28 / 05 / 2009, 22 : 10 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 12 / 12 / 2007 | العضوية: | 7 | المشاركات: | 3,751 [+] | بمعدل : | 0.61 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 591 | نقاط التقييم: | 184 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الحمد لله الذي أوضح سبيل هدايته لأرباب ولايته وأبهج، وحرك أهل عبادته إلى معاملته وأزعج،وأبدى بدائع قدرته في محكم صنعته وأخرج،من عرف لطفه ثنى عطفه إليه وأدلج، ومن خاف عتبه ترك ذنبه وتحرج. وينزل إلى السماء كل ليلة، فأين من يناجي،وأين من يتوب،ومن لسانه بالاستغفار يلهج ،حليم غفور،ودود شكور فإن غضب مكر بالعبد واستدرج،لا تغتر بحلمه،فكم عقاب في الحلم أدرج0أحمده سبحانه،على ما أوقد من نيران الهدى وأجج .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،لا يخفى عليه ضمير القلب في سواد الليل ولا طرف أدعج، يبصر جري اللبن يسري في العروق نحو المخرج.وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،جاء بالنور ، فادرس الظلام بهديه،ولاح الفجر وتبلج،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه طريقهم هو الطريق ،ومنهجهم هو المنهج .أما بعد،فاتقوا الله عباد الله،فإن تقوى الله ستر من النار،وسبب لدخول الجنة،وبالتقوى تزاح الهموم،وكل ضيق يبتلى به المتقي فعند الله منه المخرج فاتقوا الله واستغفروه ليرفع ويدفع عنا وما أصاب بلادنا من فتن الزلازل في العيص وأُملج 0 أيها المسلمون: ونحن نعيش في زمن كثرت فيه الفتن، وأصبح المسلم يرى الفتن بكرة وعشياً، وعمَّ في هذا الزمان من البلايا والمحن والنوازل والخطوب الجسام الشيء الكثير، وكل ذلك بسبب ما آل إليه حال الإسلام والمسلمين من ضياع وتشتت لبعدهم عن منهج الإسلام،وتفشي المنكرات في بلاد المسلمين. وذلك مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله(يكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) رواه الترمذي، من حديث عائشة رضي الله عنها وقوله صلى الله عليه وسلم(سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف؛ إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور))[صحيح الجامع]،ويذكر الراصدون، ويتحدَّثُ الإحصائيُّون عن تكاثر المتغيرات الكونية على هذه الأرض، وتتابع الحوادث والكوارث في هذا العصر، حتى قالوا: "إن الزلازل في السنوات القليلة الماضية أكثرُ منها أربع مراتٍ مما لم يحصل مثله سوى مرةٍ واحدةٍ طِوالَ عشرين سنةٍ أو أكثر في أوائل القرن الماضي"ويقولون: "إنه كلما تقدَّمَت السنوات زادَ عددُ الزلازل والغِيَر وأنواعُ الكوارث والمَثُلات".وان الزلازل والهزات التي حدثت في بعض محافظات البلاد - في محافظة العيص بمنطقة المدينة المنورة ومحافظة أُملج بمنطقة تبوك 0وقد يمتد إلى غيرها - من الأمور الكونية التي يجريها الله - جل وعلا - في خلقه وعباده لحكم كثيرة لا يحيط بها إلا هو سبحانه،لمَّا جاء أمر الله نفذ قضاؤه،فلم يكن للناس من قوة ولا ناصر ولا دافع أو ساتر، فالملك لله والأمر أمره،والخلق خلقه، والكل عبيده، وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، إنه الله العظيم: لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء: 23]وهو القاهر فوق عباده، وهو العزيز الحكيم. ولله آياتٌ وعِظاتٌ يُرِيْها عبادَهُ في الدنيا إنذارًا وتخويفًا، وتحذيرًا وترهيبًا، وإيقاظًا وتذكيرًا: وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا [الإسراء: 59].قال قتادة: "إن الله يُخوِّفُ الناس بما يشاء من عباده لعلهم يعتبرون، ويذَّكَّرون، ويرجِعُون".نعم يخوف الله عباده – أهل تلك المناطق وغيرهم من عامة سكان المملكة – ليراجعوا أنفسهم، ويتوبوا من ذنوبهم، وينيبوا إلى ربهم، ويعرفوا قدر النعمة بضدها"، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم التنزيل: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ [الملك: 16]،أي: تميل وتضطرب.وقال سبحانه: أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً [الإسراء: 68] ولما زلزلت المدينة في عهد عمر - رضي الله عنه - مرتين قال: "إنكم أحدثتم حدثًا"يعني: ذنبًا. والمعنى: توبوا إلى الله تعالى،وارجعوا إليه؛ فإن ما حدث بسبب بعض ذنوبكم، يعظكم الله به لعلكم ترجعون، فتُحدثون توبة وإصلاحًا بعد تقصير وذنب وغفلة.وقال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]. نُذُرٌ وآياتٌ،وعقوباتٌ وتخويفاتٌ لا تدفعها القوى،ولا تُطِيقُها الطاقات،ولا تقدر عليها القدرات،ولا تتمَكَّنُ منها الإمكانات، ولا تُفيدُ فيها الراصدات ولا التنبُّؤات،لا تصِلُ إليها المُضادَّات،ولا المَصَدَّات من حيث يحتسبون،ومن حيث لا يحتسبون تهتز البحار، وتتصدع الجبال،وتهلك النفوس،ولا تهتز القلوب،وترتجف الديار ولا ترتجف الأفئدة،وتعصف الرياح ولا تعصف النفوس، وتتزلزل الأرض ولا يتزلزل ابن آدم المخذول،يبتلون و يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة :126] ألا فاتقوا الله رحمكم الله،ولا تكونوا كأصحاب نفوسٍ قسَتْ قلوبُها، وغلُظَت أكبادُها، وعظُمَ عن آيات الله حجابُها، فلا تعتبِر ولا تدَّكِر،لا تكونوا من أقوامٍ جاءتهم آياتُ ربهم، فكانوا منها يضحكون،والآياتُ تأتيهم وهي أكبر من أختها، فإذا هم عنها معرضون 0 أيها المسلمون:إن ما حدث في الأيام الماضية من زلازل وهزَّات حَدَثٌ جَلَلٌ، وأمرٌ عظيم يبعثُ على الوجل من الله - تعالى – وعقوبته ،فما سبيلُ النجاة والمخرَج منَ الكرب والفِتنة والشِدّة والمحنة يا عباد الله فنقول :إن ديننا قد علمنا كل شيء في هذه الحياة ، ومما علمنا المخرج من الفتن وكيفية التعامل مع الحوادث المخوِّفة والفتن المؤلمة ، فأردت بهذه الكلمات أن أذكر نفسي وإياكم ببعض المعالم في التعامل مع الفتن على مستوى الأفراد والجماعة والأمة0جعلنا الله وإياكم ممن إذا ذكر تذكر فأول مخرج :الاسترجاع: كلمة إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ جعلها الله ملجأً لذوي البصائر، وعصمة للمُمتَحَنين، وبشرى للصابرين المسترجعين؛ فلا جزع ولا هلع، ولكن رضا وتسليم.فعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أْجُرْنِي في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها إلا أخلف الله له خيرًا منها)) أخرجه مسلم.وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: ((ما يصيب المؤمن من نَصَبٍ، ولا وَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ، حتى الهمِّ يهمُّه إلا غفر به من سيئاته))؛ أخرجه مسلم 0 ثانـيــــا: التعوذ من الفتن فإذا ظهرت الفتن وتغيرت الأحوال فالواجب على المسلم أن يتعوذ منها، والمؤمن الصادق يلجأ في أحواله كلها وجميع حياته إلى الله ولا سيما في وقت الفتن، ففي اللجوء إلى الله العصمة من الفتن والسلامة من الانزلاق فيها برأي أو فعل وهذا هو هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول(اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم وعذاب النار ومن شر فتنة القبر وعذاب القبر وفتنة النار وعذاب النار وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد)) 0 ثالثــــا :الصبر عندها وعليها وهو أوسع عطاء يعطاه المؤمن،فالصبر ضياء،وإنه من يتصبَّر يصبِّره الله،وما أعطى أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر،وإن الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد؛ فلا إيمان لمَن لا صبر له،وإنه من عزم الأمور،ومن دلائل قوة الإيمان وصحة اليقين وصدق التوكل.وقد ذُكر الصبر في القرآن الكريم في أكثر من ثمانين موضعًا،وتظاهرت الأحاديث النبوية الصحيحة في الأمر به، والثناء على أهله،وبيان حسن عواقبه،وحسبكم قول الحق سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[الزمر:10]وقوله سبحانه: وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ[النساء: 25] رابعـــــا: - الثبات والطمأنينة،ولزوم أهل العيص وأُملج وجيرانهم ديارَهم، وحسن ظنهم بالله تعالى،والإعراض عن إرجاف المرجفين، وتهويلات ضعفاء الإيمان والمفسدين، وفي حكمهم: مَنْ يبالغ في تضخيم الأمور؛ ليسيء سمعة الولاية، ويتاجر بالمصائب، أو ليشهر نفسه وما عنده؛ فإنه لا مفرَّ إلى الله إلا إليه: وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ [الرعد: 11]،وربما يكون فرار المرء إلى أَجَلِه: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ [الجمعة: 8].وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا عباد الله، اثبتوا))،ولأن الصحابة - رضي الله عنهم - لما زلزلت المدينة في عهد عمر - رضي الله عنه - لم يخرجوا منها خوفًا من الزلزال، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس إذا وقع الطاعون في بلادهم ألاَّ يخرجوا منها، ولا يدخل أحدٌ عليهم فيها، فكما أن من حكمة ذلك الوقاية - أي الحيلولة دون انتشار الوباء بسبب التنقل - فقد يكون من حكمته تثبيت الناس على الإيمان، وحملهم على الرضا بالقضاء والقدر، فيما قد لا تنفع فيه الأسباب، أو يكون نفعها لأفراد قليلين مقابل ضرر آخرين كثيرين، ولأن ترك الأوطان ليس سببًا قطعيًّا للسلامة، وربما يحدث في البلاد بسببه فوضى وشرٌّ، ومن أسباب خفة الناس، ومن أسباب الطيش، والأمور التي تُرجف بهم وبالآخرين. خامســــا : تثبيت الناس وطمأنتهم، وحملهم على الإنابة إلى الله تعالى، والثقة بكفايتهم، فإن من أصول أهل السنة والجماعة: تثبيت الناس عند النوازل والزلال والأوبئة والفتن، وتقوية الإيمان في قلوبهم، وتذكيرهم بنِعَم الله تعالى، ومتنوِّع ألطافه، وقُرْب فَرَجِه، وتغييره الشدَّة بالفرج؛ ليَحْسُنَ ظنهم بالله، ويَعْظُم رجاؤهم له، ولإبعادهم عن سوء الاعتقاد في الله تعالى بسبب شبهات المشبهين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يعجب ربُّك من قنوط عباده وقرب غِيَره، ينظر إليكم أزلين قنطين، وهو يعلم أن ما بكم سينكشف))؛ أي: فرجُكُم قريبٌ.وفي حديث آخر؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((واعلم أن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)).وفي حديث ثالث؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((قال الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي؛ فليظُنَّ بي ما يشاء)).فالواجب على أهل العلم والإيمان، وأولي العزم والنُّهى: أن يقابلوا هذه النازلة بالثبات والتثبيت، وردِّ الناس إلى ربهم، وتذكيرهم بعظيم نِعَم الله تعالى عليهم، وتذكيرهم بأنواع ألطافه وسعة عفوه؛ حتى يشعروا بالطمأنينة، ويذوقوا حلاوة الإيمان، ويزول عنهم إرجاف الشياطين؛ فإن من شأن أهل الإيمان والتقوى: الثبات، والثِّقَل، وترك الخفَّة والطيش والعَجَلة 0 سادســـا :التوبة من كل الذنوب: قال سبحانه : وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى30]،قال كثير السلف:ما نزل بلاء إلا بذنب و لا رفع إلا بتوبة. ولزوم تقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وفعل ما أوجب وترك ما حرم ، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[الطلاق:2-3] فوعد الله من اتقاه بالخروج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب فالمؤمن التقي ييسر الله أموره ويسهل عليه العقاب ويجعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً. والحذر من الانتكاسة في الفتنة وذلك حين لا يميز بين المعروف والمنكر فلا يعرف ولا ينكر وهذا ما عناه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ((كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً)) ولك يا عبد الله أن تتصور ذلك القلب المنكوس الذي لا يعرف ولا ينكر ماذا سيكون أثره وخطره على نفسه وعلى أمته، نعوذ بالله من الفتن0 سابعــــا :كثرة الاستغفار، وذلك بتركِ الذنوب والعَزم على عدَم العودةِ إليها، قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال:33] وقال صلى الله عليه وسلم: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن ضيق مخرجا،ورزقه من حيث لايحتسب)) ثامنــــــا: اللجوء إلى الله وقتَ الشِّدَّة بالدعاء قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ [الفرقان:77] وقال سبحانه فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ[الأنعام:42]وكان صلى الله عليه وسلم يحض علـــى دعاء المكروب(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))وكان يقول في الشدائد(( الله ربي لا أشرك به شيئا )) ويردد (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا هو رب العرش العظيم، لا إله إلا هو رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم ))،وعن حذيفة رضي الله عنه رفعه قال(يأتي عليكم زمانٌ لا ينجو فيه إلاّ من دعا دعاءَ الغريق))،وقال صلى الله عليه وسلم(لا يرُدُّ القدَرَ إلا الدعاء))وقال أيضًا(من سرَّه أن يستَجَاب له عند الكربِ والشّدائدِ فليكثِرِ الدعاءَ في الرخاء))رواه الحاكم وصححه. ودعوةُ المضطرِّ مجابَةٌ، قال تعالى:أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] تاسعــــــا : يستحب رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي )): صلى الله عليه وسلم ارحموا ترحموا،الراحمون يرحمهم الرحمن ،ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار:"أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد ، وقد كتبت إلى سائر الأمصار أن يخرجوا في يوم كذا ، فمن كان عنده شيء فليتصدق به فإن الله عز وجل قال:قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى.[الأعلى:14-15] 0 عاشـــرا والأخير:التعاون مع ولاة الأمور على توفير الإمكانات وأنواع الخدمات اللازمة والمحتملة،وشكرهم على اهتمامهم وعنايتهم بأمر الرعية،وقضايا الأمة المصيرية،وإبراز جهودهم الخيِّرة ومواقفهم المشكورة،وبيان أنهم بحمد الله رحمةٌ على الأمة،وغيظٌ لأعداء الملَّة،وأنهم مع الأمَّة في السرَّاء والضرَّاء، والثقة بإدارتهم وحكمتهم في إجراءاتهم، وترك الإرجاف والتهويل وإشاعة الشائعات، التي تُحدث الاضطراب والقلق وسوء الظن بالله تعالى؛فإن من أسباب البلاء والخسران والعقوبات العاجلة والآجلة ،سوء الظن بالله؛ قال تعالى:وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ[فصلت: 23]. فلنتق الله أيها المسلمون ولنأخذ بأسباب النجاة، فإن هلاك الإنسان ونجاته مقيد بما كسبت يداه، ولنعتبر بمن حولنا، ولنتعظ بما يجري بالأقوام من غيرنا. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم0 الخطـــــبة الثانية الحمد لله الذي وفق من شاء فعصمهم من الفتن وثبتهم عند المحن وأشهد أن لا إله إلا الله لا يجري في هذا الكون إلا ما قدره وقضاه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من ثبت وقت الفتن وتخلص من كل البلايا والمحن صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119]. أيها الإخوة المؤمنون:إن هذه الحوادث الملمة يجب ألا تمر علينا مرور الكرام ،بل يجب علينا أن نتوقف عندها ونستغلها كفرصة ثمينة لمراجعة الأخطاء وتصحيحها قال عز من قائل وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال: 25] واعلموا أنه لا يقينا من ذلك إلا أن نصلح ما فسد من أحوالنا، نبدأ بأنفسنا ونحملها على الحق، نبدأ بأهلنا وجيراننا ونسائنا وأولادنا، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ولنعلم أن لا صحة للإنكار باللسان مع القدرة على التغيير باليد، ولا صحة للإنكار بالقلب مع القدرة على الإنكار باللسان. ولا يصح الإنكار بالقلب ما لم يتم الابتعاد عن العصاة وهجر أماكنهم وعدم مجالستهم، وذلك عند عدم انتفاعهم بالموعظة والنصيحة. قال الله تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22].فاتقوا الله عباد الله واعتبروا بما يجري حولكم غير بعيد عنكم، واستغفروا من ذنوبكم وتوبوا إلى ربكم، واستقيموا على دينكم، واحذروا كل ما نهيتم عنه تحصل لكم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة، ويدفع الله عنكم كل بلاء، ويمنحكم كل خير؛ قال سبحانه:وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ [الأعراف: 96] وتذكروا قوله جل جلاله:قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذَابًا مِن فَوقِكُم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم أَو يَلبِسَكُم شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ انظُرْ كَيفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُم يَفقَهُونَ [الأنعام: 65] وقَولَهُ سُبحانَهُ: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم في تَقَلُّبِهِم فَمَا هُم بِمُعجِزِين [النحل: 45- 46].فارجعوا إلى دينكم، تعرّفوا على الله في الرخاء يعرفكم في الشدة، اصدقوا الله يصدقكم، واذكروه يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وأدّوا إليه حقّه يوفّيكم حقكم فإن الله أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، وأجود الأجودين. اللهم ادفع عنَّا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمحن، والزلازل والمحن، والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصةً، وعن سائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين ،اللهم إنا نعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء.اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل أهلنا في (العيص) و(أُملج) وما حولهما في ضمانك وأمانك وإحسانك يا أرحم الراحمين.حسبنا الله وكفى، حسبنا الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى، على الله توكلنا، وإليه أنبنا.اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون، والوباء وهجوم البلاء في النفس والأهل والمال والولد، ، الله أكبر، الله أكبر مما نخاف ونحذر، الله أكبر، الله أكبر عدد ذنوبنا حتى تُغفَر.اللهم إنا نعوذ بك من جَهد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.نعوذُ بكلمات الله التامَّاتِ التي لا يُجاوِزُهُنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شر ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يلِجُ في الأرض، ومن شر ما يلِجُ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقًا يطرُقُ بخيرٍ يا رحمن. اللهم إنا نسألُكَ الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرشد، ونسألكَ شكرَ نعمتك، وحُسن عبادتك، ونسألك قلوبًا سليمة، وألسنةً صادقة، ونسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم.اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك،ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك، ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك وأنت أرحم الراحمين، وخير الغافرين.اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضى، وخُذْ بناصيته للبِرِّ والتقوى، وهيِّئ له البطانة الصالحة الناصحة الصادقة التي تدُلُّهُ على الخير وتعينه، وأبعِد عنه بطانة السوء يا رب العالمين، اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمر المسلمين لتحكيم شرعك، وإتباع سنة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم .اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وفُكَّ أسرانا، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا قوي يا عزيز. عباد الله:اعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدْسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنِّهِ وإنسِهِ، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمدٍ المبعوث في أمِّ القُرى ،وعلى صاحبه أبي بكر الصديق مصاحبه إن وقعت الشدة أو الرخاء، وعلى عمر الفاروق الذي دوَّخ الكفر فذلَّت له الأعداء، وعلى عثمان زوج ابنته ما كان حديثًا يُفترى،وعلى عليٍّ بحر العلوم وأَسَد الشَّرى ، وعلى عمه العباس الذي سألت الصحابة به الغيث فسالت السماء وعلى جميع آله وأصحابه صلاةً تبقى وسلامًا يَتْرَى إلى يوم الجزاء0 عباد الله: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90]،فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
o'fm fuk,hk (hglov[ lk tjk .gh.g hgudw ,HElg[ " ggado uf]hgu.d. hgrkhl
|
| |