الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | أبو عادل | مشاركات | 9 | المشاهدات | 1838 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
12 / 12 / 2009, 39 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح إنه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبوه هو أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب، وأمه السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم -رضي الله عنها-. ولد علي -رضي الله عنه- قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وكان أصغر إخوته، وتربى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليّا إلى الإيمان بالله وحده، فأسرع -رضي الله عنه- بقبول الدعوة، ودخل في دين الله، فكان أول من أسلم من الصبيان. ولما رآه أبو طالب يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أي بني، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال علي: يا أبي، آمنت برسول الله، وصدقت بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته، فقال أبو طالب: أما إنه لم يَدْعُك إلا لخير، فالزمه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب عليّا، ويثني عليه، فكان يقول له: "أنت مني وأنا منك" [البخاري]. وكان يقول له: "لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق" [مسلم]. وعندما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى المدينة، أمر علي بن أبي طالب أن ينام في فراشه، وفي ليلة الهجرة في جنح الظلام، تسلل مجموعة من كفار مكة، وفي يد كل واحد منهم سيف صارم حاد، وقفوا أمام باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون خروجه لصلاة الفجر، ليضربوه ضربة رجل واحد، فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بتلك المؤامرة، وأمره بالخروج من بينهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعمى الله أبصار المشركين، فألقى النبي صلى الله عليه وسلم التراب على رؤوسهم وهو يقرأ قول الله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون). [يس: 9]. ولما طلعت الشمس؛ استيقظ المشركون، وهجموا على البيت، ورفعوا سيوفهم، ليضربوا النائم، فإذا بهم لا يجدونه رسول الله، وإنما هو ابن عمه علي بن أبي طالب، الذي هب واقفًا في جرأة ساخرًا من المشركين، ومحقرًا لشأنهم. وظل عليٌّ في مكة ثلاثة أيام بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لكي يرد الودائع، كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما هاجر وجد النبي صلى الله عليه وسلم قد آخى بين المهاجرين والأنصار، فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في الدنيا والآخرة" [ابن عبد البر]. وقد بشره رسول الله ( بالجنة، فكان أحد العشرة المبشرين بها، وقد زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وقدم عليٌّ لها مهرًا لسيدة نساء العالمين وريحانة الرسول . وعاش علي -رضي الله عنه- مع زوجته فاطمة في أمان ووفاق ومحبة، ورزقه الله منها الحسن والحسين. وذات يوم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دار علم فلم يجده، فسأل عنه زوجته فاطمة الزهراء: "أين ابن عمك"؟ فقالت: في المسجد، فذهب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم هناك، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وأصابه التراب فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره، ويقول له: "اجلس يا أبا تراب..اجلس يا أبا تراب"[البخاري]. وشهد علي مع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الغزوات، وعرف بشجاعته وبطولته، وفي يوم خيبر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية غدًا رجلا يحبه الله ورسوله (أو قال: يحب الله ورسوله)، يفتح الله على يديه" [البخاري]. فبات الصحابة كل منهم يتمنى أن يكون هو صاحب الراية، فلما أصبح الصباح، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عليّ، فقيل له: إنه يشتكي عينيه يا رسول الله، قال: "فأرسلوا إليه، فأتوني به". فلما جاء له، بصق في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلتم حتى يكونوا مثلنا: "أنفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم" [البخاري]. ففتح الله على يديه. ولما نزل قول الله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا) [الأحزاب: 32]، دعا الرسول صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليًا والحسن والحسين-رضي الله عنهم-في بيت السيدة أم سلمة، وقال: "اللهمَّ إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا" [ابن عبد البر]. وعرف علي -رضي الله عنه- بالعلم الواسع، فكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إذا سئلت عن شيء قالت: اسألوا عليًّا وكان عمر كذلك. وكان عليٌّ يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل. وكان أبو بكر وعمر في خلافتيهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفان لعلي الفضل، وقد اختاره عمر ليكون من الستة أصحاب الشورى الذين يختار منهم الخليفة، ولما استشهد عثمان -رضي الله عنه- اختير عليّ ليكون الخليفة من بعده. ولما تولي عليّ الخلافة نقل مقرها من المدينة إلى العراق، وكان -رضي الله عنه-يحرص على شئون أمته فيسير بنفسه في الأسواق ومعه درعه (عصاه) ويأمر الناس بتقوى الله، وصدق الحديث، وحسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان. وكان يوزع كل ما يدخل بيت المال من الأموال بين المسلمين، وقبل وفاته أمر بتوزيع كل المال، وبعد توزيعه أمر بكنس بيت المال، ثم قام فصلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة. وكان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يقوم من الليل فيصلي ويطيل صلاته، ويقول مالي وللدنيا، يا دنيا غرِّي غيري. وقد جاءت إليه امرأتان تسألانه، إحداهما عربية والأخرى مولاة، فأمر لك واحدة منهما بكسر من طعام وأربعين درهمًا، فأخذت المولاة الذي أعطيت وذهبت، وقالت العربية: يا أمير المؤمنين، تعطيني مثل الذي أعطيت هذه وأنا عربية وهي مولاة؟ فقال لها علي -رضي الله عنه- : إني نظرت في كتاب الله -عز وجل- فلم أر فيه فضلاً لولد إسماعيل على ولد إسحاق -عليهما الصلاة والسلام-. وفي آخر خلافة علي -رضي الله عنه- كانت الفتنة قد كبرت، وسادت الفوضى أرجاء واسعة من الدولة الإسلامية، فخرج ثلاثة من شباب الخوارج، وتواعدوا على قتل من ظنوا أنهم السبب المباشر في تلك الفتن وهم علي، ومعاوية،وعمرو بن العاص، فأما معاوية وعمرو فقد نجيا، وأما عليٌّ فقد انتظره الفاسق عبد الرحمن بن ملجم، وهو خارج إلى صلاة الفجر، فتمكن منه، وأصابه في رأسه إصابة بالغة أشرف منها على الموت، وكان ذلك في سنة (40 هـ)، وعمره آنذاك (65) سنة. ودفن بالكوفة بعد أن ظل خليفة للمسلمين خمس سنين إلا أربعة أشهر، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعمائة حديث، فرضي الله عنه وأرضاه. موسوعة الاسرة المسلمة. ugd fk Hfd 'hgf J vqd hggi uki J> التعديل الأخير تم بواسطة أبو عادل ; 12 / 12 / 2009 الساعة 09 : 08 PM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 12 / 2009, 49 : 07 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }(الأحزاب). أما بعد، فهذه حلقات في ذكر الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وأمراء المؤمنين ورثة خير المرسلين وهم أربعة ومدة خلافتهم ثلاثون سنة. وحديثنا اليوم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مدة خلافته أربع سنين وتسعة أشهر من سنة خمس وثلاثين من يوم وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه. نسب الامام علي و كنيته هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ولد الامام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا تراب. ولمّا هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أمر الامام علي أن يبيت على فراشه وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر الامام علي من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً. شهد الامام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط رضي الله عنه. فضائل الامام علي هذا العالم العامل الزاهد: كان الامام علي رضي الله عنه وأرضاه غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: "ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي". ويكفي الامام علي خصوصية أنه من المغفور لهم حيث جاء في حديث عبد الله بن مسلمة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك؟ قال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين" أخرجه الترمذي. وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إني وليكم" قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: "هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه" أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين. الامام علي رجل يحبه الله ورسوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن ادعي لها قال: فدعا علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ثم قال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرح: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". رواه مسلم. وكان الامام علي كرّم الله وجهه لا يجد حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول له قائلا: "اللهم اكفه أذى الحر والبرد". فكان الامام علي رضي الله عنه يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ". أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين. وكان الامام علي ذا قوة متميزة، فقد روى الطبراني عن أحد الصحابة أنه قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يديه، فتناول الامام علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه الامام علي من يده حين فرغ فقد رأيتني في نفر سبعة نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نستطع. من أقوال الامام علي ومواعظه المأثورة: لقد كان لسيدنا الامام علي كرم الله وجهه أقوال ومواعظ كثيرة منها أنه قال: "إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة." وقال الامام علي أيضا: "ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل" رواه البخاري. وفات الامام علي رضي الله عنه: لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب ابن ملجم وقد خرج الامام علي رضي الله عنه إلى صلاة الصبح فضربه بالسيف في جبهته فكانت وفاة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين أو تسع وخمسين سنة من عمره فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر. أخي المسلم: إليك هذه النصيحة العظيمة: كن محبا لمن أحبهم الله ورسوله، معظماً لمن رفع الله من شأنهم وأعلى قدرهم، وليبق حب الصحابة محفوراً في قلبك، ولا سيما الخلفاء الراشدين العاملين الورعين أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب وعثمان و علي. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 12 / 2009, 06 : 08 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وكان علي بعيدا عن المعتقدات الوثنية، التي سادتْ في مكة، ولم يسجد لصنمٍ في حياته. ولهذا يقال عِندَ ذِكْر اسمِه "كرَّم اللهُ وجهَه". وبقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وقاسَى معه من اضطهاد قريش ومقاطعِتها وحصارِها. وفي ليلة الهجرة إلى المدينة، وبينما كانت قريشٌ تطارد رسولَ الله لقتله، باتَ عليٌ في فراشِ النبي ليظن الناسُ أن النائمَ هو النبي، وبهذا أحبطَ مؤامرةَ قريش. وفي المدينة بعد الهجرة، كان لعليٍ دورٌ كبير. ففي السنة الثانية زوَّجه النبيُ من ابنته فاطمة، ووَلَدت الحسنَ ثم الحسين، وقد سمَّاهما النبيُ صلى الله عليه وسلم، وفرح بهما. وذريتُهما هي النسلُ الباقي من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. عَهِدَ له النبيُ صلى الله عليه وسلم في المدينة بمهامَّ كثيرة. وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم جميع المعارك، وأبلى فيها بلاءً بطوليا. كان عليٌ رضي الله عنه أبرزَ كُتَّابِ الوحيِ في حياةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كتب وثيقةَ صلحِ الحديبية وكان شاهداً عليها. وفي السنة الثامنةِ للهجرة، ولاّه النبي قضاءَ اليمن، ومكثَ هناك عاماً واحدا، وبقيت ذكراه في اليمن من خلال المسجد الذي يَحملُ اسمَه في العاصمةِ اليمنية الحالية صنعاء. ويوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قام علي بتغسيله وتجهيزِه للدفن، وهو ما شَغله عن الاجتماع في سقيفةِ بني ساعدة، وفيه تم الاتفاقُ على خلافةِ أبي بكر. ثم إنَّ علياً بايعَ أبا بكر مع بقيةِ الناس. وفي خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، كان لعلي دورٌ كبير، وكانوا يستشيرونه في مختلِف القضايا، ويصوِّب كثيراً من الأحكام، حتى قال عمرُ ذاتَ مرة لولا عليٌ لهلَكَ عمر. الخلافة وقبل وفاة عمر رشح ستةً للخلافة منهم علي، لكن المشاوراتِ استقرت على اختيار عثمان. فبايعَه عليٌ مع سائرِ الناس، وظل مقربا منه. ولما قُتل عثمان بويع عليٌ بالخلافة. يقول الدكتور عائض القرني: علي رضي الله عنه بعدما قتل عثمان لم يكن في الأمة أفضل منه بإجماع أهل الحل والعقد والعلم فهو رضي الله عنه صاحب القرابة الصادقة وصاحب القرآن والعلم وصاحب البطولات وصاحب الجهاد والهجرة وأول من اسلم من الصبيان فالأمة أجمعت على بيعته رضي الله عنه بلا شك. وقد اشتهر علي بعد توليه الخلافة بألقابٍ منها أميرُ المؤمين والإمام، وهذا اللقب الأخير كان خاصا به، وغالبا ما يقترِنُ باسمِه، لاقتران الإمامة بالجانبِ العلمي الديني، فضلا عن المعنى السياسي. واتسمت فترةُ خلافةِ علي بكثيرٍ من المنجزات المدنية والحضارية، منها تنظيمُ الشرطة، وإنشاءُ مراكز متخصصة لخدمةِ الناس كدارِ المظالم، التي اعتُبرت نموذجاً لحرصه على ردِّ المظالم إلى أصحابها. لكنَّ فترةَ خلافة علي التي دامت خمسَ سنوات وبضعةَ أشهر، شهدت اضطراباتٍ، تتناقضُ تماماً مع شخصيته، إلا أنه وَجَد نفسَه في خِضَمِّها، كوليٍ للأمر، الذي لا مَفَرَّ له من مواجهةِ أيِّ تمردٍ على الحُكم. ويقول الدكتور عائض القرني: الطائفة التي خالفت علي طائفة باغية يعني بالنصوص وبكلام رسول الله (ص) يقول يا عمار تقتلك الطائفة الباغية فطائفة علي هي المحقة وعلي رضي الله عنه محق والصواب معه ولكن أمر الله قدرا مقدورا لا نخوض في مشاكل الصحابة ونترضى عنهم. وهكذا وقعت بسبب هذه الخلافات معركةُ الجَمَل مع طلحةَ والزبير، ومعركةُ صِفِّين مع معاوية، وكانوا يطالبون بدم عثمان. يعلق الدكتور محمد عمارة: سألوه ما رأيك في أهل الشام معاوية وأصحابه, قال كلاما أنا أقول نحتاج إلى أن ندرسه منهج في التعامل مع المخالفين قال: والله إلتقينا وربنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا واحدة ولا نستزيدهم في الإيمان ولا يستزيدوننا يعني إحنا الخلاف بيننا وبينهم ليس في الدين والإيمان وإنما الخلاف بيننا وبينهم في دم عثمان في السياسة في الفروع. واشتهرت في تلك الفترة واقعة التحكيم بينه وبين معاوية، وقد جرتْ عند جبلٍ يُعرف الآنَ بجبلِ التحكيم في معانَ جنوبيَّ الأردن. لكن عمليةَ التحكيم فشلت، ولم يُحسم الخلاف، ووقعتْ بعدها معركةُ النهروان ضد الخوارج الذين خَرجوا عليه ورفضوا التحكيم. وظلت الأحوالُ على هذا النحو إلى أن طَعَنَه في جامع الكوفة رجلٌ يدعى عبدَ الرحمنِ بنَ مُلجِم. وبعد وفاة علي بايعَ الناسُ ابنَه الحسنَ بالخلافة، واستمرت خلافته ستةَ أشهر، وانتهتْ فيما عُرِفَ بعامِ الجماعة بصلحٍ مع معاوية، لتنتهيَ بذلك الخلافةُ الراشدة. منقول للامانة. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 12 / 2009, 13 : 08 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وفي "الصحيحين" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: ( لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) . دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: ( اللهم ثبت لسانه واهدِ قلبه ) رواه الإمام أحمد وابن ماجه، فكان رضي الله عنه بفضل هذه الدعوة من الموفَّقين والمسدَّدين، حتى ضُرب به المثل، فقيل: قضيةٌ ولا أبا حسنٍ لها...ولا عجب في ذلك، فقد رعته عين النبوة، وترعرع في ربوعها، وتغذى من لبانها . ثم إنه رضي الله عنه جمع إلى جانب مهارته في القضاء والفتوى، العلم بكتاب الله، والفهم لمعانيه ومقاصده، فكان من أعلم الصحابة رضي الله عنهم بأسباب نزول القرآن، ومعرفة تأويله؛ يشهد لهذا ما رُوي عن ابن عباس رضي الله أنه قال: ( ما أخذتُ من تفسير القرآن، فعن علي بن أبي طالب ) فإذا كان هذا شأن ابن عباس رضي الله عنه، وهو ترجمان القرآن، فكيف - والحال كذلك - بمن أخذ عنه؟ روى أبو نعيم في "الحلية" عن علي رضي الله عنه أنه، قال: " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، وإن ربي وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً سؤولاً " . والمتأمل في كتب التفسير التي بين أيدينا، يلحظ أنها قد أكثرت من الرواية عن علي رضي الله عنه، إلا أن نقاد الرواية بيَّنوا أن ما صح عن علي رضي الله عنه في ذلك قليل، قياساً بما وُضِعَ عليه . ومن أصح الطرق التي ثبتت عنه طريقان، الأولى: طريق هشام، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة السلماني، عن علي رضي الله عنه، وهذه الطريق اعتمد عليها البخاري في "صحيحه" . والطريق الثانية: طريق الزهري، عن علي زين العابدين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي رضي الله عنه، وهذه الطريق صحيحة أيضًا، وإن لم تكن مشهورة كالطريق الأول، كما بيَّن ذلك أهل الرواية والدراية . وبعد: فإن في الآثار التي صحت عن علي رضي الله عنه، وغيره من صحابة رسول خير عون للمرء على فهم كتاب الله، ومعرفة معانيه ومقاصده، إذ إن الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين، عاصروا نزول الوحي على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وشاهدوا من تطبيقه لكتاب الله، وتنـزيله على وقائع الحياة، ما لم يتوفر لمن بعدهم، فكانوا خير قدوة، وخير سلف، يُرجع إليهم في الوقوف على تفسير القرآن الكريم . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 12 / 2009, 14 : 08 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح قالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام في رمضان سنة عشر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعسكر بقباء فعسكر بها حتى تتام أصحابه فعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لواء أخذ عمامة فلفها مثنية مربعة فجعلها في رأس الرمح ثم دفعها إليه وقال هكذا اللواء وعممه عمامة ثلاثة أكوار وجعل ذراعا بين يديه وشبرا من ورائه ثم قال هكذا العمة قال فحدثني أسامة بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار ، عن أبي رافع قال لما وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امض ولا تلتفت فقال علي عليه السلام يا رسول الله كيف أصنع ؟ قال إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك ، فإن قاتلوك فلا تقاتلهم حتى يقتلوا منكم قتيلا ، فإن قتلوا منكم قتيلا فلا تقاتلهم تلومهم ترهم أناة ثم تقول لهم هل لكم إلى أن تقولوا لا إله إلا الله ؟ فإن قال نعم فقل هل لكم أن تصلوا ؟ فإن قالوا نعم فقل هل لكم أن تخرجوا من أموالكم صدقة تردونها على فقرائكم ؟ فإن قالوا نعم فلا تبغ منهم غير ذلك . والله لأن يهدي الله على يدك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت قال فخرج في ثلاثمائة فارس ، فكانت خيلهم أول خيل دخلت تلك البلاد فلما انتهى إلى أدنى الناحية التي يريد - وهي أرض مذحج - فرق أصحابه فأتوا بنهب وغنائم وسبي ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك . فجعل علي على الغنائم بريدة بن الحصيب فجمع إليه ما أصابوا قبل أن يلقاهم جمع ، ثم لقي جمعا فدعاهم إلى الإسلام وحرض بهم فأبوا ورموا في أصحابه . ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان السلمي فتقدم به فبرز رجل من مذحج يدعو إلى البراز فبرز إليه الأسود بن الخزاعي السلمي فتجاولا ساعة وهما فارسان فقتله الأسود وأخذ سلبه . ثم حمل عليهم علي بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا ، فتفرقوا وانهزموا وتركوا لواءهم قائما ، فكف عن طلبهم ودعاهم إلى الإسلام فسارعوا وأجابوا ، وتقدم نفر من رؤسائهم فبايعوه على الإسلام وقالوا : نحن على من وراءنا من قومنا ، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله قال فحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال وجمع علي عليه السلام ما أصاب من تلك الغنائم فجزأها خمسة أجزاء فأقرع عليها ، فكتب في سهم منها " لله " ، فخرج أول السهام سهم الخمس ولم ينفل أحدا من الناس شيئا . فكان من قبله يعطون أصحابهم - الحاضر دون غيرهم - من الخمس . ثم يخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرده عليهم فطلبوا ذلك من علي عليه السلام فأبى وقال الخمس أحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرى فيه رأيه وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافي الموسم ونلقاه ويصنع فيها ما أراه الله . فانصرف راجعا ، وحمل الخمس وساق معه ما كان ساق فلما كان بالفتق تعجل . وخلف على أصحابه والخمس أبا رافع فكان في الخمس ثياب من ثياب اليمن ، أحمال معكومة ونعم تساق مما غنموا ، ونعم من صدقة أموالهم . قال أبو سعيد الخدري - وكان معه في تلك الغزوة - قال وكان علي عليه السلام ينهانا أن نركب على إبل الصدقة فسأل أصحاب علي عليه السلام أبا رافع أن يكسوهم ثيابا فكساهم ثوبين ثوبين . فلما كانوا بالسدرة داخلين مكة ، خرج علي عليه السلام يتلقاهم ليقدم بهم فينزلهم فرأى على أصحابنا ثوبين ثوبين على كل رجل فعرف الثياب فقال لأبي رافع ما هذا ؟ قال كلموني ففرقت من شكايتهم وظننت أن هذا يسهل عليك ، وقد كان من كان قبلك يفعل هذا بهم . فقال رأيت إبائي عليهم ذلك وقد أعطيتهم وقد أمرتك أن تحتفظ بما خلفت ، فتعطيهم قال فأبى علي عليه السلام أن يفعل ذلك حتى جرد بعضهم من ثوبيه فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا ، فدعا عليا فقال ما لأصحابك يشكونك ؟ فقال ما أشكيتهم ؟ قسمت عليهم ما غنموا ، وحبست الخمس حتى يقدم عليك وترى رأيك فيه وقد كانت الأمراء يفعلون أمورا ، ينفلون من أرادوا من الخمس فرأيت أن أحمله إليك لترى فيه رأيك . فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال فحدثني سالم مولى ثابت عن سالم مولى أبي جعفر قال لما ظهر علي عليه السلام على عدوه ودخلوا في الإسلام جمع ما غنم واستعمل عليه بريدة بن الحصيب وأقام بين أظهرهم فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا مع عبد الله بن عمرو بن عوف المزني يخبره أنه لقي جمعا من زبيد وغيرهم وأنه دعاهم إلى الإسلام وأعلمهم أنهم إن أسلموا كف عنهم فأبوا ذلك وقاتلهم . قال علي عليه السلام فرزقني الله الظفر عليهم حتى قتل منهم من قتل . ثم أجابوا إلى ما كان عرض عليهم فدخلوا في الإسلام وأطاعوا بالصدقة وأتى بشر منهم للدين وعلمهم قراءة القرآن . فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافيه في الموسم فانصرف عبد الله بن عمرو بن عوف إلى علي عليه السلام بذلك . قال فحدثني سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن يونس بن ميسرة بن حليس قال لما قدم علي بن أبي طالب عليه السلام اليمن خطب به وبلغ كعب الأحبار قيامه بخطبته فأقبل على راحلته في حلة معه حبر من أحبار اليهود ، حتى استمعا له فواقفاه وهو يقول إن من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار . قال كعب صدق فقال علي : وفيهم من لا يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار . فقال كعب صدق فقال علي عليه السلام ومن يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة . فقال كعب صدق فقال الحبر وكيف تصدقه ؟ قال أما قوله " من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار " فهو المؤمن بالكتاب الأول ولا يؤمن بالكتاب الآخر . وأما قوله " منهم من لا يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار " فهو الذي لا يؤمن بالكتاب الأول ولا الآخر . وأما قوله " من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة " فهو ما يقبل الله من الصدقات . قال وهو مثل رأيته بين قالوا : وجاء كعبا سائل فأعطاه حلته ومضى الحبر مغضبا ؟ ومثلت بين يدي كعب امرأة تقول من يبادل راحلة براحلة ؟ قال كعب وزيادة حلة ؟ قالت نعم فأخذ كعب وأعطى ، وركب الراحلة ولبس الحلة ، وأسرع السير حتى لحق الحبر وهو يقول من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة قال فحدثني إسحاق بن عبد الله بن نسطاس عن عمرو بن عبد الله العبسي قال قال كعب الأحبار : لما قدم علي عليه السلام اليمن ، لقيته فقلت : أخبرني عن صفة محمد . فجعل يخبرني عنه وجعلت أتبسم فقال مم تتبسم فقلت : مما يوافق عندنا من صفته . فقال ما يحل وما يحرم فقلت : فهو عندنا كما وصفت وصدقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنت به . ودعوت من قبلنا من أحبارنا ، وأخرجت إليهم سفرا فقلت : هذا كان أبي يختمه علي ويقول لا تفتحه حتى تسمع بنبي يخرج بيثرب . قال فأقمت باليمن على إسلامي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي أبو بكر رضي الله عنه فقدمت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويا ليت أني كنت تقدمت في الهجرة . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 12 / 2009, 15 : 08 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بوركتم اخي ****** ابو عادل اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 12 / 2009, 16 : 08 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (35 - 40 هـ/ 655- 660م ) أصبحت الحالة فى المدينة المنورة بعد مقتل عثمان تقتضى وجود خليفة قوى يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعى داخل عاصمة الدولة الإسلامية، لذا أسرع أهل المدينة إلى مبايعة علي بن أبى طالب سنة 35هـ وأيدهم الثوار بالمدينة، واضطر علي بن أبى طالب إلى قبول الخلافة منعًا للشقاق وخشية حدوث الخلاف بين المسلمين. الدولة والمجتمع: بدأ علي بن أبى طالب عمله بعزل ولاة عثمان الذين كانوا سببًا فى اعتراض الكثيرين على عثمان، وعين بدلا منهم ولاة آخرين، لكن الوالى الذى أرسله الخليفة إلى الشام لم يتمكن من استلام عمله؛ حيث تصدى له أنصار معاوية بن أبى سفيان -والى الشام من أيام عثمان رضى الله عنه- وأخرجوه من البلاد، ورفض معاوية مبايعة على للخلافة، واستمر على ذلك مدة ثلاثة أشهر، فأخذ علي بن أبى طالب يعد جيشًا قويّا لغزو الشام، وعزل معاوية ابن أبى سفيان عنها؛ حيث رأى أن هيبة الدولة لا تكون إذا لم يستطع الخليفة أن يعزل واليًا وأن يعين غيره، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن هذا الوضع سوف يشجع العصاة والمنحرفين على العبث بمقدرات الدولة مما يؤثر على استقرار النظام، وبينما هو يعد العدة للسيطرة على الشام، إذ ظهر تمرد آخر نشأ عن طلحة ابن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة أم المؤمنين فى البصرة واستيلائهم عليها سنة 36هـ فعدل "على" عن غزو الشام وأعد العدة للذهاب إلى البصرة للقضاء على التمرد وذهب معه عدد غير قليل من أهل الكوفة حيث دارت موقعة الجمل فى جمادى الآخرة سنة 36هـ والتى انتهت بانتصار علي بن أبى طالب. وقُتل طلحة بن عبيد الله، وقُتل الزبير بن العوام بعدما ترك المعركة، وقد نوى عدم الاشتراك فيها. وأعيدت السيدة عائشة -رضى الله عنها- مكرمة معززة، وسار معها علي بن أبى طالب بنفسه يحميها ثم وكل بها بعض بنيه حتى وصلت إلى مكة، فأقامت حتى موسم الحج. بوادر الفتنة: واستقرت الأمور فى "البصرة" عقب ذلك، وأخذ على البيعة لنفسه من أهلها ثم وجه أنظاره ناحية الشام حيث معاوية بن أبى سفيان الذى رفض الطاعة وأبى البيعة له إلا بعد الأخذ بثأر عثمان، فبعث إليه يدعوه مرة أخرى فلم يجبه إلى ثلاثة أشهر من مقتل عثمان، ولما تحقق علىّ من عدم استجابته لدعوته وتأهبه للقتال، سار من الكوفة لردعه والتقى بجند الشام وعلى رأسهم معاوية بن أبى سفيان حيث دارت بين الطرفين مناوشات يسيرة فى سهل "صفين" فى ذى الحجة سنة 36هـ، ثم اتفقا على إيقاف الحرب إلى آخر المحرم طمعًا فى الصلح، وترددت الرسل بينهما لكن معاوية ابن أبى سفيان كان يعتبر نفسه ولى دم عثمان بن عفان وطالب بثأره فأصر على موقفه وهو مطالبة علي بن أبى طالب بالتحقيق مع قتلة عثمان والاقتصاص منهم، بينما رأى على أنَّ هذا الأمر لن يتم إلا بعد أن تهدأ الفتنة وتستقر الأحوال فى الدولة، ولما لم يصل الطرفان إلى حل يرضى كلا منهما عادوا إلى القتال فى شهر صفر سنة 37هـ. موقعة صفين: واشتعلت نار الحرب بين الفريقين أيامًا متوالية وزحف علىّ ابن أبى طالب بجنده على جند معاوية بن أبى سفيان الذين رفعوا المصاحف على أسنة الرماح وقالوا: "هذا كتاب الله عز وجل بيننا وبينكم" فلما رأى أهل العراق المصاحف مرفوعة قالوا: "نجيب إلى كتاب الله" ولقيت هذه الدعوة قبولا لدى عدد كبير من جند "على" الذين يُعرفون بالقراء؛ لأنهم يجيدون حفظ القرآن الكريم، فرفضوا المضى فى القتال ووافقوا على التحكيم، وبذلك انتهت موقعة "صفين"، وحل محلها التحكيم، واتفق الفريقان على أن يختار كل منهما رجلا من قِبَله، فاختار معاوية "عمرو بن العاص"، واختار أتباع على "أبا موسى الأشعرى"، لكن فئة من أنصاره عادوا ورفضوا التحكيم فى قضية تبين فيها الحق من الباطل، وخرجت هذه الفئة على أمير المؤمنين علي بن أبى طالب ورفضوا السير معه إلى الكوفة وعرفت هذه الفئة "بالخوراج". استمر علي بن أبى طالب فى قبول مبدأ التحكيم وأرسل أبا موسى الأشعرى، فاجتمع بعمرو بن العاص، واتفق الحكمان على خلع على ومعاوية، وترك الأمر شورى للمسلمين يختارون فيه من يريدون، فلما بلغ عليّا خبر الحكمين أنكر عليهما ما اتفقا عليه، وقال: إن هذين الحكمين نبذا حكم القرآن واتبع كل واحد هواه، واختلفا فى الحكم فاستعدوا للسير إلى الشام، وأخذ يحرض الناس على حرب معاوية، لكن الخوارج اشتدوا على أصحاب "على" وقتلوا بعضًا منهم، فجهَّز "على" جيشًا لمحاربة الخوارج والتقى بهم عند النهروان على بعد ميلين من "الكوفة" وهزمهم شر هزيمة ثم أخذ يعد العدة لمحاربة معاوية بن أبى سفيان بالشام سنة 38هـ، لكن أحد الخوارج ويُدعى عبدالرحمن بن مُلْجَم استطاع قتل على فى المسجد بالكوفة؛ حيث ضربه بسيف مسموم فتوفى فى 17 رمضان سنة 40هـ . وبوفاته انتهى عهد الخلفاء الراشدين. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 12 / 2009, 05 : 03 AM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 12 / 2009, 47 : 01 PM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عادل ; 14 / 12 / 2009 الساعة 51 : 01 PM | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 10 / 2010, 36 : 12 PM | المشاركة رقم: 10 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على ما أضفتم بارك الله فيكم ... وأثابكم الفردوس الأعلى من الجنة شكرا لكم أخي ****** | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018