الفائدة الأولى:
امتثال أمر الله -تعالى-
صلاة الجماعة , فيها امتثال لأمر الله -تعالى- عبادة المؤمنين حيث قال -سبحانه-{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}[البقرة :43] قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره أي كونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم ,
ومن أخص ذلك وأكمله الصلاة ، وقد استدل كثير من العلماء بهذه الأية على وجوب صلاة الجماعة)
تنيبه:
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الصلاة ص 114: فإن قيل: فهذا يتنقض بقوله تعالى:{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}[ال عمران43]
والمرأة لا يجب عليها حضور الجماعة!
قيل:الأية لم تدل على تناول الأمر بذلك لكل امرأة ، بل مريم بخصوصها أمرت بذلك بخلاف قوله : {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}ومريم كانت لها خاصة ولم تكن لغيرها من النساء ، فإن أمها نذرتها أن تكون محررة لله ولعبادته ولزوم المسجد ، وكانت لا تفارقه ، فأمرت أن تركع مع أهله... انتهى.
الفائدة الثانية:
معنى الدين وشعار الإسلام
صلاة الجماعة معنى الدين وشعار الإسلام وأعظم مظاهر المسلمين.
قال العلماء لو ترك أهل بلدة صلاة الجماعة قوتلوا ،ولو تركها أهل حارة جبروا عليها وأكرهوا)
الفائدة الثالثة:
عمارة لبيوت الله وشهادة بالإيمان
صلاة الجماعة أهم وأقوى وسائل عمارة بيوت الله -تعالى- ولولا صلاة الجماعة لتعطلت المساجد.
وقد شهد الله -تعالى- لعمار المساجد بالإيمان ، وأنهم ممن هداه الله للحق والصواب
قال -سبحانه- {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ}
الفائدة الرابعة:
تزكية من الله وفضل عظيم
إن صلاة الجماعة من أسباب ذكر الله -تعالى- وتسبيحه في المساجد ، وقد مدح الله -تعالى- ذلك ووصف أهله بأنهم رجال
وأنهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة إيتاء الزكاة ، وشهد لهم بالإيمان والخوف منه -سبحانه-
ثم بين -تعالى- بأن هؤلاء من الذين تقبل حسناتهم ويتجاوز عن سيئاتهم مع ما يتفضل به -سبحانه- عليهم من غير جزاء
قال -جل جلاله- { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[النور:36-38]
الفائدة الخامسة:
تعظيم وتأكيد لما عظمه الله وأكد عليه
رسوله صلى الله علية وسلم وحرص عليه طيلة حياته
صلاة الجماعة لها شأن عظيم وأهمية كبرى ، حيث لم يقتصر الأمر بأدائها في الأحوال عادية ، بل أمر الله بها
وأكد عليها حتى فب حالة الخوف ، وفي ساحة المعركة والقتال ، قال -تعالى-{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ ....}[النساء:102]وكذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة وأمر بها وحث،
عليها وحرص على أدائها في إقامته وسفره ، بل حتى في مرض وفاته ، ولم يرخص بتركها إلا بعذر
كما سيمر معنا إن شاء الله , ومن ذلك أن رجلا أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في ترك
صلاة الجماعة ، حيث ذكر أن بيته بعيد وليس له قائد يقوده ، وفي طريقه هوام وسباع وغير ذلك من الأعذار
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "أتسمع النداء؟"قال نعم ، قال : "أجــب"وفي رواية قال : "لا أجد له رخصة"
ورحم الله عامر بن عبدالله بن الزبير -رضي الله عنه- ، إذ سمع المؤذن وهو يجود بنفسه ، فقال : خذوا بيدي ،
فقيل : إنك عليل ، قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه فأخذوا بيده ، فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات.
هذا من فضل ربي أن احسنت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وإلى لقاء آخر بأذن الله في خمس فوائد جديدة وعذرا على الأطالة
أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا 
الإهداءات
« آخـــر الــمــواضــيــع »
| 
| 
12 / 06 / 2009, 14 : 05 AM 
عبدالرحمن سالم 
