| المعلومات | | الكاتب: | | | اللقب: | موقوف | | البيانات | | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | | العضوية: | 11 | | العمر: | 42 | | المشاركات: | 0 [+] | | بمعدل : | 0 يوميا | | اخر زياره : | [+] | | معدل التقييم: | 0 | | نقاط التقييم: | 40 |
| الإتصالات | | الحالة: | | | وسائل الإتصال: | |
| المنتدى : الملتقى العام
لا أثق بنفسي!
المجيب إيمان البلالي
السؤال
أنا أحس دائماً بالنقص عن الآخرين وعدم الثقة بالنفس، وأشعر أنني لست جديرة لأي نجاح أو شكر، وأن غيري أهل له، ومن المفروض أن ينسب له بالرغم أنني أنا من صنعته، وكلما حاولت التغلب على مخاوفي لا أستطيع، والمصيبة الأكبر عندما أعمل شيئاً ما وأخطئ ويواجهني الآخر بخطئي فأكره نفسي وربما أبتعد عن كل شيء يذكرني بالموضوع، وأظل أرتاب من فعله مرة أخرى، وأكره الشخص الذي انتقدني، وأخاف أن أواجهه ولو من بعيد، فلذلك أفضل أن أعمل وأنسب أعمالي للآخرين، ولا أصدق أي كلمة مديح، دائماً أضع غيري في الصورة، فلو قال لي أحدهم: إن فعلك جيد، أذكر شخصاً غيري، وأقول له: فكيف إذا رأيت عمل فلان؟
لكنني أشعر أني استحق الانتقاد وان لم أكن كذلك!
أحب الانطواء غالباً وإخفاء ملامحي عن الأنظار، وأنا غير راضية عن شكلي أيضاً، وعادة أنتقد أنفي أو فمي أو وجهي، وأجد من يوافقني الرأي، فتتأكد شكوكي وتضعف ثقتي بنفسي.
وأريد أن أضيف إلى ذلك أني حساسة جداً، وأخاف كل الخوف أن يزعل مني أحداً أو أن أجرح أحداً بلا قصد، وإن حصل فلا أستطيع مواجهته، بل أكتفي بالتودد إليه كثيراً محاولة تصحيح ما اقترفته بطريق غير مباشر.
وإن صادفتني مشكلة شخصية أحس أن مشكلاتي تافهة، وأخاف أن أزعج أحداً بها؛ فهم غير مطالبين بسماع مشكلاتي فأنتهي بالكتمان. أرشدوني إلى الحل مأجورين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد:
حبيبتي..بداية الحمد لله أنك سهلت الطريق علينا، فمشكلتك فعلا هي نقص الثقة بالنفس..وكتابتك طلبا للاستشارة هي بداية العلاج، المهم أنك اعترفت بذلك..
حبيبتي.. قد منح الله كل إنسان نعماً كثيرة وأسباباً مديدة لينجح في حياته ويحقق ذاته،
وما علينا إلا أن نكتشف هذه النعم التي أنعمها الله علينا وتلك الأسباب، وهي صفات نتميز بها عن غيرنا وظروف وضعنا فيها تختلف عن أوضاع الآخرين...
والثقة بالنفس شيء فطري يولد معنا، ولا يوجد طفل لا يتمتع بالثقة، لكن يتعرض البعض لظروف تغطي هذه الصفة وتضعفها لكنها موجودة إنما طمرت إما بفعل أيدينا أو بفعل الآخرين..
والحل بيدك:
أولا: القناعة والرغبة.
فإذا كنت فعلا راغبة وعاقدة العزم على التغيير فاقرئي التالي، وإن كنت مترددة
وطلبك للاستشارة إنما هو للاستئناس فأرجو أن لا تتابعي باقي الاستشارة..
واعلمي أن لكل شيء ثمناً وقد يستنكر من حولك في البداية هذا التغيير ربما بالفرحة والتشجيع وربما بالاستهزاء.. فعليك أن تكوني صادقة ومستعدة لتحمل ثمن التغيير وستكون السلعة غالية؛ لأنك ستسعدين بها طوال حياتك، واستعيني بالله - عز وجل - لتخرجي من هذا كله..
ثانياً: الدعاء، أكثري من الدعاء أن يعينك الله ويلم شتات نفسك، واستخيري بكل خطوة تفعلينها.
ثالثاً: تصالحي مع نفسك..
هل فكرت يوما أن تجلسي لوحدك مع نفسك، وأن تخصصي لك ساعة من كل يوم أو حتى كل أسبوع لنفسك.. فقط جهزي مكاناً مريحاً بعيداً عن المقاطعات، وفكري في نفسك وتخيليها وكأنها طفلة صغيرة جميلة قام أهلها بجلدها بالسياط حتى بكت وملت من البكاء ثم أغمي عليها.. أنت بلومك لنفسك تفعلين نفس الشيء بنفسك، فتوقفي عن هذا حالا، واعلمي أن كل ابن آدم خطاء وأن الله يقبل التوبة، فتقبلي نفسك مثل ما أنت، فالجمال جمال النفس وجمال الطباع، وهذا ليس كلاما إنما هو واقع.
كم رأينا جميلات لكنهن مملات، وكم رأينا من يقصرهن جمال لكنهن خفيفات ظل..
كم مرة أخطأنا حتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يخطئ، وابحثي عن حادثة لما استشار الصحابة رضوان الله عليهم في تلقيح النخل فأخطأ باقتراحه.. ولم ينقص هذا من قدره شيء - صلى الله عليه وسلم -..
ومن ذا الذي يطلب الكمال في كل شيء فالكامل هو الله.
أخيرا تقبلي نفسك مثل ما أنت بأخطائك وبجمالك وبسمرتك أو بياضك وقصرك وطولك.
كرري أنا سعيدة بنفسي كما خلقني الله..
رابعاً: المذكرة.. احتفظي بمذكرة أثناء تطبيقك لبعض المهارات التي ستتعلمينها، سجلي فيها انطباعاتك لكل عمل قمت به ولاحظي تقدمك..
خامساً: ابتسمي.. من المهارات المهمة في تنمية الثقة بالنفس هي الابتسامة، حاولي الابتسامة في كل لحظة في أي موقف، فكري بشخص واثق من نفسه ستجدينه دائما مبتسما، وهذا يعطي إيحاء للآخرين أنك واثقة وراضية عن نفسك (يستطيع الإنسان أن يكتسب صفة جديدة إذا تمرن عليها خلال واحد وعشرين يوما).
سادساً: المظهر الخارجي.. عليك التغيير في مظهرك الخارجي ملبسك لون شعرك.. قصتك.. (طبقا للشرع لا أقصد التبرج إنما في بيتك وبين محارمك وأصدقائك) البسي الألوان المبهجة دائما.. وسترين الفرق..
سابعاً: اقتحمي.. اكتبي ما يخيفك، بعض الأماكن مثلا، زيارة بعض الأقارب أو الأصدقاء لوحدك.. التسوق.. التحدث باللغة العربية الفصحى أو الإنجليزية.. إلخ واجعليها في قائمة، ثم في كل يوم اقتحمي مجالا من المجالات.
وكرري هذه الخطوة كل مرة، ثم سجلي انطباعك في مذكرتك لا داعي للخوف فلن يؤذيك أحد ولن ينقص إصبع أو أنف أبدا، بل سيزيد معدل حبك لذاتك واحترامك لها..
ثامناً: امشي وأنت منتصبة القامة، رافعة رأسك إلى الأعلى، فهذا سيساعدك كثيرا..
تاسعاً: تقبلي.. تقبلي الانتقاد والنصيحة، واعلمي إذا كان الهدف من النصيحة النصح فقط والتقرب إليك، فافرحي بها وإن كانت مؤلمة تمالكي نفسك واعتبريها هدية وإن كان مجرد انتقاد، فلست بأكرم من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد انتقد واستهزئ به فصبر وصبر.. ولا يُضرب بالحجر إلا الثمر الطيب..
عاشراً: ماذا تريدين؟
ماذا تريدين من الدنيا؟! ما هو هدفك، حددي أهدافك وطموحاتك واسعي لتحقيقها.. فبتحقيقها ستحققين ذاتك؟ (اسألي عن كيفية تحديد الأهداف وتحقيقها إذا كنت لا تعرفين).
حادي عشر: فكري بإيجابية وخالطي الإيجابيين..
غيّري من نمط تفكيرك، وانظري إلى الأشياء بنظارة وردية، ابحثي عن الأشخاص
الإيجابيين الذين يعينونك على تحقيق أهدافك وعلى الإنجاز كذلك..
ثاني عشر: التطوع، اعملي في مجال العمل التطوعي في أي لجنة تشعرين أنها بنفس تفكيرك، سواء في حلقات التحفيظ وتربية الأطفال ومساعدة كبار السن أو مساعدة الفقراء والمساكين وكوني إيجابية.. شاركي في المنتديات بالإنترنت الهادفة.. واسعي لتحقيق السعادة للناس..
ثالث عشر: قد يطول الحديث في مجال الثقة بالنفس، لكن ما أعتقده أنك تستطيعين التغيير إذا ما أردت ذلك، من اليوم اتخذي القرار، وقولي أنا امرأة جديدة أبهر من حولي واثقة من نفسي لا ينقصني شيء، لدي الكثير من المواهب التي منحني الله إياها لتعمير الكون، ابتسمي وكوني إيجابية، ساعدي من حولك وصليهم، كوِّني دائرة من العلاقات الجديدة ووثقيها.
ارفعي رأسك، واقتحمي كل صعب وحزن. وسيكون سهلا إذا استعنت بالله.
والحمد لله رب العالمين. والله أعلم.
gh Her fktsd!
|
أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا 
الإهداءات 
« آخـــر الــمــواضــيــع »
| 
| 
20 / 04 / 2009, 43 : 05 PM 
ابو الوليد البتار 
