ولأكون شخصًا معظّمًا للشعائر في الأشهر الحُرُم خطوات:
الخطوة الأولى: ترتيب الأولويات ومحبة ما يحبه الله.
وأولى الأولويات الصلاة. أحب ما يحبه الله ((.. ما افترضتُ عليه..))[7]
الخطوة الثانية: مداومة الذكر.
فدوام الذكر إشارة التعظيم. ودوام الذكر يأتي من كون قلب العبد بين ثلاثة رياح:
الحب.... والرجاء.... والخوف
فتارة يبعثه على الذكر: الحب... ((مَن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي))[8].
وتارة يبعثه على الذكر: الرجاء.. عن شداد بن أوس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((سيد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي؛ فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح؛ فهو من أهل الجنة))[9].
وتارة يبعثه على الذكر: الخوف؛ ((مَن قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه؛ كان عليه من الله تِرَةً، ومَن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله فيه؛ كانت عليه من الله تِرَةً، وما مشى أحد ممشى لا يذكر الله فيه؛ إلا كان عليه مِن الله تِرَةً))[10].
الخطوة الثالثة: أن يظهر من جوارحي الإحسان إلى المخلوقين.
فالعبد كلما كان مُعظِّمًا لشعائر الله؛ زاد إحسانًا إلى الناس. بدليل أن الله يجمع دائما بين ذكر الصلاة والزكاة؛ لأن الصلاة فيها الإحسان في عبادة الخالق والزكاة فيها الإحسان للمخلوقين، والحرص على الإحسان يقابله غض الطرف عن الإساءة.
ولا يستطيع ذلك إلا الموحد فإنه كلما زاد الشخص توحيدًا؛ استطاع أن يكون مُعظِّمًا للحُرمات, مُعظِّمًا للشعائر.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} [الحج] فأتت آية التوحيد بين آيتي التعظيم.
وفي الختام نسأل الله أن يجعلنا من الموحدين المعظمين للحرمات، المتقين الله حق تقاته.
[1] - "تفسير القرطبي " (8/ 122)
[2]- "تفسير ابن كثير" (2/ 465).
[3] - "تفسير الطبري" (6/ 364)
[4] - "تفسير السعدي"
[5]- الحديث: ((...كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ..)) متفق عليه.
[6] - تفسير السعدي
[7]- "صحيح البخاري" (الرقاق/ التواضع/ 6502).
[8]- رواه أحمد، وصححه الألباني "الإيمان لابن تيمية" ص: 77.
[9]- "صحيح البخاري" (الدعوات/ أفضل الاستغفار/ 6306)
[10]- رواه أحمد وغيره وصححه الألباني "صحيح الترغيب والترهيب" (1512)
منقول
