الإهداءات | |
ملتقى الفتاوى ملتقى خاص بالفتاوى الشرعية |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | اميرة الامارات | مشاركات | 4 | المشاهدات | 932 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
01 / 12 / 2009, 09 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الفتاوى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورحمته عسى الجميع بخير يارب وعسى دعائكم مستجاب يارب آمين سؤالي هو :- هل التوبه من الذنب معناها عدم العقوبه في الدنيا وفي الآخرة؟؟ وشكرا اتمنى ان تفيدوني ... hgj,fi lk hg`kf | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 12 / 2009, 52 : 11 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : اميرة الامارات المنتدى : ملتقى الفتاوى 1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية ابن وهب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحاأحبه الله(2) ___________________________________ (2) قال في النهاية في حديث ابى: سألت النبى صلى الله عليه واله عن التوبة النصوح فقال هى الخالصة التى لايعاود بعدها الذنب. وفعول من أبنية المبالغة يقع على الذكر والانثى، فكان الانسان بالغ في نصح نفسه بها. وقال الشيخ البهائى قدس سره قد ذكر المفسرون في معنى التوبه النصوح وجوها منها أن المراد توبة تنصح الناس أى تدعوهم إلى أن يأتوا بمثلها لظهور آثارها الجميلة في صاحبها أو تنصح صاحبها فيقلع عن الذنوب ثم لا يعود إليها أبدا. ومنها أن النصوح ماكانت خالصة لوجه الله سبحانه من قولهم: عسل النصوح إذاكان خالصا من الصمع بان يندم على الذنوب لقبحها أو كونها خلاف رضاء الله سبحانه لا لخوف النار مثلا وقد حكم المحقق الطوسى طاب ثراه في التجريد بأن الندم على الذنوب خوفا من النار ليس توبة ومنها أن النصوح من النصاحة وهى الخياطة لانها تنصح من الدين ما مزقته الذنوب أو تجمع بين التائب وبين أولياء الله وأحبائه كما تجمع الخياطة بين قطع الثوب ومنها أن النصوح وصف للتائب واسناده إلى التوبة من قبيل الاسناد المجازى أى توبة ينصحون بها أنفسهم بأن يأتوا بها على أكمل ما ينبغى أن تكون عليه حتى يكون قالعه لاثار الذنوب من القلوب بالكلية وذلك باذابة النفس بالحسرات ومحوظلمة السيئات بنور الحسنات. روى الشيخ الطبرسى (ره) عند تفسير هذه الاية عن أمير المؤمنين عليه السلام أن التوبة تجمعها ستة أشياء على الماضى من الذنوب الندامة واللفرائض الاعادة ورد المظالم واستحلال الخصوم وأن تعزم على أن لا تعود وأن تذيب نفسك في طاعة الله كما ربيتها في المعصية وأن يذيقها مرارة الطاعات كما أذقتها حلاوة المعاصى و أورد السيد رضى الله عنه في كتاب نهج البلاغة: أن قائلا قال بحضرته: أستغفر الله، فقال له: تكلتك امك أتدرى ما الاستغفار ان الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على مامضى. الثانى: العزم على ترك العود إليه أبدا. الثالث: أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانة أملس ليس عليك تبعة. الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها الخامس: أن تعمد إلى اللحم الذى تنبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد باللحم وينشأ بينهما لحم جديد. السادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية. وفى كلام بعض الاكابر أنه لا يكفى في جلاء المرآة قطع الانفاس والابخره المسودة لوجهها بل لابد من تصقيلها وازالة ما حصل في جرمها من السواد كذلك لا يكفى في جلاء القلب من ظلمات المعاصى وكدورتها مجرد تركها وعدم العود إليها بل يجب محو آثار تلك الظلمات بأنوار الطاعات فانه كما يرتفع إلى القلب من كل معصية ظلمة وكدورة كذلك يرتفع إليه من كل طاعة نور وضياء فالاولى محو ظلمة كل معصية بنور طاعة تضادها بأن ينظر التائب إلى سيئاته مفصلة ويطلب لكل سيئة منها حسنة تقابلها فيأتى بتلك الحسنة على قدر ما أتى بتلك السيئة فيكفر استماع الملاهى مثلا باستماع القران والحديث والمسائل الدينية ويكفر مس خط المصحف محدثا باكرامه وكثرة تقبيله وتلاوته ويكفر المكث في المسجد جنبا بالاعتكاف فيه وكثرة التعبد في زواياه وأمثال ذلك، واما في حقوق الناس فيخرج من مظالم أولا بردها عليهم والاستحلال منهم ثم يقابل ايذاء ه له بالاحسان إليهم وغصب أموالهم بالتصدق بماله الحلال وغيبتهم بالثناء على أهل الدين واشاعة أوصافهم الحميدة وعلى هذا القياس يمحوا كل سيئة من حقوق الله أو حقوق الناس بحسنة تقابلها من جنسها كما يعالج الطيب الامراض باضدادها نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لذلك بمنه وكرمه (آت). [431] فستر عليه في الدنيا والآخرة، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه ويوحي إلى بقاع الارض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب. 2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، [432] عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل: " فمن جاء ه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف(1) " قال: الموعظة التوبة. 3 عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا(2) " قال: يتوب العبد من الذنب ثم لايعود فيه. قال: محمد بن الفضيل: سألت عنها أبا الحسن عليه السلام فقال: يتوب من الذنب ثم لايعود فيه، وأحب العباد إلى الله تعالى المفتنون التوابون. 4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال: هو الذنب(3) الذي لايعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب(4). 5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا رفعه قال: إن الله عزوجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والارض لنجوابها قوله عزوجل: " إن الله بحب التوابين ويحب المتطهرين(5) " فمن أحبه الله لم يعذبه ; وقوله: " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الحجيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * _____________________________ (1) البقرة: 275. (2) التحريم: 8. (3) أى التوبة من الذنوب. (4) قد مر معنى المفتن في باب تنقل أحوال القلب ص 424. (5) البقرة: 222.[*] [433] وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم(1) " وقوله عزوجل: " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورارحيما "(2). ___________________________________ (1) المؤمن 7 9. وقوله: " الذين يحملون العرش ومن حوله " قال البيضاوى: الكروبيون أعلا طبقات الملائكة وأولهم وجودا وحملهم أياه وحفيفهم حوله مجاز عن حفظهم و تدبيرهم له أو كناية عن قربهم من ذى العرش ومكانتهم عنده وتوسيطهم في نفاذ أمره " يسبحون بحمد ربهم " يذكرون الله بجوامع الثناء من صفات الجلال والاكرام، جعل التسبيح أصلا والحمد حالا، لان الحمد مقتضى حالهم دون التسبيح " ويؤمنون به " أخبر عنهم بالايمان إظهار الفضله وتعظيما لاهله ومساق الاية لذلك كما صرح به بقوله: " ويستغفرون للذين آمنوا " وإشعارا بان حملت العرش وسكان الفرش في معرفة سواء، ردا على المجسمة. واستغفارهم شفاعتهم و حملهم على التوبة والهامهم مايوجب المغفرة وفيه تنبيه على أن المشاركة في الايمان توجب النصح والشفقة وأن تخالفت الاجناس لانها أقوى المناسبات كما قال " انما المؤمنون اخوة " قوله: " ربنا " أى يقولون: ربنا وهو بيان يستغفرون أو حال " وسعت كل شئ رحمة وعلما " أى وسعت رحمته وعلمه، فازيل عن أصله للاغراق في وصفه بالرحمة والعلم والمبالغة في عمومها وتقديم الرحمة لانها المقصودة بالذات ههنا " فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك " أى للذين علمت منهم التوبة واتباع سبيل الحق " وقهم عذاب الجحيم " اى واحفظهم عنه وهو تصريح بعد اشعار للتأكيد والدلالة على شدة العذاب " ربنا وادخلهم جنات عدن التى وعدتهم " أى وعدتهم إياها " ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم " عطف على " هم " الاول أى ادخلهم معهم هؤلاء ليتم سرورهم أو الثانى لبيان عموم الوعد " انك أنت العزيز " الذى لا يمتنع عليه مقدور " الحكيم " الذى لا يفعل الا ما تقتضيه حكمته ومن ذلك الوفاء بالوعد " وقهم السيئات " أى العقوبات أو جزاء السيئات وهو تعميم بعد تخصيص أو مخصوص بمن صلح والعاصى في الدنيا لقوله: " ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته " أى ومن اتقاها في الدنيا فقد رحمته في الاخرة كانهم سألوا السبب بعد ما سألوا المسبب و " ذلك هو الفوز العظيم " يعنى الرحمة أو الوقاية أو مجموعهما. (2) الفرقان: 68 وقوله: " حرم الله " أى حرم قتلها " إلا بالحق " متعلق ب " لا يقتلون " ولا يزنون " نفى عنهم امهات المعاصى بعد ماثبت لهم اصول الطاعات اظهار الكمال ايمانهم قوله: " ومن يفعل ذلك يلق أثاما " أى من يفعل هذه الخصال يلق عقوبة جزاء لما يفعل. قال الفراء: أثمه يأثمه أثاما أى جازاه جزاء لاثم. " يضاعف " بدل من " يلق " لانه في معناه كقوله: متى تأتنا تلمم بنافى ديارنا * تجد حطبا جزلا ونارا تأججا وقوله: " اولئك يبدل الله سياتهم حسنات " قيل: بأن يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم أو يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة. وقيل بأن يوفقه لاضداد ماسلف منه أو بأن يثبت له بدل كل عقاب ثوابا كما ورد في الخبر، والخصال الثلاثة: الاولى أنه يحبهم والثانية أن الملائكة يستغفرون لهم والثالثة أنه عزوجل وعدهم الامن و الرحمة. [434] 6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يامحمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذاتاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما والله إنها ليست إلا لاهل الايمان قلت: فإن عادبعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة؟ ! فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لايقبل الله توبته؟ قلت: فإنه فعل ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب ويستغفر [الله]، فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم، يقبل التوبة ويعفوعن السيئات، فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله(1). 7 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته، عن قول الله عزوجل: " إذا ___________________________________ (1) قوله: " أترى العبد " الهمزة للانكار وفيه دلالة على أن التوبة مقرونة بالقبول ألبتة ويدل عليه أيضا قول أميرالمؤمنين عليه السلام: " ما كان الله ليفتح على عبد باب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة " ويدل عليه أيضا ظاهر الايات (آت) [*] [435] مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون(1) " قال: هو العبديهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك فذلك قوله: " تذكروا فإذا هم مبصرون. 8 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله تعالى أشدفرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده(2) في ليلة ظلماء فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها. 9 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن عبدالله ابن عثمان، عن أبي جميلة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن الله يحب العبد المفتن التواب ومن لم يكن ذلك منه(3) كان أفضل. 10 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن محمد بن سنان، عن يوسف [بن] أبي يعقوب بياع الارز، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: التائب من الذنب كمن لاذنب له(4) والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ. 11 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا عن ابن محبوب، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزوجل أوحى إلى ___________________________________ (1) قوله: " إذا مسهم طائف من الشيطان " قال البيضاوى: أى لمة منه وهو اسم فاعل من طاف يطيف كانها طافت بهم ودارت حولهم فلم يقدر أن يؤثر فيهم أو من طاف به الخيال يطيف طيفا. " تذكروا " ما أمر الله به ونهى عنه " فاذاهم مبصرون " بسبب التذكر مواقع الخطأ ومكائد الشيطان فيحترزون عنا ولا يتبعونه فيها. وقال في النهاية: طيف من الجن اى عرض منهم. وأصل الطيف: الجنون ثم استعمل في الغضب ومس الشيطان ووسوسته ويقال له: طائف أيضا وقد قرأ بهما قوله تعالى: " أن الذين أمنوا إذا مسهم..الاية ". (2) في بعض النسخ [مراده] وفى بعضها [مزاده]. (4) أى في عدم العقوبة لا التساوى في الدرجة وإن كان غير مستبعد في بعض أفرادهما.[*] [436] داود عليه السلام أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك(1)، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، فأتاه داود عليه السلام فقال: يا دانيال إنني رسول الله إليك وهو يقول لك: إنك عصيتني فغفرت لك و عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، فقال: له دانيال: قد أبلغت يا نبي الله، فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: يا رب إن داود نبيك أخبرني عنك أنني قد عصيتك فغفرت لي وعصيتك فغفرت لي و عصيتك فغفرت لي وأخبرني عنك أنني إن عصيتك الرابعة لم تغفرلي، فوعز تك لئن لم تعصمني لاعصينك، ثم لاعصينك ثم لاعصينك(2). 12 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم، عن جده الحسن بن راشد، عن معاوية بن وهب قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه ويوحي [الله] إلى جوارحه وإلى بقاع الارض أن اكتمي عليه ذنوبه فيلقى الله عزوجل حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب(3) 13 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها(4). ___________________________________ (1) العصيان محمول على ترك الاولى لان دانيال عليه السلام كان من الانبياء وهم معصومون من الكبائر والصغائر عندنا كما مر (آت). (2) " لان لم تعصمنى لاعصينك " فيها مع الاقرار بالتقصير اعتراف بالعجز عن مقاومة النفس وأهوائها وحث على التوسل بذيل ألطافه الربانية والاستعاذة من التسويلات النفسانية والوساوس الشيطانية (آت) (3) قد مرعن معاوية بسند آخر 431. (4) قد مر مضمونه 435.[*] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 12 / 2009, 56 : 11 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : اميرة الامارات المنتدى : ملتقى الفتاوى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فإن الله عز وجل بحكمته البالغة، وحجته القاطعة، وعلمه المحيط بكل شيء، يبتلي عباده بالسراء والضراء، والشدة والرخاء، وبالنعم والنقم؛ ليمتحن صبرهم وشكرهم، فمن صبر عند البلاء وشكر عند الرخاء وضرع إلى الله سبحانه عند حصول المصائب يشكو إليه ذنوبه وتقصيره ويسأله رحمته وعفوه أفلح كل الفلاح وفاز بالعاقبة الحميدة، قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} والمقصود بالفتنة في هذه الآية الاختبار والامتحان حتى يتبين الصادق من الكاذب والصابر والشاكر. كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} وقال عز وجل {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} وقال سبحانه {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} والحسنات هنا هي النِّعَم من الخصب والرخاء والصحة والعزة، والنصر على الأعداء ونحو ذلك والسيئات هنا هي المصائب كالأمراض وتسليط الأعداء والزلازل والرياح العاصفة والسيول الجارفة المدمرة نحو ذلك. وقال عز وجل {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، والمعنى أنه سبحانه قدر ما قدر من الحسنات والسيئات وما ظهر من الفساد ليرجع الناس إلى الحق ويبادروا بالتوبة مما حرم الله عليهم ويسارعوا إلى طاعة الله ورسوله لأن الكفر والمعاصي هما سبب كل بلاء وشر في الدنيا والآخرة وأما توحيد الله والإيمان به وبرسله وطاعته وطاعة رسله والتمسك بشريعته والدعوة إليها والإنكار على من خالفها فذلك هو سبب كل خير في الدنيا والآخرة وفي الثبات على ذلك والتواصي به والتعاون عليه عز الدنيا والآخرة والنجاة من كل مكروه والعافية من كل فتنة كما قال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وقال سبحانه {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، وقال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وقال سبحانه {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. وقد بين سبحانه في آيات كثيرات أن الذين أصاب الأمم السابقة من العذاب والنكال بالطوفان والريح العقيم والصيحة والغرق والخسف وغير ذلك كله بأسباب كفرهم وذنوبهم كما قال عز وجل {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، وأمر عباده بالتوبة إليه والضراعة إليه عند وقع المصائب فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، وقال سبحانه {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقال سبحانه {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وفي هذه الآية الكريمة حث من الله سبحانه لعباده وترغيب لهم غذ حلت بهم المصائب من الأمراض والجراح والقتال والزلازل والريح العاصفة وغير ذلك من المصائب، أن يتضرعوا إليه ويفتقروا إليه فيسألوه العون وهذا هو معنى قوله سبحانه {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}، والمعنى هلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا. ثم بين سبحانه أن قسوة قلوبهم وتزين الشيطان لهم أعمالهم السيئة كل ذلك صدهم عن التوبة والضراعة والاستغفار فقال عز وجل: {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وقد ثبت عن الخليفة الراشد رحمه الله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز أنه لما وقع الزلزال في زمانه كتب إلى عماله في البلدان وأمرهم أن يأمروا المسلمين بالتوبة إلى الله والضراعة إليه والاستغفار من ذنوبهم وقد علمتهم أيها المسلمون ما وقع في عصرنا هذا من أنواع الفتن والمصائب ومن ذلك تسليط الكفار على المسلمين في أفغانستان والفلبين والهند وفلسطين ولبنان وأثيوبيا وغيرها ومن ذلك ما وقع من الزلزال في اليمن وبلدان كثيرة ومن ذلك ما وقع من فيضانات مدمرة والريح العاصفة المدمرة لكثير من الأموال والأشجار والمراكب البحرية وغير ذلك وأنواع الثلوج التي حصل بها مالا يحصى من الضرر ومن ذلك المجاعة والجدب والقحط في كثير من البلدان وكل هذا وأشباهه من أنواع العقوبات والمصائب التي ابتلى الله بها العباد بأسباب الكفر والمعاصي والانحراف عن طاعته سبحانه والإقبال على الدنيا وشهواتها العاجلة والإعراض عن الآخرة وعدم الإعداد لها إلا من رحم الله من عباده ولا شك أن هذه المصائب وغيرها توجب على العباد البدار بالتوبة إلى الله سبحانه من جميع ما حرم عليهم والبدار إلى طاعته وتحكيم شريعته والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه ومتى تاب العباد إلى ربهم وتضرعوا إليه وسارعوا إلى ما يرضيه وتعاونوا على البر والتقوى وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر أصلح الله أحوالهم وكفاهم شر أعدائهم ومكَّن لهم في الأرض ونصرهم على عدوهم وأسبغ عليهم نعمه وصرف عنهم نقمه كما قال سبحانه وهو أصدق القائلين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقال عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، وقال عز وجل: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}، وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} الآية. وقال عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، فأوضح عز وجل في هذه الآيات أن رحمته وإحسانه وأمنه وسائر أنواع نعمه إنما تحصل على الكمال الموصول بنعيم الآخرة لمن اتقاه وآمن به وأطاع رسله واستقام على شرعه وتاب إليه من ذنوبه. أما من أعرض عن طاعته وتكبر عن أداء حقه وأصر على كفره وعصيانه فقد توعده سبحانه بأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة وعجل له من ذلك ما اقتضته حكمته ليكون عبرة وعظة لغيره كما قال سبحانه: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. فيا معشر المسلمين حاسبوا أنفسكم وتوبوا إلى ربكم واستغفروه وبادروا إلى طاعته واحذروا معصيته وتعاونوا على البر والتقوى وأحسنوا إن الله يحب المحسنين وأقسطوا إن الله يحب المقسطين وأعدوا العدة الصالحة قبل نزول الموت وارحموا ضعفاءكم وواسوا فقراءكم وأكثروا من ذكر الله واستغفاره وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر لعلكم ترحمون واعتبروا بما أصاب غيركم من المصائب بأسباب الذنوب والمعاصي والله يتوب على التائبين ويرحم المحسنين ويحسن العاقبة للمتقين كما قال سبحانه: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، والله المسؤول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرحم عباده المسلمين وأن يفقههم في الدين وينصرهم على أعدائه وأعدائهم من الكفار والمنافقين وأن ينزل بأسه بهم الذي لا يرد عن القوم المجرمين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26 / 04 / 2010, 32 : 11 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : اميرة الامارات المنتدى : ملتقى الفتاوى اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 06 / 2010, 51 : 12 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : اميرة الامارات المنتدى : ملتقى الفتاوى وعافها واعف عنها وتقبلها برضاك وألحقها بصالح أهل قربك يارب العالمين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018