ولانملك أن نقول لهم إلا : إن الله معكم ولن يخذلكم متى تمسكتم بدينه وسعيتم لإرضائه ورفعة دينة , وصدق الله القائل : ( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) . خضر بن صالح بن سند جدة بوابة الحرمين الشريفين 20/12/1430 7/12/2009 s,dsvh >>> wp,m hgkwhvn >>>gpvf hglN`k Hl gpvf hgYsghl التعديل الأخير تم بواسطة أم نيره ; 15 / 12 / 2009 الساعة 24 : 12 AM سبب آخر: تنسيق الموضوع فقط لا غير | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15 / 12 / 2009, 25 : 12 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل والكريم على جهودك الطيبة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15 / 12 / 2009, 24 : 12 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018