08 / 05 / 2009, 07 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 41 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح علمٌ بلا أدب .. جسد بلا روح الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد: فإن السالك لطريق العلم ينبغي عليه أن يتحلى بآداب ذلك الطريق، فالأدب للعلم كالماء للحياة. ومن الآفات التي ابتليت بها الأمة في هذه الآونة استباحة لحوم العلماء من الأصاغر ومرضى القلوب ودعاة حركة التنوير وتلامذة الفكر الغربي ورواد العلمانية الضالة. ولأن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب، كما قال الحافظ ابن عساكر - رحمه الله -، لذلك أردت في هذا المقال أن أبين الآداب التي يجب على طالب العلم التأدب بها فضلاً عن العوام تجاه العلماء، وتبدو أهمية هذا الموضوع من وجوه: 1. منزلة العلماء في الشريعة. 2. انتشار هذه الظاهرة بين الكثير من طلبة العلم، فضلاً عن غيرهم. 3. الحرب الشرسة من المنافقين والعلمانيين على العلماء ولاءً لأسيادهم من اليهود والنصارى. إن تعلم الأدب كان من هدي السلف السابقين، بل إن معرفة باب واحد من الأدب، كان أحب إليهم من تعلم سبعين باباً من العلم. ولقد جاءت آيات القرآن الكريم تبين هذا المعنى وتؤكده، فموسى - عليه السلام - قال للخضر - عليه السلام - ?هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا? فجعل نفسه تبعاً لشيخه ثم استأذن في هذه التبعية بأدب، مبالغة في التواضع، وفي طلبه للعلم من شيخه طلب بعض العلم وليس كل العلم بقوله " مِمَّا عُلِّمْتَ" وهي تفيد التبعيض، وهذا من أدب الطلب، فالمتعلم لا يطلب من العالم كل ما عنده حتى لا يشعره بالمساواة. وعيسى - عليه السلام - عندما سأله ربه - عز وجل -: {أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ}? قال في أدب: {إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَه} ولم يقل "لم أقل" تأدباً مع ربه - سبحانه -. ويوسف - عليه السلام - من باب الأدب مع إخوته والرفق بهم، قال لهم: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} فلم يذكر الجب حفظاً للأدب ورفقاً بإخوته. وعندما سئل العباس - رضي الله عنه -: "أنت أكبر أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أكبر، وأنا وُلِدتُّ قبله"، وعن أنس - رضي الله عنه - كانت أبواب النبي - صلى الله عليه وسلم- تقرع بالأظافير. ولأن للعلماء منزلة عظيمة في الشرع، كان من الواجب علينا أن نعرف لهم قدرهم وأن نتقي الله في أعراضهم؛ لأن أعراضهم على حفرة من حفر جهنم، فهم أولياء الله كما قال الشافعي - رحمه الله -: "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي". ويترتب على طعن العالم والوقيعة في عرضه عواقب وخيمة وآثار خطيرة منها: 1. جرح العالم سبب في رد ما يقول، ولذلك بدأ المشركون بالطعن في شخص النبي - صلى الله عليه وسلم- ؛ لأنهم يعلمون أن نجاحهم في ذلك معناه سقوط ما يحمله من حق وعدم قبوله، وهذا هو طريق أهل النفاق في كل العصور، حرب على العالم لأجل رد الناس عن الحق الذي يحمله. 2. جرح العالم يؤدي إلى انصراف طلاب العلم عنه ومعنى ذلك أن الطريق يصبح بدون مرشد يأخذ بيد طلاب العلم إلى الطريق الصحيح. 3. طعن العالم طعن في ميراث الأنبياء لأن العلماء ورثة الأنبياء، يقول ابن عباس - رضي الله عنه - من أذى فقيهاً فقد أذى النبي - صلى الله عليه وسلم-. 4. طعن العالم يحقق مخططات الأعداء ويساعد في ترويجها. ويجب على العالم في ذلك المجال أن ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات، وأن يكون قدوة في علمه وعمله، وأن يتثبت قبل أن يتكلم لأن زلة العَالِم زلة لعَالَم، وأن يحذر من استدراج أهل الباطل وتدليسهم في كثير من المسائل، وأن يصدع بالحق مع مراعاة المصلحة والمفسدة، رحم الله الشيخ الخضر حسين، شيخ الأزهر الأسبق، عندما طالب محمد نجيب بالمساواة بين الرجل والمرأة، قال له الشيخ: "إما أن ترجع عن قولك أو لأخرجن غداً لابساً كفني ومعي جميع الأزهريين"، وأمام صمود الشيخ وقوته في الحق، عاد لما قال على صفحات الجرائد، وكذلك كان موقف أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مع مروان بن الحكم عندما أراد أن يبدأ بالخطبة قبل الصلاة في العيد فجذبه أبو سعيد أمام الجميع، وقال له: "كم غيرتم وبدلتم". كما يجب علينا أن نعلم للعلماء قدرهم، وأن نوقرهم مع علمنا أن العصمة للأنبياء، ولذلك يجب علينا أن نعذر العالم حين يجتهد فيخطئ، فهو مأجور، لا أن نبحث عن الخطأ وننشره بين الناس، فهذا دأب مرضى القلوب، حيث إنه لم يسلم من الخطأ أحد. مع التثبت عما ينقل عن العالم، فكم ردد سيء الفهم والحفظ أقوالاً ونسبها ظلماً وعدواناً لعالم وهو منها براء، وسنده في ذلك سمعت فلاناً وقال فلان وهو سند كخيوط العنكبوت، فضلاً عن أن التفريق بين رد قول العالم المرجوح وبين الطعن في شخصه أمر في غاية الأهمية، ولا ينبغي أن يكون غرض الناقل هوى وغرضاً شخصياً ومرض قلب وحب ظهور لأن ذلك كله مفسد لنيته محبط لعمله، وإذا ما جانب العالم الصواب فالأولى أن يناصح حتى يصحح هو بنفسه بدلاً من التشهير به على الملأ حتى لا يسقط من أعين الناس، فالغرض هو وصول الحق إلى الناس بغض النظر عن المحدث وليس معنى ذلك تقديس الرجال والصمت عن الباطل والتغاضي عن الأخطاء ولكن بيان الحق دون تجريح فالحق لا يُعرف بالرجال، بل يعرف الرجال بالحق، والمعصوم من عصمه الله - تعالى -. وختاماً أقول لمن أطلق لسانه بالطعن في أعراض العلماء وفي نشر سقطاتهم وفي تتبع عوراتهم: يا ناطـح الجبـل العالـي ليثلمـه *** أشفـق علـى الـرأس لا تشفـق علـى الجبـل (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم). والله من وراء المقصد
uglR fgh H]f >> [s] fgh v,p
|
| |